الحمد لله رب العالمين وصل اللهم وسلم على عبدك ورسولك محمد فقد أسسنا في المستويين الأول والثاني القاعدة الأولى في بناء الإسلام، وهي البرهنة على صحةّ أصوله وأقمنا أركان البناء، وها نحن في المستوى الثالث ندخل إلى البناء الإسلامي الذي أُحكِمت قواعده لننظر إلى المعرفة الدينية والشرعية على ماذا تبنى وكيف نتعامل معها من خلال بناء الإسلام نفسه. وقد اخترنا عنوان (مصادر التلقي ومسالك الفهم) لهذا المستوى؛ لأنه يتناول نظرية المعرفة، ومصادر التلقي الشرعية، وسبل الفهم الصحيحة للنص الشرعي. وفي زحمة البحث في تفاصيل المشهد العقدي يستغرق بعضنا جهده كله في ملاحقة النتائج النهائية لمقولات مختلف الطوائف والاتجاهات، فهذه الفرقة تقول بكذا، والأخرى تخالفها فتقول بكذا وهكذا، من غير تفطن للمحركات الفاعلة التي ولدت تلك المقولات والآراء. وما من شك أن ّ لإدراك تلك المحركات فائدة كبيرة جداً في البحث العقدي، إذ هي المشكل الحقيقي لمختلف الهويات الفكرية والعقدية، وعنها تنبثق مختلف الاتجاهات العقدية، والتعرف عليها يعمق كثيراً من فهمنا لمختلف تلك الاتجاهات والمدارس، ويكشف عن أصول الغلط التي ولدت تلك المقولات إن كانت منحرفة، أو أصول الحق التي تنشئ مقولات حق. ومن غير هذا الإدراك لمنطلقات الأفكار ومولداتها فستظل معالجتنا لمختلف المشكلات العقدية قاصرةً ناقصةً، بل قد يذهب جهد العلاج سُداً بسبب العمل في المنطقة الغلط، كأن يكون باعث تبني هذا الرأي مشكلة في الدلالة العقلية فينصب جهد المعالجة في منطقة الدلالة النقلية، أو يظن الظان أن المحرك الفاعل لتبني هذه الرؤية راجع إلى مأخذ معرفي في حين أن الفاعل الحقيقي هو نمط من الأهواء الخارجة عن المعطيات المعرفية. ومن هنا وضع هذا المستوى في البرنامج للكشف عن أصول نظرية المعرفة، بشقيها: - نظرية المعرفة العامة، والتي تمثل سبل تحصيل المعرفة في إطاره الواسع والذي يشمل جميع ما يمكن أن يحصله الإنسان من معرفة وعلم. - نظرية المعرفة الدينية، وهي منهجية التعرف على مراد الله تعالى، عبر تحديد مصادر المعرفة المعتبرة في هذا الباب، وبيان المنهج الشرعي الصحيح في التفاعل مع هذا المصادر. وسيتم في أثناء ذلك الإبانة عن المنهج الإسلامي الصحيح في كلا البابين، مع الإشارة إلى بعض الاتجاهات التي وقعت في أخطاء وأغلاط، أفرزت كثيراً من المشكلات في مختلف المناحي الفكرية والعقدية والثقافية.
فبواعث دراسة هذا المقرر يرجع في الحقيقة إلى أمرين أساسين: - أن المشكلات الواقعة في هذا الباب هو ما أفرز كثيراً من المشكلات العقدية والفكرية المتنوعة، فدراسة هذا المستوى بهذا الاعتبار هو من باب التعرف على الوسائل والأسباب الموقعة في الغلط لمن انحرف نظره في نظرية المعرفة، كما أنه يؤصل لطرائق المعرفة الشرعية والتي توصل بفضل الله وهدايته إلى إصابة الحق في العقائد والأحكام. - أن المشكلات الواقعة في هذا الباب هو في حقيقته جزء من اختلال المنظومة العقدية، إذ تمثل كثير من قضايا هذا الباب، كتحديد المرجعية الدينية الصحيحة والمنهج الشرعي الصحيح في الاستدلال من هذه المرجعية جزءاً من الثوابت الشرعية، فالتعرف على هذه المنظومة مقصود لذاته، إذ تصحيح النظر في الموقف من القرآن مثلاً أو السنة أو غير ذلك من محكمات هذا الباب هو تصحيح للمنظومة العقدية السنية والتي يتشوف الشارع إلى تثبيتها وتقريرها في نفس المسلم. نسأل الله لكم التوفيق والسداد، وأن يوفقكم للعلم النافع والعمل الصالح، والله تعالى أجل وأعلم.
أهداف المستوى الثالث: 1 - التأصيل لقضية المعرفة في الإسلام. 2 - فهم المناهج العامة في باب المعرفة وبيان تميز المنهج الإسلامي. 3 - تثبيت مصادر التلقي الشرعية. 4 - تثبيت حجية السنة وإقامة البراهين عليها من القرآن الكريم. 5 - بيان أهمية التسليم وتأصيل معقوليته ومكانته. 6 - تأصيل القواعد الأساسية لفهم النص الشرعي.
