في عام 2016 حكم على الكاتب أحمد ناجى بالسجن لمدة عامين بتهمة خدش الحياء العام بسبب نشر فصل من روايته "استخدام الحياة" في جريدة أخبار الأدب المصرية. كان حكم السجن الأول من نوعه في تاريخ القضاء المصري وفجر موجة واسعة من التضامن مع الكاتب ومع حرية الرأى والتعبير في مصر، لكن كل هذا لم يوقف تنفيذ حكم المحكمة حيث قضي ناجي عاماً في السجن قبل أن تقضي محكمة النقض المصرية بإيقاف تنفيذ الحكم والإفراج عن ناجى وإعادة محاكمته حيث أدانته محكمة الجنايات المصرية عام 2018 بتهمة خدش الحياء لكن اكتفت بتوقيع عقوبة الغرامة. طوال مدة سجن كان أحمد ممنوعاً من الكتابة والنشر، والكتب المسموح بقراءته خاضعة لرقابة صارمة. لم يسمح له إلا بدفتر أسود صغير كان يسجل فيه سراً فصول من أحلامه يومياته. في هذا الكتاب يستعيد أحمد ناجى لأول مرة تفاصيل من المحاكمة الأدبية الأشهر، ويوميات القراءة والكتابة في السجن. هو كتاب عن القراءة وخدش الحياء العام والأدب والنبي يوسف وقوة الأحلام ومخاطر شطح الحياة
أحمد ناجى كاتب وصحفي، مواليد المنصورة 1985. عمل في مجال الصحافة الثقافية منذ عام 2004، دخل السجن عام 2016 بتهمة خدش الحياء العام بسبب نشر فصل من ، روايته استخدام الحياة، مقيم حالياً في الولايات المتحدة الأمريكية، يكتب باللغة العربية والانجليزية
Ahmed Naji is a bilingual writer, journalist, documentary filmmaker, and criminal. His Using Life (2014) made him the only writer in Egyptian history to be imprisoned for offending public morality. Naji has won several prizes, including a Dubai Press Club Award, a PEN/Barbey Freedom to Write Award, and an Open Eye Award. He is currently a fellow at the Black Mountain Institute at UNLV. He now lives in exile in Las Vegas, where his writing continues to delight and provoke. More about him and his work: https://ahmednaji.net/
كتاب مرعب. نص مكوّن من شذرات ممتدة عن تجربة سجن امتدت لشهور. أعتقد إن الكتاب تلافى كل ما يجعلني أنفر من الكتب المماثلة. هو ليس «أدب سجون» مثلما يقول التعبير المُستهلك، لكنه على العكس تأملات حقيقيّة قادمة من تجربة حقيقية، والنقطة هنا إنها لا تستمد ثقلها من ثقل التجربة، وبالتالي مفيش مساحة لاستدرار العواطف وحلب المشاعر السخيف، لكن على العكس، مشاركة فيها وفي أفكارها. وأعتقد دي كانت النقطة الحاسمة اللي خلّت الكتاب مختلف تمامًا. سرد مُحكم تمامًا حتى مع ارتباك الوقائع والأحداث. يمكن دا من الأمثلة اللي الواحد يقدر يقول عنها إنها متكتبتش عشان تقلّد الحاجة اللي اتكتبت. لأني أحيانًا بحس إن في ناس بتكتب مثلًا عن تجربتها في السجن بالطريقة التي يعتقدون أن كتب السجن تُكتب على أساسها. وبتكون النتيجة نسخ من نسخ. حرز مكمكم مش كدا خالص. ذاتي بقدر ما هو عام.
أعتقد إن حاجة من الحاجات اللي هتفضل معايا من الكتاب، هي لقطة بيلاحظ فيها الراوي إن طريقة كتابته ونبرة هذه الكتابة تتغيّر باختلاف السياق. فلمّا يقارن بين الكتابة التي كتبها في السجن، وبعد كدا تحريرها على الكومبيوتر، بتبان الجمل القصيرة المكتوبة على عجل، نظرًا لوضعية الكتابة الصعبة في السجن، من الجمل الأطول السارحة التي يكتبها الواحد وهو جالس على مكتب مريح. وبيتساءل بعدها: أين يفكر ويكتب العقل، وأين يفكّر ويكتب الجسد؟
أول كتاب انتهي منه بعد معرض الكتاب، وكنت أخشى أن اقرأه خوفًا مما قد يجلبه لي من ذكريات مؤلمة(لسابق تجربة حجز قصيرة) وللحق الكتاب مثّل لي مفاجأة سعيدة، فخرج كتاب ممتاز واسع الحكمة، ورغم اني لست من محبي كتابة ناجي السابقة الا ان هذا الكتاب يوضع بلا مبالغة ضمن أفضل ما قرأت لقلم مصري خلال السنوات الماضية.
وبغض النظر عن بعض الآراء التي اختلف فيها مع الكاتب بخصوص بعض الكتب لكن سلاسة اللغة وحبكة التفاصيل ودقتها أشاعوا دفء بين سطوره، والأهم أنه تعامل مع تجربة السجن بطبيعية مؤلمة، كمن يتحدث عن الموت، فهو شيء جُبرنا عليه ولا مناص منه، فتناوله بانسيابية مثلما فعل الكاتب يُحسد عليها فعلا.
يمكن الحديث عن أثر القراءة والكتب في ونس المرء يكون مكرر لكنه لا يفقد ابدا بريقه وصدقه خاصة إذا ما كان مكتوب بعناية، وهذا نجاح للكتابة الجيدة قبل ما يكون نجاح للكتاب.
