همّت بالكلام، ربما لتبرر ما لا يمكن الإفصاح عنه، بعد أن باحت به؛ سعادتها في مكان آخر. لم تشأ الإفصاح أكثر.. أنا أيضاً، لم أرد سماع المزيد، إذا كان صحيحاً، يستحيل إقناعها بالعكس. في الحقيقة تطيرت، لا أجهل كم يجر الحب من مصائب. لحظتها، أدركت أنني لم أكن أريد إنقاذ صاروف فقط، بل إنقاذ ما أحمله نحوها من صداقة ومحبة. كنت مهدداًً بفقدانهما معاً، رثيت له، وخفت عليها، واستعظمت خسارتي لهما. لا يمكنني إغفال صلتي القوية بهما. قالت عندما لاحظت صمتي: «أنت الوحيد الذي أريده تفهم ما أقدمت عليه». لم تكن لدي أية رغبة في تفهمه، لئلا أغفره لها. لم أعلق، فقالت: «لن يتغير شيء بيننا، أليس كذلك؟». لم أقل شيئاً، فقالت، وكانت ترجوني. «أنا مصرة». فأدركت أن صداقتنا انتهت. قلت: «لا، كوني على ثقة». «عدني». كنت حزيناً في منتهى الحزن، عند الوداع تُطلق أكثر الوعود حرارة وكذباً، بينما لا يملك كل منا ما يعد به الآخر
عبث هو ما الت اليه دوله تخاطفتها ايادي ابنائها ...و ما عاد تفسير لشيء ...نوايا خيره ...ثورات ...سطوات قهر قتل تعذيب بطش،تشريد منفى تشظي ..تدمير ....ارهاب...تشبيح ...ثم تلميع تبييض اعاده تدوير...اعاده كتابه التاريخ..نقطه...........صمت صمت صمت لاشيء!
"بدد المنظر الفذ مخاوف سهير من الارهابيين الاسلاميين، انهم من حثالات التاريخ، يصنعهم هذا او ذاك! إنهم مطيه الجميع الي السلطه، مهما توالدوا فالنهايه علي حبل المشنقة. إنهم الكادحون المتدينون الاكثر غباء علي مر العصور ؛ الله لا يعترف بهم، إنهم عبء عليه، لذلك تركهم علي عماهم، يؤولون كتبه السماوية كما يشاؤون، فيذهبون بالناس إلي الجحيم الأرضي قبل الجحيم السماوي"
روايه جيده وككثير من الادب العربي الان تعكس المزاج السوداوي للعالم العربي بعد "الخريف" العربي. بلدان حلمت لايام قليله بالحريه والخروج من تحت نظم عسكريه شموليه لتقع في براثين اسلام سياسي مستعر متعطش للدماء لتعود مذلوله الي النظام القديم لان لا شئ اسواء من العيش تحت الحكم الاسلامي الفاشي. البطل الاستاذ صاروف المثقف يهرب تماما من الواقع ويعيش حاله من اللاشيء واللاوعي بعد ان تخلت عنه زوجته سهير.
سهير الشابه التي بهرها العقل ثم طاقت للتحرر من سجن المنطق والتحليل فصارت تتخبط في عوالم مشوهه لا تدركها ولا تشبعها وينتهي بها المطاف "للمضي في الخراب" مع صديق وحبيب الظل الفاقد لاي عزم!
حاله من الضياع خلفتها حرب ليس لها جدوي ترجع بالزمن الي الوراء وتقضي علي طموحات واحلام اجيال كأن التاريخ يكره المسير في هذا العالم المتعوس!
اول تجربه لي في الادب السوري . كتاب جيد يستحق القراءه ويدفعني لقراءه المزيد من ادب فواز حداد .
ب لغة بسيطة وجميلة، استطاع الروائي فواز حداد اختصار معضلة المثقفين السوريين خلال الثورة/الأزمة/الإبادة في سوريا، ب حبكة فسرت تخبط الشخصيات من خلال ماضيهم تلتها الأحداث التي وقعت.
الأجمل في هذه الرواية هو تبسيط الفصول وجعلها كأنها عناوين ليست لمواضيع وثقت حالة الشخصيات, بل الواقع السوري ب أكمله.