الحق اننا كثيرا ما نتطلع لما يخرجنا من حيرتنا حين تتعدد امامنا الاختيارات في بعض مواقف الحياة و كثيرا مانحتاج لمثل هذه (الاشارة) الالهية التي ترجح لدينا اختيارا على آخر .. او تبشرنا بالسعادة الموعودة اذا نحن مضينا قدما الى ما اخترناه . فالانسان يفكر في امره طويلا و يتحسب للعواقب المحتملة و يقدر النتائج المأمولة ، و يميل لاختيار طريق محدد يمضي اليه ، لكنه يحتاج بعد ذلك غالبا الى من يزكي له هذا الاختيار .. و يشعره بأنه سيمضي فيه الى السعادة والامان .. و لقد يكون هذا الصوت الباطن هو (الاشارة) التي تحسم تردده .. و تحثه على الاقدام . كما قد يكون الرأي المخلص الذي يسمعه ممن يثق في اهتمامه - امره - هو المرشد له للخروج من صحراء التيه و الحيرة . عبد الوهاب مطاوع *** 25 قصة انسانية
محمد عبد الوهاب مطاوع، كاتب صحفي مصري، تخرج في قسم الصحافة بكلية الآداب جامعة القاهرة عام 1961، ثم التحق محررا صحفيا بقسم التحقيقات بالأهرام في السنة نفسها ثم سكرتيرا لتحرير الأهرام من عام 1982 حتي 1984، ثم نائبا لرئيس تحرير الأهرام 1984، فرئيسا لتحرير مجلة الشباب,، ومديرا للتحرير والدسك المركزي بالأهرام.
كان عضوا بمجلس إدارة الأهرام، وعضوا بمجلس قسم الصحافة بكلية الإعلام كأستاذ غير متفرغ من الخارج، وله العديد من المؤلفات. وقد أشرف علي كتابة بريد الأهرام منذ عام 1982 الذي أصبح يحتل شهرة واسعة في حل المشكلات الإنسانية وحتي وفاته، كما حصل علي جائزة أحسن صحفي يكتب في الموضوعات الإنسانية.
لقب عبد الوهاب مطاوع بلقب "صاحب القلم الرحيم"، حيث كان يتصدى شخصياً ومن خلال مكتبه وطاقمه المعاون لمساعدة الناس وحل مشاكلهم سواء كانت مادية أو اجتماعية أو صحية، وكان يستخدم أسلوباً راقياً في الرد على الرسائل التي يختارها للنشر من آلاف الرسائل التي تصله أسبوعياً، حيث كان أسلوبه في الرد على صاحب المشكلة أسلوباً أدبياً، يجمع بين العقل والمنطق والحكمة، ويسوق في سبيل ذلك الأمثال والحكم والأقوال المأثورة، وكان يتميز برجاحة العقل وترجيح كفة الأبناء واعلاء قيم الأسرة فوق كل شيء أخر.
و اذا رأيتم يتيم قبلوه كما يُقبل احدكم ولده في اعيادنا " كم يتكلف شراء رجل كهذا الرجل الوسيم المعروض في واجهة المحل ؟ اشتد حنين اليتيم إلى وجود الأب في حياته, فرأي في واجهة أحد المحال التجارية ذات يوم مانيكان علي هيئة رجل يعرض بدلة للرجال, فدخل إلى المحل وسأل البائع هذا السؤال البرئ القاسي: كم يتكلف شراء رجل كهذا الرجل الوسيم المعروض في واجهة المحل ؟
لأنى لسه من فتره قريبه مخلصة قراءة في كتاب ( 55 مشكلة حب) لدكتور مصطفى محمود .. فغصب عني المقارنة فرضت نفسها عليه .. دكتور مصطفى محمود كان ساخر .. بيجاوب على رسايله بواقعية .. و صدق .. و حس فكاهي شويه :) .. اما دكتور عبد الوهاب كان بيجاوب بمثاليه و (طوبيه) عجبتني اكتر بصراحه :)
لو كان للقصّة رمز، فالإنسان هو الثيمة المناسبة في رأيي.. أحبّ قصص الناس ومواقفهم.. مهما كانت عاديّة أو تافهة،
أحبّها لأنّها تمكّنني من تخيّل الطرق التي من الممكن أن تسلكها إذا لم تعجبني نهاية ما، أو لأنّها تجعلني أمارس النقد خفية على كل تفصيلة أريدها، ومن ثمّ أتأملها جيّدًا.. والأهم دون أن أكون سببًا مباشرًا في هدمٍ أو إساءة..
أحبّها لأنّها تذكرّني بالأسباب التي يجب أن أعيش من أجلها.. وهذا تحديدًا ما تمنحه كتابات مطاوع.
هذا كتابي الرابع الذي اقرأه للأستاذ الكبير عبدالوهاب مطاوع في فترة قصيرة للغاية ، وأنا لا أخفي إعجابي الشديد بحكمته وسداد رأيه وبلغته الشاعرية الرقيقة أيضًا.
حلوة حكاية بريد الجمعة دة اللي هو الناس بتبعت مشاكلهم او استفساراتهم عليه و الاستاذ عن عبد الوهاب مطاوع يرد عليهم و كل الناس بتستفيد من مشاكل غيرها او تحمد ربنا ع اللي هما فيه و الكتاب مش كله سلبي و مشاكل بالعكس دة فيه ناس بتحكي تجربتهم بنهايتها السعيدة عشان الناس تستفيد منهم و يخدوهم مثل اعلي ليهم