تنادَوا ذاتَ ريبةٍ، واستدارَ مجلسُهم حولَك، يَحيكون كلماتِهم وشباكَهم، تعرفُ أنَّهم يعدّون كمينًا لك، فرغوا ممَّا وطّأوا به من حديثٍ عن الحداثةِ ثم مضَوا إلى آخرِ غرزةٍ في الشَّبكة، آخرِ سهمٍ في جعبتِهم: -ما رأيُكَ في أدونيس؟ -له ما له، وعليه ما عليه. -نريد رأيًا أكثرَ وضوحًا - أدونيس شاعرٌ ومفكِّرٌ، لا يمكنُ اختصارُه في حكمٍ أو رأيٍ واحدٍ. -باختصار، أنت تتَّفقُ معه؟ - في كثيرٍ ممّا ذهبَ إليه. يتغامزون كمن وجدَ ضالّتَه، كصيّادين أوقعوا فريستَهم في حبائلِهم، تغادرُهم، تبسطُ أوراقَك، بياضَك حينَ يُحدقُ بك سوادُهم، وطنَك كلّما ضاقتْ بك أوطانُهم، خندقَك حين تحيطُ بك ذئابُهم، قلمَك سيفَك وخنجرَك ورمحَك في معركةٍ لا تملكُ فيها سلاحًا سواه، تتساءلُ عمّا إذا كانت هذه حريةَ الفكرِ الجامعيِّ التي تنزَّلتْ من نفسِك منزلةَ البشارةِ حين كنتَ تتهيّأُ للجامعةِ كمن يتهيَّأُ للقاءِ من يحبُّ...
درس الابتدائية والمتوسطة والثانوية بجدة، اكمل تعليمه الجامعي والدراسات العليا (لغة عربية) في كلية الشريعة ثم كلية اللغة العربية بجامعة أم القرى في مكة المكرمة.
عمل في حقل التعليم عشرين سنة، سنتين في التعليم العام وثماني عشرة سنة بجامعة ام القرى، عمل ثمان وعشرين سنة في حقل الصحافة بين متعاون ومتفرغ، اشرف خلالها على القسم الثقافي، والشؤون المحلية، والشؤون الدولية، والاقسام التنفيذية في جريدة "عكاظ" كما عمل مساعداً لرئيس تحرير "عكاظ" ونائبا مكلفاً لرئيس التحرير، وتعاقد كاتباً لزاوية يومية في جريدة "عكاظ" بعنوان (ولكم الرأي).
حاضر في عواصم عربية وأوروبية، وعضو تحكيم جائزة بلند الحيدري، وجائزة الطيب صالح، وجائزة محمد حسن عواد، وجائزة محمد الثبيتي، وجائزة صدام حسين في دورة سنة 1989م.
بدأت قراءة هذا الجمال وأنا أتوقع قراءة مذكرات على النمط المعروف، ولكن تصحبني ثقتي في أسلوب الرائع سعيد السريحي. لكنني حقا وجدت نفسي في أرض ساحرة لا تشبه ما ألفته من مواطن الذكريات التي أزعم أنني أطللت على طائفة منها. ما الذي فعله السريحي في حياته هذه التي أطلقها خارج الأقواس؟ وجدت نفسي وقد أكملت الكتاب في جلسة واحدة ؛ جلسة غبت فيها عن عالم الرتابة والمألوف، لأجد نفسي متناثرة بين عوالم شتى، وأزمنة تداخلت حتى صارت طيفا واحدا من السحر والإبداع والجنون. لا أعلم، حد اطّلاعي، أن حياة تمردت على أنماط الكتابة، ومعتقلات السطور، كما رأيت في حياة العظيم سعيد، لذلك كانت حياة خارج الأقواس بكل ما يحمله هذا التعبير من تمرد. أزعم أن السريحي قد شق طريقة جديدة تحتفل بها الذكريات وتظل معها حرة من أي قيد. وقد انتظرت الكتابة العربية أزمنة عدة ليأتي أحد أبنائها لها بقبس جديد من نور. كنت قد غرقت في دهشة لا حد لها بعد قراءة هذه الحياة، وكبلني الصمت بعدها لأنني كنت ابحث عن أعوام وأيام وأماكن وأشخاص، كنت أبحث عن رحلة معتادة، أمر بها على علامات الطريق، ووجوه السائرين، واسم حي أو شارع، يافطة مدرسة وصفوف جامعة ما، بل وربما شيء من إشارات المرور، كما هو العهد في المذكرات التي تختلف في قدر ما تدهش القارئ بفتح عينيه على شيء من هذه المشاهد. لكن أبى السريحي إلا أن يقول: ومن قال لكم أنني اعيش في عالمكم هذا حتى أعتقل لكم الصور في براويز تعلق هنا وهناك. أبى السريحي إلا أن يعيد للكتابة مجدها، ويعيد لنا دهشتنا التي كانت قد ذهبت أدراج الأرصفة وما اعتدنا عليه من تخطيط الذكريات. يا لجمال هذا السعيد.
