الفردوس الأرضي

by عبد الوهاب المسيري

نُشر هذا الكتاب مرَّة واحدة في بيروت، عام 1978م؛ ولم يُنشر ثانية رغم أهميته الفائقة في إلقاء الضوء على مرحلة فارقة في حياة مؤلفه العلَّامة وتطوره الفكري. فهذا الكتيب عظيم القيمة، صغير الحجم؛ يطوي كُل مقولاته الرئيسة التي بُني عليها مشروعه الفكري العملاق، الذي تتلمذ عليه جيلٌ كاملٌ من الشباب العربي.

ففي هذا الكتاب يستعمل الأستاذ كل أدواته لتحقيق خلاصه الروحي: النقد الأدبي، والتحليل الماركسي، وبقايا تعاليم التديُّن السوسيولوجي الذي خرج به من دمنهور، وفطرته الإنسانيَّة؛ يستعملها جميعًا بإخلاصٍ وحرارةٍ بارعين. فلا يرفُض المادية فحسب، بل يرفض كُلَّ تجلياتها، وأخطرها: الطوبيا؛ أو الفردوس اﻷرضي كما يُسميها. يرفُض أي خلاصٍ دنيويٍ نهائي يُقوِّض الإنسان. يرفض أي فردوس برَّاني في هذا العالم؛ فالفردوس الحقيقي ليس برانيًّا أبدًا، بل هو فردوس جواني: "الفردوس القلبي"، الذي اكتشفه المسيري مع مالكوم إكس؛ فردوس الإيمان. 

لقد عَبَرَ عبد الوهاب بهذا الكتاب من الماديَّةِ إلى الإنسانيَّةِ والإسلام. فمما ذكره رحمه الله، في سيرته؛ أن مالكوم إكس كان دليله للإسلام، ومن يقرأ الفصل الذي عقده الأستاذ عن الحاج مالك الشبَّاز (مالكوم إكس)، في الكتاب الذي بين أيدينا؛ فسيُدرك كيف كان مالكوم الأمريكي هو مدخل عبد الوهاب العربي إلى الإسلام!

وإذا كانت سيرة المسيري الفكريَّة تتتبَّع ولادة أفكاره ومنهجه، وكانت سيرته الشعريَّة ترسُم تحولات وجدانه؛ فإن هذا الكتاب -ربما بغير قصد- يجمع بين السيرة الفكرية والشعرية. إنه لوحةٌ امتزج فيها الفكر والشعور في لحظة تحولٍ إنساني فذَّة. إنه كتابٌ كُتب بنور القلب ومداد العقل معًا.

Genres: Politics, Philosophy, Sociology, Nonfiction, Social Science

160 pages, Paperback

First published January 1, 1978

About the author

الأستاذ الدكتور عبد الوهاب المسيري، مفكر عربي إسلامي وأستاذ غير متفرغ بكلية البنات جامعة عين شمس. وُلد في دمنهور 1938 وتلقى تعليمه الابتدائي والثانوي (مرحلة التكوين أو البذور). التحق عام 1955 بقسم اللغة الإنجليزية بكلية الآداب جامعة الإسكندرية وعُين معيدًا فيها عند تخرجه، وسافر إلى الولايات المتحدة عام 1963 حيث حصل على درجة الماجستير عام 1964 (من جامعة كولومبيا) ثم على درجة الدكتوراه عام 1969 من جامعة رَتْجَرز Rutgers (مرحلة الجذور).

وعند عودته إلى مصر قام بالتدريس في جامعة عين شمس وفي عدة جامعات عربية من أهمها جامعة الملك سعود (1983 – 1988)، كما عمل أستاذا زائرًا في أكاديمية ناصر العسكرية، وجامعة ماليزيا الإسلامية، وعضو مجلس الخبراء بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام (1970 – 1975)، ومستشارًا ثقافيًا للوفد الدائم لجامعة الدول العربية لدى هيئة الأمم المتحدة بنيويورك (1975 – 1979). ثم عضوا بمجلس الأمناء لجامعة العلوم الإسلامية والاجتماعية بليسبرج، بولاية فرجينيا بالولايات المتحدة الأمريكية، ومستشار التحرير في عدد من الحوليات التي تصدر في ماليزيا وإيران والولايات المتحدة وانجلترا وفرنسا (مرحلة الثمر).

ومن أهم أعمال الدكتور المسيري موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية: نموذج تفسيري جديد (ثمانية مجلدات) وكتاب رحلتي الفكرية: سيرة غير ذاتية غير موضوعية- في البذور والجذور والثمار. وللدكتور المسيري مؤلفات أخرى في موضوعات شتى من أهمها: العلمانية الجزئية والعلمانية الشاملة (جزأين)، إشكالية التحيز: رؤية معرفية ودعوة للاجتهاد (سبعة أجزاء). كما أن له مؤلفات أخرى في الحضارة الغربية والحضارة الأمريكية مثل: الفردوس الأرضي، و الفلسفة المادية وتفكيك الإنسان، و الحداثة وما بعد الحداثة، و دراسات معرفية في الحداثة الغربية. والدكتور المسيري له أيضاً دراسات لغوية وأدبية من أهمها: اللغة والمجاز: بين التوحيد ووحدة الوجود، و دراسات في الشعر، و في الأدب والفكر، كما صدر له ديوان شعر بعنوان أغاني الخبرة والحيرة والبراءة: سيرة شعرية. وقد نشر الدكتور المسيري عدة قصص وديوان شعر للأطفال

قدم الدكتور المسيري سيرته الفكرية في كتاب بعنوان رحلتي الفكرية – في البذور والجذور والثمر: سيرة غير ذاتية غير موضوعية (2001) حيث يعطي القارئ صورة مفصلة عن كيف ولدت أفكاره وتكونت والمنهج التفسيري الذي يستخدمه، خاصة مفهوم النموذج المعرفي التفسيري. وفي نهاية "الرحلة" يعطي عرضًا لأهم أفكاره

Reviews

[عبدالرحمن أبوذكري · Rating 5 out of 5]

لهذا الكتاب خصوصية شديدة في فكر عبدالوهاب المسيري، ففيه كُلّ مقولاتُه الرئيسيّة والتي سيُبنى عليها مشروعه الفكري العملاق ... وبرغم صغر حجم الكُتيّب إلا أنّهُ عملاق الفائدة، ففيه بعض الدراسات التي لم ينشُرها المسيري بعدها في أي مكان مثل الفصل الذي خصصه لقراءة سيرة مالكوم إكس ...
أزعم أن المسيري قد عبر على هذا الكتاب من الماديّة إلى الإنسانيّة والإسلام، وقد ذكر رحمه الله في سيرته أن مالكوم إكس كان مدخله للإسلام، ومن يقرأ الفصل الذي عقده للشهيد الحاج مالك الشباز(أو مالكوم إكس)، فسيفهم كيف كان مالكوم إكس الأميريكي هو مدخل عبدالوهاب العربي إلى الإسلام ...
في هذا الكُتيّب العملاق، لا يرفض المسيري الماديّة فقط، بل يرفض كُلّ تجلياتها، فهو يرفض الطوبيا، أو الفردوس اﻷرضي كما يُسميها؛ يرفُض الخلاص بالسلعة/الاستهلاك كطوبيا أو فردوس أرضي نهائي يُقوّض الإنسان ... إنّهُ يرفض أي فردوس برّاني، ويؤكد على أن الفردوس الأرضي الحقيقي هو فردوس جوّاني، ويستلهم تجربة إكس في "الفردوس القلبي"، فردوس الإيمان بالإنسان كمُقدّمة للإيمان بالله ...
لقد كان من فضل الله على المسيري أن هداه لدراسة الأدب والبحث عن الإنسان، فما أن وجد -رحمه الله- الإنسان؛ حتّى وجد الله عنده ...
رحمك الله يا أستاذنا ومعلمنا وشيخنا
رحمك الله وغفر لك وأسكنك الفردوس الأعلى، الفردوس الحقيقي

[عبـد الرَّحْمَٰن فَتْحــي · Rating 4 out of 5]

يمكن فهم الشقاء الذي عاشته الإنسانية على أنه عقاب إلهي على محاولة الإنسان إنشاء جنة على الأرض بلا إله بل وضده. أخذ مثل هذا المشروع بعدا كوكبيا في القرن العشرين، ومن ثم كان العقاب ذا سمة كوكبية كذلك. لقد انتهت هذه المحاولة بإنشاء أكبر جحيم على الأرض

عــــــلي عزت بيجوفيـــــتش.
_____
بسم الله.