في الكتاب تفاصيل وأسماء مبكية، شاهدة على عجزنا وقلة حيلتنا، وفي بعض التفاصيل انا بكيت بدموع حقيقية مش مجازا وقعدت فترة سامت وأعيد في قراءتها مرات ومرات.
في المجمل تجربة مفيدة صادقة مؤلمة كدواء مر، خرجت في كتاب جدير بالاقتناء والقراءة والاحتفاء به.
كتاب خطير وصادم جداً،يحكي فيه أحمد ناجي عن المدة التي قضاها في السجن بسبب" تهمة خدش الحياء العام " بسبب الألفاظ البذيئة في روايته الشهيرة "استخدام الحياة".. يحكي ناجي عن عالم السجن و زملاء الزنزانة والمخبرين والعصافير ومحما بيه وعن الأحلام والكوابيس وطه حسين وعن طفولته الكثير.. أنهيت الكتاب من أسبوع ولا يزال أثره باقي معي، وبالرغم من الحزن والكآبة التي وجدتها مع كل سطر في الكتاب إلا إنه" أعجبني " ربما لأني لمست الصدق في حكي يوميات هذه الفترة، أيضا شعرت كأني محبوس معه وهذا سبب لي ضيق وانقباض أثناء القراءة، ولفت إنتباهي هنا أنه برغم ثقل التجربة و تأثيرها على كاتبها الإ أن الكتابة خالية من الميلودراما، وكذلك بعيدة تماماً عن أي نوع من أنواع تصفية الحسابات مع من سجنوه، لكن جاءت عبارة عن مكاشفة ومصارحة للذات وأيضا محاسبة لنفس كاتبها علي الخيارات التى أدت به الي هذا الموقف ، هل فعلاً يستحق الأمر كل هذا؟
شكراً أحمد ناجي على مشاركة هذه التجربة الخاصة ، والشكر موصول أيضا لمشاعر الخرتيت الجياشة التي كانت سبباً في أن يأخذ أحمد ناجي قراره بأن يكون كاتب ويكتب رواية خطيرة هي "النمور لحجرتي"التي أعتبرها أجمل رواية قرأتها هذا العام
اتفرجت ع كذا فيديو ل أحمد ناجي لقناته ع اليوتيوب واخدت جرعة من لسانه البذيء والألفاظ اللي بيستخدمها واللي كانت سبب ف دخوله السجن بتهمة خدش الحياء العام ف أحد رواياته
السؤال اللي كان ف دماغي طول م أنا بقرأ هل الألفاظ البذيئة دي ممكن استخدامها بالشكل ده ف العمل الأدبي ونقول ده فن ولا نقول عيب ونستبدل الكلمات دي بكلمات تانية بالفصحى أو الانجليزي علشان تقل حدة وقعها ع القارىء!
بالإضافة إلى حالة البؤس وعدم النظافة ف السجون
والكاتب ختم الكتاب بعدد من المؤسسات اللي الكتاب طلع بدعمها .. علشان المؤسسات دي تحب أوي النوعية دي من الكتب للترويج لحقوق الإنسان !!!!
اعتقد اني مش هقرأ للكاتب تاني لأني قرأت جزء منشور من رواية "استخدام الحياة" ع جوجل اللي كانت سبب ف دخوله السجن وحقيقي سطحية ولغتها ركيكة جدًا .. لغة الناس اللي فاكرة نفسها عميقة علشان قعدت ع القهاوي وسمعتها كام اغنية ل pink floyd وأقاموا علاقات جنسية بقوا كده ناس مثقفة !!!!!!
الكاتب لغته كويسة جداً و تأثير قرآئاته عليه باين، الرواية مش ادب سجون اكثر منها توثيق لمشاعر ناجي في السجن. معرفش اي معلومات عن القضية بس الكتاب جيد ككل هو بس الكاتب جرئ حبتين و بيخرج اي تفصيلة صغيرة بيفكر فيها عالورق.
بعد قراءة هذا الكتاب شعرتُ بالتحسر، والسبب في ذلك هي الطريقة التي أُهدِرت بها مادة غنية كانت من الممكن أن تشكل كتابًا رائعًا. أنا قطعًا لا أتحدث عن تجربة ناجي، ولا أشير هنا إلى أي شيء يتعلق بطبيعة واقعية التجربة، رغم أن ذلك ؤثر بالطبع على القارئ، فمن الصعب ألا يتعاطف القارئ مع هذا الظلم العبثي الذي تعرض إليه الكاتب، لكنني هنا أتحدث ف النهاية عن المنتج النهائي: الكتاب في حد ذاته. كتابة مضطربة في كل شيء... في البداية يجد القارئ عنوانًا جانبيًا عن أن الكتاب عن القراءة والكتابة داخل السجن. في الحقيقة لا يشكل ذلك أثر من ربع الكتاب مثلا، وعلى مناطق متفرقة. الكتاب ليس له موضوع متماسك... الجزء الأكبر منه عن تجربة سجن ناجي، وهناك بعض الأجزاء عن ماضي الكاتب، وأجزاء عن سير القضية التي أودت به إلى السجن. طريقة الكتابة ذاتها مضطربة. يهاجم الكاتب أدب السجون العربي لأنه مؤدلج وغير فني، في حين أن آخر ما يهتم به هذا الكتاب هو الجانب الفني. اللغة الكتاب مضطربة جدًا... تارة يكتب بلغة خشنة تعتمد على الألفاظ البذيئة، في جمل مطابقة لأحاديث الشارع، وتنتقل النبرة إلى السرد نفسه، مثل: "تشبثت في سجني بطموح أن تصدر مجموعتي القصصية "لغز المهرجان المشطور"، لكي أوهم نفسي بأني حر وبأن الأفكار لها أجنحة ولها طيز ممكن تشخ منها وهي طائرة" ثم تجد بعض المقاطع الأخرى من قبيل: "جلال غريب يغلف السجن ينبع من الأسفل كشجرة تتغلغل فروعها داخل كل العنابر، فيحل الصمت وتخرس الهمهمات". الانتقال بين اللغتين يكاد يكون هزليًا حيث تشعر أنك تقرأ منشورات منفصلة من على الفيس بوك لا يربطها رابط أسلوبي. ثم تجد السرد في مجمله يعتمد على ضمير المتكلم، وهذا أمر طبيعي لأن التجربة في النهاية حقيقية والكاتب هو بطل الأحداث، ثم تجده ينتقل إلى ضمير المخاطب بشكل عجيب وغير مفهوم وليس له أي دور أو أهمية... يبدو الانتقال بين الضمائر هنا عشوائيًا كما لو أن الكاتب يحاول استخدام تقنية لا يجيدها. حتى هيكل الكتاب الشكلي مضطرب تمامًا: تارة يعنون الفصول بتواريخ الأيام: اليوم الرابع... اليوم العاشر... إلخ، وتارة يكتب الفصول بعناوين تشير إلى موضوع الفصل. بدا لي أيضًا أن البعثرة الزمنية في طريقة رواية الحكاية لم تفد السرد مطلقًا، ولم تجعل الحكاية تتكشف تدريجيًا بشكل فني، بل بدت مصنوعة بشكل عشوائي تمامًا. يتضمن الكتاب مشاهد قوية تفوق في درجة عبثيتها خيالات الكثيرين منا مثل مرافعة الادعاء الذي لا يستطيع التفريق بين الحقيقة الفنية في الرواية وحقيقة الكاتب، فيتهم الكاتب بأنه تاجر مخدرات لأنه يكتب في عمل فني بضمير المتكلم عن شخص يتعاطى المخدرات... كذلك هو الأمر في مشهد تحقيق وكيل النيابة مع أستاذ طارق الطاهر واستشهاد الأخير بحادث يتعلق بطه حسين وحرية التعبير فيتضح أن وكيل النيابة لا يعرف هذه الأسماء... مشاهد عبثية مذهلة، لكنها للأسف مكتوبة بأسلوب فقير. في الحقيقة الكتاب يبدو كما لو أنه محاولة لجمع لبعض المقالات والمذكرات والخواطر... في كل الأحوال يقدم الكتاب للقارئ مادة في غاية الأهمية، لكنني أظن أن الكاتب أهدرها فنيًا إلى أقصى حد.
بسبب نشر فصل من روايته "استخدام الحياة" على صفحات أخبار الأدب. يتعرض أحمد ناجي في عام ٢٠١٦ للسجن بتهمة خدش الحياء العام.
بين جدران الحبس، يكتب مذكراته لنرى تجربته الكاملة مع الحياة غير الآدمية التي يعيشها أغلب المساجين، وعبثيات السجن وقوانينه. نرى في كل سطر كيف قرر الكاتب تمضية وقته بأقل تعاسة ممكنة.
اللغة سلسة وسهلة، وخالية من الفذلكات اللغوية، نشاهد الواقع بعينيه وفقًا لمنظوره الشخصي. أعجبني الحس الساخر في أسلوبه، رغم اختلافي مع بعض أراءه. أحببت أيضًا تدوينه لبعض الأحلام التي رأها خلال فترة سجنه.
إذا كنت ممن يأنف من قراءة بعض الألفاظ المستخدمة في الحياة اليومية فلا تقرأ هذا الكتاب.
بدأت اقرا "A Swim in a Pond in the Rain" و "Everything I never Told You" و "حرز مكمكم" في نفس الوقت.. لسبب غير مفهوم ورغم حبي ل Saunders ولكل اللي بيتكتب عن العنصرية كان الكتاب دة أكتر كتاب بيونسني وأول واحد خلصته.. مش عارفة ازاي كل الضلمة دي والاحساس بالونس ممكن يجتمعوا.
كنت تابعت القضية وشوفت فيلم ليل خارجي وشوفت حوار ناجي مع بلال فضل.. كل مرة كان بيبقى عندي فضول اقرا "استخدام الحياة" بس ولا مرة الفضول كمل وقريتها..لكن كنت مهتمة اقرا الكتاب دة وحقيقي طلع مهم.
أفكار كتير استفزتني عشان اخد وادي معاها احط خطوط واكتب ملاحظات.. وفي مشاهد كنت بمنع نفسي اني اكتب أي حاجة عندها عشان مش عايزة ارجعلها تاني ولا افتكرها.
الكتاب ده اصيع وأجمل مثال ان الكاتب وأي انسان عموما مش كله حاجة واحدة … بقول ده لان لو عندك مشاكل مع الvirtual persona بتاعت أحمد ناجي في اي قضية اتكلم فيها فارمي ده على جنب خالص واقرا الكتاب.
تجربة شخصية صادقة ومؤلمة مكتوبة بجمال ميتوصفش. ومتخيلة حجم الألم والكاتب بيفتكر كل اللحظات اللي كتبها وهو جوة السجن وصعوبة اختيار وتنقيح كل اللي حصل بالبوصلة اللي خلقها انه ميتكلمش على مساجين تانين بشكل ما علشان خصوصيتهم غير في تقاطعات شخصية معاك وتأثريها عليك بمنتهى النبل، عظمة والله .
