Jump to ratings and reviews
Rate this book
Rate this book
اللغات هي الشعوب، لأنها سجلُّ تراثها، وما تنطوي عليه أفئدتها من مشاعر، وأخيلتها من صور، وعقولها من فِكَر. و قد عني هذا الكتاب ببيان علاقة اللغة بالثقافة: ليُظهر خطرها، ومكانها من العقل والهوية، وأن ما تلاقي العربية اليوم من كيد وتجنًّ وما يُشنُّ عليها من غارات، من أغراضه محو ذواكر العرب، وطمس هويتهم: إذا كان الاعتداد بالهوية هو الذي يُبنَى عليه الشعور بالتميز، والتأبي على التذويب، والاستتباع، ومتى طمست الهوية، حلَّ محلَّ ذلك الشعور بالتميز، والتأبي على التذويب , والاستتباع , ومتى طمست الهوية , حلَّ محلَّ ذلك الشعور والتأبي نزوع إلى مماثلة الغالب , التماسا للكمال , وتعويضا عن النقص . وبيَّن الكتاب ما ترتب على إدراك مكانة اللغة من الهوية من عناية الشعوب الواعية بلغاتها , وصونها , وتعظيمها , وإنزالها من حياتها أرفع المنازل , ووازن بين ذلك وما يفعل العرب اليوم بالعربية .

156 pages

Published January 1, 2020

25 people are currently reading
1070 people want to read

About the author

مختار الغوث

19 books72 followers

Ratings & Reviews

What do you think?
Rate this book

Friends & Following

Create a free account to discover what your friends think of this book!

Community Reviews

5 stars
100 (62%)
4 stars
40 (25%)
3 stars
17 (10%)
2 stars
3 (1%)
1 star
0 (0%)
Displaying 1 - 30 of 41 reviews
Profile Image for بثينة العيسى.
Author 27 books29.5k followers
March 13, 2021
إنَّ القول بأن اللغة هي نسيجٌ يتشرّبُ الثقافة، أو بأن اللغة هي مستودع الثقافة، وأن الثقافة هي ما نعنيه عندما نقولُ هُويّة، وأن الهويّة هي الرّافد الأهم لقيمتك كإنسان، لقيمتنا كمجتمعات، لأنَّها المكان الوحيد الذي تتمايزُ فيه عن سواك، الذي تمنحُ فيه العالم تلك (القيمة المضافة) في زمن التشابه الممسوخ.
أؤمنُ بهذه الفكرة من صميمِ قلبي، لكنني امرأة تبحثُ عن حلول (وعن مشاكل على ما يبدو)، ولا تجيدُ الولولة، وتعرفُ بأن هذا الخطاب تجريديّ ومتعالٍ ويشبه رطانة النُّخب، وتعرفُ بأن الثقافة هي مجرد ترف إذا ابتعدت عن الشارع والجامع والمدرسة والبيت..
إن هذين الكتابين لمختار الغوث، لا يكتفيانِ بالتأصيل لتلك الفكرة، بل يستعرضان شواهد تاريخية لعلاقة الأمم بالتنمية والنهضة العلمية والاستقلال السياسي من خلال علاقتها باللغة الأم.
عندما تستعرضُ خارطة العالم، وتأخذ جولة في فيتنام والفلبين والنرويج وفنلندا وروسيا وسوريا ومصر والمغرب والجزائر وغيرها، توقن بأنَّ كلام (جاك شيراك) ليس رصفًا إنشائيًّا: "العلم والثقافة لا يُستنبتان في أرضٍ بغير لسانِها، وما ذكر التاريخ قطُّ أن أمةً من الأمم بلغت ما تريد من التنمية والتقدم الحضاري بلغةٍ غير لغتِها".
هذا هو بيتُ القصيد، وهذا هو الأمرُ برمّته.
وليس الأمر رفضًا لتعلّم لغاتٍ أخرى، وليس انغلاقًا فكريًا ولا منطقًا سلفيًا يتوقُ إلى ماضيه. إنه ببساطة شرط من شروط بناء الإنسان.
لنتخيّل بأن الهوية هي بيت، وأن أثاث هذا البيت هو الثقافة. أي أن هناك غرفةٌ للأدب، وأخرى للغناء، وثالثة للرقص، ورابعة للأكل، وخامسة للعادات، وسادسة للمعتقدات.. لنتخيّل الآن بيت الهوية، ولنتذكّر بأن اللغة ليست غرفة أخرى في هذا البيت. إنها أقربُ إلى الكهرباء التي تجعل رؤية الأشياء ممكنة. إنها نظام مركزيّ لا معنى للأشياء خارجه، لأنّها "تحمل العالم في جوفها" كما قالها جاك دريدا. والعالم الذي يوجد في جوفِ العربية ليس رديفًا للعالم القابع في جوف الإنجليزية والفرنسية والأمازيغية والروسية.
إن فقدان لغة ما، أي لغة، "يشبه إلقاء قنبلة على متحف اللوفر". يقول كين هيل؛ "لأنَّ شبكة الأنماط الثقافية لحضارة ما مفهرسة في اللغة التي تعبّرُ عنها".
وعليهِ فإن الدفاع عن اللغة (العربية في حالتنا)، ينبغي أن يجيء أولا من منطلقات صحيحة؛ أنها شرط لبناء الإنسان. وبالأدوات الصحيحة؛ المزاولة والتداوُل. إذ لا يكفي أن نتكئ بكسلٍ على كونها "لغة القرآن" ونراها تضمرُ أمامنا؛ مرهقة بقداستها وضمانات الخلود.
بالمناسبة؛ هذا الكتاب، أيضًا، سيؤلمك.
Profile Image for عبدالإله العمار.
231 reviews404 followers
October 12, 2021
هذا الكتاب صدمة سيكون لها أثر يتردد عبر أثير التاريخ العربي وفي وجدان أهله
منذ زمن بعيد لم أحظ بكتاب يجعلني أفكر فيه بهذا الشكر ويجعلني أتأخر عن نومي لقراءته وأود لو كنت في إجازة لكي أظل أقرأه حتى طلوع الفجر
لي عودة مفصلة للحديث عن هذا العمل الذي قد يكون العمل الموسوعي الأعظم في الألفية الثالثة بالنسبة لي
33 reviews20 followers
February 22, 2020
الكتاب الأول في سلسلة الحرب الباردة على الكينونة العربية، وهي سلسلة من خمسة كتب، كتبها الأستاذ الدكتور مختار الغوث في الفكر اللغوي، وما آلت إليه البلاد العربية من تخلف وضعف على إثر تخليها عن لغتها، واصطناع اللغات الأجنبية في التعليم، والحياة اليومية، ودوائر الأعمال والمعاش.

وهي سلسلة بلغت من الدقة ذروتها، والجهد المبذول فيها واضح في كل سطر خطه يراع العلّامة الغوث .

الكتاب الأول (اللغة هوية)؛ على صغر حجمه ملئ بالمعلومات التي تغرس حب العربية في أبنائها، وبيان أن سبب تخلف العرب على كافة الأصعدة؛ كان بسبب تخليهم عن لغتهم.

حقيق بكل وزارة ومسؤوليها قراءة السلسلة، وفي مقدمتهم القائمين على وزارات التعليم في الوطن العربي، إذا ما أرادوا النهوض ببلادهم وأمتهم.
Profile Image for عبيد الله.
35 reviews24 followers
December 16, 2021
كتاب ثري جدا بالمعارف يعرض تجارب الامم وكيف حاربت وناضلت من اجل اللغة (الهوية) .
كتاب ماتع جدا جدا انصح الجميع بقراءته.

