محاضرة إيمانية قيّمة ورائعة عن السر الأعظم الذي تحدث عنه العالم الجليل ابن القيم في مدارج السالكين... عن عبودية كبيرة وعظيمة، وهي من أعظم مقاصد تنزيل الوحي، ومن أعظم العبوديات التي يُتعبد لله تبارك وتعالى بها، والتي يجب أن تكون على قمة أولويات الإنسان، وهي عبودية معرفة الله سبحانه وتعالى،
"وهذا الباب، باب معرفة الله سبحانه وتعالى، متى انفتح في النفس على الوجه الذي يُرضي الله عزَّ وجلَّ ويتطلبه منا، فكل خير سينقدح في عبودية الإنسان، وسيثمر أعظم بركة في حياة الإنسان."
في هذه المحاضرة معاني ربانية وإيمانية عظيمة وجميلة، وإذا استحضرها القلب بيقظة، سيتعرف على الله من خلال أسمائه وصفاته العلا، وسيدرك مدى قربه سبحانه وتعالى من عباده، ومقدار حبه لهم، وحبه للعطاء وللجود عليهم بمِنه وفضله، والتحبب إليهم بنعمه وآلائه، وحبه للتوبة عليهم وفرحه سبحانه بها، "عندما يستحضر الإنسان أن من صفات الله عزَّ وجلَّ، الفرح والرحمة والضحك، فإننا لن نعدم الخير من هذا الرب سبحانه وتعالى..."
وكما قال ابن القيم : "إذا استغنى الناس بالدنيا؛ فاستغن أنت بالله، وإذا فرِحوا بالدنيا؛ فافرح أنت بالله، وإذا أنِسُوا بأحبابهم؛ فاجعل أُنسك بالله، وإذا تعرَّفوا بمُلوكِهم وكُبرائهم وتقربوا إليهم لينالوا بهم العِزَّة والرِّفعة؛ فتعرَّف أنت إلى الله، وتَودد إليه، تَنلْ بذلك غاية العِزَّة والرِّفعة."
"من عرف الله أحبّه على قدر معرفته إياه" بدأتُ المحاضرة وأنا أنوي تقييد ما يعجبني بالكتابة، ومضت النصف ساعة الأولى من المحاضرة وأنا ماضٍ في كتابتي وتسجيلي لما يقول ثم استرسل الشيخ في الحديث فلم أشعر بنفسي إلا وقد انتهت المحاضرة ولم أخط حرفًا واحداً بعد ما كتبته ابتداءً. أول محاضرة أسمعها للشيخ العجيري ومنبهر الحقيقة، جزاه الله عنا خيرًا ورحم الله شيخ الإسلام ابن تيمية وشمس الدين ابن القيم وكل علماء الأمة.
في هذا الفجر الميمون صحبتُ أحدَّ أحبُّ النَّاس إلى قلبي في أجودِ لقاءِ رُزقتُ سماعهُ منذُ زمن. السرُّ الأعظم | للشيخ عبدُ الله العجيري. حاولَ فيها الشيخ أن يسبرَ عقلًا ألمعيًّا من قاماتِ هذهِ الأُمة وهو ابنُ القيّم الجوزية رحمهُ الله تعالى. وبيّّن في فواتح المُحاضرة بعضَ مناقبهِ والثناءِ على مؤلفاتهِ التي طارت بها الرُكبان. حيثُ أخبرَ الشيخ أنَّ تُراث ابنُ القيّم يمثلُ لحظةً مفصلية في حياتهِ وأنهُ ختمَ تراثهِ كاملًا! وهذهِ والله عطيَّةٌ شريفة ومأثرةٌ فريدة، ومنقبةٌ سميَّة. وصنَّف مؤلفاتِ ابن القيّم إلى قسمين: كِتابٌ أهم وكتابٌ مُهم: والكِتاب الذي غاصَ في أعماقه في هذهِ المحُاضرة: هو أحد المؤلفات المركزية في تُراث ابن القيّم: وهو مدارجُ السالكين وهو شرحٌ لِكتاب ابن اسماعيل الهروي: منازلُ السائرين. وتقومُ ركائزُ اللقاء على أحدِ أبوابِ العبوديةَ عظيمةُ الشأن في دينِ الإسلام بل يذكرُ العُلماء أنَّ هذهِ العبودية من أعظمِ مقاصدِ تنزيلُ الوحي: وهي عبوديةُ « التعرُّف على الله سبحانهُ وتعالى » والله سبحانهُ خلقَ الخَلقَ ليُعبد وليُعبد لا بُد أن يُعرف، وهذهِ أعظمُ الغايات وأجلُ المُدركات. ومُنتهى المقاصدِ والقُربات.
