ملخص الرواية في بيته بالواحات، لا يستطيع الطفل أحمد التأقلم مع حياة والده المتزمة والمتدينة، يخرج إلى أطراف الواحة، يكتشف بني عيداس غجر الصحراء يرقصون ويشربون، ينجذب إلى تلك الحياة، يشرب معهم ويعود الى البيت مخمورا، فينال العقاب الشديد من والده، تبقى تلك الذكرى معه وبعد عودتة الغجر الى الواحة يفر معهم إلى أقاصي الصحراء البعيدة، يحب فتاة من بينهم وتختفي بطريقة غامضة يوم زفافهما، ينفصل عن الغجر وحين يعود الى قريته ينفى من والده الذي كان شيخا على المسجد. في منفاه يكتشف مدينة مختلفة، وامرأة تتقاطع دوائر حياته مع دوائر حياتها، وفي سن الخمسين يدرك أنها هي من كان يبحث عنها، إذ تجسدت فيها صورة الغجرية الأولى التي أحبها. ........................ In his home in The Oases, the child Ahmed could not cope with the strict and religious life of his father. Once Ahmed was introduced the dancing and drinking life style of Eidas tripe, the gypsies of the desert, when he went out his oasis. He was attracted to that life, thus he started drinking with them and returned home drunk. His father punished him severely. That memory remains with him and when gypsies returned to the oasis, Ahmed run away with them to the far reaches of the desert. He loves a gypsy girl, but she mysteriously disappears on their wedding day. Thereafter, Ahmed decided to return to his village to be thrown to exile by his old father. In his exile he discovers a different city and meets another woman whose life circles intersect with the circles of his life. In his fifties, Ahmed realizes that she was the girl he was looking for as she embodied in the image of the first gypsy he loved.
كتاب جعلني أدرك جمال الجلفة و علمني عدة معاني و اخذني في جولة الى أيام السور، ذلك السور القديم الذي لطالما حدثني عنه الكبار و لكنني لم أستشعر جماله إلا حينما حملني عبد الوهاب في صفحات كتابه إليه و جعلني أتجول المناطق التي دفنها الزمن الغابر و جعلها نسياً منسيا... إن الطريقة التي وصف بها المكان و الناس تجعلك تدرك كم من الجميل لو أننا عشنا في تلك الفترة على أن نعيش بها الآن، ذلك الزيف الذي يدعونه بكلمة تمسكنا بعاداتنا مجرد ترهات حين تدرك ما كانت عليه هذه المنطقة و ما آلت إليه! حين أنهيت قراءة هذا الكتاب أصبحت كلما تجولت في شوارع الجلفة بحثت عن المنطقة التي تحدث عنها، بحثت عن بداية السور و نهايته عن الابواب و أين كانت ممركزة، بحثت عن كل هذا بحب و استكشاف، بعين جديدة في محاولة مني لجعل قلبي يهدأ و يطمئن لهذا المكان الذي أفسدته الحضارة المزيفة و التي ما هي الا تخريب لما كان سيكون من أجمل الاماكن التي قد يزورها الإنسان. لا يخفى عني أن عبد الوهاب مهتم كثيراً بالتاريخ خاصة و أنه قد أخبرني في لقاء من لقاءاتنا أنه يبحث و يقرأ ولا يتوقف و أنه قد قرأ عدداً غاب عن ذهني الآن من الكتب التاريخية فقط ليكتب "الديوان الاسبرطي" و هو آخر أعماله حالياً مما يجعلني أشعر بمشاعر مختلفة حين يتعلق الامر بكتبه و نصوصه التي أتذوقها باستمتاع شديد و تركيز عال. بالنسبة للعنوان أظن بأنه اختاره لما يحمله من غموض فمن يسمع هكذا عنوان سيشعر بالتيه: أي دوائر و أي أبواب؟ هي دوائر الحياة و أبوابها! دواماتها التي نعلق فيها للأبد! دوائر الذاكرة التي تجعلنا نتمنى لو نكسرها و ننتهي منها للأبد، هي أبواب المستقبل التي تفتح أنفسها لنا و تفرض علينا دخولها رغم كل مخاوفنا و كرهنا لها! هي دوائر و أبواب من كانوا يوماً أسياد السور يسكنون دياره و هم اليوم أناس عاديين يسكنون شققاً لا يفهمون سبب وجودها!! هم ناس عايشوا التغيير و لا يفهمون شيئاً منه سوى أنهم مضطرون للتأقلم معه... هما المزابي و عزوزة يرددان يا لالة يا تركية و يودعان ما عهدا عليه مدينتهما لتتحول لحضارة مكسورة لا تملك هوية! و أي هوية هي هذه بعدما هدموا السينما و السور و السجن القديم و القصور و الديار! كل ما بقي هي مجرد حكايات كحكاية الدوائر و الابواب... أسرني عبد الوهاب بتنقله السلس بين زمنين مختلفين و كان سرده رائعاً بحيث يجعلك تعجز عن التوقف شوقاً لمعرفة ما ستؤول إليه الأمور. و سعيدة أنا بكوني صديقة له و أنني قد حظيت بفرصة الجلوس معه عدة مرات و الاستفادة من معلوماته القيمة و كلماته الرائعة فقليلاً ما يجد الانسان جلسات كهذه تسقي الروح و القلب... أما بالنسبة لما أعجبني من اقتباسات فهي كالآتي: "أهالي الجلفة لا يعرفون تاريخ مدينتهم، فمنذ الاستقلال يجرون خلف المال و النساء." "لأيام ظلت السحابات المثقلة تهمي على القصر و الواحات، مطرا مستمرا لا ينقطع إلا لحظات ثم يواصل جلده الأرض" "حتى الطيور تفر من القصر و لم يبق سواي محجوزاً فيه." "لا شيء، لا شيء يشبهك أيها الجبل!! لكنك بالرغم من كل هذا وحدك الذي تنتمي لهذا المكان بالفعل، الكل يغير مكانه، الرمال، البشر، و حتى السحب، إلا أنت، تنتصب تحت الهجيرة في النهار، و تجلدك الريح الباردة ليلا، لكنك ظللت صامدا منذ آلاف السنين" "هذا يعني أن الجلفة ستصبح عصرية على حساب ذاكرة سكانها. و تذكر لحظتها السور و دكاكين العطارين، البرج القديم، المسجد العتيق.." "و لم تكن الدور يوماً جدرانا يلاذ بها فقط، الدور هي الناس التي تسكنها، هي الأعراس التي تقام و الكائنات الصغيرة التي تولد، و تكبر متلمسة جدران الدار لتكمل هي أيضا دوائر حياتها"
This entire review has been hidden because of spoilers.
يأخذنا الكاتب الجزائري عبد الوهاب عيساوي عبر نصه إلى مدينة الجلفة و المناطق المتاخمة للصحراء الجزائرية الكبرى ،قسم الكاتب الرواية إلى 19 جزءا متجانسا و متناسقا ،كشف فيها أحداثا و وقائع تاريخية بأسلوب ساحر و خيال واسع مركزا على إستعمال القصص العجيبة و الموروث الشعبي للمنطقة ممزوجا بطابع رومنسي و غرائبي.
تعرفنا من خلال الرواية على بعض عادات و تقاليد أهل الريف و الصحراء، خصوصا قبيلة "بني عداس" و التداخل بينها و بين أهالي الواحات في المنطقة، كما أبرز الكاتب أثر المستعمر الفرنسي على مدينة الجلفة و المناطق المحيطة .
شرح كلمة بني عداس : هي قبيلة بربرية رحالة من الأقليات في الجزائر.
إقتباسات :
" مازلت طفلا يا ولدي بالرغم من أنك تجاوزت العشرين، الناس تبحث في الصحراء عن الواحات و أنت تبحث عن الضياع، مصدقا حكايات جدك عن أميرات الصحراء" ص 28.
" أن يبدأ يومك بحلم جميل تراها فيه، و قد شدت على يدك و هي تصحبك و تسير بك بين النخيل، قدماها الصغيرتان تغوصان في الرمل، ثم ترتفعان و تنثران ذراته في الهواء، قوامها الطفولي ينحني بليونة أمامك، ينساب الشعر الطويل حتى يقبل الرمل، و تتصاعد الضحكة حتى تبلغ سقف النخل ،هل كانت هي أم هي ؟ جالا أم عزوزة ؟ إختلطت عليه الصور " ص 140.
للإشارة : الرواية حائزة على جائزة سعاد الصباح لسنة 2017 <3