بمناسبة يوم اللعة العربية اقتبست هذا النص من الكتاب
(( ومنذ بضعة أعوام والعرب يجعلون للعربية ساعة في العام تلقى فيها محاضرة عن قضية من قضاياها , أكثر ما تكون تاريخية ولا علاقة لها بحال العربية ومستقبلها وانما يفعلون ذلك امتثالا لأمر اليونسكو, ولولا اليونسكو ما كانت تلك الساعة ولا كان ما يقال فيها)).
Profile Image for Bashayer.
35 reviews2 followers
January 7, 2022
٥ نجوم قليلة في حقه.
الكتب التي تصنع فرقاً كبيراً في حياتك قليلة، هذا الكتاب واحد منها.
Profile Image for محمد الشثري.
266 reviews356 followers
April 18, 2021
‏" اللغات هي الشعوب؛ لأنها سجلُّ تراثها، وما تنطوي عليه أفئدتها من مشاعر، وأخيلتها من صور، وعقولها من فِكَر. وقد عني الكتاب ببيان علاقة اللغة بالثقافة؛ ليُظهر خطرها، ومكانها من العقل والهوية، وأن ما تلاقي العربية اليوم من كيد، وتجنِّ، وما يُشنُّ عليها من غارات، من أغراضه محو ذواكر العرب، وطمس هويتهم؛ إذ كان الاعتداء على الهوية هو الذي يُبنَى عليه الشعور بالتميز، والتأبي على التذويب، والاستتباع، ومتى طمست الهوية، حلَّ محلَّ ذلك الشعور والتأبي نزوع إلى مماثلة الغالب، التماسًا للكمال، وتعويضًا عن النقص. وبيَّن الكاتب -د. مختار للغوث- ما ترتب على إدراك مكانة اللغة من الهوية من عناية الشعوب الواعية بلغتها، وصونها، وتعظيمها، وإنزالها من حياتها أرفع المنازل، ووازن بين ذلك وما يفعل العرب اليوم بالعربية "

تنهيدة على عِظَم الكتاب.
وتنهيدة على أهميته.
وتنهيدة على بيان وفصاحة الدكتور مختار.
وتنهيدات لا تتوقف على حالنا.
Profile Image for إلياس.
28 reviews7 followers
December 14, 2024
نافع مفيد وموضوعه ضروري ومهم غير أن طريقة عرضه مشتتة؛ إذ أوجز حيث كان الإسهاب أنفع، وأسهب حيث كان الإيجاز أنفع، وأدخل المعلومات في بعضها، ولم يعرض للعامية إلا في صفيحات قليلة آخر الكتاب، لكن لعل فيما لحقه من أجزاء توضيحًا وتكميلًا

فأسأل الله أن ييسر لي قراءته والانتفاع به
Profile Image for محمد الحمدان.
41 reviews3 followers
October 7, 2019
ليس العجب في تمسك الدول بلغاتها ولو كانت ذات عدد للسكان محدود أو اهتمام نبع من تدين بالغ لكن الأعجب في تنازل المسلمين عن لغتهم لغة القرآن واعتبار البعض أن التحدث بها يتعارض مع العلم والمعرفة
شدني جهد التعريب الذي عملت عليه دولة سوريا وتذليل العقبات في سبيل ذلك .. كم نفتخر بذلك الجهد وإن كان جهداً عروبياً لا إسلامياً لكنه على كل حال خدم العربية بجلده لا بدينه وهو خيرٌ ممن تنازل أو لم يفكر في ذلك أصلاً وربما كان إرضاءاً لغيره
1 review
April 4, 2020
انتهيت من قراءة الكتاب الأول من هذه السلسلة المُثرية.
تحزن كثيرًا لحالنا مع لغتنا وجحودنا لها وانهزاميتنا أمام الغرب، وتعجب لحالهم واعتزازهم بلغتهم والحفاظ عليه.
بارك الله في جهود الدكتور وزادنا فخرًا واعتزازًا بلغتنا.

" اللغة إذن هوية، ولما كانت هوية، كانت الشعوب رهنًا بها وجودًا وعدمًا: تبقى ما بقيت، وإن ضعُفت، وقلَّ استعمالها ومستعملوها، فإن ذهبت ذهبت بذهابها الشعوب وانقرضت، وإن لم تنقرض من حيث هي سلالات، وإنما دخلت في غيرها ، فاصطبغت بثقافته، وتكلمت بلغته، . . ."
Profile Image for Moath Attar.
30 reviews5 followers
March 19, 2023
"ليس على وجه الأرض لغة لها من الروعة والعظمة ما للعربية، ولا على وجه الأرض أمة، تسعى بوعي أو بغير وعي في تدمير لغتها، كالعرب"

"العالم لن يستمع إلى أمة تتحدث بلسان غيرها"
Profile Image for Loay Mohammed.
167 reviews8 followers
July 24, 2025
"الهوية: مصدر صناعي من «هُوَ»، اصطنعه بعض فلاسفة المسلمين لربط الخبر بالمخبَر عنه كما يُربَط بينهما في الفارسية ب«هَسْتْ»، وفي اليونانية ب «أَستين»، وفي السُّغْدية ب«أستي»"

لا أبالغ إن قلت إن كتاب “اللغة هوية” للدكتور الموريتاني مختار الغوث هو أكثر الكتب التي هزّت وجداني هذا العام، بل قد يكون من أهم ما قرأت في السنوات الأخيرة. كتاب يكشف لك وجهاً خفياً من الواقع، ويأخذك في رحلة لتفكيك العلاقة بين اللغة والانتماء والهوية.

"فاللغة إذن هوية، ولما كانت هوية، كانت الشعوب رهناً بها وجوداً وعدماً: تبقى ما بقيت، وإن ضعفت، وقل استعمالها ومستعملوها، فإن ذهبت، ذهبت بذهابها الشعوب وانقرضت."

في زمن تتبدل فيه الألسن بسرعة، وتتهاوى فيه الثوابت، يأتي هذا الكتاب ليرسم خطاً أحمر حول اللغة. لا باعتبارها أداة للتواصل فحسب، بل بوصفها جوهر الأمة وروحها، فبقدر ما تتكلم بلغتك، تحيا بهويتك، وبقدر ما تتخلى عنها، تتآكل جذورك.

"العالم لن يستمع إلى أمة تتحدث بلسان غيرها"

يعدُّ الكتاب الجزء الأوّل من سلسلة مكونة من 8 كتب بعنوان “الحرب الباردة على الكينونة العربية”، ويتناول العلاقة الوثيقة بين اللغة والهوية والثقافة، مسلّطًا الضوء على التحديات التي تواجهه�� اللغة العربية في العصر الحديث مثل محاولات الطمس والتذويب والهجمة على ذاكرتها وهويتها.

عرّف الدكتور “الهوية”، وعرّف “اللغة”، ثم ربط بينهما بعمق، وبيّن كيف أن اللغة ليست انعكاساً للهوية فحسب، بل هي هي ذاتها، وأوضح كيف أن الشعوب التي تعظّم لغتها تعظّم نفسها وتبني مستقبلها.

قرأته وأنا أشعر أني أقرأ عن واقع نعيشه دون أن نسميه. كيف أصبحت اللغة العربية غريبة في مدارسنا، مهمشة في جامعاتنا، ثقيلة في ألسن أطفالنا، وكيف بات التغني بالإنجليزية أو الفرنسية مدعاة للفخر بينما التمسك بالعربية يُعامل كرجعية.

"وإنما علاقة العرب بلغتهم أثر لسياستهم اللغوية، وهي سياسة مبنية على تعظيم اللغات الأجنبية، وإيثارها بكثير من مجالات الحياة، والاستهانة بالعربية، وتصغيرها، ولذلك كانت العربية كما قال أحد المستشرقين: ليس على وجه الأرض لغة لها من الروعة والعظمة ما للعربية، ولا على وجه الأرض أمة، تسعى بوعي أو بغير وعي في تدمير لغتها، كالعرب."

كان أكثر ما شدّني في الكتاب هو ربط اللغة بالثقافة، بل بالكرامة، وكيف أن تبديل اللسان لا يبدل الحروف فقط، بل يبدل الفكر، الذوق، والعاطفة. وكلما اندمج الإنسان في لغة غير لغته، كلما صار أقرب إلى ثقافة ليست ثقافته، وأبعد عن نفسه.

"الأمم مرتبطة بلغاتها، لكونها مفاتيح عقولها، ومستودع تواريخها وثقافاتها، وأردية علومها وأفكارها، والدليل على أفئدتها، وهُويتها التي هي معناها الذي إذا زال انقرضت من حيث هي أمم، وإن بقيت من حيث هي أعراق"

"واللغة أهم وسائل تلقين الثقافة، وإشعارِ الشعوب بالوحدة والتميز، فإن قُضِي عليها، انحلَّت عصبيتها، وتقطّع ما بينها، وتهيأت للانحلال في غيرها؛ فإن من تبدل بلغته، كان انتماؤه إلى ثقافة اللغة التي يعْرف، ومن انتمى إلى غير ثقافته، غدا إلى مشاكلة أهلها أدنى منه إلى خلافهم ومنازعتهم؛ لأنه ما يعرف ما يُشعره بالتميز منهم، فيُسْلِس لهم القياد، وتذهب الأنفة من التبعية، ويرضى بما يُنزَل به من الهوان، ويعدَّه كمالا؛ لأنه اتحاد بالمثل الأعلى، بالغا ما بلغ من احتقاره، والإجحاف به، والحيف عليه، والعداوة لوطنه، ويكون الاندماج فيهم أقصى ما يريد، ولا يرى لوجوده معنى دونهم، ويحتقر نفسه بقدر ما يعظمهم؛ فتتعطل طاقاته الإبداعية، ويموت فيه روح المقاومة، ويرضى بالاستهلاك؛ فيفتح الأسواق لبضاعتهم، ويغض الطرف عما ينهبون من أرزاقه."

