تتناول الكاتبة بأسلوب بديع أحاسيس أحد المهمشين الغير مرئيين من المرضى النفسيين الذين يعانون دون أن يشعر بهم أحد حتى ذويهم. فتأخذنا الكاتبة في رحلة إكتشاف لأدق تفاصيل تجاربه ونعيش معه مشاهد درامية مشوقة
graduate of faculty of medicine,alexandria university at 2011 paediatric specialist. روائية وطبيبة مصرية وصلت أعمالها للقوائم القصيرة في العديد من الجوائز وحصدت روايتها ست أرواح تكفي للهو على جائزة مؤسسة فلسطين الدولية فرع الرواية دورة الأديب غسان كنفاني.
للاكتشافات الجديدة متعة خاصة، لا سيما إذا جاءت من تربة إبداعية خصبة، ومن عالمٍ مغاير عن التقليدي المتعارف عليه في عالم الكتابة الروائية.
في رواية «ست أرواح تكفي للهو» للروائية الشابة «دعاء إبراهيم» تجريب من نوعٍ خاص وبناء لعالم يمزج بين الواقع والفانتازيا وعوالم الأرواح والهلاوس والهذيان، قد يظن القارئ لأول وهلة أنه إزاء واحدةٍ من روايات الرعب السطحية التي أصبحت منتشرة منذ أعوام، ولكن المفاجأة أن ذلك العالم تم استدعاؤه والتعامل معه وصياغته بطريقة أدبية ذكية، وعبر سردٍ مسترسل شيق، يجعل القارئ متعاطفًا مع بطل/أبطال العمل وعالمه بشكلٍ كبير.
والرواية ليست الأولى لصاحبتها، فقد سبق أن صدر لها مجموعتان قصصيتان، ونوفيلا بعنوان «لآدم سبع أرجل»، ولكن يبدو أنها استطاعت أن ترسّخ قدميها في عالم الكتابة الروائية أكثر في هذه الرواية الأحدث، الصادرة مؤخرًا عن «منشوارت إبييدي». والتي نتعرّف فيها على بطل الرواية القاتل مشتت الذهن والأفكار، والذي تستدرجنا الكاتبة للتعرف على عالمه ودوافعه لهذه الجريمة بطريقة هادئة، حتى ندخل إلى عالمه لنتعرّف على علاقته بزوجته وأمه وابنته، وما الذي يمكن أن يدفعه للقتل، بل تتسّع الدائرة أكثر من ذلك وتتعقّد لنتساءل: هل قتل فعلاً؟
لا أدري من أين تهبط مئات الأفكار إلى جسدي الواهن، تستغل عجزي الكامل وهشاشتي، تتحرّك على جلدي وتغوص في الحفرة، أتوحّد معها، مع آلاف المشاهد التي تتحرّك أمام عيني، مشاهد عشتها، مشاهد أخرى لم أعشها، أشارك أبطالها الحديث، ومرات كثيرة أكتفي بمراقبتهم من بعيد كراوٍ عليم بكل شي لا يتوقف عن التفكير، أرى أمي وزوجتي يتشاجران حول ابنتي الرضيعة، لم أكن موجودًا مع ذلك لم أسلم من ألسنتهم، يذكرونني بالسوء في غيابي! أرى صاحب محل الأثاث يتحرش بالفتيات العاملات، رغم أني لم أتعامل معه من قبل سوى في أمور البيع والشراء، لم أرَ منه ما يدل على فعله الخسيس! —ست أرواح تفكي للهو _ دعاء إبراهيم بطل إشكالي وأشياء تتكلم منذ السطور الأولى نحن إزاء بطل إشكالي بالتعريف الذي وضعه الناقد جورج لوكاش، إذ نحن إزاء بطلٍ يحمل عددًا من القيم والأفكار والمشاعر الخاصة به، ويواجه المجتمع بمفرده، لا يتمكن من فرض سيطرته على أحد، ويضيع وسط جماعته، حتى أمام زوجته التي أحبها في يوم من الأيام، تنقسم حياته بين الخوف من جريمة ليس متأكدًا من ارتكابها، وشعوره بأن هناك من يراقبه، وهناك من يضطهده باستمرار، ذلك الشعور الذي يصل به إلى مستشفى المجانين!
نتعرف في الرواية أيضًا على أشياء ذات صلة وثيقة ببطل الرواية (الذي لا نعرف له اسمًا) ويبدو أنها قادرة على التأثير والفعل والحركة، حتى أن الكاتبة تفرد لها فصولاً خاصة، بل وتسلمها دفة الحكي والرواية، لتكشف لنا جوانب أخرى من عالمها الخاص في البداية، وما يتقاطع بعد ذلك بين عالمها وعالم البطل، فالعصا تتكلم وتحكي حكايتها، وكذلك المرآة تمسك زمام المبادرة وتحكي لتعكس لنا حقيقة بعض شخصيات الرواية باقتدار، كما يظهر الظل بين حينٍ وآخر ليحكي أيضًا ويسرد جزءًا من التفاصيل، ولعل الجدير بالملاحظة في سرد الكاتبة لعوالم هذه الأشياء أنها تأخذ من شخصية بطل الرواية، فهي أشياء لا تملك قدرةً على التأثير والتغيير بمفردها، بل تستجيب رغمًا عنها لكل ما يفعلونه بها! على إضاءات https://www.ida2at.com/six-souls-enou...
أحببت فكرة الرواية، رواية يحكيها مريض بالفصام، يعرض حياته اقتناعاته ما يدور بداخل عقله، هذا العالم الكامل الموجود ببن فصي المخ فينفصل عن عالمنا إلى عالمه، ولهذا سمي الفصام فصاما، يسمع ما لا نسمعه ويرى نادرا ما لا نراه، وبالطبع لديه قناعات خاصة تبدو لنا جنونية وبالنسبة له بديهية.
سأقسم الرواية إلى جزأين وكل جزء سأقسمه إلى جزء أدبي وطبي
الجزء الأول من الرواية وحتى قبل دخول البطل إلى المستشفى كان جيدا جدا اعطيه أربع نجوم عن جدارة واستحقاق. الأسلوب الأدبي جيد جدا، اللغة سهلة وبسيطة، طريقة السرد جيدة جدا والانتقال من راوي لآخر تم بشكل جيد، والأسلوب خفيف والأحداث سريعة وشيقة والأهم من هذا كله توصيف المرض كان أقرب للمثاليه، حيث الضلالات والهلاوس والأفكار المرضية والعنف التابع للمرض وكذلك العزلة والتي غالبا ما تكون استجابة لأصوات يسمعها المريض أو أفكار مرضية. استطاعت الكاتبة أن توصف ( بتشديد الواو) المرض بشكل عظيم جدا فلو أردت أن أصنع ما نسميه خريطة المرض للمريض كما تكونت في ذهنه فلن أصنعها أفضل من ذلك، حتى التخبططات المرضية وعدم تماسك الأفكار وضعف الروابط المنطقية كان موجودا وأن هذه الروابط مبنية على استناجات وتكهنات واستخدمت الكاتبة واحدة من أكثر الضلالات شيوعا وهي ( المراقبة )
لا أعلم لماذا حدث للكاتبة بعد ذلك، فمنذ أن وضع البطل قدميه في المستشفى وتغير الحال ووقعت الكاتبة في الكثير من الاخطاء الطبية، كنت لن أعلق عليها كثيرا لولا أن الكاتبة طبيبة، وربما سأتجاهل بعضها هنا لانها في النهاية رواية وبالتالي يمكن المبالغة او الاختلاق حتى لكن كوني طبيبة نفسية فقد استفزتني تلك الأخطاء بعض الشيء
أولا: عندما تحدثت الطبيبة وهى تقول ( يعنى ايه يقتلوه؟هم متخلفين؟ ده مريض ولازم يتاخد بالراحة، وبعدين هو احنا عايشين فين ) نحن لا نتحدث هكذا، ونحن أكثر الناس على علم بما يدور في الخارج وما يتعرض له من انتهاكات في الخارج وعلى علم أيضا بالكوارث الذي يتسبب بها المريض النفسي لأهله ومن حوله وحتى لو كانوا على علم بالتعب النفسي وأعراضه فما بالك ببيئة كبيئتنا ؟؟ ثانيا: هى تقول في نفس الحوار انه لا يحتاج الحجز لانه هاديء امامها!!! الحجز في المستشفى النفسي له شروط وكلها منطبقة عليه قبل دخوله وليس معنى انه هاديء الان انه سيظل هادئا بعد خمس دقائق وهذا يعلمه اي طبيب أيضا هذه هي طبيعة المرض، فإذا تخطيت الخطأ الاول فلا استطيع تخطي الثاني
اما بالنسبة للخطأ الثالث: عندما حضرت فتاة ونزعت ملابسها في الاستقبال وأمرت الطبيبة بخروج الرجال ما عدا المرضى لم تعر لهم انتباها؟؟؟؟ مرضى الفصام والفصام المصحوب بنوبة هوس والهوس وغيرهم لديهم ما يعرف ب hypersexuality or disinhibition وبالتالي هم أكثر خطرا من غيرهم فلماذا تتعامل معهم الكاتبة على أنهم أشباح!!!
