النسوية والمنظور الإسلامي: آفاق جديدة للمعرفة والإصلاح

by أميمة أبو بكر

يقدم هذا الكتاب موضوعات حول تقاطع المنظور النسوي مع البحث في الموضوعات الإسلامية التي تخص حياة النساء، وتغطي الفصول محاور متنوعة ومقاربات من زوايا مختلفة. فالعمل توثيق ونتاج لمؤتمر تم عقده على مدار 17 و18 مارس 2012 بالقاهرة بمشاركة باحثات وباحثين من العالم العربي وأوروبا. لذا تشكل أوراقه منبرًا للحوار وبناء الجسور على أكثر من مستوى: فقد جمع بين نساء عربيات وأوروبيات لتبادل المعرفة حول قضايا النساء في الثقافة الإسلامية في سياقين مختلفين، فكانت فرصة للالتقاء بين المسلمات النسويات في المجتمعات العربية والأوروبية لاستكشاف القضايا المشتركة أو اختلاف الأولويات. كما تعكس الأبحاث أهمية مد جسور التواصل داخليًا بين النسويات الإسلاميات ومجتمعاتهن العربية بمؤسساتها التقليدية وثقافتها السائدة من ناحية، وبين المسلمات النسويات ومجتمعاتهن الأوروبية بتيارها العام أو مع شركائهم في الدين داخل هذه المجتمعات من ناحية أخرى. وأخيرًا جسر الفجوة في فهم المسلمين بين مبادئ ومقاصد الدين – المبنية على العدل والرحمة والحكمة ومصلحة الناس ( كما جاء في تعريف ابن قيم الجوزية) – وتفعيل هذه المبادئ في فقه النوع والمساواة وفي إصلاح مفاهيمنا الثقافية وممارساتنا الاجتماعية.

219 pages, Unknown Binding

First published January 1, 2013

Reviews

[رضوى محمد · Rating 5 out of 5]

كتاب مفيد ورائع يُساعد على فتح آفاق أرحب بشأن قضايا المرأة من وجهة نظر إسلامية، ويدحض وجود تناقض بين كلمة نسوية وإسلامية، كما أن الكتاب يشمل عددًا من الدراسات التي تم تقديمها في أحد المؤتمرات الخاصة بالحوار بين الشرق والغرب، وذلك على خلفية وصول عدد من الأحزاب والحركات الإسلامية إلى سُدة الحكم في عدد من البلاد العربية بعد عام 2010.
الكتاب قيم ومُهم جدًا

[Hend Elshalkany · Rating 5 out of 5]

يضم هذا الكتاب الأوراق التي قدمت في ندوة عقدت بالقاهرة في المجلس الأعلى للثقافة يومي 17و18 ابريل 2012، واشترك في تنظيمها كل من مؤسسة المرأة والذاكرة، والمعهد الدانماركي المصري للحوار ، والمركز الدانماركي للمعلومات عن النوع والمساواة والقضايا العرقية بجامعة كوبنهاجن.

محررة الكتاب هي الأستاذة الدكتورة أميمة أبو بكر رئيسة مؤسسة المرأة والذاكرة وكانت منسقة المؤتمر الذي عُقد بالقاهرة. ويضم الكتاب مساهمات لعدد من
الكاتبات النسويات اللائي يكتبن من منظور إسلامي أو متخصصات في الدراسات الإسلامية واللائي ينشطن داخل أكاديميات عربية وأوروبية.
يطرح الكتاب أسئلة تخص تعريف النسوية الإسلامية ونطاق اهتمامها ومجالات انشغالها، كما يطرح مسائل تتعلق بالممارسة النسائية ذات المرجعية الإسلامية على المستويين السياسي والاجتماعي في المنطقة العربية وفي أوروبا حيث تعيش المسلمات ضمن أقلية دينية، ويناقش كذلك حضور المرأة في الثورات العربية وتحديدًا في الخطاب السياسي ذو الطابع الديني، كما يتعرض لقضايا نظرية تدخل ضمن مناط اهتمام البحث النسوي من مرجعية إسلامية مثل قضايا حقوق المرأة في القرآن مع طرح أفكار حول نظم جديدة للمعرفة مستمدة من القرآن.

