بلمحةٍ ذكية، ولغةٍ لا تخلو من الحمولاتِ والإسقاطات التي تضع الواقعي والسريالي في بوتقةٍ واحدة؛ تشرع الكاتبة شيخة حليوى في سردِ قصصها التي تُحيلنا إلى عوالم حميمةٍ، مليئة بالتفاصيل والمشاهد الأقرب في جزئياتها من العمل السينمائي، غير المباشر، أين نقترب من ملامسةِ الحقائق، كما القصص المتخيّلة بنفس المسافة التي نقطعها بين قصةٍ وأخرى، بين نصٍّ وآخر. لا سيما ونحن نمسِكُ بخيط السرد المتواصل دون انقطاع، كنهرٍ لا نهاية له، حتى عناوين القصص تتحوّل إلى جسورٍ صغيرة، تُذكّرنا بوجود ضفّتينِ يمكن اللجوء إليهما، وقد تقمّصنا أجساد الأبطال، بأطرافها المبتورة، والاصطناعية، بل إنَّنا نقعُ على دُمى تلعب دورَ الشريك، وتصفع وجه العالم الذي يحتاج إلى صياغةِ مفاهيم جديدة عن الحياة والوطن والحرب والحب.
جميلة القصص، ولغتها متقنة وسردها لطيف لم تعجبني كل القصص، بعضها قويّ ومتقن، وبعضها الآخر شعرت كأنّ خيط السرد فلتَ منها ولم تستطع القبض عليه.
أحببت منها: 1- زيارة ليلية 2-رجل يبحث عن عينيه 3- أصوات قديمة
" مات كثيرون منا مختنقين بأصوات لا يعرفونها، أو بجرعة زائدة من الكلام. قليلون هم الذين نجوا من عاصفة الكلام الطارئة تلك، وكنتُ واحداً منهم. لم ننج تماماً وإلا لماذا ظللنا سنوات قبل أن نموت لا نتكلم إلا من مخروط ورقيّ؟".
إنّ شيخة تحاول أن تنقلنا إلى أماكن لَم نعهدها مِن قبل في القصة القصيرة، إنها تراهن بشكل أساسي على القارئ الناضج والمتمرس بل وتطلبه وأراها نجحت في أن تلفت نظر لجنة تحكيم جائزة الملتقى ونظر القُراء المهتمين بما بعد الحداثة. شكرًا شيخة على هذه المجموعة التي عرّفتني عليكِ. وشكرًا للصدفة التي جعلتني أفتتح قراءاتي لهذا العام بكتابكِ.
في هذه المجموعة القصصية ذات العنوان الغريب وهي غرابة مقصودة ربما لتهيئة القارىء لتلقي المتن الذي يتسق مع عنوانه، تقدم القاصة الفلسطينية شيخة حليوي نماذجا إنسانية ذات سمت غرائبي واضح، شخصيات مشوهة أو بالأحرى نبت واقع مشوه، وفضاءات غرائبية متخيلة يحل فيها اللامكان "ثقب في حائط مثلا" محل البيت كملاذ لشخصية تبحث عن المعنى أو الأمان.
بنبرة ما بعد حداثية واضحة تؤسس شيخة لقصصها ذات الطابع السوريالي الباطن/ الواقعي الظاهر حيث الفقد، والضياع، وتشظي الذات هو القاسم المشترك بين شخصياتها، وبلغة مكثفة ومقتصدة/متقشفة أحيانا تعرض لبعض من مآسي الإنسان الذاتية/العامة في عالمنا ووطننا العربي تحديدا المبتلى بحكامه وحروبهم مع شعوبهم لا عدو حقيقي آخر. تحتفي قصص المجموعة بالحلم كوسيلة وحيدة ربما للخلاص البشري، وبالحاجة الإنسانية الأهم للحب والائتناس بالمحبوب أو بالشعور ذاته إن قصر الواقع عن توفير الشريك الحقيقي وصار لنا شريك متخيل أو بلا روح آدمية، وبالانتقام ولو بأثر رجعي من الذين خربوا حياتنا، وكذلك بالبحث عما يؤكد وجود معنى لإنسانيتنا ولوجودنا ولو وسط أتون الحرب بكل ما تحمله للمنكوبين بها من هلع ودمار.
