أحد أركان الأدب العربي الأربعة، قال ابن حزم: ( كتاب النوادر لأبي علي مبار لكتاب الكامل الذي جمعه المبرد، ولإن كان كتاب أبي العباس أكثر نحواً وخبراً، فإن كتاب أبي علي أكثر لغة وشعراً) وهو مجموعة مجالس كان يملي فيها القالي محاضرات في اللغة والأدب في أيام الأخمسة بقرطبة، وفي المسجد الجامع بالزهراء المباركة كما ذكر القالي في مقدمة أماليه، وكان دخوله إلى قرطبة يوم 27/ شعبان/ 330هـ ضيفاً مكرماً على الخليفة عبد الرحمن الناصر، وكان قد وصفت للناصر منزلته في الأدب فأمر باستحضاره، فاستوطن قرطبة، وهناك أملى كتبه، أكثرها عن ظهر قلب كما يقول ياقوت. ولما توفي أقاموا على قبره قبة، كتب على بعض ألواحها بوصية منه: (صِلوا لحد قبري بالطريق وودعوا * فليس لمن وارى التراب حبيب) (ولا تدفنوني بالعراءفربـــــــــــما* بكى إن رأى قبر الغريب غريب).. صرح أبو علي القالي في مقدمته بإهداء الكتاب للخليفة الناصر، ومن ذلك قوله يصف كتابه: (وأودعته فنوناً من الأخبار وضروباً من الأشعار وأنواعاً من الأمثال وغرائب من اللغات، على أني لم أذكر فيه باباً من اللغة إلا أشبعته، ولا ضرباً من الشعر إلا اخترته، ولا فنّاً من الخبر إلا انتخلته... إلى أن قال: ليكون الكتاب الذي استنبطه إحسانُ الخليفة جامعاً، والديوان الذي ذكر فيه اسم الإمام كاملا) طبع الكتاب لأول مرة بمصر سنة 1322هـ بمطبعة بولاق بعناية إسماعيل يوسف التونسي، ثم طبع وبذيله كتاب (التنبيه على أوهام أبي علي القالي في أماليه) لأبي عبيد البكري، بعناية عبد الجواد الأصمعي بدار الكتب المصرية. وفي مجلة العرب (س19 ص320) دراسة مهمة حول الكتاب ومنهج القالي فيه، وما ألف حوله من الكتب. وانظر في مجلة التراث العربي (ع9 ص130)التعريف بكتابه البارع في بحث بعنوان (أبو علي القالي: رائد التأليف المعجمي في الأندلس) د. عمر الدقاق: وهو أول معجم عربي عرفته الأندلس. وصلتنا قطعتان منه. وانظر في هذا البرنامج (سمط اللآلي).
أبو علي إسماعيل بن القاسم البغدادي القالي (288 هـ-356 هـ)
هو لغوي و كان أحفظ أهل زمانه للغة ،وأبصرهم بعلل النحو, أقام في بغداد حوالي ربع قرن ، ثم استدعاه الخليفة الأندلسي عبد الرحمن الناصر ،فرحل إلى قرطبة ،ومكث فيها حتى توفي
كتابٌ رائع فيهِ من العلم و البلاغةِ والأدب والتسلية و الحكمة ما يجعلك تأنس بهِ ، وهو أصلٌ من أصول الأدب العربيّ كما أخبرنا بذلك الإمام ابن خلدون في مقدمته .
وصرّحَ الإمام القالي رحمه الله تعالى في بداية كتابه بما يلي:
"فأمللت هذا الكتاب من حفظي في الأخمسة بقرطبة، وفي المسجد الجامع بالزهراء المباركة، وأودعته فنونا ً من الأخبار، وضروبا ً من الأشعار، وأنوعا ً من الأمثال، وغرائب من اللغات، على إني لم أذكر فيه بابا ً من اللغة إلا أشبعته، ولا ضربا ً من الشعر إلا اخترته، وفنا ً من الخبر إلا انتخلته، ولا نوعا ً من المعاني والمثل إلا استجدته. ثم لم أخله من غريب القرآن وحديث الرسول صلى الله عليه وسلم، على أنني أوردت فيه من الإبدال ما لم يورده أحد، وفسرت فيه من الإتباع ما لم يفسره بشر..."