تحية خاصة جدا لاختيار خط السرد …. من اجمل واذكى ما يكون. تقاطع ذكريات الطفولة والمراهقة وغزل الكتب اللي عاش معاها وبيها في السجن والاهم والأفشخ انه حاطط في باله ان القارئ ممكن ميبقاش عارف الكتب والكتاب اللي بيتكلم عليهم ففيه تعريف من غير 'تعالى سأمحو أميتك ايها القارئ الأصمر الجاهل'
جدل احلامه داخل السجن وتخديمها على الفصل اللي كاتبه معدية وبالرغم من امنيتي الساذجة 'ان كان ياريت قفلة الكتاب كانت حاجة تانية' بس كويس ان ده محصلش لا احنا ولا الناس اللي لسة جوة يستاهلوا قفلة ساذجة رومانسية
جميل بشكل مفاجئ، التجربة ذاتية لا تتصنع البطولة ولا أي شيء من المعتاد في كتابات السجون، أحمد سجن عشان "خدش الحياء" وبكتابه طلع لسانه لحراس اللغة والشرف، ربما لا تحبه.. أو تخبطك"البذاءات" فجأة وسط القراءة، لكنك تضحك لنوع السخرية المبطنة من الاتهام وتعيش وقت حقيقي جوة عقل سجين الزنزانة، تقرف من الروائح، وتتخيل وضع الكتابة المؤذي، والأفكار الذكية في أوقات السواد.. مثلا عن كيف يؤثر الجسد على الكتابة. آخر صفحة قاسية.. خالية من السخرية وريحتها خوف يليق بالموقف. كتابة لا تتجمل نهائيا.
حرز مكمكم، العمل الرابع، علي ما أظن، للصحفي والكاتب المصري أحمد ناجي بعد رواية روجرز، استخدام الحياة، لغز المهرجان المشطور. العنوان الفرعي للعمل يفشي بشيء من محتواه "القراءة والكتابة داخل السجن". لم أتوقع أن يأخذني العمل إلى درجة أن أقرءه في جلسة واحدة، بنفس واحد. ربما الفضول الذي أثاره العنوان الفرعي، أو حتى العنوان نفسه. وربما اسم الكاتب وقضيته الشهيرة، واسمه الذي تردد كثيرًا بعد اتهامه بخدش الحياء العام وسجنه لعامين بهذه التهمة التي توجه لأديب يعبر عن نفسه، لا ينتمي لأي جماعة سياسية، ولا يدعو لفكر سياسي رغم تنشئته الدينية، حسبما جاء في هذا العمل. "وجدت في الكتابة فرصة للتعرف على نفسي، وفهمها والتعرف عليك أنت يا من تقرأ الآن. وجدت في الكتابة صوتي، وفي القراءة صوتك وفي تواصلنا ذلك من خلال الأدب وجدت معنى الحياة – ص155". حرز مكمكم أقرب ليوميات مؤرخة من داخل السجن تتخللها عناوين موجزة لمشاهد من نفس المكان أو ربما مشاهد من الماضي من أماكن أخرى تستند عليها بعض اليوميات. زمن اليوميات متأرجح غير متتابع، يعود ناجي خلال سرد يومياته إلى مشهد يوم سابق بعينه ليدرجه ضمن اليوميات، أو يتوقف لحظات ليسجل لقطات من محاكمته ويعلق عليها، أو لحظات استدعاءه للمثول امام القاضي في قضية يلمح إلى أن من يقف وراءها واحد من ترأسوا أخبار الأدب أيام حكم الإخوان. حرز مكمكم مكتوبة لغة بسيطة تتأرجح بين الفصحى الرصينة والعامية، وأحيانًا وكعادته يميل إلى تضفريها بكلمات تحسب على التابوهات اللغوية المكتوبة. السرد بضمير المتحدث، كطبيعة اليوميات، يتداخل أحيانًا مع تعليقات بصيغة المخاطب من شخصية تبدو وكأنها الأنا الأخرى أو ضمير الكاتب الذي يعلق على ما يرويه الكاتب، ليكمل نقص فيه أو يشرحه أو يصفه. عمل ممتع، وتقنية سردية شيقة، يستحق القراءة.
كتاب فريد و مختلف و الأمر يتعلق أيضاً بغرابة التهمة التي كانت سبباً في دخول ناجي السجن. بكل ذكاء و حرفية حوّل التهمة إلى مادة للتساؤل و أسقطها على شكل السجن و تفاصيله و طقوسه. لم يشغله المصير بقدر ما شغلته الكتابة و أسبابها و علاقته الحقيقية بها فحاورها بعذوبةٍ تارةً و لوم تارةً أخرى. ابتعد ناجي عن المألوف في تناول علاقته مع المساجين و تسجيل بطولاتِهم الفردية بل حوّلهم إلى أبطال لن يدوّنوا إلّا في ذاكرة الكاتب. أجد هذه الفكرة مهمة جداً إذ أنها تركز على عالم الكاتب الداخلي في الشروع بالكتابة و تنفي ذاك الشكل المألوف و المكرر للأدب على أنه مراقبة الناس و استنباط القصص من سيرهم. من اللفتات الجميلة أيضاً وجود اللغة في كلّ مقطع تقريباً بتقلّباتها وبذاءتها و بل و حتّى كونها ضحية و مسجونة مع الجميع، معلّقة مثل ( العصفورة) خوفاً من أن يمتد إليها العفن. و خاصة أنّ جريمة ناجي لغوية بامتياز . أحببت مقطع بروست بشدّة و خاصّة حين ختمه بعبارة تتضمن ( الزمن المفقود).😊
شكراً ناجي أنّك بقيت مصّراً على أن تكون كاتباً حتى الهوان الأخير..
