المخيم لايستيقظ.. الزمن لا يتقدم ولا يتأخر .. الناس خلعوا ساعاتهم وحطموها فلا قيمة للصباح ولا للمساء! في الأزقة والحواري الداخلية للمخيم صمت مرعب متوجس! البيوت مفتوحة على مصراعيها.. أكوام الركام والحطام يعلو فوق بعضه .. كل شئ مهشم كقطع زجاج مهروس.. لاصرير أبواب تُفتح.. لا نوافذ تُغلق.. لاشمس تتسلل بدفء.. والجوعى يدخلون البيوت المهجورة ينهبون بقايا الطعام إن كان هناك بقية! كثيراً ماتحدثوا عن جهنم.. قاعها.. مائها الحميم .. لهبها.. زقومها .. ضريعها.. أبوابها.. بماذا تختلف عن المخيم ياتُرى؟ الكل بات يعتقد أنه في جهنم.
وُلدت نردين عبّاس أبو نبعة يوم 30/6/1971 في عمّان، أنهت الثانوية في الرياض/ السعودية سنة 1988، وحصلت على شهادة البكالوريوس في الشريعة من الجامعة الأردنية سنة 1992.
شغلت عضوية لجان التحكيم في عدد من مسابقات الأطفال، وشاركت في ورشات لتدريب الأطفال على كتابة القصص، إلى جانب ورشات لتدريب المعلمين في إمارة دُبَيّ بالإمارات لتفعيل حصة التعبير وتعليم كتابة القصة والمقالة عبر اللعب.
نالت جائزة تقديرية في مسابقة العودة التي نظمتها مؤسسة "بديل" برام الله سنة 2011 عن قصتها "سر الدراجة".
وهي عضوة في رابطة الكتّاب الأردنيين، ورابطة الأدب الإسلامي العالمية/ مكتب الأردن.
قد تذبلُ الأوطان و لا يبعثها من مرقدِها سوى كف أم تحترف المقاومة كما تحترف الأمومة هكذا كان إهداء الكاتبة نردين أبو نبعة في نسختي من الرواية بمعرض القاهرة 24/1/2020 .......... الرواية موجعة و توثّق أحداثًا حقيقية من عذابات أهالي مخيم اليرموك بعد اندلاع الثورة السورية ينوء بها العقل البشري و يعجز عن تصديقها لكنها مع الأسى و الأسف حقيقية ... فما بين النكبة الأولى و النكبة الثانية تتناثر و تتكاثر حكايا القهر و الوجع و التنكيل و التهجير ... أعجبني ربطُ الكاتبة بين هزيمتنا الأولى بفلسطين و هزيمتنا الثانية في سوريا و في كلتا النكبتين كان الفلسطينيّ هو من يدفع ثمن صمت العالم من روحه و حياته و كأن عليه أن يمضي عمرًا يدفع ثمن مصيره المحتوم حيث مكابدة اللجوء و تفنن العالم في خذلانه و الفرق بين النكبتين هو أن الأولى كان عدونا حقيقيًا بغيضًا معروفًا و هو الكيان الصهيوني أما الثانية فقد تعدد الأعداء و غدوا منا و فينا ...تتعدد انتماءاتهم و ولاؤهم للكيان واحد ما بين مهجة و أبنائها و مؤيد و خزامى و أبنائهما كان الألم قائمًا و أسى اللجوء خنجرًا يتجدد وجعه كل يوم كما هو حال قلب كل فلسطينيّ في الشتات لكن القلب يلتهي عن وجعه في اللاوعي بفلسطينه و حلم العودة و كأن خيال لقيا فلسطين سكن و حبها في الفؤاد بحد ذاته صمود 💝🇵🇸
"المخيم هو الوجه الحقيقي لضمير العالم المزيف" قبل ما أبدأ مراجعة الرواية لازم أقول إن أي عمل عن فلسطين وأهلها بالنسبالي فوق التقييم! أول عمل أقراه لنردين أبو نبعة وبالتأكيد مش هيكون الأخير، شوفتها بالصدفة في معرض الكتاب بتوقع رواياتها، فحد من الناس رشحلي روايتها سبع شداد، اشتريتها ووقعتهالي. الرواية بتحكي عن مخيم اليرموك بسوريا، التهجير القسري والقتل والتعذيب والاغتصاب والتجويع حد الموت، الظلم والقهر وسيل الدم اللي مبيوقش، معاناة أهل المخيم اللي اتهجروا قسرياً من بلدهم واللي النظام السوري والمليشيات وداعش وأنظمة الحكم العربية والعالم بأسره بيتآمر ضدهم! "من فلسطين تبتدئ الحكاية، منها المبتدى وإليها المنتهى، فثوب العز يُغزل في القدس" ،حبيت بيسان جداً، ومؤيد، حبيت كل الشخصيات، ولعل الرواية دي هي أكثر ما أثر بي من كتابات الحرب أو القضية الفلسطينية، ويمكن أزمة تقييم أو مراجعة رواية زي دي إني فعلاً مش عارف أنا بتكلم عن ايه، عن الرواية ولا الكاتبة ولا القضية ولا الشخصيات، هقيم الحبكة واللغة؟ أخطاء الكاتبة ولا أخطاء شخصيات روايتها؟ الرواية كما أشارت الكاتبة في النهاية أنه نسيج من عدة شخصيات سكنت المخيم وخرجت منه بطريقة أو بأخرى. الرواية بتوضح ببساطة إن الموت مش راحة، وعلى الرغم من ذلك في الظروف دي بتشتهيه وتتمناه وتحسد من مات! الحرب وتغييرها للشخصيات، طبيب بيتحول لمهرب، حرامي بيبقى أمير جماعة معاه سلاح وتحت إمرته ميليشيا مسلحة مستنية أوامره، شخص بيوزع أكل على أهل المخيم في الوقت اللي بيموتوا فيه من الجوع، هو نفس الشخص اللي بيقتلهم بالقناصة من وراء حجاب! بالنهاية الرواية رائعة وإن كانت ثقيلة على النفس وتثير الحزن والخزي والعار والندامة والعجز وقلة الحيلة.
