Jump to ratings and reviews
Rate this book

لن أغادر منزلي #3

ثوب حداد ملون

Rate this book
ثوبُ حِدادٍ مُلوَّن — الفصل الأخير من رِحلة التيه والبحث عن مرسى في
أوطانٍ مُمزَّقة، عن هُويّة في انتماءاتٍ مُلتبِسة، وعن أحضانٍ في صدورٍ مُغلقة. يختلط العام بالخاصّ في هذا النصّ، وتتداخل الأحداث والمواقف. الوطن والعائلة، أوليسا صِنوين؟ في الحالتين، التخلّي واحد، الخيبة واحدة، الظلم واحد، والحبّ واحد
هذه حكاية «جيوفاني » الذي ادّخر أصواتَ من أحَبَّهم وابتساماتَهم، إذ اعتقد أنّها ستشفع له يومًا إذا غاب أصحابها. لكن كيف انتهى كلّ شيء؟ كيف اندسّوا جميعهم في تلك القبور في غفلةٍ منه؟ من دون مطارات كان الوداع، لا وعد بلقاء قريب، ولا أعين يتسلّل منها دمعٌ ينحت الأسى في وجوهٍ ترنّم الأنين... كلّها أشياء لا تليق بمَن لا أمل في عودتهم

213 pages, Paperback

First published November 1, 2019

245 people want to read

About the author

Selim Batti

3 books407 followers
سليم بطّي – مترجمٌ وناقدٌ أدبيّ من مواليد 1987. عمل أستاذًا جامعيًّا وناشطًا في حقوق المرأة والطفل. يكتب المقالة النقديّة في جريدة النهار اللبنانيّة منذ عام 2019. كما وعمل في منظّمة أم سي سي التابعة للأمم المتّحدة لدعم اللاجئين السوريّين والعراقيّين في شمال أميركا. صدر له عن جامعة الدومينيكان حيث حاضرَ في الترجمة الأدبيّة والأدب الإنكليزي والنحو المقارن كُتيّب بعنوان ((علم الدلالة في الترجمة العلميّة)) ودراسة ((مشكلات الترجمة الأدبيّة بين العربيّة والإنكليزيّة)). حاز إجازةً في الشؤون الاجتماعيّة من كلّيّة فانشا الكنديّة عمل من خلالها مع كبار السنّ وذويّ الاحتياجات الخاصّة. يكمل دراسته العليا في النقد الأدبيّ في لندن. صدر له عن دار نوفل هاشيت أنطوان رواية ((لن أغادر منزلي)) عام 2017 ورواية ((فونوغراف)) عام 2018 ورواية ((ثوب حداد ملوّن))) عام 2019.

Ratings & Reviews

What do you think?
Rate this book

Friends & Following

Create a free account to discover what your friends think of this book!

Community Reviews

5 stars
17 (47%)
4 stars
15 (41%)
3 stars
1 (2%)
2 stars
1 (2%)
1 star
2 (5%)
Displaying 1 - 18 of 18 reviews
Profile Image for Pakinam Mahmoud.
1,018 reviews5,148 followers
February 26, 2024
لم أكن أريد لهذه الثلاثية أن تنتهي..
علي الرغم من كل الوجع اللي فيها وعلي الرغم إنها كانت قراءة صعبة و مؤلمة جداً إلا إني كنت مستمتعة بكل كلمة و كل حرف ومظنش إني حلاقي رواية عربية مكتوبة بكل هذا الأبداع بسهولة...

ثوب حداد ملون هي الجزء الثالث و الأخير من ثلاثية لن أغادر منزلي..
صحيح أحداثها مش مرتبطة بالأجزاء السابقة و لكن يجمعهم كلهم حاجة واحدة ..وجع القلب:(
وفي هذا الجزء بالتحديد..دموعي كانت مصاحبة ليا في كل الكتاب تقريباً و كما نوه الكاتب إن الأحداث مبنية علي قصة حقيقية ولذلك بعض تفاصيل الفصول كانت نهايتها إلي حد ما مبتورة و مع ذلك هذا لم ينتقص من قيمة و جودة العمل في أي حاجة...

مش قادرة أكتب أوي عن الكتاب علي قد ما أنا حابة أعبر عن إعجابي الشديد بالكاتب...
أنا قرأت كتب كتير..لكُتاب جامدين منهم كبار في السن منهم شباب و تقريباً من كل الدول العربية ولكني لأول مرة أقف عاجزة عن التعبير عما أشعر به أمام قلم سليم بطي...

نحن أمام كاتب استثنائي ..كاتب مش عادي..كاتب عامل مجهود في كل كلمة وكل جملة وكل صفحة في هذه الثلاثية الرائعة..
سليم بطي يكتب بحروف من ذهب...بلغة عربية متقنة إلي حد الدهشة..
يكتب بقلم ينزف ألماً وعلي الرغم من صعوبته أحياناً إلا إنه قلم ساحر حياخدك بسهولة إلي عوالمه المفجعة و سيرتقي بك لتقرأ الأدب والروايات كما يجب أن تكون...

هذه الثلاثية تستحق التقدير و الإشادة بها لأبعد الحدود و أعتقد أقل واجب علينا كقراء إننا نقرأها و نكتشف هذا القلم اللبناني المميز اللي بدون شك مفيش زيه كتير...

مراجعة مكتوبة من قلبي لكاتب حقيقي دخل قلبي ويعتبر من أحلي الإكتشافات بالنسبة لي السنة دي و أتمني يكتب أكتر ولا يحرمنا من قلمه أبداً😍
ينصح بها جداً..لازم..حتماً وضروري:)
Profile Image for فايز غازي Fayez Ghazi.
Author 2 books5,135 followers
August 18, 2024
- هناك في البعيد، أشعل شمعتك، اخلع من قدميك وتقدم بخشوع... لامس النعش الناعم، تحسس الطفولة المكفّنة، أبق شمعتك منارة في عتم الحرب الأهلية والعقد النفسية، اتلُ صلاةً وتراجع ببطئ الى المقعد الحجري على الباب، أشعة الشمس البسيطة ستساعدك لتقرأ، إقرأ هذه الرواية المفجعة.

