لا شيء يجمع بينهما في الظاهر سوى أنَّهما تونسيّان و يقيمان في العمارة ذاتها . هو في الستِّين من عمره، متعلِّم ومتزوِّج من أجنبيَّة. و هي تصغره بعدَّة أعوام، و من وسط اجتماعيّ متواضع، ومتزوِّجة من رجل غريب الأطوار. في البداية، عاملها بمزيج من الحذر و التعالي . ولكنْ فيما بعد، تغيَّرتْ قواعدُ اللّعبة...
رواية عن علاقة استثنائيَّة ثريَّة متقـلِّبة تحتفي بالحياة في أبسط تجلِّيَّاتها وأجملها، ولكنَّها تعكس في الآن ذاته تراجيديَّتها وجوانبها المعتمة.
الحبيب السالمي: روائيّ تونسيّ. صدرت له عن دار الآداب روايات «عشاق بيَّة» و«روائح ماري كلير» و«نساء البساتين» و«عواطف وزوّارها» و«بكارة». تُرجمتْ أعماله إلى العديد من اللُّغات.
الحبيب السالمي من مواليد قرية العلا في تونس عام 1951. أصدر إحدى عشرة رواية ومجموعتين قصصيتين وتُرجم عدد من قصصه إلى الإنكليزية والنرويجية والعبرية والفرنسية. نُشرت روايته الأولى "جبل العنز" بالفرنسية عام 1999. نُقلت روايته "عشّاق بيه" من العربية إلى الفرنسية ونُشرت عام 2003 ونُشر جزء منها في مجلة "بانيبال" البريطانية (رقم 18). من بين رواياته الأخرى "صورة بدوي ميت" (1990)، "متاهات الرمل" (1994)، "حفر دافئة" (1999)، "عشّاق بيه" (2001) و"أسرار عبد الله" (2004) و"روائح ماري كلير" (2009) التي وصلت إلى القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية عام 2009 وصدرت بالإنجليزية عن دار آرابية هذه السنة. ورواية "نساء البساتين" التي وصلت إلى القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية عام 2012. الحبيب السالمي مقيم في باريس منذ سنة 1985.
الاشتياق إلي الجارة..الرواية التي دخلت القائمة القصيرة لترشيحات البوكر منذ أيام قليلة للكاتب التونسي الحبيب السالمي .. الكاتب له الكثير من الأعمال التي تُرجمت إلي العديد من اللغات و رُشحت له رواياتان للبوكر قبل كدة وهما روائح ماري كلير ونساء البساتين...
الرواية بتتكلم عن مهاجر تونسي يعيش في فرنسا ومتزوج من امرأة فرنسية و يقع في حب جارته التونسية (المتزوجة أيضاً) التي تعمل خادمة في البيوت.. وجد نفسه وهو في الستين من عمره يُحب امرأتين..يحب زوجته ولكن حب من النوع الهادئ ويحب جارته وهو حب مربك ويشبه حب المراهقين:)
بنظرة ضيقة علي مشاعره هو كان يشعر إن لديه حنين للمرأة العربية ولكن بنظرة أوسع هو كمغترب كان لديه حنين لوطنه وينجذب لكل ما يمت له بصلة..
إسلوب الكاتب كان ممتع جداً ..اللغة سلسة وبسيطة من غير أي تعقيدات وحتلاقي نفسك بتلهتم صفحات هذه الرواية وأنت علي وجهك إبتسامة حلوة أثناء القراءة..:)
في روايات ممكن تكون فكرتها عادية ومش عميقة أوي واللغة اللي المكتوبة بيها بسيطة بزيادة ومع ذلك بتكون مبسوط ومستمتع بيها وده ساعات بيكون كفاية إن الكتاب يعجبك.. وده اللي حصل معايا في الرواية هنا..
الرواية الصراحة جميلة و ممتعة..نقدر نقول إنها رواية خفيفة ولكن ليها نكهة خاصة وحتخليك في موود حلو وإنت بتقراها...
السؤال المهم بقي..هل هي حلوة لدرجة إنها تترشح للبوكر ؟ في رأيي المتواضع والشخصي ..أكيد لأ.. هي حلوة آه ..بس مش لدرجة البوكر يعني؛)
ينصح بها كقراءة لذيذة و سهلة لكاتب قلمه سلس و جميل جداً و أكيد حيكون له معايا لقاءات أخري قريباً:)
- الاشتياق الى الجارة، رواية تونسية عن الإغتراب والحنين، مروية بصوت المتكلم الأستاذ الجامعي كمال عاشور، تونسي الجنسية، المتزوج من الفرنسية بريجيت، واللذان ينتميان الى طبقة "راقية" في المجتمع الفرنسي. يشتهي خادمة تسكن في عمارته، تونسية ايضاً ومن ثم يحبها، ليعود فيشتهيها فيقترب منها اكثر في لعبة اغواء (حسب تعبيره) ثم مداعبات، فتصدّه حينما اراد ان يتمادى، فتسافر، فينتهي حبهما! طبعاً، لا يجوز ان نغفل انه في الستين من عمره، وهي في الخمسين! حب واشتهاء عظيمين...
- اعتقد ان الكاتب اراد ان تكون "زهرة" رمزاً لتونس، حنينه الى طفولته فيها، تنشق رائحة البلد البعيد، الحنين لتراب الوطن، الوصية بأن يدفن فيها. استفاد ايضاً من هذا الرمز لنقد مواضيع دينية وتعليمية وحياتية في تونس.... بالإضافة الى توازن حبه لزوجته ولزهرة ككناية عن تعلقه بوطنه الأم وبفرنسا بشكل شبه متساوي... لا ادري كم اجاد في هذا، اذا كان هذا قصده!
- اللغة بسيطة جداً، السرد اكثر بساطة، التقنية كلاسيكية، الموضوع جيد، الأسلوب أبسط بكثير.. هذا يجعل من تناول الرواية وقراءتها امراً سهلاً وسريعاً... ومن نسيانها اكثر سهولة.
- تجدر الإشارة الى ان هذه الرواية مرشحة للبوكر!!!!!!
"ها أنا أغرق. وكل يوم، أزداد غرقاً. وما يُثير في الرُعب أني أكتشف أن لحظة واحدة تكفي كي تتهدم كُل الجدران التي شيدتها لأحتمي بها وأتحصن بداخلها."
رواية "الاشتياق إلى الجارة" للكاتب التونسي "الحبيب السالمي" أحدى ستة روايات وصلت للقائمة القصيرة للبوكر 2021.. ولكن أضف إلى ذلك أنها تقريباً أكثر الروايات الست المُرشحين إثارة للجدل.. ما بين من رآها جيدة وحتى مُمتازة.. وبين ما رآها سيئة جداً ولا تستحق التواجد في القائمة.. ولكن من وجهة نظري البسيطة، أرى أنها رواية جيدة.. ولكنها لا تستحق الوصول حتى إلى القائمة الطويلة للبوكر بعدما قرأت مثلاً روايتين مثل: "دفاتر الوراق" و"الملف 42".. أجد ببساطة أنهما يفوقاها بمراحل عديدة، ولكنها تظل رواية جيدة.
والجيد فيها أنها رواية سلسة ستأخذك في عالمها بسهولة مع الأستاذ الجامعي التونسي "كمال عاشور" الذي يقع في غرام جارته "زهرة" التونسية أيضاً، ولكن المكان في فرنسا.. فجمعهم علم تونس.. ورآها "كمال" بتعالي أولاً سُرعان ما وصل إلى درجة الحُب! رُبما "زهرة" تُمثل تونس.. لذلك عشقها "كمال".. الحنين إلى بلده، وخصوصاً بعد استحالة العيش فيه بعدما تزوج من برجيت الفرنسية.. ولكني رأيت غير ذلك تماماً.. رأيت كهلاً في الستين من عُمره.. وجد حياته في مُنتهى العادية.. حتى التفاصيل التي تجمعه ببرجيت عادية، حُبهما لم يحتوي على شرارة أو لهيب مثلاً.. مثلما فعلت فيه "زهرة" والتي كما وصفها هو: خادمة ليست على مستوى عال من الجمال والحُسن.. وفوق كُل ذلك مستوى التفكير بينهما شاسع. فهو أستاذ جامعي، وهي أمية خادمة!
"الحُب لا يُفسر، وخاصة إذا كان المحبوب شخصاً لا تربطنا به علاقة عميقة. لا أحد يعرف كيف يأتي ولا كيف يذهب."
رُبما ذلك الإقتباس هو تبرير لـ"كمال" عن حُبه لـ"زهرة".. هل جبن من الاعتراف مثلاً أنها قد تكون نزوة؟ أن يشعر بلهيب الحُب وحرارته الذي انطفأ بينه وبين زوجته؟ رُبما.. هُناك احتمالات عدة نراها. ومن وجهة نظري هذه رواية جيدة، مُسلية، تطرح قضايا عميقة، رغم بساطة الطرح.. ولكن تستحق الوصول إلى القائمة القصيرة للبوكر العربية؟ بكل تأكيد ومن وجهة نظري، لا.
