موضوع الكتاب او المحاضرة يستهدف اللقاء بين المختصين في الشأن الديني و هم علماء او رجال الدين و بين المثقفين الاكاديميين من طلبة و اساتذة في الجامعات ,, و هذا يعتبر من ركائز الوعي و اللقاءات الايجابية التي تجمع بين المختصين و المهتمين بالثقافة الدينية و بين المنطلقين في الثقافة الاكاديمية
بلاشك فإن الكتاب يتحدث عن الدين و تجربة المحاضر ( السيد محمد باقر السيستاني ) في نظرته للدين و بناء الحياة و العقل و الواقع الذي يتشارك فيه كل إنسان .
نطرح بعض النقاط التي اثارها المحاضر او الكتاب :
ضرورة التبصر في الدين و احقيته لكل إنسان بروح منفتحة على الحياة
موقعية الإنسان في هذه النشاة و مصيره .
الادلة العقلانية في ثبوت الدين و ضرورته و امتلاكه للأدلة الشمولية في إدارة الدين و انفتاحه على كل حركة الانسان و على جمال الخلق الإلهي في التبصر في الله و خلقه .
و قد ذكر المحاضر عناوين و مراحل قد نكتشف منها مضمون المحاضرة او الكتاب المرحلة الاولى : الاهتمام بالدين و موجباته , و قد ذكر بان الاسباب التي اوجبت اهتمامه بالدين هي : بقاء الانسان بعد هذه الحياه و وجود الدار الاخرة التي تجعله يحدد بشكل ضروري حركته في الحياة و اكتساب القناعة , باعتبار عدم فناء الانسان .
و السبب الثاني هو عناية الله بالانسان و اهتمامه به و توفير كل ما من شانه بناءه و كماله و تزويده بالعقل و الضمير و الارادة .
المرحلة الثانية : التأمل في امر الدين الاسلامي , فيقول المحاضر ( قدّرت اولاً بحكم عقلي ان المنطق الملائم للاقتناع بالدين ان يثبت وفق الادوات العقلانية و الراشدة التي جُهز بها الانسان في تكوينه العقلي , و ان تنطلق مضامينه في اتجاهاته و خطوطه العريضة مما فطر عليه الانسان من نزوع الى الحكمة و الفضيلة )
مما ذكره بشأن مميز هو إستدلاله بحقانية الدين من خلال موقف الامام علي عليه السلام بسبب ملازمته للنبي صلى الله عليه و آله , و باعتباره نبيهاً و ذكياً و فطناً و لم يكن من الممكن استغفاله بحيث يؤمن بشيء لا واقع له , و بإعتبار بأن الامام علي عليه السلام هو رمز للبحث عن الحقيقة و معاناته في سبيلها و لم يداهن فيها . و ذكر البعض من خطابات امير المؤمنين عليه السلام في وصاياه و خطبه التي في مضمونها تشكل العلاقة بالله و الدين و بناء الانسان .
( و عجيب و رائع هذا الاستشهاد )
يقول ايضا ( الايمان بالله سبحانه كما وصفه الدين ملأ فراغا كنت اشعر به ,,
الكتاب حقيقة رائع و حتى لو كان محاضرة , لغته قوية , عقلانية , استشهاداته رائعة و مقنعة و تجعلك تعيش جواً منفتحاً على الدين و ما به من جمال النظرة للحياة من دون قيود , و فيه كثير من النكات التي تحدث عنها الكثير من العلماء بمختلف اذواقهم العقدية , و صاغتها الكثير من الكتب الكثيرة و كانت موضع جدل ,, و لكن المؤلف او المحاضر اثارها بسهولة و واقعية .
لغة الكتاب مميزة جدا و مهذبة و هادئة
هذه مراجعة بسيطة و انصح بقرائة هذا الكتيب البسيط في اوراقه و الراقي في مضمونه و الضروري في طرحه .
يتحدث الكتاب عن تجربة السيد للدين، والدور الكبير الذي يلعبه الدين في حياة الإنسان. ويعرضها على شكل مرحلتين،المرحلة الأولى الاهتمام بالدين وموجباته والمرحلة الثانية التأمل في الدين الإسلامي. وينتهي الكتاب بشهادته في شأن الدين.
رأيي في الكتاب:
كتاب قصير ولكن المضمون رائع واعجبتني الأدلة فيه فهي قوية مقنعة، يدعو للتفكر في أمر الدين والتأمل في دور الإنسان في هذا الكون ويدفع القارئ للتفكير بعمق في إيمانه.
اقتباسات:
- حوداث الحياة اشبه بأسئلة امتحانية ورد فعل الإنسان تجاهها يمثل أجوبته عن تلك الأسئلة
- وكيف للإنسان أن يجفو الله سبحانه وهو خالقه والمنعم والمتفضل عليه، حتى انه سبحانه يدعوه فلا يجيبه ويحثه فيتوانى عنه، ويرشده فلا يأخذ بإرشاده، حتى كأنه هو المحتاج إلى الإنسان!