- هي دعوة ككل دعوات سليم الأدبية، يمسكك بيدك ليخبرك قصة شخص، يتوقف ليشرح قصة وطن. يخبرك عن الفجيعة ويدلك على سببها، ينتقل بك بسرد سلس ووصف كئيب كثيف المعاني من مأساة الى اخرى، يغريك بالقراءة لتكتمل اللوحة القاتمة، ليدميك أكثر على جيوفاني وعلى نفسك وعلى وطنك. لا يخدعنك العنوان، لا تعتقد اذا غيّرت لون حدادك سيتغير حدادك ذاته بل ربما يكون اقسى بكثير!!

- تتوالى الفجائع في هذه الرواية، وقد أجاد سليم في وضع الكلمات على لسان شخصيته الروائية، نجح في التفريق بين كلام جيوفاني-الطفل، وجيوفاني-الشاب وبين استطرادات سليم السياسية والفكرية والعقائدية. الفجيعة تبدأ من موت الأب ثم الأم ثم اختفاء الأخ وفجيعة الأخت بغربتها وموت خطيبها وما يصاحب هذه الأحداث من قلّة وعوز وكبرياء ونقصان ثقة وتمييز واستعباد وذل الى التأثيرات النفسية وتشظي الأرواح وخلخلتها وفقدان الأمان والشعور بنقيصة الوحدة واستيطانها بالقوة فكل من أحبه جيوفاني تركه ورحل. هي قصة الطفولة المصلوبة ( "دُفنت والدتي بعد يومٍ من مقتلها. لا أذكر من دفنها، لكنني أسترجع شيئاً واحداً: طفولتي المصلوبة تسير في جنازتها خلف مشيّعيها، حاملاً صورتها التي ألتحقت بجدار بيتنا لتؤنس عزلة والدي المعلّق وحيداً كخشبة عائمة في ماء وحل") والحياة المسحوقة ("أنا طيرٌ، دهسته دبّابة.. فغرّد مسحوقًا بين جنازيرها.")، والحب الضائع ( "كانت كارلا بالنسبة إليّ حكاية بغدادية عتيقة هاربة من القصف الأميركي، زهرة فلسطينية تعاند من سعى إلى سحقها، شارعاً بيروتياً كلما مزّقته الطائفية، رتق جروحه بخيوط الشمس")

- يتابع سليم استحضار الكوارث المجتمعية ويصبها في قالب الرواية بلغّة رفيعة:

"المقهور والمعذّب لا يلجأ اليوم إلى الله، بل إلى الأمم المتحدة وكاريتاس ومنظّمات الإغاثة الدولية"


"حبّروا التاريخ بدماء سيّلتها بندقيات عاهرة سيبقى بارودها مرقشاً بمداد الخزي ثآليل موشومة في أجساد قساةٍ يفلتون دوماً من العقاب"


"حربٌ أهليّة احتكرت قبوراً صامتة تثرثر كثيراً، وخلّفت رعاعاً عاثوا في أشجار العوائل أيتاماً وأراملَ"


- كان هناك بعض النقاط السلبية في هذه الرواية خصوصاً في الجزء الأخير حيث الأحداث المبتورة، وددت لو قرأت اكثر عن "كارلا" وعلاقتها بجيوفاني وسيرورة العلاقة. الألفاظ القديمة المستعملة (آض، التوقّل، عثجاً، طيسل،..).

- ختاماً وقد قرأت ان سليم ينهي رحلته الكتابية مع هذه الرواية، ومع احترامي لقراره الشخصي: يا صديقي ان الرواية العربية لا ينقصها يتم جديد!

---
القراءة الثانية، 23 تشرين الأول 2021. استضفنا سليم كاتبًا في نادينا للقراءة، استمرّ النقاش لمدّة ثلاث ساعات حول الأفكار والثيمات والشخصيات والتقنية الروائية واللغة وغيرها من المواضيع وقد كان نقاشًا ممتعًا وغنيًا بحضور أعضاء النادي والضيوف.
Profile Image for محمد خالد شريف.
1,024 reviews1,233 followers
July 26, 2024

بعدما أنهيتُ الجزء الأول من ثلاثية "سليم بطي" بعنوان "لن أغادر منزلي"، ظلت أحداث الجزء الأول تؤرقني، الألم والوجع والقهر والظلم، هذه أشياء نراها ولُغة سليم المُختارة بعناية جعلتني ألمس هذا الألم، بل وأشعر به في صدري، غضب مكتوم مثل السرطان ينتشر في روحي.
وعندما أنهيت الجزء الثالث، قولت لنفسي: اللعنة، هذه الثلاثية ستظل تُطاردني كثيراً!
فـ"سليم بطي" في ثلاثيته لم يبخل بشيء من الألم الذي يُعتمل في صدره.. تستطيع أن ترى الألم بين سطور هذه الرواية في كُل حرف وفي كُل شخصية.

"يأتيك الحُزن بلا تاريخ صلاحية، وبلا إرشادات إستهلاكية. هو مُعلب لكل آن وأوان؛ جاهز للاستعمال دون أية إضافات. وجبة سريعة تطرد بها جوعك. تستسهلها... تعتادها، تتقاعس عن الفرح بعد إدمانك إياها ليصبح العيش دونها ضرباً من اللامنطق."

