(1) - «يا قوم...!! هلموا إليَّ.. استمعوا لما أقول... اصغوا لحديثي... فو الله إن ما سأقوله لعظيم الشأن.. عظيم الخطر!!». بتلك العبارات نادى نوح عليه السلام قومه، وكان واقفًا في ساحة الأصنام؛ أكبر ساحة في البلدة، كان مقبلًا عليهم بوجهه تاركًا الأصنام الخمسة الكبيرة وراء ظهره، وتَنَادَى الناس للاستماع إليه، وتركوا أعمالهم، وألقوا ما في أيديهم، وقطعوا أحاديثهم، وحثُّوا الخطى أفرادًا وجماعات إلى حيث يقف نوح، كانوا على يقينٍ تامٍ أنه لا يدعوهم إلا لخير، ولا يأمرهم إلا بحق؛ فطوال وجوده معهم لم يسمعوا منه إلا الصدق، ولم يجربوا عليه الكذب أبدًا.. واحتشدت الجموع بين يدي نوح... قال أحد الأكابر: - «تفضل يا نوح... أخبرنا بما تريد، فما عهدناك إلا صادقًا حكيمًا أمينًا...».