إن قراءة هده المجموعة الشعرية للشاعر العراقي وائل السلطان لهي من أجمل الشعر الذي قرأته في الآونة الأخيرة والذي سيرسخ طويلاً وسأعيد قراءته مرات ومرات؛ فهو ليس من الشعر الذي تمر عليه مروراً سريعاً، إنه ذاك الشعر الذي يبقى في البال ما بقي الشعر على وجه الأرض.
إنه شعر يشيع الحميمية في صدرك منذ النص الأول وحتى آخر نص؛ شعر يمسك بعاطفتك من أصابعها كيلا تفلت في زخم المشاعر التي تتركها داخلك. يأخد بيدك نحو الضوء القابع في آخر القصيدة لينير صدرك. شعر يورّطك بالمعنى والجمال، فما تكاد تحتويك قصيدةً حتى تتلقفك أحضان قصيدة أخرى.
فيه حضور رقيق للمرأة وإظهارها بدور الحاني والتي تطبب الالم وتجتث الحزن من قلب الشاعر .
هذا شعر على درجة عالية من العذوبة، فتجد نفسكَ تبكي في كثير من النصوص، وهذا إن دلّ على شيء، إنما يدل على قدرة الشاعر على لمس العاطفة في قلب القارىء والمواضع التي تتشابه بها البشرية.
كما تتميز هذه المجموعة بدرجة عالية من الانسجام فيما بينها، حيث لا يشعر القارىء بأن المزاج يختلف من نص لآخر؛ فالشاعر يضعنا في حالة موحدة للمزاج بفارق أن الحالة الشعورية تختلف قليلاً من نص لآخر وكأنك تطير فوق غيمة. وهذا إن دل على شيء إنما يدل على ذكاء الشاعر العاطفي وخلق هذا التناسق والانسجام في المزاج والتنقل بخفة من نص لآخر.
هذه قصائد لها القدرة على احتوائك كعاشق، كمتألم من وجع البلاد وحزنها، وكإنسان يفتح قلبه على النوافذ المشرعة نحو الحياة والحب؛ وهذا والله شعر.
قصيدة النثر افعى بلا راس ولا ذيل كما اخبرنا عبدالقادر الجنابي وهاهو وائل سلطان يضع لنا قصيدة النثر يخلق منها عالما جديد وجميل محاطا بالقلق والوهم والحلم والهرب نحو ما وراء الكلمة ليجعل من قصيدته سرطانًا براس اللغة اجد وائل في التحليل النفسي في اجمل نصوص التحليل النفسي في نص (نجمة مجففة ) (أجفّفُ نجمةً تهوي، وأعدّ الأيّامَ التي تغيبين فيها... يحاصرني قلقُ المغنّي، في موكبٍ من ضحايا، تحاصرني عيونُ الثواكلِ في الفجرِ، حين أفتح لكِ النوافذ؛ كي تدخلي! سيتّهمُني الميتونَ بالخيانات العقيمةِ، لكنّ الأغاني – دوماً يا حبيبتي – هي التي تعمّر الأيامَ وتبقى... )الى نهاية النص في هذا النص تحديدًا وائل يغامر مع الحلم والواقع والقلق هكذا هي قصيدة النثر نقل مشاعر وقلق الشاعر حيث الجزئية عند وائل سلطان تجده هو من يحدد بداية النص لكن النص من يحدد نهايته وهذا المفارقة الجميلة تعطي رونقًا سحريا ولونا جديدا يضاف للشعر العراقي الحديث قصيدة وائل سلطان تتكلم في المهد وردة تشكل حديقة وعالم جديد يصل بالشعر العراقي نحو آفاق جميلة خليط عراقي وغربي من اخرج وائل والتحليل النفسي هكذا
شاعري جداً يا وائل، ناعم ، سائل ويلتقم مرتين مرة للمرة الأولى ومرة للذكريات التي تمر بكيسها الآفل فوق رؤوس أصابعنا الوردة ما هي إلا معجم الطبيعة والريح ليست سوى حمحمة الصُور .