"كانت الحكايات واقعنا الذي نصنعه حين يصنعنا الواقع الذي لاحيلة لنا معه، كانت الحكايات أجمل ما في طفولتنا، طفولتنا التي لا نخونها حين يخونون طفولتهم أولئك الذين يروحون ينزعون من الواقع اجمل مافيه"
سيرة ليست بالسيرة كما يتوقع أي قارئ .. نص سردي مختلف لا ادري لم تخيلت غازي القصيبي رحمه الله وهو يكتب "الزهايمر" وايضًا خطر لي عبد الله الجفري ورجعت الى ايام الدراسة في السعودية مستمتعة بحوار اللهجة العامية ..
هل كتب الاستاذ سعيد نصه وهو بالمشفى؟ هل تعمد أن يتماهى كتابه مابين السيرة والرواية ؟ أسئلة تذهب وتجئ كلما قلبت الصفحات .. سعيد الجد، الابن والأب .. سعيد الطفل، الطالب والقارئ … في سبرة حياتية نعتها بالغير ذاتية لخروجها عن المألوف وطرقها ابواب الموت والعالم الآخر …
سوداوية؟ ربما .. سيرة تلقي بظلالها على أفكار وهواجس الشيخوخة بعدما يمضي كثير من العمر ويشعر المرء بأنه دنا من حافة القبر ..
الكتاب حديث مع النفس… عن كل ما اعتمل فكر السريحي عبر سنين عمره بارك الله له به ليكتب ويحكي لنا …
# ألج الباب السري للكتب، أقرأ ، للكلمات رائحة، لها ملمس كذلك، وفي أحرفها تختبئ الضحكات والهمسات # لم يتسع العمر لفعل شئ ، لم يتسع العمر للعمر ، أشعر بغصة ان يمضي العمر سريعًا وكنا قد انتظرناه طويلًا لكي يبدأ
يولد الإنسان دون أدنى قدرة للنطق وسرد الحكايات ويموت وكل ما يملكه على فراش الموت الكثير من القصص .. تساءلت كثيرا عن ذلك الشغف لدى كبار السن لرواية القصص والحكايات القديمة التي قد تذهب بنا بعيدا عن عالم الواقع حيث التجارب الجديدة والممتعة .. المغامرة التي قد قاموا بها أثناء مسار حياتهم المختلف عنا كليا واتساءل في لحظة من اللحظات هل سأروي مثل هذه الأقصوصات للاحفادي في يوم من الايام واذا كانت فما هي تلك التي سأحكيها ..مانوعها ورائحتها .. قادني هذا الكاتب العظيم في رحلة ..عجيبة معه بداية من تصنيف الكتاب على أنه سيرة غير ذاتية ..والذي يعد تصنيفا جديدا في عالم المكتبات الى التخيل الذي وضع فيه الكاتب نفسه على سرير ابيض بين احفاده وبناته وتأخذه ذاكرته في فترات زمنية مختلفة في الماضي حيث أجداده وأيامهم التي عاصروها ,أصدقاء الطفولة , حنان الأب وحكمته وأثناء تلك الفترة وما بين الصحو والإعفاء ينادي أصدقاءه الذين رحلوا يحدث أباه ويخبر إبنته بإنه زاره قبل قليل ,وتخبره ابنته تأدبا أن أباه توفى قديما وان الذي يراه تخيلات وينتبه لنفسه ,راجعا من زوبعة الذاكرة والذكريات التي اختلطت عليه ويسمع صوت أحفاده يتضاحكون من خلف الباب على جدهم الذي بدا يخرف .. ويدعون له بحسن الخاتمة ؟ والتي يرى فيها سعيد معنى غير الذي كنت اراه , "حسن الخاتمة ,تلك الكلمة التي بات يرددها كل الذين حولي ,أبنائي وبناتي ,أحفادي وحفيداتي ,جيراننا الذين لا دخل لهم بي ولم يكلف أحد منهم نفسه بزيارتي في صحة أو مرض ,حتى زوجتي التي لا تصغرني إلا ببعض سنوات باتت تردد مثلهم :يالله حسن الخاتمة " لكن هذه الكلمة والتي نرددها كثيرا ..في طياتها الكثير من المعاني .. "لم يعد أحد يتمنى لي شيئا غير ذ لك ,حسن الخاتمة ,تلك الدعوة التي لم تكن تعني لي أكثر من دعاء علي بالموت مع أمنية أن يكون موتا رحيما "
