What do you think?
Rate this book


426 pages, Hardcover
First published January 1, 2020
ق قاتل .. س سعيد.
حالتنا يا عباس لا تكون انعكاسا لظروفنا. بل نتيجة لما نفكر به. لهذا تميل وجوه الأطفال إلى ملامح السعادة.
أنا في حاجة إلى أن أكون شريرا. الشر يمنع عني الأذى. الناس يؤذون الطيب لأنهم يعلمون أنه طيب. و يبتعدون عن الشرير لأنهم يعلمون أن ردة فعله مؤذية. كيف لي أن أكون طيبا و شريرا معا.عجبا لأمر الإنسان. هذا الكائن المعقد المتناقض. منذ لحظة القتل الأولى التي أعمل فيها قابيل فأسه في رأس أخيه و البشرية لا تسمي هابيلا بل فقط قابيل. فهو الذي عاش و ليس من الفأل أن نتسمى بأسماء من ماتوا سيما و إن كانوا من الودعاء الطيبين.
هنالك شيء في الحياة يمنعنا من التصرف كما يحلو لنا. نظام يأخذ ما نريده بالاتجاه المعاكس. و يعطينا الأشياء التي لا نرغب بها. نظام يقول لنا أننا لا نملك من أمرنا إلا أن نقف في كل مرة نرى الأشياء تجرى خلافا لما نريد و نتنهد و نهمس كما همست حينها.بين إرادتنا و إرادة القدر و بين قدرتنا على الحلم و قدرتنا على الفعل و بين ظروفنا و أحلامنا تشكلنا الحياة و تتشكل بنا فمنا من يقع في فوهة القاف و من ينزلق في قعر السين و لا يبقى في النهاية منا إلا الحروف التي يمحوها الزمن بعد ذلك لتتشكل قصص أخرى في أزمان أخرى بمداد أقلامنا التي جف حبرها على الورق.
الناس لديهم استعداد غريب لتصديق حدوث الشر و عدم الاكتراث لأخبار الخير. الأوهام التي يفرضها الإحساس بالخطر من الشر أكثر تأثيرا من التي تتركها الرغبة بالانتفاع من الخير. حيث يكون التصديق اجراء وقائيا تستدعيه الغريزة لتجنب الضرر المحتمل.
"أريدك أن تعرف شيئاً واحداً فقط؛إنك مميز ليس لأنك رأيت شيئاً لم يره أحداً من قبلك،بل لأنك الوحيد في هذا العالم الذي يكون أنت.."

“فإن العربية الفصحى وحدها هي القادرة على الأفصاح الكامل للواقع العربي، فهي لغة تمتد جذورها في الماضي، و تمتد فروعها في المستقبل. و لعل هذا هو السبب في أن قوى الرجعية في العالم العربي و قوى الهيمنة خارجه، و التي يهمها الحفاظ علي وضع التجزئة، تبذل قصارى جهدها لدراسة العامية العربية المختلفة، و تعتمد المبالغ الطائلة لوضع معاجم و قواعد لها، و تشجيع على استخدامها.”
"تستمد الكلمات قوتها من كونها تجعل المعنى صورة و المخيلة تبعث بها الروح فتتحرك ; هذا ما يجعلنا فى كثير من الاحيان نرى حياة كاملة تحدث فى سطر"
"كيف تغير من ولد تدفعه رغبته فى التميز على أقرانه الى ولد يتمادى فى الشر ثم الى كاره للمجتمع ؟، و من اين له هذة الكلمات الذى يعبر بها عن افكاره "

" لان فهمنا فيها يكون محصوراً فى الاشياء التى تسعدنا فقط و نترك فيهم الاشياء التى تزعجنا لانه لا تعنينا ، و كلما كبرنا أصبحنا نريد ان نفهم الاشياء التى تزعجنا فى الحياة ; لنعالجها، ونتجنب فهم الاشياء التى تسعدنا لأننا نقل من أهميتها. حالتنا يا عباس لا تكون انعكاساً لظروفنا، بل نتيجة لما نفكر به ; لهذا تميل وجوه الاطفال الى ملامح السعادة، و تميل وجوهنا الى تعبيرات الانزعاج . "









"القراءة فعل يعطى العقل حريته في الفهم، اما الصورة فتجبره، تقيده، تسوقه وراءها. وقال إن أثر الكتابة يفوق أثر القراءة. في القراءة نحن نستخدم الكلمات، في الكتابة نصنعها."
عبر اللغة ودروبها وحروفها، وبسرد مدهش حقا – مقارنة بمستوى السرد عند جيل كتاب العرب الشباب- تمكن عبد الله البصيص من خلق رواية قوية تجمع معظم فنون الرواية. بذكريات الكويت في التسعينيات وصولا للوقت الحاضر من خلال تسجيلات "فهد نشوان" الذي كان مراهقا في الثانوية وقت احداث الرواية، حيث اختفى "سعيد جونكر" وسط اتهامات لفهد بقتله حينها ومحاولته تبرئة نفسه مع عدم استطاعته لحكى ما راَه ايمانا منه بأن لا أحد سيصدقه.
شلة مراهقي الثانوية واضطراباتهم النفسية وحياتهم السرية أحيانا وتقديمها من خلال شخصيات الرواية بجودة عالية.
من مميزات أسلوب البصيص : اللغة.. لغة قوية . الحوار بين الشخصيات في أيام المراهقة كان ممتع.
السرد أيضا من نقاط قوة الرواية فالتشويق كان حاضرا لأخر الرواية.
على الهامش نقطتان:
نقطة عن الرواية : النهاية غير متوقعة وهذا جيد بالنسبة لرواية تشويق واثارة، ولكن مشهد الأضواء وكلام فهد مختلف في التخيل عن ما حدث في الواقع من كتابات الملازم عادل، خصوصا لطالب في مرحلة الثانوية فهو ليس طفل بالنهاية فهو يدرك بالتأكيد القتل وان تبقى امامه جثة هامدة. لكن من الممكن في عقل البصيص الذى كان يقارن طول الرواية بين الصورة والكلمة وقوة وخصائص كل منهما في التأثير على العقل وادراكه، فهى ان كانت مقصوده ، فمن الممكن انه عبّر بالصورة البراقة للأضواء والتي كانت أضواء مصابيح وفليشر السيارة بانها "صورة" فلم يتمكن عقل فهد المبهور بالكارتون والفيديو والتلفاز الا التركيز فيها وترك الحقيقة الواضحة التي لم يستطع التعبير عنها بالكلمات ولم يجد الا تأثير الأضواء المبهرة على عقله وخياله.
نقطة عن الروائيين الشباب في مصر: " عيب عيب ، عيب عليكم" – بصوت سعيد جونكر-
الرواية في مصر بعافية، فجل الابداعات الحالية لكتاب من الخليج، حتى من كان في طريقه للوصول لمكانة جيدة مثل احمد مراد ، اخذ يجرى بقوته نحو الهاوية مستعرضا عضلاته الثقافية وايدولوجياته التي يحشرها حشرا في رواياته من بعد الفيل الأزرق فخرج نتاج ادبى مشوه .
تحية لعبدالله البصيص على الرواية الممتعة التي اذا ما قورنت برواية بوليسية لكتاب أجانب مثل "نيلوفر اسود" ل "ميشيل بوسى" ، فالتفوق واضح ل ق.. قاتل س.. سعيد