انا ضائع، فيَّ، ضيّعت كاتالوج رأسي، ولم أعد أعرف كيف أتعامل مــع كل هذا التشويش، إنني أنتهي مثل ترددات الصدى، فرصتي في النجاة، في طريقها للإختفاء، ولم يعد لي قوة في إكمال ما تبقى لي، لم يعد بإستطاعتي أن أتوقف، لا أريد أن أعرف ماذا يوجد لي في سرداب العمر. أن أتوقف، هذا ما أبحث عنه. هأنذا أستسلم يا خشب راحتي الأبدية، تعال، خذني إليك، أنا لك الآن، لك بالكامل.
الكتاب يحتوي على قصص قصيرة مختلفة بعضها يعبر عن السعادة , البعض الآخر عن الشوق, المسافة والحزن. يصعب كتابة ملخص موجز عن الكتاب وذلك يعود لاختلاف المحتوى من قصة لأخرى, يسهل القول أنه خلال قرائتي للكتاب راودني شعور أنه كتاب مترجم لنص غير عربي , وفي بعض الأحيان شعرت أنه يصعب قراءة أكثر من قصة في يوم واحد لكي لا تفسد القصة الثانية حالة القصة الأولى.
على مسار الكتاب يمكننا أن نتصور أننا نقرأ الكاتب لما تحمله بعض النصوص من طابع شخصي ولكن الحيرة تكمن في فكرة , هل نحن نقرأ الكاتب حقاً أم أن هذا ما يريد أن يوهمنا به. أحببت القسم الأخير من الكتاب بشكل كبير حيث يحتوي على قصص قصيرة جداً ولكنها ذات معان كبيرة مما يوضح تمكن الكاتب لغوياً ولكن أيضاً قدرة اللغة على التعبير وأهمية المحتوى على الكمية.
رأيي: شخصياً أعتقد أن الكتاب يفوق المعنى الحرفي للسطور ولذا لابد من قراءته مرة أخرى حيث يمكن تحليل المحتوى بدقة , إلا أن الكتاب سهل الفهم و القراءة . العديد من النصوص استوقفتني وقتاً طويلاً لتكرارها مرات عديدة قبل المضي قدماً أو اختيار الوقوف عندها لهذا اليوم.