تدور أحداث هذا الجزء حول الطفل "جيوفاني" ومُعاناته بعدما انتهت حكاية "سليم" في الجزء الثاني، والشيء المُشترك بين الثلاثة روايات، هو الألم بالطبع. ولكن أسمحلي أن أقول أن الألم هُنا مُختلف قليلاً. القريب مني يعلم جيداً نقطة ضعفي تجاه الأطفال الذين يجدون أنفسهم بداخل عائلة مُشتتة، أو بلا عائلة.. كيف لطفل لا يستطيع حتى أن يُفكر أن يوفر لنفسه مأكله ومشربه ويعيش حياة كريمة.. كيف لطفل أن تكون حياته مليئة بالألم، بدلاً من أن تكون مليئة باللعب والمزح والضحك؟
هذه كانت حكاية "جيوفاني"، جيوفاني الذي شك أنه السبب، السبب في أن كُل من يحبه يصير رماد.. يختفي ولا يعود.. أحقاً مكتوب علي أن أكون وحيداً؟ أصارع العالم؟ ونفسي؟
رُبما يا جيوفاني، رُبما. هُناك أناس كُتب عليهم أن يكونوا كذلك، بلا رفقة، بلا أي شيء. وحتى عندما يأتيهم أحد الأشخاص الذي من المُمكن أن ينقذهم من ظلام وحدتهم، يبتعدوا بأنفسهم.. فقد فات القطار، وأحببتُ وحدتي. كسجين عشق سجنه، فعندما فتح الجلاد باب سجنه، أغلق السجين الباب على نفسه!


ختاماً..
قرر "سليم بطي" بعد إنهاءه لهذه الثلاثية أن يعتزل الكتابة، فهو قد كتب آلامه وآلام من حوله.. وحان وقت أن يرتاح قليلاً. قراره أحترمه ولا أستطيع أن أقول غير ذلك. ولكني أتمنى مُستقبلاً -إن شاء الله- أن يعود "سليم بطي" ليكتب لنا حكايت تُوجعنا أو تُمتعنا.. أو رُبما الأثنين معاً.

بكل تأكيد يُنصح بهذه الثُلاثية.
Profile Image for Selim Batti.
Author 3 books407 followers
Read
January 29, 2023
حبايبي حبايبي في مصر، رواياتي متوفّرة في معرض القاهرة للكتاب جناح دار الكرمة قسم هاشيت أنطوان.

بهذه الرواية أنهي ثلاثيّتي لن أغادر منزلي - فونوغراف - ثوب حداد ملوّن،

شكرًا لكلّ من قرأ لي...
وقرأني
Profile Image for Hiba.
1,062 reviews413 followers
November 6, 2019
أبدأ من العنوان وأقول أن سليم استثنائي، يذهب إلى مزيج من الحلك والألوان، يجرك إلى منتصف دوامته موهما إياك أن ما سيقص عليك لن يفطر قلبك. تشرع في القراءة، يتحدث سليم عن الكتابة وتتساءل إن كان يتحدث عن الكتابة حقا أم عن شيء غريب عن العوالم التي تعرفها. تحس بثقل كل كلمة، وتقع كل واحدة منها مجلجلة وسط صدرك يتبعها صدى يموت لتحييه الكلمة اللاحقة. لم تتجاوز بعد 'مقدمة الكاتب' وتتساءل عما تحمل لك بقية الصفحات.

تبدأ الحكاية ويلبس سليم الأوجاع أبهى لغة، تبدأ بألم طفل ربما ترى فيه نفسك وتشفق عليها وعليه أو ربما تود لو أنه في حاضرك فتشد على يديه وقلبه وتنتزعه من بين "حبال غليظة عقدها لا تحل."
جيوفاني، صار لدينا اسم نربطه بالقصة، وأي قصة. رفعته الحياة إلى أعلى نقطة فيها وأذاقته حلو الحب والبنوة لتترك يده ويقع وسط متاهة عامرة بعلامات استفهام لا يدري جسده الصغير كيفية تجاوزها.
وأنت تقرأ، تدري أن ذلك الطفل يملك ذكريات لم تكن لديك مثيلاتها يوما فتغبطه ثم تحسده.
وتبكي، مرة لك وأخرى للطفل الذي فهم مبكرا أن "الذين يحبون لا يموتون، وهو أحبنا."

تريد أن تقرأها على عجل وتنتهي وكأنما تنزع عنك ضمادة في حركة واحدة، ولكنك لا تستطيع، فأنت تدري أن كاتبك هذا يضمن صفحاته وجعا أكثر مما يمكن للصفحات أن تحمل، تستطيع أن تحس بثقل الكلمات على الورق. يتسرب حبر كلماته إلى عروقك ويسممها حتى تتمنى الموت ولا يأتي، يقول لك استمر في القراءة، ابك، تألم، خذ قليلا مما سكنني وقض مضجعي وآخرين لسنوات.

"حربٌ أهليّة احتكرت قبورًا صامتة تثرثر كثيرًا، وخلّفت رعاعًا عاثوا في أشجار العوائل أيتامًا وأراملَ."

كيف لأحد أن يتقن الوصف لهذه الدرجة؟ كيف يمكن لأي كان أن يأخذ بشاعة الأمر وينتقل بها إلى مستوى آخر من اللغة، كأنه يقول لك أن الحديث عنها بلغة محايدة جافة يقلل من شأنها ولا يليق بجلجلتها.

يتذكر جيوفاني الكثير ويقص علينا الكثير ولكن وحدها ذكرى رحيل والده ووحده ألمها يستحقان مركز الأحداث، ذلك الرحيل كان بداية نهاية كل شيء.
تستمر في القراءة، تقول إن الأمور ستكون على ما يرام وكل شيء سيصير أفضل ليأتيك خنجر رحيل آخر يخترق بالون آمالك ويتركك بدموع لا تنتمي إلى حكايتك.

