عام الجليد

by Raed Wahesh رائد وحش

تدور الرواية حول سبارتكوس، الفتى القرويّ الحالم، الذي وجد نفسه منذ طفولته يعيش في تخيّلاته الخاصة، وعلى خلاف البشر الذين تُنضج التجارب والأيام شخصياتهم وأفكارهم انصبَّ التطوّر على خياله قبل أي شيءٍ آخر، ما أوصله إلى درجة بات فيها سبارتكوس يعيش تجربة الإنسان القديم في الغابات والكهوف بحثًا عن القوت والأمان، ومن ثم تجربة المغامر الذي تُدميه رغبة الاكتشاف، ليصل إلى نوعٍ من التألّه حين يخال نفسه قادرًا على الخلق.
حين شبَّ سبارتكوس، اضطر إلى ترك المدرسة وأصدقائه القدامى، خصوصًا وليم والس وراديو، ليُعيل والده المريض مرضًا غريبًا منذ وفاة زوجته. يعمل سبارتكوس حارسًا لمزرعة فاكهة عملاقة، وبين أحضان الطبيعة سوف يضع قوّة خياله اللامحدود في خدمة الأسئلة التي تقلقه: الموت والحياة، الحب والجنس، قربى الكائنات الحية بعضها لبعض، إلى جانب قرابتها كلها للجغرافيا، يرشده في ذلك صديقٌ سريّ يُدعى زمهرير.

خلال الانهماك في عبور محيطات من الأفكار، ومواجهة عواصف من الأسئلة، يبدأ سبارتكوس ببناء تصوّره الخاص عن رحلة الإنسان في هذا العالم، لكنه قبل الوصول إلى إجابات شافية تنشب حربٌ ويكون أولى ضحاياها، كما لو أنّ خياله وطلاقته هدف أساسي من أهدافها. ينسى من كان، وماذا أراد، وتنقلب أحلامه وخيالاته إلى كوابيس، في اليقظة والمنام، ما يأخذه في رحلة مضادة للرحلة التي قضى عمره في مسارها.
"عام الجليد" رواية رمزية تمتزج فيها عوالم فانتازية وفلسفية في قالب حكائي، يسير على إيقاعٍ حالمٍ، لكنه سرعان ما ينكسر ويتحوّل إلى ديستوبيا.

160 pages, Paperback

First published January 1, 2019

About the author

شاعر وكاتب فلسطيني - سوري. من مواليد 1981.

صدر له في الشعر:
دم أبيض، عن دار التكوين 2005.
لا أحد يحلم كأحد، منشورات احتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية 2008.
عندما لم تقع الحرب، دار كاف عمان 2012.
مشاةً نلتقي.. مشاة نفترق، منشورات المتوسط 2016.
كتاب الذاهبين، منشورات المتوسط 2022

في النثر:
قطعة ناقصة من سماء دمشق، دار ممدوح عدوان 2015.

في الرواية:
عام الجليد، منشورات المتوسط 2019

Reviews

[Pakinam Mahmoud · Rating 4 out of 5]

كتاب مجنون..و مفيش أحلي من إنك تخلي قلمك حر و تطلق العنان لأفكارك كإنها طير طاير في السما و دة اللي عمله الكاتب هنا و بمنتهي الذكاء😍

تدور أحداث الرواية حول سبارتكوس الذي يعيش منذ طفولته في تخيلاته الخاصة التي يستوحيها من كتب الجغرافيا المدرسية ويستفيد في تجسيدها من تعلّقه بالأفلام.. تمنّى لو أنه ولد في زمن قديم، زمن بعيد جدًا لا يكون للعلم فيه هذا الدور الذي يلعبه اليوم في الحياة و عندما عمل حارسا لمزرعة كان
كان يتواصل مع الحيوانات ..يمشي عارياً وكإنه يعيش في العصور القديمة..

"لو عاشوا مثلي بين الماء والشجر والحيوانات لما احتاجوا إلى الثورة.."

اللغة ممتازة والرواية تعتبر رواية رمزية يمتزج فيها الواقع بالخيال..يطرح فيها الكاتب بطريقة غير مباشرة تساؤلات عن الحياة،الحب،الجنس الموت،الاله،الحرب وحاجات كتير بس أنا شوفت ان أكتر حاجة الكاتب عاوز بيتكلم عنها هي الحرية..الحرية إنك تعيش حياتك زي ما أنت عاوز و إن السعادة احياناً حنلاقيها لما نبعد عن الناس وعن كل ما يفرضه علينا المجتمع بقوانينه وقيوده..

زي ما قلت إن الكتاب مجنون و لكن إختيار الرواي كان أكثر جنوناً:) مش حابة أقول هو طلع ايه لأنك مش حتعرفه إلا تقريباً بعد أكتر من نصف الرواية و كان فعلاً غير متوقع بالمرة...وعلي العموم يعني هو حاجة مش شخص:)

يعيب الكتاب إني حسيت إن خيالات بطل الرواية أخدت حيز كبير من الرواية علي حساب بعض الأحداث التانية اللي كنت حابة الكاتب يتكلم عنها أكتر...

بحب الكتب التي تغرد خارج السرب والكتاب هنا في مكان لوحده..
رائد وحش كاتب وشاعر فلسطيني سوري و مصافحة أولي لهذا القلم المميز و بالتأكيد في انتظار أعماله القادمة..
التقييم ٣.٥

"الروح بطاقة هويةٍ صنعها الله، وفيها كل الأسرار .."

[فايز غازي Fayez Ghazi · Rating 4 out of 5]

ايامنا الاولى هي تلك التي نتذكر فيها ما رأيناه، ومن الغريب الا احد يعتبرها عيد ميلاده"

عام الجليد في بلاد الجليد الفعلية وبلاد الجليد الفكرية، حيث يتجمد الخيال تحت وطأة الواقع المأزوم فيقتل الطفولة وكل أطياف التفوق والجمال والبراءة فيُهرس الحبّ تحت أقدام الدكتاتورية والحروب العبثية وينزرع الخوف في صدور الموت في غياب "الأوكسيجين" الضروري للحياة!

متوحّش رائد وحش في هذه الرواية، قاسٍ بزمهريره، قارص بأسئلته، وموجع بالطفولة المسلوبة. لكنه ايضًا مبدعٌ بالنسج الروائي وموجدٌ للشخصيات العميقة، أنسانها وحيوانها واشياؤها، في رواية متكاملة تزخر بالأفكار وتتطفح بالأسئلة وتفيض بالأحاسيس.

ذهب إلى جدّه الجالس أمام البيت في بياض كامل، دون أن يتوقّف عن التدخين تمامًا مثل أمّه جلس قربه وظل صامتًا، فبادله الجدّ الأبيض الصمتَ بالصمتِ خطر له في تلك اللحظة أن الصمت شيء ذو لون أبيض وأنّ الكلام ملوّن"

في النص، أعجبني جدًا اختراع الشخصية الراوية وكيف تقاطع صوتها مع صوت الراوي الثاني، وما زاد اعجابي هو تأخير الكاتب معرفة من الذي يروي واستعماله تقنية الإسترجاع بشكل متقن. أمّا من ناحية الشخصية الرئيسية التي تجري الأحداث معها وبداخلها وفي خارجها فقد أجاد الكاتب جدًا رسم هذه الشخصية وجعلها من لحم ودم تجعلك تعيش الأحداث معها وترى بعينيها وتحسّ بنوازعها وانتقالاتها بين اليقظة والحلم. هذا يقودنا الى الإشادة بالسلاسة في الإنتقال ما بين الفانتازي والواقعي وما بين ما يجري في الداخل وما يجري في الخارج، كل هذا اتى بلغّة سردية عذبة تخللتها بعض الشاعرية في مكانها المناسب وبعض الوجودية في أمكنة اخرى.

"إله لديه إله، وكلهم يصلّون للإله الأكبر منهم جميعًا"

تعددت ثيمات هذه الرواية، فتقرأ فيها عن الطفولة والحب والحكمة والأحلام والأحلام المقتولة، والخرافات والحرب والموت والهجرة والتهجير والسرقة والميليشيات...

ان الظل فراغ يحمله الإنسان ليتذكّر انه جاء من فراغ، وسوف يعود إليه عاجلًا أم آجلًا، وهو ما جعل الحياة تأخذ شكل صراع، بين الوجود والعدم، الضوء والظلام، الليل والنهار"

بعيدًا عن السرد والحكاية داخل الرواية، فقد امتاز النص بالإستطرادات الفلسفية والأسئلة الوجودية العديدة، كما ان النص شهد تطورًا واضحًا ما بين الفصول تبعًا لتطور عمر الشخصية وتبعًا لإنعكاس الأحداث الخارجية عليها. وكم كان عميقًا ومؤلمًا ذلك الإنتقال بالمكان وطريقة تصويره النفسية.

لأنهم بلا مكان يبقون بلا قبور، ويطيرون في الممرات. سوف تظلّ جثثهم سابحة. سوف يظلّون معلّقين"

على صعيد آخر، فإن الرواية قابلة لأن تقرأ على عدة مستويات، تحتمل الكثير من التأويل خصوصًا ان الشخصيات المؤنسنة قابلة لأن تعطى عدة معانٍ مما يساعد على إسقاطها هنا او هناك.

رواية مميزة، كل فقرة منها مهمة، ليس هناك حشو وصفّ كلام وزيادة صفحات من دون معنى. شكرًا رائد وحش على هذا الإبداع.

ان الخيال يحتاج أكثر ما يحتاج الى الاوكسجين

[Mohammed · Rating 4 out of 5]

عام الجليد
رائد وحش

يا له من قلم!
يا لها من رواية!
ذلك النص الذي مستهله واقعية سحرية وخاتمته واقعية مريرة.
ذاك الذي يجمع بين رشاقة اللغة، عمق الرمز، ومتعة الحكي.
يصور براءة الطفولة، خشونة الحياة، وعنف الحروب.
من جهة هناك طفل مذياع، قبر يدخن السجائر، ميت يتجسد وثلج يتكلم.
ومن جهة أخرى هناك ثائر يُقتل، سجين يُعذّب ولاجئ يُهان.
كل هذا في حوالي 160 صفحة فقط لا غير.
قصيرة، ولكن ثرية.
لغة رشيقة، صور مذهلة وأحداث ماتعة.
ربما لو استبدلنا اسم المؤلف العربي بآخر لاتيني لكانت الرواية عالمية الشهرة.
من يدري؟

[Amani Abusoboh (أماني أبو صبح) · Rating 4 out of 5]

قبل أن أكتب رأيي بالعمل الروائي الأول للصديق رائد وحش لا بد من التنويه لأمر تعاطيت معه خلال قراءتي لهذا العمل الجميل والمتفرد. عام الجليد هو الكتاب الورقي الثاني ربما الذي أقرأه بعد سبع سنوات مع القراءة الإلكترونية.. قد لا يبدو هذا الأمر في البداية بالشيء الكبير لكنني شعرت به خلال قراءتي لعام الجليد.. كان السبب الرئيسي في أن أقرأ الكتب الإلكترونية وهي أنني كنت أعيش في أمريكا حيث لم يتوفر لدي الكثير من الكتب الورقية باللغة العربية، الأمر الذي جعلني أتجه لقراءة الكتب الإلكترونية.. ولكن كيف أثر هذا على قراءتي لرواية رائد وحش؟ حسناً، يمكنني القول أنني واجهت صعوبة في التعامل مع الورق وتغيير الصفحات وكان جزء من تركيزي يذهب خلال هذه العملية البسيطة والتي ليس من المفروض أن تشكل عائقاً أو حتى أن تذكر.. لكنها كانت سبباً في أن الرواية أخذت مني وقتاً أطول لقراءتها من المعتاد وكأن الدماغ تم برمجته للقراءة بطريقة مختلفة عند قراءة الإلكتروني منه عند قراءة الورقي.

والآن بالنسبة للرواية نفسها، يجب الاعتراف أنني على المستوى الشخصي أميل للأدب الذي يكتبه رائد وحش وليس لأنه صديقي إنما لأن الأدب الذي يكتبه متفرد وفيه هوية واضحة يمكن تمييزها من بين غيرها من النصوص..

هناك بعض التفاصيل الذي ذكرها رائد في عام الجليد والتي للوهلة الأولى قد لا تبدو بالشيء الكبير لكنها تثير في النفس حنيناً لا سيما للأشخاص الذين خرجوا من بيئة كالبيئة التي عاش وترعرع فيها رائد وحش، ومن هذه التفاصيل عندما كان مطلوب من التلاميذ أن يعيدوا الكتب الدراسية في نهاية العام الدراسي، ولعل هذه الجزئية ما ربت في نفسي حب الكتب والمحافظة عليها ..هذه الجزئية تحديداً أثارت في نفسي حنيناً كبيراً وذكرني بطفولتي حيث كنا ملزمين أيضاً بإعادة الكتب في نهاية العام ليتم استخدامها من قبل طلاب آخرين في العام الذي يليه.. هذا تفصيل بسيط ولكنه من الأهمية بحيث أنها قليلة هي التفاصيل التي يمكن لها أن تعيدنا إلى ذكريات دافئة في حياتنا

لفتتني الفكرة التي طرحها رائد في التصالح مع الطبيعية واعتبارها فضاء لممارسة الحرية، كأنه يقول لنا بأن الإنسان قادر على خلق فضائه الخاص وأن الحرية تتعدد وجوهها طالما الإنسان في حالة من التصالح معها، وهذا بدوره يخرج الإنسان من الأفكار النمطية التي قد يفرضها عليه الآخرون أو المجتمع بموجب فهمهم الخاص لها. فسبارتاكوس تخلى عن ملابسه والطعام المطبوخ وتماهى في الطبيعة حيث مارس حريته.

الانتقال ما بين الواقعي والخيالي ومحاولة الربط بينمها كان من إحدى الجزئيات التي تلفت النظر في رواية عام الجليد، حيث لا قيود على العقل وكأن رائد يحاول القول أن القيود التي تفرضها الطبيعة ليست سبباً لأن يكف الإنسان عن المحاولة، ففي الخيال يمكن للإنسان أن يطير مثلاً وهنا يتكامل الواقع مع الخيال.

عام الجليد رواية تشد القارئ بلغتها المتناسقة والتي تستدعي أن يكون القارئ بكامل تركيزه، حيث أنه لا بد من الإلمام بكل الجوانب لفهم الانتقال ما بين الواقعي والمتخيل في الرواية وحتى يتمكن القارئ من الإمساك بكافة خيوطها.

[Selim Batti · Rating 3 out of 5]