الإشياق الي الجارة .. إحدي الروايات الفائزة بجائزة كتارا عام 2021 ومؤلفها هو الروائي التونسي الحبيب السالمي والذي لم أقرأ له من قبل وتعد الرواية قرائتي الأولي له ، لنبدأ بالغلاف والذي لم يترك أي أثر بنفسي من ردائة أو جدراة ليبعدني أو يحفزني لقراءة الرواية أمّا العنوان فأراه ذكياً بلا شك مع ما يطرحة من تساؤلات و يرسمه من تصورات بذهن القارئ ،... تصورات عن تلك الجارة موضوع الرواية كيف هي ومن تكون وعن ذاك الشوق والإشتياق للجارة الذي قصده الكاتب وسيتناوله في الروايه ؟! ... لم أتأخر كثيراً وبدأت القراءة لأعرف فكثيراً ما تصدمني الجوائز بعد قرائتي لأعمال لم تعجبني وأراها لا تستحق لكنها حصدت جوائز فأقنع نفسي بأنهم قد يكونون محقون فأنا لست سوي قارئ وهناك الآلآف غيري ممن قد يعجبهم ما لم يعجبني ... الرواية أعجبتني هذه المرة وهي تروي صفحات من حياة الأستاذ الجامعي التونسى "كمال عاشور" و جارته "زهرة" التونسية وتطور العلاقة بينهما ليس في تونس بل في فرنسا كأغراب مهاجرين ، بطل الرواية علي مشارف الـ 60 هو وزوجته وحبيبته .. هل مسموح للحب أن يطرق باب من في مثل هذا العمر ؟.. سؤال هام تطرحه الرواية ، رواية ربما لو أردت تلخيصها لما أحتجت لأكثر من سطر او اثنان علي الأكثر لكن الحبيب السالمي رواها في 256 صفحة مع تصوير جيد لحياتهم في الغربة دون ملل أو فتور محافظاً علي أوتار التشويق بالرواية مشدودة حتي النهاية .
عمل بسيط و مكثف يقدم حكاية استاذ من أصول تونسية يعيش في فرنسا و متزوج من سيدة فرنسية و له ابن و علاقته بجارته التونسية أيضا التي تشتغل كخادمة بيوت ، حيث تم التركيز بشكل كبير على هذه العلاقة التي تختزل أزمة " الكهولة" ما بعد الستين و أزمة العلاقة مع الآخر : الزوجة الفرنسية و الجارة التونسية . بطل العمل قطع أواصر الصلة مع بلده الاصلي و أعتبر نفسه فرنسيا أكثر منه تونسيا و هنا السؤال المطروح حول الهوية على عكس جارته التي ظلت مرتبطة ببلدها و هويتها لتعود إليه في نهاية القصة . أكثر ما ميز الرواية هو التركيز و تكثيف الحياة الداخلية العاطفية لرجل مزدوج الانتماء في فترة زمنية محددة و قصيرة من تعرفه على الجارة إلى رحيلها و ادخالنا إلى حياة البطل الذي انتقل من الرتابة و الاستقرارية الى التوتر و الإثارة في لعبة إغواء متبادل . أكثر ما ازعجني هو ترك خطوط عديدة معلقة في الرواية دون أن يكون هناك أي إيضاح او تفسير او تبرير : تقلب علاقة الجارة بالبطل/ علاقة الجارة بزوجها / علاقة البطل بزوجته بعد رحيل الجارة . عموما هو عمل لطيف في مجمله .
"الاشتياق إلى الجارة": رواية الأحلام المنهوبة سلفًا
سليم بطي جريدة النهار
تعدّ رواية "الاشتياق إلى الجارة" للأديب التونسيّ الحبيب السالمي الصادرة عن دار الآداب في بيروت 2020 من الأعمال التي تحاكي أوضاع المهاجرين العرب في الغرب. وهذه ليست المرّة الأولى التي يناقش بها السالمي هذه المسألة، إذ سبق له وطرحها في روايته "نساء البساتين" الصادرة عن نفس الدار. تدور الرواية في فلك علاقة ملتبسة يقع بها مهاجر تونسيّ في فرنسا مع مهاجرة تونسيّة تسكن معه في نفس البناية وتعمل في البيوت. المشهد الخارجي لا يلمّح بأيّة نقاط مشتركة قد تقود إلى علاقة بينهما، فهو أستاذ جامعي متزوّج من فرنسيّة وهي امرأة غير متعلّمة ومتزوّجة أيضًا. تتسارّع الأحداث ليجد بطل الرواية نفسه في مصيدة علاقة مربكة وغير مفهومة مع هذه السيّدة التونسيّة، وهنا يتساءل القارئ: هل نبحث في صقيع الغربة عن رائحة أوطاننا حتّى لو كانت في هيئة امرأة متزوّجة؟ إنها آفة الاغتراب والبحث الأزليّ عن أوطانٍ تعيش فينا مهما عبّدت طرقات الهجرة أحجارها المرصوفة بإسمنت البِعاد. "المصيبة تكون في بعض الأحيان فرصة لتذكّر أحزان قديمة لم نستطع تجاوزها وظلّت دفينة في نفوسنا." هل كان يشتهي جارته كإمرأة؟ أم كان يحلّق من خلالها في عوالمه الخابية عن شبابه... هناك في تونس الخضراء قبل أن يحزم متاعه ويحطّ في باريس؟ هل كان يمرّر عينيه على جسدها؟ جسد المرأة الخمسينيّة التي بدأت تهرم أم كان يحاكي مدينته، عائلته، ماضيّه الغائب خلف ستار طائرة تغادر دومًا ولا تعود؟ "هناك أشياء نقوم بها من دون أن نفكّر أو تلقائيًّا. لا تبدو لنا مهمّة حين نفعل ذلك. ولكن بعد وقت معيّن، وفي ظروف أخرى، وفي حالات نفسيّة مختلفة، تتغيّر نظرتنا لها. وعندئذ، ندرك مغزاها وتداعياتها على الآخرين." لغة السالمي كما في جميع أعماله السابقة واضحة ومباشرة تميل إلى البساطة والسهولة فيُبحر القارئ في العمل دون عوائق لغويّة من جمل مركّبة أو تعبيرات أدبيّة معقّدة وهذا سيف ذو حدّين، فبينما يعدّه البعض وضوح، قد يميل البعض لوصفه بالركاكة. مهما كان الرأي اللغويّ بأسلوب السالمي، بنا أن نعترف بالمواضيع الهامّة التي يطرحها السالمي في أعماله والتي تمسّ المجتمع العربيّ بشكلٍ عام والتونسيّ بشكلٍ خاص وأهمها الهجرة، ما يفتح لنا باب التساؤل: لماذا نهجر أوطاننا لنعود ونبحث عنها في غربتنا؟ نبحث عنها في هيئة جارة ربّما؟ الرواية الواقعة في 206 صفحة، مقسّمة إلى فصول قصيرة وسلسة يتراوح الطرح فيها بين السرد وبين الحوارات بين بطلي الرواية وبعض الشخصيّات الثانويّة مثل جارتهما العجوز، زوجة البطل، زوج البطلة وابنها المُعاق. الغلاف، كأغلب أغلفة دار الآداب، يحاكي الرواية. فنرى واجهة لبناية بشبابيكَ مفتوحة كأنّها تنتظرُ زائرًا... من تونس ربّما! مع سلّم مرسوم باليد يوحي إلى الرغبة في الصعود من شرفة البطل إلى شرفة البطلة مدفوعًا ب "الاشتياق إلى الجارة!". الحبيب السالمي روائيّ تونسيّ صدرت له عن دار الآداب روايات عدّة: "عشاق بيّة - 2002"، "روائح ماري كلير - 2008"، "نساء البساتين 2010"، "عواطف وزوّارها - 2013"، "بكارة - 2016".
ماهذه الرداءة ماهذه التفاهة؟! يا إلاهي أضعت وقتي ودنانيري في سبيل رواية ترجمت بكل سذاجة عقد الكاتب ونظرته الدونية لنفسه أمام بريق المهجر . أزمة عاطفية لرجل ستيني تونسي مغترب بباريس وجد نفسه يحب جارته التونسية، تتحول لأزمة هوية وتموقع. ضاع بين حنينه لرائحة بلاده وبين تشبهه العقيم بالفرنسيين. وأنا كقارئة أجد نفسي لا أتعاطف مع أي من الشخصيات ، ولا مع مشاكل المغتربين ولا تترك فيّ أي أثر سوى الامتعاض. أما اللغة فحدّث ولا حرج ! جديرة بتلاميذ السنة الخامسة ابتدائي فما تحت. أين التجديد في الموضوع؟ أين التعمق فيه؟ أين مشاكل الأجيال الجديدة في علاقة بالمهجر؟ لا شيء !!
وبالنسبة لمرورها للقائمة القصيرة للبوكر ٢١ فلا يسعني سوى الضحك والمرارة تملأني على حالنا ومثقفينا ولجاننا. ولن أستغرب بتاتا فوزها بالجائزة.
أفكاري متضاربة بعض الشئ تجاه الرواية إن حكمت العقل فقط فإني ربما أحيلها لرف الكتب السيئة فهي حكاية عادية جدا عن جار يعشق جارته وهو متزوج لم أجد منها عبرة قط سوى " يانساء الكون إنتبهن هذا مايحدث مع نصف رجال الكوكب إن لم يكن أكثر، فصدقن حدسكن ! " وتبرير ذلك بأنه رأى فيها تونس ووطنه غير مقنع طبعا فهو أصلا لم يسعى راغبا وليس في خطته العودة لبلاده! في نقطة العقل أضيف أن الرواية تبدو بسيطة للقارئ هي كذلك بالسرد لكن أدبياً !!!! ياالله ماهذا .. اعتقد انها بحاجة للمراجعة والتحرير من قبل الكاتب والدار مع احترامي لكليهما
نأتي للمشاعر، ماجعلني اعطيها نجمة وانقذها من رف الكتب السيئة :) الرواية نقلت واقعا للاسف ، حدث شبه حرفي لأطراف أعرفها والكاتب نجح تماما باستعراض رؤيته الذكورية للخيانة وان أتت ذهنية ولم تصل لعلاقة كاملة، كذلك الحاسة السادسة للزوجة ومن ثم تغاضيها عن ذلك ..