الكتاب لا يدعو إلى الانغلاق، بل إلى الوعي. وعي بالهوية، ووعي بخطر الذوبان في ثقافة الآخر دون أن نكون نداً له. إنه تذكير صارخ بأن الدفاع عن لغتنا ليس تعصباً، بل هو دفاع عن وجودنا كأمة.

"ليس على وجه الأرض لغة لها من الروعة والعظمة ما للعربية، ولا على وجه الأرض أمة تسعى بوعي أو بغير وعي في تدمير لغتها، كالعرب."

في النهاية، اللغة هوية ليس مجرد عنوان، بل بيان وجودي. هذا الكتاب يجب أن يُقرأ، ويُدرّس، ويُناقش، لأنه لا يتحدث عن اللغة فقط، بل يتحدث عنّا، نحن، في لحظة تيهٍ نحن بأمسّ الحاجة فيها لمن يذكرنا من نكون.
Profile Image for Mohammad Ali.
63 reviews7 followers
October 26, 2021
كثيرًا ما سمعت عن أهمية ارتباطنا باللغة وأنها الترسانة الثقافية للأمة. جُملٌ تُكتب في وسائل التواصل الاجتماعي فتعجب بها دون أن تُدرك عمقها. تتخذها شعارًا دون أن تعيها. ثم تعجز عن الرد حين يناقشك في أهمية اللغة العربية مثقف مصاب بعقدة النقص والتبعية للغرب فيشهر في وجهك الأسئلة:
لماذا كل هذا الحرص على اللغة العربية، أليس التواصل هو الهدف الرئيس من اللغة ؟ هل اللغة العربية قادرة على مواكبة تطورات العلم ؟ هل اللغة العربية تفي بمتطلبات عصرنا ولو كانت كذلك فلماذا عزف عنها أهلها؟ لماذا استمرت شعوب المغرب العربي تتحدث بلغة المستعمر حتى بعد نهاية الاستعمار أليس في هذا دلالة على رجعية اللغة العربية؟ هل تتخيل نفسك تدرس الطب باللغة العربية ؟ لماذا كل هذا التسويق لنظرية المؤامرة وأن اللغة العربية مستهدفة من الغرب وما الفائدة من استهدافهم لها ؟
جميعها أسئلة عجزت عن الإجابة عنها، لكني كنت مؤمنًا بأن لها إجابات منطقية تدفع الشبهة عن اللغة العربية. ثمة صوت بداخلي يخبرني بذلك ويدعوني للصمود. إلى أن وجدت الصوت الذي أبحث عنه وقد سال حرفًا في هذا الكتاب "اللغة هوية". بحث محكم جاب بي بقاع الأرض، مطعّم بأمثلة في مختلف الأزمان والبقاع. تصل معه إلى نتيجة مفادها أنك اللغة، حين تخسرها فأنت تخسر ذاتك، ماضيك وحاضرك وحتى مستقبلك.

أتمنى لو كنت أملك القرار أو المال فأجعل من قراءته فرضًا على جميع العرب وعلى رأسهم وزراء التعليم وصناع القرار.

شيءٌ واحد فقط كان ينقص الكتاب -من وجهة نظري- رغم أنه كان غنيًا بالأمثلة في مختلف البلدان، العربية منها -كسورية ومصر وبلاد المغرب العربي- والغربية، إلا أني توقعت وتمنيت أيضًا أن أجد جزءًا خُصص لتسليط الضوء على حال اللغة العربية في دول الخليج العربي خلال الفترة الماضية مطعمًا بالأمثلة ولعلي أستطيع أن أتفهم حساسية الوضع وخطورته.

من أهم الكتب التي قرأتها حتى الآن وأنصح به كل عربي.
Profile Image for Mohammed Saad.
662 reviews129 followers
Read
November 27, 2023
لكتاب الأول من السلسلة العظيمة "الحرب الباردة على الكينونة العربية" مشروع العمر للدكتور الموريتاني مختار الغوث.
السلسلة تضم الكتاب الأول "اللغة هوية"، الكتاب الثاني "اللغة والإبداع و التعليم، والثالث" التجني على الهوية " والرابع"كيد الهوية"، والخامس" الهوية بعد الحادي عشر من سبتمبر "
وفى مقدمة الكتاب نبذة عن كل كتاب.
أما كتابنا هذا فقد بين فيه معنى" اللغة هوية "، وما ترتب على إدراك ذلك من عناية الشعوب الواعية بلغتها، وصونها، وتعظيمها، و وازن بين هذه الحال وحال العرب مع العربية مبينا بُعد ما بينهما. ليؤكد أن الحرب على اللغة غايته طمس الهوية لأن طمسها طمس لخصوصيتهم، وإخضاع لهم.
الكتاب فوق الرائع وفيه رصد دقيق للحال البائسة التى وصلت لها العربية لدى أبنائها.
Profile Image for Bassam Ahmed.
425 reviews77 followers
May 27, 2022
الكتاب هو الجزء الأول من مشروع المفكر العربي الموريتاني مختار الغوث بعنوان "الحرب الباردة على الكينونة العربية"، المشروع الذي يتضمن ستة أجزاء، يتقدمها الكتاب المفتاحي (كتاب المقدمة) بعنوان"اللغة هوية".

يهدف مختار الغوث من هذا المشروع الثقافي النقدي إلى التصدي إلى ظاهرة خطيرة - البعض يعدها الظاهرة الأخطر - مافتأت تنخر لعقود وعي الأمة وذاكرتها الثقافية، وتقوض بنيان  كينونتها كأمة بين الأمم، ألا وهي ظاهرة التفريط باللغة القومية (العربية) وهجرها -الممنهجين- إلى لغات المستعمر، في مسعى تغريبي يتواطأ فيه كل من الغرب الامبريالي، أدوات الاستعمار المحلية من قيادات جاهلة أو/واستغلالية، إضافة إلى فئة من النخب ممسوخة الهوية، ولاءاتها وإنتماءاتها للغرب.

ظاهرة تهدف ضمن تهدف إليه إلى إماتت فاعلية اللغة العربية بإقصائها عن مجال الفعل (الادارة، التعليم، المعاملات، الإعلام، .. الخ) ومجال الثقافة والفكر، وحصرها في نطاق تداول ضيق (العلوم الشرعية، حصص اللغة العربية في المدارس...الخ) والاستعاضة عنها باللغة الاجنبية (الانجليزية أو الفرنسية) كلغة تخاطب وتعلم مهني وأكاديمي، ولغة المعاملات الرسمية والحياة اليومية، وما يترتب على ذلك من طمس للهوية و الخصوصية العربية، و التنازل عن إرث معرفي وثقافي ضخم كانت له اللغة العربية الحافظ و المبين الأمين لمكنونه؛ وهي اللغة التي شهد لها الكثيرون من غير العرب بالفرادة والغنى، كما أنها اللغة الأثيرة التي ارتفع بها العرب وقويت بها عصبتهم فرفعتهم إلى مصاف الأمم العظيمة.

الأمر الذي لا تكاد تلحظه إلا عند العرب وبعض الشعوب المستعمرة والمغلوب على أمرها، حيث أن الدارج بين الدول و الأمم هو الإعتزاز باللغة القومية وبالتالي الهوية والتشدد في صونهما والحفاظ عليهما من كل دخيل.

الكتاب يقدم الفكرة النقدية في قالب متماسك ونهج منطقي يفند فيه الغوث كل حجج العرب الداعين إلى التغريب بحجة قصور العربية وعجزها عن مواكبة العصر والعناية بمتطلبات التعليم الأكاديمي والتقني، كما أن الكم الكبير من النماذج المذكورة للدول في حرصها على لغاتها القومية- على إختلافها وتفاوتها - في وارد المقارنة والاستشهاد والتدليل تصنع للقارئ إطار عام يمكنه من خلاله المقارنة وتقييم واقع أمته بين الأمم فيما يتعلق بالتمسك باللغة والهوية.

كما أن لغة الكتاب الرصينة، والكم المعرفي والثقافي المعضد للطرح، يتلاءم مع موضوع الكتاب وأهميته.

مآخذي على الكتاب الأول من السلسلة، ممكن اجمالها في ثلاثة نقاط، أولها اللجوء إلى تكرار نافل لعدة أفكار في أكثر من موضع، وثانيها، عدم تطرقه لمظاهر هذه الظاهرة في المجتمع الخليجي - مجتمع الاستهلاك الخاضع لاعتبارات الهيمنة الاستعمارية وهيمنة الثقافة الغربية الرأسمالية  - مقابل تركيزه عليها وعلى تفاصيلها وآثارها في حواضر مصر، الشام والمغرب العربي، رغم أن تجليات هذه الظاهرة في المنطقة الخليج العربي خطيرة جداً، لدرجة أنه في البحرين - بلدي- على سبيل المثال لا تكاد تخلو محادثة أو لقاء من كلمات وجمل إنجليزية، أما الفصحى فتراجعت بشكل كبير وغير مسبوق.