نحن أمام إحدي أمتع الأطروحات المسيرية وقد تفاجأت بأن المسيري كتبها وهو في أوائل الثلاثينات، تلك الأطروحة تعد التربة المسيرية الخصبة لمجمل أفكاره وأطروحاته القادمة، ولعل من لم يقرأ هذا الكتاب للمسيري لن يستطع تكوين الإطار الفكري لهذا المشروع المناهض للمادية.
سنرى هنا المسيري بحلة ساخرة من الواقع، وبرؤية تنبؤية قوية رأيناها الآن في واقعنا العربي والإسلامي، فحين يتحدث المسيري مثلا عن مفاهيم تخص الأسرة وتحقيق الذات والدوارنية الاستهلاكية والمراهق والتفكك والعلاقة التعاقدية بين الرجل والمرأة سترى أنه يتحدث عن واقعنا الأليم وأن المرض قد تفشى وانتقل إلينا للأسف.
وبالمثل عن مساحيق التجميل والتعامل السلعي مع الإناث..إلخ. وهكذا كل شيء بدأته أمريكا تحول إلى وبال وقصف دائم على أم رؤوسنا وعلى خصوصيتنا وحضارتنا وقيمنا بمساهمات بالطبع من المثقفين الحمقى ودجالي العالمانية ومريدي الشهوات والسعار الجنسي واللادينيين.

وطبعا سنرى هنا المسيري الشاب المتحمس لبعض أفكار ماركس ولينين ومفاهيم الحرية والحب عندهما، وإن لم يبرز الإعجاب بشكل مباشر ولكنك تلحظ ذلك عند مواطن الاستشهاد وتبنى رؤية أمام رؤية، وهذا طبيعي لنرى صيرورة المسيري التكوينية ونضوجها في سيرته الذاتية. والكثير من الأفكار تم تكرارها في السيرة ولكن بشكل أكثر توسعا وبرؤية أكثر نضوجا، فكما قلنا، هنا نبتة المسيري الأولى.
___
يدور الكتاب حول فكرة (الفردوس الأرضي).
وهل كتب الله لنا أن نصنع الجنة "هنا والآن"؟

يفند هنا المسيري كل تلك المزاعم الواهية التي تدعي وجود فردوس فوري يلغي فكرة الفردوس الأخروى ممثلا بنموذجي الفردوس، في التجربة البراغماتية الأمريكية، والبراغماتية الصهيونية مع مقارنة سريعة مع النموذج العربي (ما قبل العولمة وإن احتفظنا ببعض القيم الأسرية والتراحمية، ولكنني أشعر أن الأطروحة كانت ستأخذ منحى آخرًا إن كانت كتبت في تلك الأعوام).

وضح المسيري أن هذين النموذجين العمليين لا يعترفان بالتاريخ (أو على الأقل يحولانه إلى أسطورة متناهية في البساطة) فالتاريخ الأمريكي الذي بدأ من هجرة البروتسانت الهمج إلى أرض الميعاد هي نفسها رحلة هجرة الصهاينة واعتبار فلسطين هي الكيان المجرد المحقق لنبوءات العهد القديم، كما لا تعترف بالوعي التاريخي والخضوع لقوانينه وعدم الإيمان بالنتاقض مستندة إلى أفكار صماء عن الإنسان البسيط ذي الرغبات الذي يمكن إشباعها متكأةً على الرأسمالية وتحويل الإنسان لمادة استهلاكية تطمس مفاهيم الممارسة المسترشدة بالتاريخ.
"ومن هنا يصبح الإنتاج والتقدم والمزيد من الانتاج هو الهدف نفسه دون اعتبار لحاجات الإنسان الحقيقية ولا للإمكانيات الطبيعية " وهذا قمة الاغتراب وتدور عجلات المصانع في سرعة خرافية فتنتج سلعا لا يريدها الإنسان ملوثة مع ذلك البيئة مدمرة الإنسان من الخارج، ثم تغرقه بالسلع فتدمره من الداخل.
_____
والدلالات كثيرة على هذا التشابه البراغماتي: منها
أن الهنود ماتوا لأنهم أضعف من البروتسانت وأسذج وأقل عملية لذا وجودهم التاريخي لا يهم ، وبالمثل الفلسطينيين فهم أقل عتادا من الصهاينة الكلاب، لذا لا يستحقون الوجود رغم أن كل مكان في الأرض يوحي بذكراهم وتاريخ أجدادهم. :")
لذا فكلا النموذجين يتعامى عن الواقع ويشيده من جديد بأسلوب همجي عنيف يحول فردوسه إلى جحيم الآخرين!
ولعل أصل المنشأ الذي وضحه المسيري لكلتا الظاهرتين السابقتين يوضح سبب التعاطف الأمريكاني مع حطة القوم الصهاينة، ما بين الكاوبوي، والرائد/الحالوتس.
____________________
هل وفرة الكم يحقق السعادة بالفعل؟

بعد رصد المقارنة من المسيري وتوضيح الخلل في النماذج ومواطن التشابه ينتقل إلى عالم السلع في الفردوس الأرضي فيعطيني أمثلة على السعار الاستهلاكي والرغبة في الانتاج بشراهة وتبني مفهوم "الإنسان الناجح"العملي عديم السياق، الشديد الفردانية بلا أسرة ممتدة، بلا جيران، بلا صداقات حقيقية بفراغ حقيقي حضاريا بتجسيد للعلاقات الإنسانية في العقود المجتمعية التي تدعي الشمولية الرياضية الإحصائية! وردود الأفعال على تلك المحاولات الفردوسية "الناجحة" المسيطرة على الإنسان من الداخل والخارج، تمثلت ردود الأفعال في حركات:

1- الهيبيز وهو تجسيد لأسطورة الفشل أمام النجاح ولكنه نموذج يفقد الرؤية الاستراتيجية كما يتسم بالكثير من صفات النموذج الفردوسي البسيط عديم الهدف عديم التنظيم عديم الارتباط
2- المخدرات وظهورها كعلامة على الحساسية الفردوسية كسبيل للنشوة دون معايشة للواقع
3- حركة أهل يسوع هو تمرد يحاول بث الحياة في المجتمع في الصلوات والعبادات وبعث حرارة الإيمان
4- قراءة السيد المسيح برؤية أمريكية تنتهي نهاية سينيمائية سعيدة في قراءة بديعة للمسرحية من المسيري
وتناول في الفصل الأخير(المرأة الأمريكية بين التاريخ والفردوس) الحركة التحررية للمرأة والذي رأيته أهم فصول الكتاب والذي بمثابة صرخة في وجه خنق المرأة بدثارالحرية المزيف، وكشف العلاقة بين فكرة العمل للمرأة والفائض العمالي الرأسمالي فيتحول النساء لأقلية مضطهدة تتمرد مثلها مثل باقي الأقليات!)
______
ثم عقد المسيري مقارنة بين السعي للفردوس الأرضي من مفهومي مالكوم إكس وبودورتز:

فمالكوم لديه مفهوم فردوسي يختلف عن بدورتز
ما بين مكة وما بين مانهاتن.
ما بين فردوس مشييء، بلاستيكي يجسد المتغير الناجح، متغير الهوية وحبيس عالم السوق والهرميات الاقتصادية والطبقية والقادر على هزيمة الآخرين في حربه النيتشوية!
وما بين رحلة مالكوم إلى مكة كحلم البراءة الأولى ووصفها المسيري بأنها "ترتيلة تمجد الروح الإنسانية التي يمكنها البقاء والاستمرار في مواجهة أكثر الظروف فسادا" وكيف تحقق حلمه بالبراءة في عدم عنصرية الإسلام وسموهى على المفاهيم المادية البحتة في حضارته السالفةأو الجاهلية بمفهومه الشخصي.

لقد كان مالكوم موضوعيا لدرجة تسمح له برؤية قصور وعقم ذلك الطيران الفردوسي فاستطاع هو ذاته أن يحلق في السماء مثل الفتى إيكاروس الذي حاول الطيران بأجنحة من شمع، مالكوم طار بأجنحة وهبه الله إياها بعقيدة الإسلام

وثمة جوانب أخرى أكثر أهمية في رحلة مالكوم الروحانية وهي إدارك أنه في الإسلام لا يجوز رسم صورة للإله فهو لا يتجسد في أي شكل إنساني ونبي الإسلام هو محطم الأوثان بكل أشكالها ورسم صورة للإله هو في النهاية فرض حدود عليه وصبغه بصبغة معينة وإن الله عز وجل إله شامل ويجب أن يظل كذلك ويجب أن يستمر رفض تجسيده في إنسان أبيض بعيون زرقاء، أو حتى إنسان نصف أبيض نصف أسود!

___
خاتمة

● في الخواتيم نرى تحقق العديد من التنبؤات المسيرية مثل سيطرة هذا النظام الرأسمالي البرجوازي على كل العالم وفرضه لنموذجه، ومثل تفشي ظاهرة الشذوذ الجنسي كترجمة أمينة ومنطقية لمبدأ اللذة النفعي المؤقت ثم العودة للاستهلاك المبسط مجددا! ودوري يا دوارة دوري.
_

في النهاية كان هذا مرور سريع على أهم محاور الكتيب والذي أنصح به طبعا لمن لم يتعرف على المسيري بعد.