الخطأ الرابع: عندما يرى البطل أشخاص مختلفين عن حقيقتهم كأنه يرى القطه زوجة سعيد هذا علميا غير موجود هو يراها قطه ولكن يكون عليها افكار مرضية كأن روح زوجة سعيد تلبستها او ان زوجة سعيد تشكلت على هيئتها وبالتالي هى تقع تحت طائلة الاستقبال الخاطيء للامور وهو نوع من انواع الضلالات بينما فسرته الكاتبة على أنه هلاوس بصرية وهى بالمناسبة نادرة جدا مع مرضى الفصام اذا لم يكن هناك سبب عضوي ولكن قد اتقبل هذا الخطأ الطبي جدا واعتبره نوع من الفانتازيا الروائية
اعجبتني النهاية جدا لكونها واقعية لكن أظن ان الكاتبة كانت متسرعة في انهاءها بعض الشيء هناك شيء أفقدني متعة البلوت تويست الذي حدث في النهاية وهو أنني كنت على دراية به منذ البداية
التقييم العام : ثلاث نجوم ونص مستحقة جدا وربما تستحق أكثر
دائمًا ما تُصادفني كتابات غريبة وعجيبة في اخر كل عامٍ.. هذه الرواية غمرتني بأحاسيس متضاربة وغريبة. لا أظن أني قرأت رواية من قبل جعلتني أبكي فجأة وأتجهم فجأة وأغضب وأفكر بمثل تلك الطريقة. الأسلوب شيق فصول تجعلك تنساب معها شخصيات ستحيا بينهم في صمت، فقط تشاهد، وتتمنى لو تستطيع أن تفعل شيئًا! انهيتها في يومٍ واحد كانت خلاصي من حالة ملل تصيبني كلما أمسكت بكتاب مهما بلغت عدد صفحاته. استمتعت بها؟ -نعم كانت لدي توقعات؟ -نعم، ولكنها فاقت توقعاتي. بكام نجمة اقيمها؟ - ٤ نجمات فلم تعجبني الايحاءات الموجودة بها ولو أن الكاتبة كانت تستخدمها لتوضيح الشخصية واضطراباتها، لكنها في النهاية لم تعجبني. لكن الرواية بشكل عام من الروايات القليلة الجيدة التي قرأتها هذا العام.
أهمُّ ما يُمثّله الجنون- بتصوري- في الأعمال الروائية هو ارتباطه بالمرجعية النقدية للمجتمع، كما كان يصف "ميشيل فوكو" المجنون بوصفه حكيمًا وفيلسوفًا يُعبِّر من خلال جنونه عن مواطن الاختلال وبؤر الضعف في المجتمع، ومن ثم سنجد هذا الإحساس مُتواجِد وبقوة عند بطل العمل الذي يُجادل طبيبه رافضًا وصفه بالجنون، فهو بنظر نفسه مُختلِف عن الناس ..فقط مختلِف..والاختلاف لا يعني الجنون، هنا نرى المجتمع من خلال عيون هذا المريض المصاب بالهلاوس السمعية والبصرية، مريض قاتل، يُعاشِر زوجة المقتول، و يرى أمّه عاهرة حاولت قتله يومًا بالزرنيخ، يعتقد أنَّ زوجته تخونه وتسعى لقتل ابنته، وفوق هذا كلّه يكره القطط ويحاول قتلها معتقدًا بأنَّها تلهو بأرواحها الستة ثم تمنح روحها السابعة لقتيله حتى ينهض من رقدته وينتقم من قاتله، لكن كانت هناك إشكالية مُستمرّة أمام القارئ وضعتنا أمامها المُبدِعة دعاء إبراهيم ، وهي ما حدود الخط الفاصل بين الحقيقة والهلاوس، هل قتل فعلًا؟! هل أمه عاهرة؟! هل حاولت قتله؟! أشياء ستظلُّ مُتشكّكًا في حقيقتها أثناء القراءة، فالمنطق هنا غائب تمامًا، لكن الطبيعة السردية للرواية ستُمنطِق الجنون عبر تماهيك كقارئ مع نفسية البطل المأزومة.
تنتمي هذه الرواية في طبيعة سردها إلى مدرسة " تيار الوعي" أو التداعي الحر حيث المونولوج الداخلي النفسي هو الحاكم على الطبيعة السردية، ويتميز بالتغيرات في تدفق الأفكار الخاصة بالشخصية، و هذا ما يجعل هذا الأسلوب مختلفًا حتى في طبيعة السرد، وهو ما نجده هنا، صوت وحيد ورؤية وحيدة = وهي رؤية بطل العمل المريض بالفصام، سرد معبِّر بكل قوة عن مشاعر وأحاسيس البطل حتى تشعر كقارئ بالتطبيع مع جنونه، لكن هذا الأسلوب أفقد الشخصيات الثانوية في الرواية عُمقها اللازم؛ إذ ظلَّت شخصية أم البطل أو شخصية زوجته " نهى" شخصيات بلا روح حقيقية، جامدة، حتى الألم النفسي للزوجة بسبب حالة زوجها كان يتم نقله عبر عدسة هلوساته، ونتيجة لتحكُّم الهلوسة في بنية العمل اضطرت – فيما أعتقد- الروائية إلى خلق مساحة سردية -على قلتها- غير تقليدية كالطبيعة السردية للمرآة أو للعصا؛ لتُعطي مُتنفّس لرؤية خارجية تحاول بها رد القارئ نسبيًا إلى خيط يُمكن من خلاله أن ينتزع نفسه من هلوسات البطل بعد أن تماهى معها.
قسَّمت الروائية العمل إلى مشاهد أشبه بالفصول، كلُّ مشهد يُمثِّل بنية في صرح العمل، هذه الطريقة أفادت القارئ في الولوج إلى العمق النفسي للشخصية، لكنَّها على الجانب الآخر قد أبطأت من التدفق السردي نحو إضاءات جديدة في الحبكة، فلا نزعم أنَّ الحبكة في نفسها كان بها مفاجأة، أو أنَّ الحدوتة في نفسها لها طاقة جذب، لكن ما يدفعك كقارئ نحو المزيد من الولوج إلى صلب العمل ليس هذا ولا ذاك، بل هو تجربة الحياة في حالة الجنون عبر التماهي مع نفسية البطل.