رغم اعجابي هذا العام باختيارات لجنة البوكر العربية، إلا أنني لن أعي بتاتا وصولها للقائمة القصيرة تجاوزها- مايحضرني - البصيص والرملي ومنصورة عز الدين مثلا ..
نقطة الضوء الوحيدة في هذا الكتاب هي عنوانه. عنوان جميل و موضوع يغري باقتناء الرواية، و لكن حذاري! وفروا دنانيركم ، أورواتكم، دولاراتكم.. مهما كانت العملة، تبرعوا بثمن الرواية لمكتبة مدرسة فقيرة. هذه الرواية تقريبا من أسوأ ما قرأت. تغلبت في هذا على "نهج أنجلترا" و هذا إنجاز عظيم! لغة ساذجة و ليست سلسلة (أرى هذا الوصف يتواتر في مراجعات الرواية) بل هي أقرب لما كنا ننجزه صغارا في مادة التعبير الكتابي " أنت أستاذ جامعي مهاجر تعيش أزمة هوية حادة، وقعت في غرام جارتك الخادمة، صف شعورك في رواية ربما تترشح للقائمة القصيرة للبوكر"! ماهذا ؟ كيف نشرت دار الآداب هذا الشيء و كيف رشحته للبوكر؟ و كيف مر بسلام إلى القائمة القصيرة؟ كليشيهات ركيكة مكررة عنصرية في أغلب الأحيان عن العرب و المسلمين. لو ترجم هذا الكتاب إلى الفرنسية لوقع توزيعه في اجتماعات الجبهة الوطنية. يمكن حتى أن يستشهد به إيريك زمور " (زهرة) لا تختلف كثيرا عن المهاجرين الآخرين الذين يعتبرون كل الذين لا يؤمنون بالإسلام كفارا".
لا شيء يجمع بينهما في الظاهر سوى أنَّهما تونسيّان و يقيمان في العمارة ذاتها . هو في الستِّين من عمره، متعلِّم ومتزوِّج من أجنبيَّة. و هي تصغره بعدَّة أعوام، و من وسط اجتماعيّ متواضع، ومتزوِّجة من رجل غريب الأطوار. في البداية، عاملها بمزيج من الحذر و التعالي . ولكنْ فيما بعد، تغيَّرتْ قواعدُ اللّعبة
الحبيب السالمي يدهشني في كل رواية. كيف يمكن لهذه التفاصيل البسيطة ان تدخلنا عالما غنيا بالمشاعر؟ رائعة! حكايات الناس المهمشين الذين حولنا ولا ننتبه لحضورهم. سرد سلس ومشوق. قصة حب عذري بين استاذ الجامعة الستيني وجارته الخادمة الخمسينية اللذان يسكنا بناية صغيرة في باريس.
كمال عاشور مغترب تونسي في فرنسا يعمل استاذ جامعي ومتزوج من موظفة بنك فرنسية كان يحيى حياة عادية ومستقرة حتى ظهرت في حياته جارته التونسية التي تعمل خادمة تنظيف في البيوت من خلال عملها في بيته وإعجابه بها مما أدى لوجود هزة في حياته وزواجه كان بيعاني فيها مشاعر متضاربة ما بين حبه لمراته وحياته المستقرة وبين لعبة الإغواء اللذيذة مع الجارة الجديدة اللي دخلت حياته. الحقيقة اللغة رشيقة وحلوة خلتني اعدي الوقت بشكل لطيف وانا بقرأها وكنت مستمتع أثناء القراءة بس اتفاجأت بالنهاية السريعة واللي خلتني أتساءل عن المعنى اللي أراده الكاتب من القصة التقليدية من الأصل.. لعله اراد بذلك عمل إسقاط عن الحنين للوطن في شخص جارته التونسية والأزمة الأزلية اللي بيعاني منها كل مغترب بين حنينه لوطنه البسيط وبين رغد عيشته في دولة اغترابه.. عموما كرواية خفيفة لتمضية الوقت والاستمتاع بالقراءة فهي جيدة.
نجمة ونصف النجمة لهذا العمل. لا أعرف أي حظ أو سوئه ذكرني أن هناك كاتب اسمه الحبيب السالمي، لا أعرف عنه شيئا، سوى رواية اسمها الاشتياق إلى الجارة. كنت حينذاك شبه ثمل، في موعدي بعد كل عدد من الأشهر بجسد مصفى من الكحول، ولمرضي. Anyway... فتحت تطبيق أبجد، ورقنت الإسم، فوجدت أمامي أعمالا شتى، لكن أغرتني هذه الرواية. قصة على بساطتها، تنسج أحداثها في باريس، حين يكتشف عاشور التونسي، أن هناك في نفس العمارة عائلة تونسية، اشتم منها عبق الوطن. لكنه يسقط في فخ لعبة الغواية مع السيدة التي كانت تعمل خادمة. ومنها تنطلق عقدة الأحداث. لم أجد تشويقا يدفع بي لإنهائها، كل ما وجدته هو انزعاج متى تنتهي القصة المكشوفة سلفا!
كعادتي عند السفر إلى بلد جديد أختار رواية تنتمي إلى ذلك البلد وهو ما جعلني في رحلتي إلى تونس أصطحب معي زهرة جارة سي عاشور في رواية الكاتب الحبيب السالمي " الاشتياق إلى الجارة". ورغم أن عوالم الرواية تدور بشكل أساسي في باريس إلا أن تونس كانت الأكثر حضورا، ربما في اشتياق بطل الرواية إلى رائحة وطنه الأم وإيجاد بعض منها في زهرة، الخادمة التونسية الأمية التي تسكن في العمارة نفسها التي يسكن فيها، هو الأستاذ الجامعي المثقف. لم يكن لدى زهرة ظاهريا ما يغريه كرجل تونسي ستيني متزوج من فرنسية يحبها لكنه شيئا فشيئا يتو��ط في التعلق بجارته الخمسينية رغم اعتقاده أنه قادر على السيطرة على مشاعره ودخوله في لعبة خطرة يسميها لعبة الإغراء. في رحلتي من برلين إلى مطار تونس قرطاج لم أترك الرواية من يدي، كنت مستمتعة بها إلى درجة جنبتني خوفي من الطيران. كنت متماهية مع مشاعر سي عاشور ومتعاطفة معه ومستمتعة بعظمة التقاط تلك التفاصيل التي تكون صورة رجل مرتبك أمام سيل مشاعر لم يفهمها في البداية. كل ذلك من خلال لغة بسيطة وواضحة خالية من الزخرفة المدعية، وهي لغة منطقية بالنسبة إلى شخصية أستاذ جامعي لمادة الرياضيات ويعيش في فرنسا منذ شبابه. ربما هذا ما جعلني أستغرب بعض المراجعات على موق�� غود ريدز التي انتقدت لغة العمل واعتبرته بسيطا أكثر من اللازم. رواية الاشتياق إلى الجارة هي رواية مغامرة بالنسبة إلى الكاتب، فهي في اعتقادي من نوع الروايات التي يمكن للمرء أن يحبها بشدة أو يكرهها بشدة وربما هذا يفسر أيضا تباين تقييم مراجعات القراء في الاتجاهين السلبي والإيجابي. شخصيا أحببت الرواية بشدة وأحببت قدرة الحبيب السالمي في كتابة رواية متماسكة بناء على حكاية بسيطة لكنها تقطر بمشاعر متضاربة بين الاشتياق وتأنيب الضمير والغيرة والاشتهاء والشك وفقدان السيطرة على الأحاسيس أو كما جاء في الرواية "هشاشة والتباس علاقة المرأة والرجل وكيف يمكن لنظرة عابرة أو حركة تلقائية أو ضحكة أو ابتسامة أو حتى رائحة ما أن تحول هذه العلاقة فتتخذ منحى آخر لم يكن ليخطر على بالنا." من الممكن والمشروع أن نقرأ الرواية ونحن نحاول فك رموزها باعتبار زهرة هي رمز للوطن تونس واشتياق سي عاشور لها هو اشتياق لوطنه ولصورة أمه الراحلة التي يستحضرها في عدة مواقع من الرواية، كما يمكن من خلالها أيضا تناول الهوة بين النخب الثقافية و عامة الناس وكذا أسئلة الهوية والهجرة والاغتراب لكني أفضل كقارئة على الأقل الابتعاد عن لعبة الرموز والتركيز في جمالية هذا العمل والقصة نفسها وتفاصيلها. احتوت الرواية أيضا على مشاهد وحوارات طريفة تبرز التباين الثقافي الكبير بين البطل سي عاشور و حبيبته زهرة، كالحوار الذي دار عن رواية عرس الزين للكاتب السوداني طيب صالح، عندما أعجبت زهرة بغلافها وسألت سي عاشور عن عنوانه فأجاب: " عرس الزين" فاندهشت زهرة وسألته: " الزين! الكتاب عن عرس الزين الذي كان رئيسنا؟!" في إشارة إلى الرئيس التونسي زين العابدين بن علي.
رواية الاشتياق إلى الجارة هي من منشورات دار الآداب وصدرت سنة 2020 كما وصلت إلى القائمة القصيرة لجائزة البوكر العربية.