يخجل المرء من القول بأنه كان كتابا ممتعا – نحن نتحدث عن هنا عن معاناة وآلام إنسان - لكنه كان كذلك رغم كل شيء. كما لا توجد أي كلمات تعزية أو تسرية عن محنة قاسية مر بها الكاتب بالفعل ، وتجربة صهر – إن صح الوصف- في جحيم السجون المصرية وكفى به من جحيم. كان سرد ناجي ذكيا من جانبين، أولا تقنية سرد لا خطي تعتمد أسلوب التنقل في الزمن صعودا وهبوطا في شكل الإرهاصات السريعة حينا والاستطرادات المطولة حينا آخر، وكذلك عدم السقوط في فخ البكائيات أو تمجيد محنة يظل أي إنسان عاقل يرغب في تجنبها ولو قادته إلى عتبات العظمة وطريق الخلود – كما قال له أحد الضباط الجهلة- "أي خلود في ألا تمتلك القدرة على أن تنام أو تتجول أو حتى تتبول بحرية؟!!"
اللغة المجردة والمتقشفة والحادة – الواقعية والصادقة فنيا في رأي ناجي- كانت سمة العمل الأبرز، ومحاولة إيجاد المعنى أو الخروج من كل ما حصل بنتيجة وحسم لمصير الكاتب بأن يكون كاتبا أو أي شيء آخر أو ربما لا شيء بالتحديد كما كان قبلها، كان هو الإطار الذي غلف تفاصيل محنة السجن وتخلل كل تفاصيلها اليومية.
كان بودي الحديث عن بعض المفاهيم الخاصة بتجربة كتابات السجون وهل تصنف كأدب أصلا أم لا، وعن تجربة السجن وهي تجربة نفي بامتياز ، وإخضاع بامتياز، وحيونة بامتياز، وبعث بامتياز، لكني لا أجد المقام مناسبا، كما أني أستشعر أني سأقع في فخ التنظير عن تجربة لم أعشها ولا أرجو ذلك أبدا، فسأكبح نوازع الفذلكة والتفلسف داخلي، وسأكتفي بتمني حياة أفضل ولو قليلا لمن مر بالتجربة وأيضا لمن لا يزال يكتوي بنارها.
كتب من هذا النوع أراها خارج التقييم لكني سأقيمها تقديرا لجهد كاتبها ولا أتواقح وأقول تجربته التي لا أتمنى مجددا أن يتعرض لها إنسان في أي مكان، وإن عجز التمني دوما عن تغيير الواقع أو تحويل دفة المآسي في اتجاه من يستحقونها.. أما بعض نقاط الاختلاف الفنية بيننا - والعراك - كما كان بينه وبين علاء عبد الفتاح – رده الله إلى أحبته قريبا- فربما أكتب عنها عند قراءة أحد أعماله الروائية حيث سيكون المجال أكثر ملاءمة واتساعا، كما أنها في نهاية المطاف اختلافات وتوجهات فنية بين اثنين من محبي الأدب لا بين كاتب أراد للأدب أن يكون بوصلته لاكتشاف ذاته وموقعها من العالم وسلطة قمعية غشوم تحتمي بالجهل وتستند إليه كأساس لبقائها وتغولها، فحتى ذلك الحين.
كتاب عن القهر... مؤلم بشكل صعب! مش قادر أنكر إن الكتاب عجبنى جدا رغم الوجع اللى فيه.. أنا شخصيا من أنصار عدم استخدام الألفاظ البذيئة بشكل صريح فى أى كتاب مطبوع، ومع ذلك أنا ضد حبس أى كاتب بسبب كتاب كتبه.. يعنى رأى دكتور جابر عصفور اللى اتقال جوة الكتاب ده عجبنى الصراحة.. قصة المسجون اللى اتصاب فى ٢٥ يناير وبعدين اتهموه فى قضية رشوة صدمتنى بجد.. كأن السلطة عبارة عن آلة للظلم وبس طول الوقت.. مش عارف اكتب تقييم كويس الصراحة بسبب تداخل المشاعر جوايا.. 💔😿
What an interesting read! I learned a great deal about Egypt from this book, before which I knew next to nothing. As a memoir, the main focus is the author Ahmed Naji and the significant personal transformation he undergoes while imprisoned for “offending public morality.” I can honestly say I am unsure exactly what my feelings are about him even now. First impressions were not entirely positive for me. His raw, blunt writing style coupled with his initial self-importance left a sour taste in my mouth. He went on vitriolic rants about prison literature and the “dead weight of ideology that drags on these writings,” as well as the impossibility that a writer engages in the effort for any other motive than their own satisfaction. Naji spends much of his early time in the justice system refusing the title of ‘writer,’ calling himself instead an “occasional journalist, day laborer in the media market, often-unemployed intellectual masturbator.” He does not take himself seriously and wonders why anyone else would do so, especially to the point of litigation.
This lack of personal commitment to his craft and what seems to be either immaturity or a self-protective denial is surprising once you learn more about his early life. He was raised in the Muslim Brotherhood, initially taught in the “warm womb” of the Brotherhood school system, then transitioned to the public school system. He rose through the ranks as a young man with fervent dedication, until his absolute rejection of book burning led him to walk out in the middle of a meeting and never return. He had to watch his father burn his books when they became dangerous illegal possessions and see his descent into depression after trying to render aid during the Rabaa massacre. Just 2 months later, in October 2013, his father “left his job, house, and country, and resolved never to return.” Another 2 years and Naji’s trial would begin.
The author’s love of reading and voracious appetite for books pervaded his time in prison. The list of books mentioned is upwards of 35 and they served as a necessary escape from the reality of prison life in Egypt. Over his 10 months of incarceration, Naji came to better understand the significance of the written word. Seemingly ironic for a man that was already an established journalist and novelist, he states “I saw for the first time that words, books, and literature have an inner force, a hidden strength that might be stored inside a sentence or a word or a letter.” As the political tide turned against him, his fellow journalists began to distance themselves, while the writing community reached out in support. It led to an intense delineation in his mind between journalism and writing, and he accepted that there was a rebellious motivation to his work, and he did want to be counted as a true writer. He never expressed more fear than when he learned a fellow inmate was made to burn all of the writings he had made while in prison. To lose the novel he had begun writing would be to “lose everything.” “They would steal my memories, force me to wipe everything I remembered of prison, and turn my torment into a void that I couldn’t even go back and look at.”