#مراجعات_2020 #سبع_شداد من جديد مع كاتبة فلسطينية مميزة كاتبة تكتب من داخل البيت الفلسطيني فترصد أدق أوجاعه والرحلة الجديدة مع فلسطينى الشتات وسكان المخيمات عن "مؤيد" و"خزامى" وبيسان عن مخيم اليرموك بسوريا وعن جبروت الإنسان وحيونته في فرض سيطرته والتخلص من إنسانيته عن الحصار...والخوف...والجوع عن القصف المستمر وأهوال الحرب لمجرد إبداء الرأى بالنسبة لبعض سكان المخيم...وكوسيلة لإثبات القوة والسيطرة لكل الفصائل المتنازعة على قطعة الأرض...وأرواح ساكنيها عن الموت البطئ بالجوع...والسريع بالقصف المتوالى عن مواجهة الموت في كل لحظة...وطرق مقاومة كل شخص تبعاً لشخصيته وقوة إرادته عن حقارة الجواسيس والقناصة عن ألم الجوع...وألم الشتات عن الخروج بمعجزة من جحيم المخيم...إلى جحيم الأرض ورحلة لم الشمل لأسرة كتب عليها الشتات الأبدي وأهوال الهروب من الوطن العربي كله في محاولة للحياة وجع...يتلوه وجع وعذابات مستمرة في رواية لاتتعدى 240 صفحة من الجمال والعذاب والعذوبة المركزة أبدعت الكاتبة في الوصف...والسرد فكانت المشاهد سلسة وبلغة في غاية الجمال والعذوبة أعجبتنى كثيراً قصة الحب بين مؤيد وخزامى...لحظات الحب الأولى والإعتراف المبتكر أوجعنى للغاية وصف الجوع وتأثيره على سكان المخيم وطار عقلي من وصف القصف المستمر وإختلج قلبى بفرحة اللقاء وأهوال الخروج من المخيم ثم من سوريا ورحلة البحر رواية رائعة بكل ماتحمله الكلمة من معنى إستحقت علامة كاملة على الجود ريدز ومكانة مميزة في قلبي ولم لا...فقد كانت كلمة السر وسبب لقائى بالكاتبة في سويعات مسروقة من الزمن أتمنى تكرارها من الرواية *الكتب تمنح الحب وتدلك على طريقه *كل جنازة تقربنا من الحلم...كل قطرة دم هي قنديل يضئ للقدس طريق *لايتوقف قلب الإنسان بالموت...بل يتوقف عندما يستسلم *الجوع يطيح بالإنسان أسفل سافلين، يدمره، وفي لحظات يجعله يصاب بالجنون *القرآن يغسل درن روحك...يرش على ذبولك ماء الحياة فلا انكسار ولا انحناء ولا سقوط ولا جفاف انتهى الريفيو #الكتاب_رقم_45_لسنة_2020 #فلسطين_الميزان 45/120
ترشيح سطور متابعي #كل_يوم_كتاب_مع_زهرة مفتقداكم حد السماء وراجعة معاكم ب رواية من العيار الثقيل على النفس بعطر فلسطين...وجرحها الأبدي معانا النهاردة رواية "سبع شداد" للكاتبة الفلسطينية "نردين أبو نبعة" بتاخدنا الرواية لعالم فلسطينى الشتات وتحديداً سكان المختيمات...مخيم اليرموك بسوريا تبدأ الرواية بداية هادئة تماماً مع قصة حب صعبة بين "مؤيد" صاحب مكتبة في المخيم...وخزامى"أو كما يطلق عليها فيما بعد...زهرة الخزامى" تبدأ الحكاية من الكتب...وتتطور إلى الزواج من خلالها خزامى..الى بتكتب مقالات سياسية بترصد من اول الحصار الجزئي للمخيم تداعيات الأزمة وف يوم بتقرر تخرج لإستلام المواد الغذائية...وبيتفرض على المخيم حصار كامل بنشوف تأثير الحصار الكامل على المخيم وطريقة كل واحد ف مواجهة الأزمة ف بيسان...كبرى بنات مؤيد وخزامى تتحول إلى أم لأخواتها والأب يتعامل كما لو كانت خزامى موجودة..بيكلمها طول الوقت وبياخد رأيها ف كل صغيرة وكبيرة بنشوف تأثير الحصار على سكان المخيم خاصة مع الضرب المستمر من أول تأثير الجوع...والإيثار أو البخل الشديد استعرضت الكاتبة بعض حالات الجنون بسبب الجوع...وأسهبت في وصفه وتأثيره على النفس البشرية بنشوف كمان طرق المقاومة سواء بالتدين الشديد أو بالإلحاد والخونة والقناصة في كل مكان مع عائلة مؤيد بنشوف الأم المكلومة في وفاة أصغر الأبناء...ووفاة الأم نفسها في مشهد درامي مبكي بنشوف بعيون الرواي(الى هيا غالبا بيسان) أهوال الحرب الداخلية وتأثيرها على المخيم تحولات الشوارع الى طرفي نقيض الحياة الى بتذبل ببطئ...والموت السريع الخاطف في غارة ما وتحكم الجميع في سكان المخيم لمجرد ثباتهم بنشوف رحلة خروج العائلة من المخيم...ونبكي معاً عند الحاجز بعد كدة بتبدأ رحلة لم الشمل...وإجتماع العائلة بنشوف أهوال الحرب...وذنبك الوحيد أنك لاجئ فلسطينى في وطن عربي لفظك من جوفه بنكمل مع العائلة حتى مشهد اللقاء أخيرا وبعدين بنكمل رحلة من نوع تاني...التهريب عبر البحر هنا بنتعرف على عالم المهربين بشكل سريع...والتحضيرات الى بيقومو بيها واهوال التهريب وعالم البحر الرواية موجعة للغاية وصف الجوع...الغارات...اهوال المخيم والخروج منه صلف النفس البشرية لا لشيئ إلا لمجرد إثبات القوة والهيمنة عذاب ورا عذاب واللغة والسرد...فوق الروعة 240 صفحة من العذاب والمتعة المركزة بالنسبة لي...كل لقاء مع الكاتبة بيبشر بكل جميل بس كدة بكدة انتهى كلامى عن كتاب النهاردة وإلى أن يكتب الله لنا لقاء جديد أتمناه قريب أتمنى لكم أوقات لطيفة...وقراءات ممتعة دمتم بكل ود
هل كتب على الفلسطيني التهجير؟ هجّروا منذ عام 1948 من فلسطين، وبعدها في 1969، وعندما حدثت حرب الخليج هجّروا الفلسطينيين، وحروب لبنان والعراق هجّر فيها أيضاً الفلسطيني، وأخيراً الأزمات والحروب التي مرت على سوريا هجر فيها الفلسطينيين من مخيم اليرموك الذين يعتبرونه فلسطين على أرض سوريا. قصّت علينا الكتاتبة نردين أبو نبعة ببراعتها قصة عائلة تعيش في مخيم البرموك في سوريا امتدت جذورهم الى فلسطين.. تقرأ في صفحة ذكريات الجدة التي مازالت تذكر دخول الصهاينة على قريتهم وماحدث حينها، وتقرأ في الصفحة التي تليها ماتعانيه الحفيدة بيسان خلال الحصار كما وتمر على قصص المعارف والجيران وتشعر كأنك تعيش بينهم وترى أوجاعهم ماثلة أمام عينيك.. تعيش معهم وتخوض الرحلة مع بيسان وعائلتها منذ الحضار الأول وحتى وصولهم تركيا وركوبهم البحر. لا تختلف كثيراً تفاصيل التهجير بين الماضي والحاضر، الألم ذاته والفقد ذاته لكن مع اختلاف الزمان، ومن المحتمل جداً أنك وأنت تقرأ تتذكر أشخاص تعرفهم مرّوا بالتجربة نفسها أو تكون أنت ذاتك مررت بها. أحب اسلوب الكاتبة وطريقتها في ملامسة مشاعر القارئ وصدقها في نقل قصص أبطالها الذين لطالما عاشوا بيننا وشهدنا على رحلاتهم ولكنها بحروفها عيّشتنا مشاعرهم.
"المخيم لا يستيقظ.. الز��ن لا يتقدم ولا يتأخر.. الناس خلعوا ساعاتهم وحطموها فلا قيمة للصباح ولا للمساء في الأزقة والحواري الداخلية للمخيم صمت مرعب متوجس البيوت مفتوحة على مصراعيها.. أكوام الركام والحطام يعلو فوق بعضه.. كل شيء مهشم كقطع زجاج مهروس.. لا صرير أبواب تُفتح.. لا نوافذ تُغلق.. لا شمس تتسلل بدفء.. والجوعى يدخلون البيوت المهجورة ينهبون بقايا الطعام إن كان هناك بقية كثيراً ما تحدثوا عن جهنم.. قاعها.. مائها الحميم.. لهبها.. زقومها.. ضريعها.. أبوابها.. بماذا تختلف عن المخيم ياتُرى؟ الكل بات يعتقد أنه في جهنم."
# مشاهد واحداث تتكرر نعم هي مشاهد تتكرر في كل مرة من 1948-1967 حرب بيروت حصار المخيمات والان الثورة السورية او الربيع العربي كلها احداث متكررة لكن مع فارق بسيط ان الجيل الجديد يراها على ارض الواقع فيعمل على مطابقتها مع اجداده ويطرح الاسئلة التالية هل اجدادي أفضل ام انا؟ الحرب واحدة ام مختلفة؟ لماذا يحصل كل هذا؟ وغيره من الاسئلة التي تطرحها الكاتبة الاردنية ذات الاصول الفلسطينية نردين ابو نبعه في كتابها سبع شداد الصادر عن دار المعرفة 2019 بعدد 240 صفحة من الاحداث المتكررة التي نعيشها مع خزامى (الريح الطيبة الجميلة التي تصدر من الزهور ورائحتها العطرة) فهل فتحت الكاتبة طاقة امل من خلال الاسم طاقة امل من مخيمات اللجوء السورية وحصار المخيمات الى اوروبا بإسقاطات ومشاهد متكررة باختلاف الاجيال.
