مرآة الخاسر

by شكري المبخوت

التفت عبد الناصر. لمح في المرآة المقابلة زليخة من قفاها. انتفض من الكرسيّ قائلًا في دهشة:
- "أية صدفة، الشعر المجعد الذهبي، الغمازتان الرائعتان، الشفة المكتنزة، الحاجبان المقوّسان.. لا أكاد أصدق.. عفوًا.. لا أقصد شيئًا"

رأت في عينيه التماعة غريبة. أحست بارتعاش في المكان نفسه.. رعشة جعلت زغب جسمها ينتفق. أحست بتخدير.. حالة من الانتشاء منذ أن أخذ في وصفها. أحست نفسها مدفوعة إليه دفعًا. نسيت الطب وأخلاقيته والأسنان والعيادة. استحالت جسدًا متقدّا. شعرت بالحرارة ترتفع في جسمها. ذهبت بسرعة إلى غرفتها ونزعت القميص بقيت في الميدعة البيضاء تحتها الحصّارة. زرّت الميدعة بسرعة وعادت إلى قاعة الفحص. أغمض عينيه ليسرح بخياله في وجهها وفي الصورة التي استحضرها مقارنًا موازنًا مقربا مبعّدًا. كل شيء متطابق. مذهل.



أحسّ بأنفاسها حرّى تنساب من تحت العصابة الخضراء التي تغطي بها فمها. تأخرت خطوات وتنفست بقوة. استدار إلى اليمين. وضع ذراعه فوق عينيه محتميًا وتنفّست بقوة. استدار إلى اليمين. وضع ذراعه فوق عينيه محتميًا من الضوء القوي المنهمر على وجهه. رأى المجرى المرمري العميق بين ثديين متفلّكين تبرز الحصّارة الجزء الأعلى منهما.

207 pages, Paperback

First published January 1, 2019

About the author

روائي من تونس أديب تونسي حاصل على الجائزة العالمية للرواية العربية لعام 2015

حاصل على دكتورا الدولة في الآداب من كلية الآداب بمنوبة .
عميد سابق لكلية الآداب والفنون والإنسانيات بجامعة منوبة ويشغل الآن وظيفة رئيس جامعة منوبة .
عضو في عديد هيئات تحرير مجلاّت محكّمة منها مجلّة "إبلا" التي يصدرها معهد الآباء البيض بتونس و مجلّة Romano Arabica التي يصدرها مركز الدّراسات العربيّة التّابع لجامعة بوخارست ( رومانيا)
له مشاركات عديدة في الندوات العلمية ومقالات منشورة وإسهامات في التأليف المدرسيّ ومعالجة قضايا تربويّة وتعليميّة.
من كتبه المنشورة:
1992: سيرة الغائب، سيرة الآتي – السيرة الذاتية في كتاب "الأيام" لطه حسين، دار الجنوب،
تونس، سلسلة "مفاتيح"
1993: جمالية الألفة: النص ومتقبّله في التراث النقدي، بيت الحكمة، تونس.
2006: إنشاء النفي، مركز النشر الجامعي – كلية الآداب والفنون والإنسانيات، تونس
2006: الاستدلال البلاغي، كلّية الآداب والفنون والإنسانيّات-(وحدة البحث في تحليل الخطاب) ودار المعرفة، تونس ( طبعة ثانية ،2010 ،، دار الكتاب الجديد المتحدة،بيروت.
2007 :المعنى المحال ،دار مرايا الحداثة،تونس.
2008:نظريّة الأعمال اللّغويّة،دار مسكلياني ،تونس.
2009 : توجيه النفي في تعامله مع الجهات والأسوار والروابط، دار الكتاب الجديد المتحدة،بيروت.
2010 : دائرة الأعمال اللّغويّة ، دار الكتاب الجديد المتحدة،بيروت.
2012 : الأدب المدرسة والإيديولوجيا ، مركز النشر الجامعي ، تونس ( تحت الطبع ).
وترجم :
1987: الشعرية لتزيفتان تودوروف، دار توبقال، الدار البيضاء (بالاشتراك) / الطبعة الثانية 1990
1995: تخييل الأصول: الإسلام وكتابة الحداثة، دارالجنوب، تونس، سلسلة "معالم الحداثة"
2010:المعجم الموسوعيّ للتداولية،المركز الوطنيّ للترجمة ،تونس(بالاشتراك)