هذا النص يقراء على مهل في هذا النص اختزل الزمن ليتسع لكل الحكاية التي سمعها من ابوه ومن جدته وكأن العمر الذي نعيشه هي الذاكرة التي نحياها خارج حدود الزمن خارج حدود الجسد سيرة ذاتية تختزل الزمان والمكان في ذاكرة لاتشيخ وكانه لم يبقى له من يحدثه ، النص تحفة ادبية مزج فيها المؤلف سيرة حياته بقوالب ادبية راقية كما مزج الحوارات مابين لغة بليغة راقية وحوارات عامية أضافت واقعية سحرية على النص عمل ادبي مهم في فن السيرة الذاتية ذكرني بأيام طه حسين مقتطفات من الكتاب {تحكي جدتي مغمضة العينين، لم يترك لها الموت من ابنائها وبناتها العشرة الذين تخطفهم الجدري والحصبة والحمى والعين غيرَ أمي والحكايات،}
{جسد العمر يتمدد جنبي فوق السرير، أرى البدايات والنهايات، مثل احجار النرد تتناثر السنوات حولي، أنا حقائقي المتوهمة، أنا أملي ويأسي، حزني وفرحي، شكي ويقيني، أجتمع كلٌي ككرة معلقة في السقف وأهبط رويداً رويدا حتى أجثم على صدري. جسد الوقت يتمدد جنبي، أنا الماضي والحاضر في آن، انا كل الذين ماتوا وكل الذين سوف يولدون، معلقا، أراني، في سقف الحجرة، روحا ملت الجسد الذي سكنت إليه طويلاً، تنتظر الانعتاق منه، تغدوا روحاً خالصة، تحلق كمًا تشاء، تحط حيثما تهوى، تزور من لا يزالون يتذكرونها، وحين ينسونها تغدوا روحاً متشردة، ذئباً يعوي في القفار، أو كلباً ضالاً في الطرقات}
This entire review has been hidden because of spoilers.
الكتاب صغير لكن اخد مني جهد للانتهاء من قراءته، لاني لا اهوى لهذي الطريقة من الكتابة. كنت اظن ان الكتاب سيرة شخصية عملية، لكن وجدت امرا اخر قد يعجب البعض.
وكأنه يكتب أدب الشيخوخة وينثر بقايا عمره. تجربة جميلة وأفكار رائعة، خلاصة عمر طويل(وإن كانت الأفكار الموجودة في الكتاب قليلة جدا مقارنة بحياة الكاتب). ربما كان أطول من اللازم
. . كتاب: الحياة خارج الأقواس ،، للكاتب: سعيد السريحي، الصادر عن مدارك للنشر . . - أول كتاب اقرأه هذا العام -٢٠٢٥-، بداية موفقة وجميلة جدًا، سيرة ذاتية سُردت بطريقة غير مألوفة، سيرة سوداوية حزينة ولكنها رائعة، حيث يسبق المؤلف عمره ويسرد من مستقبله، حيث ينتظر الموت، في ضيافة ابنته واحفاده، ثم بطريقة سردية ملفته يعود بك إلى صغره، حيث حكايات الجدة، والقصص المرعبة من أبيه لتقوي قلبه، ومغامرات صديقه عابد مع الكتب، وتظهر شخصيته التي هي امتداد للأجيال السابقة، ثم صراعاته مع "التشدد" كما وصف، واستعاد قصة شهادة الجامعة.. وغيرها من المواقف. . - المواقف الحزينة وهو في انتظار الموت؛ اعادت ذكريات كثيرة بالنسبة لي، فمثلما وصفها قد حدثت لأجدادنا رحمة الله عليهم. كيف يفكر من ينتظر الموت؟ ما هي أحلامه؟ كيف ينظر لمن حوله؟ خصوصًا أحفاده.. . - لتأثير الكتاب، وسلاسة قلم المؤلف، وواقعية ما ذكر في حزن الموت، ووجود الحكاوي والأمثال الشعبية أراه يستحق تقييم عالي، جميل ومؤثر بالمجمل. قد قرأته في جلسة واحدة، وعنوان الكتاب يستحق الإشادة كذلك. . #اقتباسات: . - حسن الخاتمة، تلك الدعوة التي لم تكن تعني لي أكثر من دعاء عليِّ بالموت، مع أمنية أن يكون موتًا رحيمًا. كأنما هم يعبرون عن رغبة دفينة في الخلاص مني بعد أن أصبحت عبئًا عليهم. . - لم تعد لي رغبة في أن أعمل شيئًا، أؤثر أن أبقى في فراشي طويلًا، ليس ذلك لأني عاجز عن القيام وإنما لأنني بتّ أشعر أن لا شيء يستحق أن أغادر فراشي من أجله، لم يعد هناك معنى لبقائي حتى الآن حيًا. . - أصبحت مثل مسعد الذي بقي سنوات طريح الفراش ليس بحي ولا ميت، حين انحنيت مسلمًا عليهِ فتح عينيهِ وبزفرةٍ تشبهُ جذب دلوٍ من بئر قال: شايف يا سعيد حتى الموت ما هو راضي يجيني. . - و الله يا سعيد أحس انه حياتنا كلها قصة طويلة ومملة، والمشكلة مو أنها قصة طويلة ومملة بس، المشكلة أنها قصة حياتنا بس مو إحنا ابطالها. . - كان موت آبائنا، قبل ذلك، إشعارًا لنا بأن بقاءنا على الأرض لم يعد طويلًا، كأنما كان آباؤنا جدارًا ي��ف بيننا وبين الموت، بيننا وبين كل أجدادنا الذين ماتوا، سدًا يوفر لنا فسحة من الحياة أو فسحة من الوقت. . - تسألني: هل ندمت على شيءٍ فعلته؟ بل ندمت على كل فعلٍ لم أفعله. . - لم يحل الموت بيني وبين عابد، كنت أزوره في مرضه أصبح يزورني بعد موته، آنس إليه ميتًا، كما كنت آنس إليه حيًا.
هذا الكتاب ليس سيرة ذاتية ( سيرة معنونة بذكاء كسيرة غير ذاتية من الكاتب،) بالمعنى المتعارف عليه. في رأيي الشخصي ان الكناب هو نص ابداعي غير محدد . يمتزج الذاتي بالسرد والخيال بالواقع التاريخي الشفوي والمدون ويحاط ذلك كله بشعرية نثرية عجيبة. ادهشني النص كثيرا من كاتب عرف بكتاباته التاريخيةالمحلية والنقدية . اعتقد ان من يتوقع كتابا يتناول سيرة ذاتية مباشرة تتناول محطات جدلية في فترات زمنية سبقت لن يناسبه الكتاب. رغم ان الكتاب عن المدعو سعيد وفيه ذكر وتلميح لنفس المؤلف الا انه يبدو عرض لحيوات وتواريخ عاشها المؤلف في عقله وروحه وما يعزز قناعتي ما ذكره الناشر في صفحة معلومات الكتاب من ان ("الغلاف فكرة المؤلف يتخيل نفسه شيخا تماهيا مع الكتاب") والكاتب كما ذكر من مواليد 1954 لذا هو ليس في الشيخوخة الصحية التي يبدو عليها الراوي\السارد في النص (وان كانت شيخوخة معنوية) ، استغربت ان الكتاب لم يستخدم فواصل بين الفصول عنونة كانت او ترقيم، ولكن عند الانتهاء من القراءة تتسق الرؤيا. النص خلاق واتفهم ضجر بعض القراء من سوداوية بعض المقاطع. اعجبني كثيرا واتمنى ان تتاح لي فرصة جديدة لقراءته مرة ثانية!
يكتب بخفّة عن سيرة حياته بطريقة واسعة جدًا ، حيث ابتدت من البعيد حيث أبونا آدم حتى الأخير حيث ميلاد وموت الكائن الأخير في هذا الوجود . في هذه السيرة ستجده ممتدًا بين طرفي الانسانية ينتمي لجذورها محاولًا الابتعاد عن الانتماءات المؤقتة ( قبلية ، وطنية ) ، فالأمر بالنسبة إليه قديم لا ينحصر في تاريخ ميلاد أو موت ، ستجد نفسك محبوسًا خارج الأقواس وأنت تقرأ له هنا .