أه، شعرت بالاشمئزاز في الكثير من الفصول والله هذا التجريد للبشر أشعل الدم في عروقي كلها! هذا الواقع الرأسمالي العفن الذي يرى الإنسان شيئا وحيدا تافها غير قادرا على الحب أو التسامي! هذا الإنسان حبيس حواسه الخمسة الذي ينفي تقاليده وتاريخه ويلغي إرداته، لكم أصابني بالرعب. هذا الكيان الحر، وهو في حريته وحيد "كما لو أنهم يقولون، أنت حر ما لم تضر هؤلاء الأغيار "

▪ على العموم، نحن نعيش مرحلة مفصلية في التاريخ البشري ، مرحلة تسيطر عليها فلسفة لا تؤمن بالإنسان ولا الجماعة حتى، حضارة برجوازية تجسد أكبر انحراف عن تاريخ البشر، مرحلة الإنسان الشره كثير التوقعات كثير الإحباط! وعلينا إدراك ذلك حتى نشفق قليلا على الغرب، لنشفق على هذا البطل المأساوي الذي ينظر ماذا اقترفت يداه، ويشاهد نفسه وهو ينهشها ويهينها بيديه لا بيد عمرو!
ولأختم بجملة كررها المسيري كثيرا:
((الرغبة في الفردوس الأرضي تؤدي عادة إلى الجحيم!)).

رحمك الله وجمعنا بك في "الفردوس" يا عزيزي :')
_______________
هذا كل شيء.
حياكم الله

[سارة سمير · Rating 4 out of 5]

“من يهرب من التاريخ ليعيش في الفردوس، فإن الأمر سينتهي به في الجحيم!”

كتاب رائع يشرح فكر الحضارة الامريكية من قلب الاحداث
اسلوب المعيشة والملبس والطعام والزواج والعلاقات الاجتماعية والافكار الدينية والانقسامات الداخلية واساس المشكلة "العنصرية" التي بنيت ��ليها امريكا ومازالت قائمة عليها بكل انواع العنصرية الممكنة وليس فقط اللون

“فمن يرتكب خطأ ما بهو بطل مأسوي، أما من يرتكب أخطاء الآخرين فهو مهرِّج.”

تقسيم الكتاب مميز جدا والاسلوب سلس استمتعت به جدا وتعرفت على الكثير من الحضارة الامريكية من داخلها وتأكدت لدي الآن الكثير من الآراء التي كنت اعرفها عن فاسد هذا المجتمع المتمرد على كل الاصول والتاريخ

“إن التنوع هو سمة الوجود الإنساني التاريخي، وأي محاولة لإلغاء التنوع أو تجاهله هي محاولة فردوسية تدور في إطار الأساطير أو البدائل المستحيلة”

“الوجود الإنساني: أن يعيش الإنسان داخل جسده الطبيعي يحمل وعيه التاريخي, والجسد والوعي رغم ارتباطهما منفصلان الواحد عن الآخر فبينما يؤكد الأول انتماءه إلى عالم الحيوان, يؤكد الثاني انتماءه لما هو غير حيواني . وبين هذا الشد والجذب يعيش الإنسان أيامه الأرضية لا مخرج له منها كفرد أو كجماعة”

شكرا اصدقاء القراءة على المشاركة المميزة جدا في قراءة مهمة والمناقشات الجميلة🌹🥰

[Ahmad Sakr · Rating 4 out of 5]

الكتاب عبارة عن بعض الانطباعات التي تركتها الحضارة الأمريكية في عقل المسيري حينما كان يدرس الماجستير والدكتوراه هناك.. وفكرة اسم الكتاب باختصار هو كيف أن الفكر الغربي الأمريكي القائم على العديد من الفلسفات المادية يحاول الوصول لأقصى درجات السعادة أو الفرودوس الأرض ولكن هذا عن طريق اهتمامه بالمادة فقط.. وتلك الفلسفات تنسب لنفسها القدرة على تحقيق الفردوس فى الارض "الآن وهنا" باشباع كل رغبات البشر، والذي حدث أن استسلم الناس لها واسلموا لها القيادة متبعين اخر الاساليب العلمية التى لا يعرفها بطبيعة الحال الا العلماء وذلك حتى يتنسى الوصول فى اسرع وقت من خلال اقصر طريق الى الفردوس الموعود. ويشير المسيري إلى أن هذا المنطق خطر للغاية ، فهو ثورى فى مظهره رجعى فى جوهره، فهو فى مظهره يحل النجاح العاجل فى الدنيا محل اى نجاح آجل غيبي فى الاخرة، كما يؤكد اهمية السعادة الدنيوية المباشرة. ولكنه فى جوهره ينطوى على رفض للمواضيع الاجتماعية وللحدود التاريخية.

ويوضح الدكتور المسيري أيضا في الكتاب اوجه التطابق بين الحضارتين الأمريكية والصهيونية.. ونقطة التشابه الأساسية بينهما هي العنف العنصري.. فرفض التاريخ نتج عنه رفض الواقع بكل تفاصيله.. لا مرجعيات ولا حدود للصواب أو الخطأ.. المرجعية الوحيدة هي البرجماتية أو النفعية.. إذا كان الأمر سيعود علينا بالنفع فهو صواب وإن لم يعد علينا بالنفع فهو خطأ
ثم ينتقل المسيري بعد ذلك إلى الداخل الأمريكي أكثر وكيف أن تلك المادية وبنتها الصغرى الاستهلاكية قضوا على الانسان الأمريكي وقمعوا انسانيته عن طريق تحويله لسلعة
.
.
الكتاب جميل وفيه تفاصيل جميلة ويمتزج به فكر المؤلف العميق بأسلوب أقرب للسرد وحكاية تجارب شخصية جعلت الكتاب أسهل نسبيا في الفهم من كتب المسيري الأخرى.. الكتاب جميل وانصح بقراءته :)
.
.
شكرا لديمة وفاطمة الزهراء على القراءة المشتركة لهذا الكتاب :) ..

[Amr Mohamed · Rating 3 out of 5]

كتاب قيم للدكتور المسيري الله يرحمه يتحدث عن الفردوس الأمريكي الأرضي والحضارة الأمريكية

الفصل الأول يتكلم عن التشابه بين البراجماتية الأمريكية البراجماتية التلمودية اى التشابه بين أمريكا واسرائيل واهم صفة مشتركة بينهم رفضهم للتاريخ فأمريكا بدأت بالعبور الى ارض الميعاد متجاهلة التاريخ الأروبي او تاريخ مسيحي أوروبا وكذلك اسرائيل التى تريد العودة الى البساطة الأولي ايام ما كان يعيشون اليهود ككيان قومي مستقل رافضين تاريخ اليهود فى اى حضارة غير يهودية.
وثانى اوجه تشابهم هما ان الاثنان مجتمع استيطاني يترك هويته القديمة ويستحدث قومية وتراث جديد ليعيش به فى ارض الميعاد

ثم تكلم عن فى فكر الفيلسوف وليم جيمس والذى قدم له المختارات تلميذه هوارس كالن المفكر الصهيوني... والعنف البراجماتي وشخصية الكاوبوي الأمريكية وفكرة البقاء للأقوي والأصلح فى عالم نتشيوي دارويني وذلك ما تم فى فلسطين فلقد سقط الحق التاريخي والانساني وما تبقي هي قوة السلاح
والصهيون يريدون تحول فلسطين الى مجرد أرض شئ ينتمي الى عالم الطبيعة اكثر من انتمائه لعالم التاريخ لاسقاط حق الانسان الفلسطيني التاريخي فى ارضه باسم التقدم مثل الهنود الحمر فهو انسان طبيعيا كونيا لا تحده حدود فمن السهل اجتثاثه كالفريسة ...

رأي المفكر البراجماتي ان اسم يسرائيل يعني المتصارع مع الرب فهو شعب يعيش فى صراع دائم مع الطبيعة القاسية من رمال وتلال يواجهونها مثل ما يواجهون تماما الطبيعة البشرية او طبيعة جيرانهم العرب لذلك نعود لفكرة البقاء للأقوي

ثم تكلم فى الفصل الثانى عن عالم السلع الفردوسية ومضاعفة الانتاج لاشياء لا تلبي احتياجات الانسان الحقيقية وان ما يهدد العامل الامريكي ليس قلة السلع بل وفرتها واستهلاكه لتلك السلع

والباب الثالث كتب مقارنة بين سيرة ذاتية للكاتب اليهودي الأمريكي نورمان بوردتز وبين مالكوم اكس او الحاج مالك شباز ويوضح ان الفردوس من الممكن ان يكون روحي وليس وجودي

واخيرا تكلم عن المرأة الأمريكية والفردوس الأرضي وتحرر المرأة الأمريكية ومن الاجزاء المهمة فى ذلك الفصل انه قال ان الاعلانات والدعاية الأمريكية تجد بها دائما امرأة نصف عارية تبيع للرجل شئ فتزيد توقعات الرجل لتصبح امرأته مثل مارلين مونرو وتساهم الشركات المنتجة لأدوات التجميل فى زيادة توقعات الرجل للأنثي حتى يجعلوا الأنثي تستهلك اكثر من مستحضرات التجميل
ثم ذكر قصيدة تدل علي ثورة النساء ضد ادوات التجميل الرموش الصناعية والعطور اللانهائية واحساسهم بأنهم مجرد سلعة