إنَّ طبيعة السرد جعلت الأهم ليس هو رصد الحدث، بل تجليات هذا الحدث على الشخصية، وكيف يتشكّل وعيها من داخلها لا من خارجها، لكن وإن كان هذا الجانب -وهو الطاغي على الرواية- له إيجابياته إلا أنَّه في الجانب السلبي لم يُفسِّر لنا بشكل دقيق كيف وصل البطل لتلك الحالة، صحيح هناك إشارات لتسلُّط أمه أو تنمّر أصحابه عليه، لكنَّها ليست كافية بتصوري لرسم ملامح أزمة البطل من منظور خارجي.
ربما يكون من التحدي هنا هو كيف يمكن التعبير عن لغة الجنون، فبتصوري نجحت الروائية في صناعة لغة لا تتسم بالسخافات التقليدية التي تُوضع على لسان المرضى النفسيين، فالأساس هنا هو ما يُشاهده البطل في هلاوسه لا ما يقوله، وما يفعله لا ما يتلفظ به، وبطبيعة الحال في كتابات المدرسة التيارية " تيار الوعي" انعدام الديالوج أو قلته، لكن حتى في هذا الجزء القليل من الديالوج استعملت الأستاذة " دعاء إبراهيم " للعامية بالقدر المناسب جدًا للمشهد، فمشهد تضحك فيه مثل هلاوسه في المقابر ومحاولة دفنه حيًا، ومشهد تتأثر به مثل احتضانه للمتسوِّلة بحثًا عن دفء الأمومة الذي يفتقده، مشاهد متنوعة مُضحِكة حينًا ومؤلِمة حينًا آخر كمشاهده في المستشفى، وكلُّها تم صياغتها بجزء قليل من ديالوج لغته العامية مُبسَّطة، لكن التألق لم يكن هنا..لم يكن في الديالوج، بل في التدفق السردي النفسي المؤلم المُصاغ بفصحى يتخللها تراكيب بديعة.
هذا هو الجنون الذي جعلنا هذا العمل نتعاطف معه، لقد تمسَّك البطل بجنونه الذي رأى فيه منحة لا محنة، وتميُّز يخرج به عن نمطية البشر بكل قسوتهم، فما الذي يجعله يتمسك بواقع مؤلم، ومن ثم تحايل وراوغ ورفض العلاج ثم كانت نهايته التي قبلها راضيًا ومبتهجًا بها، نهاية تبدَّى له فيها صديقه الميت " كتاتونيا" وجنيَّتِه التي أحبَّها وتوحّد معها، بعد ما ماتت كلُّ القطط التي كرهها بعد أن أذاقته مرارة " اللهو" عبر ست أرواح، لكن ليس ها هنا روحًا سابعة لتُحييه كما حدث مع روح قتيله سعيد. هي رواية بطعم الألم النفسي وتستحق جائزة " غسان كنفاني" التي أخذتها بجدارة.
“العقل له أسراره و خباياه و يحوى أفكار عدة …منها الصالح و منها الطالح لكن ماذا يحدث حين ينقلب عقلك ضدك و يصبح يساورك بالأوهام و الظنون التى لا تمت الواقع ب أى صلة فيستحوذ عليك و يصبح مرآتك التى ترى بها حياتك …فهل هناك رجعة لذلك و تستطيع ترويضه أم أفلت منك بدون رجعة ؟!! “ -نفسى درجة أولى . -تشعر منذ الوهلة الأولى أن أحد أسترسلك فى الرواية منذ إفتتاحها و لكنك فى ذات الوقت تشعر بالتخبط و التشتت فى آن واحد ؟ لأكون صريحة أخذت أتسأل …هل تستحق إكمالها أم أذهب إلى رواية أخرى ؟ و لكن أخيرا” الرواية نجحت فى هزيمتى أن أكملتها للنهاية . ـ أسلوب السهل الممتنع “سهل كلغة و معانى و لكن عميقة كمحتوى …ستبدأ الرؤية توضح لك كقارئ فى منتصف الرواية ص١٤٤ . - العجيب و المبدع فى آن واحد أن وصف مشاعر الشخصية المحورية و أنها ليست لديها أسم أو وصف خارجى و أنفردت “دعاء” بوصف ما يجول بعقله فقط على وجه التحديد . - مزج بين حياة القطط و حياة البشر مع رمز البنى آدميين أن لديهم سبع أرواح مثل القطط . - الإسقاط المؤلم :- 👇🏻 - المرض العقلى مرض مثل أى مرض يصيب الأنسان و لابد أن يعامل مرضاه مثله زى أى مريض له خصوصية و آدمية و ليس مثل الموواشى خاصة فى المستشفيات المتخصصة لذلك … ووصفهم بالمجانين و هم مرضى ليس لهم حول و لا قوة . - مشهد دخول الشخصية المحورية إلى المستشفى هاج مشاعرى حرفيا” . - الواقعية السحرية فى المرآة و العصا كانوا أكثر من رائعون فى وصف المشاهد من منظورهم هم . - اللغة الفصحى ساحرة . - للتأكيد مرة أخرى : وصف الحالة الشعورية للشخصية المحورية مع تخيلاته أتقنتيه ب إحترافية شديدة . - آخر سبع فصول ٢٠ إلى ٢٧ كثافة موجعة من الآلآم يعانى بيها المريض العقلى (جرعة مكثفة) …أصابنى القشعرينة . - لا أكون صريحة لا ينصح بها إذا كنت تعانى من مزاج سئ أو شعور حزن يحملق إليك . - النهاية مؤلمة و موجعة . - الرواية أتعبتنى نفسيا” حقا” …جديدة و منفردة كموضوع و محتوى . - تقييمى ٤ من ٥ .
رواية للكاتبة دعاء ابراهيم - وقد استطاعت بمهارة أن تشد انتباهي من الاهداء الجميل في أول الرواية ومن الفصل الأول الذي كان رائقاً ومشوقاً جداً! فالأسلوب واللغة القوية وطريقة عرضه بتسارع الجمل وطريقة وصف مشاعر البطل كانت انسيابية ومتأنقة!
أحداث الرواية متقلبة فلا نعرف هل ما يحدث في يحدث فعلًا؟ وهل ما حدث حدث بنفس الشكل الذي حُكي به؟ الرواية نفسية باقتدار فالبطل مريض نفسي يرى أن كل من حوله ضده - ويرى كل النساء ساقطات خائنات ابتداءً بأمه وزوجته وزوجة جاره!
استطاعت الكاتبة أن تسقطنا في هذا الارتباك بتشويق وإثارة فمنذ بدأت الرواية ونحن نركض خلف البطل الذي لا نعلم إن كان قد قتل جاره بالفعل أم تخيل هذا! هل بالفعل تكرهه زوجته أم هو يتخيل! كل ما أعرفه أنني أمام كاتبة قديرة متمكنة وجريئة استطاعت بسهولة من وضع اسمها على قائمة الكاتبات اللاتي أتابع أعمالهن بشوق!
الرواية فيها بعض الإطالة وبعض الأشياء التي لا تليق - من وصف و إشارات و تلميحات - كما أن نهايتها لم تعجبني!
اقتباسات
"الموت لا يميز الموتى، جميعم متشابهون في الموت؛ قبور واحدة، شواهد متشابهه، زروع صبار وورد باهت، حتى أسماؤهم التي قضيت اليوم أقرأها بدت لي في النهاية واحدة، اسم واحد طويل مع بعض التباديل والتوافيق، حتى العاملون هنا متشابهون كأنهم دُفِنوا مع أول ميت دفنوه، مغبشين بتراب أبيض وضحكة رياء، وعلامات تديُّن كاذبة كسبحة طويلة أو لحية مهذَّبة، ودعاء محفوظ يبصقونه فوق قبر الميت كلما أتى أقاربه للزيارة"
"لا أدري من أين تهبط مئات الأفكار إلى جسدي الواهن، تستغل عجزي الكامل وهشاشتي، تتحرك على جلدي وتغوص في الحفرة، أتوحَّد معها، مع آلاف المشاهد التي تتحرك أمام عيني، مشاهد عشتها، ومشاهد أخرى لم أعشها، أشارك أبطالها الحديث، ومرات كثيرة أكتفي بمراقبتهم من بعيد كَرَاوٍ عليم بكل شيء ولا يتوقف عن التفكير، أرى أمي وزوجتي يتشاجران حول ابنتي الرضيعة، لم أكن موجودًا ومع ذلك لم أَسْلَمْ من ألسنتهم!"