-- هذا الكتاب الذي سبحت بحمده دواوين الأدب ، و انتثرت على جيده قلائد الدر من كلام العرب ، و هو المنهل الذي لا ينقضي من مشاربه الأرب ، و إليه تنتهي غاية الكاتب و الشاعر و المتأدب ، و هو ذخيرة طلاب حقائق البيان ، و زاد فحول البلاغة و اللسان . -- ألفه الإمام الأديب أبو علي إسماعيل بن القاسم القالي رحمه الله في القرن الرابع الهجري / العاشر الميلادي ، و الذي يعتبر بحق أزهى عصور العربية علما و تقدما و حضارة . حيث أثمرت فيه حضارة الإسلام الغنية ، و بلغت ذروة عظمتها في كل علم و فن ، و تلاقت على صعيده ملامح نبوغ المسلمين في جنبات وطنهم الفسيح ( المشرق العتيد و الأندلس السعيد ) .
-- و اسم الكتاب على ما ظهر في طبعاته الكثيرة ( كتاب الأمالي بالإضافة إلى ذيله ) و ربما سمي بنوادر القالي ! تسمية له بأحد أقسامه ، قال ابن حزم رحمه الله ( كتاب النوادر لأبي علي مبار لكتاب الكامل الذي جمعه المبرد ، و لإن كان كتاب أبي العباس أكثر نحوا و خبرا ، فإن كتاب أبي علي أكثر لغة و شعرا ) . و قصة تأليفه أن القالي كان يعقد في جامع قرطبة بالزهراء المباركة مجموعة من المجالس العلمية التي يملي فيها محاضراته في اللغة و الأدب و نقد الشعر و شرح الغريب . و كان دخوله إلى الأندلس السعيد مكرما معززا على الخليفة الأموي عبد الرحمن الناصر بدعوة خاصة منه ، إذ أن جلساء الخليفة وصفوه له بعلو الكعب في العلم و الأدب فأمر عند ذلك باستحضاره ، فلما قدم على الجزيرة استوطن قرطبة و اتخذها منزلا له ، و أقبل عليه العلماء و الأدباء و الشعراء و أبناء الأمراء و طلاب المعرفة ، فأوسعهم علما و أدبا و أملى عليهم كتبه التي كان يحفظها عن ظهر قلب ، و اشتهر في الآفاق و افتخر به أهل المغارب على أهل المشارق . فكان حقاً ممثلاً للثقافة المشرقية التي ظل الأندلسيون يتطلعون إليها ، و يتابعون كل جديد فيها . و قد صرح القالي في مقدمته بإهداء الكتاب إلى الخليفة الناصر و من ذلك يقول واصفا كتابه : ( و أودعته فنونا من الأخبار ، و ضروبا من الأشعار ، و أنواعا من الأمثال و غرائب من اللغات ، على أني لم أذكر فيه بابا من اللغة إلا أشبعته ، و لا ضربا من الشعر إلا اخترته ، و لا فنا من الخبر إلا انتخلته ... إلى أن قال : ليكون الكتاب الذي استنبطه إحسان الخليفة جامعا ، و الديوان الذي ذكر فيه إسم الإمام كاملا ) . -- لقد كان صاحب كتاب الأمالي عالما متضلعا ، و لغويا فذا ، و ناقدا فاحصا ، جمع بين سعة الإطلاع و أمانة النقل و دقة النقد ، و هذا مما جعل كتابه واحدا من أصول الأدب الأربعة التي ذكرها ابن خلدون في مقدمته حيث قال : ( سمعنا من شيوخنا في مجالس التعليم أن أصول فن الأدب و أركانه أربعة دواوين و هي : أدب الكاتب لابن قتيبة ، و كتاب الكامل للمبرد ، و كتاب البيان و التبيين للجاحظ و كتاب النوادر لأبي علي القالي ، و ما سوى هذه الأربعة فتبع لها و فروع منها ) . و يغلب الجمع على مادة أبي علي في الأمالي ، و هذا أمر معهود في تأليف الكتب في عصره ، لأن العمدة فيها هي السماع و الرواية و النقل ، و من هنا كان الجمع طابع هذا الكتاب أيضا ، و قد أكثر المؤلف رحمه الله من الإعتماد على أعلام العربية و رواة أخبارها و لا سيما الرواد الأوائل منهم ، فهو يكثر الرواية عن أبي زيد و أبي بكر بن الأنباري و جحظة البرمكي و و أبي عمرو و الأصمعي و ابن الأعرابي و أبي عبيدة و الأخفش و غيرهم ممن جالسهم و تعلم على أيديهم