أما الأمر الثالث فكان إيراده لبعض الأقوال والأحداث دون الاشارة إلى أشخاص القائلين والمشاركين.

الوضع برأيي هو أسوأ مما وصفه المؤلف، ويجب أن تستنفر الكوادر الشعبية قبل الرسمية لوضع سياسة لغوية وإعادة بناء ما تقوض من وعي وإرتباط باللغة التي أوشكت أو تكاد على الأفول في بعض الأقطار العربية، وهنا في البحرين ينشأ جيل بين ظهرنينا، من نعومة أظفاره يخاطب ويتخاطب بالانجليزية ويفكر بها وعبرها، كما يعدون العربية العامية الدارجة ضيفاً ثقيلا، أما الفصحى فتركت للمصاحف والمناسبات الدينية، وقد وجه منذ حوالي الشهر الدكتور علي فخرو وزير التعليم البحريني السابق نداء في لقاء اعلامي سلط فيه الضوء على ما تعانيه مجتمعاتنا من استهداف للغتها، وشدد على أهمية رد الاعتبار للغة العربية وأهميتها كخطوة أولى ضرورية لتحقيق النهضة الحضارية وحفظ اللحمة بين أبناء الوطن والأمة الواحدة.

مشروع بحثي ونقد�� مهم يستحق المطالعة والتأمل.

إقتباسات:

"إذا كانت الخصوصية والإعتداد بها - اللغة-  هما ما يبنى عليه الشعور بالتميز، والحرص على بقائه، وما يتبع بقاءه من التأبي على التذويب، والاستتباع، ومتى طمست الخصوصية، محي ذلك الشعور، وحل محله النزوع إلى المماثلة، وحب الفناء في الغالب، طلبا للكمال، وتعويضا عن الشعور بالنقص."ص١٣

"أن أكبر تحد يواجه العربية هي أن يحتقرها أهلها، ويحتقروا أنفسهم، وهو أمر عمل عليه الإستعمار في كل بلد حله، لأنه يعتقد أن تقرير ذلك في نفوس الشعوب هو السبيل إلى إضعافها، وتعليقها بما عنده، وإيهامها أنه خير مما عندها، فإذا صا��ت إلى ذلك، سهل عليه أن يبلغ منها ما يريد، وإنما كان تجني من تجنى على العربية أثرا من آثار ذلك." ص١٥  

"واللغات كلما ارتقت كانت أميل إلى الحذف والإختصار، والإستغناء عن غير الضروري من الألفاظ، بخلاف اللغات البدائية. وإذا صح ذلك تبين عدم وجاهة ما يذهب إليه بعض الدراسات الإستشراقية من أن تجرد العربية من فعل الكينونة دليل ضعف في تفكير العرب المنطقي." ص٢٣

"لقد كان خيرا من هذا وذاك، وأسلم من كل ما قد رأينا، ومما يحاذر الذين اصطنعوا "هو"، و"الهوية" أن يجعل مكان "الهوية" "الأيس"، فقد كان يعني الكينونة والوجد، ثم أميت، ولم يبق منه في كلام العرب إلا "ليس"، وهي مركبة من "لا" و"أيس" وتعني لا يوجد." ص٢٤

"وهم في حاجة إلى أعداء من أجل التحديد بالهوية والحافز. وعلى هذا بنيت سياسة الغرب في اصطناع العدو لحاجة شعوبه النفسية إلى أن تكره؛ لأن الكره هو الذي يجمعها، ويشعرها بالوحدة والتميز، ولهذا كانت السياسات الغربية المعاصرة لا تفرغ من عدو إلا اصطنعت عدوا مكانه، مخافة أن تتفكك شعوبها، إذا شعرت بضعف الروابط بينها، كما اصطنعت الإسلام والمسلمين عدوا بعد فراغها من الإتحاد السوفييتي." ص٢٨

"وهوية الشعب: ما لا يُشارَك فيه من صفات معنوية، والصفات المعنوية التي تتمايز بها الشعوب هي الثقافة، والثقافة هي: جوانب الحياة الإنسانية التي تكتسب بالتعلم، لا بالوراثة، وهي جماع السمات الروحية والمادية و الفكرية والعاطفية التي تميز فئة من الناس بعينها، وتشمل الآداب والفنون وطرائق الحياة، كما تشمل حقوق الإنسان، ونظم القيم، والمعتقدات، والمعرفة، والأخلاق، والرموز، والقانون، والنظرة إلى الكون، والحياه، والموت، و الإنسان، ومهامه، وقدراته، وحدوده، وما ينبغي أن يعمل، ومالا ينبغي أن يأمل، والعادات التي يكتسبها من حيث، من حيث هو فرد في جماعة ." ص٣١

"من أجل ذلك ساغ أن يقال إن العربية هي العرب، وإن الإنجليزية هي الإنجليز، وإن كل لغة هي أهلها؛ لأنها وعاء ثقافتهم، ومشاعرهم، وما أنتجت عقولهم، وكل ما ليس وراءه منهم إلا الأبدان." ص٤٠

"أما اللغة - من حيث هي شكل - فقابلة لأن تحمل ما حملت، ولأن يتكلم بها من تعلمها، وليست بالتي تدل على أهلها، ولا بالتي توصف بأنها هوية، وإن كان المضمون الذي هو الهوية لا ينفك عن الشكل، ولا وحود له دونه، كما أن الشكل وحده لا وجود له دون المضمون إلا في كتب النحو والصرف." ص٤٠

"فالناس لا يحيون منزلين في عالم الحس، وإنما توجههم لغة، هي وسيلة التعبير والاتصال بينهم. وهذا العالم قد بنته - إلى حد كبير - بناء غير واع اللغة. وليس في اللغات لغتان متطابقتان تطابقا تاما، يجعل كلا منهما تبين عن واقع الأخرى كإبانتهما عن واقعها، والعوالم مختلفة كاختلاف المجتمعات، ليست عالما واحدا، يسميه كل بما يشاء." ص٤٣-٤٤  

"إن لكل لغة نظرة خاصة إلى العالم، ليس حتما أن تكون مطابقة لنظرات اللغات الأخرى، وإن المرء يستقبل ما تسمح به لغته، وما عودته إياه، وهيأته لإستقباله، وهي تتحكم في نظرته إلى العالم."ص٤٤

"الثقافة هي التي توجه فهم المرء لما يقرأ ويسمع." ص٤٤

"وكذلك سائر الأساليب العربية الحديثة، دالة على ثقافة العرب الحديثة، مبينة عن تفكير أهلها، (...). فهي - اليوم - مرسومة على محياها هزيمة العرب النفسية، وتقسم هواهم بين متناقضات الماضي والحاضر، وعبوديتهم المختارة للغرب وثقافته، وكسلهم العقلي، وعجزهم عن الإنتاج، والهوان على النفس، واصطناع ثقافة الغير على علاتها، ومتابعته على غير بصيرة." ص٥٢

"ولكل لغة من الأساليب التي تُحاكَى بها المعاني كما هي في نفوس أهلها ما ليس لغيرها من اللغات، ولا تقوم لغة مقام لغة أخرى في بلوغ ما في النفس، بالغا ما بلغ علم المرء بها." ص٥٤ 

"إن معرفة اللغة وحدها، واصطناعها لبعض المقامات لا يجعلانها رمزية، ولا تكون اللغة هوية أو تكون رمزية، إلا لمن ينتمي إليها تاريخا وثقافة، أما غيره، فإنما يستعملها استعمالا نفسيا منقطعا عن القلب والشعور، للدلالة على الحقائق المجردة، والأشياء الخارجية، كما تستعمل الأرقام والرموز في بعض العلوم." ص٦٣

"فاللغة إذا هوية، ولما كانت هوية، كانت الشعوب رهنا بها وجودا: تبقى ما بقيت، وإن ضعفت، وقل استعمالها ومستعملوها، فإن ذهبت، ذهب بذهابها الشعوب وانقرضت، وإن لم تنقرض من حيث هي سلالات، وإنما دخلت في غيرها، فاصطبغت بثقافته، وتكلمت بلغته." ص٦٣