الفتاة الجميلة كالسلعة
تباع وتُشتري مع اسهم الشركات
حينما ترتفع الأسعار فى السوق
أحسب أسهمك
فيما ترتدي منه من ملابس
لأن هذا هو مصدر الربح
الفتاة الجميلة فى هذا المجتمع
يحكم عليها حسب المظهر فحسب
إن ما تري على وجهها يكون فى الغالب بقايا
المواد الكيماوية التى يستخدمونها فى الحروب

كتاب جيد انصح به

[Mohamed · Rating 4 out of 5]

من خلال نقد عبد الوهاب المسيري للعلمانية يضعنا المسيري بين خيارين فقط، لا ثالث لهما، تقديس المادة أو تقديس المعنى، و المعنى هنا يبدو لي شيئا أفلاطونياً خيالياً مختلف تماما عن المادة، فالشخص الذي يحب امرأة ما يحبها لأنها موجودة هناك في حيز مادي ما، و لكنه قد يستمر في حبها رغم انتهائها كمادة، و هنا نجد أن المعنى يبقى باستمرار رد فعل حر و غير حر في آن واحد، فهناك من يحب شخصاً ثم يكرهه ـ لأسباب ـ و آخر يرغب بذلك لكنه لا يستطيع التخلي عن هذا الشعور ـ لأسباب أيضا ـ و من هنا نجد أن المعنى هو الشعرة الصغيرة الخفية بين الحرية و الجبرية، و المقدس نفسه كمعنى يمتلك مطاطية و قابلية على التمدد أو التقلص، مثال ذلك أن البدوي الذي يقضي حياته في الغزو و الحرب يعرف أن "الغزو و القتل" هو من المحرمات، و لكنه يمارس هذه الأفعال كل يوم و هو يدرك ـ يقيناً ـ أن الله سيدخله الجنة، و هكذا نجد أن أبسط العقول و أبعدها عن العلم و الحضارة و أكثرها جهلا بالعلمانية و مشتقاتها، يجد المقدس مطاطا و قابلا للتجزئة بما يناسب حاجته و حاجات قبيلته و عشيرته.
إن المعنى إنما يتشكل بفعل وجود الحيز الإنساني "المفكر" و لكل شيء منعكس على نفس الإنسان معناه المحدود أو المطلق، فنحن نفكر في شخص ما، و هو بهذه الصيغة يعكس لدينا معنى، و حينما نفكر في هل هو فان أم قابل للتحول إلى الخلود ـ الحياة الأخرى ـ و نوعية هذا الخلود هل هو جسماني أم روحاني؟ هنا يصبح للمعنى امتداد إلى اللا محدود.
فكرة نقد العلمانية والبرجوازية والليبرالية التي ينتهجها الشعب الامريكي والتي حولته الي شعب مادي يعشق التحرر من المكان والزمان ومن التاريخ وما يؤدي ذلك الي الخروج عن طبقات المشاعر الانسانية والي الفشل الذريع علي مستوي المؤسسات الاجتماعية مثل الاسرة
فى القراءة الثانية للكتاب حاولت التركيز أكثر عن التجليات الواضحة لفكرة الفردوس الطوباوي علي الأرض وكيف ان المسيري رفض فقط ليس وجود فردوس أرضي علماني قائم علي فكرة الاستهلاك / اشباع الرغبات الحيوانية بل تعداه ليرفض كل تجليات هذا الفكر وهو بالطبع الثمرة الأفسد للنموذج الاجتماعي الغربي حيث يسيطر السوق علي الحياة الاجتماعية , بداية من اختيار الطعام نهاية بالذوق فى اختيار الملابس
فى المقابل يطرح المسيري من خلال الفصل الذي خصصه للحديث عن تجربة مالكوم أكس عن امكانية وجود فردوس ارضي ولكن هذه المرة هو فردوس روحي ذاتي داخلي او جواني حسب تعبير المسيري حيث يسكن الانسان السعيد القريب من ربه حياة الفردوس بروحه بداخله بعيداٌ عن المادة وتجلياتها نفسها .

كتاب ممتع ومرهق كعادة كل كتب المسيري ولا يجوز معه قراءة واحدة ولا مراجعة بسيطة لا تعطي الكتاب حقه كتلك , لكنها مجرد كلمات أردت ذكرها عن الكتاب وهي لا تعني أى شئ
الكتاب هذا بالذات يمكننا القول بأنه ملخص جيد لفكر المسيري وعليك التحلي ببعض الصبر مع مصطلحاته فهنا بخلاف موسوعة الصهيونية هو يستخدم المصطلح مباشرة أحياناٌ بدون تعريف واضح قد يرضيك
فى هذا الكتاب أسس المسيري لمعظم الأفكار والمصطلحات التي سينتهجها كلها بعد ذلك فى اطار مشروعه المعرفي ضد فكرة الاستهلاك والعلمانية الاجتماعية الغربية لذلك قد يكون أهم الكتاب بعد كتاب رحلتي الفكرية بسبب احتوائه علي كمية كبيرة من المفاتيح الهامة للدخول لمشروع المسيري المعرفي بطريقة أكثر يسراٌ .

[Kⲁrim Hⲁlim · Rating 4 out of 5]

كعادة دكتور مسيري في كتاباته
فتح آفاق الفكر لما هي عليه الأفكار منذ الستينات والسبعينات
أعتقد أن كل الأفكار والتيارات الغربية الحديثة هي نتاج لما أشار له الكاتب وأوضحه بفلفسية نقدية مثيرة

شكراً لكل من شاركني في هذه القراءة ومنتظر قراءات أخرى ان شاء الله

[Myada Elmasry · Rating 4 out of 5]

الله على الجمال ، بقالي كتير مقرأتش كتاب بالعظمة دي 😍😍


"ولكن نفاجأ بعدم اتساق برجماتى فى كتاب كالن ، اذ نجد انه فجأة يقتبس مثلا انجليزيا يقول:
اذا ضربت
عربيا فى فلسطين ، فأنت ايضا تضرب جده فى الأردن ، ولنلاحظ الانتقاء غير المحايد للمثل الذى يستخدمه كى
يصنف هذا الحيوان العربى ، موضع الدراسة والذى لا يصلح الا كموضوع للضـرب .

نعم ايهـا البرجمـاتى ان
ضربت عربيا فى فلسطين ، فأنت تضرب جده فى الاردن وأخاه فى مصر وأمه فى الخليج وأخاه فى السودان
وأخاه الآخر فى اليمن والجزائر ، فلسنا شعوبا تتحدث العربية كما تدعى، وانما توحدنا لغـة وتـراث وتـاريخ
مشترك وبقعة ارض مشتركة ومصالح اقتصادية مشتركة.
وماذا كان يضيرك أيها البرجماتى ان تتحدث عـن
تقديم الخير لعربى فى فلسطين بدلا من ضربه ؟

ان كنت لا تعرف السؤال فأنا اعرف الاجابة ، لو عاملـت عربيـا
بالحسنى فى فلسطين لقوبلت بالعرفان بالجميل فى بغداد والقاهرة ودمشق .
ولكن انى لك ان تختار مثلا كريمـا
طيبا ، انى لك أن تتعامل مع الخير وانت لا يمكنك ان تتعامل الا بأصابعك الخمسة ؟"

[صهيب · Rating 3 out of 5]

بداية محفزة مع كتب المسيري

:)

[Dema · Rating 5 out of 5]

🔼البداية هي النهاية ..

" الرغبة في الفردوس الأرضي تؤدي عادة للجحيم! "

أنهى المسيري كتابه بهذه الجملة وأنا أبتدئ بها مراجعتي،
فما إن نبدأ بالتفكير بإيجاد فردوسا أرضيا نكون رسمنا الطريق للوصول إلى الجحيم ..

✨الفصل الأول :: البرجماتية الامريكية والبرجماتية التلمودية »»

" إن الوجدان الأمريكي هو حقا وجدان الرفض للتاريخ والتراث بل وأي فكر مسبق عن الواقع، وجدان يسيطر عليه الفلسفة البرجماتية أو الذرائعية سيطرة كاملة ".
__ ما هو التاريخ؟ هو " عبارة عن تراكم خبرات الإنسان في مجابهة الطبيعة"، إذن " المجتمع الأمريكي مجتمع ذرائعي لا يشغل نفسه بالحقيقة النسبية التاريخية ولا يبحث إلا عما يزيد من راحته وهنائه الماديين " .

"ولا يملك الدارس للوجدان الأمريكي والصهيوني إلا أن يلاحظ التشابه بينهما ولعل أهم صفات التشابه بين الوجدانيين أن كليهما يرفض التاريخ وبعناد وإصرار أو على الأقل يحوله إلى أسطورة متناهية في البساطة "... "ولعل الاستيطان الصهيوني في فلسطين أكبر دليل على أن إنكار التاريخ جزء من بناء البرجماتية ذاته، فالصهيوني لم يكن عنده عذر، ففلسطين كانت عربية وجزءا من تاريخ عربي قديم متماسك ومع ذلك نجده يصر على القول بأنها أرض بلا شعب " .

