نحن الذين ما زلنا على قيد الحياة نحن من نستطيع أن نحول الشهداء إلى تاريخ ماض، ونحن نستطيع بعد مدة من الزمن أن نحولهم إلى تاريخ منسي. ولكن، نحن أيضا من نستطيع أن نبقي الشهداء أحياء فينا، في ضمائرنا، في أفكارنا، في إرادتنا، في عزائمنا، في تصميمنا، في الطريق الذي نختاره في المواجهة التي نكون رجالها، وفي الساحات التي نبقى حاضرين فيها، لا نفر، ولا نهرب، ولانهزم
فضّلت الفُصول الأخيرة على الأولى، كانت تمسّ القلب أكثر. كما أن تفاصيلها كانت مُحبّبة أكثر، وكان إيجاز الطرح فيها أفضل، على عكس البدايات. -أنصح القارئ بأن لا يحكم على الكتاب إلا بعد إنهائه؛ لأن النظرة في النصف الثاني منه مُختلفة تماماً.
"وأطلب من الله أن لا ألقاه سليم الجسد وسيدي أبو عبد الله عليه السلام مقطوع الرأس" هو الفقيه، هو الولي، هو العاشق، هو الصديق، هو المجاهد، هو القائد وهو الشهيد
مِن وصيته : "واللَّه لو تفتَّتَ جسدي؛ وتقطّعت أوصالي؛ فإنّ ذلك أهون عليّ من العيش و إسرائيل باقية، وجاثمة فوق أرض عامل، وفوق قبلة المسلمين في القدس"
" لستُ من أهل الشّعر والنَّثر والكِتابة والخَطَابة، ولست أهلاً لذلك ولا لغيرِ ذلك ولكن يحزُّ في القَلب أن يُنادي مسلمٌ في أفغانستان أو باكستان أو أمريكا أو روسيا أو في فلسطين المحتلّة أو في أي بقعةٍ من بقاع الأرض: يا للمسلمين، ولا أُجيبه، ولا أحدٌ يُجيبه "
يتحدث الكتاب عن شخصية أحد الصالحين الشهداء ، هؤلاء الذين عرفوا الطريق وساروا عليه حتى وصلوا لغايتهم ، للسماء ولله. سمير أو كما اختار اسمه الجهادي -جواد- اختار ذلك لأنه اعتبر أنَّ الزمن الذي وصلنا إليه يقضتي أن نجود بكل شيء : الشباب ، الوقت ، المال ، الراحة والجسد. ولم يقف عند هذا الحد فقط! حتى قدّم أغلى مايملك ألا وهي الروح ، فجاد بكل شيء ووصل لغايته ببصيرته ونقاء روحه وقلبه.
عام جداً بوصفه للشهيد. الأشياء المذكورة يمكن قولها عن جميع الشهداء (شجاع، عطوف...). ولأن كل شهيد متميز بطريقة ما عن غيره كما ذكروا في مقدمة الكتاب، يمكن التحسين من خلال ذكر أمثلة عليها وأحداث أكثر عن حياته وخاصة من أولئك الذين عايشوه عن قرب؛ وبذلك يكون الشهيد منا أقرب وكأنه معنا.
في كل مرةٍ أقرأ حياة شهيدٍ تدهشني بساطة حياتهم وصعوبتها في الوقت ذاته. لكن القاسم المشترك لهم هو الإخلاص والحب .. الحب الذي يجعلهم لا يفكرون في هذه الدنيا .. لأنهم يعلمون أنها مجرد ممر .. فيكرسون أنفسهم لخدمة الدين وحفظ الإسلام ما استطاعوا.
لم اكن اعرف من هو سمير مطوط الملقب بـ(جواد). جذبني غلاف الكتاب وعنوانه ولم اكن اعرف ما كان ينتظرني في صفحاته. عندما قلبت الصفحات الأخيرة بدأت بالبكاء!! لم استطع مفارقة هذا الكتاب … او ربما مفارقة جواد. كنت خجلة من نفسي. أين أنا و أين هؤلاء ؟! هؤلاء هم القدوة الحقيقية للشباب، إنهم الشهداء. جواد جاد بكل مايملك…كل مايملك حرفياً! الشباب، الوقت، الراحة، المال وحتى الروح!!