فغير خافٍ على كل من له صلة بكتب أهل العلم مكانة وأهمية مؤلفات الإمام ابن قيّم الجوزية رحمه الله تعالى، وخاصة في أبواب الدعوة والتربية وأعمال القلوب والرقاق، فهو أبرز من صنف فيها حيث يعد طبيباً للقلوب ماهراً، ومرشداً في الدعوة والتربية حاذقاً، وواعظاً في الرقاق مبدعاً
ولما كان كلامه في تلك الأبواب في غاية الأهمية؛ لأنها تتعرض لمحل الإيمان ومحرك الجوارح للعمل - وهو القلب - وتعالجه، ولكونها تهذب سلوك السائرين إلى الله تعالى وترشد الدعاة والمربين، فقد قمت - مستعيناً بالله - بجمع كلماته الذهبية المتعلقة بتلك المواضيع من بين آلاف الصفحات من كتبه ومؤلفاته لأجعلها - بعد توفيق الله- في متناول طالبيها، فيسهل الرجوع إليها، وتزداد الإستفادة منها، خاصة أن الأخيار والدعوة الإسلامية بشكل عام في حاجة ماسة لها، يتدارسونها في مجالسهم وملتقياتهم فيتربون ويربون عليها، فيشتد العود وتقوى العزيمة بإذن الله
هنا تتلقى حقيقة الإلهية وحقيقة العبودية إيماناً وتصديقاً ، تسليماً ويقيناً...والله هذا المجموع القيم ليبعثنّ الروح من مرقدها...، فالحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ، الحمد لله الذي هداني لهذا الكتاب الكريم وما كنت لأهتدي إليه لولا أن هداني ربي 🤍 ولا تتم لك السلامة مُطلقاً حتى تسلم من خمسة أشياء : من شرك يناقض التوحيد ، وبدعة تخالف السنة ، وشهوة تخالف الأمر ، وغفلة تناقض الذكر ، وهوى يناقض التجريد والإخلاص...
دار طيبة الطبعة السادسة قراءة ورقية الكتاب مُقسَّم على مجلدين المجلد الأول عدد صفحاته بحدود ٥٨٠ المجلد الثاني يبدأ بصفحة ٥٨٣ وينتهي بـ ١١٩٦ —————————- فكرة الكتاب تجميع لمواضيع ابن القيم التي ذكرها في كتبه مثلًا تكلم في أكثر من كتاب عن الصلاة ، فهنا جمعوا أهم المواضيع التي تخص هذا الموضوع من جميع كتبه ووضعوها في مجلد “الصلاة” —————————- هذا الكتاب كان رفيقي في شهر رمضان ١٤٤٣هـ ابن القيمةلامه يلامس القلوب ويرققها يزهدك في الدنيا ويرغبك بما عند الله تعالى
من الضروري أن تقرأ له كل فترة؛ كي تسترجع قلبك من الملهيات ومشاغل الحياة
مقتطفات من مؤلفات ابن القيم رحمة الله تدور معظمها بل ربما جميعها بأعمال القلوب وكيفية التقرب إلى الله من خلال ربط عبادات الجوارح بدواخل النفس وإصلاح النوايا وإحسان التدبر والتفكر وحساب الأجور والعواقب..