يقع الكتاب في ٢٠٢ صفحة وستجد كثير من الحديث المسهب والمختزل عن الموت والسيرورة والأدباء الذين زاملهم وعن الحقب التاريخية التي عاش مختلف التحولات الفكرية والاجتماعية فيها .
في هذا الكتاب ما يشفع لإمضاء ساعة إضافة في قراءة نص بهذه السلاسة
هذا الكتاب ليس سيرة ذاتية كما توهّم البعض -وأنا منهم- بل وصَفَه المؤلّف بالسيرة غير الذاتية، وفي أحد اللقاءات معه وصَفَه بأنه "ضربٌ من السرد"، وأنا أرى أنّ هذا النص كُتب على نحو روائي يقول شيئًا عن سيرة كاتبه الذاتية، وربما يكون الوصف الأدق لهذا العمل أنه سيرة شبه ذاتية. أعتقد أن الكاتب يكتب سيرة لنفسه بعد عددٍ من السنوات، بعد أن يشيخ، أن يتعرّض للزهايمر والخرف، بعد أن يُواجه الموت، يكتب وهو يحمل على ظهره سيرة كل أولئك الذين سبقوه من أسلافه وأجداده، ويريد الكاتب من خلال السرد الروائي أن يضع حدودًا لواقعية هذه السيرة. النص يحاول تفتيت الزمن وإسقاط حواجز كثيرة بين الماضي والحاضر، بين الواقع والمُتخيّل، بين الموت والحياة، بين الأنا والآخر، وأثناء قراءتي للنص كان أقرب إلى التصوير السينمائي لأحداث متداخلة زمنيًا رغم انقسامها إلى ماضٍ وحاضر، إلا أنك تشعر بتماهي هذه الأزمنة في سردٍ جميل.
عادة يبدأ الكتاب سيرهم بطفولتهم عدى سعيد كتب عن أحفاده ودعائهم له بحسن الخاتمة !. الاحداث في الكتاب قليلة وضعيفة .يستحق ثلاث نجمات مني لحديثه الذي أثار ذكرى أخي رحمه الله عندما تحدث سعيد عن رائحة الأموات التي شمها وقت كشف وجه والدته رحمها الله .
سيرة ذاتية غير تقليدية كالتي نقرأها في كتب السير الذاتية تحدث الكاتب عن نهاية حياته ودعاء احفاده وأولاده له ( بحسن الخاتمة) مماجعله يشعر بدنو أجله ويكتب ذكريات تداعى عن أجداده ومن مات من أصحابه كتاب شيق إلا أنه أصابني ببعض الكآبه في بعض فقراته وحزنت في كثير من ذكرياته
" أخلو لنفسي كثيراً ، أتحدث مع أولئك الذين يحظرون لي حيناً ومع نفسي حيناً آخر ، ولم أكن معنياً بالتفريق بين الحالين ، ربما لم أكن قادراً على التفريق بين الحالين ، وأعجب من أولئك الذين يتوهمون ان الذين يرونهم يتحدثون مع أنفسهم إنما يتحدثون مع أنفسهم ، يتهمونهم بالخرف حيناً وحيناً آخر بالجنون ، لا يدركون أنهم إنما هم يتحدثون مع من يسكنونهم ، مع من باتوا يسكنون إليهم ، يألفونهم ، ينادمونهم بعد أن أنزلوهم منزلة أنفسهم وغدا الحديث معهم حديثاً مع النفس " "أشفق عليهم حين لا يرون ما أرى ، ولا يسمعون ما أسمع ولا يوفون بما أن شديد الحرص على الوفاء به، أشفق عليهم وقد تركوا أباءهم وأمهاتهم ، تركوا كل من عرفوهم منفيين في عزلة الموت يتحدثون ولا يسمعهم أحدٌ، يتحركون ولا يراهم احد كذلك ، لا يبصرهم ولا يسمعهم حتى أولئك الذين كانوا لهم العيون التي بها يبصرون والآذان التي بها يسمعون " . . سيرة الدكتور #سعيد_السريحي #الحياة_خارج_الأقواس تقييم 🌟🌟🌟🌟 #أدب_بن_سالم80