أخيل جريحًا: إرث جمال عبد الناصر

by عبد الله السناوي

تقول رواية متواترة إن الطالب «جمال عبد الناصر» لعب دور «يوليوس قيصر» في مسرحية «وليم شكسبير»، التي تحمل الاسم نفسه على مسرح مدرسته الثانوية.
لم يكن ممكنًا لمن شاهدوا ذلك العرض المسرحي المدرسي أن يخطر ببالهم أن الطالب الذي يُمثِّل دور «يوليوس قيصر»، أو يصرخ متألمًا بعبارته الشهيرة: «حتى أنت يا بروتس»، سوف يلقى مصيرًا مماثلًا في قابل الأيام؛ حين يتنكر له بعض رجاله ويطعنون فيه.
لماذا صعد مشروعه، وكيف خذله نظامه؟
السؤال ضروري بأي نظر جِديٍّ إلى المستقبل.
بصياغة أخرى لنفس السؤال: إلى أيِّ حدٍّ يتحمَّل «عبد الناصر» مسئولية ما انتهت إليه تجربته، وما تبناہ من آليات حكم ناقضت مشروعه؟
هذا الكتاب محاولة لإعادة قراءة التجربة مشروعًا ونظامًا وإرثًا وصراعًا، امتدَّ عبر العقود حتى ثورة «يناير» وما بعدها إلى عقود أخرى لا يعرف أحد عددها.
قراءة وليست تأريخًا، رؤية لمستقبل وليست تحليقًا في ماضٍ.
التاريخ هو مادة المستقبل بقدر ما تساعد قراءته على بناء التصوُّرات وإحكامها بأكبر قدر ممكن من الموضوعية دون تبرير لخطأ، أو اندفاع بمشاعر.
الموضوعية طريقة نظر تقدر وتنصف وفق حقائق العصر الذي جرت فيه الحوادث.
بالوثائق والشهادات وبعضها شبه مجهول، وبعضها الآخر ليس في العِلْم العام أنه موجود، حاولت بناء رؤية جديدة في عصر جديد لأهم تجربة عربية في التاريخ الحديث، وأكثرها إثارة للجدل ـ كأنه نظرة في المرآة لقوتها وتجاعيدها.

Genres: History

369 pages, Paperback

First published September 1, 2019

Reviews

[سارة كرم · Rating 4 out of 5]

هذا الكتاب مرجع مهم ومناسب للمهتمين بالاطلاع على الفكر الناصري ووجهة نظره التاريخية والفكرية. الأحداث التي وقعت سوف تروى من وجهة نظر ناصرية، لكنها في الوقت نفسه ستتحرى الموضوعية، بمعنى أنه لن يتم إخفاء أجزاء من الصورة وإظهار أخرى، كذلك لن يتم تجاهل الاعتراف بأخطاء وقعت فعلا، وهي تسيء للتجربة العملية التي شرع نظام عبد الناصر في تطبيقها. من مميزات الكتاب أنه في معظم الحوادث التاريخية التي يسردها، لا يكتفي بعرض وجهة النظر الناصرية بل يعرض أيضا وجهة النظر المضادة لها أو وجهات نظر أخرى حول نفس الحادثة ثم يقوم بالرد عليها أو تفنيدها وهذا طبيعي، لكن يحسب له أنه لا يخفيها عن القارئ.

بهذا المعنى فإن الكتاب يحقق هدفا مزدوجا:

جانبه الأول: تقديم الفكر الناصري في صورته الحقيقية والعميقة للأجيال الجديدة التي تأخذ فكرتها عن هذا الفكر من خلال أقوال دارجة عنه تشيع في بعض وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، دون الرجوع لمصدر الفكر نفسه وهي كتابات المفكرين الناصريين وأقوالهم. وربما لهذا السبب أهدى المؤلف كتابه للأجيال الجديدة.