# استدعاء التراث يا زريف الطول وقف تقللك رائح الغربة وبلادك أحسنك خائف يا زريف تروح وتتملك وتعاشر الغير وتنساني انا اسقاطات الاغنية غريبة تشعر أنك تسمعها من الاجداد الى الاحفاد فهي التراث الفلسطيني المتجدد فليس غريبا ان تبدأ الكاتبة الرواية بقصة ظريف الطول وحصار القرية والجوع والخوف ودفاع ظريف عن البلدة لتربط فلسطين منذ القدم بالدفاع عن الحرية من العهد الانكليزي الى اليوم فلقد استدعت الكاتبة قصة جدتها مهجة وتهجيرها من قريتها عام 1948 عبر رسائل خاصة كانت ترسلها الى عمها الاسير في فلسطين وربما كانت هي خزامى بكتابتها فالكاتب مثل القارئ يعيش الشخصية واحداثها إذا اراد ان يندمج بالرواية. فالفلسطينيون يدركون أنهم يجب أن لا يتوقفوا عن رواية الماضي، حكايات شعبنا وقضيتنا ومقاومتنا، حكايات بيسان لإخوتها في الحصار كانت توصل لهم ان الفلسطيني مقاوم محارب كلها حكايات متكررة لكنها ضرورية لكيلا ننسى.
# مع خزامى وسعيد وبيسان خزامى وسعيد هنا اسقاط لحالة فلسطينية من العائلات الاخرى وثقت احداث المخيم وهنا نتساءل عن رمزية المخيم للفلسطيني فهنا حضر مخيم اليرموك بقوة فهو فلسطين المصغرة، أو فلسطين الدمشقية، فكل مخيم فلسطيني في أرض الشتات، هو فلسطين، يحمل همّ فلسطين وقصصها وحكاياتها وتراثها وثقافتها وهويتها، ومهما طال الزمن وتغيرت الظروف، فسيبقى المخيم الفلسطيني، فلسطينًا سكانه ينتظرون العودة إلى امهم، إلى مسقط راسهم،. الحياة اليومية وانما الحياة هنا داخل المخيم في زمن الحرب الايام واحدة لا اختلاف فهنا خزامى الزوجة ام الاطفال الفدائية التي خرجت لجلب الخبز الى اولادها وفي نفس الوقت المحبة لأطفالها وزوجها سعيد تكتب مقالات في الصحف لتفضح افعال النظام وتتحدث عن افعال داعس وميلشيات النظام والتعذيب والقتل وسيل الدم لتعتقل ويظن اولادها انها هربت لكنها تعذب في المعتقل حتى ينجح مصور بإنقاذها من السجن وتهريبها الى تركيا. اما سعيد وبيسان فهما الاب والام للأطفال بعد ضياع الام كبرت بيسان قبل اوانها وعانت ما عانت بالمخيم مات ابوها متأثرا بجراح كان من الممكن ان يشفى منها لو لقي الرعاية الطبية الكافية تلك الجراح التي اصيب بها اثناء حريق مكتبته ليس من الضروري ذكر تفاصيل اليوم أكثر وتفاصيل الرعب أكثر فهي معروفة للجميع. الرواية كما أشارت الكاتبة في النهاية انها نسيج ممتد من شخصيات متعددة نسيج من عدة شخصيات سكنت المخيم وخرجت منه بطريقة أو بأخرى. الرواية بتوضيح ببساطة إن الموت ليس راحة وانما هروب لذلك تتمناه وتحسد من مات!
الحرب تعمل على احداث تغيير للشخصيات، طبيب يتحول لمهرب، حرامي يصبح أمير جماعة وتحت إمرته ميليشيا مسلحة تنتظر أوامره، شخص يوزع أكل على أهل المخيم في الوقت اللي يموتوا فيه من الجوع، هو نفس الشخص اللي يقتلهم بالقناصة من وراء حجاب! بالنهاية الرواية رائعة وإن كانت ثقيلة على النفس وتثير الحزن والخزي والعار .
# البحر اولا والبحر اخيرا لماذا البحر الهادر هل هو عتاب للبحر انه غدر باللاجئين وتركهم للمهربين يشرون ويبيعون هنا اسقطت الكاتبة على مأساة الخروج والدفع للمهربين وتجارة البشر هم يدفعون ثمن موتهم فقط الخروج بذاته مغامرة انت لا تضمن شيء كل شيء وارد فقط عليك ان تدفع وان تغامر ففي اخر الكتاب نجد خزامى تستيقظ من إغفاءتها الأقرب إلى الإغماء، على رائحة الزعتر البري المزروع في الجزيرة. الزعتر الذي يشبه زعتر فلسطين، لكأنها تصف الوصول إلى الجزيرة (أولى خطوات المهجر) بخطوة للوصول إلى فلسطين. إلى هذا الحد كان انعتاق بطلة القصة من تجربة الحصار والتهجير، وانتقالها من قاع حياة اللاجئين إلى قاع حياة الغرب. هذا القاع الثاني بنظر الغربيين هو قمة جديدة بنظر من كاد يموت جوعاً في الحصار أو التعذيب أو التهجير وتجارة البشر والموت غرقا او قتلا او لا يهم فكله في النهاية موت لكن عليك ان تعيشه وتذهب اليه وربما تدفع ثمنه لمهرب.
الرواية تقهر وتوجع وتعري وتنتقد ما حصل انها دوامة كبيرة من الوجع بدأت بقصة وانتهت بغفوة ربما بين القصة والغفوة قصص ووجع كل شخص استشهد او اعتقل او غرق او هاجر قصة الناجون وذكرياتهم الموجعة وقصة الميتون وذكرياتهم الحزينة التي انتهت ولم تنتهي لا اعرف شعور الكاتبة وهي تكتب لكن اسلوبها السردي رائع فان تقرا رواية على جلسة واحدة وان تشعر بالخوف لأنك تريد ان تعرف نهاية كل شخصية وما حصل لها النهاية مفتوحة لان الحرب لازالت قائمة ولم يعد النازحون الى بلدهم بل تشتتوا في بقاع الأرض مات من مات وعاش من عاش لكن ما هي طبيعة القصص المروية
ربما هي الروايةُ الأولى التي تعرضُ الوضعَ الداخليَّ لفلسطين وأهلِهـا بهذا الشكلِ ؛ فقد أظهرت الخيانةَ الداخليةَ وركَّزتْ عليها ثمَّ انتقلت إلى تخلِّي الإخوةِ وبالتالي ؛ عندما يجدك العالَمُ هكذا ، تخلَّى عنگ ذووك ، ورفعوا أيديَهم ، وتمايعوا في الصدِّ عنكَ ولو بالكلمةِ الحقَّة ، من البديهيِّ أن يتركَگ لقمةً سائغةً لعدوِّك !
كنتُ أتعجبُ من أولئك الذين ينكرون فِعْلَ الانتفاضةِ وهم من أبناءِ الأرضِ والأدرى بأحوالِهـا ، وبعد التأملِ في حالِهم ، أدركتُ أنهم هم مَن يقتاتون على نصيبِ الضعفاءِ والمنكوبين ! لا يوجد شخصٌ ذو مروءةٍ سيعيشُ مرتاحَ البالِ رائقَ الفِكْرِ وأرضهُ مغتَصَبَةٌ ، ودماءُ إخوتهِ مهدورةٌ ، مهما كان ما يعيشهُ في رغدٍ ، لو كان ذا نخوةٍ ، ستكونُ كلُّ رفاهيتِهِ وبالًا على روحِهِ !
« يا أهل مكة ، أنأكل الطعام ، ونلبس الثياب وبنو هاشم هلكى، لا يباعون ولا يُبتاع منهم ، والله لا أقعد حتى تشقَّ هذه الصحيفة القاطعةُ الظالمةُ » قالهـا زهير بنُ أبي أميَّة ، وكان في الجاهليَّةِ !! 🤷
إنها فلسـ🇵🇸طيـن ليست لأنهـا أرضٌ عربيةٌ ، ولا لكونهـا مكانًا يُشَدُّ إليـهِ الرحالُ ، ولا موطئًا إليـهِ أُسرِيَ بالنبيِّ ومنهُ أعرِچَ بهِ إلى السماواتِ السبعِ ، ليست لأنهـا أولى القبلتيْن ولا ثاني المسچديْن ، ليست لتلگ الأسبابِ فحسب ؛ لأنَّ هناگ مليون سببٍ وسببٍ ، ولكني أحبُّهـا حبًّا مختلفًا ، ودائمًا وأبدًا ، كلما كان الحبُّ أقوىٰ ، كلمـا عجزنا عن إبداءٍ سببٍ بعينِهِ! لماذا وقعتُ في عِشقِ تلگ الأرضِ ؟! لـا أدري! لِمَ يفيضُ شوقي للتجوُّلِ في أنحاءِ أقصاهـا ، ولِمَ أعشقُ شكلَ زيتونِهـا على رغم عدم تفضيلي للزيتونِ عمومًا ، لِمَ أشتاقُ لرؤيةِ أشجار اللوزِ على أرضها وأنا مَن لا تحبُّ طعمَهُ ؟! لِمَ أهرعُ لقراءةِ الرواياتِ التي تُسهِبُ في معالِمِها ودبكتِها ولكنةِ أهليهـا ؟! أحيانًا أقيِّمُ الأعمالَ التي تتكلم عن فلسـ طين بأعلى التقييماتِ ؛ ليس لجودةِ العملِ بقدرِ شغفي بسردِ كلِّ ما يتكلمُ عن تلگ الأرضِ!
لأنهـا فلسـ🇵🇸طين وحسب 🫒 ومع كلِّ فاجعةٍ جديدةٍ ، لا أزدادُ سوى يقينٍ بنصرِ اللـهِ المؤزَّرِ! إنها زوبعةٌ في فنجانٍ ؛ لكشفِ كلِّ ٱمرئ أمامَ نفسهِ وحسب! أما عن البيت ، فكما قالَها أبو طالب ، عمُّ رسولِ اللـهِ ، قديمًا ، أنا أسألُ عن غنماتي ، أمَّا عن البيتِ ، فلهُ ربٌّ يحميـهِ .. قالهـا أبو طالبٍ وهو على شِركِهِ ، وكأنهـا جملةٌ بديهيَّةٌ لا تحتاجُ لمزيدِ إيضـاحٍ! موقنةٌ أنا أنَّ الأقصىٰ لهُ ربٌّ يحميـهِ ، وكلُّ تلگ المناظرِ التي تقشعرُّ منه أبدانُ الأسوياءِ ليست سوىٰ هباتٍ وجوائز يمنحُهـا اللّٰـهُ لِمَن يصطفيهِ من عبادهِ .. أليسَ هو القائلُ ، « ويتَّخِذ منكم شهدَاءَ » ؟! 🔚
{ حكاية ممتدة من الجرح الفلسطيني الأول الى النزيف السوري }
جملة ببضع كلِمات إختصرت رواية بأكملها !! لا بُدْ من وجود حِكمة لمأساتنا الأبدية، لكنّي حقاً لا أعرفها. ما أعرفه أن في كِل حزن يَحُل بهذا العالم لنا منه نصيب، خاصة ً تلكَ الأحزان التاليةِ للتهجير والنزوح.
حكايتنا مختصرة بالغربة واللجوء. عسيرٌ عَلينا أن نَحتمي بأحضان وطن يُجسد لأحفادنا قصتنا الأولى. رواية قاسية، لدرجة أنني لا أريد تصديق شيءٌ منها مع اني رأيته بعيني. النزيف السوري الأكثر إيلاماً في هذا القرن والأشد فتكاً بشعبها وكأننا نرى فيلماً قدْ بُثَ من ٧٢ عاماً !!
تخيلت نفسي كالحفيدة التي ذُكرت بالرواية عندما سردت لها جدتها ما قد حدث بالنكبة، ولكن هُناكَ فرق أنا شاهدته على التلفاز، أما تلكَ الحفيدة رأته بأهلها وأبناء مخيمها.
من طبريا لجوءاً الى هضبة الجولان وصولاً الى مخيم اليرموك هروباً الى دمشق وتهريباً الى تركيا ثمَّ لُقْيَ حتفهم في قوارب الموت !! ما سمعناه من أسلافنا قُدِرَ لنا أن نعايشه في بلادٍ أخرى.
نردين أبو نبعة هُنا وفي هذه الرواية كانت رحلتي الأولى في عالمها وصلابة قلمِها.
الرواية قاسية وحادة حتى أبعد حد، ورغم التنبيه الأخير لم يحدث أن شككت لحظة في كونها حقيقية. تتمتع الكاتبة بأسلوب منيز في طرح القضية الفلسطينية على أوسع نطاق ومن جوانبها المتعددة، وتصوغ في كل مرة بطريقة لافتة الحقائق المُرة والعذابات المستمرة. وهذه الرواية مؤلمة، لأن النفس البشرية -السوية- تعافّ القتل، الظلم، التجويع، التعذيب، الظلم مجددًا، الخيانة، والتطبيع. وفيها كل ما ذكر آنفًا وأكثر، بأبشع الطرق للموت، بأقل الإمكانات للبقاء على قيد الحياة، على مدى أعوام، يستمر الموت بكل الأشكال المتاحة بتقديم نفسه بالمجان للمئات من الضحايا؛ ببرميل متفجر واحد، على طبق من فضة، وليمةً شهية.
أتساءل حقًا، كيف تحملت الكاتبة كل هذا الألم المكتوب! لقد كنت أقرأ وأغرق في الأسى وتصبح أحداثها كوابيسي، وأتألم، ثم أقرأ وأتألم، حتى عددتُ نفسي شريكة في الجربمة، بالصمت والتناسي.
سبع شداد نردين ابو نبعة عدد صفحاتها ٢٤٠ "وكأنه محكوم على اللاجيء أن يبقى لاجئاً حتى الموت" أهو قدر الفلسطيني أن يبقى لاجئاً ويعيش " نكبتين وتهجيرين قسريين وبيتين ومفتاحين وجرحين كل منهما يسيل على الآخر فيزيده عمقاً ووجعاً"
رواية تطرقت الى التهجير القسري للفلسطينين تحدثت عن عائلة فلسطينية هاجرت من فلسطين لتسكن في مخيم اليرموك في سوريا لتعيش بعد ذلك أجواء الحصار الذي تم على مخيم اليرمورك وتنازع الفصائل المختلفة عليه والاعلام المختلفة التي تم رفعها في المخيم "كنت أظن أن الصهاينة يوجدون في فلسطين فقط! لكنني اكتشفت أنهم يمدون أذرعهم في كل مكان إنني أراهم هنا في المخيم" نعم إنه المخيم وطن داخل وطن " فأن تكون ابن مخيم فهذا يجعلك مختلفاً عن الآخرين يجب أن تكون الأصلب والأقوى والأكثر ذكاءً وعلماً وأن تكون لبيباً حتى تستطيع أن تتطاول بين الأغراب وتزاحم" وهكذا عاش أبناء المخيم وعلى هذا تربوا ان المخيم وطنهم وانهم لن يتخلوا عنه وسيبقون به حتى يعودو الى فلسطين لانها الميزان وهي من ستعدل كل شيء عاشت الاسرة الفلسطينية الحصار كاملاً في المخيم وقد وصفت الكاتبة ببراعة ما حدث في المخيم من حصار جزئي وحتى الحصار الكامل وانعدام الطعام الا لدى الجواسيس والخونة وكيف أن الناس أكلوا القطط والكلاب واوراق الشجر حتى يستطيعوا البقاء على قيد الحياة كنت تستطع ان تعرف عدد عظامهم من شدة نحفهم ، كانوا لا يعلمون كيف سيموتون هل بالبراميل المتفجرة او من شدة الجوع او برصاص احد القناصة " الموت الذي يأتي دفعة واحدة ولمرة واحدة هو الموت الأجمل والأرحم.... أما الموت الذي يأتي كل ساعة وكل ثانية بحيث تفقد ذاتك قطعة قطعة فهذا هو الموت الأقسى" كان انتظار الموت بالنسبة لاهل المخيم قاسياً جدا لانه يحاصرهم من كل مكان.