وأشارَ حفظهُ الله إلى أحدِ أهمِّ الإشكالات المُستفحلة، عندَ من ركِبَ الموجات الجدلية، وهو اقتصار أفهامهم عندَ قرائتهم للأحاديث القُدسية التي تُثبت بعضَ صفاتِ الله تعالى بما يتعلق بالجدليات والسجالات في مبحثِ الأسماءِ والصفات، وهو أولُ ما ينقدحُ في أذهانهم وآخرُ ما يطوفونَ حوله، من غيرِ أن يستحضرَ أحدهم أن باعثَ النبي ﷺ وحكمتهُ الأساسية والجوهرية في حثِّ المُسلم على الطاعة والبذلِ والإحسان والقيام. والسؤالِ والتوبةِ والتَبتلِ والإنابة.
قالَ الشيخ: مراتبُ النَّاس في العبودية للهِ عزَّوجلّ بحسبِ ما ينقدحُ في نفوسهم من بابِ معرفةِ الله تباركَ وتعالى. أكثرُ النَّاس معرفةً بالله تعالى هم أشدُّ النَّاس عبادةً لهُ سبحانهُ وتعالى. وقالَ أيضاً: المُحرَّك الحقيقي لإحياءِ عبوديةِ الدُعاء في النفس، هو إدراكُ أنَّ هُناك ربٌّ يسمعُ الدُعاء ويستجيبُ للدُعاء.
محاضرة خفيفة ومفيدة ومؤثرة جداً أراها من أفضل ما قرأت عن موضوع التوبة ومعرفة الله ومحبته. شرحت المحاضرة حديث: "لله أشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته..." ومعنى فرح الله بالتوبة ومعاني التوبة وضرورتها وضرورة معرفة الله والعمل بمقتضى هذه المعرفة والكثير من الأمور المؤثرة التي تدفع للعمل والقراءة والاستزادة ومعرفة الخالق أكثر.
كان الشرح مبنياً على كتاب مدارج السالكين لابن القيم وشرحه للحديث ومعانيه. ما يعجبني في أسلوب العجيري دائماً هو كونه مباشراً وقريباً من القلب ومؤثراً ويضع اليد على الاماكن التي نحتاج علاجها، بأسلوب مؤثر دون زخرفة، ووافٍ دون تطويل.
قرأتها بجلسة واحدة وتأثرت به وكانت المعاني جديدة والشرح مفيداً. جزى الله من حاضرها ومن فرّغها كل خير وأعاننا على العمل بما علمنا.
كالعادة الشيخ عبدالله العجيري مبهر في محاضراته واختياره للمواضيع وسرده للمعلومات بدون ملل ، فعلًا باب معرفة الله هو السر الأعظم الذي يجب على كل إنسان معرفة هذا السر . أعجبني تنقيب الشيخ على بعض النقاط الجميلة وتعريفه للشيخ ابن القيم تلميذ شيخ الإسلام ابن تيمية ، ونقده للخطاب الديني الحالي أثناء الحديث . الشيخ هذا كنز والله للمسلمين رزقنا الله إياه ، لو كنت أستطيع أن أخبر العالم بجملة سأقول : أنظروا إلى علم هذا العالِم . الله يحفظ لنا الشيخ المهندس عبدالله العجيري ويبارك في علمه وينفع به الإسلام والمسلمين .
This entire review has been hidden because of spoilers.
قرأت تفريغاً لمحاضرة العجيري "السر الأعظم" فوقع من نفسي موقعاً عظيماً، بديع بديع و فريد في موضوعه كما أزعم و معناه يُغفل في الخطاب الديني الحديث أو أنه لا يُتناول بهذا العمق... السر الأعظم كما اكتشفته في آخر المحاضرة أذهلني و الله و أخرسني! سبحانه حينما يجلو عن القلب و البصيرة درن الدنيا و لوثها فيصفوان حتى يتأتَ لهما معنىً بهذه الدقّة و الحذاقة و الرقّة في آن!
من أجمل الكلمات اللي سمعتها وداني هي شرح حديث لله أفرح بتوبة العبد…. وسبحان من فتح على الإمام ابن القيم في فهمه وفتح على المهندس عبدالله العجيري في المحاضرة حاسة بامتنان لربنا اني سمعت المحاضرة دي في الوقت دا الحمد لله على لطفه
محاضرة قيمة و جميلة جدا للشيخ "عبد الله صالح العجيري"، تمنيت لو لم يتوقف الشيخ عن الحديث ولو تواصلت المحاضرة لوقت أطول من شدة روعة الأسلوب و الإلقاء الذي يجذبك لكل حرف و كل كلمة،و من عجيب قدرة الإمام "ابن القيم الجوزية" على إيصال المعاني الإلاهية و فهمها و تصويرها بشكل عظيم يجعلك تقف مذهولا أمام عظمة الله سبحانه و تعالى و قدرته و رحمته،تحدث الشيخ عن عبودية"معرفة الله سبحانه و تعالى" و أهميتها في كل ما يصدر عن الإنسان بعدها و مقدار الأجر و الثواب الذي تحمله،كما تحدث عن رحمة الله سبحانه ،و عن فرحته بتوبة عبده و حبه له ...و غيرها من المعاني العجيبة و الرائعة التي تلتمسها خلال المحاضرة،و مما ترسخ في ذهني مقولة "ابن القيم" في كتابه "الفوائد" و التي ختم بها الشيخ درسه: