What do you think?
Rate this book


311 pages, Hardcover
First published January 1, 1963
أُخفِي الهَوَى وَمَدَامِعِي تُبْدِيهِ
وَأُمِيتُهُ وَصَبَابَتِي تُحْيِيهِ.
وَمُعَذِّبِي حُلْوُ الشَّمَائِلِ أَهْيَفٌ
قَدْ جمعتْ كلُّ المَحَاسِنِ فِيهِ.
فكأنهُ فِي الحُسْنِ صُورَةُ يوسفٍ
وكأنني فِي الحُزنِ مِثْلُ أبيهِ.
يا حارقا بالنار وجه محبه
مهلا فإنّ مدامعي تطفيهِ.
أحرق بها جسدي و كل جوارحي
واحرص على قلبي فإنك فيهِ.
إن أنكر العشاق فيك صبابتي
فأنا الهوى و ابن الهوى و أبيهِ.
⭐️⭐️⭐️⭐️
إنْ كان مَنزِلَتي في الحبّ عندكُمُ
ما قد رأيتُ فقد ضيّعْتُ أيّامي
أُمْنِيّة ظفِرَتْ روحي بها زَمَناً
واليومَ أحسَبُها أضغاثَ أحلام
وإن يكُنْ فرطُ وجدي في مَحَبّتِكُمُ
إثْماً فقد كَثُرَتْ في الحبّ آثامي
ولو علِمْتُ بأَنّ الحُبّ آخِرُهُ
هذا الحِمَامُ لَمَا خالَفتُ لُوّامي
أَودَعْتُ قلبي إلى مَن ليس يحفظُه
أبصرْتُ خلفي وما طالعتُ قدَّامي
لقد رَمَاني بسهمِ من لواحِظِهِ
أصْمى فؤادي فوا شوقي إلى الرامي
⭐️⭐️⭐️⭐️
أدِرْ ذِكْرَ مَن أهْوى ولو بمَلامِ
فإنّ أحاديثَ الحَبيبِ مُدامي
ليَشْهَدَ سَمْعِي مَن أُحبُّ وإن نأى
بطَيفِ مَلامٍ لا بطَيفِ مَنام
⭐️⭐️⭐️⭐️
بِرُوحيَ مَن أتلفْتُ روحي بحُبّها
فحانَ حِمامي قبلَ يومِ حِمامِي
ومن أجلها طاب افتضاحي ولذّ لي اطْ
طِراحي وذُلّي بعد عزّ مَقامي
وفيها حلا لي بعْدَ نُسْكِي تهتُّكي
وخَلْعُ عِذاري وارتكابُ أثامي
أُصَلّي فأشدو حين أتلو بِذِكْرِهَا
وأطْرَبُ في المحراب وهي إمامي
وبالحَج إن أحرَمتُ لبَيّتُ باسْمها
وعنَها أرى الإِمساكَ فِطْرَ صيامي
أروحُ بقلبٍ بالصّبابةِ هائمٍ
وأغْدُو بطَرْفٍ بالكآبة هامِ
⭐️⭐️⭐️⭐️
ولم يُبْقِ منّي الحبُّ غيرَ كآبَةٍ
وحُزْنٍ وتبريحٍ وفرْطِ سَقام
فأَمّا غرامي واصطباري وسلوتي
فلم يبقَ لي منهُنَّ غير أسامي
لِيَنْجُ خَلِيٌّ من هوايَ بنفسِهِ
سليماً ويا نفس اذْهبي بسَلام
⭐️⭐️⭐️⭐️
وفي وَصْلِهَا عام لدَيّ كلَحْظَةٍ
وساعةُ هِجْرانٍ عَلَيَّ كعامِ
ولمّا تلاقَينا عِشاءً وضمَّنا
سواءُ سبيلَيْ دارِها وخيامي
ومِلْنَا كذا شيئاً عن الحيّ حيثُ لا
رقيبٌ ولا واشٍ بِزُورِ كَلام
فَرَشْتُ لها خدّي وِطاءً على الثّرَى
فقالت لكَ البُشْرَى بلَثْمِ لِثامي
فما سَمَحَتْ نفسي بذَلِكَ غَيرَةً
على صَوْنها منّي لِعزّ مرامي
وبِتْنَا كما شاء اقتراحي على المُنى
أَرَى المُلْكَ مُلْكِي والزمانَ غلامي
⭐️⭐️⭐️⭐️
ولقد خَلَوْتُ مع الحَبيب وبَيْنَنَا
سِرٌّ أرَقّ منَ النسيمِ إذا سرى
⭐️⭐️⭐️⭐️
وأباحَ طَرْفِي نَظْرْةً أمّلْتُها
فَغَدَوْتُ معروفاً وكُنْتُ مُنَكَّرا
فَدُهِشْتُ بينَ جمالِهِ وجَلالِهِ
وغدا لسانُ الحال عنّي مُخْبِرا
فأَدِرْ لِحَاظَكَ في محاسنِ وجْهه
تَلْقَى جميعَ الحُسْنِ فيه مُصَوَّرا
لو أنّ كُلّ الحُسْنِ يكمُلُ صُورةً
ورآهُ كان مُهَلِّلاً ومُكَبِّرا
⭐️⭐️⭐️⭐️
فَطُوفانُ نوحٍ عندَ نَوحي كَأَدمُعي
وَإيقادُ نِيرانِ الخَليلِ كلَوعَتي
وَلَولا زَفيري أَغرَقَتنيَ أَدمُعي
وَلَولا دُموعي أَحرَقَتنيَ زَفرَتي
وَحُزني ما يَعقوبُ بَثَّ أقلَّهُ
وكُلُّ بِلى أيُّوبَ بعضُ بلِيَّتي
⭐️⭐️⭐️⭐️
ويَحسُنُ إظهارُ التَجلُّدِ للعِدى
ويقبُحُ غَيرُ العَجزِ عندَ الأحِبَّةِ
⭐️⭐️⭐️⭐️
وَعُقبى اصطِباري في هَواكِ حمِيدةٌ
عَلَيكِ وَلَكِن عَنكِ غَيرُ حَميدَةِ
⭐️⭐️⭐️⭐️
وكُلُّ أذىً في الحُبِّ مِنكِ إذا بَدا
جَعَلتُ لهُ شُكرِي مكانَ شَكِيَّتي
⭐️⭐️⭐️⭐️
وَمِنكِ شَقائي بَل بَلائِيَ مِنَّةٌ
وفيكِ لِباسُ البؤسِ أسبَغ نِعمَةِ
⭐️⭐️⭐️⭐️
بذَلْتُ لَهُ رُوحِي لِرَاحَةِ قُرْبِهِ
وَغَيْرُ عَجِيبٍ بَذْلِيَ الغَالَ فِي الغَالِي
فَجَادَ، وَلَكِنْ بِالْبُعَادِ لِشِقْوَتِي،
فَيَا خَيْبَةَ الْمَسْعَى وَضِيعَةَ آمَالِي
وَحَانَ لَهُ حِينِي عَلَى حِينِ غِرَّةٍ
وَلَمْ أَدْرِ أَنَّ الآلَ يَذْهَبُ بِالآلِ
تَحَكَّمَ فِي جِسْمِي النُّحُولُ فَلَوْ أَتَى
لِقَبْضِي رَسُولٌ ضَلَّ فِي مَوْضِعٍ خَالِ
فَلَوْ هُمَّ بَاقِي السُّقْمِ بِي لَاسْتَعَانَ فِي
تَلَافِي بِمَا حَالَتْ لَهُ مِنْ ضَنًى حَالِي
وَلَمْ يَبْقَ مِنِّي مَا يُنَاجِي تَوَهُّمِي
سِوَى عِزِّ ذُلٍّ فِي مَهَانَةِ إِجْلَالِي
⭐️⭐️⭐️⭐️
وأَينَ الصَّفا هَيهات من عَيشِ عاشِقٍ
وجَنَّةُ عَدنٍ بالمَكَارِهِ حُفَّتِ
ولي نفسُ حُرٍّ لو بذَلتِ لها على
تَسَلّيكِ ما فوقَ المُنى ما تَسلَّتِ
ولو أُبعِدَت بالصَّدِّ والهجرِ والقِلى
وقَطعِ الرَّجا عن خُلَّتِي ما تَخلَّتِ
وَعَن مَذهَبي في الحُبِّ ما لِيَ مذهَبٌ
وإن مِلتُ يوماً عنهُ فارَقتُ مِلَّتِي
ولو خطَرَت لي في سِواكِ إرادةٌ
على خاطري سَهواً قضيتُ بِرِدَّتِي
لَكِ الحُكم في أَمري فما شِئتِ فَاصنَعي
فَلَم تكُ إلّا فيكِ لا عَنكِ رَغبَتِي
⭐️⭐️⭐️⭐️
فَلمْ تَهْوَني ما لم تَكنْ فيَّ فانِياً
ولم تَفنَ ما لا تُجْتَلى فيكَ صورتي
فدَعْ عنكَ دَعوى الحبِّ وادعُ لِغيرِهِ
فؤادَكَ وادفَعْ عنكَ غَيَكََ بالَّتي
وجانِبْ جنابَ الوَصْلِ هَيهاتَ لَم يكُنْ
وها أنتَ حيٌّ إن تكن صادقاً مُتِ
هُو الحُبُّ إِن لم تَقضِ لم تَقضِ مأرَباً
منَ الحُبِّ فاخترْ ذاكَ أَو خَلِّ خُلَّتي
فقُلْتُ لها روحي لديكِ وَقَبْضُها
إليكِ ومَن لي أن تكونَ بقَبضَتي
وما أَنا بالشَّاني الوفاةَ عَلى الهَوى
وشأني الوَفا تأبى سِوَاهُ سَجِيَّتي
وَماذا عَسى عَنِّي يُقالُ سِوى قضَى
فُلانٌ هَوى مَنْ لي بذا وهْو بُغْيَتي
أجَلْ أَجَلي أَرضى إِنقِضَاهُ صَبَابَةً
ولا وصْلَ إن صَحَّتْ لِحُبِّكَ نِسبَتي
وَإِنْ لَم أفُزْ حَقّاً إليكِ بِنِسْبَةٍ
لِعِزّتها حسبي افتِخاراً بِتُهْمَةِ
وَدونَ إِتِّهامي إنْ قَضَيْتُ أَسىً فما
أَسأتُ بِنَفْسٍ بالشَّهَادةِ سُرَّتِ
⭐️⭐️⭐️⭐️
أَغارُ عَلَيها أن أهيمَ بحُبِّها
وأعرِفُ مِقداري فأُنكِرُ غَيرَتي
فتُختَلسُ الرُّوحُ ارتياحاً لها وما
أُبَرِّئُ نفسي من تَوَهُّمِ مُنْيَةِ
يَراها على بُعدٍ عَنِ العَينِ مسمَعي
بطَيْفِ مَلامٍ زائرٍ حينَ يَقظَتي
فيغْبِطُ طَرْفي مسمَعي عِندَ ذِكرها
وَتَحْسِدُ ما أَفنتْهُ مِنِّي بَقِيَّتي
أمَمْتُ أَمامي في الحَقيقَةِ فَالوَرى
وَرائي وكانَت حَيثُ وجَّهتُ وِجهَتي
يَراها إِمامي في صلاتيَ ناظِري
وَيشهدُني قلبي أمامَ أئِمَّتي
ولاَ غرْوُ إِنْ صَلَّى الإِمامُ إليَّ إِنْ
ثَوَتْ في فؤادي وهْيَ قِبلةُ قِبلتي
وكُلُّ الجِهاتِ السِّتِّ نَحوي تَوَجَّهتْ
بما تَمَّ من نُسْكٍ وَحجٍّ وعُمرَةِ
لها صَلَواتي بالمَقامِ أُقِيمُها
وأشهَدُ فيها أنَّها ليَ صَلَّتِ
كِلانا مُصَلٍّ واحِدٌ ساجِدٌ إلى
حقيقتِهِ بالجمعِ في كُلِّ سجدَةِ
وما كان لي صَلَّى سِوايَ وَلَم تَكُن
صَلاتي لغَيري في أدا كُلِّ رَكعَةِ
إِلى كَم أُواخي السِّتْرَ ها قد هَتَكتُهُ
وحَلُّ أُواخي الحُجبِ في عَقدِ بَيْعَتي
مُنِحْتُ وَلاها يومَ لا يوْمَ قبل أَن
بدَتْ عند أخْذِ العهدِ في أَوَّلِيَّتي
فَنِلْتُ وَلاها لا بِسَمْعٍ وناظِرٍ
ولا بِاكتِسابٍ واجتِلاب جِبِلَّةِ
وهِمتُ بها في عالَمِ الأمْرِ حيثُ لا
ظُهورٌ وكانت نَشوَتي قبلَ نَشأَتي
فَأَفني الهَوى ما لم يكُنْ ثَمَّ باقِياً