** لم يعد يطاردني رجل لا أعرفه فحسب بل رجل هزم الموت على يد امرأة... من اقوى من رجل هزم الموت على يد امرأة... أعطته روحا من ارواحها.. سيأتي لينتقم مني... لم اقصد اقتله... لماذا لاا اتخلص من هذا الجحيم؟... أليس من السهل قتل نفسي بدلا من الوقوع في تلك الورطة؟ لكني لن اموت قبل أن أعرف هل القطة بجوار الرجل الميت زوجتي؟ أم عاهرة أخرى؟ **
ست محاولات تكفى للجنون
ست أرواح تكفى بطلنا للتخلص من عذابه النفسي
ست مرات كان يقتل فيهم سعيد جاره
وست مرات يحاول ان يتوقف عن كره امه
وست مرات يحاول التوقف عن التفكير في أن زوجته سوف تقتل ابنته
ست قطط وست مرايا وست نساء وست سراير في سرايا المجانين
وفي نهاية الطريق لم يجد مفرا من الموت الابدي... موت لا يعود منه مثلما تعود القطط ويعود سعيد
ست أرواح تكفى للهو.... اول تجربة ليا مع الكاتبة الشابة دعاء ابراهيم والحقيقة انا مبسوط بيها جدا ومبسوط ��مستوى كتابتها جدا رغم كونها تعتبر تجربتها الثانية في الكتابة الروائية ( لم يسعفني الوقت لاقرا التجربة الأولى).. ولكن اعتقد ان تلك الرواية واسم دعاء ابراهيم اساسا يستحق المزيد من الاهتمام والانتشار... فالرواية تحمل تلك الحبكة ( التوليفة) التي تجعلها ناجحة تجاريا وفي نفس الوقت أيضا أدبيا ولذلك وجب الإشادة والتنويه....
الرواية نفسية باقتدار.. ذكرتني شخصيتها الرئيسية بشخصيات افلام هيتشكوك... تلك الشخصيات المعذبة بين الأوهام والواقع واختلاط الأمر بين هذا وذاك.. تبدأ الرواية بمحاولة البطل بقتل احد يتتبعه في احد الشوارع المظلمة لنلتقط الخيط الي داخل حياة البطل... على هيئة فصول قصيرة معنونة كتبت دعاء ابراهيم رواية في شكل متتالي لم يخلو من السوداوية والسريالية والعبث بل احيانا بعض الفصول يرويها الظل والمرايا وعصا الشومة الذي يعتبروا شهود على أحداث الرواية وتروي الأحداث من وجهة نظرها كجماد....
في النهاية هي تجربة ناضجة جدا ادبيا... تأثرت معها وتأثرت بها وامتعتني حتى انني انهيتها في اقل من يومان وتستحق ان تقرأ على نطاق أوسع مثلما ذكرت من قبل لأنها حقا تستحق ذلك... وتحية للكاتبة دعاء ابراهيم علي تلك الرواية المجنونة واتمنى ان تظل كتاباتها بذلك الجنون والنضج والسريالية الأدبية....
"لن يكون هنا في الشارع المظلم جثة، فقط انعكاس السماء على الأرض ثم تدهسه الأقدام دون أن تدري، كومةٌ من الزجاج المهشم التي يمر بها المارة دون أن يسألوا من أين أتت؟ كيف؟! ولماذا؟! يظنون أن حادث سيرٍ هو السبب، أو أن طوبةٌ طائشةٌ تخلَّت عن الأسفلت وانفلتت في تصرفاتها، لن يتخيلوا أبداً أن تلك الكومة - بطريقةٍ مُعقدة - هي أنا!".
أخيراً، وبعد قراءةٍ مُتقطعةٍ لظروفٍ كثيرة. تمت ❤ ..
العمل الرابع ل د. دعاء إبراهيم، وقراءتي الثالثة لها.
د. دعاء إبراهيم هي واحدة من أهم كتاب جيلنا في كتابة القصة والرواية بلا شك، وبتثبت ده لينا وليا شخصياً مع كل قراءة لعمل جديد ليها..
كعادتها بتاخدنا هنا في "ستُ أرواحٍ تكفي للَّهو" إلى عوالمها النفسية السوداوية المظلمة، بتعمل ده بشكل متطور وبطريقة يمكن مشوفتش حد بيعمله زيها على الإطلاق، بأسلوب متفرد بيثبت نفسه بشكل قوي جداً عمل بعد عمل. في الرواية دي بنعيش في عالم سوداوي لأرواح البشر الهائمة في العبث والضياع، متمثلة في بطل روايتنا - مش بس هوا ده تقريباً كل العناصر المستخدمة في الرواية - إللي نقدر نقول إنه كأنه عايش على حافة كل هذه المأساة وبيحكي لينا بصيغة ما ورائية شديدة الحساسية، شديدة التشاؤم بتفكرنا بأعمال صادق هدايت وغيره من كتاب الكابوسية الحديثة. الرواية بتجمع بين الكابوسية وبين التراجيدية في مزيج عظيم جداً. وبدون حرق لأحداث الرواية لأنها حقيقي من الأعمال التي حتى لو حبيت أحكي عنها مش هقدر أشرح أي حاجة لأنها عمل معقد تركيبياً، وده أسلوب معتاد دايماً في كتابات دعاء إبراهيم. الاعتماد على الهيئة التكوينية الكاملة للعمل.. الشكل الفسيفسائي إللي مش ممكن يتشاف غير من خلال الصورة الكاملة. لكنها رواية تستحق القراءة بعناية ❤ ..
لا آخذ على هذه الرواية سوى بعض المشاكل في اللغة تخص الأخطاء الإملائية واللغوية ونحوها، وفكرة استخدام الألفاظ العامية في السرد، وما زلت لا أجد لذلك تفسيراً! وأشياء أخرى متعلقة بفكرة اختيار بعض التشبيهات والتعبيرات، إلى جانب الميل إلى الكلاشيهية في بعض التشبيهات وبعض نقاط الرواية. كذلك فكرة الانتقال من الجزء الثاني أو ال second act للجزء الثالث أو ال Third act بالمصطلح السينمائي كان يحتاج إلى قليل من "اللَحم" معاً إن جاز التعبير، حتى لا يشعر القاريء بإحساس أنه يقرأ قصتين شبه مختلفين! ترجع هذه الملاحظات عندي في الغالب إلى فكرتي أن كاتب الرواية يحتاج أحياناً إلى أن ينتبه دائماً إلى فكرة متى يستخدم التكثيف ومتى يستخدم الاستطراد، متى يلجأ إلى الرمزية ومتى يلجأ إلى الواقعية!
كانت هذه الأخيرة هي المشكلة الأكبر عندي بالنسبة لهذه الرواية، ويعلم الله أن كل ما قلت كانت نقاطاً صغيرة لا تذكر، وقد أكون على خطأٍ في بعضها أو كلها، لكن مثل هذه الملاحظات تقطع على القارئ المستمتع المحب استمتاعه بصورةٍ كبيرة. وربما كان السبب الآخر في هذه النظرة المحقِّقة هو قراءتي لرواية د. دعاء إبراهيم السابقة "لآدم سبع أرجل" والتي كانت عملاً لا ينسى وفناً روائياً من الطراز الرفيع ❤ ..