تتسم قصص المجموعة باعتماد عنصر المفارقة/ المفاجأة كأساس لها حيث تمهد الكاتبة دوما في الغالب لنهاية نجدها تدهشنا أو تحبطنا باختلافها والرأي للقارىء. السرد في القصص موجز/ جدا في بعض الأحيان، المسكوت عنه أكثر من المحكي، والإحالة هنا دوما إلى تلقي القارئ للقليل ليصنع أو يتخيل من ورائه الكثير، وربما كان إطراء لجنة التحكيم في بيان حيثيات منحها الجائزة لهذه المجموعة دالا في هذا الصدد: "تتميّز مجموعة "الطلبية" بتعدّد حبكاتها بلغةٍ واضحةٍ ودلالاتٍ موحيةٍ وغنية بالتقنيات السردية، كما تعتمد المفارقة أداةً لتحقيق نوع من التنوير، أو مفاجأة القارئ بوجود نزعاتٍ أو رؤى فلسفية لافتة، محتفية بالأحلام والذات والبطل الهامشي، ومتأرجحة بين الواقع والخيال".
تتفاوت قصص المجموعة في المستوى وأعجبني منها فسحة للنباح، ثقب أبيض، حياة من خشب، عروس للبيع، وصورة قديمة لكنها في الإجمال مجموعة جيدة تقدم للقراء العرب قاصة موهوبة ولديها ما تقدمه بصوت مختلف ورؤية مغايرة لواقعها وواقعنا الإنساني بشكل عام، ولهذا الأمر دلالته الخاصة حينما نعلم أن الكاتبة فلسطينية ومن هنا جاءت قيمة جدة الطرح واختلافه وتفاديه الوقوع في فخاخ النمطية التي ما فتئت تحاصر كل من يرغب في التعبير إبداعيا عن همه الإنساني وتدفعه دفعا للانطلاق من القضية الكبرى والعودة إليها. القضية الكبرى عند شيخة هي الإنسان وحسبها من قضية لا أعظم أو أخطر منها
لا أدري ... هذه القصص فازت هذا العام بجائزة الملتقى الثقافي .. وقد أحببت شيخة لمجرد فوزها- نسوية- :) المشكلة مني ، فقد تبين لي أنني لاأميل للرموز في الروايات، فبالتاكيد لن انسجم مع وجودها بقصص قصيرة ..
لا أعلم ... فلأمتدح اللغة العربية الفاخرة وكفى ...
# مات كثيرون منا مختنقين بأصوات لايعرفونها ، أو بجرعة زائدة من الكلام قليلون هم الذين نجوا من عاصفة الكلام الطارئة تلك وكنت واحدا منهم . لم ننج تماما . وإلا لماذا ظللنا سنوات قبل ان نموت لانتكلم اللمن مخروط ورقي ! #الذاكرة محض لوحة متقنة التشويش # هي، تمارس الكتابة امتناناً للألم وانتصارا على الفناء . تخلق الشخصيات من العدم تبث فيها حياة وتمنحها أدوارا تطول وتقصر حسب مايمليه عليها خيالها وقلمها . شخصيات تسأل وتتأمل الحياة في رحلة بين مكانين متشبثة بطوق النجاح المتاح ؛ سيارة اسعاف . #على اطراف القضايا الكبرى تحدث امور كثيرة الحرب قضية كبرى والعدالة أيضا # هكذا يتم تعليب الزمن دون مراعاة تاريخ انتهاء الصلاحية ، ومعه نحفظ في الإطار بعض القناعات الخفية وبعض الرضا لأيام نسأل فيها : هل حقا مضت عشرون سنة ؟ ثلاثون ؟
_ لك أن تتخيل كم جدارًا حملت معي إلي البيت، وكم شارعًا صِرته.