Reviews

[غيث الحوسني · Rating 3 out of 5]

على الأرجح قراءة هذه الرواية دون قراءة رواية الطلياني ستوقع القارئ بين فكي كماشة في مسألة لا ناقة له فيها ولا جمل، هناك ارتباط بين العملين لدرجة ربما قد لا يبح لك نص (مرآة الخاسر) إلا بالقليل. ولأنني ممن حظهم سيء لم أقرأ رواية الطلياني ولا أظن أنني سأفعل ذلك قريبا، وجدت نفسي عائما بسبب نص كان بابه بمقبض لا يدور، ولا شك أحسست بعد انتهاء الرواية أنني اقترفت انتهاكا للياقة كما لو أنني دخلت إلى مسكن خاص، إلا أن رهافة الأسلوب وجماله خفف من حدة ظهوري على شكل لص إلى رجل يولي جل اهتمامه بالإطلالات.

[Hoda Marmar · Rating 4 out of 5]

3.5
تكشف مرآة الخاسر المزيد من انكسارات وخيبات وخسارات الطلياني. ومع أنها تعتمد على شخصية جديدة، زليخة، في تعرية نفس الطلياني ووضع تونس مطلع القرن الحادي والعشرين، إلّا أنّها تُجيب عن عدّة تساؤلات بقيت في ذهن قارىء رواية الطلياني (وهي الجزء الأول) فجاءت الروايتين متماسكتين وكأنهما رواية واحدة مقسّمة على كتابين. أتمنى أن يُكمل الكاتب سيرة الطلياني في أجزاء أخرى تواكب تقلبات تونس وتطورات حياة الطلياني إذ إنّ شخصيته معقّدة ومميّزة ولديها إمكانات هائلة. لم أشبع من سيرته!

[Marwa Abdullah · Rating 2 out of 5]

"فسرت له أن الحياة لا تعطي كل شيء. والشاطر هو من يعرف كيف يتصرف في الموجود دون نزعة لتملك كل شيء، و دون قعود عن أن يسبر ممكنات ما يستطع فعله."


يقال أن هذه الرواية هي الجزء الثاني لرواية الطلياني.
رُبّما صحيح لأن الشخصية الرئيسية واحدة.. وهذه الرواية هي امتداد لتحولات عبد الناصر المُكنّى بالطلياني.

بصراحة لم أجد فيها أي إضافة أو ما يشد، كنت أمرر بها الوقت ليس أكثر في فترة لا أحتمل فيها القراءات الدسمة..
شخصية عبد الناصر الثورية شهدت تغييرا في هذا الجزء جعله قريبا من الأوساط الرأسمالية الانتهازية التي كان يحاربها و قريبا من رؤوس السلطة ومتمعّشا في نفوذهم مستغلا له.
كل الرواية مبنية على هذا التغيير مع بعض المغامرات الجنسية لعبد الناصر.
أما البقية فكان حشوا بأسلوب تحقيقي جاف.

ربما سأضم صوتي لصوت بعض القراء، وأقول أن هذه الرواية لم تخدم رواية الطلياني ولم يكن منها فائدة تُذكر.

[Nadia · Rating 3 out of 5]

لا اظن ان الطلياني كانت تحتاج لجزء 2

[Mehdi · Rating 2 out of 5]

الجزء الأول بعيوبه أفضل بأشواط من هذا الجزء.

[Konan Mory · Rating 1 out of 5]

كتاب صوتي
الوقت ٦ ساعات و٤ دقائق.
الراوي هو صديق لعبد الناصر الشهير بالطلياني الذي كان بطل الرواية الأولى للمبخوت والرابحة لجائزة الرواية العربية ٢٠١٧ والتي أرخت للطلياني كطفل وطالب جامعي يدرس وله نشاط طلابي، أما هذه الرواية فهو هنا رجل ناضج عامل.
يقدم الطلياني لصديقه الصبية زليخة طبيبة الأسنان والفنانة التشكيلية الجميلة التي لا تخفي أنها إن ملت من صحبة الطلياني سيكون دور صديقه في صحبتها فنأخذ فكرة سيئة عنها، مع تقدم الرواية يشرح لنا حياة زليخة مع أمها وأبيها، وتعقيداتها الحياتية التي جعلتها تتخذ المنحى الذي آلت إليه.
كما نأخذ فكرة عن الراوي نفسه ومعاناته الشخصية.
ومن ثم حياة الطلياني العملية والمادية والثقافية التي تغيرت بتعرفه على زليخة وفتحها لآفاق كثيرة له وتأسيسه شركة عيون للإشهار والإعلان وارتقائه في السلم المادي والاجتماعي وتخليه عن مبادئه وانبطاحه على رأي زليخة.
فكيف ستنتهي علاقته بها؟ .
رواية أسوأ من رواية الطلياني مليئة بالانفتاح والأفكار التي لم ترقني والتي لا تفيد في شيء .
وكأننا ندخل لماخور وليس لمجتمع ، وتزيين الرواية ببعض الألفاظ الثقافية لإعطاء عمق وهمي للصورة البشعة.
د.نسرين درّاج

