استهلّ مصنف هذا الكتاب، أبو منصور عبد الملك بن محمد بن إسماعيل الثعالبي النيسابوري (350-429هـ)، مصنّفه الطريف بوصفٍ بديع يكشف كنهه وجواهر فحواه قائلاً: ".. أودعته لمعاً من غرر البلغاء، ونكت الشعراء في تحسين القبيح وتقبيح الحسن؛ إذ هما غايتا البراعة، والقدرة على جزال الكلام في سرّ البلاغة، وسحر الصناعة، وما أراني سبقت إلى مثله في طرائف المؤلفات وبدائع المصنفات.." فالكتاب، مصنف بديع من مصنفات الثعالبي، وهو صاحب التآليف الأدبية واللغوية الكثيرة، وقد جمع في كتابه الطريف هذا جلّ ما قيل من نثر وشعر في تحسين ما اتفق على تقبيحه، وتقبيح ما عرف بحسنه.
فخلاصة الأمر أن الثعالبي جعل غايته في مصنفه البديع هذا تحسين ما هو مذموم، وذم ما هو حسن. ومعلوم أن للثعالبي، مؤلف آخر قد يتراءى للبعض شبهة التكرار أو التداخل بينه وبين كتابه تحسين القبيح وتقبيح الحسن. ذلك هو كتاب (اليواقيت في بعض المواقيت، في مدح الشيء وذمه)، الذي كان زواج بينه وبين كتاب آخر للثعالبي اسمه (اللطائف والظرائف في الأضداد)، كما يجد القارئ بعض سمات التشابه مع كتاب آخر للثعالبي هو كتاب (التمثيل والمحاضرة)، وهو كتاب نال حظه إذ نشر وانتشر. ولكن الحقيقة هي أن للثعالبي أسلوباً معروفاً في تكرار بعض موضوعات مصنف له سواه من كتبه، وليس ذلك لقلة في علومه، ولا هو على سبيل الحشو المجرد، بل إنه يخضع هذا التكرار المنسق المقصود، لموضوعات أدبية مختلفة، تتلاءم وتتواءم مع موضوع كل كتاب من كتبه، وتلك واحدة من مزايا الرجل ومقدرته الأدبية الفائقة التي امتاز بها، بل وتفرد. وسيرى القارئ أن كتاب (اللطائف والظرائف)، الذي تسبب في واقع الأمر بطرح التساؤل حول مدى صحة وجود التكرار، إنما يجمع بين مدح الشيء وذمه، بينما يدور موضوع كتاب (تحسين القبيح وتقبيح الحسن) حول تحسين ما هو مذموم، وذم ما هو حسن ممدوح، ولا شك أن هذا أمر وهذا سواه. وقد كان الثعالبي كثير التآليف، وتنوعت مواضيع مؤلفاته فكانت في الأدب واللغة والتاريخ والفقه والتفسير. عاش ثمانين عاماً، وترك نحو ثمانين مؤلفاً في شتى المعارف. منها الكتاب الذي هو بين يدي القارئ "تحسين القبيح وتقبيح الحسن) وقد أسماه ابن شاكر الكتبي، وابن قاضي شهبة، وراغب باشا كل في مخطوطته (التحسين والتقبيح) ربما اختصاراً."
عبد الملك بن محمد بن إسماعيل (350 هـ - 429 هـ / 961 1038م) الذي يُعرف بأبي منصور الثعالبي النيسابوري، أديب عربي فصيح عاش في نيسابور وضلع في النحو والأدب وأمتاز في حصره وتبيانه لمعاني الكلمات والمصطلحات.
قرأته من فترة طويلة فكرة الكتاب واضحة من عنوانه أنه اختار أشياء متعارف عليها انها قبيحة ليوضح لك بعض الجوانب الايجابية فيها والعكس مع الأشياء الحسنة
أعتقد الهدف من الكتاب هو عدم التعميم فلا يوجد شيء هو سيء بنسبة ١٠٠٪ ولا يوجد شيء حسن ١٠٠٪ فالكتاب يساعدك لتكون ايجابي لو أخذنا بالقسم الأول منه يساعدك لترى النصف الملئ من الكأس. القسم الثاني " تقبيح الحسن " ممكن أنه يساعدك أن تعيش بواقعية ذكرني بمقولة مصرية "الحلو ما يكملش " أسأل الله العلي القدير أن يدخلني الجنة واياكم لأن في الجنة فقط سيكون الحسن حسناً بلا منغصات ولا تقبيح. كمان الحلو في الكتاب أنه يساعدك لترى الأشياء من وجهات نظر أخرى استمتعت بقراءته
الثعالبي حاول تقليب الأمور بذكر محاسن القبيح وقبائح الشيء الحسن. فكان ما كتب من غريب الأمور ولو كان فيه بعض الصحة في قليل من الأحيان. بعض ما ذكر جميل والبعض الآخر قبيح لم يعجبني.
كتاب قصير يمكن قراءته في أقل من ثلاث ساعات
بعض الأقتباسات: قال ابن المعتز: عظّم الكبير فإنه عرف الله قبلك، وارحم الصغير فإنه أغرّ بالدنيا منك.
ومما كتب ابن عباد في التهنئة لولادة البنت: ... فالدنيا مؤنثة والرجال يخدمونها والنار مؤنثة والذكور يعبدونها والأرض مؤنثة والدنيا مؤنثة ومنها خلقت البرية وفيها كثرت الذرية والسماء مؤنثة وقد زُينت بالكواكب وحليت بالنجم الثاقب والنفس مؤنثة وهي قوام الأبدان وملاك الحيوان والجنة مؤنثة وبها وُعد المتقون وفيها ينعم المرسلون فهنيئا لك ما أوتيت وأوزعك الله شكر ما أُعطيت..
علمٌ لا يعبر معك الوادي، لا يعمر بك النادي..
من الأمثال: صاحب السلطان كراكب الأسد، يهابه الناس، وهو لمركبه أهيب..
كتاب “تحسين القبيح وتقبيح الحسن” هو رسالة موجزة في حجمها، بليغة في صياغتها، ينتهج فيها الثعالبي أسلوبًا بلاغيًا مميزًا يقوم على قلب الموازين المألوفة، حيث يُبرز المحاسن في الأمور التي جرت العادة على ذمها، ويُظهر المساوئ في ما تعارف الناس على مدحه واستحسانه. ومع ذلك، يجب التنبيه إلى أن هذا التلاعب بالمفاهيم والقيم قد يصبح خطيرًا إذا لم يكن مرتبطًا بمعيار صحيح، مثل المعيار الشرعي.
كتاب مميز يفتح آفاق العقل لتبني رؤية أعمق وأكثر تسامحًا، حيث يدعو إلى حسن الظن بالآخرين حتى وإن ظهر منهم ما يُعتبر قبيحًا في الظاهر. كما يحث على النظر إلى الأمور من زوايا متعددة، مما يساعد القارئ على التروي في إصدار الأحكام والتحلي بالاتزان في تقدير المواقف، حتى وإن بدا ما يظهر من الآخرين حسنًا في الظاهر.
أفضل ما قرأت فيه : تحسين الكذب، تحسين الوحدة، تحسين قول لا، تحسين الفراق، تحسين سواد اللون، تحسين الشيب، تحسين المرض، تحسين الموت، تقبيح العقل، تقبيح عمل السلطان وخدمته، تقبيح المشورة، تقبيح الحلم، تقبيح القناعة، تقبيح الأصدقاء والأخوان، تقبيح الشراب، تقبيح الهدية.
اسم الكتاب: تحسين القبيح وتقبيح الحسن. اسم المؤلف: أبو منصور الثعالبي ٣٥٠ - ٤٢٩ هـ. عدد الصفحات: ١٧٦. رقم الطبعة: الطبعة الثانية ٢٠٠٦. اسم المحقق: شاكر العاشور. دار النشر: الينابيع. . . مراجعة الكتاب:
يقول المحقق في التعريف بالكتاب: "هو مصنف ظريف من مصنفات الثعالبيّ، جمع فيه ما قيل من شعر ونظم في تحسين ماتمَّ التعارف على تقبيحه، وتقبيح ما اتفق على تحسينه". وأرى أن هذا الوصف- فعلًا- وصفًا دقيقًا للكتاب، ففضلت أن أطرح الوصف كما هو لسهولته ورشاقة ألفاظه.
صدرت الطبعة الأولى لكتاب "تحسين القبيح وتقبيح الحسن" للثعالبي عام ١٩٨١م ولكن ما الذي دعا إلى إعادة نشر الكتاب من جديد بطبعةٍ جديدةٍ؟'!. يوجد عدة أمور دعت إلى إعادة طباعة الكتاب فمنها: أنَّها من كتب الثعالبي الظريفة والفريدة، ومنها أنَّ الكتاب قد نفدت طبعاته من الأسواق فمن تلك السنة إلى سنة ٢٠٠٦م وقت كاف لانتهاء النسخ ونفادها، أيضًا أنَّ الطبعةَ الأولى قد اعترتها تطبيعات، وتصحيفات، وقد رصدها الدكتور محمد حسين الأعرجي "كما ذكر المحقق" ذلك. كما أنَّه يوجد سببٌ مهمٌ لنشر الكتاب؛ وهو أنَّ القاضي نبيل عبد الرحمن حيّاوي سطا في سنة ٢٠٠٢م على الكتاب وأعاد نشره "حرفيًا" بجميع سقطات الكتاب من تطبيعات وتصحيفات باسمه بعد أن أفرغ من الكتاب جميع ما يمت بشاكر العاشور بصلة.
كما ذكر المحقق شاكر العاشور بأن للكتاب ثلاث مخطوطات قد ظفر باثنتين منهن وإحداها قد استعصى عليه الظفر بها، فاعتمد اعتمادًا كليًا على النسخة الأولى وهي نسخة فيض الله وأسماها "بنسخة الأم" واعتمد على الثانية بشكل يسير وهي نسخة راغب باشا وقد أسماها "بنسخة البنت" فآلف بينهما ليخرج النص بشكل أفضل للقارئ.
الكتاب تحفة من التحف الأدبية الثمينة، تفرد به صاحبه أيما تفرد فلم أقرأ كتابًا من قبل على هذه الشاكلة مطلقًا وأعتقد أنه الكتاب الأول من هذا النوع، وإن وُجِدَ كتاب على هذه الشاكلة فإنني لم أطلع عليه بعد. انتهيت من قراءة الكتاب في يوم واحد فالكتاب ظريف جدًا لا يشعرك بملل أبدًا وكلما قرأت منه شعرت بأنك تريد قراءة المزيد. كتابٌ أنصح به جدًا.
كتابة المراجعة: حسين أبوسهيل. تاريخ كتابة المراجعة: ٤ أكتوبر ٢٠١٩.
كما يقول عنوان الكتاب. تحسين ما تعارف الناس على ذمه وذم ما تعارف الناس على تحسينه. الكتاب ممتع فيه الحكم والطرافة, وهو خفيف سهل القراءة. ويصلح للجميع الكبير والصغير والقارئ المبتدئ.