It was indeed sobering to learn about the Egyptian “justice” and prison systems. The circus-like farce that was Naji’s court proceedings unfortunately paled in comparison to the extreme abuses he would see and experience once incarcerated. Prison life was pay-to-play, further intensifying social caste divisions, and was plagued by the constant threat of physical and psychological abuse. Insects became part of the fraternity, you slept on concrete slabs, and there were dozens of men in each cellblock. He was terribly beaten multiple times, given rotten food, went days without water and electricity, and rarely received but a fraction of the letters and items sent by family and friends. Beautiful moments of cooperative humanity did shine through the darkness, like when the cellblock produced bail money for an inmate that could not afford it, or when the group collectively agreed to stop smoking to protect the elderly and unwell among them. But these moments could never counteract the constant torture. I had no idea the situation was so bad, and to know that Naji’s sentence and experience could be considered mild is a sobering thought.
I greatly appreciate this book and all it has taught me. Ahmed Naji’s development throughout it, delivered with a brutal honesty that was at times jarring, was admirable. I am happy to know he was released and was ultimately able to escape Egypt, but I am loathe to know that Egypt continues to suppress its people’s freedom while putting on a masquerade for the rest of the world. As Naji states, “As far as progress goes, the tools of coercion and control have become more refined, which is to say less and less visible to the populace.” I would recommend this book to anyone who values freedom of speech and freedom of the press. It is an important work that could not have been produced within Egypt’s borders and can inform more of us about what is hiding behind that veil.
*A note of caution regarding structure. This book has a strange structure, switching between Naji’s time in prison and his life leading up to it, with transcribed journal entries scattered throughout. The prison chapters are non-linear, jumping back and forth in time, which can be a bit disorienting.
-أنت تهمتك إيه؟ -جريمة نشر. -إيه؟ جريمة نشل؟ -لأ يا فندم، جريمة نشر، بشتغل صحفي ونشرت حاجه -مكتوب هنا خدش حياء، يعني أغتصبت واحدة ولا أتحرشت بيها. -لا، أنا خدش حياء عام -مش أنثى يعني؟ -لأ أنا حياء عام.
يمكن الحوار ده يبين مدى العبثية اللي البلد دي فيها، كتاب رائع من أحمد ناجي بيعرض فيه حكاياته و أحلامه و يومياته و قصص كتير عن القراءة والكتابة في السجن سواء حكايات شخصية ليه أو للمسجونين اللي كانوا معاه.
أستمتعت بالكتاب جداً، الكتاب مليان قصص مؤلمة بالأخص مارسيل بروست السجن، فيه أجزاء أيضاً مضحكة و مؤلمة في آن واحد، ناجي عنده قدرة رائعة أنه يحول أي حدث عادي لسطور كثيرة تستمع بقرأتها، أنصح أي حد عايز يقرأ أدب سجون بصورة غير تقليدية بالكتاب ده.
* في الأجزاء الأولي من الكتاب، بشك خاص، و في الأجزاء اللي بتحكي عن التفاصيل الصغيرة للحياة في السجن، الكتاب حسسني بنفس المشاعر اللي كنت حاسسها في وقت قراءة كتاب Unorthodox: The Scandalous Rejection of My Hasidic Roots . الموضوع كله في تفاصيل صغيرة و حاجات إحنا بنعملها بشكل روتيني و بلا تفكير فيها و بدون الوضع في الحسبان إنها ممكن تختفي أو تمنع عننا. كمية الوجع اللي بتحسها لما تلاقي بني آدم محروم من حاجة أنت بتعملها من غير ما تفكر فيها أصلاً و هو ممنوع عنها و محتاج إذن و يقدم طلب ممكن يترفض و ممكن يتقبل علشان يعملها. هو ده السجن الحقيقي. دائماً نوعية الكتب اللي زي الكتاب ده بتستحضر في ذهني فيلم سوق المتعة و التشوه البشع اللي حصل للشخصية اللي مثلها محمود عبد العزيز في الفيلم و عدم قدرته علي التخلص من السجن اللي بقي موجود جوة تفاصيل حياته الصغيرة طريقة نومه، طريقة تدخينه للسجائر، طريقة دخوله الحمام. و في الفيلم طبعاً لطول مدة سجنه أصبح التشوه ده جزء من شخصيته و لم يستطع التخلص منه.
* التنقل اللي شكله شبه عشوائي بين المواضيع الكتير اللي الكاتب قرر أن الكتاب يتضمنها. الشبه عشوائية دي أنا حسيتها بتوصل نوع من الألم المصاحب للحكي عن التجربة و الفترة الصعبة دي من حياته و علشان كده كان دائم التنقل بين المواضيع، و كأنه شخص مشوش قاعد بيحكي و كل ما يزيد ألمه من الحكي ينتقل لموضوع تاني علشان يغلوش و لكنه من وقت للتاني بيتذكر إن هو اللي قرر يحكي و عاوز يحكي فيعود للموضوع الرئيسي.