اسم الرواية: الاشتياق الى الجارة عدد صفحاتها:٢٧٩ تقييمي لها ٥/١ الكاتب: الحبيب السالمي
الحبيب السالمي: روائي تونسي مقيم في باريس له روايتان روائح ماري كلير ونساء البساتين كانتا ضمن القائمة النهائية للروايات الست المرشحة للجائزة العالمية للرواية العربية انها رواية تونسية رشخت في القائمة الطويلة للبوكر ثم ادرجت في القائمة القصيرة رواية تتحدث عن الغربة والاغتراب عن ارض الوطن عن حياة التونسيين بشكل خاص والعرب بشكل عام وكيف ان العرب المغتربين لطالما يبحثون عن بعضهم البعض ويحاولون التقرب الى بعضهم البعض لتقاطع وتشابه ظروف غربتهم. تتحدث الرواية عن عمارة في حي باريسي يقطنها عدد من السكان الفرنسيين والتونسيين واليهود بطلة الرواية الخادمة زهرة التونسية التي تعمل على خدمة المنازل في العمارة وتكون مسؤولة عن خدمة سيدة عجوز عانس لتتعرف على جارهم التونسي استاذ الجامعة المتزوج من عاملة البنك الفرنسية وهنا تبدأ الرواية وأحداثها بالمشاعر التي تنتاب استاذ الجامعة تجاه زهرة التونسية المراة العربية وما يجتاحه من مشاعر تجاهها حاول الكاتب في روايته سبر غور النفس البشرية ونزاعاتها بين المقبول والمرفوض في العلاقة بين الرجل والمراة الا انه لم يوفق في كتابته ووصفه وذلك لافتقاره للغة القوية في صياغة حبكة الرواية واحداثها فلغتها الركيكة جعلت منها رواية يكتبها مبتديء لم يستطع اظهار شخصية زهرة القوية المساندة لزوجها والداعمة لابنها صلحب الاعاقة لم يستطع اظهار رغباتها ومكنوناتها في التعلم والصجلد والصبر على الحياة باعتقادي ان الرواية لم تكن ترقى لان تصل الى القائمة الطويلة او القصيرة للبوكر
أبدع الكاتب في بناء الشخصيات بطريقة عبقرية. تطور الأحداث كان منطقياً بدون أي مبالغات مصطنعة. تعطي الرواية وصف سلس للظروف المعيشية لبعض المغتربين في باريس و كيف يجرون حساباتهم آخذين في الاعتبار مكانتهم الاجتماعية و تأثير تصرفاتهم على علاقاتهم الأسرية. عندما تقابل جارا عربيا في دولة غربية لا يمكن أن تعده كغيره من الجيران. ليس كل الأغراب سواء. هناك غريب بعيد و غريب قريب. طبعا لا أوافق سي عاشور في لعبة الغواية التي كان يلعبها و إن كنت لا أجدها نادرة الحدوث. الأفكار و المشاعر التي كانت تراوده كانت طبيعية في مجرى الأحداث. كل الرجال تخطر ببالهم هذه الأفكار طوال الوقت. الخطأ فقط هو عندما تتحول هذه الأفكار إلى تصرفات. لا أعتقد أن تتقبل النساء قراءة هذه الرواية. لا أعتقد أن يفهمها من لم يعش في المهجر.
يعرف كل من قرأ أنشودة المطر لبدر شاكر السياب أن المقصودة في القصيدة هي كينونة أنثوية.. هي الأم و الحبيبة و الأرض في نفس الوقت. هذا المزيج الغريب الذي لم أفهمه عندما قرأتها يوما و وجدته خلطاً غير واقعياً لمسته في فلسفة سي عاشور. أغنية الفرعي.. تغيرتي.. فيها نفس التوليفة. لكن تتميز الرواية هنا بأن لغتها سلسة و مفهومة و انه لا يلجأ للرمزية و لا لتحميل الأمور اكثر مما تحمل. استغرب من التعليقات التي تصف الرواية بالعنصرية أو الطبقية. في الواقع هي العكس من ذلك تماماً بل أجرؤ على القول بأنها إنسانية و تكسر القشور التي يفرضها المجتمع المتمدن لتصل إلى لب الإنسان الجامح الذي لا يفرق بين الجنسيات و لا بين المهن. يصف سي عاشور التوانسة و العرب و الفرنسيين و الأوروبيين بطريقة منصفة. لا يطلق أحكاما أخلاقية بناء على الجنسية و انما يظهر كيف أن البشر هم نتاج بيئتهم و أن مجريات حياتهم هي ما تصنع شخصياتهم و أفكارهم. لم تكن زهرة رخيصة بل فاضلة. الإنسان الفاضل ليس إنسان بلا مشاعر و انما انسان يعرف ان يوازن. زهرة و عاشور كانوا يختبرون مشاعر جديدة و منظور جديد. سي عاشور أكثر نضجا عاطفيا. زهرة عمرها العاطفي 20 سنة بالكثير. لأن عمرنا الزمني لا يتوافق بالضرورة مع عمرنا العاطفي او الجنسي. تستحق الوصول طبعا إلى القائمة القصيرة للبوكر. ربما كان ينقصها نهاية أخرى لكي تكسب البوكر. هي نوع من الروايات الذي يكون فيه الكنز في الرحلة لا في المحطة النهائية.
رواية قصيرة للأديب التّونسيّ المقيم بفرنسا الحبيب السالمي. أقول المقيم بفرنسا لأنّ هذا المعطى مهمّ في تعامُلنا مع عناصر الرواية. ذلك أنّها تخرج بشخصيّاتها من القوالب النمطية المعتادة عن المهاجرين وعلاقاتهم بالآخر الأوروبيّ. لا أفهم لمَ يعيب بعضهم على الرواية لغتها البسيطة، كأنما الأدب زخرفة الكلام لا غير. الكلام بسيط ولكنّ البناء الروائيّ الصغير يضمّ عالما ثريّا من العلاقات والأفكار في علاقة بوجود الإنسان العربي/التونسي بأوروبا. شخصيّة زُهرة أساسا بدت فريدة وتكسر بواقعيّتها القوالب والصور النمطية لكلّ شيء، لنساء الخمسين، ونساء المهجر ونساء الخدمة المنزلية ونساء الأميّة. ومع كلّ هذه المُحدّدات، استطاعت زُهرة أن تحافظ على صورة نمطية أخرى في الأدب العربيّ، هي صورة الجارة المثيرة. لا تملك الرواية أحداثا كثيرة ولا تقدّم دراما مفرطة، وليس في ذلك عيب طالما كانت قادرة على التوغّل جيدا في الأفكار والتساؤلات والتأملات. على أنّ هذا لم يحدث، أو أنه حدث بشكل أكثر بساطة من الأحداث نفسها، ما يجعل الاشتياق إلى الجارة عملا بسيطا لا من حيث شكله بل من حيث مضمونه خصوصا رغم كلّما يملكه من إمكانات واعدة.
دخول سباق جائزة ما قد يكون من حسن طالع الرواية ولكن في مواضع أخرى قد يكون حملا مسلطا عليها. يصير العمل محل مقارنة رغما عنه وعن وصاحبه و حتى عن قارئه . و الاشتياق إلى الجارة غير شاذة عن هذا . في مراجعتي هذه أحاول- رغم صعوبة ذلك - التعبير عن رأيي حول هذا العمل بقطع النظر عن الظرفية التي قرأته فيها . بداية، قام النص على بنية سردية كلاسيكية، بسيطة وواضحة : قادح يليه تنام للأحداث فذروة وصولا لنهاية. هكذا بكل بساطة ، دون تكلف ، لا عود على بدء ، لا تعدد للأصوات ، لا تداخل في الزمن ولا اختلاف في أنماط الرواية. أمر محبط بالنسبة لرواية صدرت عام 2021 ، " مش" ؟ تنامي الاحداث بدوره كان سلسا ، ببطء و بروية مع بعض السرعة التي تنامت قليلا في ثلث النص الأخير . محبط " مش" ؟ الأسلوب وما أدراك ما الأسلوب ! اللغة كانت بسيطة بدورها ، بساطة من حيث تراكيب الجمل : قلما تطول جملة وقلما تتعدد تراكيبها وتتعقد وكذلك البديع و الصنعة اللغوية . و سهولة من حيث المعجم : غياب لغريب الألفاظ و حوشيها وفي هذا السياق شدني إعتماد الكاتب لعبارة " شغل " عوض العمل أو اعتماده ل " مخدة " عوض وسادة . ولكن السمة الأساسية لأسلوب السالمي هي عشق التفاصيل . تفاصيل من كل صنف إبتداء من كره بر��جيت لمخابز العرب التي تراها غير نظيفة وصولا لحبها للسلاطة المشوية دون غيرها من طعام التوانسة . ناهيك عن خف منصور و سبب امتلاكه لشقة في باريس و منزل يبنيه في تونس . ماذا عن حذق الجار الاسباني لكل أشغال الصيانة و الحالات التي يقبل فيها اخذ اجر عن " شغله" دون غيرها ! تفاصيل فتفاصيل فتفاصيل . أمر صادم و مرهق " مش" ؟ كل ما ذكر أعلاه من الممكن أن يكون عامل ضعف لو توفر لوحده . لكن اجمعها معا، وهذا لعمري أمر صعب على الكثير، حتى تجد نفسك أمام عمل متكامل . بنية كانت خير محمل لمسيرة السرد . ولغة كانت خير معبر عن ذلك الكم من المعلومات و النتيجة" رواية ". بساطة ��لأسلوب لا ترادف الركاكة بل من بليغ الكلام ما تكشف معناه مع وضوح مبناه . اما كثرة التفاصيل فنهج من أشكال انبناء النص و الكاتب الخبير يرمي بمحركات السرد الكبرى في تفاصيل من الهامشية بمكان ، والقارئ الفطن يتلقفها . و السؤال هنا : هل كانت بريجيت غافلة عن كل ما يدور حولها حتى تلك الليلة ؟ الشيطان أقصد الإجابة تكمن في التفاصيل . بالمحصلة نحن أمام نص لا ينبني بهذا الشكل إلا من طرف صاحب صنعة و قلم . بخصوص المحتوى وحتى لا أكشف عن فحوى الرواية فيزول السحر أكتفي بأن أشير لكون الرواية " محافظة جدا " مقارنة بما قد نظن أول مرة . أنا عن نفسي جرس " الاشتياق إلى الجارة" كان رجع صداه " امتداح الخالة " ! بكل ما ثار حول تلك الرواية ولا يزال . لا يخفى أن النص في جزء كبير منه ينبني على صراع أخلاقية الفعل من عدمه ، لا من زاوية نظر الزوجة أو الجيران، بل من منظور صاحبه. في ذهن "سي عاشور" كانت معركة الذنب و العشق و العمر عنيفة وفي أفعاله أيضا. مفارقة لذيذة : إلى أي مدى تصلح الرغبة في الأخرى زواجا باردا ؟ وهل يذبل الحب الأول مع السنين ؟ أم لعلها هموم المهاجرين و عشق لا يذبل للوطن الأول ، فالتونسي قد لا يشتاق فقط للشمس و الكسكسي و روائح الأماسي التونسية. بل حتى للأنثى التونسية .