"ولعل إمبراطور اليابان إنما أبى أن يتنازل عن اليابانية، كما أراد الأمريكيون أن يفعل، بعد انتصارهم عليه في الحرب العالمية الثانية؛ لأن الإنجليزية إذا حلت محلها صار اليابانيين أمريكيين، وتحللت هويتهم بذهاب لغتهم، طال الزمن أو قصر. وهو أيضا سبب حمل الاستعمار الشعوب على تعلم لغته وترك لغاتها؛ ليمحوا ثقافتها، ويطمس هويتها، ويستنبت مكانهما ثقافته وهويته؛ فتنحل فيه، بعد أن تزول دواعي الحرص على التميز منه." ص٦٥

"اللغة أسمنت الشعوب" ص٦٧ *فيخته

"ولهذا قال أوغستان برنار: "إن الوحدة اللغوية تقود شيئا فشيئا إلى وحدة الإرادات"." ص٦٨

"نعم كان في ألمانيا ما يسمى "الإمبراطورية المقدسة"، لكن لم يكن لها سلطان حقيقي وكانت كل واحدة من دويلاتها مستقلة استقلالا تاما، ولها حكومة، وجيش وقانون، وكان ما يحول دون إتحادها هو أَثَرَة الملوك والأمراء، واستمساكهم بما كانوا يحظون به من منافع." ص٦٩  

"ولعل هذا من أسباب أن إعجاز القرآن الكريم إنما يدركه العرب الأولون، وأن ما أدرك منع علماء اللغة بعدهم دون ما كانوا يدركون، لأن العرب الأولين كانوا يعرفون أصل كل لفظ، وكيف خول عنه، وذلك التحويل هو موطن الحسن فيه، ولما كان المجاز متى كثر استعماله كان حقيقة عرفا ونسيت مجازيته، فخفي عن المتأخر من حسنه ما كان ظاهرا للمتقدم." ص٧٦-٧٧

"والفطائر التي يصطبح بها الفرنسيون تدعى كرواسون "Croissants"، أي الهلال، لا لأنها تشبه الأهلة فحسب، ولكن لأنها أيضا استعملت أول مرة في الاحتفال بانتصار أهل فيينة على الترك." ص٨٨

"يكون فقه المرء باللغة على قدر ما يتصور من بيئتها المادية والمعنوية (الثقافة)، وفهم العلاقة بين ما جازت منه وما جازت إليه." ص٨٩ 

"وإذا كان أقصى ما يفيد من يتعلم لغة أجنبية أن يفهم المعاني العامة، والحقائق التي لا دخل للثقافة فيها كبيرا، فإن جهله بلغته يفقده المقدرة على البيان عن المعاني النفسية التي هي ألصق شيء بالفكر والشعور والخصوصية الثقافية التي هو أحوج إليها من "العلم"، كما يفقده الميزان الذي يزن به اللغات، ويعينه على تعلمها." ص٩٠

"ليس في الشعوب التي أمرها بيدها شعب عَدَلَ عن لغته إلى لغة من هو أقوى منه، وأن الشعوب كلما تقدمت، ووثقت بنفسها، قوي شعورها بمناداة من فوقها، وازداد اعتدادها بلغتها، وحفاظها عليها، وصح عزمها على منافسته وفوقه، وضاقت ذرعا بلغته، وغدت لغتها عندها هي هويتها التي ترى النيل منها نيلا من وجودها، وإنزالا لها دون منزلتها." ص٩١
   
"كما قال فيخته: "إن الحدود التي تستحق أن تسمى حدودا طبيعية بين الشعوب هي التي ترسمها اللغات"." ص٩٤

"فإن من تبدل بلغته، كان إنتماؤه إلى ثقافة اللغة التي يعرف ومن إنتمى لغير ثقافته، غدا إلى مشاكلة أهلها أدنى منه إلى خلافهم ومنازعتهم؛ لأنه ما يعرف ما يشعره بالتميز منهم، فيسلس لهم القياد، وتذهب الأنفة من التبعية، ويرضى بما ينزل به من الهوان، ويعده كمالا؛ لأنه إتحاد بالمثل الأعلى، بالغا ما بلغ من احتقاره، والإجحاف به، والحيف عليه، والعداوة لوطنه، ويكون الاندماج فيهم أقصى ما يريد، ولا يرى لوجوده معنى دونهم، ويحتقر نفسه بقد ما يعظمهم؛ فتتعطل طاقاته الإبداعية، ويموت فيه روح المقاومة، ويرضى بالاستهلاك؛ فيفتح الأسواق لبضاعتهم، ويغض النظر عن ما ينهبون من أرزاق." ص٩٧-٩٨ 

"واللغة من أهم الروابط الإنسانية: توحد طرق التفكير، وتجمع العقول، ومتى ما اتحدت العقول وأساليب التفكير كان الشعب قوي الدعائم، رصين البنيان، وذلك وحده أساس القوة، والسبيل إلى النهوض، فإن ضعفت لغة الأمة، وغمرتها اللهجات المختلفة، تبلبلت ألسنتها، وتفرقت بها السبل؛ فغدت في عداد الموتى، ومن تصفح تاريخ الأمم والشعوب رأى أن إنحلال الأمة يبدأ بإنحلال اللغة." ص١١١

"الغرض من اشتراط اللغة للتجنس، مزج المهاجرين بالشعب، وإيقاع التجانس الثقافي بينهم، وتوحيد هويتهم." ص١١٢

"ولما قامت الثورة الروسية، أصدر لينين أمرا يوجب على المسؤولين كافة إتقان لغة الشعب." ص١١٣

"فأخص خصائص الحداثة الرشد، ويقتضي - فيما يقتضي - الإستقلال والنقد، أما الاندفاع إلى التقليد من غير إستبصار، فيناقضها في الصميم." ص١١٧

"فقد كان شعار اليابان: "الأخلاق الشرقية، والعلوم الغربية"، " والروح اليابانية والتقنية الغربية"، ويقول الصينيون: "المعرفة الصينية مبادئ جوهرية، والمعرفة الغربية للاستخدام المحلي"." ص١١٩

"ومنذ بضعة أعوام والعرب يجعلون للعربية ساعة في العام، تلقى فيها محاضرة عن قضية من قضاياها، أكثر ما تكون تاريخية، ولا علاقة لها بحال العربية ومستقبلها، وإنما يفعلون ذلك إمتثالا لأمر اليونسكو، ولولا اليونسكو، ما كانت تلك الساعة، ولا كان ما يقال فيها." ص١٢٢

"ولا يكاد العارفون بالإنجليزية والفرنسية من ساسة العرب يتكلمون مع غيرهم من الأجانب إلا بهما، ولا يكاد واحد منهم يلتزم العربية، إن كان في وسعه أن يتكلم بها؛ إذ ليس له من الوعي ما يحمله على ذلك، ولا على الأنفة من إمتهان هويته وهوية قومه بالتنازل عنها لغيرها." ص١٢٤

"حتى إن منظمة الأمم المتحدة في نيويورك نظرت مرة في إلغاء العربية دون سائر اللغات الرسمية، لأسباب، منها عدم استعمال نواب الدول العربية اياها في الخطب والمناقشات، والاستغناء عنها بالإنجليزية والفرنسية، واقتصارهم من استعمالها على الخطب المكتوبة التي تتلى." ص١٢٤

"وقد قال جاك شيراك: " العالم لن يستمع إلى أمة تتحدث بلسان غيرها"، أي إن الأمة التي تتحدث بلسان غيرها ليست بأمة، وليس لها إعتبار حضاري ولا هوية، وإنما هي  لَحَق لمن تتكلم بلسانه." ص١٢٦

"الوسيلة الوحيدة لتعبير شعب عن وجوده هي الثقافة والوعي بالهوية." ص١٢٦

"وسنرى من ذلك أشياء كثيرة، نمسك عن ذكرها هاهنا مخافة التكرار، تدل كلها على مبلغ هوان العرب على أنفسهم، إذا هانت عليهم لغتهم، على وجه ليس له نظير إلا فيمن شاكلهم من الشعوب التي مازال يحكمها صنائع الإستعمار." ص١٢٩ 

"ويقيم غير العربي في البلد العربي عشر سنين، ثم يغادره ولم يكلف نفسه أن يتعلم العربية؛ لأنه إذا حاول أن يتكلم العربية سارع العرب إلى تكليمه بلغته أو بالإنجليزية." ص١٣١

"فكانت محاولات التعريب صادرة من علماء العرب وأدبائهم أكثر من صدورها من السياسة التي ليس حتما أن تكون موافقة للشعب في مخاوفه، ولا في شعوره بالتحدي، ولا الغيرة على الوطن والهوية؛ فقد كانت صنيعة للإنجليز، وامرها لأمرهم تبع، وليس لها استقلال دونهم، وكانت هي وسائر الحكومات العربية تشترك في قلة العلم والوعي." ص١٣٣ 

