إذا كان على كلٍّ من الخصمين أن يواجه متاهته، فإنَّ عليها أن تضيع بين المتاهتين. لماذا كُتب عليها أن تكون مَجمَع الأضداد لا تلتقي إلا لتتصادم؟ هذان رجلان يلتقيان فيما يفرِّقهما، ويفترقان فيما يجمعهما أو هما مَجمَع البحرين يلتقيان، ولكن بينهما برزخ لا يبغيان. وهي هناك في البرزخ الذي تتلاطم فيه أمواج البحرين العاتية.. هنا كادت تلعن نفسها وحظها الذي جعلها مطلبًا عزيزًا لأعظم رجلين في حياتها.. وإنَّهما ليتحاربان الآن في داخلها وبها. كيف يمكنها أن تحتمل ذلك كله؟ هل يجب أن ينتصر أحدهما بهزيمة الآخر؟ أم يمكن أن ينتصرا معًا على نحو ما يتحدى العقل والمنطق، فيلتقي الماء على أمرٍ قد قُدر؟
أكاديمي وشاعر وكاتب درامي، تفوق بأعماله الدرامية التاريخية التي انفرد بجعلها نوعاً أدبياً مصوراً. من أهمها: صلاح الدين الأيوبي، صقر قريش، ربيع قرطبة، ملوك الطوائف، عمر بن الخطاب، التغريبية الفلسطينية. حصل على جائزة أفضل كاتب دراما في مهرجان القاهرة للإذاعة والتلفزيون، لأربع سنوات متتالية، عن أعماله: صلاح الدين الأيوبي، صقر قريش، ربيع قرطبة، التغريبة الفلسطينية.
أهلا وسهلا يا أجمل الروايات أهلا بك في رف مفضلاتي لا أملك كتابة المراجعة و أنا في حالة الذهول هذه بعد الجرعة العالية من الجمال اللغوي الذي تذوقته من عذوبتها
د. وليد.. بارك الله في علمك و عمرك و قلمك لتجود علينا بهذا النعيم الفردوسي المعجل في الدنيا زدنا زادك الله من فضله..
ملتقى البحرين... عذب فرات و ملح أجاج يلتقي القاتل "السلطان" مع صاحب الدم جاريته قمر يلتقي "السلطان" مع خصمه المعلم يلتقي حلم السلطان القديم بالعدالة مع طبائع الحكم و الاستبداد متناقضات تجتمع لتفترق... و تفترق فتجدها مجتمعة و هذا هو الإنسان في النهاية لم يفجإني كاتب الرواية د. وليد سيف فأنا أعرفه كسيناريست لأعمال درامية تاريخية و الحوار في الدراما لم يكن أقل متعة و جودة و جمال عن الرواية السلطان كأنسان... جانب يعالجه دائما د. وليد سيف، جانب خفي أو مهمل في روايات التاريخ، الذي يعج بالانتصارات و الهزائم. يفتح لك بابا لتتأمل الإنسان في دوائر الحكم و السلطة ما يصنع و ما يُصنع به أجد أنه يؤمن بقوة الحب... و يجعل الحب وحده، هو الذي يغير مجرى الأمور.. لا الثورة ولا الكره ولا الغضب، ولا الحرب و يبدوا أن الكلام حالم لكن وقائع في التاريخ تثبت أحيانا ذلك.. سنتفق أو نختلف في هذا .. و سيفترق كل منا حسب رأيه و طريقه.. لكننا سنجتمع على روعة الأعمال الدرامية و الأدبية ل د. وليد سيف
ما أجملها و ما أروعها من رواية !❤️ لغة راقية و أسلوب نفيس, ممتنة جداً للقرّاء الذين يرشحون ويقيّمون هكذا أعمال بخمس نجمات، لأننا حقاً نحتاج في هذا الزمن أن نشجع الناس ليس فقط على القراءة بل على تحسين الذائقة القرائية لدى الكثير، مثل هذا العمل الأدبي الرفيع المستوى الخالي من التلوث الفكري والثقافي والأخلاقي نحن بأمس الحاجة له. ⭐️⭐️⭐️⭐️⭐️
هذا عهد الناس بما يقدمه د. وليد سيف... اللغة البليغة والفكرة العظيمة. هذا كاتب قل نظيره في تميز التوازن الجمالي بين الشكل والمضمون فيما يقدم. فلا يطغى أحدهما على الآخر. ونعم.. قلة من يقدرون على ذلك. في جميع أعمال د. وليد سيف الدرامية. والتي أسست لما سمي بالأدب الدرامي. والتي قدم من خلالها أدباً درامياً تاريخياً. لم يكن القصد يقف على سرد الحدث التاريخي. بل كان يتجاوز ذلك ليعكس صورة الحاضر. ويضع يده على أصل الشرور والعلل في مجتمعنا العربي. فينتقد الجهل والخنوع والظلم والبطش. ينتقد ضعف الرعية كما ينتقد استبداد الطاغية. في هذا العمل لا يبتعد د. وليد سيف عن ذلك النهج. فهذا عمل معاصر بصيغة تاريخية. يحكي عن واقعنا العربي في حقبتنا هذه.. يحكي عما نعيشه اليوم.
قصة رائعة، مذهلة، فيها فلسفة الحرب والسلم، والعدو والصديق. تذكرني بالحالة التي نعيشها في بلداننا العربية، من التأرجح بين الرغبة في الثورة على الطاغية، وبين الخوف من بطشه. تمّت.