تعلم بعد قراءتك لروايات سليم بطي أن الوجع محرك قلمه، تشفق على ذلك القلم الذي ينزف حبرا ولكنك رغما عنك تتمنى لو يستمر في الكتابة ولا يجف حبره.
Profile Image for ريما Bali.
Author 5 books189 followers
January 16, 2020
كتب في الصفحة الأخيرة: أنا لست كاتباً، ولن أكون. أنا أروي وجعي ووجع من يحيط بي.
وفي السطر السابق كان قد كتب: وما الكتابة إلا كل ذلك؟
وأكرر أنا سؤاله الأول كجواب لجملته الأخيرة: ليست الكتابة يا سليم إلا ذلك، مع نثرة من خيال وفانتازيا، وشيء من الإحتيال، استعضت عنهم في روايتك هذه
بالبديع والفاخر من التعابير والكلمات، والتشابيه السورياليه المبتدعة التي صغتها بمهارة فذة تلمس قلوب القراء وتمتع أذهانهم بمحتوى راق وموجع وجريء
.أربعة نجوم لتلك الموهبة المتفردة لشاب امتلك في سن مبكرة كل أسرار اللغة فتلاعب بكنوزها وعرضها لقرائه ببذخ وأناقة.
نجمة ناقصة، لأنني لم أجد تلك النفحة من الخيال (بالنسبة للحدث) الذي قد يكسر حدة الحزن الجميل الطافح في الرواية ويمد جسراً من الدهشة يصل القارئ بالكتاب ويكبله بالنص.
تقول أنك لست كاتباً، وانا أقول أنك أكثر من ذلك، أنت أديب.وما أقلهم في زمن كثر فيه الكتّاب
Profile Image for Emma Nemer.
11 reviews5 followers
November 3, 2019
كالزوارق الورقية المحتلة وسط غلاف الرواية أنا. أبحرت للمرة الثالثة في محيط وجعٍ تَبكيه اللغة العربية. لطالما مسّتني مسائل الإنتماء وذلك مذ قرأت إملي نصرالله في كتابها "الإقلاع عكس الزمن". مع رحيلها ظننتني تهت إلى الأبد. ولكنني وجدت في وجعك المجسَّد-عُذراً- ميناء أسندُ سفينتي التائهة عليها. لطالما كانت مسائل التيه والإنتماء مسائل تبكيني، تسحقني أرضاً. عذراً إن رأيتُ عُريّ روحك ولكن، صديقي، ما هي نتائج الكتابة إلّا رمْيِنا عراة أمام محبّي القراءة. ما هي الكتابة إلّا حقيقة تسحقنا ولكن تجعل من حياتنا حياة أبديّة. كتلك الزهرة التي تتفتح مرّة كلّ عام أراك. أما أنا، فبصر الفلاحين وشوق الحصادين انتظترك. روح إيلان تشكرك وماكينة خياطة منسّى تضحك فخراً كفخر معلّم يصفّق بحرارة لتلميذه المفضل في حفل تخرّج. عند بلوغي الموسم الأخير من الفصل الثاني، شعرت وكأنني غيمة  ربطت بقطار. أسرعت في القراءة إذ أحسستني أسترق النظر من قفل بابك فأتعدّى بذلك على ملكية وجعك الخاصة.
كل ما يكتب في روايات مطبوع على جبيننا إذ نتشارك الحياة جميعنا في هذا القفير المظلم. فجميعنا يعلم أن البكاء على من رحل مضيعة وقت، مثلا. إنّما طريقة ايضاح ذلك يختلف وتختلف معه قوّة الكف الّذي يصفعنا. أقول لك اليوم لقد صفعتني كتبك صفعاً مبرحاً! فأسلوبك يضيف على الجمال جمالا. اعذرني إن أبكتني قرائتك فقلمك جعل مني "طفلاً بجسدٍ هرم". أحتفظ بك ووجعك في مكتبتي من اليوم حتّى غدٍ أعاود فيه قراءة رواياتك الثلاث وأذكر أثراً تركتموه داخلي وأنا في سن المراهقة. شكراً، شكراً لصدقك، شكراً لثقتك, شكراً لكلمتك الأخيرة، شكراً لأنك سمحت لي أن أقرأ لك، أن أقرأك
Profile Image for Mohamed ندا).
Author 4 books561 followers
October 23, 2021
9/10

ثوب حداد سليم بطي
في التطهّر من أثر الماضي عبر القصّ...
والاختيار بين قبول الحاضر، والتكوّر في رحم الذكرى...

للأسف، هذه قراءتي الأولى للكاتب والناقد الأكاديمي اللبناني سليم بطّي. فعلى الرغم من صداقتنا الممتدة منذ قرابة ثلاث سنوات، وتزاملنا في عدة أندية للقراءة، وحرصي على اقتناء رواياته قبل توطّد صداقتنا، منجذبًا إلى نصوصه لما وجدته من ثراء لغوي متدفق في ما كان سليم ينشره من اقتباسات. برغم كل هذا، لم أقرأ لسليم سوى خلال الأيام القليلة الماضية، وقد استهللتُ قراءتي لأعماله بآخرها، ثوب حداد ملوّن، الصادرة عن دار نوفل /هاشيت أنطوان سنة ٢٠٢٠...

قالب الحكاية الأساسي يتمحور حول سؤال محدد، هذا النص يستفسر بصوت مبحوح عن قدرة الإنسان على التعامل مع متتالية الفقد في لبنان الرازخ تحت وطأة حرب أهلية لم يجمع بين أطرافها سوى سعار الدم والبارود. وعلى الرغم من وسم الكاتب الضمني لروايته هذه بأنها ثالث أجزاء ثلاثيّة روائيّة بدأها بروايته الأولى "لن أغادر منزلي"، ثم أتبعها برواية "فونوغراف"، إلا أنه صدق حين قطع أن الروايات الثلاث يمكن قراءة كل منها على حدة، رغم تشابك الأحداث والشخوص ووحدة الذكرى المرتبطة ارتباطًا سُرّيًّا بالمكان.

ويبقى السؤال معلقًا، ما هي حدود القدرة البشريّة على تعاطي مفردات الفقد؟ وهل يمكن للزمن أن يرتق ثوب الحداد الذي تمزق بين القبور، أو أن يزيل الندوب التي استوطنت الروح وشوّهت حواضرنا؟ هل ننال بانسحابنا نجاة مؤقتة، وهل تتحقق هجرة الجسد إذا ظلت الأرواح متكوّرة كما الأجنّة في رحم الحكاية الأولى؟

عقب استهلال مشهدي بارع يلخص به الكاتب أنماط الضحايا في أربعة طيوف عابرة، طفل يبيع العلكة، عجوز يبيع الحظ، لاجئ لفظته حربه إلى وطن أنهكته الحروب، وامرأة تيبّست أحلامها وتخشّبت في فراش الذكرى. عقب هذه المشاهد المتعاقبة، يرتدّ بنا زمن الحكاية إلى الوراء، متتبعًا جذور الأشجار التي أثمرت كل هذا الحزن، كل هذا الشتات، وكل هذا الضياع.