رواية "عام الجليد" لرائد وحش:
العودة إلى الذات بعيدًا عن صخب البشر


المتعة التي يغدقها رائد وحش على القارئ في تحفته الأدبيّة "عام الجليد" والصادرة عن دار المتوسّط ما مثلها متعة. فعلى الرغم من الفكر الشائك في الرواية والمواضيع الحسّاسة... والخياليّة المفرطة في النصّ المعتمد اعتمادًا كلّيًّا على الرؤى الفلسفيّة التي تحتمل أكثر من تأويل لكلّ مشهدٍ ولكلّ شخصيّة، لكنّك تجد نفسك منقادًا إلى سرديّاته، غائصًا في مكنون المعاني المبهمة للحالة التي يُغرقنا بها.
اعتمد وحش في روايته أسلوب الثنائيّات المتضادّة أبدًا، وهو جوهر العمل وجوهر الحياة عمومًا. وتمثّلت هذه الثيمة في شخصيّة "زمهرير" المتخيّلة والتي لم تكن إلّا قطرات ماء تحيا بالتجمّد وتموت من الحرارة، في سرديّة تحاكي الواقع الذي نعيشه. فزمهرير قد يموت في ثوانٍ وقد يعود إلى الحياة في ثوانٍ أيضًا في إسقاطٍ ذكيّ على النفس البشريّة التي قد تموت موتًا بيولوجيًّا واحدًا، لكنّه ليس بالضرورة الموت الروحي الأوّل...
يطرح رائد في روايته الكثير من التساؤلات عن الوجود والموت والحياة وما قبل الحياة وما بعد الموت، مخاطبًا الشجر والطير والأرض بعد أن فقد ثقته وأمله بالإنسان الذي ما إن طال مزرعته الجميلة وحيواناته حتّى حوّلها إلى خراب سرق منه متعة أن يعيش في فضاء خاص بعيدًا عن شهيق البشر المزنّر بالشرّ وزفيره المقطّب بالغلّ.
فبعد الحرب يفقد البطل عقله. هذا لأنّه واجه الواقع للمرّة الأولى. هو الهارب منه دومًا والعالق أبدًا في برزخ يرسم فيه حياته بغيمات السماء وبقطرات الماء على النوافذ.
لم تغب الحرب وعبثيّتها عن الرواية، فسبارتكوس يواجهها وحيدًا بعد وفاة أمّه ومرض والده المقعد. واجهها وحيدًا برِجلٍ واحدة وبيت نصف مهدّم وأب نصف ميّت وحياة معلّقة بين خرائط أطلس لا تتطابق وخرائط الحرب التي ترسمها كلّ يوم فوق ورقة الشوارع بحبر القذائف وألوان البارود.
الرواية تحتاج إلى ترف في الوقت لفهمها وإدراك خفايا شخوصها المتواترة بين الأسطر، فالكاتب "وحش" كتابة ومحتال جدًّا، إذ يعرف تمامًا كيف يلفّ خيط حكايته على رقبتك ويخنقك إن لم تكن حذرًا وأنت تقرأ روايته "الملغّمة" هذه.
للكاتب لغة ملفتة. فهو يروي كمن يشرب الماء. لم تكن اللغة أو حتّى الأفكار، رغم صعوبتها، موضوعة في غير أماكنها، لكنّ الكاتب وهذا يحسب له بالطبع لا يكتب بشكل مباشر وهو ما جعل هذه الرواية شديدة الصعوبة للإدراك والفهم بالنسبة إليّ.
روائيًّا، قسّم الكاتب عمله إلى قسمين. القسم الأوّل عن طفولة سبارتكوس وشبابه وأسئلته الدائمة التي لا يجد لها الإجابات المقنعة، والنصف الثاني يرويه صديقه "زمهرير"، إذ تبدأ محنة سبارتكوس الحقيقيّة مع بداية الحرب.
رواية ممتازة لكاتب أتوقّع له مستقبلًا مبهرًا في عالم الرواية.

[Seifeddine Ayed · Rating 4 out of 5]

"ولنا في الخيال حياة", يغلب على ظني أن كاتبنا قد اتخذ من هذه المقولة حجرا أساسا لبناء موضوع و أحداث هذه الرواية الجميلة.
منذ الصفحات الأولى، ستكتشف أن "الخيال" هو العنصر الأساسي، حيث أن الراوي ليس الا كائن صقيع يدعى "زمهرير" يعيش على زجاج غرفة، اتخذه بطلنا المدعوّ "سبارتاكوس" صديقا حميما يحدثه بكل ما يخالج نفسه من أفكار غريبة.
يروي لنا "زمهرير" حياة صديقه الجديد منذ نعومة أظافره، كيف اتخذ من خياله الخصب أسلوب حياة يتبعه ، يهرب به من الواقع الأليم أحيانا ، و يوقعه في المشاكل أحيانا أخرى . ومن المسلّمات، ان الخيال ينقص كلما كبر الانسان و نضج، الا ان العكس هو ماصار مع سبارتاكوس، فكلما تقدم في السن الا واتسع خياله أكثر وعاش في عالمه الخاص أكثر و أكثر.

الجميل الذي شد انتباهي في هذه الرواية، هو الدعوة الصريحة للتواصل المباشر مع عناصر الطبيعة التي فيها من الطاقة و من الروحانيات ما تجعل من الفرد يرتفع عاليا فتخفف عنه عبئ الحياة اليومية. هنا، كان سبارتاكوس يتواصل تارة مع حمامة، أفعى، كلب و سمكة، و يغمر نفسه تارة أخرى بتراب الأرض فيشعر بحرية من نوع خاص، يبعث الروح في كل شيء و يعيش معه كأنه واقع.

المراوحة بين الخيال و الواقع، كان من أجمل ما بُنيت عليه الرواية، حيث سنجد أنفسنا نعيش حياة هذا الطفل (الذي أصبح شابا ) حينا، و أحيانا أخرى سنرى ما يراه من مشاهد غريبة و ما سمح له عقله بتخيله.

ولا يخفى عنا أيضا أن الرواية طرحت عدة مواضيع أخرى منها الحب و الجنس و الحرب و الهجرة و المصاعب التي يعيشها اللاجئ و وحشية هذا العالم.

اللغة جيدة جدا و متماسكة، الأسلوب رائع لكن يستلزم منك تركيزا تاما كي تلمّ بالأحداث .

[Dania Abutaha · Rating 4 out of 5]

يحب السماء!
هذه السماء خاليه.......
كيف يمكن للموت ان يغدو حياه احد ما.....الموت شرف نناله و ليس جريمه نرتكبها
 
راح يرى ان الغفوات العميقه مستله من الموت بل هي اقرب ما تكون الى ميته مؤقته لا يعرف لذتها احد مثل من يطالبون بالموت كاستحقاق

 ليس في الاطالس دماء هناك بحيرات و انهار و بحار و ليس فيها تلال من الجماجم و الهياكل العظميه بل هضاب و جبال نتسلقها لكي نشتم هواء يغسلنا من الداخل..

 لا يسمع صوت الطبيعه الا حين يكون وحيدا ، الاخرون يشوشون ذلك التواصل ...اللغه البشريه تقطع تدفقه...... فكر بانه انسان قديم

 بينما يركض الناس في الارض وراء قوتهم تركض الارض فيه و تمنحه حريه لا تحد بزمان او مكان...لكم تمنى توقف الحياه به عند ذلك ...و الا يحدث ما يخرجه منه

هناك معجزه وحيده تعجب الناس كثيرا عن نبي قام بالمشي على الماء سوف اقوم بالامر ذاته لكن فوق رؤوس الاشجار  لاجري تعديلاتي الخاصه على المعجزه

نحن اولى ضحايا هذا العالم..... لدينا حرب مع الجميع

يحمل الانسان ظلامه معه

في الحرب حين تنهار كل اسباب القوه التي يمتلكها العقلاء ينتقل التفوق بشكل طبيعي الى المجانين او فاقدي الوعي...لن يكون بيننا عاقل واحد حين نصل يبدو ان هذا الجنون ينتقل بالعدوى...

ذلي انقذني!   بدات من النهايه لم اخطط و لم افكر ذلي جعلني انشغل بنفسي....

بلا مكان .... بلا قبور ...... معلقين!

[Nadia · Rating 4 out of 5]

رغم صغر حجم العمل ورقيا الا انه ضخم بل و يزداد ضخامة على المستوى الرمزي مع كل جزء من الحكاية التي تنقلنا بسلاسة إلى عالم غرائبي حيث يتجاور المعقول بالخيال و حيث الحدود بين العالمين تختفي و تتلاشى داخل عيون بطلنا الذي لا يحمل اسم سبارتكوس عبثا و هو الباحث عن الحرية بحواسه الشفافة التي ترى و تسمع ما لا يراه الآخرين.
العمل يصحبنا في رحلة تظهر انها رحلة خطية من زمن طفولة بطلنا الذي عرف بخياله المفتوح إلى لحظة ضياعه بسبب الحرب ،هذه الرحلة نكتشفها من خلال "زمهرير " و حش من عالم الجليد ( الماء المتجمد على زجاج النافذة ) وهو الذي يروي لنا ما رواه له سبارتكوس الذي عرف عنه أيضا بتماهيه مع الطبيعة ،أحداث هذه الرحلة عبرت عن شفافية الأطفال و قدرتهم على الخيال هذه القدرة التي يتم تدجينها و كبحها بل وحتى وأدها بفعل ضغط عالم الكبار الذين فقدوا القدرة على التخيل وفق دائرة متكررة . عبرت عن الحب : حب والد ووالدة سبارتكوس لبعضهما البعض و إخلاص الاب لهذا الحب حتى بعد وفاة الام لدرجة رفض الحياة و الانعزال عن العالم ، عبرت أيضا عم الخرب و بشاعتها عن التهجير و الشتات و مرارته و طرحت مجموعة من الأسئلة الوجودية عن الذات و عن الواقع تجعل القارئ بدوره في رحلة بحث عن الإجابات.
العمل و عالمه أسس لوجود شخصية رئيسية تستنشق و تزفر خيالا و رسم وجودا و حياة لها ببساطة و يسر عبر محطاتها العمرية المختلفة و عبر علاقاتها مع المحيطين بها.
العمل لوحة تجريدية كل قارئ يمكنه ان يسقط عليها رؤيته الخاصة و قراءته الذاتية و يعيش عبرها كوابيسه و أحلامه الخاصة.

[Sara Slim · Rating 5 out of 5]

مؤمنة أن الكتابة تتجاوز الموهبة التي هي جزء أساسي في الكتابة إلى المراد قوله بطريقة أدبية مميّزة. هي فعل امتلاء سواء أكان هذا الامتلاء بالقراءة أم بالتجارب، والتجارب هنا بالنسبة إلى الإنسان الموهوب لا ترتبط بالعمر بقدر ما تتعلق بقدرة الكاتب الرهيبة على استنطاق الجماد. وهذا برأيي ما نجح في تحقيقه الروائي الفلسطيني رائد وحش في روايته الأولى «عام الجليد» (منشورات المتوسط ـ 2019). فهو أراد أن يكسر جدار البلادة الذي صنعه بعض الروائيين، فهم خلقوا هوة أدبية بين العمل الذي يحفّز الخيال والعمل الذي يجعلك جامداً بل ومرات يفكر مكانك بدل حثّك على التفكير.
استطاع رائد وحش في هذا العمل أن ينزع عنه ثوب الشاعر ببراعة لافتة، ويتحول إلى روائي متمكّن. كتب ما جعلنا كقراء نقف مشدوهين. وسأستعير من الشاعر الفرنسي بول دوميني ما قاله في هذا الصدد: «الشاعر يصير روائياً عبر تعطيل الحواسّ كلها، تعطيلاً طويلاً، عظيماً وعقلانياً».
هذا ما سعى إليه رائد تحديداً في «عام الجليد» الذي يجسد من خلالها رحلة الإنسان في هذا العالم ومراحل اكتشافه لنفسه من خلال سعيه لبلوغ الحكمة التي لا يمكن أن تتأتّى إلا من خلال التجارب «فمن أوتي الحكمة أوتي كلَّ شيء».
يسرد لنا في رواية «عام الجليد» قصة طفل صغير في طريقه لصنع حكمته في هذه الحياة، لكن شاءت الأقدار أن تثنيه الحرب عن بلوغ حكمته المشتهاة وهو في أوجه لإدراكها. من الواضح أنه مهما اجتهدنا لبلوغ الحكمة، بقدر ما يهدم البشر السبيل إليها من خلال الحروب، فالحكمة والحرب بما تحمله من دمار لا يمكن أن تجتمعا.
عندما تقرأ «عام الجليد»، تشعر في البدء أنك في أجواء رواية «الأمير الصغير» من خلال تلك الروح التي بثّها الروائي في الطفل سبارتكوس حين تناول حياته. كما أنه أضفى عليها السرد العجائبي الذي أعادنا إلى عوالم «أليس في بلاد العجائب» الغرائبية، حين سرد مشاهد الطفل في المزرعة، فيما يبدو أن الجزء الذي يتناول اللجوء هو محاكاة لرواية 1984.
تظهر لنا الرواية مدى تمكن رائد في صناعة أدب مختلف يتجاوز المتعارف عليه، لا يشبه الروايات التي تتناول المجتمع ومشاكله من الخارج، بل رواية تخاطب الإنسان من الداخل، ذلك الإنسان الذي يهرب من حقيقته ليحاول أن يرسم حقيقة على مقاس خياله. وفي هذه الرواية التي تلعب على وتر الخيال لتصب جام غضبها على الواقع، نجد أنفسنا في لعبة أدبية تأسرنا بلغتها وتشد بخيالنا إلى عالم أراده رائد لمن خذلتهم الحياة. كما أنه استطاع أن يقرب الإنسان من الطبيعة والحيوانات التي أصبحت شبه منعدمة في الأعمال الروائية وحلّت محلها التكنولوجيا. فالملاحظ أن ما أحدثته جائحة كورونا في العالم جعلت الإنسان يتصالح بعض الشيء مع الطبيعة.
الرواية في الم��مل هي محاولة رصد للذات البشرية التي شعرت أنها اقتلعت من جذورها وكل ما يربطها بالحياة، رواية اللجوء الذي يعيشه الإنسان بكل تفاصيله ويتخطاه إلى اللجوء الروحي، وهو الأصعب برأيي لأنه يجعل الإنسان يعيش نوعاً من العزلة والوحدة اللتين تنشآن من الفقدان اللامتناهي.
نكتشف في الأخير أن بطل الرواية هو قطعة جليد، قام بطريقة ما بنوع من الثورة الفكرية، لكن الحرب أبادت تلك الثورة وحوّلتها إلى كائن مشوّه فقد بوصلة ذاته وهذا حال كل من تُقتلع جذوره رغماً عنه، فلا يمكنه أن يزهر في غير مكان، فاللعنة التي أصابت روحه ستطارده في كل مكان.
رواية فلسفية، فانتازية ديستوبية النهاية، لا تخلو من السرد الحكائي الذي يجعلنا كقراء نستمتع بها ونقرأها بشهية. جسّدت «عام الجليد» ثنائية الحكمة والحرب بلغة الشاعر وإبداع الروائي.
مقال منشور بالأخبار اللبنانية

[ناديا · Rating 4 out of 5]

أنهيت الرواية بثلاث جلسات ، وقد امتعتني رغم بعدها عن ذائقتي الادبية! لاشك ان تأثير كتاب الذاهبين رافقني وساندني كي اعي لحد ما اسقاطات رائد وحش والرمزيات التي ارادها سواء بالاسماء، بالاحداث وحتى بالنهايات ..

فانتازيا بديعة ، جعل رائد من الجليد الذي يكتنف عالمنا بطلا يستعمر
القلوب والحكايات ..

زمهرير ظل سبارتكوس ، و ثيمة واضحة للعشق والاخلاص، واقع الهجرة والغربة في رواية قد يلزمها على الاقل بالنسبة لي أكثر من قراءة ..
في كل سطر معنى …
ومن كل تفصيلة حكاية …
وأظنني وجدت الرواية وديوانيه الشعريين مرتبطة بمساق أوحد .. هو فكر معلم وقارئ و شاعر …
ليس المعلم ولا القارئ ولا الشاعر العادي ..

