يُعدّ الدالاي لاما إحدى أكثر الشخصيات أهمية وتأثيراً في عالمنا المعاصر، ولست أغالي كثيراً أو أجانب الصواب إذا قلتُ إن مكانة الدالاي لاما وتأثيره في المشهد العالمي تفوق كثيراً تلك التي يمتلكها الكثير من مشاهير هذا العصر (بما فيهم السياسيون ونجوم هوليوود ورجال الأعمال وأصحاب النفوذ والسلطة السياسية أو المالية). تنبع أهمية شخصية الدالاي لاما كما أرى من حقيقتين: الأولى تتعلق بطبيعة شخصيته وهندسته البدنية؛ فهو يظهر دوما بوجه مبتسم لا يفارقه المرح والإسترخاء، وتلك خصيصتان ثمينتان قد يصارع الكثيرون في محاولة حيازتهما لكن من غير طائل، اما مع الدالاي لاما فتبدوان خصلتين طبيعيتين فيه. الحقيقة الثانية التي تؤكد أهمية شخصية الدالاي لاما فتتأتى من أنه - بالإضافة لكونه قائداً سياسياً يحمل على عاتقه عبء قضية شعبه التبتي- يطرح مفهوماً للدين هو أقرب إلى النسق المجتمعي - السايكولوجي – الثقافي المغاير للمنظومة اللاهوتية الفقهية المتداولة؛ وعليه سيكون أمراً مثمراً الإستماعُ إلى آرائه التي يطرحها في شتى الموضوعات المهمة على الصعيدين الفردي والعالمي.
حوارات مطولة جميلة مع الدالاي لاما، بنشوف فيها لمحات من تفكيره وطريقة تعامله مع الأمور، ونشوف فيها آراءه بخصوص قضايا عدة، وكمان بنشوف فيها شخص له القيادة الدينية والسياسية معا تعرض للمطاردة من قِبل دولة قوية زي الصين، فبنشوف خليط مرتب جدا من الأفكار، وآراء عن معظم نواحي الحياة وتفاصيلها من أخلاق ودين وعنف وسلام، ورموز مؤثرة، وطريقة تناولنا لظروفنا وقدراتنا على المواجهة، وادارة الأزمات.
الكتاب مريح وسلس وسهل جدا، وعرفت منه معلومات عن الشخصية المهمة دي ساعدتني على تكوين صورة ايجابية عنه وعن مذهبه.