نهاية هذه الرواية رائعة، عظيمة المشهدية، من النهايات التي تجعلك تنسى أي هفوةٍ وأي مشكلةٍ مع الرواية، ولا تملك إلا أن تقول "الله" ❤ . وقد نختلف ونتفق ونتناقش حول بعض تفاصيل الرواية ومفرداتها هنا وهناك، ولكن ما لا نقاش فيه أن د. دعاء إبراهيم روائية مهمة ورائعة، وذات تجربة تستحق منا كل الاهتمام والمتابعة ❤ ..
دعاء كاتبة مبدعة، تجربتي الأولى كانت مع متتاليتها القصصية"جنازة ثانية لرجل وحيد" واللي قرأتها مرتين من جمالها. والمرة دي مع روايتها الجميلة دي. عالم دعاء السردي مدهش، اسلوب فريد، ولغة قوية، وكتابة واعية. الرواية بتخليك في حالة تساؤل دائم، عن الشك أو اليقين في كل حاجة حواليك، البطل رؤيته مشوشة عن العالم، زينا بالظبط، مفيش يقين من أي حاجة بتحصل، ودا يخليك تسأل هل البطل/احنا مرضى نفسيين ولا العالم هو مش مفهوم؟ حبيت الرواية وجوها والحالة اللي خلقتها.
فاجئتني هذه الرواية بسلاستها وعمقها وسبرها لأغوار نفس بشرية معتلة تجعلك كقارئ لا تعرف اين الحقيقة فيما يقوله الراوي وامتعني تعدد الأصوات في الرواية ما بين الراوي بطل الرواية وما بين فصول ترويها مرآة وأخرى ترويها عصا وأخرى تجعلك تشك في راويها وفي النهاية تتساءل هل كان الراوي واحد يتقمص كل هذه الأشياء او تتلبسه أرواحها أعترف أنني لأول مرة أقرأ رواية نفسية وأعجبتني التجربة إلى حد بعيد وأعجبني قلم دعاء إبراهيم وواثق من أنني سأقرأ لها ثانية
روايه جميله وممتعه جدا عملت حاله فضلت معايا بعد ما خلصتها وخلتني افكر كتير في العالم الكامل اللي بيدور جوه شخصيه البطل المريض نفسيا وهل هو فعلا مريض ولا عنده حاجه زياده محدش فاهمه السرد فيها عبقري ومختلف بيخليك تلقب صفحه ورا التانيه عايز تعرف ايه اللي حيحصل
*في الفترة الماضية انتهيت من كتابة نص فأسميته باسم مشابه للغاية باسم هذه الرواية بالصدفة البحتة، لأجد بعد ذلك أمامي هذه الرواية التي لم أطالعها إلا منذ فترة قصيرة فتفاجأت من مدى التخاطر الذي يمكن أن يحدث بصورة عرضية تمامًا فقررت قراءة تلك الرواية يومًا ما، وحان وقتها الآن بتوقيت القراءات العشوائية التي أقوم بها هذا الشهر.
*قرأت كتابين في الأسبوع الماضي للكاتبة دعاء إبراهيم، وبالفعل أصبحت أفهم فكرتها وطريقتها المختلفة في الكتابة التي تحتاج في البداية أن تعتاد عليها لتفهم ما تكتبه بين السطور وليس ما فوق السطور وحدها،
*على الرغم من أن البطل يتأرجح طول الأحداث ما بين الحقيقة والخيال ولكنك بكل بساطة يمكنك التمييز ما بين الحقيقة والخيال والجنون والعقل، وكأن الكاتبة استطاعت أن تضع أمامك خطة وطريق من البداية لتمشي عليه طوال الأحداث، إذا وجدت سعيد فهو جنون، إذا وجدت القطة فهو جنون، إذا ذهبت روح وبقت ست فهو بالتأكيد جنون.
*وحتى مع المخطط الذي كنت اتبعه طوال القراءة إلا أنني شعرت أن عقلي يذوب كما يذوب عقل البطل، أمتلئ محيطي بالأحداث والتفاصيل والأشخاص كما حدث في عقله فأردت أن التقط أنفاسي وأمنح عقلي هدنة ولكن صفحات الرواية كانت تأبى ذلك.
*وصف مستشفى الأمراض النفسية وطريقة إدخال المرضى إليها وشعور الأم وطريقة تعاملها كانت واقعية جدًا حد الألم، من الأجزاء التي احيي الكاتبة عليها في أحداث الرواية، حتى عند حديثها عن أي مرض من الأمراض النفسية الأخرى تكون بلمحات حقيقية وكأنني أرى الحالة امامي.
*أنا من محبي شخصنة الجماد بشكل بالغ ويمكنني قراءة عمل كامل طويل بهذه الطريقة، أحب الحديث على لسان الجماد والشعور بكل التفاصيل التي تمر عليه، فبالرغم من أن الجماد قد يمر في يومنا مرور الكرام ولكنه يحمل قطعة منا ونترك بصمة في ذاكرته وربما يترك بصمة في ذاكرتنا، في الجزء الذي تحدثت فيه الكاتبة على لسان العصا كان من أمتع وأجمل الأجزاء التي يمكنني أن أعيد قراءتها أكثر من مرة، وخاصة في فقرة علاقتها بالأنبياء، من أجزائي المفضلة في الرواية، وكذلك الأمر في فقرة المرآة والتي كانت لها دور كبير في الأحداث وأن كنت شعرت إنها كانت تتعمد التركيز على فقرة العصا بصورة أقوى فكانت أقرب إليّ.
*وصف جلسة الكهرباء والغربان التي تلتهم رأسه كان من أكثر الأجزاء صدقًا وألمًا من حيث الوصف والمشاعر.
هذه الرواية من الروايات التي تحتاج للغة جيدة لكتابتها وإلا ستكون مشتتة وغير مفهومة، فكانت اللغة هنا نقطة قوة للتحكم في الحبكة والقدرة على توصيل الفكرة والحدث بدون أي تشتت، لغة الكاتبة بشكل عام مميزة وأفكارها مختلفة وهذا بعد القراءة الثالثة لكتابتها.
الكاتبة تتحدث بلسان الرجل في كل اعمالها تقريبًا، وأجدها تتحدث عنه ببراعة تحسد عليها، وكأنها تفعلها تحدي لنفسها قبل تحدي فكرة أن الكاتب يكتب عن لسان جنسه فقط بشكل أفضل، الفكرة التي القت بها بعرض الحائط لأنها في كل مرة تتحدث بلسان الرجل تبرع.
اقتباسات:
❞ الأزقَّة تسير بي كعادتها كل يوم كأن شيئًا لم يحدث، تأخذني في حضنها البارد حتى باب بيتنا، ذاك الحضن الذي يشبه قبرًا، يرحِّب بوافد جديد، يليق بقاتل لم يتجرَّأ يومًا على قتل حشرة، الخوف قتله بِيَدَيَّ كنت مستسلمًا لتلك اللسعة ❝
❞ مَنْ أقوى مِنْ رجل هزم الموت على يد امرأة؟! أعطَتْه رُوحًا من أرواحها، ❝
❞ وزوجتي نائمة كملاك يتقاعس عن عمله ويغفل عن حجم الشر الذي تضخُّه الأرض كل يوم. ❝
❞ الموت هو ذاك الانغماس في البياض، اللون الباهت الذي لا يُوحِي بشيء، ❝
❞ لا أدري من أين تهبط مئات الأفكار إلى جسدي الواهن، تستغل عجزي الكامل وهشاشتي، تتحر�� على جلدي وتغوص في الحفرة، أتوحَّد معها، مع آلاف المشاهد التي تتحرك أمام عيني، مشاهد عشتها، ومشاهد أخرى لم أعشها، أشارك أبطالها الحديث، ومرات كثيرة أكتفي بمراقبتهم من بعيد كَرَاوٍ عليم بكل شيء ولا يتوقف عن التفكير، ❝
❞ الموت لا يميز الموتى، جميعم متشابهون في الموت؛ قبور واحدة، شواهد متشابهه، زروع صبار وورد باهت ❝
❞ حرب بلا تفسير منطقي، ولا هدف منطقي، ولا أطراف حياديين نزهاء، الأطراف كلها تتَّفق في تواطؤ على استمرارية المعركة مهما كانت النهايات، لن تكون سعيدة على كل حال! ❝
كان من أجمل الصدف والتصادف لما تقابلت مع الكاتبة السكندرية المتميزة "دعاء إبراهيم" في معرض الكتاب الدولي 2024 وهذا لو تعلمون عظيم وخاصة واني كان نفسي أتعرف عليها وسمعت عنها كتير جدا جدا ومكنش حصل نصيب. ونبدأ المراجعة هنا بالتعرف على الرواية وهي العمل الفائز بجائزة دولة فلسطين غسان كنفاني عام ٢٠٢١ وده طبعا تكريم وحاجة تخليك متأكد إنها رواية مختلفة ومهمة. وخلونا نتكلم اولا عن الغلاف ودلالاته الكتير وكلمة الظهر اللي كانت اخر مقطع من مشهد البداية في الرواية واللي كان حلو جدا لكن في اعتقادي كان في أفضل. ويلا بينا وبسم الله الرحمن الرحيم نبدأ الرواية وفي أول صفحة معانا اعتراف البطل بصوت ولسان الراوي أنه ارتكب جريمة قتل أثناء هروبه من جهة ما وكمان هو مش عارف مين المقتول. ومع الفصل التاني والتالت والرابع تكتشف انك في رواية من نوع أدبي صعب جدا ومقرأتش زيه كتير بصراحة الرواية جاية بصوت واحد بس على لسان البطل وهو نفسه الراوي اللي بنشوف كل الأحداث من خلاله ومش بس كده تخيل بقى أن الرواية وصوت الراوي كذاب ووحيد ومريض بالهلع والفزع والخوف وكمان عنده هواجس وجنون وإضطرابات عقل. تخيل يا مان تعيش رواية كاملة مع مريض نفسي في مرحلة متقدمة ونشوف كل اللي بيشوفه وتحس كل احاسيسه. وكأن كل ده مش كفاية مع صوت الراوي الوحيد لأ خد عندك كمان إن الراوي هنا كمان عنده فصام. يعني ساعات بيشوف نفسه حد تاني او حاجة تانية وده معناه اننا بنقرأ أو بنسمع صوته وهو بيحكي بصوت تاني. ومن وسط كل الهيصة والهوليلة والجنان ده تلاقي نفسك قادر تطلع بقصة وحبكة وتفاصيل. كل فصل انت بتكون مش عارف ايه الحقيقي وايه الوهم وتعيش الأحداث تتعاطف مع البطل وساعات تلعن أبوه وتكرهه. من الاخر الرواية عبارة عن تجربة تعايش مع الجنون نفسه. المشكلة انك متقدرش تسيب الرواية وأو تفصل منها أو تشعر بالملل هتسحبك وتسحلك وهتفضل مركز مع التفاصيل والحل فعلا في التفاصيل وفي شوية رمزيات ودلالات وحركات مدهشة. دلوقتي نيجي للكلام عن اللغة. نقول ايه ولا ايه عن اللغة. يالهوي عالطعامة واللذاذة أقسم بالله. السرد كان بالعربية الفصحى الواضحة البسيطة غير المتكلفة والحوار كان بالعامية المصرية وطبعا كان السرد رائع مذهل حقيقي خصوصا في فصول المرايا والعصاية وبجد حبيت السرد جدا وعشت معاه جدا جدا. تعالوا بقى نتكلم عن الشخصيات في الرواية ودي كانت مش كتير لكن مركزة ومفصلة وعجبني جدا قرار الكاتبة في موضوع اسم البطل وعجبني أفكار طريقة رسم الشخصيات من خلال الأفعال والوصف غير المتكلفة لدرجة أنك بترسم الشخصية قبل ما بترسم ملامحها. بصراحة أنا مبهور وعندي كم تساؤلات واستفسارات وأسئلة كتير جدا لكن هخليها لوقت نقاش أن شاء الله مع الكاتبة. ولو هنتكلم عن النهاية فهي كمان كانت متوقعة جدا وبسيطة وعادلة ومرضية جدا. بصراحة ربنا انا مبسوط جدا جدا بالتجربة دي ومتخمس للمزيد من أعمال الكاتبة وقريبا أن شاء الله. ونيجي هنا في النهاية للسلبيات وبصراحة الحاجة الوحيدة اللي معجبتنيش هو استخدام بعض الألفاظ والتصريح ببعض المشاهد والوصف الحسي الجريء واللي كان غير مناسب من وجهة نظري. الرواية مش مناسبة لفئة الناشئين واليافعين لكن أنصح بها وبشدة. #أحمدمجدي
ست أرواح تكفى للهـو الكاتبة: دعاء إبراهيم عدد الصفحات 238 صفحة دار النشر : دار إيبيدي
🤎﴿في الآونة الأخيرة ترد إلى ذهني أفكار لا تخصني! ليست لي! كيف أتى الخنق على رأسى المشوش؟! وكيف شعرت بلذة المشهد دون أن أجربه من قبل؟! كأن أحدهم جربه ودس بداخلي نتاج تجربته، کم صرت أجهل عن نفسي أكثر مما أعرف! ﴾
تبدأ الرواية بجريمة قتل ، جريمة بلا مبرر من الوهلة الأولى قد تظن انها رواية جريمة ورعب ولكن تجعلنا الكاتبة نعيش صراع البطل الذي حتى أخر الرواية لن نعرف أسمه! الصراع النفسي وصراع الأفكار لدى البطل ، هل هو مريض نفسى؟! ما دوافعه لارتكاب هذه الجريمة و غيرها؟ ! ما سبب تهربه من الناس؟! تارة تجعلني الكاتبة اتعاطف مع البطل عندما يستطيع في بداية الأمر الأستماع لكلام الناس عنه حينها اعطيت البطل الحق في الهرب والخوف من الناس وربما دائماً الشك أيضاً ولكن ماذا لو كان البطل مصاب بالهذيان ؟ أو الانفصام؟ التقييم⭐⭐⭐⭐⭐ عمل مختلف كفكرة و كأسلوب كتابة ، استطاعت الكاتبة بأسلوب سلس أن تجعلني أشعر بمعاناة البطل و استطاعت ان تجعلني اشعر انني مكان البطل أشعر ان مثل هذة الأعمال القائمة علي الأمراض النفسية لها دور في التوعية بالمرض النفسي نبدأ رحلتنا داخل مستشفي الأمراض النفسية في منتصف الرواية ، لنشعر بهم عن قرب رواية جميلة و مختلفة أنصح بها 👏❤️❤️ والحمدلله بعد الرواية دي كرهت القطط😂😂🙆🏻♀️ الغلاف : يعبر عن الرواية و محتواها بشدة!👏🤎🤎 اللغة عربية فصحي في السرد و لغة عامية في الحوار ﴿ الحوار قليل جداً ﴾
🤎بعض الإقتباسات 🤎 🤎﴿كان علي الدفاع عن نفسي، هم الذين يشنون الحرب ثم يشتكون حين يمسهم سوء﴾ 🤎﴿البدايات لا تدوم طويلاً ﴾
🤎﴿أبانا الذي في السماء ها أنا أتخلص من خوفي، لن يراقبني أحد بعد اليوم، لن يرعبني شبح في شارع مظلم، سأخلص البشرية من الشرير، أبانا الذي في السماء سامحني، المخلصون دوما قساة، لكنك تعلم أنني لست كذلك، أنا خائف جدا، وهناك آلاف الخائفين مثلي، وأنت لا يرضيك أن يموت خراف الرب خوفا، لن أترك عيونها الحادة الملونة توقظني، أبانا الذي في السماء أنا لا ، أنام، لن أنام حتى تنطفئ عيونها للأبد!﴾
"ست أرواح لا تكفي للحياة" يقولون أن للقطط سبع أرواح لكن ربما لا يعرفون كم روحًا للبشر! وليست حياتهم سجينة في أرض الواقع، بل تتشعّب مع آفاق الخيال وهلاوس النفس. صاحبنا يحكي على لسانه ما يرى ويشعر، ولكن حكيه صعب يتطلب مزيدًا من الصدق؛ فهو يعاني من هلاوس نفسية، ونفسه محاطة بشكوك تجاه الجميع. تبدأ الصفحات بجريمة قتل، لا نعرف من يرتكبها، ولا يشغلنا إلى حد كبير من الجاني؛ ففي هذه الرحلة الشاقة ما هو أهم وأعظم ما بين شخصيته المهشّمة، وشخصية زوجته "نهى" الحائرة معه بين الإحساس بالحب أو الشفقة. في هذا العالم المخيف مخلوقات جديدة مبتكرة منها مرآة يتستّر خلفها صاحبنا، ويرتكب من خلفها جرائمه، ويمارس صراع العنف مع هلاوسه، فيقع في خطايا لا يتأكد من صحتها، بسببها يجري عاريًا في الشارع، أو ينكض على صديق زوجته "سعيد"، أو يستفزه مواء قطط "كريستين" فيظن أن تلك الحيوانات هي الشاهدة على جرائمه التي لا يعلم عنها شيئًا. في أول ثلثي للرواية عشت تناقضات نفسية عميقة ومؤثرة، بين شكوك زوجة، ومواء قطط ضارية، وتعاطفت مع الجميع، ورسمت تخيلات للأحداث، إلى أن جاء فصل دخول صاحبنا إلى المستشفى. بدايةً من هذا الفصل ظهرت أحداث بعيدة عن خط الرواية، وشخصيات ثانوية لم تكن بالتأثير القوي، ربما تكثيف الثلث الأخير من الرواية سيكون أفضل خصوصًا في ربط الأحداث، ودون تغافل شخصيات على حساب أخرى. من الشخصيات المبتكرة التي ظهرت في الثلث الأخير هي شخصية "الجنية الجميلة" ، بديعة في تفاصيلها، وعنفها، وقوتها، والتمست بها شيئًا من التواصل الروحاني بينها وبين صاحبنا المريض. ثم تنكشف حقائق، ومتغيرات، ويجد صاحبنا في نفسه أول مرة على اتخاذ قرار، لكن ربما هو قرار مجنون وإن كان الأعقل من وجهة نظر نفسيته المحطمة لتكون نهاية النص عبقرية وبداية لعوالم أخرى. رواية تغوص وتعيش في أعماق النفس، وتنبّه خواطر القارئ إلى رؤى عديدة للتعامل مع شطحات النفس البشرية، وقد جاء السرد ممتعًا، وتنقلات زمنية عديدة بخفّة، وعالم ممتع من الغموض والواقعية السحرية، ليقدم هذا النص متعةً ادبيةً مختلفة ومبتكرة تمسّ النفوس والأرواح.
الكاتب: د. دعاء ابراهيم الناشر: منشورات إبييدي -ibiidi Publishing عدد الصفحات: ٢٣٨ صفحة من الدهشة والاستمتاع. التقييم: ⭐⭐⭐⭐⭐ رحلة صعبة هي رحلتي مع هذا العمل المختلف تماما عما قرأته منذ زمن عمل يصعب تصنيفه فهو رحلة طويلة في عقل مريض عقلي تأرجحك بين الدهشة والغضب والشفقة والخوف والتوحد مع الشخصية الرئيسية. صعوبة الرحلة سببها عدم قدرة القارىء علي ترك العمل دون انهاؤه في جلسة واحدة ممتدة بما فيها من الام نفسية وشتات للنفس وللعقل لكنها الام لم تخلوا من المتعة والاندهاش . العمل متفرد لايخرج الا من كاتب مالك لادواته وللغته وله خلفية علمية وخبرة حياتية طويلة وعميقة (رغم سن الكاتبة الصغير) . الموضوع مع صعوبته الا ان الكاتبة اخذت بيد القارىء بتمهل وبراعة انقذته من التشتت والملل الذي لم اشعر به ولو لدقيقة واحدة. الملحوظة الوحيدة هو استخدام العامية في بعض اجزاء الحوار وهى ملحوظة جدلية غير محسومة عند الكثيرين ومالت في مواضع منها للهجة الاسكندرانية المحببة رغم وقوع الاحداث في القاهرة ! عمل لابد ان يقراء اكثر من مرة. العمل حاصل علي جائزة مستحقة وارشحه لجوائز قادمة كثيرة.
النجمتين لشرائي للكتاب والانتهاء من قراءته، وللجزء الاخير من الروايه ، لدى تعليق على بعض النقاط في الروايه الرواية فيها بعض المصطلحات التي لا ترقى لن تكون في كتاب كوصف والدته بانها عاهرة او يدخل بأدق التفاصيل كالبول والبراز اعادتها أكثر من مرة لم أفهم ما دخلها في السياق و الجنس مع القطة أو حتى خيانة زوجة صديقه معه في اللحظة التي لا زال جثمانه بالمنزل.
شخص قام بقتل صديقه ويرى ان العالم كله ضده ويعلمون مع المخابرات ويرى زوجته التي تورطت بالزواج منه.
شخص مصاب بالاكتئاب وحاول الانتحار وكذلك امتنع عن تناول الطعام لاعتقاده بتأمر الناس عليه.
عندما ذهب للمقابر اعتقدوا بانه ميت خرج من قبر؟؟!!! وقاموا بحفر قبر له، كذلك قطة سعيد التي تظهر في كل مكان وتخلصه منها ومن قطط جارته بحجة التخلص من شبح سعيد، يفكر ويتخيل اشياء وهو يفعلها بدون ما يشعر.
القصة بدأت تصبح جميله عند دخوله للمستشفى وإصراره بأنه سليم لا يشكو من شيء والاحداث التي تحصل معه تشد الانتباه..
ست أرواح تكفي للهو دعاء إبراهيم منشورات إيبيدي 2019 242 ⭐️⭐️⭐️⭐️
■أنا صاحب معجزة ينكرها البشر، أملك شيئًا غير تقليدي ، وهم اعتادوا كل ما هو تقليدي ، الحكايات التقليدية، الآراء التقليدية، الحياة التقليدية، كل ما هو غريب يصيبهم بخيبه واضحه ، يهز كل ما هو تقليدي بداخلهم ، فلم يجدوا غير طريق واحد للخلاص، لوقوف الصراع الذي ينفعل داخل صدورهم، لابد من التخلص من كل ما هو غريب ورجمه حتى الموت.
■ما أعظم أن تكون عالمياً متداخلاً ! أن تكون كل شيء، ويصبح كل شيء جزءاً منك، أستطعت بحكمة أن أحول مرضي لمعجزة! وروحي لأرواح عدة!
في هذه الرواية نجد انفسنا امام تساؤل هام إن كانت ست ارواح تكفي للهو؟ فهل نجد بينهم واحدة تصلح للحياه؟
نعيش مع البطل مغامرة تبدأ بجريمة قتل والقاتل هو البطل ليحكي لنا عن اسباب ارتكابه للجريمه ونرى كيفية قيامه بها لنكتشف انه قام بقتل جاره بالخطأ وتبدأ رحلة الهروب من العدالة.
الرواية رائعه جدا تناقش المرض النفسي من عدة زوايا من وجهة نظر المجتمع واهل المريض والمريض نفسه لنعيش كل الادوار ونعيش حالة من خيانة الوعي كما البطل .
إذا كان عقلك من يخدعك فبمن ستثق بعد ذلك ؟ يؤمن البطل انه صاحب موهبة تمكنه من التداخل مع ما يحيط به ليصبح بطريقة ما موجود في كل مكان وكل وقت .