الحمدلله الذي من علي ان انتهي من المستوى الثالث والاخير من مساق تعزيز اليقين وكان المستوى الثالث رائعاً تجلت روعته بالكتاب الاول تثبيت حجية السنة ونقض أصول المنكرين واستفدت منه إستفادوا عظيمة في طريقة التأكد من صحة الحديث والرد على شبهات المتعلقة بالسنة، والمقرر الثاني ورقة من الشيخ عبدالله العجيري في عظمة التسليم وقيمتها في الاسلام من كتاب ينبوع الغواية الفكرية واختصرت كلمة ابو بكر الصديق رضي الله عنه بقوله ( لئن كان قال ذلك لقد صدق) وهي عبارة عظيمة بعد تكذيب الناس لاشرف الخلق صلى الله عليه وسلم بعد حادثة الاسراء والمعراج، واخيراً منهج الاستدلال عند اهل السنة كان بسيط واضح ومدخل لفهم طريقة الاستدلال عند اهل السنة وفقهائهم.
ونتطلع لمساق صناعة المحاور وان ننهية على خير وان نستفيد منه بأقصى درجات الاستفادة.
لا أعلم إن أمكن أن أصنف هذا "الكتاب" مع الكتب، إذ هو في أغلبه ملخص لمحاضرات، لكن ما دام أنه ورق في دفتين فيجب أن يوضع في القودريدز! يدور حول المعارف الشرعية ومصادرها المعتبرة والاستدلال الصحيح بها وبيان أوجه زلل المبتدعة فيها، بداية من إنكار بعض المعارف (كالخبر) أو المصدر (كالسنة) أو الاستدلال (كتأويل الفرق الضالة). الغريب أنه ومع توسع المواضيع إلا أننا نشاهد تكرارا في بعض المواضع، وتقصيرا في مواضع أخرى! وأظنه راجع إلى أن "الكتاب" لم يُؤلف بل جُمع من مصادر مختلفة.
يتناول هذا المستوى نظرية المعرفة، ومصادر التلقي الشرعية، وسبل الفهم الصحيحة للنص الشرعي، كما أنه يعرج على المسالك المنحرفة في تناول مصادر التلقي الشرعية. وفي زحمة البحث الفكري تجد الكثير من الطوائف التي تدلو بدلوها في كثير من النصوص من غير تفطن للمحركات الفاعلة التي ولدت تلك المقولات والآراء. ولا شك أن لإدراك تلك المحركات فائدة كبيرة جداً في البحث العقدي، ويكشف عن أصول الخطأ التي ولدت تلك المقولات والأراء، وأصول الحق التي تنشئ الفكر المستقيم.
ومن هنا يكشف لنا هذا المستوى عن أصول نظرية المعرفة بشقيها: نظرية المعرفة العامة، ونظرية المعرفة الدينية ومنهجية التعرف على مراد الله وبيان المنهج الشرعي الصحيح في التفاعل مع هذه المصادر.
لقد تعرض المستوى للمنهج الإسلامي الصحيح مع الإشارة إلى بعض الاتجاهات التي وقعت في أخطاء وأغلاط، أفرزت كثيراً من المشكلات في مختلف المناحي الفكرية والعقدية والثقافية.
فهذا المجلد يحتوي على بعض الإشارات والإلماحات المهمة والتي يجب أن تكون أساساً تقوم عليه تربيتنا العلمية والإيمانية والشرعية، والذي يشمل صمام أمان من الانزلاق في مهاوي الانحراف بتشكلاته وتدرجاته وتنوعاته وإذا تحقق ذاك على النحو المطلوب فسيستتبع آثاره في حياتنا عزة ونهضة وحضارة. ولحظة العزة قابلة للتكرار بشروط!!
This entire review has been hidden because of spoilers.
المستوي الثالث رائع خصوصا الجزء الخاص بحجة السنة النبوية الشريفة وعلم الحديث و ما يتضمن من عظمة علماء المسلمين الذين تفوقوا علي كل علوم الأرض الخاصة بالأركيولوجي وما شابهها بتوفيق من الله عز وجل فنحن امه السند بارك الله في علمائنا و الجزء الخاص استمتعت جدا بالجزء الخاص بمصادر المعرفه و التلقي وعلاقتها بالفلسفة ودحض ادعاءات المادين الذين يشككون بوجود الله لأعتمادهم على الحس فقط وتبين مغالتطهم لأنفسهم بالأعتماد على العلم و الحس فكلما ابحرت اكثر فى هذا المستوي وجت سفه العلموين والمادين و متبعين الألحاد من كل طائفة فهم كالأنعام او اضل سبيلاً الحمد لله على نعمة الأسلام اللهم دمها علينا نعمة
الكتاب جيد ومنظم رغم تفرق المواضيع و الأسئلة لكن - و بعد الانتهاء من المستوى الأول و النجاح فيه - أجد أن المستوي عمومًا و هذه المادة خصوصًا للأسف لا تشكل منهجًا معرفيًا منظمًا و مرتبًا تستطيع الرجوع إليه و الإحالة إلي احدي موضوعاته.