ما لم استسغه وما لم يعجبني في النص هو ظلال التصور العنصري الفرنسي وهيمنته على شخوص الرواية. و كأن المهاجرين العرب هم فعلا مفعول بهم ثقافيا واجتماعيا لحد تكون معه كل معركة حضارية من شراء الخبز إلى الحديث بالفصحى محسومة سلفا. على صعيد آخر في الثلث الأخير من الرواية مشهدان جميلان يفيضان شاعرية لا يمكن اغفالهما : مشهد الجنازة والحلم. مشهدان فيهما من الأسى الكثير : مأساة الموت البارد و الموحش عند الغربيين و حنين المغرّبين الدفين .
ختاما، رواية الاشتياق إلى الجارة رواية جيدة فيها من الصنعة الكثير. و حتى لا ننسى البساطة بدورها فن .
- ما بين الروائي الحبيب السالمي والروائي جينيشيرو تانيزاكي ما يجمع بين الحبيب السالمي وجينيشيرو تانيزاكي أكثر من ترجمة كتاب " مديح الظل " الذي إسترجع من خلاله الأخير بقايا ماضي وتقاليد اليابان القديمة، قبل إنسياقها وراء النموذج الحداثي التغريبي. عاش الروائي الياباني ( 1886 - 1965 ) فترة تحولات كبرى في اليابان. في أوائل عشرينيات القرن الماضي ، كان الشاب مفتونًا بالغرب ، تعلم اللغة الإنجليزية ، وارتداء الملابس الغربية ، والعزف على الجيتار. ثم حدث التحول في حياته عندما ضرب زلزال كانتو العظيم ( عام 1923 ) ، مدمرا المباني قديمة الطراز ، لتحل محل أنقاضها لاحقا، المنازل وفق التصاميم الغربية. حينها ترك تانيزاكي منزله الواقع في المنطقة السكنية العصرية. وينتقل إلى منطقة كيوتو ثم كانساي التي حافظت على بنيانها القديم ، هناك توقف عن استخدام النماذج الغربية ، وإتجه نحو الإهتمام باليابان الموغل في خصوصيته ، متخذا مسافة نقدية من نمط الحداثة الغربية ، التي أدت إلى موجة من التنكر العصابي لكل ما هو ياباني. لذلك تخوض جميع شخصياته الروائية هذا الصدام بين التغريب والقيم اليابانية التقليدية ، أو ما يعرف في النقد الأدبي الياباني باسم نيهون كيكي ( الكلاسيكية أو العودة إلى اليابان ) في الجانب الأخر لدينا الحبيب السالمي الذي يركز في أعماله الروائية على تصوير العلاقة / الصدام بين القيم الشرقية والغربية في المجتمعات ما بعد الكولونيالية، هذا الموضوع الجديد - القديم ، الذي عبر عنه كل جيل من خلال روح زمانه ( من جيل الطهطاوي وطه حسين إلى جيل الطيب الصالح وسهيل إدريس وجيل الحبيب السالمي الأن ... ) رغم أن كثيرا ما تقارن رواياته براوية " موسم الهجرة إلى الشمال " للطيب الصالح ، ولكن من الضروري التفرقة بين مصطفى سعيد، هته الشخصية التي تواجه الغرب من خلال الأيديلوجيا والفحولة العربية وهذا طبيعي في تلك الفترة ، وبين شخصية كمال عاشور ، الشخصية التي كتبت بعد خمسين سنة ، أي بعد أن خفت حدة الإستعمار وبدأت تتقلص ، " فأردت أن أحكي عن الشرق والغرب من خلال الجزئيات الصغيرة ؛ كالجسد الهش ، علاقتنا بالأزهار ، بالماء ... هكذا يصف السالمي عوالم رواياته في مقارنة برواية الطيب الصالح الذي يعتبره من أحد معلميه. كما تختلف رواية الإشتياق إلى الجازة عن رواية " الحي اللاتيني " لسهيل إدريس ، كما أوضح الكاتب المغربي محمد ايت حنا ، وإعتبر أن الفارق بينهما ، هو فارق بين العربي الذي لم يرسخ قدمه في باريس بعد ، والعربي الذي يعتبر نفسه فرنسيا ربما أكثر من كونه أتي من الشرق ". لذلك ليس من السليم القول بأن روايات السالمي ، تكرر مواضيع قديمة سبقه إليها الطيب صالح أو غيره. كما ليس من السيلم القول أيضا بأن الحبيب السالمي لم يخرج عن تلك ثيمة علاقة الشرق بالغرب في رواياته المختلفة ، رغم أن المطلع على مدونته يمكن أن يكتشف بسهولة كون أسئلة كمال عاشور غير المعلنة ومأساته في روايته الأخيرة «الإشتياق إلى الجارة» ، تقريبا هي نفسها أسئلة عمار في «حفر دافئة» وتوفيق في «متاهة الرمل» وياسين في «روائــح ماري كلير» وسي البشير في «بكارة» . ولكن هذا يفسره الحبيب السالمي " كل روائي يشتغل على ثيمة واحدة ويتحرك داخل مناخاتها. فالفرنسيون لا يستعملون صيغة الجمع حين يتحدثون عن مؤلفات الكاتب، إنما صيغة المفرد أي لا يقولون «أعمال» الكاتب وإنما «عمل» الكاتب. هذا يعبّر في تقديري بشكل أفضل عن علاقة النصوص ببعضها (...). " ويبدو أن كلامه ينطبق على الروائي الفرنسي باتريك موديانو الذي قرأت حوارا أخيرا له عقب صدور روايته شيفروز ، حيث جاء من بين ما جاء فيه " أدركـت أننـي أكتـب الكتـاب نفسـه فـي كلّ مـرّة، تقريبـاً " وأضاف " كل روايـة مـن رواياتـي تحمـل عنوانـا مختلفا، ولكـن يمكنك إزالـة العناويـن لتحصـل فـي النهايـة، علـى كتـاب واحـد. الأمر يشـبه، نوعا ما، موسـيقى تتكر ِّ بعـض الجمـل لتشـكل كلا متكامـلا" - الرواية المضادة للفحولة تشكل العناوين ذات الصلة النسائية أكثر من نصف نتاج السالمي الروائي (عشّاق بيَّة، روائح ماري كلير، نساء البساتين، عواطف وزوّارها، بكارة، الاشتياق إلى الجارة)، وهو الأمر نفسه في روايات تانيزاكي ( فتاة اسمها ناوومي ، الخدمات ،الأخوات ماكيوكا ، قطة ورجل وامرأتان ، مقتل أوتسويا ، قدم فوميكو ، الحنين إلى الأم ، سم أفروديت ... ) يمكن أن نضع منجزهم الأدبي في إطار ما يسمى بالرواية المضادة للفحولة ، لأنهما ينزاحان في السرد عن الفتحوات الجنسية الدونكيشوتية ، لصالح الحفر في الجوهر الإنساني. إذ ينأى الأول عن تلك الصورة النمطية التي استهوت المتخيل الروائي العربي، متمثلة في إعتبار الغرب غربا استعماريا، والشرق شرقا ممتشقا لسيف الفحولة. ساعيا إلى تقديم نسق بديل تنسحب منه الرغبة في الانتقام والثأر لتحل رغبة الحب، ويختفي الجسد الفحل، ليبأر الجسد الهش، وبناء على هذه الإنتقال ينغلق النص فضائيا في البيت، وسرديا في العوالم الداخلية كما سنرى في الفصول اللاحقة . في بعد فردي إنساني، يقوض التيمة الأسطورية في الروايات ما بعد الكولونيالية وهي الفحولة. فيما ينأى الثاني هو الأخر عن القوالب النمطية لصورة النساء ، كالتي كتبت في فترة ميجي ، وقدمتتهن إما كأمهات مثاليات أو كنساء عديمات الأخلاق . إذ نجدهن عند تانيزاكي يلعبن أدوارا متعددة : كأمهات ، كعشيقات ، كسحاقيات ، كمحافظات ، كمنتميات للعائلات الثرية ، أو كمنتسبات لطبقة الخادمات ... - الخادمات : الهامش هو التاريخ وليس المتن في روايته الأخيرة الإشتياق إلى الجارة ، أراد الحبيب السالمي أن يحتفي بشكل ما بهؤلاء الناس "البسطاء" الذين نعيش بينهم دون أن نلتفت إليهم، فهو يرى أن حياتهم أثرى وأعمق مما يخيل إلينا، وعندما نعرف كيف نصغي إليهم نتعلم الكثير منهم. لأنهم على احتكاك دائم وحار وتراجيدي بالواقع". وهو الشيء الذي سبقه إليه تانيزاكي ، في روايته الأخيرة " الخادمات " التي نشرت بعد وفاته ، وفيها رصد حياة سلسلة من الخادمات اليابانيات اللواتي عملن خلال عشرين سنة في منزل الكاتب الثري تشيكورا رايكيتشي وزوجته سانكو. تدور الرواية في المدة الزمنية ما بين 1936 و 1958 ، وهي الفترة التي تخللتها اضطرابات تاريخية كالحرب الصينية اليابانية الثانية ، والحرب العالمية الثانية ؛ وتغييرات جمة على مستوى تفكيك النظام الطبقي ، واللهجات المحلية ،وبدأ النساء المتعلمات في افتكاك حريتهن ، وتوقف النساء الريفيات عن العمل في خدمة المنازل ... من خلال هذا الإطار السياسي كان من الممكن أن يجعلنا الروائي نلهث في تفصيلات تاريخية أيديولوجية ، لكن تانيزاكي يتحيّز لقوة الأدب، أو بالأحرى، لمنطق الأدب في إعادة إنتاج الواقع -أو جزء منه- بصيغ إنسانية كثيفة ومقتضبة، لذلك إختار الروائي أن يلتفت حياة الخدمات ويرصد أثر هذا التغيير على حياتهن