(في الحقيقة، هناك اختلافات أساسية في الرأي بين الناصريين وبعض التيارات السياسية الأخرى، حول تفسير حوادث تاريخية معينة، وكذلك حول النظرة الفكرية لبعض الأحداث التاريخية الكبرى والموقف منها مثل الموقف من ما شاع تسميته "ثورة يوليو"، ومن يسمع لوسائل الإعلام فقط في الوقت الحالي هو في الحقيقة يسمع من طرف واحد، لأن كثير من هذه الوسائل يشن حملة ضد الفكر الناصري دون أن يسمح بنفس المساحة للطرف الآخر. وقد تعرض الفكر الناصري منذ عصر السادات لحملات تشهير وهجوم لأسباب سياسية، منذ ذلك الوقت حتى الآن. وقد دخلت وسائل التواصل الاجتماعي مؤخرا في هذه الحملة مثل موقع الفيس بوك، فعلى موقع الفيس بوك مثلا انتشرت بعض البوستات التي تهاجم عصر عبد الناصر وهي تحتوي على معلومات مغلوطة تاريخيا تماما مثل فكرة أن "الرجل خسر كل الحروب التي دخلها" وهذا غير صحيح تاريخيا فقد كان في هذا العصر انتصارات مثلما كانت فيه هزائم وهي حروب وحقائق تاريخية ثابتة لا يمكن إنكارها ، في مثل هذا الوضع فإن الاطلاع - لمن يبحث عن الحقيقة- على كتابات الناصريين أنفسهم ومعرفة وجهة نظرهم مثلما يستمع إلى وجهات نظر أخرى تصبح ضرورة)

جانبه الثاني: تقديم مراجعة صريحة، ونقد ذاتي لأخطاء التجربة الناصرية العملية وسلبياتها.

لتحقيق هذا الهدف، اتبع المؤلف أسلوبا مميزا في العرض يتمثل في جوانب ثلاثة تطرق لها مضمون الكتاب:

أ. الجانب التاريخي والمعلوماتي: فالكتاب يقدم معلومات تاريخية، وسردا لحوادث مهمة من التاريخ، اكتنفتها تلك الفترة، وهو يبدأ منذ حرب فلسطين 1948 مرورا بأحداث يوليو وفترة حكم عبد الناصر كلها، ثم وفاته، وأحداث وقعت في فترة السبعينيات حيث حكم السادات، ويعقد في نهايات الكتاب فصلا عن 25 يناير وتجربة جيلها.

ب. الجانب الفكري: فالمؤلف يترك تعليقاته الخاصة ووجهة نظره الفكرية حول الأحداث التاريخية التي يسردها، وهو بتعليقاته وآرائه يمثل نموذجا للفكر الناصري بشكل عام.

ج. الجانب الأدبي والفني: حيث يتطرق الكتاب إلى الحديث عن "روايات" أدبية أو قصائد شعرية أو أعمال فنية سينمائية أو درامية، ترتبط بالأحداث أو الفترة التاريخية التي يتحدث عنها داخل كل فصل، من حيث ارتباط هذه الأعمال الأدبية والفنية بظروف الواقع الاجتماعي في حينها وتعبيرها عنه وما حملته من تعبير عن وجدان الناس وآلامهم وآمالهم، وما حملته أيضا من موقف تجاه أحداث سياسية جارية. أحد أشكال هذا الجانب الأدبي في الكتاب هو فصل طويل حملت صفحاته ما يشبه مذكرات لخالد جمال عبد الناصر حول أحداث ومواقف شهدها مع والده أو تتعلق به. رواها للمؤلف حيث قام المؤلف بصياغتها أدبيا.

هذه الجوانب الثلاثة، تمتزج داخل كل فصل من فصول الكتاب، فكل فصل هو عبارة عن وجبة مشوقة للقراءة تجمع بين التاريخ والفكر والأدب والفن، بحيث لا يملك حتى من لم يعجب بأفكار الكتاب أو وجهة نظره التاريخية أن لا يعجب بهذا الأسلوب في طريقة العرض، فهذا في حد ذاته من مميزات الكتاب بغض النظر عن توجهه الأيديولوجي.