ولكن " يظل هناك فرق جوهري بين البرجماتية الأمريكية والبرجمانية الصهيونية، فأما الأمريكية هي برجماتية غير مبرمجة وغير مثقلة بأي أساطير ولذا فهي برجماتية متسقة مع نفسها، تقف ضد التاريخ ولا تاريخ لها، أما البرجماتية الصهيونية فهي مبرمجة مثقلة بالأساطير والتواريخ المقدسة "
____________

✨الفصل الثاني :: عالم السلع الفردوسي »»

" الحضارة الأمريكية حضارة ناجحة للغاية على المستوى الإنتاجي والمادي ، حققت السيطرة الكاملة على الإنسان الأمريكي من الداخل والخارج ... فهي حضارة الماديين والنفعيين، حضارة ترى الإنسان على أنه كمية من الاحتياجات من السهل إرضائها " وهي تعمل على " تحويل الإنسان إلى شيء والشيء إلى وثن، إنها تؤدي إلى اغتراب الإنسان وإلى انحرافه عن جوهره الإنساني ، فالإنتاج غير موجود من أجل العامل بل العامل موجود من أجل الإنتاج .."
____________

✨الفصل الثالث :: الإنسان بين الأشياء والبراءة الأولى »»

في هذا الفصل عقد المسيري مقارنة بين الفردوس الأرضي الذي ينشده بودورتز (رئيس تحرير مجلة كومنتاري ) والفردوس الروحي الذي وصل إليه مالكوم إكس .

" رفض مالكوم أخلاقيات المجتمع الرأسمالي العرقي في الولايات المتحدة وفاض قلبه بحب مكة ولكنه مع هذا رفض أن يهبط إلى أي شكل من أشكال الهروب أو الرغبة في العودة الصوفية ليقيم بجوار قبر الرسول أو يستوطن في العالم الإسلامي أو أي مكان يتصوره على أنه الفردوس الأرضي ... بل عاد إلى قومه ليحارب معهم من أجل حقوقهم، فرفض الأفكار الانفصالية التي كانت تدعو لها بعض الجماعات القومية السوداء وتبنى مفهوما أكثر تركيبا عن العودة إلى افريقيا فلقد أضحت العودة بالنسبة له عودة فلسفية وحضارية فحسب وليست عودة جسدية فردوسية .."
__________

✨الفصل الرابع :: المرأة الأمريكية بين التاريخ والفردوس »»

" ثمة تيار برجوازي قوي يسري في كتابات حركة تحرير المرأة رغم ثورتها المعلنة، بل إنني أعتقد أن حجر الزاوية في معظم هذه الكتابات هو المفهوم البرجوازي للطبيعة البشرية، فالنظام الرأسمالي قد حول كل الأشياء إلى سلع بما في ذلك الإنسان، فالإنسان هو الآخر سلعة تباع وتشترى في الأسواق حسب قوانين العرض والطلب المطلقة .."

_____________________________

🌟 المراجعة عبارة اقتباسات من كلام الكاتب فقط :)

🌟 هذه أولى قراءاتي للمسيري ولن أدعي أنني استوعبت الكتاب بكل ما جاء فيه ولكنني استمتعت جدا به وفتح لي آفاقا جديدة .. وفتح لي بابا للولوج إلى فكر هذا العبقري من خلال كتبه التي سوف اقرأها بإذن الله

🌟 شكرا لأخي أحمد وصديقتي فاطمة على القراءة المشتركة اللطيفة ^^
وشكرا مرة أخرى لأخي أحمد لكونه السبب لتشجيعي على القراءة للمسيري باقتراحه هذا الكتاب فقد كنت دائمة التخوف من كتاباته😅 ولمساعدته لنا في شرح بعض المصطلحات :)) .

[Zeyad Elmortada · Rating 4 out of 5]

اول الكتب في رحلتي مع المسيري إن شاء الله

يدور الكتاب بالكامل في فلك البراجماتية الأمريكية
وتعريف المسيري للبراجماتية الأمريكية هي الفلسفة المادية التي لا تؤمن سوي بالنجاح كمقياس للحياة
وبذلك فالبراجماتية تنكر او تعطل عمل التاريخ وتستند لاحصائيات النجاح او القدرة علي الفعل فقط .

في الفصل الاول يقارن بين البراجماتية الأمريكية و التلمودية
فكلا الشعبين الأمريكي واليهودي قد نسب لنفسة الحق في امتلاك ارض ليست من تاريخة بشئ ناكراً الحق التاريخي لشعبها فيها ومعللاً ذلك بقدرته علي الفعل
فكيفما عامل الأمريكان الهنود الحمر وكانت شخصية الكاوبوي هي شخصية البطل القومي عندهم
يظهر في فلسطين المحتلة الان شخصية البطل اليهودي في صورة السياسي الذي ينشأ المستوطنات ويساهم في صناعة اللاجئين .

في الفصل الثاني يتحدث عن عالم الفردوس الأرضي (عالم الاستهلاك الرأسمالي)
والفردوس الأرضي من وجهة نظر المسيري هو التنعم غير الدائم والمتقطع في الحياة الأرضية بما ينافي القيم العليا
" الرغبة في الفردوس الأرضي تؤدي إلي الجحيم "
فالرغبة في الاستهلاك وإشباع تلك الحاجة يضر النسيج البشري والإقتصادي ذلك لأن السعادة البشرية نسبية وسريعة الزوال لذلك كان التطلع للجانب الروحي افيد بالنسبة للإنسان ،قارن المسيري في هذا الفصل بين نوعيين روحنين في امريكا في الستنيات القرن الماضي
وهما (الهيبيز) و (أهل يسوع) والأثنان جماعتان قائمتان علي التجرد الكامل من الإستهلاك وتوابعة
الاول حركة لادينية و الاخري دينية ، الاولي فردوسها الأرضي في المخدرات والجنس والثانية في الانغماس في الدين والتقشف عن كل المغريات والمتع
والجماعتين من وجهة نظر المسيري جانبهم الصواب .

في الفصل الثالث يقارن بين السيرة الذاتية الشخصية
لـ نورمان بورتدز و مالكوم أكس
فالأول شخصية يهودية مرموقة ككاتب مخضرم في اهم المجلات في ثلاثنيات القرن الماضي حاول إقامة الفردوس الأرضي
من تمتع بالمغريات علي عكس المعتقد اليهودي الذي ينتظر الماشيح المخلص لذلك لا يلتفت للحياة الدنيا ، وبين مالكوم اكس الامريكي من اصل افريقي
الذي بدء رحلتة الروحية كمضهطد في امريكا إلي محاضر وداعي للمساوة بين كل البشر بعد إعتناقة الإسلام وتغير إسمة الحاج شباز .

في الفصل الرابع يتحدث المسيري عن حركات تحرير المرأة بين الحقوق الطبيعية والحقوق اللاعقلانية
فالدعوة للمساواة بين الجنسين دعوة عقلانية مقبولة من كل البشر إلا المتعصبين لذكوريتهم ولكن في نفس الوقت يجب الفصل بين حقوق المرأة
وافتراءات حركات التحرير التي تطالب بالانقلاب علي الرجال للحصول علي السلطة
او تطالب بإلغاء عقد الزواج لأنة ملزم للمرأة
او علي اقل تقدير تطالب بإقامة عقد للزواج يحول العلاقة بين الزوجين لعلاقة تجارية بين الطرفين فيها المنتفع وفيها المتضرر
وهو ما يحول الزواج إلي عقد قانوني يستلزم تدخل المحامي في كل تفاصيلة .

أسلوب المسيري ممتع والكتاب رغم صغر حجمه فهو ملئ بالعديد من الإحصائيات وملخصات الكتب والسير الذاتية
حتي ملخصات بعض المسرحيات في ستينات القرن الماضي والتي استخدمها المسيري لإضفاء الطابع الادبي لمعالجتة لقضية البراجماتية الامريكية
ا�� المادية التي كانت في بدايتها في امريكا أنذاك .

[Mohamed Al-Moslemany · Rating 4 out of 5]

يبدوا أنى لست على قدر كتابات المسيرى الوعرة كهذا، أجد صعوبة جمة فى فك طلاسم أساسات فكره العميق فيما يخص تفتيت برجماتية الغرب والفكر الصهيونى...
عودة للرحلة الفكرية لعلى أرتقى معها فى فهم منهجه وأفكاره ولى مع كتابه المعقد هذا جولة أخرى
يونيو 2015

أنهيت الرحلة الفكرية من سنتين وأعدت قراءة الفردوس الأرضي كاملا مرة ومقتطعا أكثر من مرة، نسيت التعليق السابق حتى نبهني عمار بالأمس
وغمرني شعور جميل بأن المضي في الطريق يثمر ولو بعد حين
نوفمبر 2018

[Engy · Rating 3 out of 5]

تصور أن الحياة الدنيا هى المُنتهى مع إسقاط الوعى التاريخى للإنسان و الرغبة فى إقامة فردوس "وهمى " على الأرض، أدى إلى سحق ��نسانيته و تحويله إلى أداة إستهلاكية و تحولت العلاقات الإنسانية إلى حالة قلق- من يفترس من-

الكتاب أول تجربة لى مع المسيرى و لن تكون الأخيرة إن شاء الله

[نورة · Rating 4 out of 5]

عن الفردوس الأرضي واليوتوبيا الحداثية المسيري يتحدث..