# الظل فراغ بحمله الانسان ليتذكر انه جاء من فراغ، وسوف يعود إلبه عاجلاً ام آجلا، وهو ماجعل الحياة تاخذ شكل صراع. بين الوجود والعدم، الضوء والظلام ، الليل والنهار
# الموتى غرباء والغرباء موتى

[Ghada · Rating 5 out of 5]

"كي يروي لهم القصة، أو القصص، عن العينين اللتين رأتا جليدًا على النافذة، ثم أَرَتَا الجليدَ كلّ ما رأتاهُ، ثم صارتا جليدًا جوّالًا بين نوافذ البيوت، يبحث عن عينٍ تنتبه له، لعلها تحقّق حلمًا قديمًا راودها حين كانتا عينين لحارس مزرعة بأن ترى حكايته في أحد أفلام السينما."
بهذا المقطع انهى رائد وحش روايته المدهشة التي تمزج الواقع بالخيال بطريقة تجعلك مشدودا لكلماته الساحرة التي تبدو كأنها لا تنتمي لزمان او مكان.
علاقة سبارتكوس الفتى القروي الحالم المتوحد مع عناصر الطبيعة منذ طفولته بزمهرير وحش الجليد الذي يروي لنا القصة بدءً بطفل مختلف فجع بوفاة الأم، ثم بشاب اعتنى بأب عاجز وشهد على حربٍ اصابته بشظية في رجله وقضت على ما تبقى من عقله في أحدى مخيمات اللجوء. لكن الامور كلها لا تبدو بهذه البساطة حين تراها بعيون سبارتكوس وعندما يحكيها زمهرير...
قراءة مختلفة لرواية كل ما فيها مختلف وخارج عن المألوف.
من الرواية:
❞ شعر أن العلم وغد موجود كي يفسد أجمل التخيلات، بمنحها قوانينَ منطقيةٍ ❝
❞ "للقبور خرائط، ولو وجد البشر طريقة لجعل الموتى يتكلمون لاستطعنا رسم تلك المصورات المكونة من صور خيالية ترافقهم طيلة حياتهم، فالصور لا تموت.. لا تموت". ❝
❞ "يحمل الإنسان ظلامه معه، وإلا لِمَ تأتي الظلال داكنة؟ لو أضيئت الظلال فلن يكون هنالك موت". ❝
❞ أن الظل فراغ يحمله الإنسان ليتذكر أنه جاء من فراغ، وسوف يعود إليه عاجلًا أم آجلًا، وهو ما جعل الحياة تأخذ شكل صراع، بين الوجود والعدم، الضوء والظلام، الليل والنهار. ❝
❞ إن الغرقى يموتون في البحر بسبب الظلام الموجود داخله، وليس بسبب الغرق ❝

[Musleh Almusleh · Rating 4 out of 5]

رائد وحش في رواية "عام الجليد".. الخيال كقوة كشف للخلاص من محنة الوجود البشري

• مصلح المصلح

في روايته الأولى "عام الجليد" (دارالمتوسط 2019)، يضعنا رائد وحش أمام قضية وجودية شائكة تتعلق بقدرة الخيال البشري على تخليص الإنسان من محنته الوجودية القائمة على كمّ الإكراهات الطبيعية "قدراته العضلية والعقلية"، والاجتماعية "علاقات القوة والهيمنة"، التي تقف حجر عثرة في طريق تحرره، كما الذهاب عميقًا في الكشف عن المناطق التي يكون فيها الخيال مدخلًا للمعرفة والتحرر، أو قيدًا وجوديًا ينتهي بالفرد للطرد من جنته المتخيلة بدلًا من الذهاب لبناء جنة أخرى بمواصفات جديدة.

في ذهابنا مع الخيال كقوة كاشفة عن كنه وطبقات الوجود كما تم نسجها في رواية "عام الجليد"، نجد أنفسنا أمام رحلة غرائبية لطفل يقوم بجسرالعلاقة بين الطبيعي والبشري، ومن ثم بين البشري والإلهي، حيث نعثر على سبارتكوس مستلقيًا على سطح بيته وهو يطابق بين وجه جده المتخيل على الغيوم، وبين وجهه الحقيقي بلحيته البيضاء أمام عتبة البيت، الذي سرعان ما سيتم رفعه إلى مستوى الإلهي، بناء على تصور سحري للإلوهة يقوم على رفع المسيطر والمهيمن في الثقافة البشرية إلى مستوى الإلهي، حيث يتم يتعرف على الإلهي عبر مفاهيم الذكورة التي تجعل كلًّا من الحكمة والمعرفة والسمو أمرًا سماويًا خاصًا بها. الأمر الذي يعزّز الشعور لدينا بوحدة مغامرة سبارتكوس التخيلية ـ المعرفية حول الإلوهة والوجود، مع مغامرة العقلي البشري في طفولته الأولى وهو يُقيم حقائق السماء على دعائم وواقع الأرض.

بعيدًا عن محاولة تجسير الفجوة بين البشري والإلهي، فإن جهد سبارتكوس الحقيقي كان منصبًا على تجسير الفجوة بين المتخيل والواقعي، أو بلغة أخرى كيفية التغلب على الإكراهات والقيود الطبيعية التي تقف في طريق البشر وهم يسعون لتحقيق تحقيق ما يصبون إليه أو يرغبون به. ففي مواجهته لثقل حقائق الحياة، كحقيقة عدم قدرة الإنسان على الطيران مع قدرة الطيور التلقائية على فعل ذلك، نراه يستعين بأحلام اليقظة عبر مبادلة جناحي الحمامة، المسمّاة كريمة، القادرتين على الطيران بيديه العاجزتين عن التحليق، وما كل ذلك سوى التحايل على هذا الجدار السميك من العجز الذي يمنعه من إشباع فضوله في الكشف عن البعيد والغامض والنائي القابع في عمق الوجود الكوني.

إيمان سبارتكوس بأحلام اليقظة وتفضيله إياها على العقل ينبع من رغبتة العميقة في تحطيم ذلك العقل، كونه يضع حدودًا وفواصلَ بين الكائنات على الرغم من الطبيعة العضوية المشتركة لها، ويسد عليه الطريق للعيش في عالم من السيولة، يتم فيه التحول بين الكائنات والعناصر بيسر وسهولة كتحول الإنسان إلى سمكة والأفعى إلى قاضٍ، الامر الذي يصير فيه حل لغز "لماذا لا يستطيع الناس حمل الماء في جيوبهم؟" ممكنًا عبر تحويل الماء إلى قطع من الجليد العالقة في وضعيتها الجديدة، كما إمكانية حل لغز "هل نحن الآن في اليوم أم الغد؟" الذي يفتح الطريق أمام زوال الفواصل بين أنات الزمن المعبر عنها بمفاهيم اليوم والبارحة والغد، مُبشّرًا بزوال الحدود الفاصلة بين الموتى والأحياء.

في المزرعة، سنتعرف على سبارتكوس المراهق كواحد من أبطال زمننا التراجيديين الذين قرّروا الانسحاب من المجتمع البشري لصالح نوع من السلم الروحي المؤسس على التصالح مع الطبيعة الخيّرة، كنوع من الاحتجاج المكبوت على الكم الكبير من الأكاذيب والخداع والعنف التي يحفل بها المجتمع كما يعكسه سلوك عائلة صديقه وليم والس اللأخلاقي، مضافًا إليه سلوك التشفي والاحتقار الموجه من الكل الاجتماعي نحو بابا سنفور، مدير المدرسة، ناهيك عن العبثية القدرية التي وضعت طفلًا صغيرًا مثله أمام مهمة مواجهة تحديات الحياة القاسية، كما مهمة القيام بتربية نفسه بنفسه بعد خسارته لأمه في معركة السرطان، وخسارته لأبيه في معركة استعادته العبثية لها.

في انسحابه من المجتمع القاسي، اختار سبارتكوس أن يخضع لإكراهات الواقع بدلًا من التصدي لها، مستندًا في وهمه بالخلاص من منحته الوجودية تلك إلى نوع من من الإيمان العقائدي، الذي يقوم برد كل عناصر الوجود إلى نوع من القوة الروحية أو السارية، التي تخترق جميع الموجودات، على نحوٍ يسمح بالمقابلة بين الكلب والإنسان وبين الحجر والحمامة ما دامت تسري فيهم القوى الروحية ذاتها، دون أية إعتبار للفروق الوجودية بين العضوي واللاعضوي وبين الحيواني والبشري، ودون أي اعتبار للوجود البشري ومشكلاته في علاقته مع مسألة الحرية الذي يتوقف حضورها على إغناء الوجود البشري أو تخفيضه.