فالكتاب يصلح كقراءة تثقيفية حول مسألة المعرفة و فهم مداخلها ولكنه لا يقدم منهجًا مرتبًا تستطيع أن تجيب من خلاله على سؤال معين بل ان البرنامج الأول كله يفتقد إلي تماسك السؤال الذي يحاول الإجابة عنه ، لا يوجد سياق واضح منجي يثير في بدايته سؤالًا ثم يثدم مقدات ثم نتائج تجيبك عن ذلك السؤال بشكل منهجي و مرتب و لكننا نقفز من مواضيع إلي أخري و من مساحة معرفية إلي أخرى مفترفين إلي الترتيب و السياق الحاكم .
المشكلة الأخري هي فقر المقدمات و اللغة المنطقية في الطرح ، ان كان البرنامج مصممًا لتعزيز اليقين فينقصه كثير من الأصول المنهجية قبل تقديم إجابات ( مسكنات ) معرفية يسهل التلاعب بها أو التشكك فيها مستقبلًا.
عدي تلك المشكلتين ( عدم وجود منهج و سياق و فقر المقدمات و الأصول ) فان الجهد المبذول في صناعة المحاورعمومًا و هذه النسخة خصوصًا م تصميم المناهج و المتابعة أمر جليل و جميل و أظنه سيكون نافعًا جدًا مع قليل من التحسين و التطوير باذن الله.
هذا المستوى في معظمه مكوّن من مجموعة محاضرات حول نظرية المعرفة وتثبيت حجية السنة وحجية الإجماع والتسليم للنص الشرعي وفي مسالك فهم الإسلام ومناهج الاستدلال.. كان المستوى زاخرًا بالمحاضرات المتميزة التي من المستحيل ألا تترك أثراً في نفسك وتحُفَر في قلبك وذاكرتك..وأبرز تلك المحاضرات محاضرة: هكذا تألق جيل الصحابة، ومحاضرات حجية السنة الخمسة.. أسأل الله أن ينفعنا بهذا العلم..وأن ييسّر لنا طريقًا لنشره والعمل به والنفع به..
أمتع محاضرة والتي استمتعت بها كثيرا في هذا المستوى هي محاضرة الشيخ الفذ العبقري عبد الله العجيري "منهج الاستدلال عند أهل السنة والجماعة" وكانت آخر محاضرة في المقرر .. الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات الحمد لله اللهم انفعنا بما علمتنا وزدنا علما
يتناول هذا المستوى نظرية المعرفة بشكل عام وطرق تحصيل المعرفة ثم الانتقال إلى نظرية المعرفة الدينية عبر تحديد مصادر المعرفة المعتبرة وبيان المنهج الشرعي الصحيح في التفاعل مع هذه المصادر.
وإذا تدبرت أحوال العرب في جاهليتهم وما آل إليه حالهم بعد إسلامهم علمت فضل الاستمساك بكافة تفاصيل الشريعة والانقياد والخضوع والتسليم مع معطياتها، تأمل في مشهد الجاهلية الذي حكاه الله عن الكفار قبل البعثة، ثم تأمل ما حصل بعد الإسلام في الواقع المحسوس:" هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ"
"وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ" هكذا كان حالهم "في ضلال مبين" "على شفا حفرة من النار" فلما أدوا ما عليهم من واجب التسليم والاعتصام بالكتاب والسنة تحقق لهم من العلم والتزكية ما أوجب تبدل أحوالهم جذريا وتحقق لهم موعود الرب تعالى بالعزة والنصرة والظهور. ، يقول قتادة رحمه الله ملتقطا المشهدين مشهد الكفر ومشهد الإيمان:
"كان هذا الحي من العرب أذل الناس ذلا وأشقاه عيشا ، وأجوعه بطونا ، وأعراه جلودا ، وأبينه ضلالا مكعومين على رأس حجر ، بين الأسدين فارس والروم ، ولا والله ما في بلادهم يومئذ من شيء يحسدون عليه ، من عاش منهم عاش شقيا ، ومن مات منهم ردي في النار ، يؤكلون ولا يأكلون ، والله ما نعلم قبيلا من حاضر أهل الأرض يومئذ كانوا أشر منزلا منهم ، حتى جاء الله بالإسلام فمكن به في البلاد ، ووسع به في الرزق ، وجعلهم به ملوكا على رقاب الناس . وبالإسلام أعطى الله ما رأيت�� ، فاشكروا لله نعمه ، فإن ربكم منعم يحب الشكر ، وأهل الشكر في مزيد من الله [ تعالى ] ." __________ ختام المستوى الثالث نسأل الله التوفيق والتيسير :") بعده اختبار المستويات الثلاث ربما حين أفكر بالأمر أجده سيكون صعبا ولكن خيرا فذلك أحرى بأن يثبت الفهم ويرسخ دافع العمل بما تعلمناه :).