هل يلتقي الحكم والعدل؟! أم أن هذا ضرب من خيال هاوٍ؟! وكم من رجل كَعُمَر… صَلُح وصَلُحت حاشيته ورعته… فحكم فعدل فأمن فنام؟! وكم من عصر كعصر عمر… خير العصور بعد عصر الرسول؟! أنستيئسُ إذا من حكم عادل في زماننا؟ أم نسعى للحلم ودعو لأجله حتى الوصول؟
بلغة بديعة وحوار أخاذ وحبكة -سهلة ممتنعة- يُلقي بنا وليد سيف في متاهات الأسئلة… ويردينا بأمل يشوبه الألم وألم يتطلع لحياة السلامة…
امرأة أخمدت بالحُبّ ثورة وأقامت بالحُبّ العدل من على شرفات قصر الأستبداد .. أي قوة تمتلك امرأة أكملت جمالها بجميل كلامها ..!! ويخطفك وليد سيف كعادته من أول سطر فيقول " غداً يوم الزينة إذ يُحشر الناس ضُحى " فتعلم أن لا جمال للكلمات يفوق جمال أن تعمدتها في نهر النصوص المقدسة ويبدأ بالسرد على أمواج النص التي كلما أبحرت فيها أرتفعت بك في سديم الجمال . وتمكثُ غير بعيد تراقب حتى تعثر على صوتك التائه بين الكلمات فتنتشل روحك من غياهب الجُب وتمضي مع الحروف .. فيفتن قلبك بعيون الحروف كلما تعمقت في صفحات الرواية التي لا يعتريها الفتور بقدر ما يعتريها التوتر الذي يجبرك على أن تكون يقظاً لكل حرف سيأتي .. فيخبرك في طيات النص بأن " المُلك عقيم " وأن السلاطيين ديدنهم واحد فإما أن يكونوا في القصور وإما أن يكونوا في القبور . وما تلبث غير بعيد حتى ترى كيف يصطدم المُلك بالحُبّ الذي لا راد منه إلا الله فيُريك كيف للحُبّ سلطان على كل سلطان .. وكيف له أن يُهذب الأخلاق ويروض الجبابرة ويُثني الظالمين عن ظلمهم ويعيدهم إلى فطرتهم التي فطر الله عليها الإنسان . ترى في الرواية كيف يشتعل لهيب الثورة حتى يخبو بعد أن يؤد الأستبداد في قصره وكيف كان لقمر أن تجد الإنسان سواء في حبيبها الثائر أو في من كان عدوها وأصبح سيدها وسلطانها .. وفي الصفحة 175 الأهم من منظوري والتي تصفع واقعنا المتذبذب يطرح الدكتور على لسان الثائر الأسئلة الموجعة إذا ما تاهت من الثائرين الأهداف وغُيم عليها أسئلة تجول في النفس إذا ما خرجت من " برد اليقين إلى حر الظنون ". ولا يدعك وليد سيف وهو ممسك بتلابيب روحك فلا يغادرها حتى يتيقن أنك لن تغادرها مهما تقادمت الأيام والسنون فتبقى نابضة في قلبك ابد الدهر ففي المشهد الأخير الذي تهرب فيه قمر مع طفلها فيسألها الخادم : إلى أين المسير ؟ فتُجيب " سنعرفه حين نبلغه " ... فكذلك نحن اليوم سنعرفه حين نبلغه
قمر .. مُلتقى البحريّن
This entire review has been hidden because of spoilers.
يمارس د. وليد سيف ما يبرع فيه دائمًا .. إظهار الجانب الإنساني الخفي من حياة الملوك والسلاطين .. هؤلاء الذين قام في ظلال تاريخهم تاريخ الإسلام، وحدث في بلاطهم ما ذخرت به كتب الأدب والتاريخ الإسلامي من أحداث ووقائع وطرائف.
الحب والحرب، ثنائية تدور حولها الأحدث، وفي ثناياها تتباين مذاهب وأفكار الأبطال وتتبدل.
عمل يمتاز بحوارات رائقة، ويغيب عنه كثرة الأحداث .. فهو أقرب لحلقة من مسلسلات د. وليد عن كونه رواية. وينتصر هنا الكاتب لفكرة أن الحاكم العادل لا يستطيع أن يمنع الفساد إلا ببطانة تسعده على ذلك، وإلا انقلبت عليه بطانته فهلك، فتحقيق العدل أصعب بكثير من إيقاع الظلم، وهذا ما يؤيده التاريخ والواقع مع الأسف.
رواية قصيرة يكون فيها عالم و أسلوب وليد سيف طاغ على أحداث الحكاية نفسها، قرأتها لرغبتي في التعرف على العالم الأدبي للسيناريست العربي الأمهر و الأفصح كما رأيت بمسلسل عمر، و كنوع من التعزي لوفاة حاتم علي بوجود نص لصديقه و شريك نجاحه كان من الممكن أن يكون أحد إبدعاتهما المشتركة.