في المقدمة التي كتبتها أ.د.أماني صالح الباحثة في العلوم السياسية ودراسات المرأة، ورئيسة جمعية دراسات المرأة والحضارة بالقاهرة، تقوم بتحديد خصائص المعرفة النسوية، فتقول إن هذه النسوية لا بد وأن تنطلق من المرجعية الإسلامية، مؤكدة أنه في ترتيب الهويات فإن الهوية الإسلامية تسبق وتحدد وتقعد للهوية النسوية، كذلك فهذه المرجعية الإسلامية تنبع وتتحدد بالثوابت ممثلة في الأصول من القرآن والسنة دون التعاملات الاجتهادية معهما ممثلة في التأويلات المختلفة. وتضيف أن هذه المرجعية تفرض مجالين مهمين للإنتاج المعرفي النسوي من منظور إسلامي؛ الأول هو نقد – وليس نقض - الاجتهادات التفسيرية والفقهية خاصة في موضوعات المرأة، نقدها من منظور مدى التزامها بمناهج التفسير والاستنباط نفسها، ثم نقدها من منظور سوسيولوجيا المعرفة لكشف ما انطوت عليه من انحيازات ذات أصول تاريخية وثقافية. وتشدد على ضرورة بدء أو إطلاق عملية اجتهادية نسوية في نطاق التفسير والفقه والفلسفة الإسلامية مشيرة إلى أن دمج خبرة المرأة في الاجتهادات التفسيرية الفقهية إلى جانب خبرة ومنظور الرجال سيؤدي إلى الحد من غلواء الانحياز وتقديم رؤية أقرب إلى الموضوعية ما يعد أكثر احتراما للأصول والثوابت والالتزام بالمرجعيات وقربا مما أراده الخالق من شريعته. (p.13) كذلك تحدد أماني صالح مجالات الإنتاج العلمي للنسوية الاسلامية في: إعادة قراءة دور النساء وإسهاماتهن عبر التاريخ الإسلامي، ونقد الاجتهادات التفسيرية والفقهية في موضوعات المرأة ، وكشف الانحيازات التي تنطوي عليها هذه الاجتهادات. فضلا عن الإنشغال بمسائل مثل البحث عن قضية النوع في المنظور الإسلامي، ودراسة نظرية القيم الإسلامية من حيث جدلية العلاقة بين قيم العدل والحرية والمساواة. (pp14-18).
ينقسم الكتاب إلى أربعة أجزاء، يتناول الأول العلاقة بين النسوية الإسلامية والحراك السياسي في العالم العربي لا سيما أحداث الربيع العربي. ففي سياق تحرير الشعوب العربية من السلطوية والأبوية السياسية، يتم طرح سؤال كيف يمكن للنسوية الاسلامية أن تصبح مشروعًا لمقاومة كل أشكال السلطوية والإقصاء واحتكار المعرفة. ويتضمن هذا الجزء تجارب من السعودية والمغرب ومصر ، فيضم فصلا أعدته الباحثة السعودية فوزية أبو خالد بعنوان "هل من ربيع سعودي على هامش الربيع العربي؟ وماهو موقع السؤال النسوي في هذا السؤال؟"، وفصلا أعدته الباحثة جولي بروزان-يورجينز من المعهد الدنماركي للدراسات الدولية بعنوان "النشاط النسوي الإسلامي في العالم العربي" ، كما أعدت الباحثة مروة شرف الدين من جامعة أوكسفورد فصلا بعنوان "تحديات النسوية الإسلامية في تعديل قانون الأحوال الشخصية: تجربة جمعيات نسائية مصرية بين الشريعة الإسلامية والقانون الدولي لحقوق الإنسان".
الجزء الثاني من الكتاب، ينقل التركيز من الواقع السياسي والاجتماعي والثقافي للمرأة في المجتمعات العربية الإسلامية إلى السياق الأوروبي، ويطرح أسئلة حول حيوات النساء المسلمات داخل الأقليات التي ينتمون إليها، وما هي القضايا التي تواجههن وكيف يمارسن نسويتهن على مستوى دائرة مجتمع الأقلية المسلمة أو المجتمع الأوسع. يضم هذا الجزء فصول تشرح خبرات من ألمانيا وايطاليا وفرنسا. فأعدت الباحثة كاثرين كلاوسين من جامعة برلين الحرة فصلا بعنوان "تمكين المرأة المسلمة في ألمانيا" ، وأعدت الباحثة آنا فانزان من جامعة ميلانو فصلا بعنوان "ما بين المسبحة والقرآن: التعاون بين النساء الكاثوليكيات والنسويات الإسلاميات في إيطاليا" ، وأعدت الباحثة الفرنسية الجزائرية الأصل مليكة حاميدي من كلية الدراسات العليا للعلوم الاجتماعية بباريس فصلا بعنوان "الإسلام والنسوية في أوروبا: التقريب بين الأصوات الدينية والعلمانية" .
الجزء الثالث من الكتاب ينقل مناط الاهتمام من السياق إلى النص، من الحقائق المعاشة إلى مصادر المرجعية الاسلامية التي شكلت معتقدات المسلمين فيناقش مسائل مثل رؤية القرآن لدور المرأة القيادي في السياسة، ورؤية باحثات نسويات في قضايا تخص فقه الزواج. يتضمن هذا الجزء فصلا أعدته الباحثة نيفين رضا من جامعة تورونتو بعنوان "قضية قيادة المرأة السياسية: رؤية جديدة لحوار قديم"، وآخر أعدته الباحثة مُلكي الشرماني من جامعة هيلسينكي بعنوان "تأملات في بعض طروحات النسوية الإسلامية فيما يتعلق بمفهوم الزواج وحقوق الزوجين في الفقه الإسلامي".
الجزء الرابع والأخير من الكتاب، يفحص بشكل أعمق مفاهيم وخطابات ونظم معرفة متضمنة في القرآن الكريم ويقدم كذلك تأويلات جديدة لمباديء ومفاهيم قرآنية. يتضمن هذا الجزء فصلا أعدته الباحثة هند الشلقاني بعنوان "نحو صياغة خطاب نسوي بديل: قراءة نقدية"، وفصلا أعده الباحث نصر جويلي من جامعة الزيتونة بعنوان "التفسير المعاصر للقوامة"، وثالث أعدته أسماء لمرابط بعنوان "مبدأ المساواة في الطلاق:المنظور القرآني" .
ويختتم الكتاب بببليوجرافيا تتضمن الاتجاهات العامة والمؤسِسة في "النسوية الإسلامية" في العالم العربي.
ويعد هذا الكتاب إضافة قيمة للأكاديميا العربية حيث يبحث في موضوع ليس فقط جديدًا، إنما أيضًا مطلوب في الواقع الثقافي العربي المعاصر المتعطش للاجتهاد والرؤى الفكرية الإبداعية، والمحتاج كذلك لإعادة النظر في دور المرأة ومكانتها التي يكشف الواقع عن أهميتها المحورية على خلاف ما تشي به الثقافة المحملة بانحيازات ذكورية متمسحة بالدين.