من مقاصد الشيخ سلطان العميري في العقود الذهبية: إصلاح الدرس العقدي، بتأليف كتاب مدرسي يصلح أن يُتَّخذ أصلًا ومرجعًا في الأبواب التي استوعبها، وأما كتابه الآخر: قانون التأسيس العقدي، فقد حوى قوانين صناعة الفكر العقدي، وهذه القوانين يحتاجها الدارس لمعرفة مباحث علم العقيدة وتطوراته ومدارسه، ولمعرفة أحكام المسائل العقدية، ليفضي إلى المصنفات العقدية بفهمٍ دقيقٍ، وقدرةٍ على تحرير الأقوال، ومعرفة أصولها، وطرق تفكيكها ونقضها، وإدراك رتب المسائل، وسيصدر له المسلك الرشيد في توحيد العبادة في مجلدين وهو مكمل لمشروعه في الارتقاء بالدرس العقدي.
العقود الذهبية حوى مادة تحليلية عالية، كما حوى بيان منهج أهل السنة في الاستدلال وبناء الأقوال، ومنهج المدارس الكلامية، وذكر تقريرات الطوائف المليَّة في مباحث الصفات والقدر والإيمان والمعاد، وإيراد أهم أدلتهم والرد على المخالفين مع تحقيق الحق في المطالب التي بحثها، وهو جزما لا يصلح للمبتدئ ومادته أعلى من مباحث الرسالة التدمرية.
المحتويات: المجلد الأول في الإلهيات، وفي الثلث الأول (من بداية المجلد الأول إلى صفحة ٢٤١) حوى تقرير أصول أهل السنة في الصفات، وأصول والمذاهب المخالفة، وبقية المجلد الأول قرر فيه مفصل الصفات ويبدأ بمذهب أهل السنة ثم بالمذاهب المخالفة ومحاكمتها. المجلد الثاني في المعاد، والقدر، والإيمان، والصحبة والصحابة، والكرامة، ومنهج الاستدلال.
مميزاته: تركيز عباراته، واستيفاءه مجمل مقاصد شيخ الإسلام ابن تيمية في مطولاته العقدية، واقتصاره في النقولات على موضع الشاهد والمهم، مع نقلٍ تامٍ لبعض النصوص المهمة، وإطالةٍ في نقاش بعض المباحث المركزية ليعرف الدارس أهميتها.
⬛ العقود الذهبية على مقاصد العقيدة الواسطية. تأليف: الشيخ. د/ "سلطان بن عبدالرحمن العميرى"، أستاذ العقيدة بجامعة أم القرى.
الحمد لله..وبعد؛
صدر الكتاب في مجلدين عن دار مدارج للنشر.
وهو شرح مفصل على مقاصد "العقيدة الواسطية" ومضامينها الأساسية، يهدف إلى بيان أصول مذهب أهل السنة والجماعة، وأصول الطوائف العقدية الأخرى، وهو شرح لأصول الموضوعات التي اشتملت عليها "الواسطية" لابن تيمية- رحمه الله تعالى، مع المرور على المقالات والعبارات التي ذكرها ابن تيمية فيها.
وقد حرص الكاتب في هذا الشرح على جملة من الأمور:
الأمر الأول: التركيز المكثف على الجوانب المنهجية المتعلقة بمناهج الاستدلال وتحليل الأقوال وتحديد مقدماتها وطريقة محاكمتها، وغيرها.
الأمر الثاني: الحرص على بيان حقائق الأقوال الأساسية وربطها بأصولها المنهجية الكلية، والتمييز بين الجمل المعبرة عن آثار الأقوال وعن حقائقها الصلبة.
الأمر الثالث: التعبير بالمصطلحات العلمية المناسبة التي تعين طالب العلم على الارتقاء بذائقته العلمية ومعرفته بما سيمر به في المصنفات العقدية.
الأمر الرابع: إحضار النصوص الأساسية المعبرة عن حقائق الأقوال عند أصحابها، حتى يكون الدارس واقفًا بنفسه على الأقوال، ويقوم بتأملها وتحليلها ويستفيد منها في تطوير وثاقة معارفه العقدية.
الأمر الخامس: الحرص على البدء بمنهج أهل السنة وتأسيسه في عقل الدارس قبل الدخول في غيره من المذاهب، وهذه منهجية بنائية لها أثر بليغ في البناء العلمي المؤصل.
الأمر السادس: القصد إلى مناقشة أهم الأصول التي تقوم عليها المذاهب المنحرفة في أصول الأبواب القديمة، وبيان ما فيها من غلط، حتى يكون الدارس عارفًا بطريقة النقاش والنقد لما لم يذكر من الأصول الأخرى.