اقصى درجات الابداع عايشتها حينما استمعت الى المرآه والعصا وتحدثوا بلسان حالهم استطاعت الكاتبه تقمص ادوارهم ببراعه شديدة .
كانت النهاية مؤلمه للجميع رغم انها الأنسب من حيث الواقعيه .
💟إقتباسات: 🌹ما زالت تشفق عليّ، هل الشفقة وحدها تكفي؟ 🌹لم يبقى في قلبي سوى حزن لا أعرف مصدره، حزن يغسلني فلا يترك بروحي أي أثر، ليس هناك من يمر ليترك علامه. 🌹انا وحيد كنبته شيطانيه، لم تجد شمساً ترعاها. 🌹من أقوى من رجل هزم الموت على يد امرأة؟! أعطته روحاً من أرواحها. 🌹لماذا أعيش دوماً في حرب وأنا بداخلها مجرم حرب وأسير؟
رواية رائعة رغم كونها رواية كابوسية برعت فيها د. دعاء إبراهيم في السرد على لسان بطل الرواية وهو مريض نفسي وحتى تخرج من جعله الراوي الوحيد للرواية فقد جعلت للمرآة والعصا دور في السرد لتوضيح ما يخرج عن نطاق سرد البطل وحكيه رغم الحالة النفسية السيئة التي وضعتني فيها الرواية ورغم حالة الشجن التي تركتها في نفسي بعد الفراغ منها إلا أنها رواية متفردة لن تقرأ مثيلتها كل يوم فهي تنقل عالم المريض النفسي وما يدور داخله بعبقرية لم أنكب على رواية بهذا الشغف منذ فترة ليست بالقصيرة
معتقدش إنها رواية بغرض التسلية على قد ما هى فهم لطبيعة المرض اللى بيمر بيه بطل الرواية، والكاتبة نجحت فى تجسيده ودمج القارئ فيها. كعمل روائى، هى حلوة جدًا بس سابتنى بمشاعر مختلطة. أرشحها للى بيحب الروايات النفسية.
التماسك اللغوي يستحق الإشاده ، و أكثر ما كان يدور في عقلي وأنا أقرأ ، هل سأستطيع استصاغة هذه التيمه العالميه بقلم عربي ! أشيد بالمحاولة ، لكن الاستمتاع بها كان صعبا
"أنا لست مريضاً يا نهى، أنا صاحب معجزة ينكرها البشر، أملك شيئا غير تقليدي، وهم اعتادوا كل ما هو تقليدي، الحكايات التقليدية، الآراء التقليدية، الحياة التقليدية، كل ما هو غريب يصيبهم بخيبة واضحة، يهز كل ما هو تقليدي بداخلهم، فلم يجدوا غير طريق واحد للخلاص، لوقف الصراع الذي ينفعل داخل صدورهم، لا بد من التخلص من كل ما هو غريب ورجمه حتى الموت" ... "ست أرواح تكفي للهو، السابعة لك يا حبيبي المقتول" رواية كابوسية، برؤية سوداوية تتماهى في تأثيراتها الإيحائية برؤية كافكا ولوحات بيكاسو في الحقبة الزرقاء، عبر بطل يعاني من الفصام، حيث يختلط الواقع بالخيال، من خلال سرد مونولوجي يتعمق في النفس البشرية، ويتدفق من خلال التداعي الحر بطريقة رهيفة، تتسم بحساسية مفرطة.. سعيد، حياة ما قبل دخول المستشفى، جريمة القتل، كراهيته للقطط، يظن أنها ستمنح القتيل روحها السابعة حتى يعود فينتقم، استدعاء للمثل الشعبي، القطة بسبع أرواح، وهذا الاستدعاء المرتبط بمرجعية المجتمع الفكرية والنقدية، وتركيبته الداخلية اتسم بالتميز والذكاء من الكاتبة، حتى فيما يتعلق بحالة الجنون التي عاشها البطل على مدار الرواية.. البناء الروائي جيد جدا، فالبطل منذ البداية يعاني من عقدة الرفض، ترسخت منذ اشتراط الأم لتقبل الابن من خلال النجاح، فعندما دخل الثانوية الصناعية كانت تراه فاشلاً، لم ترض عنه إلا عندما التحق بكلية الهندسة، والإشارة الذكية من الكاتبة عندما ركزت على أنها لحظة سعادة فريدة من نوعها لأنه رأى الحب والتقبل من الأم.. لكن هل يستطيع تجاوز عقدة الحب المشروط؟ وربما يكون من الجيد إسقاط هذه النقطة على الواقع المعاش، الأهالي ومعاملتهم للأبناء في فترة الثانوية العامة وما يترتب على هذه المرحلة من إصابة البعض بأمراض نفسية.. أيضاً الإشارة إلى أن التقبل لسعيد من خلال زملائه وقتها في المدرسة كان مشروطا بمساعدته لهم، حتى يكتسب الود والحماية، لكن حين انكشف في العالم الجامعي زادت الهواجس، وصار يعاني من حالة وسوسة دائمة وشك في كل شيء، تطور الأمر إلى هلاوس سمعية وبصرية وحالة فصام متطورة؟ لكن في ظل كل هذه الهواجس، فقدان الأمان، الثقة، هل يكون الحب هو المخلص؟ ربما اتكأ سعيد عليه في محاولة منه للنجاة والفرار، لكنه عندما أحس في النهاية أن الموضوع انقلب لحالة من الشفقة، زاد المرض شراسة، وباتت الحياة أكثر كابوسية.. ربما لذلك رأى أن الزوجة تخونه، الأم تريد أن تسمه بالزرنيخ، الزملاء يعملون في المخابرات ويريدون الإرشاد عنه، قتله لسعيد لأنه تنمر عليه، هزأ منه.. إشارة إلى التأثيرات المترتبة على التنمر وما قد يلحقه على الإنسان من أذى نفسي فظيع.. المراقبة، من الضلالات الشائعة المرتبطة بالفصام، دور ذلك في نضج الصراع وتطور الشخصية، هل الزوجة مظلومة؟ ربما لا نستطيع الجزم بشيء ونحن نرى كل شيء بعين البطل، لكن ما أعجبني هو الإسقاط السياسي أحياناً وحالة الكبت التي قد تفاقم المرض، لذلك فكانت الإشارة لحالة القمع التي يعاني منها الأفراد في المجتمع، لذلك كانت لفظة المخابرات حاضرة بشكل كبير، وذلك ناجم عن الاستبداد السياسي، بالإضافة للاستبداد المجتمعي الذي عبر عنه عندما ذكر أنهم يريدون أناسا تقليديين، من يتمرد يتعرض للعقاب أو ربما الموت أو المكوث في مستشفى المجانين.. مع تداخل الحقيقة والوهم.. الخيال والواقع، هل قتل البطل سعيد وكريستين فعلاً أم شبه أو هيأ له؟ هل رأى الأم تدس السم؟ هل وهل وأسئلة كثيرة؟ ربما تصل أو لا تصل من خلال سرد ماورائي يبدي بقدر ما يخفي، مع نهاية مدهشة وجيدة جدا، فلربما هو الخلاص الحقيقي هو الالتحام لصنع لوحة سماوية، بعدما تخلع عنه الجنية ما تبقى من الدنيا.. والسابعة لك يا حبيبي المقتول! ... رواية جميلة جدا، يؤخذ عليها فقط تسارع الأحداث في المستشفى، وخروجها الغريب والمريب من المستشفى بعد جلسة علاج بالكهرباء، لم أفهم ارتباط ذلك بالخروج، وكأن العذاب هو طريق الحرية؟ ممكن، وممكن جدا يكون ارتباط الحلم بالواقع وإن الخارج ما هو إلا سجن كبير، كانت النهاية بهذه الطريقة..