العلويون الخوف والمقاومة

by Torstein Schiotz Worren, ماهر الجنيدي (Translator)

لايقول الكاتب إن محتوى كتابه يتناول الوقائع، ما يتناوله هو تمثيلات جماعة أهلية سورية، العلويين، لأنفسهم، وما يتضمنه ذلك من ملامح للحقل الاجتماعي والعقدي والسياسي الذي تجري فيه هذه التمثيلات.

وليس صحيحًا بحال أن تناول هذه القضايا مسيء سياسيًا واجتماعيًا، أو (مثير للنعرات الطائفية)، وأن إخماد هذه النعرات المحتملة يوجب بالأحرى التكتم على هذه الشؤون. بلى، إن من شأن الكلام العام عليها أن يثير حساسيات وانفعالات غير طيبة لبعض الوقت، لكن هذه متولدة عن ألفة مديدة بالتكاذب العام المحروس سياسيًا، وبكلام نقوله علانية وآخر لا نقوله إلا لخاصتنا. بيد أن المواجهة الصريحة للنزاعات المتصلة بالطوائف والإثنيات وحدها هي ما تنقلنا من الحساسية والحرج مما لا يقال علنًا، إلى الإقرار بتنوعنا واختلافاتنا، بتوتراتنا وارتياباتنا، بأوهامنا عن بعضنا وبسبل التدرب على احترام بعضنا، ويوفر مساحات عامة متحررة من الحساسيات والإحراجات، نتصرف فيها ونفكر بوصفنا سوريين متمرسين بمحاربة الكذب.

مراجعة للكتاب من موقع الناشر
https://harmoon.org/wp-content/upload...

Genres: Politics

175 pages, Paperback

Published August 1, 2018

Reviews

[Al waleed Kerdie · Rating 3 out of 5]

كتاب الباحث النرويجي تورشتين شيوتز وورن "العلويون الخوف والمقاومة: كيف بنى العلويون هويتهم الجماعية في سوريا".
الكتاب بالمختصر يتحدث عن نشأة الهوية العلوية في سوريا كهوية، التاريخ، الظروف، الجغرافيا التي ساهمت جميعها في صياغة هذه الهوية. من ناحية المعلومات فأي شخص عاش في سوريا، ومهتم بالقضية الهوياتية أو بتاريخ الطوائف، فهو يعلم بكل ما جاء في الكتاب سلفًا. لذلك الكتاب جدير بالقراءة لأي شخص خارج سوريا ويرغب في التعرف على الهوية العلوية وأين هي من الصراع الذي حدث في العشر سنوات الماضية.
الفصول الأولى من الكتاب حدد المؤلف فيها المنهجية النظرية التي اعتمدها في بحثه وهي "البنائية" وعلاقتها بالحقيقة المباشرة من مصادره. فيما تركز الفصول اللاحقة على عرض بسيط ولكنه مكثف لتاريخ تكوين الهوية العلوية.
الفصل الأهم في الكتاب هو الفصل الذي فرّق فيه المؤلف بين خطابين علويين يدور كلاهما في فلك الهوية العلوية ويصوغاها بعلاقاتها مع "الآخر"؛ الخطاب الإسلامي العلوي، والخطاب النقدي العلوي. واعتمد في كل فصل لاحق على عرض الخطابين.
ولكن بعد ١٢ عاما من الصراع الذي تعرّت فيه الطوائف جميعها من كل ما تم ضغطه وقمعه طوال العقود السابقة بحجة الدولة القومية والحزبية، فإن جميع الهويات اليوم داخل سوريا هي في حالة تشظٍ من غير من الممكن أن يتم إعادة سيرته الأولى. فالصراع اليوم لم يضحِ وجوديًا فحسب بل أصبح على مستوى الموت من الجوع والفقر، هنا تذوب الهويات جميعها.
وعسى أن يأتي يوما ما قريب ويتم العمل على بناء دولة مواطنة حقيقية لكل أطياف المجتمع السوري المتشابك والمتصارع في هذا البلد المدمر.