جيوفاني هو بطل حكايتنا، نعرف أن اسمه ذُكر في رواية سابقة للكاتب، أو أنه مرّ في أحد فصولها تاركًا أثرًا ما، لكن هذا لا ينتقص من حكايته، ولا يُضعف بنيانها.

طفلٌ لبناني مسيحي، تقرر السماء أن يتعلم حروف الفقد قبل أن يتقن بقية الحروف الأبجدية، يفقد أبيه قبل أن يعي ماهية الموت، ويعاني بغية استيعاب قسوة أمه التي استفحلت تزامنًا مع رحيل الأب. يعاني جيوفاني حالة انكار لموت الأب، يظل يراوغ اللفظ ويتحاشاه كأنه بذلك يبطل مفعوله، ويلغي آثاره، ويواصل الطقوس ذاتها بعد ذبح أمه.
لكن جيوفاني، في واقع الأمر، كان يوغل في رفض الحاضر لحساب الاحتفاظ بالماضي، الماضي الذي يخبئ في طياته أب وأم وأخ وأخت ومنزل وشجرة، ولفافة موز!

يُبرز سليم دور الأب الأصيل كمظلة تقي من القيظ والمطر، وكشمعة تحترق في خشوع طالما وفر احتراقها الأمان لمن تحب، وكحاضن أصيل للهوية. استفاض سليم كثيرًا في مديح هذا الأب الذي جمع في عاطفته مسؤولية الأب وتحنان الأم، وأبكاني وهو يصف هامشية رحيله في عيون الآخرين - ص ٨٤. لكن سليم لم يظلم الأم وإن وضع قوسين حول خيزرانتها التي ألهبت ظهورهم. كان سليم يصف الأم بصفات تتسق مع عقل الطفل جيوفاني، وهذه براعة تحسب له، فهذه النظرة الناقمة تجاه الأم الثكلى سوف تتغير عندما يبعد الراحل عن المرتحل. وهذه النبرة الغاضبة، سوف تتبدل فيما بعد، وقتما يدرك جيوفاني كيف أن هذه الأم صبرت واحتسبت وأبت وقاومت، كيف صانت عرضها وجنبتهم مذلة السؤال طيلة حياتها. ومع ضياع الأب، فالأم، تنسحق الهوية وتمّحي.

مع تكرار الخسارات، واضطرار جيوفاني لعقد هدنة مع سماء لم تتوقف عن إمطاره بوابل من نذالة الأقربين وغياب الأحبّة، يؤمن الطفل الذي شابت طفولته فبات شابًا تثقله كهولته إنه ملعون، إنه مجرد ميدوسا أخرى تؤذي كل من يقربها ويلامسها، لم يكن جيوفاني يحول الناس إلى حجارة بالمعنى الحرفي، لكن مقصلة القدر كانت تنقض على كل من يقترب منه، هكذا آمن بعدما راح يعدّ أسماء الراحلين على أصابع الطفل الذي لا يكبر في داخله، وكمحاولة فطرية للتأقلم مع هذه اللعنة، بات يحرص على إبعاد كل من يقترب منه، خصوصًا أولئك الذي يهتم لأمرهم، أو من يحبهم.

تبدأ الرواية من الزمن الراهن أو زمن الكتابة الأصلي، في مشهد يعاين فيه الراوي الخسائر، الظاهر منها والمطموس في أدمغة المفجوعين، ثم تستعرض الرواية في ألبومها المكتوب عشرات المشاهد من ثلاثة عقود ونيف هي زمن الخراب. يوكل سليم بطي مهمة السرد الرئيسية إلى جيوفاني، وهو راو شريك في الحكاية، ثم يلجأ قرب الخاتمة إلى إقحام صوت كارلا، طيف الحلم الراحل عن سماوات الشاب جيوفاني، مع إسناد محدود للراوي العليم في الفصول الأخيرة.

عنوان الرواية جاذب ومُعبّر، يحمل من التضاد ما يصوّر المسافة بين أحلام الطفل (جيوفاني وغيره) وواقعه المؤطر بالبارود. الحداد هو الواقع، والألوان لم تبرح قبورها في أوراق الطفل جيوفاني. المزج بين الحداد والألوان يعكس الصدمة التي شوّهت معالم الحياة في عيون أجيال عبّر عنها سليم من خلال نفسه في روايتيه السابقتين، ومن خلال جيوفاني هنا. الغلاف كذلك جاء متّسقًا مع ذات الفكرة، مراكب ورقيّة ملوّنة تصوّر أحلام الطفولة، تجلدها السماء بسياط المطر، تاركة انطباعًا مؤكدًا بأن هذه المراكب/الأحلام مآلها التمزق والغرق.

كثيرة هي الروايات التي تناولت آثار الحروب العربية، الحرب الأهلية في لبنان، حروب ما بعد الربيع العربي في سوريا واليمن وليبيا، والخروب التي لم تتوقف في العراق، وواقع الأمر أن الأدب العربي الحديث برع كثيرًا في رصد نتائج هذه الحروب، والتشوهات التي خلّفتها في الشخصية العربية، والصدوع التي باتت تسرح جليّة في الغد العربي، منبثقة من بؤر الماضي المخضّب بالدم والبارود والجهل والغدر، فما الجديد الذي قد يقدمه سليم بطي في هذا الصدد؟

يروي سليم كأنه شاهد عيان، مساحة الألم وصدق التعابير تجبر القارئ على الوصل بين الكاتب والمكتوب، كتابة تقطر ألمًا، وحروف تنزف حبرها عقب مخاض عسير تكاد صراخاته تُسمع في عقل الكاتب. ثم يأتي عنصر اللغة، ولنا هنا وقفة ضروريّة....