جاء عنوان الكتاب "أخيل جريحا" كعنوان نخبوي، أكثر من أن يكون عنوانا جماهيريا ، وذلك من خلال توظيف الأسطورة فيه، حيث أخيل هو شخصية أسطورية .في الميثولوجيا الإغريقية. صورة جمال عبد الناصر على غلاف الكتاب مع العنوان، حملت شحنة عاطفية تجاه شخصية عبد الناصر. لكن هذه الشحنة العاطفية لم تؤثر حقيقة على نزعة النقد الذاتي ومحاولة توخي الموضوعية بقدر الإمكان داخل الكتاب، غير أن هذا العنوان جاء متناسبا مع الجانب الأدبي في مضمون الكتاب الموصوف في النقطة (ج) أعلاه، فبدون العنوان الفرعي "إرث جمال عبد الناصر" كان يمكن للقارئ أن يتخيل أن "أخيل جريحا" هو كتاب أدبي أو رواية أدبية. لذلك يمكن القول إن العنوان يقارب الجانب الأدبي من مضمون الكتاب، وهو ليس عنوانا تقليديا لكتاب يفترض في المقام الأول أنه يتحدث في الفكر والسياسة والتاريخ، فهو عنوان مميز، لكتاب لا يتحدث في التاريخ أو الفكر أو السياسة أو الأدب فقط، بل يجمع بين هذه الأشياء كلها وإن كان يوظفها بنسب مختلفة.



كتاب متقن في طرحه، ممتع في أسلوب عرضه، يستحق القراءة.

[Ahmed Elsawy · Rating 2 out of 5]

الناصريين هما أكتر فئة مش قابلين فكرة إن الزمن تجاوزهم، ولو كانت بقت لغيرهم مكنتش وصلتلهم، محاولات مضنية لتثبيت التاريخ عند نقطة معينة، وكالمتوقع كل مرة بتفشل، هما 10 جمل بيتعمل عليهم تباديل وتوافيق وخلاص.

[شيماء هشام سعد · Rating 2 out of 5]

بغض النظر عن ميل الكاتب المبالغ فيه لتصوير عبد الناصر كملاك، وما يتبع ذلك من تفسير الأمور والأحداث بصورة ساذجة بفجاجة، فإن الكتاب فيه أجزاء مهمة.

[فهد · Rating 5 out of 5]

يستحق العلامة الكاملة ، نظرة ناصرية بموضوعية لتجربة عبدالناصر اهم انجازاتها وابرز اخفاقاتها وموضع ثغراتها ، يؤكد السناوي ان فترة حكم السادات ومبارك لا تعتبر امتداد لثورة يوليو بل جرى الانقلاب على الشرعية الثورية في عهد السادات وان من اخطاء التجربة انها لم تؤسس نظام يحفظ الثورة مما جعلها هشة سقطت مع اول عاصفة

من اجمل فصول الكتاب هو فصل "صندوق احمد سعيد" والحديث عن اذاعة صوت العرب ودورها في نشر الافكار القومية ودعمها للحركات التقدمية والاستقلالية ومناهضة الاستعمار كذلك الحديث عن دورها البارز في دعم الثورة الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي وان الثوار استعملوها كوسيلة للتواصل والتشفير ، اشار المؤلف للضربة القاصمة التي ضربت الاذاعة بعد احداث نكسة ٦٧ وانها كانت تنشر اخبار كاذبة وردتها من القيادات العسكرية !

من الفصول الاخرى التي اعجبتني في الكتاب ؛ الفصل الذي تحدث فيه خالد ابن الزعيم عن والده كان فصلا شاعريا جميل ولطيف

الكتاب يروي الاحداث التاريخية ويحللها دون ان يغفل الاعمال الادبية والغنائية والمسرحية التي كانت حاضرة مما يخرج الكتاب من جمود المؤلفات السياسية

رحم الله الزعيم جمال عبدالناصر

[Assem Saleh · Rating 4 out of 5]

هل بقي هناك شيء جديد ليروى عن جمال عبدالناصر؟ هذا ما خطر في بالي و انا اشاهد هذا الكتاب في جناح دار الشروق في معرض جدة للكتاب. ربما كان عبدالناصر من اكثر الشخصيات العربية الحديثة التي تناولتها الكتب و الابحاث. و يحضرني دائما في هذا السياق عنوان كتاب " عبدالناصر المفترى عليه و المفتري علينا" و هو كتاب لم اقرأه لكن العنوان اجده دقيقا في وصف اغلب ما كتب حول عبدالناصر بين الافراط في تمجيده او الفجور في ذمه