عن الوصول بالإنسان لمرحلة التشيؤ والتي سبق وأن تحدث عنها المسيري في كتبه ومحاضراته، ونموذجه الذي به حاكم بقية النماذج، حيث هذا الكتاب سار على نموذجه وقواعده التي أرساها، والقارئ في هذا الكتاب لن يستجد عليه شيء في فلسفة المسيري ولكنه سيكون أكثر تفصيلا في الجوانب التي تناولها وهي: البراجماتية الأمريكية والبراجماتية التلمودية (الصهيوينة) - عالم السلع الفردوسي - الإنسان بين الأشياء والبراءة الأولى - المرأة الأمريكية بين التاريخ والفردوس.
والمسيري هنا يقصد بالفردوس اليوتوبيا الحداثية التي تنزع الإنسان من إنسانيته وتاريخه، تتعامل معه كشيء منزوع من جذوره، وعن هذا الغباء في محاولة قمع روحه وتاريخه، وتعامله مع كل شيء على أنه نسبي، حيث السيولة والعبثية المطلقة واللا قيم واللا مسلمات، لذا تجد حتى في الأبحاث الأمريكية عدم التأصيل والتجذير، تجدهم يتعاملون مع كل شيء كتفاصيل صغيرة منزوعة من إطارها الكلي، لذا فالنتائج مؤقتة محددة غير كلية وغير كافية ! لكن هذا لا يهم البراجماتية الأمريكية فالمهم تحقيق الذات لا معرفتها، المهم الإنتاجية العملية لا الحقيقة التاريخية، حيث انعدام الرؤية الجوهرية وظهور الرؤية الكمبيوترية المفتتة للأشياء، ونجد هذه النظرة الفردوسية تتحقق في الصهيونية التلمودية عن طريق فلسطين، فليست القضية تاريخ ومبدأ، وإنما البقاء للأصلح، كما ظهر ذلك عبر لسان إحدى من حاورهم المسيري في محاولته لتوضيح أحقية الفلسطينيين في أرضهم، ظهرت الحقيقة الداروينية النتشوية، فلا التاريخ ولا الدين ولا المبادئ من أعطت للصهاينة فلسطين وإنما القوة المادية ومبدأ (الاستحقاق للأقوى والبقاء للأصلح!).
وبناء على هذه المعطيات فإننا نجد "الاستهلاك" هو غذاء هذه الرأسمالية وضمان بقائها، ووسيلتها لإشغال الإنسان عن نفسه، ونجد هذا يتحقق في الإعلانات التجارية التي أصبحت تقابلني وتقابلك في كل مكان، ودون أي أذن! في هاتفك، وعلى باب بيتك، وعلى تلفازك، بل وحين مشاهدتك لمحاضرة دينية روحية على إحدى المواقع فإنك ستجد إعلانا يقاطع روحانيتك ويقتطع منك أعظم حقوقك "وقتك الذي تملكه"، ففي النظام الرأسمالي لا يوجد الإنتاج لأجل العامل وإنما العامل لأجل الإنتاج! والخطورة تكمن لا في قلة السلع بل وفرتها!
واعتماد الرأسمالية على الاستهلاك يعود لكون المستهلك لو شبع من السلع واكتفى منها لأفاق من غيبوبته ليواجه أسئلته الداخلية عن الإنسان والروح والمطلق، وهذا ما لا يمكن للرأسمالية الإجابة عليه!
والحقيقة حسب تعريف النظرية الفردوسية: ليست موجودة في الرؤى والأفكار وإنما فيما يحدث حينما نتعامل معها في المواقف العملية المختلفة، كما أنها نسبية وذاتية لا وجود لها خارج أذهاننا.
(النجاح) هو الحقيقة ! فأي شيء قادر على فرض نفسه على تيار معين فإنه الحقيقة القائمة، فالطبيعة تلد كل شيء ولا تتحيز لأي شيء، ولا يوجد لأي شيء الأحقية على غيره، العبثية سيدة الموقف في تحديد الناجح والمستحق للتسيد، لا قيم ولا مبادئ ولا أخلاقيات!
تحليل المسيري لسيرة مالكولم رائعة! ووصفه لمراحل حياته عميقة ودقيقة، وقد كان مالكولم في سيرته ممن عرى هذا النظام الرأسمالي الميكانيكي ووصفه بقوله : أن الدولة تستطيع إرسال الإنسان إلى الفضاء ولكنها لا تستطيع التعامل مع البشرية!
يعتقد المسيري أن الشذوذ هو النتيجة المنطقية لمبدأ اللذة النفعي، فالعلاقة بين الشواذ علاقة لا تحمل آثارا اجتماعية تجره للتعامل معها، كما أنها مؤقتة بسيطة بمجرد الانتهاء منها يعود لحياته الاستهلاكية دون أي ارتباط حقيقي وواقعي مع الطرف الآخر، لذا نجد علاقات الشذوذ هي أقل العلاقات جدلية، ولذا فالشذوذ كذلك بدأ ينتشر بين النساء المتحررات حيث أن الدعوة إلى التحرر هي النظرية، والسحاق هو التطبيق! حيث لا علاقات ولا التزامات واكتفاء ذاتي يكفيك عناء العلاقة مع طرف آخر والاحتياج إليه والدخول في حتمية الحب والإنجاب وما تجره من معان قيمية يصعب على الإنسان المادي التعامل معها.
وقمة الفردوسية هنا أن ينعتق الإنسان من إنسانيته وتاريخه وحدوده الأخلاقية، كما ذكر المسيري على ذلك مثالا بمحاولة العلماء الوصول إلى اكتفاء الأنثى بالإنجاب بنفسها دون الحاجة إلى رجل أو حتى امرأة وذلك عن طريق تلقيح نفسها بنفسها! ورغم أن محاولات المرأة للتحرر بلغت أوجها في أمريكا، إلا أن المرأة هناك وصلت لأعلى مراحل التعب والإرهاق، فهذه المساواة العمياء التي وصلت إليها كانت هي الظلم بذاته لها، حيث يصف أحاديث النساء في الحافلات والقطارات وتشكيهن من استهلاك طاقاتهن في العمل ثم في البيت، وتحولهن لمجرد آلات، وغيرها من الصور لم تزدنا إلا يقينا بأن هذا الفردوس الأرضي الذي صنعته الرأسمالية لم يحمل في داخله إلا الجحيم!
الكتاب قصير جدا، مفيد جدا، أنصح أن تحمله على جهازك الكترونيا لتقرأه في أي وقت كما فعلت واستفدت بقراءته في طريق سفر، الكتاب إكمال لرحلة المسيري في تحليل الواقع المادي الذي يحاول السيطرة على عالمنا اليوم، هو جزء لا يتجزأ من فكر المسيري الكامل الذي دونه في كتبه الكبرى كسيرته وغيرها، هو لن يؤسس لفلسفة جديدة لكنه سيحلل إحدى زوايا هذا العالم بناء على فلسفته الكلية..

مشهد النهاية:
من يهرب من التاريخ ليعيش في الفردوس، فإن الأمر سينتهي به في الجحيم!

[زهراء · Rating 4 out of 5]

خلاصة القول أنه لا وجود للفردوس على الأرض و أمريكا التي يزعم الكثير من الناس أنها جسدت الفردوس الأرضي ما هي إلا شكل من أشكال الجحيم .
لماذا ؟ لأنها _ و ببساطة _ قضت على كل ما هو تاريخي : " إن الوجدان الأمريكي هو حقا وجدان الرفض للتاريخ " _ " من يهرب من التاريخ ليعيش في الفردوس ينتهي به الأمر إلى الجحيم "
إن أمريكا _ الفردوس المزعوم _ قد حولت بنظامها الرأسمالي كل شيء إلى سلع تباع و تشترى بما في ذلك الإنسان ، و هذا السبب وحده يكفي ليجعل منها جحيما أرضيا لا يطاق ، أضف إلى ذلك جملة الأسباب الأخرى التي فصلها الكاتب .
أظن الكتاب ممتازا كقنبلة تفجر أفكار و جنون أولئك الأشخاص عشاق الفردوس _ الجحيم _ الذين يقدسون كل ما هو أمريكي .. بعد استثناء الأفلام الأمريكية طبعا :P

[منة عبد الفتاح · Rating 5 out of 5]

الفردوس الارضي...

لفظ رنان صاغه المسيري من تأمله لمحاولات المجتمع الامريكي في بناء "الحلم الامريكي" أثناء فتره حياته في أمريكا واللفظ خادع لانك تعتقد انه دستور لكيفيه الوصول لجنة عدن علي الارض لكنك سرعان ما تتبين ان اي فردوس عدا فردوس الله في الأخره هو الجحيم بعينه!

و يري ان لفظه فردوس هي الادق لان السعي خلف الفكره الكامله للحياه والشكل النهائي المجرد للأشخاص و الاشياء هو بالاصل سعي غيبي وتوق لوجود اله وعالم ماورائي.