إذا كنت من مريدي د وليد سيف فهي استزادة لك وإن لم تقرأ له من قبل فلن تندم أبدا. رواية قصيرة تلتهم في جلسة واحدة. قرأتها منذ عام تقريباً . وتنازعني نفسي كل حين لكتابة مراجعة. فلأعترف أولا أنني ولسابق معرفة بكونها تاريخ افتراضي تصورت أن (ملتقى البحرين) إشارة لمكان الرواية وأطلقت لخيالي العنان في تصور كنهها، فجاءت مخالفة لمنتظري وبعيدة عنه. إذا كنت مثلي من مريدي د وليد سيف ومتابع جيد لأعماله الدرامية فلن تستطيع الإفلات من الربط بين ( ملتقى البحرين) وبين بقية أعمال د وليد. كيف لا تستحضر قصة صعود المنصور بابن أبي عامر أو صبح البشكنجية وتتمثل تيم حسن ونسرين طافش في مشاهد بعينها؟ أو كيف لا تتذكر (عصمة الدين خاتون) في صلاح الدين الأيوبي وهي تصف نفسها بملتقى البحرين إذ تزوجت بأهم رجلين في زمانها نور الدين زنكي وصلاح الدين. أو تذكر حوارات كاملة لها عن الاهتمام بالمرأة بين ما للحرائر والجواري. وككل أعمال د.وليد التاريخية تجده يسقط الماضي على الحاضر ويتمثل سنة التاريخ في تكرار نفسه، فلا تملك دفع عقلك عن تمثل ثورة الضباط الأحرار في مصر ومشروع عبدالناصر القومي . كيف تحمس له الجميع ثم كيف صدموا لمآله من الاستبداد والفساد ثم الهزيمة الأقسى في تاريخنا الحديث حيث هزيمة يوليو وما تبعها من الاعتراف بالكيان الصهيوني. تستحضر حماس علي بطل التغريبة الفلسطينية وجيله والجيل الذي تلاه ثم صدمتهم وانتقادهم. إذا كنت ممن يدققون في التفاصيل والحوار في أعمال وليد سيف الدرامية ، فانت مع كل فكرة في ملتقى البحرين تجد خلفية لها وإشارة في عمل سابق له. ففكرة الرواية تجميع لرؤيته التاريخية كلها مع حرية الفرضية والاستنتاج بما يخدم الرسالة التي يريد إيصالها. فبإمكانك أيضا استحضار ثورة يناير وأخواتها في البلدان العربية. دوافعها وأخطائها. والمصير الذي آلت إليه. والأسباب الظاهرة والخفية والعامة والخاصة في ضياع كل حلم عظيم بالتغيير استنادا لكل العوامل الأخرى غير الهدف المتفق عليه. فتجد في تفاصيل روايته الصراع القبلي والعرقي والشخصي على المصالح والصراع بين إحقاق الحق و مهادنة المؤيدين وإرضاء الأنصار. ورغم أنه لم يتطرق في روايته صراحة للخلاف السني الشيعي لكنك لن تعدم إشارة إليه في اسمي البطلين (عبدالله بن سعد) و (علي بن الحسن) ، فإن شئت استحضارا للصراع العباسي /الطالبي قديما فعلت وإن شئت استحضارا للصراع السني/الشيعي حديثا فعلت. وعلى خط مواز تأتي قضية المرأة القديمة الجديدة متمثلة في بطلة الرواية سلمى / قمر . عرض من خلالها مقارنة ماتعة بين أحوال الحرائر و الجواري وكيف أن الجارية التى فقدت حريتها ربما حازت من التعليم والثقافة فيما يتعلق بشئون العقل والجسد معا ما حرمت منه الحرة، حتى تطور الأمر خلال قرون فأصبح التعليم نقيصة في حق المرأة وهي التي بدأت في صدر الإسلام محدثة ومعلمة مثلها مثل الرجل. وأي قارئ للتاريخ يرى بوضوح كيف كان لتفشي ظاهرة التوسع في اقتناء الجواري أثره في تغيير مجريات التاريخ. فالسلطان الذي يملك عشرات وربما مئات الجواري ملك يمينه بالإضافة لزوجاته من الحرائر هو بشر له حدوده الطبيعية التي لا يستطيع تجاوزها، فلو افترضنا جدلا أنه يأتي امرأة مختلفة كل ليلة فكل كم ليلة يعود لها؟ فإنه وإن أرضى شهوة جسده من الاستمتاع بامرأة مختلفة كل ليلة فقد غبن زوجاته وجواريه على السواء في حقهن من الإشباع الجسدي ومن فرصتهن في الإنجاب كذلك فللمرأة فرصة تبويض واحدة كل حيض! وهو ما ظهر جليا في السلاطين من أمهات أولاد كن جوار من جنسيات شتى فإذا كل سلطان يتخذ بطانة من أخواله وبني جنس أمه وكل فريق يتعصب لعرقه ويقاتل ليثتأثر بالحكم والأمثلة في ذلك كثيرة. وربما استحوذت جارية بعينها على السلطان فاستأثرت به دون غيرها فصارت لها السلطة في القصر والكلمة في الحكم بذلك ولأنها المحظية فغالبا ما يكون منها الأولاد وفي بنيها ولاية العهد وإذا عهود من حكم النساء وتسلط الجواري على مقدرات الأمم. وفي روايتنا نجد وليد سيف قد اختارها جارية عربية حيذت في غزو توسع كغزو الجاهلية بين مسلمين ومسلمين في إشارة واضحة لما آل إليه حال الأمة من دعاة إلى غزاة وقد أحسن اختيار زمان روايته؛ القرن السابع الهجري/ الثالث عشر الميلادي حيث ذورة البلايا من انقسامات داخلية وتمزق ، استبداد وضرائب وغزاة من كل جنس حتى ظن الناس أنها علامات القيامة وهو القرن الذي أراه أقرب القرون لحالنا الراهن بكل مثالبه وآفاته. أما بالنسبة لتمزق قمر /سلمى بين حبها القديم للمعلم الثائر وحبها الجديد للسلطان فقد ظلم د.