تتناول هذه "الكراكيب" الكثيرَ من المواقف الاجتماعية الذاتية, التي تمتزج بتفاصيل التاريخ والجغرافيا والسياسة والدين وعلم النفس أيضًا؛ لذلك قد يصعب تصنيفُ هذا الكتاب لكنّي أحسبه يشبه حياتنا ذاتها؛ تجتمع فيه مختلف الأمور وتناقضاتها.. بحُلوها ومرّها.. مآسيها وهزلها.. هو كتابٌ منوّع, وإن كان يأخذ خطًّا اجتماعيًّا, وأحسب أنّ من سيقرؤه قدْ يرى بعض ملامحه على صفحاته وبين سطوره.
"كراكيب خالتي إيناس من أنواع الكتابة الذاتية ، حيث ينساب القلم مع أفكار الأديبة من خلال لغة أنيقة ورشاقة تنقل قارئها من فكرة لأخرى بشكل سلس والمقصود من العنوان كما ذكرت الكاتبة أن كلا منا يحمل بعضا من الذكريات النفسية التي قد ترتبط بأشياء مادية صغيرة نحب الالحتفاظ بها"أحسب أن كثيرا من الناس لديهم هذا الشغف بالاحتفاظ بكل ماهو قديم ،أغلبنا متصالحون مع الماضي لا نذكر إلا محاسنه " وإن كانت الأديبة تتناول حياتها الخاصة فهي قادرة على الربط الواعي بين حياتها وحركة المجتمع فتطوف بالقارئ على قضايا يعرفها المجتمع المصري مثل حديثها عن "مذبحة مصنع أبو زعبل ، وسرقة الونش ، المتدينون والسير في اتجاهين ، فتطوف بالقارئ على أحداث كثيرة الخاص ، مرت بالوطن من خلال رؤيتها الخاصة وتحليلها وكأن القارئ يتوقف معها متأملا الحداث بوعي جديد، إضافة لكونها تطرح تساؤلات مرت علينا جميعا وإن لم نشارك فيها الآخرين ، لذا أرى أن قيمة الكتابة الذاتية -خاصة للشخصيات غير المشهورة تكون في أن صاحبها أو صاحبتها قادر على أن يمس قطاعا عريضا من الناس الذين يشتركون في التجارب نفسها ولهم وقفات قد تتفق أو تختلف ، وهي تلخص ذلك في سؤالها : " هل أنا وحدي التي تعيش هذه الحالة ؟ ليست وحدها فقد أثارت كثيرا من القضايا العامة من خلال وعيها وحتى في الفقرات التي تتحدث فيها عن نفسها تجد الفقرات خفيفة الظل فتتتمكن من متابعة قارئها لها طوال الوقت دعوة للقراءة وإن كانت شهادتي لها متحيزة لكن الكتاب يستحق بالفعل الاحتفاء به