"فإذا كانت اللغة من السياسة، فلن يكون حال الجزء خيرا من حال الكل، فإذا قويت السياسة واستقلت، وملكت أمرها، عزت اللغة، ونالت مكانتها التي تليق بها، فإذا ضعفت واستلمت كان لزاما أن تضعف وتنخزل حيث تنخزل السياسة." ص١٣٧

" أما سائر الحكومات العربية، فكان الغالب عليها مواطأة الإستعمار على خلاف ما تريده الشعوب، وكان بعضها معاديا للعربية والتعريب، وهواه تبع لإرادة المستعمر." ص١٣٨

"وبسبب هذه السلبية، وضعف ال��نتماء الحضاري كان رفض تعريب التعليم الجامعي، الإصرار على التدريس باللغات الأجنبية مما تكاد تنفرد به الجامعات العربية، فإن التعليم الجامعي في جل دول العالم إنما يكون باللغة القومية ما عدا بعض مستعمرات فرنسة وبريطانية في آسيا وأفريقية." ص١٤٠    

"ولما احتل البريطانيون فلسطين عام ١٩٢٠ أصدرت حكومة الاحتلال عملة، نقش عليها اسم فلسطين بالإنجليزية والعربية دون العبرية، فكتبت أليعازر بن يهودا إلى الحاكم البريطاني: إنها لإهانة قومية أن تكون العبرية في منزلة دون منزلة العربية والإنجليزية، فلما أصدر العملة بعد ذلك، نقشها باللغات الثلاث: العربية، والعبرية، والإنجليزية، وكان ما كتب بالعبرية "ريتس إيزراييل"، أي أرض إسرائيل." ص١٤١

"فالذي يختلف فيه دعاة التعريب ودعاة التغريب، أن دعاة التغريب، إذ يصرون على التعليم بلغة أجنبية، إنما يريدون إخراج العربية من الحياة واستبدال اللغة الأجنبية بها، فهذا هو مقتضى دعوتهم وما يفعلون، علموا أم لم يعلموا، وحسنت نياتهم أم ساءت، ويريد دعاة التعريب أن يُمكَّن للعربية في الحياة، ولا سيما التعليم والإدارة، وترفد بما في غيرها من اللغات من جديد العلم، فدعاة التغريب يخالفون ما يفعل جل دول العالم، وما يريد دعاة التعريب هو ما تفعل." ص١٤٨

"وإنما علاقة العرب بلغتهم أثر لسياستهم اللغوية، وهي سياسة مبنية على تعظيم اللغات الأجنبية، وإيثارها بكثير من مجالات الحياة، والاستهانة بالعربية، وتصغيرها، ولذلك كانت العربية كما قال أحد المستشرقين: ليس على وجه الأرض لغة لها من الروعة والعظمة ما للعربية، ولا على وجه الأرض أمة، تسعى بوعي أو بغير وعي في تدمير لغتها، كالعرب." ص١٥٠

"وإنما السياسة اللغوية أثر من آثار السياسة العامة، وهي سياسة لا يتجاوز عملها تسيير الواقع بما تيسر، وليس لها تصور واضح،ولا غايات جليلة، تروم بلوغ الشعوب بها." ص١٥٠    

فيديو مقابلة الدكتور علي فخرو بتاريخ في أبريل ٢٠٢٢

https://youtu.be/aH5tyMYmF50
Profile Image for Abdulaziz.
168 reviews14 followers
September 15, 2022
في الكتاب الأول من سلسلة الحرب الباردة على الكينونة العربية يتحدث الكاتب عن أمرين مفصليين:

الأول: عن هويتنا العربية المحفوظة في لغتنا العربية، وهجراننا للغة يؤدي إلى ضياع هويتنا، والانعزال التام عن تاريخنا الحافل بالإنجازات، وكيف أن هويتنا العربية متشكلة في تراكيب الجمل والتعبيرات في لغتنا العربية مختلفة جدًا عن تعبيرات اللغات الأخرى لاختلاف تاريخنا وجغرافيتنا وهويتنا معهم، تجد الكتاب الغربيين يستخدمون مصطلح يدفئ قلبي أو صدري لشدة البرودة لديهم، فيأتيهم إحساس جميل بالدفء، وإنّا نحن بهويتنا العربية الصحراوية تسمع دائمًا تعبيرة يثلج صدري أو يبرد على قلبي، فنحن يلامسنا الشعور بالسعادة عندما نشعر بالبرودة في صدورنا، وهذا مثال على كثير من طريقتنا في الكلام المختلفة عنهم، وتحمل في خصوصيتها وجمالها ما لا يوجد في اللغات الأخرى.

القسم الآخر يطرح الكاتب خنوع العرب وخضوعهم في تعليم العلوم باللغات الأجنبية، وأن هذا من أسباب تراجعنا عن الدول التي تدرس العلوم بلغتها الأم، حيث إن أغلب الدول التي تمتلك الريادة في التطور في العالم تدرس العلوم بلغاتها وأن من يتعذرون بالمصطلحات العلمية أن لا وجود لها في العربية، نقول له إن العربية ممتلئة بجميع المصطلحات لأن فيها أساس لكل العلوم ومن الممكن إضافة مصطلحات إضافية عند الحاجة، وأن ما عملته الصين واليابان وأيضًا فيتنام الدولة الصغيرة استطاعت في ثمانية شهور ترجمة الطب وتدريسه على أكمل وجه واللغات الشرق آسيوية لغات متخلفة عن لغتنا العربية لأنها لغات تتعامل بالرموز وليست على الصوت في طبيعة أحرفها، وأيضًا أنظر إلى الكيان الصهيوني الذي يدرس العلوم بلغة ميتة لم يكن يتكلم بها أحد قط فلم يواجهوا مشكلة المصطلحات المزعومة، ولغتنا هي أشرف اللغات.

ومن يقول إن التدريس باللغة العربية سوف يسبب انعزال فكري عن العالم، نقول له لماذا لم ينعزل الكيان الصهيوني أو اليابان والصين وألمانيا وفرنسا وكلهم يدرسون الطب والعلوم الأخرى بلغاتهم مبتعدين عن الإنجليزية ومتصدرين لمشاهد التطور في العالم.

ويقول مختار الغوث في نهاية الكتاب عن ضياع اللغة: فكانت الصحف والإذاعة تثقِّف وتعلِّم، وتُخْبر. ثم تُرك الحبل على الغارب، فصار يتولى الإعلام كلُّ من هبَّ ودبَّ، ومن لا يعرف من العربية (إلا ما يعرف البقر من علم الهيئة)؛ فكان علمهم أشبه بالتهريج منه بكل شيء آخر.
Profile Image for هالةْ أمين.
781 reviews479 followers
November 10, 2020
"اللغات هي الشعوب, ولأنها سجل تراثها وماتنطوي عليه من أفئدتها من مشاعر وأخيلتها من صور, وعقولها من فكر. وقد عني هذا الكتاب ببيان علاقة اللغة بالثقافة؛ ليظهر خطرها ومكانها من العقل والهُوية, وأن ما تلاقي العربية اليوم من كيد وتجنِّ وما يُشن عليها من غارات, من أغراضه محو ذواكر العرب وطمس هويتهم، إذ كان الإعتداد بالهوية هو الذي يبنى عليه الشعور بالتميز, وبالتالي على التذويب والاستتباع ومتى طمست الهوية حل محل ذلك الشعور والتأبي نزوع إلى مماثلة الغالب التماسا للكمال وتعويضا عن النقص وبيّن الكتاب ماترتب على إدراك مكانة اللغة من الهوية من عناية الشعوب الواعية بلغاتها وصوتها وتعظيمها وإنزالها من حياتها أرفع المنازل ووازن بين ذلك ومايفعل العرب بالعربية اليوم."

فهرس هذا الكتاب:
الهوية
اللغة
اللغة والثقافة
اللغة هوية
الشعوب وتعظيم الهوية
---

هذه السلسلة حق على كل مسلم عربي أن يمتلكها ويقرأها لما سيجد فيها من أسرار ومكائد حيكت وتحاك وستظل كذلك إلى قيام الساعة ضد الإسلام ولغة القرآن والعرب وهويتهم وثقافتهم

كان ولا زال الإسلام العدو الأول لمن يرغب في السيطرة على العالم
لأن الحق لا يٌغلب وهو بوعد من الله سينتصر ويسود طال الزمن أو قصر
Profile Image for Mohammed.
48 reviews4 followers
September 4, 2024
قضية الكاتب من البداية إلى النهاية هي تسليط العدسة المكبرة على اللغة وارتباطها الوثيق بالهوية وكينونة الإنسان، ومن أهم المرتكزات المحورية التي يؤكد على أهميتها ويتوسع في تبيينها للقارئ أن اللغة تحقيق للوجود الذي يشكل تصورات وفهم الإنسان عن الحياة من حوله؛ الإنسان هو كلماته (لغته) التي يعيش فيها كما تعيش الأسماك في الماء. اللغة في حقيقتها ليست رموز وأيقونات وحروف اعتباطية لا معنى لها في الوجود، وإنما كلمات لها معانيها ودلالاتها الثقافية، ولها مالها من التأثير على نفوس متحدثيها دون الذين يتعلمونها ولا يشعرون بعمقها.