[Ayman Gouiaa · Rating 4 out of 5]

تكشف الرواية جانبا كبيرا من تناقضات البشر .
في العلاقات بين النساء و الرجال و القيود التي تعتليها ، خاصة في الوطن العربي اين تصير العائلة قيدا ، عوض ان تكون سندا للمتزوجين، في العلاقة الجنسية التي ارتسمت في مخيلة العرب على انها اساس الزواج الذي يزول بزوالها في حين ان الرواية تكشف انها جزء من ضمن اجزاء كثيرة اخرى يجب ان تتوفر لنجاح العلاقة.
كشفت الرواية ايضا ان شرف المرأة لا ينحصر بين فخذيها بل هو كامن في عقلها و روحها و فكرها.
تناولت الرواية أيضا مسألة المثلية التي ينبذها كل المسلمين في حين انها لا تشكل عائقا للنجاح او الثراء او الشهرة بل ان كثيرا من المثليين رجالا و نساء هم أشخاص متميزون فائقو الذكاء ، استطاعوا رسم طريق مثالي في حياتهم و في حياة الآخرين.
رسمت الرواية علاقة مثالية لزوجين (زليخة و عبد الناصر) لا تقيدها وثائق و لا محاكم ، و لا مصلحة مادية ، و لا التزامات و لا واجبات، بل صدق و مشاعر فياضة و مكاشفة صادقة من الطرفين. . علاقة تكاد تكون مثالية و نكاد ان لا نجد لها اثرا في وقتنا الحالي.

[Maryam Same · Rating 2 out of 5]

مراه الخاسر
للمره الثالثه يستعين الروائي شكري المبخوت ببطل روايته الطلياني عبد الناصر
اغلب الريفهوات كاتبه للمره ثانيه لاء
هو استعان فيه في روايه باغندا ايضا استعانه قصيره ولكن تحسب له
الطلياني كانت عبد الناصر في شبابه وافكار الثورية
مراه الخاسر عبد الناصر اربعيني نضج و عرف ان شعارات ما منها فايده فيقرر يتجهه الى العمل الخاص فتره التسعينات وبدايه الالفيه وعن الفساد الاقتصادي وقتها تلتقي دروبه مع دكتوره
و يحاول بناء اسره معها
الروايه بشكل عام جيده لكن الطلياني افضل وحبيت قصه حبه مع زينه اكثر حب من قلب
الدكتوره ما حسيت بالحب بينهم ولا حبيتها هي ابدا
بشكل عام يكفي ٣ اعمال للطلياني حتى لا تستهلك الشخصية

[Буаро · Rating 3 out of 5]

في هذه الرواية، يعود شكري المبخوث ليغوص بنا في عوالم النفس والسياسة والتاريخ، عبر شخصية "عبد الناصر" الذي يحمل اسمًا مثقلاً بالرمز والدلالة، لكنه يعيش واقعًا مسكونًا بالهزيمة والخذلان. الرواية ليست فقط سيرة ذاتية لرجل مكسور، بل مرآة لجيلٍ خاب ظنه بكل شيء: الأيديولوجيا، الأحزاب، الحب، وحتى الوطن.

أسلوب المبخوث كعادته دقيق، متقن، ينسج اللغة بعناية لافتة، دون أن يقع في الزخرفة الزائدة. أكثر ما شدّني هو حضور "الطلياني" كظل عابر، يربط هذه الرواية بالأولى، ويعمّق فكرة أن الخسارة ليست حدثًا بل حالة مزمنة.

