What do you think?
Rate this book


188 pages, Paperback
First published June 1, 1943
قالت زبيدة وقد أخذت تضحك: فأما أنتم معشر
الرجال، فأقلكم في النار وأكثركم في الجنة؛ لأن الطاعة فيكم فاشية، والعصية فيكم
نادرة، ولأنكم لا تؤذون أحدا ولا تتقدمون إلى أحد بما يكره، وإنما أنتم خير خالص لا
يمازجه الشر، وعسل خالص لا يشوبه العلقم؛ فأما أن تسوموا نساءكم سوء العذاب وأن
ترهقوهن من أمرهن عسرا، فإنما ذلك تأديب لهن، تستوفون ما لكم من حق الطاعة،
وتتقربون بتأديبهن إلى الله، وأما أن تمسكوا نساءكم على ما يكرهن من الألم والبؤس،
وأن تعلقوا على رءوسهن هذا السيف القاطع سيف الطلاق، وأن تصوبوا إلى صدورهن
هذا السنان الذي ينفذ إلى أعماق القلوب، سنان التزوج بضرة تُدخلونها على الزوج في
دارها وتنغصون بها حياتها، وتُذيقونها ألم الغرية وشقاء الحسد، وتورطونها في الغدر
والكيد والنفاق، فليس عليكم من هذا كله بأس، إنما تستمتعون بما أتاح الله لكم من
ُرخصة وبما أتاح لكم من حق، فإن ضاقت المرأة بشيء من ذلك أو أنكرته أو ثارت له،
فهي كافرة للنعمة، جاحدة للجميل، عاصية ؛ وهي من أجل ذلك صائرة إلى النار مع
أمثالها اللاتي يؤلفن الكثرة الساحقة من أهلها