و تلقى عنهم العلم مشافهة . -- أما عن محتوى الكتاب ( و هذا باب واسع للحديث فيه ، غير أني أجد نفسي مضطرا للتلخيص قدر المستطاع و ذلك لأن مادة الكتاب كبيرة و فصولها كثيرة و مضامينها عديدة ! ) فقد ضم الكثير من غريب القرآن الكريم و زاد على ذلك تفسيره و بيانه ، إذ يتلو الآية ثم يذكر شرح غامضها من الألفاظ و المعاني و ذلك بالإعتماد على أشعار العرب و كلامهم ، كما أورد جملة من الأحاديث النبوية مع شرحھا أيضا ، إلى جانب أنه ضمن كتابه العديد من المنتخبات النثرية من كلام الحكماء و أحاديث البلغاء و الوصايا بأنواعھا ، كما اھتم المؤلف بالأمثال العربية إذ أورد الكثير منھا في مواطن عديدة من كتابه مع شرحھا و بيان المناسبة التي قيلت فيھا ، كما أن الكتاب غني بالنصوص الشعرية مع عناية و ذوق فائقين في اختيار النص و عرضه و شرحه . كما أن المؤلف لم يفته أن يضم إلى كتابه إضافة إلى كل ما سبق ، الكثير من الأراجيز العربية المطربة . على أن أبا علي لم يلتزم في كتابه هذا ترتيباً معيناً ، لا في التسلسل التاريخي و لا في المواضيع و الأبواب ، فالأمالي أشبه ما يكون بالمقالات و الراويات المتناثرة التي لا يرتبط أولها بآخرها . إلا أنه اعتبر واحدا من أغنى خزائن الأدب و أثرى دواوين الشعر و النثر ، إلى جانب ما احتواه من المباحث اللغوية و القضايا النقدية ، التي تعد ذات اهتمام بالغ عند الباحثين و المتأدبين . و مما زان هذه الطبعة أن ناشرها قام بإلحاق كتاب ( التنبيه على أوهام أبي علي في أماليه ) و هي حاشية نقدية ألفها الإمام أبو عبيد البكري رحمه الله و ضمنها تعليقاته على ما جاء في الكتاب إجمالا ، فهو فيها بين مقر بعلم أبي علي و علو كعبه في الرواية و إنتقاء الأخبار و تبين الفصيح ، و ناقد مهاجم لأوهام المؤلف و مصحح لأخطائه و مصوب لهفواته . -- و الحقيقة التي لا أنكرها أنني وجدت نفسي ( أثناء قراءتي لهذا الديوان الفسيح ) في مواجهة المد العالي من بحره المحيط ، فولجت إلى لجته و أنا لا أحسن السباحة في أمثاله من بحار العلم ، فحاولت عبثا ملامطة أمواجه ، و التخلص ما أمكنني من فيض عبابه ، فألفيته سفرا دارا بعطاياه على أولي العلم ، و ما خالف الصواب من أطنب في مدحه من العلماء ، بل ربما قصر بعض هؤلاء عن ذلك ! إلا أنه يحتاج صبرا و تجلدا ، و وقتا و حفظا ، و لذلك أنصح قارئ هذا الكتاب أن يدون منه و يحفظ ما استطاع من شروح الكلمات و عيون الشعر و رائق النثر و جميل الكلم و الأمثال ، حتى يتحلى لسانه بأساليب البلاغة ، و يصير في حديثه على شيئ من تلك البراعة . و على الرغم من متعة الأنس بأخبار الكتاب ، و كم الطرب فيه بأشعار و قصص اللغويين و الأعراب ، و ما إلى ذلك مما تترنم به الأسماع و الألباب ، إلا أن كل ذلك الإمتاع لا يكاد يفارقه التحسر على هجران المثقفين و القراء لهذه الكتب التي أسست للثقافة العربية الأولى ! و كان أصحابها حصونا حصينة لهوية الأمة و وحدتها اللغوية و الثقافية . ففي وسط كل هذا اللجب و الصخب الذي أحدثته موضة قراءة الروايات ، و الإقبال المحموم عليها و على سخيف الكتب و المنشورات ، لا تكاد تجد في هؤلاء القراء من يقدر قيمة هذه الدواوين الجليلة القدر و المقدار ، ذات القيمة المهمة عند النظر و الإعتبار ، بل و تراهم يصدفون عنها إلى غيرها ، و منهم من لا يعرفها أصلا أو لم يسمع بها أبدا . فيا غربة العلم الأصيل ، و يا غرابة ما وصلت إليه ثقافة هذا الجيل ! .