رواية حزينة، بطيئة في بدايتها لكنها تتكثّف تدريجيًا، تترك فيك أثرًا ثقيلًا، وربما تشبه مرآة يرى فيها القارئ جزءًا من خيبته الشخصية

[Harith Alrashid · Rating 5 out of 5]

الرواية تقريباً جزء ثاني للرواية التونسية الاشهر الطلياني وفيها نتعرف على زوايا خفية من شخصية وتاريخ البطل عبدالناصر الطلياني وفي الرواية نتعرف على جزء من تاريخ تونس خاصة في الفترة التي سبقت الثورة التونسية عام ٢٠١١

[Hend · Rating 4 out of 5]

لطيف

[Ramadan Gomaa · Rating 1 out of 5]

نجمة واحدة للسرد الجيد فقط، لكنه حكي جميل بلا فائدة، محاولة فاشلة لبناء طابق ثاني للطلياني.

[Ebtisam J · Rating 4 out of 5]

لم اعد أحب أن أتخذ مواقف واضحه باتّه من الأشياء والأحداث أصبحت النسبيه عندي أقرب إلى أن أتحمل على العبثيه أو اللا موقف كل شىء يبدو لى عادياً حتى ما لا أجد فيه منطقاً

[Hajer Reads · Rating 2 out of 5]

لم أقرأ الجزء الأول ولكن شخصية زليخة فريدة من نوعها

[Ameni Hlioui · Rating 4 out of 5]

رغم أن هذه الرواية هي الجزء الثاني من الطلياني فهي رواية أخرى عن طلياني آخر، رجل "ذهب أدبه حين كثر ذهبه"، رجل نزل من قطار ثورية العدالة الاجتماعية ومقت الطبقية ليركب طائرة الثروة والبرجوازية ويصبح كل ما كان يمقته، رجل خاسر.

لم يكن الطلياني يعتبر نفسه رجلا خاسرا حتى التقى بزليخة، مرآته المهشمة التي عرت خسارته ودمرته. الرواية عن الطلياني ولكن أغلبها عن زليخة، ثعبانه المقدس الذي ابتلعه، ثعبانه الذي لا يعلم عن ماضيه شيئا.

ترى زليخة في كل رجل الرجال جميعا و كل الرجال تراهم أبوها الذي عنف أمها وعذبها وهي صغيرة فهي تعاني من عقدة الأب الذي تراه في كل رجل وتنتقم من كل رجل لتنتقم من أبيها.
دربت زليخة جسدها على ألا يشعر بشيء. توصل الرجال إلى السماء السابعة ثم تتركهم معلقين هناك وتنتقم بإظهار اللامبالاة.
حياة زليخة شريط سينما تكتبه هي كيفما تشاء وتختار الممثلين بعد كاستينغ نفسي. تختار زاوية الكاميرا وتهندس السيناريو كما شاءت. تحدد الأماكن، ترسم المشاهد، وتضبط الزوايا تاركة تفاصيل المشاهد للحظة التصوير ... والتدمير.
تنهك ضحاياها حتى العجز لتثبت أنهم غير أكفاء ثم تدمرهم وتهزم رجولتهم. هذا هو انتقامها: الإخصاء، إخصاء الرجال الذاتي ليكون أثره أكثر تدميرا.
وتمر الأيام وزليخة تكتب تفاصيل مسلسل لا تعرف نهايته حتى تعرفت على الطلياني. كانت زليخة قصة الطلياني ولكنه كان استطرادا في قصتها.
زليخة أرادت علاقة لا تكبلها، علاقة تكون فيها حرة ويكون فيها الطلياني حرا، علاقة تكتب فيها حكاية مع الطلياني دون أن يفقد كل منهما حكايته الخاصة. كانت تخبر الطلياني دائما بأنها لو فكرت بامتلاكه لدمرته: "أريدك أن تكون الرجل الوحيد الذي لا أدمره". تمادت زليخة في رسم هذه العلاقة بلا معالم تقيدها حتى أنها كانت تجلب للطلياني كل امرأة تلاحظ أنها تعجبه.