"هل الحرب هي المسؤولة عن إظهار بشاعة البشر؟ أم أن القبح موجوداً أصلاً ولكن الحرب هي التي أظهرته؟ " . سؤال يوجه الى المهربين تجار الحروب الذي تاجروا بالحرب والناس واستغلوا بشاعة ظروف الناس واحتياجهم الى الخروج من المخيم ومن سوريا كلها والمبالغ الطائلة التي يحصلون عليها، هل انعدمت الانسانية لنكون نحن والزمن على اللاجئين الهاربين من الحرب؟ يستغلون حاجتهم يتصرفون معهم كأنهم حيوانات ليس أمامهم الان بعدما خرجوا سوى البحر اي بحر قد يبتلعهم ويبتلع احبتهم وكأن موتاً واحدا لا يكفي لهم فالموت يحاصرهم من كل مكان يزجون بهم في قوارب الموت حاملين معهم احلامهم وآمالهم بحياة جديدة وأحلام جديدة لتتكسر على خشبة القارب وهو يغرف ليعلو صوت صراخ الاطفال والنساء ثم ليعم الهدوء بعدما ابتلعهم البحر . "مالذي فعلته الحرب بنا؟ وكأن حرباً واحدة لاتكفي ونكبة واحدة لا تكفي.... النكبة ما عادت ماضياً تتحدث عنه الجدات بأسى..... إنها الحاضر والمستقبل.... إنها فوقنا وعن أيماننا وشمائلنا..... تحيط بنا إحاطة السوار بالمعصم. الحرب تجعلك طاعناً في الفهم... تفهم قبل أوانك وتهرم قبل أوانك" اسلوب شيق جداً يأخذك الى المخيم لتسير بشوارعه حاراته مساجده لترى الجثث الملقاة بالشوارع ورائحة الجلود التي تحترق واحشاء واعضاء الشهداء لتبدأ من بدايته وتنتهي بالطريق الذي ستخرج بها من المخيم طريق الهجرة كاملاً حتى وصولهم البحر تفاصيلهم تعيشها بحذافيرها بكل شعور يحملونه بكل الالم والخوف والذل لماذا كل هذا مالذنب الذي فعلوه ألأنهم لاجئون هل مصيرهم ان يكون الموت
لن أعرف من أين أبدأ! كتبتُ الكثير من المراجعات لكتب و روايات, وصفتُ من خلالها الكثير من المشاعر التي أحسستُ بها من خلال قراءتي, لكن هذه مختلفة جدًّا وصعبة! لا أعرف بماذا أصف, فظاعة..جنون..فداحة..قسوة تفوق ما يمكن أن يتخيله العقل بمراحل!! وصفت الكاتبة في هذه الرواية وحكت أحداث مما يحصل يوميًّا مع اللاجئين الفلسطينيين والسوريين الذين يعيشون في مخيمات اللجوء, الذين يكابدون الأيام وقساوتها ويتجرّعون الذل والجوع والخوف بجرعات تفوق الاحتمال بكثير! قد تكون القصص التي روتها الكاتبة ليست حقيقية بحد ذاتها مئة بالمئة؛ إلا أنني أكاد أجزم أنها تعتبر محاكاة لما يحدث في الواقع هناك, كل يوم! كمية الفظاعة والقسوة في الأحداث والقصص والمواقف المَرويّة كفيلةٌ بإدخال القارئ في دوّامة خانقة! هل من الممكن أن هذا حقيقي؟ هل حقًّا وصل الحال إلى هذه الدرجة؟ إلى أي مدى قد يصل هؤلاء الناس من السوء أكثر مما قد وصلوا إليه فعلًا؟! هل ستظلّ النساء يفقدن كل يوم ابنًا أو زوجًا؟ هل سيشاهد الأب كل يومٍ ابنًا له وهو يُذبَح؟ هل سيبقى البعض منهم هائمين على وجوههم في الطرقات يبحثون ليس عن أحبائهم أو أقربائهم, بل عن جثثهم! كثير من الأسئلة التي ستُطرَحُ كلّ يوم, وللأسف لا تباشير واضحةً بأن الإجابة عنها ستكون في المستقبل القريب. في النهاية يجب التنويه والإشادة بالكاتبة وقدرتها الرائعة على الوصف وأسلوبها المميز دائمًا في "محاولةِ" نقل صورة -ولو كانت بسيطة-لوجعٍ من أوجاع فِلَسطينَ وأهلها في كل رواية أو مقال تكتبه!
كلما تعددت الأشكال يبقى الإحتلال واحد، ومن نكبتنا الأولى والتهجير الى كل الأرض عدى الوطن.
فإن تجددت الثورات وانشغلت الأقطار بمصائبهم، ستبقى فلسطين مركز القضايا والنكبات التي تأخذ الهموم كلها، وما تطاير منها تتلاقفه الأوطان والبلدان.
أذرع الإحتلال كثيرة وان تغيرت الوجوه والأسماء، فكلهم ضد الدين والإسلام ومن ثم البلدان والأوطان.
وجع اللاجئ لا ينتهي إلا بغفوة فوق تراب فلسطين، أو في تراب اللحد في طريق الشهادة إلى عليين، ولا أصدق له إلا وعد الآخرة يقيناً بالرحمن.
وما بلايا الثورات على أهل الإسلام عامة واللاجئين خاصة، إلا تمحيص وتصفية، وتخلية قبل المحنة الكبرى، فمن كفر فقد فرط وخاب وخسر، ومن قضى نحبه متوكلاً محتسباً فأجره على الله، ومن تخطاها بمعية الله ثابتاً فهنيئاً له بالعودة. فهذا أول الطريق فهل من مشمر؟.
أبدعتي كاتبتنا الجليلة في طرح معاناة الشعب الفلسطيني وهمه في ويلات المخيمات وقسوة الإخوة الأعداء، وتظهر لنا كم هو الإنسان حقير بلا إسلام، عديم الرحمة عندما يطغى ويتجبر ولا يرى من يردعه في استحلال البلاد والعباد. بوركت وبورك قلمك.
#استقراء_فتاة_الكهف لرواية "سبع شداد" للكاتبة الأردنية الفلسطينية "أ. نردين أبو نبعة" ١- "مقدمة".. "يا ظريف الطول وقفْ تا قولك.. ..رايح على الغربة وبلادك أحسن لك.. .. خايف يا ظريف تروح وتتملك.. .. وتعاشر الغير وتنساني...أأأأناااا"
"بابا احملني دخيلك.. ما عاد أقدر أمشي..!"
"يا رب.. يا كريم.. يا عظيم.. يا رحيم.. ورا أطفال أيتام.. بلاش أنا وولاي..!"
"عمي جاءنا أمس بكيس معكرونة، لا أدري كيف حصل عليه؟، كنتُ أجلس في بيت نعمان.. جاءت أمي وأخي الصغير يركضان يبشراني بكيس المعكرونة.. ركضنا صوب المنزل وعيوننا تدمع من الفرح.. وأخيراً أكلنا."
"البحر هو الجهة الوحيدة الذي فتح ذراعيه لها ولأطفالها الأربعة!"
.. منذ أن انتهيت من قراءة الرواية والتي قرأتها على ليلتيّن.. وهذه العبارات وغيرها الكثير.. ما زالت مسموعة ومرئية أمام عينيَّ.. ظننتُ أنني انتهيتُ وخرجتُ من الرواية لكن الرواية وأحداثها لم تخرج من روحي والمشاهد حيّة أمامي!! ٢- "عن الرواية".. "سبعٌ شدادٌ.. والناس كالفراش المبثوث!..هل هي سبعة أبواب جهنم للّجوء فيها أم للفرار منها!؟... وبعدها يُُغاثُ الناس فيه ويعصرون..! .. فإذا نظرت للغلاف وشاهدته بصورة حية في ذهنك ستشاهد كل شيء بالرواية..! .. رواية من ٢٤٠ صفحة _كمان يقول الكتاب_ تروي فيها الكاتبة حكايا ممتدة من الجرح الفلسطيني الأول إلى النزيف السوري..! .. تحكي الكاتبة بقلم إنسان ينبض حُباً وفدائاً للوطن.. عن مخيم اليرموك وسمائه وأرضه وعن جنته وحربه وعن حصاره وجهنمه وعن القيامة التي قامت على أرضه وعن هجرة أهله! *.. تحكي عن مفتاحيّ العودة.. وعن النكبتيّن والهجرتيّن .. (نكبة فلسطين الأولى في ١٩٤٨ والثانية في مخيم اليرموك ٢٠١٦) ..وعن حال الفلسطينيين حينها وكيف كذبوا عليهم العرب وخدعوهم بالعودة! *.. تحكي عن الأنظمة الحاكمة المجرمة وعن تخريبهم وعن سجونهم وعن جرائمهم التي لا تعد ولا توصف.. عن الخائنين وعن الحصار وعن الجوع والضنك وأكل القطط والكلاب وعن الغوطة والكيماوي! *.. تحكي عن حيفا والقدس وشارع فلسطين وعن عكا وعن ياسمين الشام وأبطالهم البُسلاء! .. تحكي عن شجر التين وزيت الزيتون وعن كيف عاشوا أجدادنا قبل وبعد النكبة.. وعن أن التاريخ يعيد نفسه مع السوريين!! *.. تحكي عن الحب رغم الحرب.. عن العُرس والأفراح رغم الأحزان! .. عن حب مؤيد وخُزامى وأبنائهم بيسان مُلهمة الرواية وأسامة وعز الدين ويحيى.. عن سارة وعلاء وشادية وسعيد.. عن الجدة مُهجة وحكاياتها.. *.. تحكي عن الذكريات والصور وعن الكتابة والكتب والقراءة والرسائل رغم الحصار.. عن الهجرة وعن البحر وعن المركب المطاط وعن سترة النجاة! *... تحكي عن الظلمة والليل والبرد القارس! وعن الهروب من موتٍ إلى موتٍ من حاجز بطيخ، لحاجز النظام، لحاجز الهلال الأحمر، لحاجز حزب الله وداعش..! *... تحكي عن الذُل والإهانة وطائرات النظام والبراميل و��لقناص (أبو جهنم) وعن المظلومين والشهداء من قتلى لغرقى لحرقى!
*.. تحكي عن أنا وإنتَ وأنتِ.. عن أجدادنا وهويتنا وقضيتنا.. عن ماذا وأين نحن من كل هذا؟؟! ... ولم تنتهِ الحكاية بعد...!!
٣- "كلمة أخيرة".. "الرواية كُتبت بقلم إنساني أكثر من أدبي، وبمجهود كبير ومُتعب تُشكر عليه.. سرد الكاتبة للرواية ولغتها وكلماتها السهلة البسيط ومتأثرة بأدباء وشعراء عرب فلسطين والحوار مُعطر وُمزخرف باللهجة الفلسطينية، سلبتْ عقلي وقلبي ووضعتهما في الرواية وجعلتني وكأنني أعيش بإحدى حارات القدس وأعيش بالمخيم وأشارك بوجداني وقلبي مع كل حدث ومشهد قذف وقتل وبكاء! منذ زمن لم أجد رواية تجعلني خائفة على انتهاء صفحاتها.. (كنت أظن لا كاتب مثل د. أيمن العتوم ود. أحمد العمري ود. خولة حمدي يستطيع أن يكتب للإنسان وبقلم ينبض للوطن والهوية.. لكن الكاتبة نجحت وأصبحت رابعهم) فكل الشكر والحب لأستاذتي الكاتبة الحبيبة "أ. نردين" على هذه الهدية الغالية والرواية المؤلمة.. ولقاء آخر قريب في رواية آخرى لحضرتك.. تلميذتكم القارئة "أسماء خالد الحويني" من مصر. {الثلاثاء ٢٤ مارس ٢٠٢٠} الرواية عن "دار المعرفة للنشر والتوزيع"
إقرأووا عَن فلسطين والفِلسطينيين💔 🇵🇸 .. -- "إنَّها سبعٌ شِداد.. بعدهَا يُغاثُ النّاس فِيها ويعصِرُون.. قدْ تكُون سَبعًا شِدادًا يُقرِّبنها إلى فَلسطين" تتحدَّثُ الرواية عَن مُعانَاة الشعب الفلسطِيني و يُركِّز على لاَجئي مُخيم اليرمُوك في سوريا، المُخيم الذي سكَنه الفلسطينيين بعدَ النَّكبة و تهجيرهم قَسرًا منْ وطنهم، "المُخيَّم هو وَطن المَكرُوبين والمَوجوعين، المُخيم هو الوَجه الحَقيقي لِضمِير العالم المُزيَّف! عندمَا تَسكن المُخيم يسكُنك بكلِّ مافيه.. يسكنك هُو والوطن.. فتُصبحُ بوطنين.. فيستَكثرُون عليكَ ذلك ويسلبُونك الإثنَينِ معا، وما أقسَى أنْ تفقد وطنك مَرَّتين!!" الآلمُ لمْ يتوقف منذُ جيل الأجداد، أصبحَ المخيم وطنهم لعُقودٍ من الزَّمن وقالوا: لنْ نتركه إلاَّ إلى فلسطين.. عاشوه وعَايشوه و تربّى الأطفال على قِصص"الختيارية"، فعرفُوا وطنهم وسكنهم دُون أن يسكنوه، هُجِّروا من فلسطين بداية ظنُّوا أنَّ عدوهم واحد لكن إكتشَفوا أنّ ذلك العدُو الواحد قد أصاب الإخوة بعدوى الحِقدِ الأسود وباتُوا في يـده ألعَابًا يُحرِّكها عن بعد لتبقَى يديه على الملأ نٕظيفَة! الحياة فِي المُخيم منذُ الثورة السورية باتتْ جَحيمًا، النظام يُضيِّق عليهم والتنظيمات الأخرى، حربٌ ضد الكَلمة و الصُّورة، إعتقالاَتٌ وقتل و تعذيب وخيانة وَ جوسسة، قصف، جَرحى وَ شُهداء، ثكالى وأَيامى ويَتامَى، حصار شدِيد فمَجاعة قاتِلة ، فَتضحيات، فرغبةً فِي الخروجِ من الموتِ إلى المَوت بالمَوت!! تَسردُ الرواية حكَايا عمَّن عاشُوا تلكَ الأزَمات، وكَيفَ صمدُوا أَمامها، اوجَاعهم التِي لاَ يكفُّ نزيفها وجروحًا لا تندَمل، هرُوب من الموت إلى حياة لا ضَمانَ فيها لكنهم عَلى أملِ أَنْ تُبعدهم عنْ وطئة الحرب، القذَائف، الجُوع، الفقد-إن بقي أحبة-، التهجير القسري من فلسطين ثمّ رحلة البحثِ عنِ الحياة بهجر المُخيم، مُخيّم الموت! لاجِئين مِن مكانٍ إلى مكَان..