يتحدث في البدايه عن سعي أمريكا للوصول لحاله من التجرد الكامل من التاريخ - اي انكار الله و سطوته - وتقديس الانسان ورغباته وماديته وتأخذ تلك الحاله من التجرد اشكالا عده اولها بساطه الحياه قدر الامكان - علي مستوي العلاقات والمعاملات وليس السلع-
فالامريكي يسطح علاقته مه زوجته واولاده ويعمقها بزملائه بالعمل و موديل الاعلانات علي شاشات التلفيزيون!
ثانيا سعار الدولار و الوصول للدوله الاستهلاكيه -اللفظ الذي يراه المسيري بديلا للعلمانيه في هذا السياق- و يشرح معني البراجماتيه - النجاح في التعامل مع الواقع بغض النظر عن حقارته او عدم انسانيته او فشله- وسيطرته علي العقل الأمريكي.

كذلك يشرح نفسيه اليهود والصهاينه و علاقتهم بفكره الفردوس الارضي و رفضهم للتاريخ. وبالتالي فكره فناء إسرائيل التي تنبأ بها رحمه الله.

ثم ينتقل في منتصف الكتاب الي رحله مالكوم اكس من ظلام الرق في أمريكا الي نور الحريه في مكة و إسلامه كنموذج لاستبدال الاسلام كايديولوجيه بالايدلوجيه الامريكيه الاستهلاكيه البراجماتيه.
(وفي رأيي هذا الفصل يعتبر تلخيصا لافكار الكتاب كله الي حد ما باستثناء الفصل الاخير)

ويختم المسيري بأثر السعي نحو الفردوس الارضي (الجحيم) علي المرأه الامريكيه من مضاعفه للعمل وتدمير للنفسيه في سعي محموم نحو التحول للمرأه المودل - التي لا تتواني البراجماتيه والاستهلاكيه الغربيه في تصديرها - فتقلق المرأه و تفسدها علي الرجل فتفني الاسره و تظل عجلة الاستهلاك دائره.


الكتاب قصير و افكاره ليست بصعوبه بعض أفكار المسيري الاخري لذا فهو مدخل رائع لمن اراد بدء قراءه تراث المسيري.

يعتبر ابرز ما استفدته من هذا الكتاب هو عرض الاسلام كنموذج بديل للبراجماتيه الغربيه و ليس مجرد نموذج تخيلي بل فعلي لجأ له مالكوم اكس في محاوله الهرب بروحه من سجن امريكا.

يظل أكثر جزء استعصي علي فهمه هو المتعلق باليهود و صهيون.

رحم الله المسيري و نفعنا بما كتبه و علمنا ما ينفعنا و نفعنا بما علمنا.
تم بحمد الله.

[إيمان عبد المنعم · Rating 5 out of 5]

خمس نجوم لأني اعتبرت هذا الكتاب بمثابة صديق عزيز يؤلمني فراقه ...ليس الكتاب الأول الذي أقرؤه للمسيري فقد سبقته ثلاثة كتب ...لكن المسيري هنا يبدو مختلفا ، قريبا ، مازجا بين العقل والعاطفة أو كما جاء في كلمة الناشر هذا كتاب كتب بنور العقل ومداد القلب معا ...الفردوس الأرضي المستحيل واللإنساني في منطلقاته ونتائجه ..الفردوس الأرضي الذي حلله المسيري كظاهرة أمريكية وصهيونية نراه الآن _ وكما تنبأ المسيري نفسه_ يغزو العالم كله حتى وصل إل عقر دارنا ...كل ما يحكي عنه المسيري في السبعينات كتقاليد أمريكية مقارنا بينها وبين تقاليدنا نحن في مصر وغيرها من الدول العربية ..كل ذلك و��يت أنا لأجده أمرا واقعا في مجتمعي العربي والمسلم في الألفية الثالثة ...هل سننجح في تفادي هذا المأزق الحضاري أم ينتظرنا نفس المصير الذي تحدث عنه المسيري ، المصير الذي يتحول فيه الفردوس الأرضي لجحيم مستعر ؟ ب

[أحمد شاكر · Rating 4 out of 5]

الكتاب هو بحث في الإنسان المعاصر/ الحديث، في حياته المادية، وواقعه المرعب، في رؤيته لذاته، وللمجتمع، والتاريخ. وإن كانت المقالات الواردة هنا، تخص أكثر الإنسان الأمريكي، إلا أنها تنسحب على كل المجتمعات الرأسمالية الحديثة، أو حتى السائرة في طريقها إليها.
يستخدم المسيري رحمه الله، معرفته الواسعة بالأدب، في قراءته للإنسان الحديث، وهذا، ما أعطى للمقالات هنا بعدا جماليا خاصا.

[Sarout Alharbi · Rating 5 out of 5]

المسيري انقذنا من بلاهة المثقفين العرب.

[Malik · Rating 4 out of 5]

يبدأ المسيري بالحفر في بُنية البراغماتية الأمريكية وشقّها التلمودي، ويخرجُ بمتشابهاتٍ بينهما، أهمها: معاداتهما للتاريخ والنمط الاستيطاني.
ثمّ عن الخلاص بصورته الرأسمالية الذي هو "بلاستيك في بلاستيك" كما يُعبّر المسيري غير مرة، بتحليلٍ لطوائف مختلفة في المجتمع الأمريكي.
وقارن بين بودورتز اليهودي المتشيّئ الذي خرجَ من الغيتو ولم يخرج الغيتو منه، فبقيَ بتلك العقليّة العَلَقيّة النفعيّة البراغماتية، وضربه مثالاً على فابريكة بوتقة الحضارة الأمريكية التي تريد صهرَ كل شيءٍ تحت مفهوم «النجاح» الفردي التسليعي الذي كان بيّنه في صورٍ مختلفة في الباب السابق، وبينَ مالكوم اكس رحمه الله الذي وصفَ مسيرته بأنها "ترتيلةٌ تمجيد لروح الإنسان القادر على التحمّل بل على الانتصار"
وفي الباب الأخير تحدث عن حركات التمركز حول الأنثى، بتوصيفٍ بليغٍ لواقعهنّ ونفسيتهنّ.
وفيه يؤسس أنّ العمل بصفته تحرراً للمرأة نتيجة لفكرة الفائض العمالي الرأسمالي حوَّل النساء لأقليّة مضطهدة تثورُ كغيرها من الأقليات بحثاً عن حقوقها، وكان قد ذكر في الأبواب السابقة أمثلةً على الثورة للحفاظ على هويَّة الإيرلنديين أو الإيطاليين أو السود. وهذا الكشف/التأسيس فريدٌ جداً، قلّما يتطرّق له الباحثون في هذا الشأن وبالبناء المعرفي -إن صحّ التعبير- الذي وضعه المسيري هنا.

مستخدماً في كل ذلك: الثقافة الشعبية من أدبٍ وسينما وموسيقى، وأدواته التحليليّة الأكاديمية، مع تأثّرٍ بمفاهيم ماركس ومَن تبعه (لاحظ أنّ هذا الكتاب من أوائل الكتب التي كتبها المسيري في نقد النموذج المعرفي/الحضاري الغربي)، مع سخريةٍ طريفةٍ لاذعة.
مع تنبؤات تحققت في واقعنا جزئياً، وأحياناً كلياً.

وخلُصَ المسيري إلى تقريرات عن الحضارة الأمريكية ومجتمعها:
١- الكل الأمريكي المتجانس لا وجودَ له. (ص ٣٢).
٢- الوجدان الأمريكي هو حقاً وجدان الرفض للتاريخ والتراث، بل أي فكرٍ مسبقٍ عن الواقع؛ وجدانٌ تسيطر عليه الفلسفة البراغماتية أو الذرائعيّة سيطرةً كاملةً (ص ٣٨).
٣- المجتمع الأمريكي مجتمعٌ ذرائعيٌّ لا يشغَل نفسَه بالحقيقة النسبية التاريخيّة ولا يبحث إلا عما يزيد من راحته وهنائه. (ص ٣٩).
٤- الحضارة الرأسمالية الأمريكية هي حضارة الماديين النفعيين، لوك وهوبز وبنتام وديوي؛ حضارةٌ ترى الإنسان على أنه كمية من الاحتياجات السهل إرضاؤها. (ص ٧٠).
٥- التحليل النفسي هو الدين الوحيد في الولايات المتحدة. (ص ٨٢).

وأزعمُ أنّ هذا الكتاب يمثّل مدخلاً جيداً لتراث المسيري في نقض الحداثة والعَلمانية (= النموذج الغربي) ونقدهما.