طالما قلتُ، واتفق معي كثيرون إن "اللغة معطف الرواية". فمهما كانت الحكاية متفرّدة، ومهما حوت وطرحت من وقائع وقضايا، تظل ضعيفة إذا أطلت على القارئ من معطف رث مهترئ، لذلك لا يمكن إغفال عنصر اللغة بكل ما تضمه من جماليّات وصور وأرض خصبة للابتكار والتنويع، مهما كانت الحكاية عامرة بالتشويق. الحكاية التي ترتدي معطفًا لغويًّا فاخرًا، لا أحسبها رواية مهما حققت من مبيعات ومهما نالت من جوائز... أقول هذه الكلمات الآن وأنا سعيد، بل إنني فخور بهذه اللغة العربية التي نسج من مفرداتها سليم بطّي هذه السرديّة الشجيّة. هذه رواية غُزلت فوق نول لغوي عتيق، غازِلها ومغازلها نسّاج وقع في غواية اللغة العربية، وطاردها حتى استقر به المقام في أروقة الجامعات: محاضرًا للأدب العربي... لا أتذكر متى كانت آخر مرة قرأت فيها رواية تحوي هذا الكم من الصور اللغويّة والتراكيب والتعابير المتفرّدة؛ هذه لغة تتوالد فيها المفردة تلو الأخرى في سياق قوامه جمل طويلة يودّ القارئ ألّا تنتهي، مسبحة طويلة من التفرّد اللغوي، حبّاتها مصقولة بالعشق والغيرة والخوف، عشق اللغة، والغيرة عليها ممن يمارسون الاستسهال، والخوف عليها من الاندثار...
ولكي أكون مُنصفًا، أود أن ألفت نظر سليم بعد كل ما أسلفت، أن بعض المصطلحات المستخدمة في هذا النص الثري، قد تعطّل انسيابية القراءة لدى المتلقي. بعض الكلمات، وهي ليست كثيرة، تجبر القارئ على الاستعانة بالمعاجم. فاحرص ��ا عزيزي على المزيد من التبسيط، دون أن تحيد عن نهجك الأساسي الذي أود لو تبناه الكتاب جميعًا.

ما الذي ينقص هذه الرواية؟
كنت أود سماع المزيد عن عمر، الأخ الأكبر لجيوفاني، ربما أردت فصولا بصوته، وكذلك بصوت أختهما لميس، كذلك وددت معرفة المزيد عن كارلا وتفاصيل اللقاء والافتراق مع وعن جيوفاني، بيد ان سليم قطع عليّ هذه الطريق بما ساقه في صفحة ١٤٧.
ربما كان سليم بخيلًا في هذا الخصوص، لكن بخله لم ينتقص من براعته...

تنتهي الرواية دون أن تمنحنا إجابة، لكنها تكتفي بصلب الأسئلة فوق خشبة الحقيقة؛ ما هي حدود القدرة البشريّة على تعاطي مفردات الفقد؟ وهل يمكن للزمن أن يرتق ثوب الحداد الذي تمزق بين القبور، أو أن يزيل الندوب التي استوطنت الروح وشوّهت حواضرنا؟ هل ننال بانسحابنا نجاة مؤقتة، وهل تتحقق هجرة الجسد إذا ظلت الأرواح متكوّرة كما الأجنّة في رحم الحكاية الأولى؟ فهل يغادر جيوفاني رحم الذكرى؟ وهل غادرته أنت يا صديقي؟

رواية عربية أصيلة، ممتعة، متميزة، صادقة في ما تبثه من شجون، مذهلة من حيث الثراء اللغوي. نص يستجوب السماء قبل البشر، ويحاول التطهر من الذكرى عبر وشمها فوق وجه العالم، نص يكشف عن سوأة الحرب والمتحاربين بحرفية ومشهدية لا يجمع بينهما إلا كاتب بارع وشاهد عيان.

سليم بطّي... كاتب عربي لبناني يستحق المزيد من الاهتمام، وتستحق أعماله الروائيّة تناولًا نقديًّا جادًّا على نطاق عربي شامل. كاتب أدعو القراء إلى قراءة نصوصه، وكذلك أدعو الكُتّاب...

#محمد_سمير_ندا
Profile Image for Dania Abutaha.
756 reviews501 followers
November 30, 2021
اعصر الجرح عصرا لاجني قطرات وجع اغمس فيها كلماتي
حكايه طفل تحاشى المرور بواجهات محال الالعاب  لئلا تبكيه الدمى و يبكيها
الكتابه بكاء جنائزي....هي مطهر لي و لامثالي
للمثقلين بالم متوحش ما عادوا قادرين على الانعتاق و الاستشفاء من لوثه عللهم
الكتابه هي انا...بها اصير خالقي
اسخر بها من النسيان...و هل ثمه اكثر اخلاصا من الحبر لاجلد به وجعي الطويل
الكتابه عبثيه فردانيه اتالف معها
انا الذي لا يمتثل لتضرعات روحه بان ينسى
اكتبه لالشيء سوى لاسوغ لنفسي جشعي الازلي على التذكر
لم اشف بعد من الكلمه
انا الذي يكتب طمعا بالمزيد من الطعنات حتى يعتادها
طوبى للكتابه...محررتي من الاثقال الراكده في مناخل عمر غربل من كل ما احب
اوطاننا انانيه...تتبرا منا ان فضلنا العيش في غيرها...على الموت في سبيلها
ما عادت بيروت تشبه نفسها
ترضى بالنفايات و البصاق اكاليل شوك
رغم وجعها تبتسم لرسوم و عبارات يخطها الشاردون فوقها بطباشير حزينه الوانها مشوهه كمستقبلهم
اتعقب حياه اخاف ان اعيشها
كم هو طائش هذا الرحيل.....
الوحده هي ان تجلس الى مائده صحونها ممتلئه ملاعقها نظيفه و كراسيها فارغه
ما نحن الا كائنات ضاله تموء توسلا عند عتبات السفارات لعلنا نخرج من هذه الحياه بسمكه
اللجوء
لوحه فان كوخيه فيها بؤس الكون كله...لمن تفننت الحياه في لدغهم
من هذا التالف الذي ساكونه؟
مركبات الذكرى لا تكل عن سحقنا
ماذا ننتظر من بلد فرص الموت فيه اكثر بكثير من فرص الحياه
امي القويه  القادره الصلبه الصابره المهزومه المنكسره الخائفه اضاعت زوجها و ضاعت ثم ضيعتنا معها بين مطرقه قدرها المتفتق و سندان امومتها الشاقه
ام تفجع و لا ترحم...تمسد اطفالها بالصبار ...ثم تعود مشفقه عليهم لتقتلع الاشواك عنهم
تحفظنا صلوات قبل الاكل و بعده ...تدق قانون الايمان فوق سريرنا
الزمتنا بان نصمت و بان ننتحل فرحا مزيفا نحشره في اعيننا الدامعه
صدى طرطقه الملاعق في اطباقنا الضحله اكد لي ان والدتي اكذب من مسلمه
تبتسم و كل ما فيها يبكي
كذبت كذبا لا يخالطه صدق
تكذب علينا و نصدقها
قتلوا والدي بلا عله الا طعامنا
هناك مات من كان جديرا بالحياه...و هناك ولد موتنا الجدير بالموت
والدتي رتقت فجوه الحرب في منزلنا لتبعد عنا ما قد يجتر عفه طفولتنا و يمزق عذريه سذاجتنا و يصادرها دونما عوده
لم نجد فيها الا امراه فطمتنا باكرا عن امومتها ...امراه لم تتوان في ارضاعنا قسوه لا تتراخى
ان نلبث صامتين رغم صمتنا الملغم بالصراخ
لم نميز بين نواح الحمام و صياح امي و عجيج القنابل و هرج الرصاص كلها اصوات اقلقت صغرنا
فرقعه مسليه نسرها لابنائنا و احفادنا ان اتوا و ان بقينا
انتظرت ان تسقط قذيفه على منزلنا لتقتل امي فترحل و كرابيجها عنا
يا الله ممكن بدل ماما ببابا ...بعطيك ماما و رجعلنا البابا الله يخليك يا الله الله يخليك
اصلي و لا انام
كرهتها
لم تنهاني والدتي عن كل ما احب؟
لعلنا بموتها نحيا...