وليد المقارنة إذ ثمثلت قصة حبها للمعلم في مشاهد قليلة غلبت فيها المصلحة على الحب فلم استشعره كقارئة، في حين جاءت قصة حبها للسلطان متدرجة متصاعدة تدفعك التعاطف معها وتمني تمامها فلم استطع استشعار تمزق سلمى بينهما، غير أن تطور مشاعرها جاء طبيعيا تماما فالغلبة دائما القريب المرئي، ولطول الصحبة مع رفع الكلفة. وأيضا كان زواج علي حدا فاصلا لتذبذب مشاعرها وكأنه أحلها من الإخلاص لشعور قديم ولا شيء يزهد المرأة في الرجل ويغير قلبها عليه مثل اتجاهه لأخرى. وإذا انتقلنا من الفكرة إلى اللغة فلغة د.وليد غنية عن الإشادة .فصيحة سهلة ماتعة مكتظة باقتباسات من القرآن والحديث وتراث اللغة الشهير، تصل في بعض الفقرات إلى مصاف الشعر وليست بشعر. وإن تفوقت لغة الحوار على لغة السرد في روايتنا. ود.وليد صاحب أطول جملة حوارية لا يفقد القارئ أو السامع تركيزه معها أو فهمه لها، وهو أمر عظيم في نظري لا يستطيعه إلا متمكن من اللغة بحق. وأعجب كيف لكاتب بثقله ألا يحوذ الصدارة التي يستحق في أوساطنا الأدبية والثقافية وبين عامة المتحدثين بالعربية. أرشحها للجميع وأدعو الله أن يمتع كاتبنا بالصحة والعافية والعمر المديد ليتم مشروعه الأدبي بتحويل أعماله الدرامية جميعا إلى روايات ويتحفنا بالمزيد.
"لماذا يحب الرجل امرأة بعينها؟ لأنه لا يستطيع الحصول على كل النساء، فهو يلقي على تلك المرأة كل ما يرغب في النساء. فإذا انقضت الرغبة انقضى معها وهم الغرام والهيام"
رواية اصفها بالدراما ،تاريخيه بتزبط احداثها عن واقعنا الحالي.اللغة قوية جدا والوصف جميل والمناقشات بين الاشخاص بيوضح ان الكاتب الدكتور متمكن جدا بهذه الروايات التاريخيه وشكرا على اللغة العربية الجميلة الرائعه.
الدهشة.. ذلك هو ما أشعر به كلما قرآت رواية للمبدع الدكتور وليد سيف وكم أتمنى أن يكون لدينا كثير من الكتاب من مثاله وعلى شاكلته.. عمق المعنى مع جمال اللفظ.. وقد جمع الرجل الحسنيين على خير مثال أطال الله في عمر الدكتور وليد ولا حرمنا من إبداعاته
يكفي أن نقول رواية لوليد سيف حتى تتخيل مدى تشويقها و عمقها و أحداثها، رواية أكثر من رائعة مذهلة بجمالها اللغوي و الفني و عمقها.. حقًا إنها ملتقى البحرين..
"هذا رجُلٌ لولا مَفسدة الحُكم ، لَكان من أَروع الرِجال" بين مَطرقة الحُكم وسنديان السلطان أم بين صولجان السلطة وحُكم اللحظة تضيع معاني وتتداخل الغايات ... هي مُوازنة وترجيح في معظم الأحيان حيث رغبات الرعية ونوايا السلطان ومَدار الحكم وحوله يُطوف؛ فإن انتصف لرعيته انتصف لنفسه .. هي علاقة تبادلية الضعيف فيها قوي حتى يُأخذ الحق له والقوي ضعيف حتى يُأخذ الحق منه .. "ولكن هل القوي مَحكوماً بِقوته فإن لم يَستعملها بالحق استعملها بالباطل فطغى واستكبر ..." ●رواية في ساحات الشعب وأروقة الحكم في بلاطٍ يَعج بالنظام والفوضى كما الخارج فوضى تحتاج إلى نظام .. حقوق مَسلوبة تحتاج إلى عدل ..وسلطان يُحاول حيث غايَتِه "حُلم العدل وحُكمٌ عادل" ولكن هناك معطيات واقع يكون فيه "دَرء المَفاسد مُقدم على جلب المنافع" إذاً هي مفاسد قائمة ومنافع منشوده وإن غاية مايَطمح إليه الإنسان المُكلف هو أن يُقارب بينهما إن لم يَكن في وِسعه أن يُسدد .. "فإن الخيار ليس دائماً بين حق لا لبس فيه وباطل لا لبس فيه " لذلك نحن في حضرة دولة السلطان وحلم العدل بين الإقتراب أو الدرء , وليس وحده الفاعل والحاكم المطلق..بل """يَلتقي مع مُبغضيه من عامة الناس في الحُلم ويَفترق معهم في الدولة ,,بينما يَلتقي مع مُعاونيه في الدولة ويفترق معهم في الحُلم "" هو في مُلتقى الأضداد حائراً مُشوشاً تائهاً ... "هل الحلم الذي يبقى مُقيماً في الروح والفؤاد أجمل وأهون من الحلم الذي يُدمره الإختبار إلى الأبد ... "فالحياة اختبار مُعقد والمشتبهات كثيرة " حيث تَلتبس النعمة بالنقمة والقوة بالضعف,,وسلطة الحكم وسلطويته وجبروته ... ●في خضم هذا وأثنائِه كانت سلمى الحرة الأبية بالمولد والمُفعمة بالجمال والأنوثة والطاغية بالذكاء والحنكة ،هي ذاتها قمر الجارية الأسيرة التي لا خيار لها حتى باسمها الذي يتبدل كما حالها منذ وصولها إلى القصر وقَدرها الحتمي .... حيث سلطان يَبحث عن ذاته بعد جُهد مُبارك في السيطرة على الحُكم ودحر من سبقه واستعادة الأراضي المسلوبة وكف أيدي الأعداء عن البلاد والعباد.. هي جاريته لكنها كانت حرة العقل والمنطق فأصابت تلابيب قلبه ... "ولكن هل اكتمال إنسانيته بِقلبه يَنتقص من سلطانه كانت له أنساً ونديداً لم تأبه بِمكانه من مَكانها ولا مَقامه من مَقامها، فقالت وتركت لفَصاحتها العنان، حتى انطوى وباح بما في خُلده ... "الهَم إذا تَقاسمه أهل المودة قَل ، بِخلاف الفرح فإنه إذ يتقاسمونه زاد " خاضعاً لها أو خاضعةً له ؛فمن منهم يقود الآخر" استنطقت مُراده فاكتشفت جمالاً في مَخبىء فؤاده كما في وسامة شكله وعنفوان ذاته ... تغيرت نواياها وهي التي دخلت القصر غاضبة ناقمة تكيد في ليل ،وانقلبت إلى عاشقة ولهانة فتحت قلبها بقلبه .. "ردت عليه قَلبه واكتمل به " إن حكم القلب على سائر الجوارح طاغي ولا يَخضغ لأي قوانين ... ●ولكن لا تعطي الحياة كُل المراد .... نحن في ساحة الوغى بين سلطان في قصره وزعيم ثورة يَتحصن الجبال؛ كلاهما يملكان الغاية ذاتِها .. ينتصران لذات الشيء كلٌ من حيث مكانه ,,يلتقيان فيما يَتفرقان ,تَجمعهم الغاية والهدف وُيفرقهم التطبيق ... فعلى ميزان العدل كلاً على كفة ... خصمان كلاهما يُواجه مَتاهته وسلمى كانت تَضيع بين المتاهتين تُحاول النجاة ... هي بينهما بَرزخاً بين بحرين ومُجمع متضادين ورمانة الميزان ونقطة اتزانه .. يَتحاربان داخلها وبها حتى يَلتقي ؛الماء على أمر قد قُدر, لن ينتصر الأول إلا إذا خِسر الأخر !. ولكن أليس هناك مُتناقضات آخرى تَفسح المجال للفوز لكليهما، ألا يوجد انتصار خارج نطاق العقل والمنطق,, ولكن كيف السبيل لبحران هائجان يتلاطمان بِدفعٍ وطلب ...جزر و مد .. وهي التي حاولت وسعت فلم تَرد أن تغلب أحد على الأخر بل ترجو أن تُحقق الغلبة بهما , وأن تقهر الظلم بالعدل,, والكره بالمحبة، فينتصر به وينتصر له ومعه، ولكن هيهات هيهات فالأقدار تَكتب قضاءها ونَحن تحت مَشيئته سبحانه نَمضي.. "إلى أين المسير ، سنعرفه عندما نَبلغه " 2024/10/25 Kholood Alhamed
📌استغرب من عدم تَصدر مثال هالكتاب إلى قائمة أو ترشيح .. جمال في جمال ,,لغة ساحرة وسرد ماتع .. كنت أسيرة هذه الرواية أثناء قراءتها ؛ومازلت تحت تأثيرها ... بارك الله في الدكتور وليد سيف, لم أتوقع للحقيقة أنه له كتب (أعرفه من خلال مسلسلات تاريخية ) هو اكتشاف حقيقي وإضافة ساحرة ومُلهمة .. قَلم نابض بالحياة والحب والعدل والحكمة ..
رغم مقتي لبعض ما يفرضه هذا النوع من الحكايا من استعراض سياقات اجتماعية بالية بالنسبة لي .. لكن الحق يقال أن هذه الحكاية مشوّقة وجميلة وحبكتها لا تُنسى وكذلك ما فيها من حوارات عذبة اللغة حول العدل والظلم والسلطان بين حدود القوة والضعف وحجاجات القلب والعقل .. حتى النهاية أعجبتني رغم مرارتها.
الرواية لا تتحدث عن حقبة ماضية بقدر ما تتحدث عن الإنسان الذي كان بالأمس والذي هو اليوم وغداً وبعد غد .. الإنسان في السلطان .. الإنسان في الحبّ .. الإنسان الذي تسكنه فطرة الإصلاح وتتنازعه الأهواء هوى بعد هوى حتى ربما يصل لحال يظن فيه أنه ما من رجوع ولا سبيل إلا هي .. الإنسان حين يخطئ والإنسان حين يضل ويغرق في ظلام نفسه وكذلك حين يُرى النور فإما يستحب الضلال أو يعود إلى الهدى من قريب.