- و ختاما فإن كتاب الأمالي من أمهات كتب الأدبي العربي و دواوينه الكبرى ، و هو تأليف عظيم الفائدة ، جم المنافع لمن أراد أن يحوز رشاقة العبارة و جمال الأسلوب و طلب التمرس في علوم البيان و اللغة ، و ترويض سليقته على اللسن و الفصاحة . فهو الغاية في هذا الباب ، و هو الجامع بين الأصل و اللباب . بالإضافة إلى كونه ذخيرة دسمة لمن يروم تزيين عقله بالآداب العربية و الأخبار الأدبية ، و لمن يطلب السمو بذوقه عن العجمة و الغلط ، و الرفعة على اللحن و الخلط و الخطأ . حتى يحصل له كمال الدنو من فصاحة العرب ، و البلوغ من لسانهم كل غاية و أرب .
أملىٰ هذا الكتابَ في المسجد الجامع بقرطبة في الأندلس، وكان بمثابة الإهداء للخليفة عبد الرحمن الناصر ولولي عهده الحكم.
الكتاب من أُمّات كُتُب اللغة، والكتاب مُسنَدٌ كلّه إلى مشايخ أبي علي؛ كابن دريد ونفطويه وغيرهم.
وله ثلاث محالات: الأخبار والأشعار، فيذكر خبرًا وما قيل فيه من الشعر، ثم يَشرحُه مفسرًا غريبَه ومستطردًا إلى غيرِه. والأمثال، فيسرد من حين لآخر ما ورد عن الأعرب وغالبُ إسنادِها وتفسريها ينتهي إلى الإمام الأصمعي. والكتاب مليء بالحكم والمواعظ والأخبار والقصائد والمُسنَدة.
اقتباسات: * السِّرحانُ: الأسدُ بلغة هُذَيْل، وبلغة غيرِهم من العرب: الذئبُ. (الأمالي ١/١٠٦) * قال الأصمعي: قلت لأعرابيّ: ما تَقولُ في المِراء؟ قال: ما عسىٰ أن أقول في شيء يُفسِدُ الصداقة القديمة، ويَحلُّ العُقدة الوثيقة؛ أقلّ ما فيه أن يكون دُربة للمغالَبة، والمُغالَبة من أمتَنِ أسباب الفِتنة. (الأمالي ١/٢٥٤) * «شَرُّ الرّأيِ الدَبَريُّ» يُرادُ به الذي يجيءُ بعد أن فات الأمر. (الأمالي ١/٢٧٧) * قال الأصمعيّ: الندى بُعدُ الصوت. يُقال: مُرْ فُلانًا أن ينادي فإنه أندى منك صوتًا. (الأمالي ٢/٩٠) * نخلةٌ مُهْجِرة إذا أفرطت في الطول، قال الراجز: تعلو بأعلىٰ السُحُقِ المهاجِرِ .. منها عِشاشَ الهُدهُدِ القُراقِرِ (الأمالي ٢/١٩٣)
وهو مجموعة مجالس كان يملي فيها القالي محاضرات في اللغة والأدب في أيام الأخمسة بقرطبة، وفي المسجد الجامع بالزهراء المباركة كما ذكر القالي في مقد��ة أماليه، وكان دخوله إلى قرطبة يوم 27/ شعبان/ 330هـ(942) ضيفاً مكرماً على الخليفة عبد الرحمن الناصر، وكان قد وصفت للناصر منزلته في الأدب فأمر باستحضاره، فاستوطن قرطبة، وهناك أملى كتبه، أكثرها عن ظهر قلب كما يقول ياقوت.
