إن كتابنا هذا الذي يطمح إلى أن يكون كتاباً دراسياً مخصصاً للمرحلة الجامعية، ليس كتاباً بحثياً مستنداً إلى مصادر أولية، بل هو كتاب يعتمد على نتائج دراسات سابقة، يتعامل معها تعاملاً نقدياً. وهو يتميّز بأن حقله التاريخي يمتد إلى يومنا هذا. وقد سعينا، في إعداده، إلى أن نكون موضوعيين قدر الإمكان، وكان همنا أن يكون الشعب الفلسطيني وجوانب حياته، السياسية والاجتماعية والاقتصادية، في مركز سرديتنا التاريخية، وهو أمر تبيّن لنا أننا لن ننجح فيه، وخصوصاً بعد نشوء القضية الفلسطينية، من دون أن نضع، في الوقت نفسه، حركته الوطنية ونضالها ضد الصهيونية والاستعمار في مركز هذه السردية كذلك. وعليه، وإذا كانت المقاربة الاجتماعية الاقتصادية طاغية لدى تناول تاريخ فلسطين في المرحلة العثمانية، فإن المقاربة السياسية هي التي طغت لدى تناول تاريخ فلسطين منذ بدايات الاحتلال البريطاني حتى يومنا، ولا سيما بعد أن غابت، جراء النكبة، التشكيلة الاجتماعية-الاقتصادية لفلسطين الانتدابية، وتشتت الشعب الفلسطيني بين الوطن والمنافي، وتوزع على تجمعات متعددة.
مؤرخ فلسطيني وباحث متفرغ في مؤسسة الدراسات الفلسطينية في بيروت. حائز درجة دكتوراة دولة في الآداب والعلوم الإنسانية من جامعة باريس الأولى-السوربون سنة 1982، ودرجة دكتوراه حلقة ثالثة في التاريخ المعاصرمن الجامعة نفسها سنة 1977. كان أستاذ التاريخ العربي في المعهد الفرنسي للشرق الأدنى، دمشق ثم بيروت. وهو الآن باحث في المعهد الفرنسي للشرق الأدنى في بيروت، وعضو اللجنة الدولية المشرفة على فصلية "أبحاث دولية" في باريس، وعضو لجنة تحرير "دفاتر مجموعة الأبحاث والدراسات حول المغرب العربي والشرق الأوسط" في باريس.
كتاب جيد، بالنسبة للمطلع على أدبيات القضية الفلسطينية لن يكون للكتاب قيمة كبرى أكثر من كونه يلملم الأفكار المتناثرة في نص واحد محكم ومسلسل تاريخيًا بشكل مُختصر، وإلى جانب ذلك هناك بعض الإضاءات والنقاط العميقة رغم قلتها