رواية ستُبكيكَ وأنتَ تقرأُ كلماتها، لحظات عَايشها النَّاس وتنَسَاهم العالم، الصَّمت خِيانة، و الغدرُ في الصف أشدُّ ألمًا، "وحدها السِّكين التي يَحملها أخوكـ هي التِي تُرديك.. أمَّا الطعنة التِي يسددها لك العدُو لا تكسرُ ظهرًا ولا تـحنِي هامة.. أما طَعنة ذَوي القُربى هي تَجعلنا عُراة يَغشَانا الخَزي والعار"
-- رواية تَستحقُّ القراءة لنرَى الوجه الآخر من الكون، المعاناة الفلسطينية التي نغضّ بصرنا عنها، هَؤلاء القوم الذين دافعُوا عن شرفِ الأمة ولايَزالون ، تتبعهم المَآسي أينمَا كانوا لكنَّهم لا ييأسُون.. -- إقتباسات: ✍🏻"كُلّ قطرةِ دم هِي قنديل يُضيء للقُدس الطَّريق" ✍🏻"لاَ يتوقف قَلبُ الإنسان بالمَوت.. بلْ يتوقف عِندمَا يستسلم" ✍🏻"عِندمَا يشتدُّ المَوج.. اجعَل قلمك هُو الشِّراع.. حينَها ستَصلُ لمُبتغاك" ✍🏻"عِندمَا تعتم فلتكُن القُدس قنديلك.. وعندمَا تتعدد المَعارك ويضطَربُ اليَقين فلتَكُن القُدس ميزَانك ومَعركتك" ✍🏻"سلامٌ على منْ يتنفّسون القُدس.. فتمنحهم بركَتها.. سلامٌ على من توضأ بِدمه ليقيمَ في الأقْصى الصَّلاة" ✍🏻"من هُناك.. من فلسطين تبتدىء الحِكاية.. منها المُبتدى وإليهَا المُنتهَى؛ فثوب العز يُغزل في القُدس" ✍🏻"الإنتِصار الحَقيقي في أي مَعركة هُو ان يبقَى المَوجوع على قَيد الأمل رُغم الركام والخَراب" ✍🏻"القِراءة هِي الممر الإجبَاري للإيمان والإبدَاع والتميُّز والراحة النفسية و الوَعي والحرية والكَرامة. "
الاسم: سبعٌ شِداد. الكاتبة: نردين أبو نبعة. دار النشر: المعرفة للنشر والتوزيع. عدد الصفحات: 240.
رواية مناسبة جدًا لليالي الحزينة.. هكذا حكمتُ على الرواية حين أنهيتها.. كنتُ أعلم مسبقًا أنّ قلم الكاتبة شديد الوصف، شديد الدقة، حين يتعلق الأمر بالألم.. وأنّ أعمالها تستمدُ وجعها وتأثيرها القتّال في نفس القرّاء من صدقها ومطابقتها للواقع.. ولذلك.. بدأتُ القراءة وأنا أعلمُ علم اليقين أنني لن أخرج من تلك الرواية بنفس النفسية التي دخلتها بها.. وقد كان!
الكاتبة بارعة جدًا حين يتعلق الأمر بوصف النساء.. وتحديدًا النساء الفلسطينيات _واللواتي أوقن أنّ لهنّ تركيبة عقلية ونفسية مغايرة تمامًا لبقية النساء_ تصفهنّ وصفًا دقيقًا مفصلًا يجعل القارئ يشعر أنه اتحدَ معهنّ في ذات الشعور.. وفي وقتٍ ما بينما أقرأ، كنت أشعر وكأنني أنا وبيسان شخصٌ واحد!
فلسطين وحدها وجعٌ على وجع.. فكيف إن كان الجرحُ فلسطينيًّا سوريًّا؟ وكيف إن كان الحديث عن مخيّم اليرموك وما حوىٰ؟ وكيف إن توافقت مرارة حصار المخيّم والقنص العشوائي مع حصار الشمال والهجوم على غزّة الآن؟ التاع قلبي لكل ما قرأتُ.. الأكثر ألمًا ورعبًا أنّ الأحداث لا تنتهي بانتهاء القراءة.. وأن الألم والجوع والعطش والخوف وبقايا الإصابات والعرجة في قدم خزامي.. كل ذلك لن ينتهي بمجرد إغلاق دفة الكتاب.. كلّ أصوات الاستغاثة وصرخات اليتامى وأنّات الثكالى.. كل هذا الظلم والقهر والعدوان.. كل ذلك لن ينتهي إن انتهيت من القراءة.. جرح الفلسطيني وجرح السوري وكل جراح الأمة العربية لا تندمل! ليتها كانت رواية.. ليته كان خيال كاتبة.. يكمن الألم كل الألم في صدق وواقعية الأحداث!
يعجبني قلمُ الكاتبة.. قلمٌ يعرف كيف يصف بدقّة كأنها عايشت تلك الأحداث.. هذه التفاصيل الدقيقة لحياة بيسان داخل المخيم لا تنشأ هكذا صدفةً.. بل من الواضح الجهد الهائل الذي بُذِل لتستقصي وتبحث وتسأل وتقرأ عن حياة المخيم وحصاره وجوعه وهلعه وظلم كل من فيه.. وتكالبُ الكلّ على المدنيين.. رغم ذلك كله.. أستحي حين أقول أمام الوجع أنّ اللغة والسرد والوصف مدهشين لحدّ المعايشة.. وأخافُ أن أصفّق لقصةٍ سردت موتًا ودمارًا! تتعبني رواياتُ الكاتبة حين أحاولُ التعليق عليها.. وأنهيها.. وأظلّ طويلًا غير قادرةٍ على الخروج منها!
حيّرتني النهاية طويلًا.. هل نجت خزامى؟ هل ابتلعها البحر ككلّ الأنفس الطاهرة التي ما ركبته إلا هربًا من جحيمٍ لجحيمٍ آخر؟ هل انتهت معاناة خزامى؟ هل هناك من أمل؟
بالنهاية.. أعدّ نفسي في بداية كل رواية للكاتبة لرحلةٍ جديدة من الوعي والألم في آنٍ واحد.. وأقرأُ لها _على الحزن الهائل في أعمالها_ لأظلّ محافظةً على إنسانيتي وأسعِّر نيران الثأر لإخوتي.. حتى يأتي يومٌ نأخذ فيه بالثأر.. عن كل بطنٍ باتت جائعة.. وكل عينٍ باتت جاحظة.. وكل قلبٍ انتفضَ هلعًا.. وكل طفلٍ شابَ رعبًا! وأقسمُ أن نعودَ.. وننتقم!
حيّا الله الكاتبة وأدام عليها مداد قلمها ومقاومة حرفها.. وحفظها وأنجاها من كل مترصدٍ للأقلام الحرّة الأبية.. المقاوِمة!
( المخيم هو خيانة الأنظمة العربية هو الثمن لعروشهم الثابتة..هو التيه الجديد..هو حضور و سيادة الاحتلال وصمت وقهر الشعوب )
تبدأ الرواية بعنوان صيف ٢٠١٢ بقصة ظريف الطول التراثية و التي تحكيها الجدة لاحفادها تحت الحصار والجوع و على صوت الطائرات التي لا تتوقف عن القصف في مخيم اليرموك قصة ظريف الطول التي تربط بين الماضي من حصار العصابات الصهيونية وتعاون العملاء والخونة والتهجير القسري و النكبة الاولى بالحاضر لتوثق الأحداث المؤلمة والعذابات في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في سوريا إبان الثورة السورية.. المخيم الذي يعتبر بالنسبة للفلسطيني فلسطين المصغرة { وطن داخل وطن }بحكاياته وثقافتة وهويته بجدرانة المليئة بالشعارات والعبارات وصور الشهداء هتافات النسوة و زغارديدهن الدبكات الأعراس المهرجانات .. قصة العائلة التي تتكون من الأب مؤيد و الأم خزامى و أطفالهم الأربعة مؤيد وخزامى آثرا أن يبقوا في المخيم ورفضوا الخروج منه حتى لا يعيدا حكاية النكبة الاولى
{ كيف سنترك البيوت المجروحة و الشوارع التي ضمتنا الضمة الأولى ؟؟ ماذا سنقول للنوافذ المفتوحة و التي تشتاق للغُيّاب ؟؟ النوافذ الذي يتدلى منها الحنين ؟؟ من سيخيط جراح الأماكن ويضع الضماد }
ليشتد الحصار على المخيم حتى أصبحت ربطة الخبز تكلف البعض حياته آثرت خزامى الخروج لتجلب الخبز لأطفالها بعد أن رفضت خروج مؤيد خوفاً من قنصه أو اعتقاله لتختفي وتنقطع اخبارها تماماً..