ليس أي خطأ في نظام أمور الحكم يدعو إلى ثورة وانقلاب .. أغلب الأحوال يمكن إصلاحها بالتقارب والتفاهم لا بالثورة .. بل إن الثورة أحياناً لا تكون إلا شر محض للشعوب وبقاء النظام على حاله أهون من ضياع دماء الأبرياء على جهل وفوضى ونظام ظالم جديد بدماء الثائرين وهذا ما هو أدهى وأمرّ.
- لماذا كتب عليها أن تكون مجمع الأضداد، لا تلتقي إلا لتتصادم. هذان رجلان يلتقيان فيما يفرقهما، ويفترقان فيما يجمعهما. أو هما معًا مَجْمع البحرين يلتقيان، ولكن بينهما برزخ لا يبغيان. وهي هناك في البرزخ التي تتلاطم فيه أمواج البحرين العاتية. - هل يجب أن ينتصر أحدهما بهزيمة الآخر؟ أم يمكن أن ينتصرا معًا على نحو ما يتحدى العقل والمنطق، فيلتقي الماء على أمرٍ قد قُدِر!!
- كان رأيه أن الحزم والعدالة أجدر بالثورة من الدولة نفسها، إذ إن التهاون يفضي إلى الفوضى ويغري بالتجاوز ، وما يمكن أن تحتمله الدولة الراسخة الأركان، لا تحتمله الثورة.
- لقد ذهب عنه برد اليقين، ليغمره حرّ الظنون، ومعها الأسئلة الموجعة. هل تاهت قدماه عن الطريق، أم أن الطريق نفسه كان غدّارًا فتغير كما تغير كثبان الرمال مكانها بفعل الرياح التي تهب على هواها، لا على هوى الراكب الساري؟ هل أخطأ الرمي أم أن الهدف الذي ظنه واضحًا ثابتًا شرد عنه شرود القطاة؟ هل مطلب العدل في هذه الدنيا بعيد المنال إلى هذا الحد فلا يتحقق على تمامه إلا في الآخرة أمام الديّان؟
مثل الغالبية العظمى أنا، استمتعت حد الإعادة والزيادة والافتتان بأعمال وليد سيف التلفزيونية، ولكنني بِتُ أعلم إذ قرأت هذه الرواية الفانتازية التاريخية القصيرة، أقول بِتُ أعلم أن وليد سيف لم يقف وحده وراء نجاحها، لقد كان حاتم علي وجمال سليمان وخالد تاجا وتيم حسن وسلاف فواخرجي وآخرين، إنها تلك الوجوه والملامح والنبرات، إنها جهودٌ جبارة ومُشتركة لأُناسٍ كُثر صنعت ذلك الألق الذي مازلت أحن لجديد يُشبهه.
تتضمّن رواية "ملتقى البحرين" (الأهلية للنشر والتوزيع، 2019) للأديب والروائي د. وليد سيف رؤيةً جديدة للروايات التاريخية؛ إذ أنّ شخصيّاتها تتحرّك في فضاءٍ زمنيٍّ معروف، ولكنّ أمكنتها ليست محدّدَةً تماماً. أما شخصياتُ الرواية فإنها، وإن كانت خياليّة، إلا أنّها تُحيلُ إلى شخصيّاتٍ عُرفت في التاريخِ الإسلامي، بشكلٍ جُزئي.
في ملتقى البحرين، يتخّذُ د. وليد سيف من الشخصيّة النسائية (قمر/سلمى) محرّكاً لبنية الرواية وبنائها السرديّ، وينجحُ في إزاحة الغطاءِ عن الصراع النفسيّ لأبطال روايته. ويُمكن حصر الشخصيات الرئيسية للرواية قبل قراءتها؛ فلقد حملَ عنوانَ الرواية بترميزٍ ملفِتٍ، أبطالها على الغلاف؛ امرأةٌ تفصلُ بينَ بحريْن يوشكُ موج كلٍّ منهما على التصادمِ بموج الآخر، ولن يجدَ الناظرُ إلى الغلاف شكوكاً حول ما يُحيلُ إليه الرمزُ على الحقيقة. وبمجرّد الدخول إلى الصفحات الأولى، تبدأ عوالمُ البحريْنِ بالتكشّف؛ الأوّلُ هو السلطانُ: ركنُ الدين عبد الله بن سعد، أما الثاني، فهو الثائر: المعلّمُ عليّ. وأما ملتقاهُما، فهي الجاريةُ قمر/سلمى. يبدأ الروائي التمهيد لعوالم أبطاله وأجواء صراعاتهم ببناءٍ متناسقٍ يتكّئ على الحوار: الخارجي، والداخلي (المونولوج) بحيثُ يتلاعبُ باللّغة لخلقِ تساؤلاتٍ مشروعةٍ لدى القارئ، يستمرّ هذا التفاعل، الذي هو أحد أعمدة السرد، بالتصاعد طوال تشكّل عالم الرواية، ويصل ذروته مع وصول الحبكة ذروتَها، متذبذباً، قبل ذلك، بين مشاعر قد تصلُ في أوقاتٍ قليلة إلى البرود، ومشاعرَ تجعلُ من القارئ يفقدُ الحدّ بينه وبين عالم الرواية، ويتداخلُ مع شخوصها في مساحةٍ متخفيّة. في أثناء القراءة، لا يستطيع القارئ الفصل بين عالم وليد سيف الدرامي، وعالمه الروائي، يبقى النصّ محكوماً بمشاهدات القارئ لأعمال الكاتب الدرامي، فلا يستطيعُ، مثلاً، أن يُشيحَ عن الورق صورةَ صبح البشكنجية في قمر/سلمى! ولربما