من خلال زليخة، وصف المبخوت نمط علاقات حرة حرية مطلقة. لم يضع المبخوت في هذه العلاقات أية قيود على الجسد. كما تطرق أيضا لموضوع المثلية الجنسية ولأسبابها: أهي خيار أم هي أمر لا مهرب منه يولد مع الشخص. أبرز الكاتب المثليين كأشخاص عاديين لهم ميول مختلفة فقط. تحدث المبخوت عن الازدواج الجنسي أيضا وعن كل أنواع العلاقات الجسدية بإطناب حتى لكأن الرواية أضحت تمثيلا من تماثيل الجسد بكل أبعاده.
أهم ما في الرواية هي بعدها النفسي أيضا، فكما لزليخة عقدة إلكترا، نكتشف أنه للطلياني أيضا عقدة أوديب، فهو يرى في زليخة أمه آسية التي حرم منها.
ماذا عن الطلياني الثوري الذي عرفناه بالجزء الأول؟ بدأ الطلياني كما عهدناه ينقد نظام بن علي أو "المعلم" زوج "المعلمة" كما يقول. نقد كيف كان "سيادته" يعفي الشركات الداعمة للحزب الدستوري من الضرائب وينقد سياسة إنزال السراويل والتسبيح بحمد منقذ البلاد حتى أصبح يسبح بحمده هو أيضا. قبل مساعدة مستشار قريب من المعلم وأصبح مقربا من وكالة الأنباء التونسية ومن النظام الذي كان ينقده.
غرق الطلياني في المال والنساء كأي برجوازي صغير ونسي ما كانه يوما حتى أصبح أخ زوجة المعلم منافسا له. تحركت فيه الثورية من جديد وأصبح يريد محاربة الفساد. ولكنه في الحقيقة يفعل به ما فعله للآخرين. أصبح سمكة كبيرة تأكل السمكات الصغار بشركته ونفوذه ومعارفه والآن تأتي سمكة أكبر لتلتهمه هو. هذا هو منطق رأس المال، لا يرحم. لعب بقواعده وعليه أن يتحمل النتائج.
ولكن الطلياني مازال واهما. مازال يعتقد أنه ثوري ومختلف وهو فقط يساير ظروف الواقع حتى عرته زليخة قائلة بأنه خان مبادئه ولا رجعة من ذلك للأبد. إن لم يعترف أمام نفسه بذلك فلن يبلغ توازنه أبدا. وبذلك كانت زليخة المرآة التي حاول كثيرا ان يتجنبها، مرآة الخاسر.
اعترف الخاسر بخسارة مبادئه وانساق في حياته الجديدة إلى حد أنه أصبح من خدام البلاط و ملمعي صورة الرئيس. ولكن انعكاس واقعه على مرآة زليخا كان أول مسمار يدق في علاقتهما.
ثاني مسمار كان أدهى وأمر: عرت زليخة عقدة أوديب في الطلياني. كشفت له أنها إسقاط لأمه في خياله. هو يبحث عن أم فقدها وليس عن حبيبة. هو يريد ابنا من زليخة، صورة الأم، لأنه يريد أن يولد من جديد. ولكن زليخة دفنته قبل أن يولد فصح فيها قوله: "كانت زليخة مرآتي التي حملقت فيها إلى أن رأيت حقيقتي القاتلة...زليخة هي الوحيدة التي فهمت نزواتي ونزقي وأشبعتهما حتى الموت."
في الأخير، يمكنني القول أن الرواية تناولت الجسدي والسياسي لشخصياتها. عبر هذا التناول، طرح المبخوت أبعادا متعددة لما يمكن أنت تكون عليه العلاقة بين اثنين ببعديها الجسدي والنفسي. كما طرح مشكلة المثقف السياسي التونسي زمن بن علي الذي أمامه أمران: إما التنظير والوقوع في خيالات اليسار الاشتراكية التي تبعد بعد السماء عن الأرض عن الواقع أو مهادنة النظام السياسي والتسبيح بحمده.
تقييمي كقارئة للروايتين: الطلياني 1 و2 هو أن الجزء الأول أفضل بكثير في تناوله البعد السياسي ولكن الجزء الثاني أفضل في تناوله البعد الجسدي والنفسي.

[Maimoun Chokri · Rating 5 out of 5]

تحفة فنية مبهرة حملت رواية الطلياني إلى أبعاد أخرى
الرواية الجديدة بدت ملتحمة في أعماق الرواية الأم، حتى تغلبت عليها، وجعلت من نفسها المرجع الأول
تفوق المبخوت على نفسه في هذه الرواية المتميزة وأكد أنه قادر على التحليق بعيدا في سماء فكرية يبدو أنه يغرد فيها وحيدا وبمستوى عال جدا، مقارنة بالبقية

[Mohamed Masmoudi · Rating 1 out of 5]

رواية غير متماسكة تحس أنها كتبت على عجل بعيدة كل البعد عن جزئها الأول الطلياني