أثارت فكرة الحرية التي نادى بها الناس للتحرر من سيطرة المستبدين، على غرار حكم آل الأسد، دهشة سبارتاكوس وتبرمه من حرية لا تعني له شيئًا، فما حاجته للحرية وهو يعيشها على شكل تصالح مع الطبيعة وقوانينها؟ ألم يكن بكامل حريته عندما قرر التخلي عن ملابسه والاستعاضة عنها بجلد من طين؟ وبالتخلي عن الطعام المطبوخ والاعتماد على ما تجود به ثمار المزرعة؟ ناهيك عن حريته المطلقة بالخلق، ألم يخلق "زمهرير" من بقايا البخار المتجمع على نافذة غرفة محرسه في المزرعة، إلى الدرجة التي صار بمقدوره أن يكون راويًا لجميع حيواته السابقة؟ فهل هناك حرية تعادل تلك الحرية لخلق الوجود؟

يتقاطع موقف سبارتكوس من الحرية ولامبالاته تجاهها مع موقف أصحاب العقائد الأخرى من رجال الدين والقوميين المتخشبين واليساريين الدوغمائيين، الذين أثبتوا أن ولاءهم لتصوراتهم العقائدية عن الوجود يتفوق على ولائهم لقيم حياة الإنسان المعاصرة في الحرية والكرامة الإنسانية، فالبوطي مثلًا، كاهن القصر الجمهوري، استمات في حصر قيمة الوجود للإنسان المعاصر في الإيمان وحده، مضحيًا بالوجود المتعين والواقعي للكائن البشري لصالح وجوده الأبدي في الحياة الآخرة، حاله في ذلك حال القوميين واليساريين الذي خاضوا حربًا ضروسًا لتأكيد أولية وحدة الجماعة المشروخة على التحرّر من العنف الغرائزي لاستبداد حكامهم الذين يفتقدون لأية حكمة ومعقولية بشرية.

يبدو سبارتكوس في منفاه الكابوسي، بعد طرده من ملجأه الطبيعي في المزرعة، مثالًا على مصير الكائن البشري، العاجز على فهم النقلة النوعية التي تضيفها الحرية للوجود البشري، فبدلًا من اللحاق بها لصنع معنى جديد للحياة الهانئة السعيدة القائمة على الإنسانوية التي في داخله، يدير لها الظهر لصالح خلاص آخروي مبهم، يظل يدفعه لمنفى كابوسي لا خلاص منه إلا بالموت.

في رواية "عالم الجليد"، نتعرف على الحدود الهشة التي تحيل الأخيلة إلى وقائع كما في حادثة خلق سبارتكوس لزمهريز من العدم، وتحيل الوقائع إلى مجرد أخيلة كما في حالة التماهي التي ظل سبارتكوس يجريها مع الطبيعة كما لو كانت أمًّا كونية له. المشترك في كل ذلك لغة رائع وحش السحرية التي تحيل النسيج الحكائي إلى نوع من التأملات العميقة التي يصعب الفكاك منها.

تنتمي رواية "عالم الجليد" إلى ذلك النوع الروائي الرشيق والمحبوك بأناة، والذي يصعِّب القفز عن قراءة بعض فقراته دون أن يؤدي ذلك لخسارة جزء من المعنى والمتعىة معًا، حتى في الجزء الخاص بالحالة الكابوسية التي ينتهي إليها سبارتكوس في رحلته إلى المنفى، ذلك أننا لا نقرأ عن الكابوس بل نعيشه عبر ثقل الألم والأخيلة السوداء المتولدة عنه.

[Mohamed ندا) · Rating 5 out of 5]

للأسف؛ الجود ريدز لا يسمح بأكثر من خمس نجمات
لطن هذه رواية تستحق ٧ نجوم بمعايير السياحة
نص أدبي فريد يحلق بعيدًا عن آفاق السائد والمعتاد، ويجاوز طموح القارئ فيخلق عالمًا موازيًا لا يلبث القارئ أن يلمس نقاط تماسّه مع الواقع، هذه الرواية نصل حاد يغوص في أشلاء العالم الذي زيفه الإنسان...
نثريّة بديعة في رثاء العالم، وهجاء الجن�� البشري برمته. معزوفة تظنها هادئة الإيقاع ناعمة النغمات، حتى يغزو صخبها دماغك فور أن تُنهي قراءتها...
عام الجليد، رواية أضعها ضمن أفضل ما قرأت باللغة العربية خلال العقود الثلاثة الماضية.

[إيمان راشد · Rating 4 out of 5]

"سأخبره بصوتي و صوري التي أرسمها على الزجاج أن وحش الجليد صار ما رآه، وبات
يحتاج إلى موهوبين برؤية الجليد كي يروي لهم القصة، أو القصص، عن العينين اللتين رأتا جليدا على النافذة.
ثم أَرَتا الجليد كل ما رأتاه.
ثم صارتا جليدا جوال بين نوافذ
البيوت، يبحث عن عين تنتبه له، لعلها تحّقق حلما قديما
راودها حين كانتا عينين لحارس مزرعة بأن ترى حكايته
في أحد أفلام السينما."

رائعة بحق.
متتعة و خارقة للعادة، استمتعت جدا بالخروج عن المألوف.
حزنت حقاً على موت سبارتكوس و والده من قبل.

[Fatima Al-Quwaie · Rating 4 out of 5]

هناك جسر مده رائد وحش من خلال بطل روايته سبارتكوس بين الطبيعي والبشري، وجسر آخر بين البشري والإلهي يقوم على سردية أساسها الخيال كقدرة بشرية على مواجهة ثقل حقائق الحياة وتجاوز الاكراهات الاجتماعية ومآسي الحروب والثورات.

هذا السرد ينتهي عند وبعد اندلاع الثورة السورية لتتحول الشاعرية إلى ديستوبية رمادية نهايتها الجليد والفناء.

فريدة من نوعها

[Mustafa · Rating 3 out of 5]