كان ذلك الالتباسُ لأنّ القارئ شديد التفاعلِ مع التاريخِ الذي كتبه الروائي بقلمه، وشاهده القارئ بعينيه. تقعُ رواية ملتقى البحرين على مساحة 189 صفحة من القطع المتوسط. تروي قصةَ الجارية قمر/سلمى التي تشتريها زوجة السلطان، عبد الله بن سعد، من دار النخاس حسان، هدية لزوجها. ولكنّ ماضيها الموجِع، مع نقمة العامة على استبداد السلطان وحاشيته، يدفعانها إلى التدبير مع المعلّم عليّ، معلّم الصبيان، للثورة من أجلِ تحقيق العدل، لتتابع الأحداثُ ضمن سرديّةٍ بديعة، يغلب عليها تخبّطُ القارئ، بين بحريِ الحكاية؛ فتارةً ينحازُ إلى المعلّم، وتارةً إلى السلطان، وربما كان ذلك التخبطُّ من تخبّط ممسكة خيوط الحبكة نفسِها، أي قمر/سلمى. تبدو شخصيّات ملتقى البحرين، خارجةً من فطرةٍ بشريةٍ تحملُ ملامح الخير والشرّ في آن. ولقد نجح الكاتب، باستغلال تلك الطبيعة، في خلقِ عقدةِ صراعٍ لا تستندُ إلى ثابت. بالإضافة إلى أنّ هذا التوتر الإنسانيّ جعلَ للحوارِ بنيةً لا تنفكّ تغري قارئها بالتوغلِ في جوانيّات أطرافه. عند الوصول إلى الثلث الأخير منها، تزدادُ حدّة كلّ شيء، وتعمّ عالم الروايةِ حركةٌ أشبه بالفوضى، بفضل تلك الفوضى، رسم د. وليد سيف أحداثاً لا يمكن توقّع ما ستؤولُ إليه. كانت النهايةُ صادمة، تستمدّ صدمتها من مصائر الشخوص ومآلات الثورة، التي ترددت بين أقدارٍ شكّلتها، لتعيدَ رسمَ تصوّرنا عن الحياةِ بصورةٍ قد تبدو أشدّ التباساً من وعينا بها.
القصة تحمل النمط المألوف بين المالك والمملوك، لكنها جاءت بقلم مبدع ولغة آسرة. يكفي أن عنوانها شدّني منذ البداية، وجعلني أبحث عن سبب التسمية وأتأمل في الفكرة التي دفعت الكاتب إليها. هذه أول قراءة لي للدكتور وليد سيف، لكنها بالتأكيد لن تكون الأخيرة.
ليس عيباً فيها ولا نقصاً، بل بسبب شغفي بكتابات وليد سيف التل��زيونية فكيف بالأدبية
بصراحة، من شاهد مسلسل #ربيع_قرطبة السوري (2003) و فيلم #JodhaAkbar الهندي (2008) وقرأ مسرحيات شكسبير الانجليزية التاريخية خصوصاً #هاملت (1603) و #الملك_لير (1608) ، سيدرك أن هناك رابطاً بين تلك الأعمال في رواية ملتقى البحرين
لغة وليد سيف البليغة، ووصفه للحال بكلمات تناسب زمن الأحداث، تجعل القراءة مهمة غير سهلة، بل وربما احتاج القاريء لإعادة القراءة ليس لتدبر المعنى فحسب، وإنما لتأمل جمال العبارة والمعنى والمنطق الذي تحمله
الشخصيات مرسومة بعناية ولوددت لو أكثر وليد سيف من تلك الشخصيات المؤثرة حتى لو لم تظهر سوى في صفحة واحدة (مثل شخصية رئيسة الجواري في قصر السلطان ركن الدين عبد الله بن سعد)، تلك الشخصيات التي تدفع القارئ للنظر في عباراتها وتخيُّل هيئتها وكيفية التعامل معها
مبررات كل شخصية وقراراتها عالية التألق لدرجة تثير التعاطف مع الشخصيات بما فيها السلبية
الكتابة واقعية لدرجة أنني فكرت كثيراً، من هو السلطان ركن الدين عبد الله بن سعد في 2020، ومن سلمى المعاصرة، ومن علي بن الحسن الحالي، الواقع المكتوب بألم أحياناً يعكس تأثر وليد سيف بما يحدث منذ نهاية عام 2010 عند الانتفاضة التونسية، ولوددت أن يكون كل حاكم عربي ثار الناس عليه هو السلطان عبد الله بن سعد الذي اتجه إلى التصالح مع شعبه ورفع الظلم عنه بل وحتى العفو عن المسيئين من الثائرين، والاقتصاص ممن اعتدى عليهم
نهاية الرواية ربما توحي بجزء ثانٍ، وكم أود ذلك فعلياً
الجمال رسماً ومعنى في الشخصيات الثلاث الأساسية السلطان عبد الله بن سعد و سلمى (قمر) و علي بن الحسن، محرِّض على تجسيد الرواية على الشاشة، ويوجد مخرجون عرب محترفون يمكنهم إبداع رؤية بصرية للرواية، لكن كالعادة في الأعمال الفنية العربية، القصة دائماً عند التمويل أو الإنتاج
لكن السؤال الأكثر إثارة من الممثلين الذي سيجسدون الشخصيات الثلاث؟
السلطان ركن الدين عبد الله بن سعد
سلمى أو الجارية قمر
علي بن الحسن