اليومية البسيطة ، إذ نجد صاحب المنزل ، وعلى طول الرواية ، مراقبا عوالمهن ، مستمعا لأحاديثهن التي سيتعرف من خلالها على تاريخ عائلاتهن ، وإختلاف لهجاتهن ... ليتمكن من خلال الحضور النسائي تمكن من معاينة التحولات الثقافية الكبرى التي شهدتها اليابان في فترة بداية حكم هيروهيتو ( 1926 - 1989 ) وهذه المسألة على قدر كبير من الأهمية، يحتاج تناولها، على نحو موسع، دراسة خاصة تتجاوز طروحات السردية البنيوية من أجل الإهتمام بالسردية الثقافية الشيء الذي ينطبق على رواية السالمي كذلك ، إذ يكشف لنا لقاء الأستاذ كامل عاشور بالخادمة التونسية زهره ، حالة المهاجر الذي ترك وطنه وأصابه نوع من التنكر العصابي لذاته القديمة, حيث يعدّ حضور شخصية الخادمة ، محاولة لتعرية التاريخ والمكان/ المهجر من خلال تعرية شخصية كمال ، "ها أنا أغرق. وكل يوم، أزداد غرقاً. وما يُثير في الرُعب أني أكتشف أن لحظة واحدة تكفي كي تتهدم كُل الجدران التي شيدتها لأحتمي بها وأتحصن بداخلها ." وهو مايعني دفع اللعبة السردية امام اشتغالات مفتوحة بعد أن يصطنع لها الروائي مستويات نفسية وتعبيرية، ويضعها ايضا امام منظور ثقافي لاستقراء ملامح الهويات المفارقة، فتنفتح الرواية على الأسئلة ولا تتلهّى بالبحث عن أجوبة. مثلما أشار الروائي الباكستاني الأصل حنيف قريشي في مقالة له عن تانيزاكي " أن رواياتة تثير أسئلة أكثر مما يبدو أنها تجيب عنها، وهو ما يمثل جزءاً من ذكائها". فلا يستقدم في ذلك تعقيدات مجتمعية أو دينية بالغة أو تضاربات فكرية عميقة أو جدالات وجودية مثلا. وبالتالي فإنها رواية لا تجاهر بإيديولوجية ما، أو تقوم بتأليف دراما حولها. بل إنها رواية الفردية، الأنا الملتصقة بحاجاتها، والمعرّضة للتشرذم والهذيان والصدمات . أما قضية هذه الأنا، أو مسألتها، فتمس جذورها تاريخ الشخصية ، وتنطوي على انشغالات تصيب الكيان الفردي، أي أنها لا تنوي تأجيج إشكاليات “القضية الكبرى” في علاقة الشرق بالغرب ، ولكن ذلك يأتي موزعا كفتات بين ثنايا العمل يتم في لغة حيادية تقريبا، وغير متكلّفة. " فالرواية كما أفهمها هي أيضا أداة معرفة، ولكن ليس بمعنى أنها تتضمّن معلومات تاريخية وفلسفية نستقيها من خارج الرواية ونحشوها بها كما يعتقد البعض وإنما بمعنى أنها تحرّض على السؤال، وتحتوي على التماعات ولقى وكشوفات تضيء الذات البشرية في ثراها وتناقضاتها، وبالتالي تساعدنا على فهم أنفسنا وعلى العالم المحيط بنا." - إيروس الذي يستيقظ فجأة وفي وقت متأخر من الملاحظ أن الجامع الأخر بين الكاتبين ، هو التركيز في إطار منجزهما الأدبي على موضوعات تقصي حياة الذكور الذين تقدمت بهم السن، فيكشفان لنا عن أساليب تفكيرهم، والتقلبات النفسية والروحية التي يعيشونها، ومخاوفهم الجديدة والأنتكاسات التي يتعرضون لها. وسواء كنا مع تانيزاكي أو السالمي ، فإن في كلتا الحالتين سنجد شخصيات غريبة ، غالبًا ما تكون معذبة وحزينة ، تاركة للقارئ شعورًا بعدم الارتياح. يذهب الكثير في القول أنه لا يوجد كاتب ياباني كان أكثر هوسًا بالرغبة الجنسية ، في كل ما تنطوي عليه من عنف ، ومفارقة ، وشفقة ، وكوميديا ، أكثر من تانيزاكي ، الذي تم وصفه بالمنحل الياباني العظيم في روايته " يوميات عجوز مجنون " يضعنا أمام حكاية إيروسية ماجنة لرجل عجوز يقطن في نفس الشقة مع زوجة ابنه ساتسوكو ، فيصبح متيماً بها ؛ وشيئاً فشيئاً سيغرق العجوز في دوّامة تركيز شهوته الجنسية على قدمَي ساتسوكو التي تمسي صلته الوحيدة بالعالم وهو على أبواب وداع الحياة، كأن الجنس أصبح بالنسبة إليه شيء روحيّ سيحمله معه إلى قبره ، ليقرر في نهاية الرواية نحت تمثال لقدميها موصيا أن يتم وضعه على شاهد قبره بعد وفاته. أما الحبيب السالمي فيضعنا في رواية عشاق بيّة، أمام أربعة شيوخ مسنين يبدون مثل أطفال، لكنهم يقدمون عالما يفصح عن كل ما يعرّي الشيوخ المسنين من مشاعر لا يحبون الافصاح عنها، كغروب حياتهم الجنسية، كمثول الموت في هيئتهم، في أجسادهم النحيلة، الساكنة في زمن ميّت مرهون للتأمل والكلام. أربعة شيوخ مسنين، يعشق اثنان منهم المرأة نفسها التي سيتزوجها فيما بعد ابن احدهما. - إيروس ثقافي أو سوسيوإيروسي : ليس هو الحب انما هي الرغبة تعد رواية فتاة اسمها ناوومي ، رصدا دقيقا للتغيرات السياسية والثقافية على المستوى الإجتماعي ، من خلال شخصية الشاب جوجي المتأثر بنمط العيش الغربي ، يقرر أن يربي فتاة صغيرة السن ذات ملامح أوراسية ، فيعلمها اللغة الإنغليزية والموسيقى والرقص ، من أجل أن تكون زوجته حينما تكبر ، لكن عندما تنضج هته الفتاة ، تتمرد عليه ، بعد أن استنزفت ثروته وخانته مع أكثر من شاب. رواية تانيزاكي هذه ، مثلت تجسيدًا لشباب اليابان المضطرب ، الذين رفضوا الثقافة التقليدية باعتبارها ثقافة غير متحررة ، مرتمين في احضان نمط التغريب. يكشف إيروس الحبيب السالمي الروائي بدوره وبطرق أخرى عن هشاشة الشخصييات ووجودها ، إضافة إلى الصراعات التي تعيشها في واقع مضطرب غير اندماجي، تسعى من خلاله كل شخصية في البحث عن لحظات اشباع سحيقة وغائرة عبر الجسد او الهوية ، أبطال الرواية لا يقومون بالفعل بمقدار ما يخافون ويفكرون، إلاّ أنهم ينساقون مع المتغير وغالبًا ما يقومون بالتغيير بغية التعرف على حقيقتهم والتحرر، فالحياة الداخلية لها ناتجة عن فيض من التمازجات وسلسلة من الذكريات والإدراكات والرغبات التي تتدفق في حالة جريان مستمر مع الزمن. لذلك نعثر في روايته الأخيرة " الإشتياق إلى الجارة " حكاية سي عاشور ( وهو أستاذ جامعي ، مثله مثل بطل تانيزاكي في رواية المفتاح ) الذي يجد نفسه وهو في الستين من عمره ، بين امرأتين ، زوجته التي يعيش معها حبا من النوع الهادئ ولديه رغبة تجاه جارته وهي رغبة من النوع المتأجج ، في مزيج خفي للانحراف والبراءة . ليأخذنا الحبيب السالمي من خلال التفاصيل الصغيرة في العمق السيكولوجي لشخوصه بمهارة محلّل نفسي ، وهو يرافق سي عاشور في محنته ، متلمسا أوجاعه وجراحه التي أيقظتها الخادمة زهره وعرتها. فالأدب كذلك هو الكيفية التي نعبر بها عن الإنسان المعاصر وأزماته، باحثًا في تفاصيل النفس البشرية وكل ما تخشى أن تقوله وتفعله. سردية نفسية تفيض الدراسات الثقافية بالحديث عن مفهوم الأنا والآخر، نتيجة التطور الهائل في وسائل التواصل المادي والرمزي. لكننا في رواية السالمي ، نقف عند مفهوم الأنا والآخر في شكله الداخلي، في ما يمكن أن أصطلح عليه الآخرية الجوانية ،تُجلي الآثار والتشوهات السيكولوجية التي سبّبها واقع ما بعد الاستعمار، وقد تواطأ فيه الفاعل الخارجي والفاعل الداخلي معا. فتجعل الرواية شبيهة بالحياة، مليئة بالتناقضات الصارخة في الإنسان، لتغوص بنا إلى الأدغال الوئيدة للكائن، وتقتادنا إلى مناطق الدهشة، ذلك أن مناط الروائي الحقيقي هو البعد الغامض من الوضع البشري. الرواية المينيمالية le roman minimaliste ينأى الأدب ما بعد الحداثي بنفسه عن مشروع الحداثة. إنه جزء من " الحكاية الصغيرة" حسب جان فرانسوا ليوتار. يتشكل هذا الأدب من عنصرين هما الإختزال والتبسيط ، فيقدم الحد الأدنى من الأحداث والشخصيات والفضاءات ... - الفضاء المختزل يعبر تانيزاكي عن إحدى هواجسه الفنية بالقول "أرغب في توسيع مظلة الأدب ، وأن أجرد الجزء الداخلي من أي حدث لا لزوم له ". لذلك تدور كل رواياته تقريبا في فضاء واحد ، هو الشقة. نفس الشيء الذي نجده في روايات الحبيب السالمي ، الأخيرة منها خاصة التي تجرى في العمارة بوصفها