هنا مختارات من الكتاب عن اللغة والهوية 📚:

• " كما قال فيخته: أن اللغة تلازم المرء في حياته، وتمتد إلى أعماقه، وتبلغ أخفى رغباته وخطراته، وتجعل من الأمة الناطقة بها كلّاً متراصا خاضعا لقوانين، وهي الرابطة الوحيدة الحقيقية بين الأجسام والأذهان."

• "وأنّ كل لغة هي أهلها، لأنها وعاء ثقافتهم، ومشاعرهم، وما أنتجت عقولهم، وكل ما ليس وراءه منهم إلا الأبدان."

• "فألفاظ اللغات الأجنبية عند من يتعلمها من غير أهلها كأيقونات الحاسوب، وأزرار الآلات: تدل على معنى واحد، ودلالتها عليه دلالة آلية، لا صلة لها بالشعور، وهي عند أهلها ملأى بالأسرار والرموز، شديدة اللصوق بالأفئدة، والاستعمال والثقافة هما اللذان وضعا لها تلك الأسرار والرموز، وما لا تبين عنه المعجمات، وكتب النحو، والصرف، والبلاغة، وجعلا لكل مفردة منها وكل أسلوب موضعا من القلب، لا يبلغه غيرهما من مفردات اللغات وأساليبها."

•"وكما قال كين هيل: إنك إذا فقدت اللغة، فقدت حضارة، وثروة عقلية، وأعمالا فنية فقدانا يشبه " إلقاء قنبلة على متحف اللوفر" لأن شبكة الأنماط الثقافية لحضارة ما مفهرسة في اللغة التي تعبر عنها."

• "وفيهم من يعتز بأنه يجهل العربية اعتزازه بأنه يعرف ما يعرف من الإنجليزية أو الفرنسية، يكني بذلك عن حداثته ورقيه. والمؤسسات والأشخاص الذين هم بين هؤلاء وأولئك تختلط في كلامهم العربية والإنجليزية، وهم في سكرة ثقافية؛ لِما يتشاكس في عقولهم من مذاهب وأفكار شتى."

• " وأن اللغة ثقافة؛ لأنها نبتت في قلوب الشعوب ، وأزهرت في حسها، وسلكت معها في فجاج الحياة، وأشرفت أيفاعها، وهبطت غيوبها، فكانت سجل علومها وعقائدها وتجاربها وذكرياتها، وأفراحها وأتراحها، وانتصاراتها، وهزائمها، وكانت مفرداتها رموزا، تشع بما تنطوي عليها أفئدتها من مشاعر، وأخيلتها من صور، وذواكرها من معارف، وعقولها من معان وفِكَر، وتنضح بتاريخها الطويل، وحياتها المديدة، ولكل أسلوب منها مكان من القلب، لا يبلغه أسلوب من لغة أخرى."

• " ولعل إمبراطور اليابان إنما أبى أن يتنازل عن اليابانية، كما أراد الأمريكيون أن يفعل، بعد انتصارهم عليه في الحرب الثانية، ولأن الإنجليزية إذا حلَّت محلها صار اليابانيون أمريكيين، وتحللت هويتهم بذهاب لغتهم، طال الزمن أو قصر. وهو -أيضا- سبب حمْل الاستعمار الشعوب على تعلم لغته وترك لغاتها؛ ليمحو ثقافتها، ويطمس الهوية، ويستنبت مكانها ثقافته وهويته؛ لتنحل فيه، بعد أن تزول دواعي الحرص على التميز منه."

• " أكثر اللغة - مع تأمله- مجاز، لا حقيقة"

• " فأن جهله بلغته يُفقده المقدرة على البيان عن المعاني النفسية التي هي ألصق شيء بالفكر والشعور والخصوصية الثقافية التي هو إليها أحوج منه إلى "العلم."

• " قال فيخته: إن الحدود التي تستحق أن تسمى حدودا طبيعية بين الشعوب هي التي ترسمها اللغات."

• " أشعر أني منفي بأفكاري وأحاسيسي العربية في ثقافة اللغة الفرنسية."

• " حتى قال مؤرخ الجزائر، أبو القاسم سعد الله - رحمه الله- : نحن الآن مع ثورتنا المظفرة - مستقلون، ولكن نكاد نكون بلا هوية، وقد فرْنسنا أنفسنا أكثر مما فرنسنا الفرنسيون، وفي كل يوم نزداد ارتماء في أحضان فرنسة والفرنكفورية، وربما كنا أكثر اعتزازا بالإسلام والعروبة والجزائر أيام الاستعمار منا أيام الاستقلال."

• " كما قال الفرنسيون إن ميول السوريين وعواطفهم تتجه نحو فرنسة، مذ تعلموا الفرنسية."

• " قال أوغستين برنار: إن الوحدة اللغوية تقود شيئا فشيئا إلى وحدة الإرادات."
7 reviews
July 20, 2022
اللغة هوية، للدكتور مختار الغوث
كتاب قيم يتحسس مشاكل كبرى تمس هوية العرب وكينونتهم وثقافتهم وإصالتهم وسبب بقائهم الأهم
وتنحصر كلها في لغتهم "اللغة العربية" والتي تم إهمالها ومحاولة إقصائها ومحوها منذ فترة طويلة
فمن منا لم يسمع بكلام كثيرعن تعليم اللغة العربية ومدى صعوبتها وعدم ملائمتها مع لغات العصر السريعة؟
ومن منا لم يحضر محاضرة أو ندوة تقع في دولته العربية ورغم ذلك تكون اللغة الرسمية للمتحدثين هي الإنجليزية؟
هذه الظاهرة الخطيرة قد بدأت كم يشرح الكتور مختار بأهم المجالات وأخطرها "العلوم والإدارة والأعمال والطب والإعلام" وتحويلها إلى اللغة الإنجليزية أو الفرنسية لجعلها اللغة الرسمية للتعامل والتخاطب والمراسلات. وحصر اللغة العربية في العلوم الشرعية وحصص اللغة العربية في المدارس. وكأنها لا تصلح ولا تزخر بمصطلحات متحضرة أو علمية !
كما يترتب على هذا الأمر التنازل عن الأرث العلمي والأدبي والفلسفي والتي كانت له اللغة العربية الحافظ والأمين لمكنوناته.
وكيف أن هذه التحولات الخطيرة تعتبر في أصلها طمس للعرب وثقافاتهم وعلومهم، حيث يستشهد بدول عدة تنبهت لهذا الخطر بعد استعماراتها وحروبها، وانقذت نفسها
بينما العرب لم يدركوا بعد هذا الخطر الذي منذ سنوات طويلة يتربص بهم .
هذا الكتاب هو الجزء الأول من سلسلة الدكتور مختار الغوث وهي تقع في ستة أجزاء قيمة وثمينة ومخيفة أيضاً.
34 reviews2 followers
November 30, 2025
لو آل الأمر إلي … لجعلت هذا الكتاب قراءة إلزامية لكل مسؤول عربي باعتباره مرجع فكري يعيد التذكير بكيفية نهوض الأمم حيث طال اشتياقنا لأيام كانت فيها العربية هي جسر العلوم و وعاء الحضارة.

يقدم الدكتور مختار عمل رصين ومتماسك نسج فيه باقتضاب و دون تكلف شواهد قوية تبرز كيف أن معظم الأمم- قويها و ضعيفها - تنظر إلى لغتها بوصفها ركيزة أساسية لوجودهما فتتمسك بها و تدافع عنها - كما فعل جاك شيراك في عديد المرار - و تقيم عليها نهضتها الفكرية و العلمية .

كما يقوم في ثنايا الكتاب بإحياء الأمل في إمكانية اللحاق بركب البشرية و استعادة زمام المبادرة بطرحه أدله واقعية تفند الإدعاء القائل بأن تعريب العلوم مستحيل أو يحتاج عقودا طويلة. حيث أشار إلى تجربة العرب إبان الثورة العربية الكبرى و تعريبهم للطب في زهاء سنتين زمان كما يسلط الضوء على التجربة الفيتنامية بعد الحرب من أمريكا من فتنمة العلوم في غضون ٩ أشهر فقط !!