الأمالي لأبي علي القالي. أطنب العلماء في الثناء على كتاب "الأمالي"، حيث أنزلوه المكانة العالية التي تليق بمثله من الكتب التراثية وذلك لما يحتويه من تنوع في الموضوعات. فقد أورد فيه المصنف كل ما يتعلق بلغة العرب شرحاً وبياناً، كما أورد فيه طائفة من أمثال وأشعار وأقوال العرب، وطُرز ذلك بأخبار الخلفاء والأمراء وبعض مما رآه في نوادر الحمقى والنساء وأخبار الناس وحكاياتهم، هذا بالإضافة إلى ما ذكره من غريب لغة العرب، وما فسره من آيات الذكر الحكيم وأحاديث النبي الأمين صلى الله عليه وسلم، فضلاً عما ورده من وجوه القراءات، وطرائف الحكمة، وفنون الموعظة وأحوال الناس وصروف الدهر. #صاحب_الكتاب_والقلم #محمدنورجرادات #سلسلة_ذخائر_العرب
في هذه النسخة أربعة كتب مجتمعة وهي كتاب الأمالي، ثم ذيل الأمالي، ثم النوادر، ثم الكتاب الأخير وهو التنبيه على أوهام أبي عليّ في أماليه
الكتب الثلاثة الأولى عبارة عن تدوين لكل ما يمليه القالي في حلقات دراسته بالأندلس ولأنه يملي من ذاكرته، فالخطأ وارد والتكرار وارد أيضًا يستعين القالي بأمثلة وشواهد كثيرة من الشعراء العذريّين، حتى ليجد القارئ الشعر العذري بكل مكان بهذا الكتاب
أما الكتاب الأخير، "التنبيه" ، فهو كتاب لأبي عبيدالله الأندلسي، يقوم فيه بتصحيح وتصويب بعض ما تشابه على القالي من شعر ومعاني كلمات وما إلى ذلك فأحيانًا ترد الأشعار من القالي، لاعتماده على ذاكرته، خليط بين قصيدتين مختلفتين، وأحيانًا ينسب قصيدة لشاعر آخر غير صاحبها مع ذلك أخطاؤه قليلة
الطبعة التي أقرأها هي لدار المكتبة العصرية، وليست لدار النشر المذكورة بصفحة الكتاب هنا، لكنها واحدة بعدد الصفحات وكل ما ذلك ومشكلة طباعة كتب العرب عندنا تمثل لغزًا للقارئ، لأن في هذه الطبعة التي أقرأها أحيانًا تطالعني كلمة مطبوعة خطأ وفيها تبديل في الحروف كما أتذكر كلمة نعمة، جاءت ذات مرة مطبوعة هكذا: لعمة ولأن كتب كهذه مليئة بكلمات لم نسمع بها من لغتنا، قد يظن القارئ منا أن لعمة كلمة فصيحة لهذا أنصح من يقرأ هذه النسخة أن يتوخى بعض الحذر فيما يجده من كلمات ولكي يطمئن قلبه عليه تأكيد الكلمة من أحد المعاجم لهذا كثيرًا ما نسمع من قراء آخرين أقولهم ن نقتني الطبعة الأفضل من كتاب ما من كتب العرب ونصيحتهم هذه صحيحة ألف بالمئة والعمل بها سيوفر على القارئ جهد قراءة الكتاب (لضخامة كتب العرب)، ومن جهة أخرى سيوفر عليه المال أيضًا
طريقة عمل القالي بالكتاب، عبارة عن استدعاء الذاكرة بكل ما يعرفه أو ما يحضره بوقتها، فتجد المادة التي يمليها ليست بالضرورة تابعة للمادة السابقة أو التي تعقبها فمثلاً يقول: والتلاّع واحدها تلعة وهي مسيل ما ارتفع من الأرض إلى بطن الوادي إلخ.. فلربما تأتي المادة التي تسبقها عن: شعر قيس بن ذريح في لبنى
وفي الختام أقتبس قول أبي عبيدالله الأندلسي من التنبيه "ولكنّ البشر غير معصومين من الزّلل، ولا مُبرّئين من الوهم والخَطَل، والعالِمُ من عُدّت هفواته، وأُحصيت سقطاته"