المكان الضام للاحداث. . تابعت انطباعات القراء فور وصول الرواية إلى قوائم البوكر ، فلاحظت أن الكثيرين منهم يعيبون على الرواية غياب الأحداث الكبرى. وهنا لا لا بد من الإشارة إلى مفهوم الأحداث بالنسبة للحبيب السالمي ، فالرواية عنده " ليست كيس من الأحداث " فهو يفضل الذهاب عموديا إلى الحدث لا أفقيا ، أي من خلال الحفر فيه أقصى ما يمكن ، لذلك تقل الأحداث الدرامية الكبرى ، أو لنقل تنتقل من الخارج ، إلى الداخل ، وهو ما من شأنه أن يجعل حدثا بسيطا ما قد يكون بلا معنى ، معذبا لليالي سي عاشور ويجعله يعيد مسائلته وتحليله والتأمل فيه ... لذلك يكون الزمن في الرواية زمنا نفسيا فيعطي للرواية نوعا من اشتغالات السرد الدرامي الكاشف عن محنة تلك الشخصيات واضطرابها وتشوهاتها الداخلية. مما يجعل من الروائي هنا مؤرخ المشاعر أو الحسي أكثر مما هو مؤرخ الحدث أو المادي. - اللغة المتقشفة اسلوبهم في الكتابة ، متوافق تمامًا مع متطلبات مادتهم ؛ دقة في الوصف، خلو من الاستعارات المشوهة، جمل لامعة لمعان حافة الشفرة، عدم وجود لتراكيب نحوية صارمة ، وبذلك فهما يفضلان أن يمنحان لكتاباتها نعومة وحيوية مناسبة ، في لغة صقيلة ومتقشّفة. الكلام فيها يبدو وكأنه مجرد قشرة رقيقة على سطح الصمت ، بعيدا عن " تورمات اللغة " أو " الرواية المترهلة " كما يعبر الحبيب السالمي عن ذلك . " فإذا كان هناك موضوع قد همشه النقد الحداثي ، فهو الدقة في اللغة ، والتركيز بشكل مفرط عن شعرية الرواية ، رغم أن شعرية الرواية تختلف عن شعرية القصيدة ، ذلك أن شعرية الرواية تأتي من الدراما والتصادم بين الشخصيات ... " على سبيل النهاية إلتقيت بالروائي الحبيب السالمي صدفة أثناء معرض الكتاب في نوفمبر الفارط ، ، وقد عبرت له عن الفكرة التي تشتشغل بذهني ، حول كتابة مقالة تجمع بينه وبين تانيزاكي ، للأسف لم نسيت ما قاله لي حرفيا ، ولكنه أتذكر أنه كان متفاجئا بالفكرة.
رواية جميلة بطلها استاذ جامعي متزوج من فرتسية تعمل في بنك يحب إمراة في الخمسين من العمر في شقة مقابلة له من خلال هذا الحب نرى الفرق بين الثقافة الغربية والثقافة العربية رواية سلسة وممتعم يقول السالمي "ما بيني وبينها تجاوز لعبة الإغواء البريئة إلى ما هو أقوى منها، وسرعان ما فهمت أن الإحساس اللذيذ الذي بدأ يتسرب إلى نفسي منذ فترة هو حب"
أول ما جذبني في الرواية هو عنوانها. كان انطباعي الأول عنه أنه يبدو بسيطا للغاية و غير جذاب كأنه لم يتم بذل أي مجهود في اختياره. في الواقع، لولا أن الكتاب وقع في يدي عن طريق الصدفة و لولا قراءتي للملخص على ظهره، لما فكرت أبدا في قراءته بناء على عنوانه. أعترف أنني واصلت التذمر بسبب العنوان في البداية، لكنني حين تعمقت في قراءة الرواية و التعرف على شخصية كمال عاشور، توصلت للاستنتاج بأنه لو كان كمال هو من كتب قصته بنفسه و اختار لها عنوانا، لما كان اختار شيئا مختلفا و هذا ليس استنقاصا لشخصه لكنه ما خطر ببالي فحسب... كمال عاشور أستاذ جامعة تونسي في الستينات من عمره متزوج من فرنسية و كأغلب التونسيين و العرب الذين يهاجرون في شبابهم و تنقطع روابطهم ببلدانهم مع مرور الوقت، يجد نفسه عالقا في المنتصف. لا هو بقي تونسيا و لا صار فرنسيا. الحقيقة أنه هو نفسه يعلم أنه يظل غريبا و أجنبيا رغم كل سنوات عيشه بباريس و رغم ارتباطه بفرنسية. و أنا أقرأ الرواية، بدا لي جليا أن كمال يملك عقدة نقص تجعله يظن أنه و سائر العرب أقل مرتبة من الفرنسيين. كان يستمد كل قيمته من مكانته الاجتماعية و وظيفته في الجامعة. بالنسبة له، كان هذا هو الشيء الوحيد الذي يجعله يستحق الاحترام حيث هو و ربما هذا أيضا ما جعله مترردا و غير واثق من قراراته و آرائه معظم الوقت و دفعه للاتفاق مع آراء زوجته حتى لو كانت تتعارض مع ثقافته هو نفسه. الطريف بالنسبة لي أنه كان يتمسك و يبحث عن هذه المكانة حتى في حواراته مع نفسه حين يخاطب نفسه ب "سي عاشور" بدل اسمه مجردا. أرجح أن بحثه عن قيمته هو أيضا سبب انجذابه لزهرة، لأنها أقل علما و مكانة منه على عكس بريجيت، مما عزز نوعا من الزهو لديه. يظهر هذا أيضا في المرات التي ذكر فيها عاشور أن زهرة بالتأكيد تحترمه أو أنها بالتأكيد سعيدة لأن أستاذا مثله وقع في حبها. لكن ما أجده مثيرا للسخرية فعلا هو أن كمال، و رغم انسلاخه عن تونس، إلا أنه لا يزال يحمل نفس الأفكار البالية مثل كون درجة الإنسان العلمية هي ما تحدد قيمته الفعلية و خجله من مهنة زهرة في خدمة البيوت و نظرته الدونية لها لأنه لم تتح لها فرصة الذهاب إلى المدرسة. ظننت في البداية أن مشاعره تجاه زهرة ك��نت بسبب شوقه لكل ما هو تونسي و لأنها كانت تمثل له أرض الوطن، فهي في النهاية انعكاس لدفء المرأة العربية و التونسية على وجه الخصوص. إلا أنني و مع اقترابي من نهاية الكتاب، غيرت رأيي لأن نظرته لها كانت جنسية بحتة. لم يعد يهتم بأي كان ما تقوله. صار مهووسا يظن العالم يدور في فلكه. في النهاية، تحول الأمر لمجرد رجل ستيني يحاول خوض مغامرة عاطفية كالمراهقين و يرغب بالحصول على كل شي في نفس الوقت. يريد زهرة و بريجيت و يحب كليهما و يستمتع بإحساس أنه "ملك" يحب امرأتين في ذات الوقت. بالنسبة لي، كان تشدقه باحترامه لمنصور و زهرة مثيرا للاشمئزاز في حين أنه يريد غوض مغامرة جنسية صغيرة مع زهرة و يظن أنه يحترمها و يحترم زوجها. بالتأكيد هي أيضا ليست بريئة تماما. أجد تناقضا محيرا في تصرفاتها و لعل ذلك كان بسبب اندهاشها بشخصية كمال و شعورها بجاذبيتها و قوتها و ذكائها معه. لكن بالنسبة لي، يقع أغلب اللوم على عاشور لأنه كان يستطيع تجاهل كل الإشارات التي بدرت منها منذ البداية... في الواقع، مع كل قسم من الرواية، كانت تتعزز لدي فكرة أن كمال عاشور هو أحد الأشخاص الذين لا أرغب في مقابلتهم في الواقع و لو عن طريق الصدفة. أولا، هو ليس بالنزاهة أو البراءة أو حتى القوة التي يظنها في نفسه فقد كان الشخص الذي انقاد و غرق تماما في لعبة الغواية تلك رغم تكراره لك��ن الأمور تحت سيطرته طوال الكتاب. و ثانيا، يتخفى خلف شخصيته المهذبة و الهادئة و مكانته الاجتماعية في حين يخون زوجته و يحاول التجاوز مع زوجة غيره. أظن أن هناك الكثيرين أمثاله و أشعر أنه أشبه بمسخ مثير للشفقة عالق في المنتصف و يحاول اقناع نفسه بأنه رائع لأن كل ما حوله يشعره أنه عادي. و لا أقصد هنا الشفقة التي تجعلك تشعر بالأسف تجاه الشخص، بل تلك التي تجعلك تنفر منه. عالم عاشور فارغ و مظلم بالنسبة لي... لأكون صادقة تماما، كانت النهاية غامضة بعض الشيء بالنسبة لي. لكنني أظن أن الحالة التي صارت عليها عائلة منصور حين قرروا العودة إلى تونس تعكس كيف أن الوطن يمكن أن يمنح الإنسان الثقة التي لم يجدها في الغربة، على الأقل في أواخر عمره. شعرت أن النهاية كانت مخيبة للأمل بعض الشيء تماما ككمال، لكن نهايته هو كانت مستحقة. سيبقى حيث هو يشعر بالحنين لكل من زهرة و تونس و لن يملك الشجاعة للذهاب لأي منهما، ربما لأنه فقد تونس تماما كما فقد زهرة فمن يتطبع بطباع الغرب، يعجز عن ايجاد مكان له في وطنه فيما بعد. في المجمل، أحببت الرواية و استمتعت بها. اللغة كانت سلسة مما جعلني أتقدم فيها بشكل سريع و أنهيها في أيام قليلة. كان من المثير للاهتمام أن أرى الأمور من منظور شخص ستيني و مغترب. أظنها تجربة تستحق الخوض. و كملاحظة أخيرة، هذه المرة الأولى التي أنتبه فيها لاختلاف اللغة العربية حين يكتبها تونسي و حين يكتبها أشخاص من دول عربية أخرى.