[حيدرة أسعد · Rating 3 out of 5]

أهم ما يميز هذا الكتاب: الاختصار - الموضوعية.
الكتاب مؤلف من سبعة فصول.
الأول: يتضمن لمحة تاريخية، وهيكلية الكتاب.
الثاني: منهجية البحث التي اتبعها المؤلف التي اعتمدت ثلاثة أساليب، هي: الرصد، الأحاديث غير الرسمية، المقابلات المرجعية شبه المنظمة.
لا بد من الإشارة إلى أن المؤلف نرويجي، وقد زار سورية عدة مرات، وهو يتقن اللغة العربية.
الثالث: يناقش الإطار النظري لتحليل الهوية العلوية معتمدا النظرية البنائية التي تقول بنسبية الحقيقة، اي لا وجود لحقيقة حقيقية، بخلاق النظريات الأخرى كالأصلوية التي تضمن صحة زعم معين بالمعرفة.
يناقش أيضا الهوية الفردية، والجماعية، وعلاقتهما ببعضهما.
الرابع: يركز على سورية المستقلة، وعلى الرأي الرسمي بالقضايا الطائفية القائم على القومية العربية
الخامس: يبحث في تسمية الطائفة ومعتقداتها، يناقشها تاريخها، بدءا من العصر الذهبي (تشكيل دولة مستقلة في حلب من قاداتها سيف الدولة)، مرحلة الانكسار والصدمة (مجازر السنة بحق الطائفة ولاسيما العثمانيين)، ثم مرحلة الانبعاث (تشكيل دولة مستقلة بمساعدة الانتداب الفرنسي بعد فترة من القطيعة والانعزال)
تضمن الفصل أيضا التمييز بين خطابين في الطائفة:
الخطاب الإسلامي العلوي والخطاب النقدي العلوي.
فالنقدي يؤكد إسلامية معتقدات العلويين، بينما الإسلامي يركز على تعاليم مختلفة عن تعاليم السنة، ويرى بأن معتقدات العلويين جزء من الإسلام لكن أهل السنة تلاعبوا بالإسلام على طريقتهم (طبعا المقصود الإسلام الأموي)
بمعنى آخر، الخطاب الإسلامي يسعى إلى مقاومة الهيمنة، بينما النقدي يعتقد بحقه في تعريف نفسه بعيدا عن الهيمنة.
السادس: يبحث بعلاقة العلويين بالسنة والمسيحيين.
ويخلص إلى رؤية لتشكل الهوية العلوية، لا وحود لها بغياب الهوية السنية، اي (إن الخارج البنيوي للهوية العلوية ليس (غير علوي) وإنما (ضد علوي))
الفصل الأخير: يبحث في الحق التاريخي للعلويين، وعلاقتهم بالسلطة.

[Ali Awwad · Rating 5 out of 5]

ينصح به.
الكاتب يتكلم عن تجاربه ومقابلاته ويحاول قدر الإمكان شرح أسباب خوف العلويين من الغير وكيفية تعريف العلويين لأنفسهم.

" هذا لا يعني أن سورية سوف تواجه مشاكل مماثلة (كالعراق والشرق الأوسط عموما)، ولكن، إذا جاء وقت الحسم، فستكون الهويات الطائفية قوية في التعبئة السياسية، ناهيك عن من سينظر إليه كعدو."

[أحمد جيو حسن · Rating 4 out of 5]

ينطلق الكتاب من فرضية أساسية مفادها أنَّ الخوف، الناتج عن قرون من التهميش والاضطهاد، لم يكن مجرد شعور عابر، بل تحوّل إلى عنصر بنيوي في تشكيل الهوية العلوية، ما دفعها إلى تبني استراتيجيات بقاء متنوعة، من الانعزال إلى التكيف الحذر، وصولًا إلى المقاومة بأشكالها المتعددة، الظاهرة منها والخفية.
يتميّز الكتاب بمنهجية بحثية تجمع بين العمق النظري والواقعية الميدانية. ففي حين يبدأ بمدخل فلسفي يشرح آليات البحث وأهمية الدراسة، والتي كانت طويلة وثقيلة جدًا، إلا أنَّ هذا التمهيد يُعدّ ضروريًا لفهم الإطار المنهجي الذي اعتمده المؤلّف. وقد اعتمد المؤلّف على ثلاثة أساليب بحثية رئيسية هي: الرصد، الأحاديث غير الرسمية، والمقابلات المرجعية شبه المنظمة، ما أضفى على الكتاب مصداقية علمية ومنحه بُعدًا إنسانيًا

يتتبع الكتاب تاريخ الطائفة العلوية من جذورها، مُسلّطًا الضوء على تاريخ طويل من العزلة والتهميش، ولجوء الطائفة إلى المناطق الجبلية كملجأ آمن من الاضطهاد. يظهر الكتاب كيف لعب الخوف دورًا محوريًا في تشكيل الهوية العلوية، وكيف تجلّت المقاومة بأشكال مختلفة، من ممارسات ثقافية واجتماعية حافظت على هوية الطائفة واستمراريتها، إلى أشكال أكثر وضوحًا في مراحل تاريخية معينة.
ويُخصّص الكاتب جزءًا هامًا لتحليل صعود الطائفة العلوية إلى السلطة في سوريا مع وصول حزب البعث، وتحديدًا مع تولي حافظ الأسد الحكم. ويبيّن كيف أدى هذا الصعود إلى ربط مصير الطائفة بالنظام الحاكم، ما جلب لها امتيازات سياسية واجتماعية، ولكنه عرّضها أيضًا لانتقادات واستهداف، خاصة خلال الأزمات السياسية. هذا الارتباط الوثيق شكّل عبئًا مضاعفًا على الطائفة، إذ أصبحت تُعتبر مسؤولة عن سياسات النظام.

