العقيدة سلاح ذو حدين والأيديولوجيا نظارة سميكة سوداء وثوب أبيض يتسخ إذ نرتديه دون أن نلاحظ ونحن نتحول بالتدريج من ملائكة إلى شياطين.. ليس أشنع ولا أقسى من الرجل إذ يؤمن بشيء.. من زمن قابيل.. لقد قتلت المبادئ عبر التاريخ أكثر بكثير مما قتل الشر والجشع والكراهية مجتمعين..
أعترف أن الرواية كانت مزعجة بالنسبة لي من الصفحة الأولى وحتى النهاية. ليس لسذاجتها أو قباحة لغتها أو ضعف أي عنصر من عناصرها.. إنما لأنها رواية تتحدث حقاً عن الشيطان. الشيطان الذي ما يفتأ ينشر الشر في كل مكان، لكنه هو أيضاً ضحية لشر آخر. إنها النظرية التي نتبناها حديثاً في التعامل مع الأشخاص عنيفي السلوك.. لقد كانوا ضحية لعنف ما.. طبعاً الكاتب عبقري لغة ومضموناً.. وإنها واحدة من الروايات التي لن أعيد قراءتها لفرط اختناقي منها..