[Karim Bazan · Rating 4 out of 5]

في هذا الكتاب ينقل لنا د.عبدالوهاب انطباعاته و نقده للحضارة الامريكية الحديثة فهي حضارة قائمة علي محاولة انشاء فردوس ارضي للانسان حيث يتحول الانسان فيه الى كائن استهلاكي فقط متجاهلة ان الانسان في جوهره ظاهرة مركبة لها بُعد تاريخي بجانب البعد المادي
هذه الثنائية تمثل جدلية الوجود الإنساني وهو ما لا تراه الحضارة الامريكية
كما برهن على وجه التشابه الشديد بين فلسفةالحضارة الامريكية و كذلك نشأة الدولة الاسرائيلية من خلال عقد المقارنة بينهما
فكلاهما ينشد بناء فردوس أرضي من وجهة نظره
ايضا تحدث عن وضع المرأه في الحضارة الامريكية والحرات النسويه بها و قد برهن على أن هذه الحركات ما هي الا رد فعل على محاولة الحضارة الامريكي تشييد ذلك الفردوس

[متعب الروقي · Rating 4 out of 5]

كتاب صغير الحجم 160صفحة، لكنه مليء بالمعاني، وهو ممتاز لمن يريد البدء بالقراءة للدكتور المسيري، الكتاب يعرض تحليل مركز لتجربة الدكتور لفترة حياته التي قضاها في أمريكا، تحدث عن البراجماتية المنتشرة في مفاصل الفكر الأمريكي وعلاقة اليهود بها، وعن شيئنة الإنسان وفكرة تحرير المرأة. والجميل الفصل الذي عقده للمقارنه بين تجربة بحث مالكوم إكس عن الفردوس الروحي وتجربة الأديب اليهودي بودورتز في بحثه عن الفردوس المادي، وفكرة التنافر الوجودي بينهما.

[Kareem Brakat · Rating 4 out of 5]

الكتاب مهم وسهل لمن اعتاد اسلوب المسيري
يحكي عن انطباعاته عن الحضارة الامريكية في الستينات والسبعينات
وعن حالة الاغتراب التي يعيشها المواطن الامريكي
وعن الرغبة المحموعة في معاندة طبيعة الحياة وتحقيق الفردوس على الارض الان وهنا
والتي بطبيعة الحال تحول حياة الانسان الى جحيم
والفكرة ليست جديدة لمن يقرأ المسيري
لكنها هذه المرة مركزة ومفصلة
انصح به

[Tariq A · Rating 5 out of 5]

دراسة قوية، وغزيرة، رغم قلة صفحاتها
إنها محاولة جادة لتعرية الحضارة الأمريكية/اليهودية ومعاداتها/رفضها للتاريخ
كما أنها مادة ممتازة لمن يبحث عن تاريخ "تحرير المرأة" والملابسات التي وقع فيها أصحاب المبادرة الأوائل
الدكتور -كعادته رحمه الله- يظهر مدافعًا عن الإنسان بشدة

[Ahmed Hussein Shaheen · Rating 4 out of 5]

كتاب جيد يقدم بعض التحليلات والنقد للحضارة الأمريكية الرأسمالية ومثيلتها الصهيونية

ولكنه أحيانا لا يكون بالعمق الكاف ويفترض النظرة العربية التقليدية مرجعا للنقد

على كل الأحوال هو كتاب جيد

[هُـدىٰ · Rating 4 out of 5]

في هذا الكتاب خصوصا لاحظت حس المسيري الفكاهي وخفة ظله، كما لفتني فضوله الشديد للمعرفة وذلك بالتجارب العملية التي لم يتردد في خوضها خلال إقامته في أمريكا!
الكتاب مفيد ومثري جدا.
عدة مقالات تطلعك على الفلسفات التي قامت عليها أمريكا ومآل الفردوس الأرضي الذي يسعى له الأمريكيون.
كما يناقش سر علاقة أمريكا بإسرائيل
و في المقال الأخير تناول قضية الزواج بشكل موسع يفيد في توضيح نتائج حركات تحرير المرأة والبرجوازية في أمريكا.

استمتعت حقا!
وأتصور أن هذا الكتاب مفيد لكل من عنده فضول لمعرفة المزيد عن أمريكا.

[Ibrahim · Rating 3 out of 5]

الكتاب في مجمله جيد، ولكنه تكرار مشكلة المسيري المعتادة:
ربط عجيب بالصهيونية، تكرار للمواضيع والافكار مقارنة ببقيه الكتب، لا مصادر لا مراجع ولا شيء.
ولكنه جيد

[Mohamed Adam · Rating 2 out of 5]

بداية يبدو أني بدأت في تجاوز المسيري
في الكتاب ينطلق المسيري في نقد البرجماتية الأمريكية والبرجماتية التلمودية
وهذه نظرة هامة وموضوعية في ربط كل من النموذجين الاسرائيلي والأمريكي معا
وطرح ما بينهما من مشتركات ومفارقات
نقد الاستهلاكية وتسليع العالم
منطلقا من فلسفة ماركسية هيومانية
ولكني وجدت فلسفة وليام جيمس أقوى من نقد المسيري لها
مستعيرا من مدرسة فرانكفورت النقدية نموذج النقد المحايث

ثم في الجزء الثاني من الكتاب
وقع المسيري في إشكالية التحيز في عرض مقارنتين مجحفتين
و ليس ذلك فقط ولكن أيضا بدأ في الهزي الميتافيزيقي الذي كان ينتقد اليهود فيه !!
يطرح رؤية مغايرة تماما للواقع ويفترض أنها مسلمات واقعية مثل طرحه بأن الوطن العربي الإسلامي خالي من العنصرية
يظهر أيضا في الكتاب ضعف المسيري في العلم الديني والتراثي فيخلط بين حديث وآية ويظن أن ما قيل في الحديث قد قيل في القرآن

وفي قضية المرأة يطرح المسيري الاتجاه شديد التطرف من حركات تحرير المرأة
كما يطرح الاسلاميون مثلا الدولة المدنية كدولة قائمة على الشذوذ الجنسي
وهو أمر مشين للمسيري
ورغم النقود الممتازة والهامة
إلا إن هذه الانتقائية وعدم وضع في الاعتبار ان حركات تحرير المرأة حين اذا تيار ناشئ سيحتاج للكثير من الوقت حتى يصل لنضوج فلسفي في طرحه
تدفعني بكل أسى ألا أمنح الكتاب أكثر من نجمتين

[وجدان · Rating 5 out of 5]

عندما وجدت الكتاب في المكتبة التراثية في الرياض لم اصدق عيناي فهو من اوائل الكتب التي طبعها عبد الوهاب المسيري رحمه الله و قد تحدث عنه كثيرا في سيرته الفكرية. يتعرض المسيري في هذا المؤلف للحضارة الامريكية المادية بالتشريح و النقد الموضوعي, فهي حضارة استهلاكية متوحشة تبتلع الفرد الامريكي بشراسة بعد ان تشيئه و تحوله الى اداة مطواعه لا هم لها الا الاستهلاك و المزيد من الاستهلاك..
" من نقط التشابه بين المجتمعين الاسرائيلي و الامريكي ام كليهما مجتمع استيطاني يتكون من المهاجرين الذين عليهم ان يطرحوا عن انفسهم هويهم القديمة ليكتسبوا هوية قومية جديدة بمجرد وصولهم الى نيويورك او حيفا"
هذا الاقتباس يوضح الخط الاساسي للكتاب و بشكل عام لمؤلفات المسيري التي تناول في مجملها تاريخ اليهود و الصهيونية و المجتمعات الرأسمالية المعادية للتاريخ, يقول وليام جيمس " الحرب هي الطبيعة البشرية في ذروتها!"
فصل كامل من الكتاب يتناول قصة اسلام الثوري الامريكي الاسود مالكولم اكس الذي انبهر بالتفوق الاخلاقي للاسلام فقد اظهر مالكولم فهما حدسيا للاسلام و التصور الاسلامي للخالق..
الكتاب رحلة فكرية و وجدانية عميقة و في نفس الوقت مسلية..صدق من وصف المسيري بأنه مفكر البسطاء.. رحمه الله و جعل الجنة مثواه..

[Kadhem Al-Jabr · Rating 5 out of 5]

كُتب في غلاف هذا الكتاب : ( نُشر هذا الكتاب مرة واحدة في عام ١٩٧٨ م ، في هذا الكتاب يستخدم الأستاذ كل أدواته لتحقيق خلاصه الروحي : النقد الادبي ، والتحليل الماركسي ، وبقايا تعاليم التدين السوسيولوجي ، وفطرته الانسانية ... )

فهرس الكتاب :
مقدمة
الباب الاول : البراجماتية الأمريكية والبراجماتية التلمودية
الباب الثاني : عالم السلع الفردوسي
الباب الثالث : الانسان بين الاشياء والبراءة الأولى
الباب الرابع : المرأة الأمريكية بين التاريخ والفردوس
خاتمة

الكتاب قيّم جداً ، موضوعه نقد الفلسفة الغربية بشكل عميق جداً ، سيتضح لك تباين الفلسفة الإسلامية عن غيرها من الفلسفات ... ملاحظاتان مهمتان :
الأولى / قد تبدو لك عناوين الابواب غريبة إن لم تقرأ للمسيري من قبل ، فهو يقوم بصياغة مفاهيم جديدة ويعطيها تسميات ، او يترجم المفاهيم من لغات مشتركة
الثاني / أعتقد أن يحتاج أن تقرأ كتب سابقة للدكتور المسيري قبل أن تقرأ هذا الكتاب ، لكي تعرف الاسلوب والمصطلحات