توجد أسماء عربية في ذهني لكن بالتأكيد كل قاريء يحب أن يشاهد ممثليه المفضلين على الشاشة يجسِّدون شخصيات الروايات التي يقرؤها، لذلك قد تتنوع المسألة من شخص لآخر
أول عمل أقرأه لوليد سيف وبمجرد الانتهاء منه بدأت فوراً بعمل ثاني “مواعيد قرطبة" مستغلة عدم مشاهدتي للمسلسل التلفزيوني السوري الشهير المأخوذ عن الرواية. وليد سيف ساحر متمكن من أدواته بشكل بارع : لغة بليغة، حبكة متينة وتسلسل أحداث شيق، وفكرة مهمة. وليد سيف عارف كيف يجذب القارئ ويشده لينهي العمل الروائي مهما كان ضخم وبنفس الوقت قادر يكثف عمل ضخم ببضع صفحات وهاد اللي لمسته بملتقى البحرين و بمواعيد قرطبه التي لم انتهي منها بعد.ملتقى البحرين رواية تاريخية ذات أحداث كلاسيكية بسيطة قابلة للإسقاط على واقعنا القاتم اليوم وشخصيات روائية وهمية ولكنها مازالت ماثلة بيننا بأسماء وأشكال مختلفة.هي رواية صغيرة مكثفة تناولت الحب، الشعر ، الموسيقى ، المشاعر الإنسانية وتقلب القلوب ، السياسية ، التاريخ و صراع الأضداد بشكل ومضمون بالغ الجمال وكلها عبر قصة حب بسيطة بطلتها الجارية قمر وحيرة فؤادها بين الثائر والمعلم علي الذي عشقته والسلطان الذي أرادت الانتقام منه والذي استطاع بفكره و حقيقته الكامنة خلف ردائه السلطاني أن يقلب بغضها له حُباً. أجمل مافي الرواية الحِوارات.سعيدة جداً بمعرفتي لوليد سيف كروائي بعد معرفتي به كسيناريست سطع نجمه بلا منافس في الدراما السورية التاريخية مع الراحل المبدع حاتم علي رحمه الله في أعمال مميزة لا شبيه لها في الدراما العربية كتغريبة الفلسطينية و ملوك الطوائف وصقر قريش وربيع قرطبه و عمر.بعد الانتهاء من مواعيد قرطبه ستكون وجهتي الجديدة بلا تردد (الشاهد والمشهود )وهي السيرة الذاتية لوليد سيف .
رواية ملتقى البحرين : د. وليد سيف 190 صفحة pdf الزمن : القرن السابع الهجري / الثالث عشر الميلادي المكان : بلاد المسلمين هل يمكن أن تجمع غاية واحدة الثائر والمستبد ؟! رواية تاريخية سياسية وحب ثوري يعصف داخل النفوس وخارجها ظلم واستبداد خطط ومؤامرات حق وباطل يختلطان فيصعب التمميز بينهما من يعرف المسلسلات التي كتبها الكاتب يعرف مدى جمال قلمه روايتنا فيها من الأحداث والعبر مايشبه مسلسل ربيع قرطبة الحوارات تروي تاريخ وتكشف خبايا النفوس وتهدينا عبر ودروس قصة تغلب العدل على الثأر وتغلب حب المصلحة العامة على الخاصة نهاية حزينة واقعية مازلت تتكرر في بلادنا على مر القرون * تستحق القراءة أنصح بها وبشدة 😊 - السطان إما في القصر و إما في القبر - تدبير الرجال أشد من تحريك الجبال - لا سلطان لأحد على القلوب إنما السطان على الجوارح - رغبات الناس لا تتم إلا بالناس ولا تنقمع إلا بالناس - الملك عقيم - الحياة دول والحرب سجال - أين معنى الفوز ولذته إذا انعدم احتمال الاخفاق - فأخرجته من حيز السلطان إلى حيز الإنسان بينما أخرجت نفسها من حيز الرق إلى حيز الإنسان سواء
لا أنكر أنني في غير موضع وقفت بجوار السلطان، وظننت بالمعلم الظنون، أنه يطلب مجدا شخصيا فحسب، ربما لأن الرواية لم تذكر له مواقف كثيرة تثبت صدق غايته ومطابقة أفعاله لمراده، ومعتاد أن تختلط الغايات في مسار الثورات، سوى نهاية الرواية. أما السلطان فرغم الظنون الأولى؛ أتت مواقفه تبدد الظن تلو الآخر، وذلك أحرى أن أكون في صفه دفعا لظلمي إياه. والسؤال المؤرق! : هل كان مقتل المعلم هو اختباره الأصعب في حياته وتخليه عن مجد كاد يصيبه لولا استفاقة السلطان؟ ولكن.. ماذا جنى علي بعد أن نهض السلطان بدواء هو نفسه دواء المعلم، فكان علاجه في موت قلب علي. فماذا ربح علي غير اختبار نيته وصدق مراده! ولكن.. ماذا لو لم يكن المعلم علي؟! والإجابة.. ما كان الإصلاح. وقد رحمه الله بمقتله، فالحي لا تؤمن عليه الفتنة!
بارك الله في عمر د.وليد سيف، ونفعنا بقلمه الذي ينقر مواضع الفكر في القلب والروح قبل العقل.