This entire review has been hidden because of spoilers.
يصعب علي تحديد رواية كُتبت على لسان بطلها، خاصة إذا كرهته. وأنا كرهت الأستاذ عاشور جدا!
لنبدأ بنبذة بسيطة عن الرواية: يعيش الأستاذ التونسي مع زوجته الفرنسية في شقة في باريس حيث يعمل مدرسا في الجامعة. يثير اهتمامه جيرانه التونسيون في العمارة، ويصب جل اهتمامه على الزوجة زهرة بالذات التي تعمل خادمة في عدة شقق في العمارة منها الشقة المقابلة لشقة الأستاذ حيث تعيش سيدة غنية عجوز. يقع الأستاذ في حب زهرة بجانب حب زوجته. ويصف حبه لها كحب المراهقين على عكس حبه الهادئ لزوجته. إلا أنه لا يريد خيانة زوجته.
أعجبني الأسلوب البسيط غير المتكلف الذي كتبت به الرواية ومدى "خفتها". لا تشعر بالوقت يمضي وأنت تقرأ هذه الرواية القصيرة، وهذا شيء تحتاجه بشدة في الكتب أحيانا.
إلا أن الأستاذ عاشور لم يعجبني أبدا؛ وجدته متعالي جدا، سطحي جدا، ولا يبدو كرجل في الستين من عمره أبدا!
- لا تكمل القراءة بعد هذه الجملة إذا كنت تفكر في قراءة الرواية-
يثق الأستاذ بقدرته على التحكم بنفسه حين يكون مع زهرة، ويبدآن بممارسة "لعبة الغواية" كما يسميها حيث تتزين له زهرة حين تعرف أن هذه أوقات خروجه وعودته من وإلى العمارة، وتتحرك بطريقة "موحية" حتى ينظر إليها، وتفاصيل أخرى لا دليل على نية زهرة لفعلها غير ما يتصوره الأستاذ الستيني. رغم عملها في شقته أسبوعيا، وتعمليه القراءة لها بعدها، لم تحاول أبدا أن تتجاوز حدود العلاقة الرسمية. أمسكت بيده مرتين، وضغطت عليها قليلا في المرة الثانية وهو ما فسره الأستاذ كدعوة لتوسيع حدود لعبتهما حيث أن زوجها وابنها في إجازة طويلة في تونس. ولذلك يقرر لاحقا أن يمسك يدها ويقبل خدها، ثم يحاول التمادي أكثر فتصده. ويقول هنا أن هذا أثاره أكثر ولذلك واصل الاقتراب منها حتى حاصرها في زاوية حيث صرخت عليه وطلبت منه الخروج من شقتها. قد تكون زهرة مشتركة فعلا في لعبة الغواية، وأنها فقط لم ترد أن تتجاوز حدود اللعبة. إلا أنني شخصيا أرجح أن الأستاذ المتعالي اعتقد أن الخادمة التونسية البسيطة مشتركة معه في شيء من صنع خياله فقط.
في النهاية: هل الرواية ممتعة؟ نعم، خاصة أنها قصيرة. هل تستحق الوصول إلى القائمة القصيرة في جائزة مثل جائزة البوكر العربية؟ يبدو أن الإجابة هي أيضا نعم لسوء بقية الروايات التي دخلت القائمة وقرأتها حتى الآن، باستثناء نازلة دار الأكابر.
ماني عارفة احدد مشاعري تجاه هالرواية 💔 اذا فكرت بالعقل فهي كلها خطأ في خطأ ومرفوضة تماماً .. بس لو فكرت شوي بقلبي " احس قلبي ينمغص 💔 " ..
الرواية عن " عاشور " استاذ جامعة تونسي متزوج من فرنسية، و "زهرة" خادمة في المنازل تونسية متزوجة من تونسي قاسي الاطباع .. والعائلتين يعيشوا في باريس
تتكون مشاعر المفروض انها ماتصير بين عاشور وزهرة 😥 .. عاشور يستسلم لهالمشاعر ، ولكن زهرة ترفض هذه المشاعر بالرغم من انها "نوعاً ما" كانت تراودها نفس المشاعر 😥
طريقة سرد الرواية ممتعة جدددداً جداً ❤️🔥 ، ماكان ودي اوقف قراءة وكنت في كثير مواقف ابتسم وفي كثير مواقف انصدم .. بس اللي يخليني مو عارفة اقيم القصة هي " فكرة القصة نفسها 😮💨 ".. واللي مثل ماقلت قبل " مرفوضة بالعقل والمنطق والعُرف ، والدين طبعاً "
ولو ان الاكيد الاكيد انها موجودة على ارض الواقع ، للأسف 😣
نهاية القصة والهدوء اللي انتهت به ، هو الصح اللي المفروض يصير لو فكرنا بالعقل .. لكن لو فكرت بالقلب وبالنفس وماتهوى احس انها " مؤلمة وتوجع 💔 "
اعتقد ان كل انثى ترفض انها تكون مكان زوجة عاشور ، وترفض انها تكون مكان زهرة الخادمة في بيت عاشور 🥺
ملخص الرواية تقريباً " اختار بين عقلك والمنطق أو قلبك ونفسك وماتهوى " 😞🍂
تساءلت أكثر من مرة وأنا أقرأ هذه الرواية إن كانت " لعبة الغواية " التي كان الراوي يبدو شغوفا بها فعلا لعبة يشارك فيها الطرفان معا بشكل متساوٍ، خاصة وأن شخصية زهرة لا صوت لها في هذا العمل الروائي. لربما كان الأستاذ عاشور يختلق في مخيلته الاهتمام المزعوم من زهرة، أو أنه أساء تفسير الإعجاب بالشخص على أنه ضرب من الحب الصامت. كما أن الراوي يشيئ شخصية زهرة كما يعمد إلى أنسنتها من حين إلى آخر حسب السياق الزمكاني أو النصي. إلا أن محاولات الأنسنة تكاد تضمحل كلما رسم الكاتب صورة أوضح للخيالات الجنسانية للراوي، والتي كانت زهرة تحتل معظمها؛ لهذا شعرت أن هذا العمل الأدبي يجسد إلى حد ما ظاهرة النظرة الذكورية في الأدب. لربما كانت الرواية لتكون أكثر عمقًا لو أن زهرة أدلت بدلوها وكان لها صوت و وجهة نظر، ولكن الكاتب ارتأى أن يكتفي بسردية الشخصية الرئيسية المتمثلة في شخص سي عاشور وهو أدرى بالعملية الإبداعية الملائمة لرؤيته الأدبية وتصوره كفنان. عمومًا فقد وجدت الرواية شيقة، و أسلوب الكاتب جميلا. رواية بسيطة لمن أراد الانخراط في رحلة قراءة خفيفة.
❞حنين ما لديَّ إلى المرأة العربيَّة❝...و اي حنين! مرتبك ساذج...ساذج...نعم ساذج للمالانهايه!
سي عاشور....The boring
كيف تجتمع نظره دونيه للاخر مع حبه له ! اذا كانت شخص... ما بالك بوطن ...هل هذا هو المغزى...! نكره اوطاننا و نهاجر لنتخلص منها و نهجرها بلا عوده ولكننا في المهجر نحن لها و نحبها بنزق !!!
يقول ❞ كنت خائفًا من نفسي أكثر ممَّا كنت خائفًا من زهرة. ❝
كان يراوح في مكانه ...متورطا بسذاجه في افكاره....حب عذري سري....و لعبه اغواء ممله جدا ...حبر على ورق ...اغواء..اغواء...ارادها لعبه بلا نهايه ...عن اي اغواء يتحدث!!!! بليد!