باختصار ، هذه الموسوعة أراها مشروع نهضوي متكامل يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار و يكون جزء من رؤية ثقافية يجتمع عليها جميع العرب ، بجميع جامعاتهم ومؤسساتهم ، بل وحتى الفرس و الترك حيث نتشارك كثيرا من الكلمات التي يمكن أن تستخدم عوضا عن استحضار كلمات فرنسية أو إنجليزية لا تمت لنا بصلة.




Profile Image for Rana Masoud.
28 reviews8 followers
July 16, 2023
يمثل الكتاب الجزء الأول من سلسلة تهتم باللغة العربيةو ما تجابهه اليوم.
يبدأ الكاتب بمجاولة لتفسير معنى اللغة و الثقافة ف اول فصليين من الكتاب من الناحية اللغوية و الفلسفية و هو ما أصابني بالضجر و التعقيد، ما أعزوه تماما لفقر خلفيتي في فلسفة اللغة و اللسانيات. لينتهي من كلاهما و يبدأ سرد عدد من المشاكل و العلل التي أصابت الأمة العربية سواء كانت نتيجة مؤامرات و تدبير كالاستعمار الفرنسي أو ما كان لضعف الأمة نفسها و البحث عن الرقي و المعرفة و ووضعه نقيضا للعربية مما أدى لإنكباب اهلها على غيرها.

على الرغم من أهمية الكتاب إلا أن الضجر و الملل كانا رفيقي خلال قراءته و على الرغم من صغر حجمه إلا أن أسلوب الكاتب المسترسل و الافكار التي تولد أختها تضطرني للرجوع لأول الفقرة كل مرة لأتذك عن ماذا كان يتحدث أول الأمر، إضافة للاقتباسات و التي تتداخل أحيانا فيبدأ الكاتب بربطها باقتباس آخر يسفر عن شرح لنقطة اخرى ، و هكذا دواليك دوّامة تتلو الأخرى.
Profile Image for Mhd.
112 reviews11 followers
October 2, 2023
يلخص الكتاب في نقطتين:
١: لغة كل مجتمع تكشف عن هويته وثقافته وتاريخه. وتختزن علوم المجتمع وتجاربه وقيمه. فأمثال العرب القدماء تكشف عن تفاصيل حياتهم وما أحبوا وما كرهوا وما عرفوا ... الخ ولغة العرب الحديثين (ان صح التعبير) تكشف عن انهزامهم وتسخيفهم لانفسهم بسعيهم لاقتباس بغة غيرهم وتاثرهم بها فضلا عن جهلهم بلغتهم وخجلهم بهم.

٢: تتقوم هوية المجتمعات بلغاتها، وتمحي بزوال لغاتها، لذا ان ارادت الامة العربية ان يكون لها وجودا حقيقيا ومؤثرا في مصالحها الحضارية، فعليها ان تتمسك بلغتها لتحافظ على وجودها اولا، ثم ابداعها الفكري الذي يعمل على تحسين حالها بما يناسبها. والا اندمجت بثقافة اللغة التي تنازلت لها. غير ان هذا الاندماج اندماج انهزامي يسلب هوية المجتمع، ويحط من قدر اهله، ويعطل إبداعه في حل مشاكله، ويجعل منه مقلدا ساذجا، يتداوى بدواء مريض غيره.

هكذا ألخصه، ولعل غيري يلخصه بافكار اخرى.
Profile Image for وعْد.
32 reviews4 followers
September 9, 2023
كتاب كثيف، معلوماته تلامس قلب المسلم العربي الغيور على عروبته ولغة كتابه، أحببت كثرة مراجع المؤلف الدالة على عمق اطلاعه على الموضوع، وتقريره للمعلومات بأمثلة متعددة، أجاد المؤلف في عرض الفكرة وصياغتها بلغة تشعرك بحرارة اهتمامه وخوفه على لغته.

فكرة الكتاب باختصار شديد: بيان النتيجة التي يؤول إليها الحال إن استبدل العربي لغته بلغة أجنبية، وأن الخسارة ليست خسارة حرف فقط، بل يتبعها فقد لكل ما تحتويه اللغة من آداب وقيم وأخلاقيات وثقافة، لأن اللغة كما يعبر المؤلف (هي وعاء لكل ما يحمله الشعب) فإذا خسرت الوعاء، فقد ضيعت كل ما بداخله….
Profile Image for Abdelrahim Terfani.
32 reviews66 followers
February 5, 2024
على أمل أن يكون هذا الكتاب فاتحة خير لي، فيزيد به حبي لهاته اللغة و يزيدني تعظيما لشأنها وإجلالا لمكانتها..

يتحدث هذا الكتيب في مجمله عن مكانة اللغة الأم في تاريخ أي أمة سعت لترسيخ إسمها في التاريخ، و يذكر أمثلة على دول أبت إلا أن تكون شعوبها وحكوماتها وشوارعها وطيرها لا تجيد الحديث سوى باللغة الأم.. ثم قارن هذا مع الوضع في الدول العربية بين متخاذل ومتقاعس وناكر ومستهين..

لا تخلق اللغات عظيمة وإنما تعلو مكانتها بحسب إعلاء أصحابها لها، ولا صاحب للعربية في زماننا
Profile Image for حنان عبدالرحمن.
10 reviews
August 30, 2024
كتاب قاسي …
يبين لك بُعدنا عن لغتنا وعن تعظيمها مستدلاً بعدة أمثلة من دول أوربية وآسيوية
موضحاً سبب ذلك وهو التبعية التي يشعر بها الشعوب العربية فنعم نحن قد تحررنا من الاستعمار “ الجغرافي “ لكننا مازلنا تحت الاستعمار الثقافي

كما أشاد الكاتب بالتجربة السورية في عدة مواضع مبيناً نجاحها
وما زلت لليوم أتساءل ما الذي يحول بيننا وبين تعريب تعليمنا وإذاعتنا وشوارعنا وفكرنا ؟!
وماذا ينقص العربية كي لا تكون لغة العلم ؟
والذي يملك القرار لماذا يصرّ على الانسلاخ هذا؟

Profile Image for إبراهيم.
225 reviews45 followers
October 27, 2022
ليس مختار الغوث الوحيد ولا الأخير الذي تكلم عن مشكلة اللغة العربية ، أعيد هذا الموضوع كثيراً ولم يتغير شئ ولن يتغير برص الكلمات ، كما أقول وأردد المشكلة في الإرادة السياسية فهي أقوى محرك ومغير في عالمنا العربي
Profile Image for احمد التويجري.
29 reviews3 followers
November 21, 2022
لماذا نحتاج العربية وهي لن تفيدنا في الوظيفة. من أهم الكتب التي قرأتها في حياتي. حقائق واستشهادات بعيداً عن العاطفة والتعصب.
ظهر الدكتور مختار في بودكاست بعنوان الحرب الباردة على الكينونة العربية يتحدث فيه عن نفس أفكار الكتاب.
1 review
June 25, 2024


"لابد أن يجد الذي يتكلم بلغة غير لغته في بعض المقامات عيياً حصراً ، يدندن حول المعنى يحك في الصدر، فلا يجد ما يفصح عنه، فيستعين بالصوت والجسد، ويشبه تارة، ويوازن أخرى، ليقرب مايريد، ثم ينتهي إلى الاقرار بالعجز او الاكتفاء بالاجمال."

This entire review has been hidden because of spoilers.
1 review
July 25, 2024
كتاب جميل يجعلك تدرك أهمية اللغة من حيث
تعلقها بالهوية، وذكر نماذج عديدة لدولٍ أدركت أهمية اللغة وتعلقها بقوة الدولة وهويتها تؤكد على الفكرة التي يريد أن يقررها المؤلف.
والجهد المبذول في هذه الموسوعة واضح وكبير جدا.
كتاب فريد من نوعه.
Profile Image for حسين كاظم.
356 reviews114 followers
July 13, 2025
الكتاب جميل في حد ذاته، ولكنه مليء بالكلام الإنشائي والادعاءات غير الدقيقة علميا فيما يخص اللغة وعلاقتها بالفكر. وإنما أهمية هذا الكتاب تكمن في دقّه ناقوس الخطر الذي يتهدد لغتنا العربية بفعل ممارساتنا ونبذنا للغتنا، وفي تنبيهنا إلى أهمية تدارك ذلك.
Profile Image for جواهر الشلوي.
34 reviews4 followers
November 7, 2020

أول السلسلة يبدو أنه مشروع موفق وناجح،ليبارك الله في كل من يدافع عن العربية ويجازي الغوث خير الجزاء.
Displaying 1 - 30 of 41 reviews

Can't find what you're looking for?

Get help and learn more about the design.