قالت....نل مني و اترك ابنائي

تنازلت عن حبنا لها...كانت تعلم انها بعسر معاملتها و غلظه تربيتها تزيح كل ما لها في قلوبنا لكنها لم تهتم
رحلت  فأسي التي كل ضربه منها اصابت جذعي صنعت مني انسانا حقيقيا ...هكذا ارادني ابي و هكذا ربتني حبيبته امي
لا انت ستشفى من عله الحنين اليهم...و لن يتراجع احدهم عن موته
ايقنت ان نقيع الحنظل هو طالعي الوحيد من قله حياه

ركضنا...منذ ذلك اليوم و نحن نركض

من يمحو ذلك اليوم من راسي؟
لم اكبر اجلت طفولتي...
وحدي كنت كبش محرقه الاعياد..
اشتقت بغريزه الاحتياج اما كانت تبكي سرا خلف ابوابها المغلقه لينمو اولادها بسلام دون اعاقات في النفس و هلع في الروح...اما سخرت وجعها لنشفى شجت ثيابها لتحوك لنا ملبسا سهرت لننام و خافت لنطمئن ساومت الالم الراسخ في داخلها
في زمن حرب اشهرت سوادها في وجه الالوان
لم اكن يوما خارج دائره اهتمامات الموت الذي خصني بامتياز لا مثيل له
انا المنذور لتوديع الاخرين دون وداع...يرحلون عني دون احضان او امنيات بلقاء قريب...لا يسالونني ان كنت اهلا بالبعاد عنهم
انا كومه القش المحترقه
كلنا ننتظر شيئا نعلم انه لن يعود
التائب عن التعلق بالاخرين المرتعش ابدا من افه الاغتراب عن كل ما يقترب مني
ثم... ظهرت في حياتي في وقت كنت لا ازال ابحث عن ذاتي الضائعه
حكايه بغداديه عتيقه هاربه من القصف الامريكي ...زهره فلسطينيه تعاند من سعى الى سحقها...شارعا بيروتيا كلما مزقته الطائفيه رتق جروحه بخيوط الشمس
احبتني قبل ان افعل...وجدت في ضعفي قوتها
اعادتني الى الحياه....انا الميت منذ سنوات...قلت لها لا تقتربي مني ...فانا شراره تحرق كل من يدور في فلكي...لكنها لم تستجب
رائحتها رائحه ارض عطشى مسها المطر فارتوت
بتعرفي شو يعني حدا يشوف الامان بعيون انسان...انا هيك شفتك
كنت يتيم و لقيتك عيله...............................................
وبعد....وبعد....و بعد
هذا انا و هذه اولى حكاياتي و اخرها
حكايه الطفل الذي لم اكن
لكن فقط وفقط وفقط لشجاعتك البقاء! فقم!
Profile Image for Hachette-Antoine.
79 reviews74 followers
Want to read
June 4, 2020
الراوي يسرد ماضي الحرب كي يتخلص من أشباحها
سليم بطّي يرصد مصير اسرة في رواية "ثوب حداد ملوّن"
سلمان زين الدين

"ثوب حدادٍ ملوَّن" (نوفل / هاشيت أنطوان) هي الرواية الثالثة للروائي اللبناني سليم بطّي، بعد "لن أغادر منزلي" (2017)، و"فونوغراف" (2018). وهو، فيها، على غرار ما فعله في سابقتيها، ما يزال يدور في فلك الحرب الأهلية اللبنانية وتداعياتها، المباشرة وغير المباشرة، على ضحاياها، مع اختلاف الوقائع والشخوص، بين رواية وأخرى. ثمّة ماضٍ موجعٌ يطارد الكاتب، فيروح يكتبه، في نوعٍ من المازوشيّة، ليتحرّر منه. غير أنّ الماضي لا يكفّ عن مطاردته، وهو كلّما فعل، نراه يهرب منه إلى الكتابة.

في العنوان، يكسر الكاتب نمطية لون الحداد، فثوب الحداد عادةً ما يكون أسود. أمّا أن يجعله ملوناً، فلعلّ ذلك يعود إلى تعدّد الموتى موضوع الحداد في الرواية، أو إلى أنّ الذين وقع عليهم فعله، هم من الأطفال الذين لا "يليق بهم الأسود"، بالإذن من أحلام مستغانمي. والتفسيران نقع عليهما في متن الرواية.