من نقاط قوة الكتاب اعتماده على مقابلات ميدانية مع أبناء الطائفة العلوية، ما أضاف بُعدًا إنسانيًا وواقعيًا للدراسة، وعكس أصواتًا من داخل الطائفة نفسها، ما يُتيح فهمًا أعمق لتجربتهم ورؤيتهم لواقعهم.
يختتم الكتاب بتحليل وضع الطائفة العلوية في ظل الحرب السورية، والتحديات الوجودية التي تواجهها نتيجة ارتباطها بالنظام الحاكم. يُظهر المؤلّف كيف أصبحت الطائفة في وضع مُعقّد، تتعرّض لضغوط داخلية وخارجية، ما يدفعها إلى إعادة تعريف دورها وهويتها.

[Alaa Ehsan · Rating 4 out of 5]

كتاب مهم لاشك وجهد كبير من الباحث الذي اشتغل عليه. المميز فيه هو معايشة كاتبه لأبناء الطائفية العلوية عن قرب في عدة مناطق سورية واعتماده على الاحتكاك المباشر بهم للخروج بخلاصات ونتائج. قد يعتبر الكتاب بالنسبة البعض صعب المقروئية بسبب اعتماده الأسلوب العلمي، إلا أنه يستحق عناء المحاولة.

اقتباسات مهمة:

❞ يمكن لمَنْ يزور سورية أوَّل مرَّة أن يعيش مجتمعاً متسامحاً، تتعايش فيه الطوائف جنباً إلى جنب، من دون احتكاكات ملحوظة. هذه هي الحال أيضاً في الواقع. ولكن الناس بمجرَّد أن يتجاوزوا الخطاب الرَّسْمِيَّ الذي يستندون إليه غريزيَّاً عند الحديث عن القضايا الطائفية، فإنهم يعيشون وجوهاً أكثر للواقع ❝

❞ وبعبارة أخرى، لم يكن من مصلحة النظام، كي يحافظ على السلطة بيده، أن يعزِّز أيَّ تفاهم حقيقي بين الطوائف. بدلاً من ذلك، ومن أجل تعزيز شرعيَّته، كان يغرس لدى المواطنين الخوف من الحرب الأهلية، من خلال تعزيز الأخبار المتعلِّقة بتهديدات التَّطرُّف الإسلامي، في الوقت الذي كان يكبت كلَّ أنواع الحوار الطَّائفيِّ المفتوح. هؤلاء المنتقدون يرون كارثةً تلوح في الأُفق، وتقترب مع ازدياد فساد الحكومة. وكلَّما زاد تمسُّك النظام بالسلطة أضرَّ بمصالح العَلَوِيِّيْن، لأن السُّوريِّيْن، في حال انهياره، لن يُفرِّقوا بين عموم العَلَوِيِّيْن وعَلَوِيِّي النظام. ❝

❞ وَصَفَ العَلَوِيُّون هذا التَّحوُّل في التاريخ، بأنّه استعادة حقوق مسلوبة منذُ زمن. مرَّة أخرى، نجد أن هذه السَّرْدِيَّة التَّاريخيَّة العَلَوِيَّة تقف موقف معارضة للتاريخ السُّوريِّ الرَّسْمِيِّ، الذي ينظر إلى الانتداب الفرنسي على أنه مشروع إمبريالي لإبقاء العرب تحت الهيمنة الأوروبية (وفقاً لمصادر)❝

❞ فإن أوَّل ما يُركِّز عليه كلُّ عَلَوِيٍّ تقريباً (ممَّنْ تحدَّثتُ إليهم) هو السِّمات المتحرِّرة لهذه الجماعة. وككلِّ السِّمات الأخرى، فإن "التَّحرُّر" هي صفة علائقيَّة، وهم يستخدمونها بإجراء بإجراء مقارنات بينهم وبين المجتمع السُّوريِّ، وبينهم وبين أوروبا. ❝