* بالرغم من إن الكاتب من بداية الكتاب بيقول إن بالنسبة له الكتابة متعة شخصية وإنه رافض للشعارات الكبيرة اللي بتحمل للكتابة، خاصة الأدب، من فكرة الرسالة بقي للتغيير و خلافه، فالكاتب في نظره هو بيكتب علشان بيحب يكتب و بيتمتع أثناء الكتابة. و لكن الحقيقة إن هو نفسه أثناء كتابته هذا الكتاب هاجم بعض الأفكار الكبيرة و نقاشها و كان واضح إنه بيسعي لتغييرها. الموضوع بيتضح أكتر مع الفكرة اللي الكاتب بيقولها في أكثر من موضع في الكتاب: إنه لو يعلم إن الكتابة كانت هتوصله للسجن، ما كنش كتب من الأول أو علي الأقل كان اكتفي بالمدونات و الكتابة الالكترونية. و مع ذلك الكاتب بيستمر في هجومه علي المؤسسات اللي احتك بيها طوال فترة سجن، من مؤسسة شرطية لمؤسسة قضائية، لنقابات (نقابة الصحفيين). و خاصة المؤسسة القضائية اللي الكاتب هاجم إنها مؤسسة بلا رقابة و لا حساب.
* الاتيان علي ذكر علاء عبد الفتاح (علاء سيف كما ذكره الكاتب) لمس الحتة الخاصة بالعائلة دي في قلبي، العائلة اللي عانت و دفعت أثمان مشاركتها في الثورة و مواقفها مراراً و تكراراً. بالأخص علاء اللي اخد احكام جنائية ( أقصد هنا إن الحبس مش سياسي لاء الموضوع فيه أحكام و جرائم هتطلع في أي ورق رسمي يخصه) و بينفذها و لما انهي العقوبة و خرج رجعوا أخذوه تاني. و حالياً أخته الصغري سناء اللي هي كمان في السجن. كان الله في عون هذه العائلة.
* شجاعة آراء الكاتب لا تزال ملفتة و مثيرة للانتباه سواء توافقت معاه في الرأي أو اختلفت مش هينفع تنكر عليه شاجعته في الهجوم سواء علي أدب السجون ( واللي كان عنده وجه نظر تحترم في اعتراضه عليه) أو أدب الـ best seller ( اللي هاجم فيه أعمال مشهورة و كتاب مشهورين). حقيقي رؤيته و رأيه في أدب السجون من حيث أنه أدب مسيس، بيسعي فيه كل حزب أو جماعة سياسية أنهم يوضحوا إزاي المبادئ ساعدتهم علي الصمود في التجربة المريرة دي و إزاي رفاق الدرب كانوا خير سند جوة السجن، و رأيه أيضاً إن أغلب أدب السجون بيحكي عن السجن و المساجين اللي حوالين الشخص و استغلال أوجاع و فضفضة ناس عشت معاهم كمادة علشان تحكي حكايات مؤثرة.
لا أعرف هل استخدام كلمات مثل "رائع / ممتع" لوصف الكتاب الذي يحكي عن تجربة السجن، سيكون أمرا لائقا أم غير أخلاقيا وبه تقليل من عذاب التجربة؟
كتابة بديعة جدا. كتاب مؤلم رغم روعته، ومبُكي رغم بساطة سرده.
بداية معرفتي بالكتاب كان من حوار جمع بين بلال فضل وأحمد ناجي على 3 حلقات في برنامج عصير الكتب، والحقيقة تحمست كثيرا لمجرد معرفتي بفكرة الكتاب، إلى جانب روعة الحوار الصحفي بين الثنائي جعلني متشوق بصورة أكبر.
اعتقادي في البداية كان أن الكتاب يحتوي فقط على ما يقرأه السجناء وما تحتويه مكتبة السجن من كتب، ولكن الأمر جاء أكثر عمقا وجمالا من ذلك بكثير.
كتاب مرعب يسرد تفاصيل حزينة عن الحياة في السجن وكيف تبدأ التأقلم على سلب حريتك، وفي نفس الوقت تقاتل للحفاظ على حريتك.
بداية الكتاب كانت غريبة نوعا ما وتوقفت قليلا وسألت نفسي عن سبب عدم الترتيب الزمني لجزئية "اليوم ... في السجن" ولكن مع تخطي الصفحة تلو الأخرى وجدت أن الأسلوب الأفضل بالفعل كان في عدم وجود ترتيب زمني، لأنه يجعلك تعيش تجربة الوقت المرير مع السجن، وكأنه توقيت مختلف تماما. الساعة ليست 60 دقيقة واليوم ليس 24 ساعة.
أكثر ما أعجبني في الكتاب أيضا أنه ليس تقليديًا مثل أدب السجن المعروف، ولا يحاول إجبارك على التعاطف مع خلال استخدام عبارات مُستهلكة تحاول صنع التعاطف.
تجربة السجن تزيد من إبداع أي كاتب ومؤلف، ولكنها تجربة لا أتمناها لأي أحد على الإطلاق. إذا كان السجن سيزيد من الإبداع، فمرحبا بنقص الإبداع ووداعا لتلك التجربة القاسية جدا جدا.
*سعدت بشكل غريب جدا بمجرد معرفتي من الكتاب بأن أحمد خريج أكاديمية أخبار اليوم، وهي الأكاديمية التي درست وتخرجت منها أيضا، وفي نفس التخصص.. الصحافة*
"إن كلمة "جارح" هي مرادف لكلمة "خارق" وبالطبع فإن العمل الفني العظيم هو دائماً عمل أصيل، لذلك يجب أن يطوي دائما من حيث طبيعته، على مفاجآت صادمة"- نابوكوف
استمتعت جداً بقرائة الرواية وانتشيت بأصالتها وصدقها اللي كأنها مكتوبة من القلب بدون اعادة تفكير. زي حد بيحكي بكل شغف بعد ما اتحرم من الكلام. وسعادتي لا توصف بأنها لم تقع في تقليد كل مذكرات السجون بل وحللتها وشرحت ليه هي مش حاتبقى زيهم. ولاسباب شخصية وعاطفية وتاريخية قادر أرتبط بكل حاجة حصلت في عالم ناجي وفي نفس الوقت باندهش وباضحك وبادمع لما اقرا وصفه لمواقف وأشخاص وأحداث بكل عاطفة الكره والحب والإنفعال الصادقة ووصفه تجربة ماعيشتهاش من عين وقلب شخص عشت معاه حاجات كتير جدا خارج السجن. رواية في قمة المتعة وحاتكون واحدة من كلاسكيات الكتابة العربية وبالتأكيد في أدب "السجون" اللي بالتأكيد الرواية ترفض تصنيفها منه! زي ما الكاتب بيرفض ان يكون تمن كل اللي مر بيه مجرد مجد.