_ كانت عيناها تخاطبانني، وتقولان الكثير، كنت أسمع جيدًا وأفهم، ولكنها منذ شهر صمتت، أقصد عيناها توقفتا في مكان ما، هل تفهمني؟ هل تعرف معنى أن تكون العيون خرساء؟ شهر كامل، ولم تتلفظ عيناها بكلمة واحدة، سترحل قريبًا، أعرف ذلك، سترحل دون أن تقول كلمة واحدة، وهذا يؤلمني.
ما بين يديك الآن ليس كتاباً عادياً البتة يقرأ لمرة واحدة ويركن على رفٍ ليغزوه الغبار ويطويه النسيان. أنه حدث سيغير نظرتك نحو الأدب والحياة بشكل عام، سيأخذك إلى مساحات هائلة من الدهشة. نعم، الدهشة التي بتنا نفتقدها كثيراً في عالم الكتابة والابداع مؤخراً. أنت أمام أفق مفتوحٍ على كل الاحتمالات النفسية والجسدية في مواجهة كتاب حي مما جعلني أتسائل: هل ثمة آخرة تنتصب فيها محكمة أدبية تحاكم فيها النصوص كنصوص في وسع خيالها وخلق صورها ويؤتى بالكاتب ليشهد ادعاءات مرافعة تلك المحكمة على مخلوقاته؟ هل ثمة أقفاص تقاد اليها النصوص وما شكل الميزان التي تزان بها فيه سيئاتها وترجح كفة حسناتها؟ هل ثمة قيامة لأرواح النصوص تكسى لحما لتقف مع خالقها على خلافنا الذين سنقف أمام خالقنا لتكون على حقيقة خلقها مستعدة لتشفع لنا. كل جملة في هذا الكتاب تتضمن صورة تسر في ذاتها وذات كاتبها مضاهاة الخالق في كلمته الالهية (كن).
عذرا. أردت أن أحب الكتاب وان استمتع به، لكن للاسف. شعرت انه فارغ. القصص فارغة وتحتاج الى الكثير من التحليل والتأويل، ليس لانها ذكية بل لكونها مبهمة تماما. لا اعرف ان كان التحليل والتاويل قد يفك شيفرتها، ام انها فعلا فارغة. ربما ليس فيها شيء سوى مجرد كلمات. انتظرت الحصول على الكتاب لفترة طويلة، ولكنه خيب ظني جدا. لم اجد فيه قصص مثيرة للتفكير، مثلما هي مثيرة للغضب والشعور بالفراغ. ليس ادبا عبثيا، ولا ادب وجودي. مجرد مجازيات على استعارات فارغة. عذرا.
" لن تجمِّل الملابس الأنقية الأوجه متصنعة الجاذبية" ذاك هو حال تلك المجموعة بسبب تضافر أحداث قصصها مع لغة سلسة أنيقة .. هنا توحدت الحبكة في غالبية القصص، كما تتقارب أغلب المعاني الضمنية هنا محاولة واعدة لخلق السريالية بالترميز المجحف هنا قصص ذات طبقات وأخرى حكايات مخنوقة الاحداث ومطوعة لكنها قطعًا لن تكون تجربتي الأخيرة مع قلم الكاتبة.
#تحدي_ظل_كتاب_جملون #ماذا_تقرأ ⭐️⭐️⭐️⭐️ مجموعة قصصية جميلة جدا تقوم غالبا على عنصر المفاجأة في النهاية. وبها خيال جميل وتستحق الجائزة التي حصلت عليها. —————— الكتاب الرابع في التحدي ✅
مجموعة قصص قصيرة خيالية او واقعية تتسم بوجود نزعات او رؤى فلسفية وبتوسع النهايات وتعتمد على المفارقات لتفاجئ القارئ، تسهب في اغلب القصص بتفاصيل وتعابير جامحة تصور مشاهد تصعب رؤيتها إلا بالمخيلة الخصبة، وقليل من السبع عشرة قصة كانت غير موفقة. بصراحة أسلوب الكتابة جميل وجذاب