الأمر السابع: الحرص على طرح أصول الإشكالات والاعتراضات الواردة على تقرير أهل السنة والجماعة، ومحاولة الجواب عليها تفصيلًا أو إجمالًا، بحيث أن الدارس للكتاب يتحصل على أكبر قدر من الحصانة ضد الاعتراضات الواردة على المذهب الحق، والتنبه لها ولو إجمالًا.
الأمر الثامن: تخصيص عدد من القضايا المحورية بمزيد من التفصيل والتدقيق؛ لتكون أنموذجًا لما عداها من المسائل.
الأمر التاسع: الالتزام باللغة العلمية والابتعاد عن اللغة المنافية لمسالكها، كالانتقاص والتعصب والعبارات الإنشائية واستعمال التراكيب العاطفية.
الأمر العاشر: السعي إلى توثيق مذهب السلف من كلام الأئمة المتقدمين.
الأمر الحادي عشر: عرض كيفية دراسة المسائل المركبة، وبيان المنهجية العلمية في تفهمها والبلوغ إلى التأصيل العلمي فيها، كما وقع في مسألة الصفات الاختيارية ومسألة الإيمان والقدر.
الأمر الثاني عشر: الحرص على تصحيح كثير من المقالات المنسوبة غلطًا إلى عدد من الطوائف، كما ستراه في عدد من مقالات المعتزلة وغيرهم.
الأمر الثالث عشر: الحرص على التنبيه على أهم القضايا العلمية والمنهجية والتربوية أثناء النقاش والشرح.
الأمر الرابع عشر: القصد إلى إبراز كثير من الفروق الدقيقة بين المذاهب والمقالات المتقاربة.
⚠️ وفيما يتعلق بالنسخة المتداولة للكتاب على الإنترنت - قال الشيخ: "كل من نشر نسخة من كتاب العقود الذهبية على مقاصد الواسطية على الانترنت أو ساعد على ذلك، فهو معتد ظالم؛ فإني لم أسمح بذلك ولم أرض".
المؤلَّف نافع جدًا ومثري لكل طالب علم في العقيدة، ولن يعدم القارئ فائدةً سواءً كان طالب علم مبتدئًا أم متقدمًا. وقد استفدت منه كثيرًا؛ سواءً بتعلم المسائل أم بضبطها. والمؤلِّف قد سار على شرح المسائل بأسلوب منهجي؛ فيه تقعيد وتقسيم وترتيب ونقد وضبط وتحليل. وأسلوبه سهل الفهم يسير العبارات دقيق الألفاظ عميق المعاني. وهو من الكتب التي تستحق إعادة القراءة، أو إعادة قراءة كل جزئية بعد الانتهاء منها؛ إذ تنبني المسائل بعضها على بعض، وتكمل المسائل بعضها البعض، وتُظهر بعض المسائل أهمية البعض الآخر؛ فعلى سبيل المثال بعد تقرير المؤلِّف لمذهب أهل السنة بالتفصيل في موضع، يأتي على المذاهب التي خالفت الحق، ويبين أقوالها وفقًا لأصحابها، وتُظهِرُ للقارئ من خلال تأصيلات مذهبهم ومآلِهِ أهمية ما قرره المؤلِّف في مذهب أهل السنة والجماعة، وبذلك يقوى تصوّر القارئ للمسألة الحق. ومما يميِّز المؤلِّفَ منهجه العلمي النقدي المحايد الذي يتبع الحق ويقدم ما يوافق الكتاب والسنة بفهم السلف الصالح، ولو خالف في ذلك بعض العلماء، وهو في غالب منهجه يسير على منهج شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، ولذا كَثُرَ النقل عنه، ومن عَرَفَ قدر شيخ الإسلام عَلِمَ فضله وعلمه وعمله وتقواه وقوة تمسكه بمنهج السلف، ولم يستغرب تأثيره الحسن على مَن بعده.
والكتاب يقع في جزئين، وما هو موجود على موقع Goodreads جامع بينهما؛ وهو يقع في ١٢٠٠ صفحة تقريبًا؛ ٧٠٠ صفحة للجزء الأول، و٥٠٠ صفحة للجزء الثاني. الجزء الأول يركز على باب الأسماء والصفات، والجزء الثاني يركز على أبواب أُخَر هي: اليوم الآخر، القضاء والقدر، الإيمان، الصحابة، الكرامة، طريقة أهل السنة والجماعة في الاتباع والاستدلال، أخلاق أهل السنة وآدابهم.