رواية عام الجليد.. الأدب الديستوبي في خدمة العدالة

"لم أعد أبالي إذا كنتُ سبارتاكوس، الفتى الذي قذفته أحلامه بوحش الصقيع إلى جحيم من الجليد، أم زمهرير كائن الصقيع الذي صدق خيالات الإنسان فأوصلته إلى أقصى تعاسة المعرفة".
بداية سبارتاكوس وزمهرير هما بطلا رواية عام الجليد التي صدرت مؤخراً عن دار المتوسط في ميلانو للكاتب والروائي الفلسطيني السوري رائد وحش.
كما هو واضح من المقتطف فإن الرواية يمكن تصنيفها ضمن أنواع الروايات الديستوبية، التي تتناول سرداً قصصياً جديداً على القارئ العربي، وهو نوع من الأدب الخيالي، يسلط الضوء على قضايا سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية أو دينية أو فلسفية.
من هو سبارتاكوس
سبارتاكوس هو البطل الذي تنطلق الرواية على لسانه في بعض الأحيان، وفي أحايين أخرى على لسان كتلة الماء المتجمدة، والتي اسمها في الرواية زمهرير، كنوع من الامتزاج بين الإنسان ومفردات الطبيعة، التي أصبح لها في الأدب الحديث لسان وشعور. وزمهرير هي التي تروي السرد الحكائي كما أخبرها إياه سبارتاكوس، الذي اختار لنفسه هذا الاسم من كثرة مشاهدته للأفلام. بكل الأحوال اسم يرمز للتحرر من العبودية، فكما هو معروف أن سبارتاكوس كان عبداً في الدولة الرومانية يداعب الوحوش في حلبات المصارعة لتسلية الأهالي، ثم ما لبث أن ثار ضد الرومان، ونظم ثورة انضوى تحت لوائه آلاف العبيد في تلك الإمبراطورية، وانتصرَ عليها في عدة معارك إلا أنه في النهاية هُزم وتم صلبه، ليصبح فيما بعد رمزاً من رموز التحرير ضد الظلم والعبودية.
محاربة الذكاء بالشعوذة
سبارتاكوس الطفل الساهم، الذي يكثر التأمل في الطبيعة وعناصرها، فالغيوم البيضاء ترمز لله، وكذلك لحية جده البيضاء، والبول هو من رائحة الشيطان. ولن يتوانى سبارتاكوس عن قطع شرايينه عندما اشتم رائحة بول من جسده، معتقداً أن الرائحة الوسخة لن تذهب حتى يغسلها بالماء. بخياله جعل قطعة البطاطا المسلوقة فخذاً مشوياً، وكوب الماء كأس عصير لذيذ الطعم.
هذا الصبي الذكي يظن أهله أن لديه مساً من الجن فيذهبون به إلى الشيخ المشعوذ كي يرقيه، ولكن أمه لم تحتمل أن ترى الشيخ يدوس فوق ولدها كطقس من طقوس التكبيس، فتحمله وتهرب به بعيداً عن ذلك المشعوذ.
يسقط شعر الأم كونها مصابة بالسرطان، فيربط الطفل مباشرة بين سقوط شعر أمه وتساقط أوراق الأشجار في الخريف، ما يعني بالضرورة أن الأم في خريف عمرها.
يوسَم هذا الطفلُ الانطوائي بالجنون، ولولا ذكاؤه وتفوقه في الدراسة لما توقف أطفال الحي عن ملاحقته في الشوارع، وهم ينادونه يا ابن الصلعاء.
الظلم حوله لطالب ثأر
يُضطر سبارتاكوس لترك الدراسة نتيجة مرض أبيه المفجوع بفقد أمه، فلا يجد عملاً خيراً من الزراعة في مزرعة خاصة. أثناء زيارة أبيه في المشفى شاهد أناساً يهتفون للحرية، لم يعنِ له الموضوع كثيراً، " لو عاشوا مثلي بين الماء والشجر والحيوانات لما احتاجوا إلى الثورة"، ولكنه عندما رأى هذا الكم الهائل من العنف المفرط ضد المدنيين العزل إلا من حناجرهم الصادحة بالحرية، والمشافي لم تعد مشافي بل حلبات إعدام وجد نفسه متعاطفاً معهم، " صحيح أني لا أفهم السياسة، ولا أزال كذلك، لكني لا أرضى الظلم، ولأجل ذلك انا طالب ثأر. يقولون إن الثأر قد انتهى، وهذه أكذوبة كبرى، ما معنى عقاب الله للخُطاة يوم الحساب؟ أليس ثأراً؟.
يقضي والد سبارتاكوس في القصف الذي تقوم به طائرات النظام على الحاضنة الشعبية للمناطق الثائرة، بينما يُصاب هو بشظية تظل في جسده، وتؤلمه في الصيف والشتاء.
رغم أن سوريا أو أياً من مدنها لم تُذكر في الرواية، ولكن السرد الحكائي يؤكد أنها جرت على أرض سوريا، فهي البلد شبه الوحيد من بلدان الربيع العربي، الذي تهجَّر أهله، وركبوا قوارب الموت كي ينجوا بالحياة.
الموت بين الجليد
سبارتكوس الذي أصبح لا حول له ولا قوة بعد الإصابة، يتكفل صديقاه بنقله إلى أوروبا عبر البحر، ولكن الغربة والبرد والجو الرمادي ضاعفا من مشكلته، وزادا من توحده مع ذاته، حتى مات على الثلج الذي تحولَ لجليدٍ غطاه لعامٍ كامل، ولولا ذوبانُه لما اكتشفوا ذلك، وكأنها تريد أن تقول أن من كانت مشكلته بالأساس في بلده، فلن تحل له الغربة هذه المشكلة، بل ستضاعفها.
الرواية تدور حول الأحداث ولا تتكلم عنها فمحورها الأول والأخير هو سبارتاكوس، ذلك الرجل المتوحد، الذي يسمونه في مجتمعاتنا مجذوب، وهذا الصنف من الناس قلما أشارت لهم الدراسات الأدبية، و لا يعرف مجتمعنا كيف يتعامل معهم، فبدل أن يسخر إمكاناتهم الكبيرة لمصلحته يحولهم إلى عالة عليه، فما بالك بعد اندلاع الثورة، والكثير من الناس العُقَّل أصبحوا مجانين، نتيجة ما رأوا من أهوال؟ّ
بين الأمير الصغير وعام الجليد
تذكرني هذه الرواية برواية الأمير الصغير لانطوان دو سانت اكزوبيري، فالفانتازيا حاضرة في الروايتين، فطفل الأمير الصغير رسم ثعباناً يبتلع فيلاً، ثم تحولت الرسمة إلى حقيقة، وكذلك نحت سبارتاكوس زمهرير على جليد أحد النوافذ في الشتاء، ليتحول زمهرير إلى روح ترافقه طوال الرواية، و أحبط الأصدقاء مسيرة الطفل كرسام، عندما لم يفهموا معنى رسمته، فكذلك أحبط الناس التفتح الذهني المبكر لسبارتاكوس عندما وصفوه بالجنون، وجعلوا أمه تذهب به إلى المشعوذ، بالإضافة إلى العديد من الأسئلة الوجودية البسيطة التي ترتبط بعناصر الطبيعة في كلا الروايتين.

[Imad Behiani · Rating 5 out of 5]

عام الجليد لرائد وحش :
لا أحاول ان أكتب مقالا حول الرواية ، او أن أقدم قراءة نقدية ...
بل احاول فقط ان أعبر عن دهشتي و انبهاري من هذه اللوحة الفنية المكتملة الاركان .
هذه الرواية مكتوبة بلغة الدهشة و الخيال :
عام الجليد رواية تمزج بين الفنتازيا و خيالات طفل و الفلسفة ، فهناك أوجه شبه كبيرة بين عالم الطفل وعالم الفيلسوف، فكلاهما يؤسسان موقفهما حول العالم عن طريق " الدهشة " و التي تعني في معناها البسيط ان تنظر للأشياء ببراءة كأنها تراها لأول مرة ، و هذا ما نجده في الصفحة الأولى في وصف شخصية الطفل سبارتكوس و اعجابه بالغيوم و السماء و اعتباره أن عدَّاد أيامه بدأ مع اكشافه وجود سقف فوق عالمنا الأرضي ...
فبقدر ما تأخذنا الحكاية ضمن تخيلات سبارتكوس ، أين يقوم بإعادة خلق عالمه الموازي وفق قوانينه الخاصة و نظرته البريئة ، بقدر ما تطرح أسئلة فلسفية حول الحياة والوجود و الروح و الحروب و قيمة الانسان ...

يكمن سر إنبهاري بهاته الرواية في أنها استطاعت أن تجمع بين ثلاثة روايات من قائمة كتبي المفضلة ( مائة عام من العزلة لغابريال غارسيا ماركيز ، اللامتناهي في راحة اليد لجيوكندا بييلي ، و في انتظار غودو لصامويل بيكيت )
ففي أحد مشاهد الرواية يكون أب سبارتكوس بصدد تلاوة القران في مشهد روحاني جميل حيث يبدأ بالإرتفاع عن سطح الأرض و هذا ذكرني بمقطع في رواية مائة عام من العزلة اين كانت ريميديوس الجميلة تقوم بنشر الغسيل " الملاءات" لتبدأ بالارتفاع عن الارض في مشهد غرائبي عجيب ،

لتنطلق الرواية في وصف لحظات اكتشاف سبارتكوس لاشياء جديدة في عالمه الخيالي الجديد ما ذكرني باللحظات الأولى لاستيقاظ آدم من العدم في رواية اللامتناهي في راحة اليد ، و بداية اكتشافه للمخلوقات و الموجودات و الأشياء في جنة عدن .

كما أن تطور شخصية أب سبارتوكس بعد موت زوجته اين اصبح جسدا بلا روح لا هدف له سوى انتظار الموت في عبثية تشبه مسرحية في انتظار غودو لصامويل بيكيت ...

و يجدر الذكر أن الرواية تطرقت كذلك لعدة مواضيع أخرى : الحرب السورية ، اللاجئين ، الحب ، الصداقة ، الموت..

