منذ اواخر النصف الاول من القرن العشرين انشغل النقد العربي بالسيرة الشعبية، عبر نصوصها المختلفة، نظراً لما شكلته من أثر بالغ في عموم الحياة العربية، وحياة الافراد على نحو خاص، في تعبيرها عن عموم تجاربها في رؤيتها لماضيها ووعيها لحاضرها وتطلعها لمستقبلها، لتكون دراسة للنقد نفسه في مراحلة المختلفة، ان مراجعة نقد السيرة كما تحققت في كتاب صفاء ذياب، مراجعة لفاعلية النقد العربي في مساره التاريخي، ورصد لقابليته على ادراك الخصائص النوعية الجمالية منها والنسقية، لنصوص السيرة الشعبية فضلاً عن اهتمامه بفاعلية التلقي التي جعلت من المتلقي العربي عنصراً فاعلاً اسهم في توجيه المرويات السيرية على نحو جديد.
يسلط هذا الكتاب الضوء على التجربة النقدية العربية على مدى اثنتين وسبعين عاماً، باحثاً في المفاهيم الاساسية لنقد السيرة بدءاً من التعريفات المؤسسة مروراً بدراسة العلاقة بين الشفاهية والكتابة، كما تمثلت في النص السيري، ونظراً في اشكالية النوع السيري، فضلاً عن علاقة السيرة الشعبية بمفهومين اساسيين هما التاريخ والتخييل.
ولد صفاء ذياب في مدينة قلعة سكر في محافظة ذي قار في العشرين من شهر كانون الثاني 1975 حصل على بكالوريوس في الأدب العربي من جامعة بغداد، بعد أن أهمل دراسته في الجامعة التكنولوجية لحبه لدراسة الأدب والفنون. عمل في عدد من الصحف المحلية والدولية كمحرر في القسم الثقافي منذ العام 1997. أسس مجلة مسارات بالاشتراك مع الكاتب سعد سلوم وعمل مديرا لتحريرها. أسس عدداً من المجلات الأدبية ولم يستمر بالعمل بها كمجلة طباشير و جدل.. عمل مراسلاً لعدد من المواقع الثقافية وأهمها القسم الثقافي في مجلة إيلاف الالكترونية. عمل في الإذاعة ومراسلا لراديو سوا في مدينة البصرة. عمل نائباً لرئيس تحرير مجلة تواصل التي تصدر عن هيئة الاتصالات والإعلام العراقية في العام 2006 عضو اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين. عضو جمعية المصورين العراقيين. أقام عدداً من المعارض الفوتوغرافية وشارك في عدد آخر. صدر له في الشعر: - لا توقظ الوقت ، شعر، دار الشؤون الثقافية، بغداد، 2000. - قلق ، دار الوقت، شعر، بغداد، 2001 - ولا أحد غيري ، شعر، منشورات اتحاد الأدباء العراقيين، بغداد، 2005. - سماء يابسة، شعر، دار فضاءات، عمان، الأردن، 2010 درس الماجستير في الأدب العربي في جامعة البصرة، وأكمل السنة التحضيرية فيها بتفوق، إلا أنه لم يستطع إكمال رسالته لاضطراره للخروج من العراق في العام 2008. يقيم في النرويج منذ العام 2009 بعد حصوله على منحة الكاتب الضيف في مدينة شين جنوب أوسلو. محرر موقع (شهريار) الثقافي
تحتاج المكتبة العربية لمثل هذه النوعية من الكتب رحلة تستمر على مدار اثنين وسبعين سنة يغوص فيها صفاء ذياب لأعماق التجربة النقدية العربية، غوصًا بطيئًا يُفهم القارئ من خلاله المعلومات و الأساسيات الضرورية لخوض هكذا تجربة، بدايةً من التفرقة بين الشفاهية والكلامية في السيرة، وعلاقة السيرة الشعبية بمفهوم التخيل والتاريخ التاريخ الشعبي برأيي نوع من التاريخ الصادق بالرغم من كمية الخيال التي يحتويها والتي قد تصل حد المبالغة في كثيرٍ من الأحيان، إلا أنه رغم ذلك صادق، حيوي، ويعطيك لمحة عن العصر الذي تجري فيه الاحداث من وجهة نظر العامة، بعيدًا عن فزلكات الأكاديميين!