كتاب مُبهر. توقعت انها تجربة قراءة آمنة هستهلك تجربة كاتب مسجون وما سيتطفل عليه من حياة زملاؤه، وفوجئت بالكتاب هو اللي بيحاصرني بأسئلة أبعد كتير من السجن. صوت موزون بدقة عجيبة. رغم قسوة التجربة، بدون تمجيد أو ذاتية متضخمة، وفي نفس الوقت بدون افراط في اظهار ضعف نتيجته كان تعاطف مضمون، بدون بُعد أو تعالي على السياق السياسي وفي نفس الوقت بدون صبغة نضالية. رغم انه بيوثق بدقة تفاصيل تجربة السجن، ده بيحصل بدون ما الواحد يجيله احساس ان الكاتب نفسه بقى في موقع سلطة واخده في جولة سياحية يّوريه عالم السجن السري، وبالتالي الواحد بيتورط في أسئلة الكاتب عن الكتابة والحرية والشجاعة والأخلاق وكل المطبات اللي بتوقعنا فيها بلادنا المهببة كأنها أسئلة مشتركة ومفتوحة. مزيج عجيب بين احساسي بالملل أثناء القراءة كأني جوه تجربة السجن، وبين احساسي بالملل من أي شئ في اليومين اللي فاتوا كان بيخليني أسيب الكتاب..
هل تجربة السجن مجرد تجربة عابرة؟ بالطبع لا تجربة كالحرب والغربة تجربة متخمة بالأفكار واعادة اكتشاف الذات، بالطبع فأول من تواجهه في عزلتك هي نفسك، الكتاب يقارب صدق واصالة كتب الاعترافات كسردية جان جينيه الكبرى بكل التناقضات و الصراعات ووضع قدم في ركن خرب من العالم انت مجبر عليه كي تتشرنق روحك وتثمر فراشة إبداع تغزوك وتنقل لك المعاناة بسخرية مريرة تضحكك بلا شك لكنك بعد أن تنتهي من النص تصبح اكثر تنورًا واستيعابًا، افضل ما كتبه ناجي في مشروعه اظن انه مدين لتلك التجربة رغم ظلمها وعبثيتها لكن هل يقدر الكاتب على الإبداع لولا تداخله وصراعه مع كل العبث هذا. تسلم ايدك يا صديقي العزيز
قد اختلف جملة وتفصيلا مع الكاتب ولكن ذلك لا يبرر في عيني أن يسجن لنشره فصلا من كتابه بأي حال. تجربة مريرة ولا شك تعكس جزءا من الحقيقة المحجوبة ربما الكاتب لا يختلف كثيرا عمن ظلموه فكلهم أساء لأدواته التي يجيد إستعمالها، لا تعجبني النظرة المتعالية بكل أشكالها وأستغرب كيف ينتقدها وبنفس الوقت يتكلم به. لست ممن يؤمنون بالأدب النظيف أو ايا كان ما يسمونه هذه الأيام ولكن بنفس الوقت ضد الإبتذال في غير موضعه كما أني ضد السلطة الغاشمة.
عرفت احمد ناجي من لقاءه مع بلال فضل في عصير الكتب وقد اعجبتي الحلقة وقررت قراءة الرواية استخدام الحياة ولم تعجبني على الإطلاق. ولكن هذا لا ينفي إنه لا يجب أن يسجن الإنسان من أجل رواية أو كتاب أو حتى راي وهذا طبعا من أحلام المصريين الوردية التي لا يمكن تحقيقها. في لقاءه مع بلال فضل ذكر ناجي معظم هذه المواقف المذكورة في الكتاب. مواقفه مع المساجين ،تهريب الكتب. محاولة التكيف مع واقع السجن. أكيد تجربة مريرة وأنا أقرا الكتاب كنت اشعر بعدم الراحة والانزعاج ولكن أعتقد إنه مكتوب بصدق ومختلف.
كتاب بديع، سرد جيد جدًا بدون أن يصيب بالملل، اشتباك مع أكثر من جانب بخفة مذهلة بالنسبة لي، وأن كنت أتمنى أن الاشتباك يكون مع فكرة الأحلام بشكل أكبر لأن شعوري أنه كان هيطلع منها كتابة أكتر والكتاب هيكون أجمل كمان. معرفش ليه الكتاب ده حصل عليه دوشة تأثر بالسلب عليه، ومعرفش ليه الخلافات الشخصية بيتم من خلالها تقييم كتاب؟ 😃الكتاب ده كويس جدًا ولو الكاتب مكانش استخدم الالفاظ إللي هي اصلا قليلة جدا الكتاب ده مكانش هيكون له أي قيمة بالنسبة لي لأن اللغة كانت هتكون مدعية.
Funny, gritty, entertaining while getting at the core of a very important issue: freedom of expression. Naji speaks out about life as an incarcerated person but was careful not to write something too sensational. Like any good writer, got to some core truths about the human experience especially revolving around issues of censorship and writing.