ختاما أحب أن أُؤكد أنَّ رواية عام الجليد مكتوبة بدقة كبيرة و اهتمام شديد ، فكل تفصيل إلاَّ وله دور في بناء الحبكة و تطور الشخصيات ، و هذا ما يدل على موهبة رائد وحش و تمكنه من أدوات و تقنيات الكتابة و بالتأكيد ستكون أحد أجمل قراءاتي هاته السنة

[Soheir Fouzat · Rating 3 out of 5]

نص مكتوب بقلم شاعر فيه الكثير من الخيال الجميل والأسئلة الفلسفية الخلاقة، خيال طفل مطلق على وسعه لا يعنيه عالم الكبار ولا علاقاتهم ولا قوانينهم وحتى حين تأتي الحرب وتقتحم هذا العالم وتشوهه تبقى الشخصية الخيالية (الراوي زمهرير) والشخصية الرئيسية (ماركوس الطفل الذي كبر ولم ينضج) ذاهلتين ومأخوذتين بتيار الواقع. النص سيكون رائعا لو تم تحويله إلى فيلم أنيميشن(رسوم متحركة) لليافعين مع الحفاظ على أكبر قدر ممكمن من أسئلته الوجودية. الشخصيات في الرواية غير ناضجة وملامحها عشوائية وكأنها تفصيل جانبي، مثلا شخصية الطفل المتنمر الذي تحول مع عائلته إلى شبيحة وسلوكه في اصطحاب صديقه الى بلاد اللجوء، وجدت الكثير من التناقض في سلوكه وكأن الكاتب يحركه كما يرغب خياله.
ما ورد في نهاية الرواية عن مخيمات اللجوء(أعمال السخرة وتقديم الخدمات الجنسية للمواطنين وغيرها..) لا علاقة له بالواقع ويشبه سجن أبو غريب وسجون الأسد أكثر من مخيم لجوء(كل سوري اليوم -إن لم يكن جرب الكامب- على الاقل لديه أقرباء مروا بمرحلة كامبات اللجوء والحقيقة ليست مستحيلة المنال) لا أعرف إن كان هذا الجزء من خيال الكاتب لكنه كان يقدمه على أنه الجزء الواقعي من الرواية.

[nusareads · Rating 3 out of 5]

اندهشت إلى أي درجة أعجبني هذا الكتاب، السبب في اختياره هو ذات السبب الذي أخافني منه، إذ هو -كما يوحي الغلاف- مليء بالخيالات، بمعناها الغرائبي والعجائبي وليس الخيال الرديف للأدب، وأتا أعد نفسي ابنة ضالة لليالي ولا أحب هذا النوع من الكتابة، لكن مزاجي القرائي كان يشتهي شيئاً جديداً ومختلفاً ووجدت ضالتي فيه.

البطل "سبارتكوس" الغريب ليس في اسمه فقط، ولا طريقة اختياره له، بل في شخصيته المولعة بالخيالات، تطوف حياته دائماً حول صور خيالية، لا ندرك الفرق بينها وبين واقعه بسهولة، إذ تتماهى حياته التي تُروى بواقعية سحرية مع الصور الغريبة التي تدور في ذهنه طوال الوقت، والتي يستقيها من كتبه المدرسية والأفلام وأطلس الجغرافيا المولع بها، وتشغله خيالاته عن مآسي أحداث حياته للدرجة التي يبدو تأثره بها شديد الخفوت، ولكن هذا لا يدوم طويلاً، إذ يتصاعد السقوط المدوي لمعالم حياته الهادئة رغم كل مصاعبها، مع تصاعد وتيرة الحرب والفوضى.

والأغرب من هذا كله هو راوي العمل الذي اخترعه الكاتب من صميم قوام العمل في عجائبيته وأدع لقارئ الرواية منكم لذة اكتشافه. رواية ذكية وسلسة وممتعة لغوياً، دمجها للرمزي والواقعي متفرد، وأعدها من أميز ما قرأت عربياً وخصوصاً في موضوع الحرب.

[Ahmad Mardini · Rating 5 out of 5]

حين تبدأ في قراءة رواية رائد وحش الجديدة " عام الجليد" فأنت لا تحتاج للكثير من الصفحات والسطور لتكتشف أنك أمام إحدى نسخ كتب الحكمة الشعبية.
دفق من السّطور المكتوبة بالماء على رقوق من الغيم المسافر بين ريف رائد وحش وخيال سبارتاكوس.
سطور تنتظم في توازيها كعملية التنفّس, تحتاج معها في بعض الأحيان إلى شيء من قبيل النفس العميق, الصمت و إعادة التفكير ببعض الجمل المُربِكة, لبعض مفاهيمنا تجاه بعض الأمور، أن تعرف معاني الأشياء التي ندرك بوجودها طوال الوقت، دون أن نفهم جدواها.
سرد الحكمة بطُرفة, تساؤل أو جواب.
أو ضربة مطرقة خاطفة.

"من هو سبارتاكوس حقاً؟"
"من هو رائد وحش الذي كتب شخصيّة سبارتاكوس وعام الجليد؟"
بعض من الأسئلة التي تراود ذهن القارء ربما
لكن مايراود الذهن أيضاً, هو الخوف من الوصول إلى نهاية الرواية
حقيقةً!! أنا في غنى تام عن قراءة هكذا نوع من الأعمال الأدبية بدون تروّي ووقت طويل.
.
سطر من الكتاب:
انظري إلى هذا البياض هنا, في أول الزرقة, هذا هو لعاب البحر.

[Dana Sh · Rating 2 out of 5]

فكرة الكتاب رائعة وخاصةً أنها تغطي مواضيع كثيرة ، وابهرني الخيال الموجود عند الكاتب ليتمكن من كتابة شيء كهذا.
تعليقي الوحيد هو أن غلاف الكتاب قد يجذب انتباه الأطفال أو صغار السن، ولكن المحتوى الموجود فيه غير مناسب لهم، وكان هناك الكثير من الإيحاءات الجنسيّة والكلمات ال"سوقيّة" التي لم يكن لها داعي وعدمها لن يؤثر في مجرى الرواية، فبسببها كنت أتوقف فترةً عن القراءة لأنها مزعجة جدًا.
شكرًا

[Asma Kuzbari · Rating 3 out of 5]

📌القصة اصعب من أن تختصر بجمل وكلمات فيها الكثير من المعاني الخفية والرمزية وهي تحمل تأويلات عديدة .
رائد ملك في خياله متلاعب بطريقة سرده
.
🔻الرواية متعبة وتحتاج الى تركيز كبير والا ضعت بين الواقع والخيال .
غريبة بكل مافيها لا اعتقد انني احببتها ( لاني لا احب شطحات الخيال والفانتازيا )ولكني لا انكر اعجابي ببعض جوانبها وبشخصية زمهرير الذي شبهته بالشخصية الكرتونية اولوف من فيلم فورزن .

[Omar Abu samra · Rating 1 out of 5]

فنياً الرواية ضعيفة جداً

[Cupipi · Rating 5 out of 5]

فريده من نوعها بعيده عن اي نمط مميزه

[Zayana · Rating 4 out of 5]

قد تستغرب من أحداث كل قسم منفرده ولكن بها جميعا تكتمل الأحداث بين سبارتكوس ووالديه والعم وكيل المزرعه ووحش الجليد.
احداث ووقائع تذهب العقل والقلب.

يجب ان اعترف انها اعجبتني.

[غيث حمّور · Rating 5 out of 5]

“بين بؤس الواقع وعمق الخيال، كائن ثلجي هلامي، يسرد لنا قصة طفل سوري، اختار أن يمسي نفسه سبارتاكوس متقمصاً أحد ابطاله الذين شاهدهم في الأفلام والمسلسلات.
بأسلوب سلس ومبتكر، ينسج الكاتب خيوط روايته بين الواقع الخشن والخيال الخصب. ففي عالم من الكوميديا السوداء والأحداث المتسارعة، يقدم لنا صورة مدهشة عن المعاناة السورية. إنها رحلة مؤثرة تأخذنا من أعماق المأساة إلى آفاق الأمل، حيث يجد البطل في نفسه القوة لمواجهة التحديات."
"في هذه الرواية، لا يقتصر الأمر على سرد قصة فرد واحد، بل هو استكشاف عميق للمعاناة الإنسانية في ظل الصراع. فمن خلال شخصية الطفل سبارتاكوس، نتعرف على أبعاد المأساة السورية بطريقة جديدة ومبتكرة."