يسند مهمّة الروي إلى الشخصية المحورّية في الرواية مستخدماً تقنية الراوي الشريك، وحين تروي ما يتعلّق بالآخرين تُضيف إلى التقنية الأولى تقنية الراوي العليم. وهكذا، تجمع بين التقنيّتين، في آن. أمّا الاتجاه الذي تتّخذه هذه العملية المزدوجة، فكثيراً ما يكون الاتّجاه المعاكس لسير الأحداث الطبيعي، في مفارقة واضحة بين الوقائعي والفنّي، بين الحَدَثي والنَّصّي. لذلك، نراه يبدأ الروي من الآخر، على المستويين المكاني والزماني، يبدأ من بيروت في العام 2017، ويعود القهقرى إلى أمكنة سابقة وأزمنة ماضية، دون أن يعني ذلك أنّ هذه العودة خطّيّةَ الخطّ بل هي متكسّرة في كثير من الحالات. وبذلك، نكون أمام بنية روائية حديثة، تطيح البنية التقليدية المتعارَف عليها.

المصدر: https://bit.ly/2UctA8y
Profile Image for Fatimah AlZohairy.
214 reviews8 followers
November 28, 2023
رصيف الألم...عتبة الألم

في الجزئين السابقين قرأت قصة سليم، في الجزء الثالث تعرفت على جيوفاني و ماذا كان نصيب جيوفاني و أسرته في الحرب أو لنقول مصير أسرته في الحرب.

حبيت السرد في كل الأجزاء و ان استغربته في الجزء الأول. شعرت فعلا ان قرأت قصص حقيقية و متشابكة لبيئة تفككت لأسباب سياسية و دينية و اجتماعية.....و ما خفي كان أعظم.
Profile Image for رنا الصيفي.
34 reviews8 followers
March 13, 2022
حذار من أن ترمي بنفسك في هذا اليمّ، قبل أن تتهيّأ عقليًا ونفسيًا لسطوة الآلام التي ستُطبق شِباكها على روحك ولو تحرّرت منها...ظاهريًا. في هذه الرواية ينساب الوجع عذب المرائر ليقصّ سليم بطي علينا حكاية جيوفاني الذي لم يسلم من جور الحياة بخيباتها المتتالية ولعناتها التي لم تنفك أظافرها تنغرز في ظهره كلما حاول النفاذ منها؛ يحكي عن الحرية والثورة بطرح يذكّر بفلسفة سارتر الوجودية؛ عن الفقر والتهميش واللاتوازي الإنساني والاقتصادي لشعوب يزعم أنها تعيش على الكوكب نفسه. هنا، يستحيل الموت والحرب والمدينة أناسًا يتلاعب جبروتهم بدُماهم من البشر ويبصق في وجه تفاهة وجودهم وضآلته؛ هنا الكلّ على لائحة الشقاء، الكلّ أعزل.
يستهل سليم بطي الرواية بقوله "لا صخب في كتاباتي" وأقول له إن كتاباتك مدوّية...ولغتك تُسمع حدّ الطرب ولا تُقرأ فقط...
لكنّ موسيقيّتها تصويرية إلى حد تشتيت ذهن القارئ، فيجد نفسه يعيد القراءة لئلا يفلت منه خيط السرد الذي تخلّلته مواضع بسيطة أظهرت تناقضًا في الفكرة.
وفي الأسلوب، من قرأ الجزأين الأول والثاني من الثلاثية قد يشعر بتكرّر الأسلوب ومشهدية السرد لتواتر المعجم اللغوي في الأجزاء الثلاثة.
Profile Image for Najla.
11 reviews
November 27, 2019
بعض الروايات تسير في دمك كما اللعنة وهذه الرواية واحدة منهم. الجزء الثالث من هذه الثلاثية لم يقل الما عن الجزء الاول لن اغادر منزلي والجزء الثاني فونوغراف. بهذه الرواية قرر سليم بطي ان ينهي مشواره الادبي واجهل السبب. اثار غضبي كثيرا عندما انهى هذا الكتاب بقرار اعتزاله. لا ادري لماذا كاتب مثل سليم يعتزل الكتابة والمتطفلون على الادب يكتبون روايات سخيفة بلا معنى؟
ارجو من سليم اعادة النظر في قراره لانه ليس قراره وحده.
بالعودة الى الرواية... يقول سليم انها حكاية جيوفاني الطفل الذي لم يكن. هل كان سليم فعلا يحكي عن جيوفاني ام انه البوح اتعبه واستعان بجيوفاني ليستر ضعفه... تعبه... وجعه؟
هذا الكاتب موجوع... كل كلمة يكتبها نابعة منه من وجعه ومن المه في هذه الحياة.
كم ابكتني هذه الرواية وكم عشت معه ومع اخوته في بيتهم البسيط/ البيت الخالي من الاب والام... عائلة بلا عائلة
لا اعلم ماذا اكتب لكن هذه رسالة مني الى سليم... رجاءا لا تترك الكتابة فانا وغيري من قرائك نجد فيك قشة نجاة في هذا العالم المزيف
Profile Image for Rima Tawarany.
10 reviews
January 13, 2020
أحدهم كتب هذه الرواية وترك في نفسي الكثير... الكثير من الألم والكثير من الأسئلة. هل يكتب سليم بطي هنا عن نفسه؟ عن سليم الأمس وحاول أن يتغطى بقناع جيوفاني؟ صديقه... أو خليله كما سماه؟
بآخر هذه الرواية يقرر سليم بطي الاعتزال والتوقف عن الكتابة... بمعنى آخر التوقف عن إيجاعنا
Profile Image for Samira.
11 reviews
February 19, 2020
مفجعة هذه الرواية ومؤلمة كثيرا. لكل من فقد عزيزا من عائلته سيشعر انه هذه الرواية تتحدث عنه. رواية دافئة كشمعة ومؤلمة كدمعة
Displaying 1 - 18 of 18 reviews

Can't find what you're looking for?

Get help and learn more about the design.