اعود للكتاب موضوع هذه المراجعة"أخيل جريحا" و اعود الى السؤال الذي طرحته في بداية هذه المراجعة لأجيب بأنه ليس هناك شيء جديد في كتاب عبدالله السناوي. هو اقرب الى تبرير اخطاء عبدالناصر خصوصا موضوع علاقته مع عبدالحكيم عامر و الثقة فيه و التي ادت الى مجموعة من الكوارث انتهت بالهزيمة في حرب 1967. في بعض الاحيان افتقد المؤلف للموضوعية و كمثال على هذا عندما تناول موضوع اقصاء و احتجاز محمد نجيب ففي حين انه ابدى تعاطفه معه و كيف انه لم يستحق ان يعامل بهذه الطريقة الا انه ساق قصة انه كان على علم بمحاولة الاخوان المسلمين اغتيال عبدالناصر و الانقلاب على الثورة و عندما اراد المؤلف ان يشير الى مصدر فأنه اختار الجزء الثاني من مسلسل الجماعة و الذي عرض في رمضان 2017

لكنني اعطي الكتاب تقييما مرتفعا لأن اسلوب السناوي ممتع. و هذه سمة يتميز بها الكتاب المصريين في رواية الحكاية السياسية او التاريخية بأسلوب سلس ليس فيها جمود بغض النظر عن دقة المراجع او الاستعانة بالكثير من المصادر الشفوية. كما أن الفصل المتعلق بالاعلامي احمد سعيد و اذاعة صوت العرب و دورها الرائد في دعم الثورة الجزائرية على الاستعمار كان سبب اخر في تقييمي المرتفع لهذا الكتاب

[Mohamed Tarik El fouly · Rating 3 out of 5]

الحقيقة أن الكتاب هو عبارة عن رأي اكتر منه تأريخ او إعادة قراءة لثورة يوليو ... اعتمد في أجزاء كبيرة منه علي الأعمال الفنية اللي حصلت أثناء وبعد وفاة عبد الناصر لقراءة المشهد الثقافي وتعبيره عن الموقف السياسي في مصر وقتها... الفكرة اني توقعت اكتر من كده من الكتاب ... لكنه عودة حميمية لفترة انا بحبها في التاريخ المصري الحديث ... مسألة اخيرة في الصفحات الأخيرة من الكتاب وهي الخطا في افتراض أن ثورة يناير هي ثورة علي نظام يوليو وان كل الفترة من 52 حتي 2011 هي فترة واحدة بنظام واحد ... وده انا متفق معاه في النقطة دي...
الكتاب لطيف ... ذكريات خالد جمال عبد الناصر هي أكثر جزء مؤثر في الكتاب ..

[Tarek Shafie · Rating 4 out of 5]

برغم انني لست من المؤيدين لثورة يوليو وعدم اعجابي بان الكاتب يود ان يبريء عبد الناصر من كل اخطاء عصره الا ان الكتاب جيد و كتب بعناية و لن تصاب بملل و انت تقراه.

[MOHAMED NABIL · Rating 4 out of 5]

الكتاب رائع فقد مزج بين التحليل والتأريخ.. واعتمد في التأريخ علي الوثائق والشهادات بل وحتي وضع الشهادات المتضاربة لنفس الحدث

[Shadi Albess · Rating 1 out of 5]

خيب أملي، لا يستحق اكثر من نجمة، الكتاب غير منظم واسلوب غير مفهوم، النجمة لإسم عبدالناصر وليست للكتاب

[Leena · Rating 2 out of 5]

كتاب ثقيل نوعًا ما و ممتلئ بالمعلومات المثرية عن جمال عبدالناصر، ولكن ليس موجهًا للقراءات العاديه او العامة لأنها متخصصة فقط بحياته الخاصة ولا ينفع لمن ارادها بشكل عام

[Ahmed Abdelkhalik · Rating 3 out of 5]

احبطني لاني كنت متوقع منه أكثر من ذلك كنت متوقع تحليل فكري لمشروع عبد الناصر ولكن جاء أغلب الكتاب اعتماد على اراء و رؤى مثقفين وسياسيون ولم يعتمد على التحليل المنطقي الفكري
فصل ذكريات خالد عن والده برغم أنه ممتع بس لا يضيف إلى الفكرة شئ
اكتر فصل امتعني فصل الصندوق احمد سعيد الى بيتكلم عن إذاعة صوت العرب والثورة الجزائرية