هُنا من صِفاتٍ بينَنَا فاض��حلَّتِ
فألفيْتُ ما ألقَيتُ عنِّيَ صادراً
إليَّ ومنِّي وارِداً بمَزيدَتي
وشاهدتُ نفسي بالصِّفاتِ الَّتي بها
تحجَّبْتِ عنِّي في شُهودي وحِجْبتي
وإنّي الَّتي أحبَبْتُها لا مَحالَةً
وكانت لها نفْسي عليَّ محيلَتي
⭐️⭐️⭐️⭐️
وسَدّدْ وقارِبْ واعتصِم واستقم لها
مُجيباً إليها عن إنَابَةِ مُخْبِتِ
وعُد من قريب واستجب واجتنب غداً
أُشَمّرُ عن ساقِ اجتِهادٍ بنهضَةِ
وكن صارماً كالوقت فالمقتُ في عسى
وإيّاك عَلاّ فهْيَ أخطَرُ علّة
وقُمْ في رِضاها واسْعَ غير مُحاوِلٍ
نشاطاً ولا تُخلِدْ لعَجْزٍ مُفَوِّتِ
⭐️⭐️⭐️⭐️
وطاحَ وُجودي في شهودي وبِنْتُ عن
وُجودِ شُهودي ماحيا غيرَ مُثبِت
وعانقْتُ ما شاهدتُ في محْوِ شاهدي
بمَشهدِهِ للصّحْوِ من بَعد سَكرتي
ففي الصّحوِ بعد المَحْوِ لم أكُ غيرَها
وذاتي بذاتي إذ تحَلّتْ تجَلّتِ
فوَصْفيَ إذ لم تُدْعَ باثنَين وصفُها
وهيئتُها إذ واحدٌ نحنُ هيئَتي
فإن دُعيَتْ كنتُ المُجيبَ وإن أكُن
منادىً أجابَتْ مَن دعاني ولَبّت
وإنْ نَطقَتْ كنْتُ المُناجي كذاك إن
قَصَصْتُ حديثا إنَّما هي قَصَتّ
فقد رُفِعَتْ تاءُ المُخاطَب بَينَنَا
وفي رَفعِها عن فُرْقة الفَرْقِ رِفْعَتي
⭐️⭐️⭐️⭐️
وقد أشهَدَتني حُسنها فشُدِهْتُ عن
حِجاي ولم أُثبِتْ حِلايَ لدَهْشَتِي
ذَهَلْتُ بها عنّي بحيثُ ظَنَنْتُني
سِوَايَ ولم أقْصِدْ سَواء مَظِنّتي
ودَلّهني فيها ذُهُولي فلم أُفِقْ
عَليّ ولم أَقفُ التِماسي بِظِنّتي
فأصبحْتُ فيها والِهاً لاهياً بِها
ومَن وَلّهتْ شُغلاً بها عنهُ ألهَت
⭐️⭐️⭐️⭐️
وما زِلْتُ في نفسي بها مُتَرَدّداً
لنَشْوَةِ حِسّي والمَحَاسِنُ خمْرَتي
أُسافِرُ عن عِلْمِ اليقينِ لِعَيْنه
إلى حقّه حيثُ الحقيقةُ رِحْلتي
⭐️⭐️⭐️⭐️
ولا تَحْسَبنّ الأمرَ عنّيَ خارجاً
فما سادَ إلاّ داخِلٌ في عُبودتي
ولولايَ لم يُوْجدْ وُجودٌ ولم يكُنْ
شهودٌ ولم تُعْهَدْ عُهودٌ بذِمّة
فلا حيَّ إلاّ مِنْ حياتي حياتُهُ
وطَوعُ مُرادي كُلّ نفسٍ مُريدة
ولا قائلٌ إلاّ بلَفظي مُحَدِّثٌ
ولا ناظِرٌ إلاّ بناظِرِ مُقْلَتي
ولا مُنْصِتٌ إلاّ بِسَمْعِيَ سامعٌ
ولا باطِشٌ إلاّ بأزْلي وشِدّتي
ولا ناطِقٌ غَيري ولا ناظِرٌ ولا
سميع سِوائي من جميعِ الخليقة
وفي عالَم التركيب في كلّ صورَةٍ
ظَهَرْتُ بمَعنىً عنه بالحسنِ زينَتِ