بيسان الابنة الكبرى التي أخذت على عاتقها المسؤولية تكوم العالم فوق ظهرها و انحنت قامتها لتصير عجوزاً في الثامنة عشر لم يغيرها الجوع والحصار و الخوف بقدر ما غيرها غياب امها جعلها ضعيفة وقوية حيناً آخر لكنه صاغ منها أماً حنونة على إخوتها الصغار و ابنة حانيه على أبيها المقعد بعد إصابته برصاصة
لكن بعد أن شبع المخيم موتا و جوعاً و دماراً بدأ أن هناك انفراجا وشيكاً.. لتصلهم رسالة شفوية من الأم خزامى بعد أن تم تهريبها من سجون النظام إلى تركيا و بدأت خزامى لترتيب خروج زوجها و اولادها من مخيم اليرموك في سوريا إلى تركيا ثم اللجوء إلى أوروبا .... لتبدأ رحلة بيسان واخوتها إلى المجهول ... وبين التهجير القسري الأول الذي تحمله بيسان في ذاكرتها و التهجير الثاني الذي تعايشه ترتسم حكايات جديدة...
[ قد تكون في لجة البحر فيفتح لك طريق النجاة كـــنبي وقد تكون على الضفــاف فتغرق.. النجاة لها حبل لا يعرفه إلا من ذاق طعم الوصال مع الـــله]
بذور هذه الرواية بدأت بالظهور بعد لقاء الكاتبة برزان الفتاه العشرينية الفلسطينية من مخيم اليرموك للاجئين في سوريا في إحدى المؤتمرات التي كانت تشارك فيها الكاتبة لتأخذ رقم هاتفها وتبدأ التواصل مع رزان للتدوين حكايتها...
»أيعقل أن يصبح المخيم وطنا آخر؟ نعم لقد أصبح وطنا آخر!! أتدري لماذا؟ لأنه مليء بالشهداء وهم من يمنحون المخيم بهاء الوطن وخضرته.. المخيم هو ��طن المكروبين والموجوعين، المخيم هو الوجه الحقيقي لضمير العالم المزيف.. إنها تبتعد سبعين عاما أخرى!! أيعقل أن تبتعد سبعين عاما أخرى عن فلسطين؟؟ أم ستكون سبعة أعوام.. أم سبعة أشهر.. أم سبعة أيام.. إنها سبع شداد.. بعدها يغاث الناس فيه ويعصرون.. قد تكون سبعا شدادا يقربنها من فلسطين.. « هذا اقتباس من الرواية المؤلمة التي أنهيتها قبل أكثر من شهر، وحرت طويلا، كيف سأراجعها؟ وهل بوسعي ذلك؟ لم أثرت فيَّ إلى هذه الدرجة؟ هل لأنها عن فلسطين المنكوبة والجريحة؟ أم عن معاناة مريرة مستمرة للاجئين وخصوصا في مخيم اليرموك أنموذجا لا حصرا؟ أم لأن الكاتبة جذبتنا بكلنا ووضعتنا في تلك الشوارع والأزقة، لنشهد تلك القصص الواقعية والخرافية؟ إننا هناك نعاين الظلم يحمل بندقيته يرمي هذا وذلك، ولا يفرق، والجوع ليل يرخي سدوله ويأبى لضوء الفجر أن يدخل، الكل يقتل هناك، أما الخيانة العظمى والتي لا تغتفر فهي من الأخ والقريب، من الجدار الذي نسند عليه أظهرنا فينقض علينا، من تلك الورود المبهجة والبسمات المشرقة التي تثقب الصدور، وتغم القلوب، وتوجع النفوس، بل تذيب الأرواح التواقة للفجر بعد ليل دامس دام سبعين عاما ويزيد، وخائب ظن من اعتقد أن تلك الجراح ستندمل مع مرور السنين، كلا، إن القهر والعذاب يشيب القلوب قبل الأوان، الأطفال يشيخون بسرعة، لا يدركون كيف آلت بهم الأمور إلى ما هم عليه، والكبار ساهمون مغيبون تطفئهم الرصاصات الغادرة، والعذابات اليومية في البحث عن الحياة، فمنهم ميت وشقي، والموت ليس بتلك السهولة التي نظن، إنه خبو بطيء، ورماح طاعنة، وظلمات متزايدة، والصبر؟ إنه الوجبة الوحيدة التي تكاد تنفد، الكل يتطلع إلى تلك البقعة المنيرة لن تدخلها قبل أن يؤذن لك، فأنت في العذاب المستمر إلى أن تلفظ الأنفاس، وبعد ذلك ستشقى جثتك، لن تجد فراشا تأوي إليه، لن تدفن لأن الطوابير طويلة لا تنتهي، والقبور غاصة، ستشقى حيا وميتا يا من تتوق للحرية، يا من لم يبع عزته، يا من يناضل من أجل حق العودة، ونزع السرطان المستشري في الجسد، وما دام القلب ينبض فعليك ألا تقعد، بل تتحرك، وعليك ألا تصمت، بل تصدح بالكلمات، وعليك أن تحيا ولو مات فيك الكثير، وقهرتك السبع، أو السبعون الشداد، عليك أن تؤمن بالفكرة، وتحيا بها، وتهربها عمن يريد وأدها، حافظ على الشرارة، وإياك ثم إياك أن تنطفئ خلال عبورك إلى هناك.. شكرا نردين. #سبع_شداد #مُحمد_زِلالي
رايت فلسطين في كل جزء من الرواية وكأنها مثلما قلتي عنها وَجعنا منبعه منها، أو ليكون المعنى أصح مِمن احتل الأرض وَامتدد ليكون في باقي بلداننا العربية، ولكنه أراح ذاته وكلف الأخ ليكمل المهمة...
الرواية مؤلمة، ولكن رغم الألم الذي بداخلها لم تخلو من الأمل، من ذلك اليقين بالله، من أنه لا بُد لٍيوم من أن تفرج وَيُزهق معه روح كل ظالمٍ...
شخوص متعددة وكل شخص منهم يحمل وجع مختلف عن الأخر قد يزيده في الألم أو يتساوى معه، لربما كان حديث الألم أو قديم الوجع، لكن الألم موجود، متعدد الصور والهيئات...
يمكن شعرت بالألم أكثر لاني من فترة كنت انهيت رواية بيت خالتي لدكتور احمد العمري التي تحدث عنها بروايات وشهادات من أصحابها عن الوجع والألم السوري وقصص التعذيب وأسالبيه، وقبلها يسمعون حسيسها لدكتور أيمن العتوم..
لكن المختلف في هذه الرواية هي الربط ما بين الألم وما يحدث بسوريا بفلسطين، بالنكبة بِالشتريد، بمظاهر الظلم والاستبداد، بالأمل بالعودة، وحتى في مكان الرواية " مخيم اليرموك"..
أساليب وتشبيهات من أجمل ما قرأت وأكثرها ألماً، الحديث مع النفس وخصوصاً بيسان وأمها خزامى.
سلمت أناملك وقلمك أستاذتنا، بوركت وسلمت وبالنهاية لعن الله كل ظالم في هذه الحياة، أينما كان وفي أي أرضٍ حل..
أنهيت البارحة رواية #سبع_شداد للكاتبة الفلسطينية #نردين_أبو نبعة @nardeen_abunabaa
الرواية تتحدث عن احداث الثورة في سوريا عام ٢٠١٤ في مخيم اليرموك بالتحديد، فالأحداث تتمركز في المخيم والقصص تُحكى على لسان اللاجئين الفلسطينيين هناك. هذا باختصار. أما على وجه التفصيل فلا كتاب يتسع ولا قلوب تتحمل الأذى الجسدي والعذاب النفسي والضرر اللذي لا شك سيلاحق احفاد احفاد من عاشوا هذه الحرب.. كما هي حال كل الفلسطينيين الذين هُجِروا وعاشوا في الشتات..
قصتي مع هذا الكتاب بدأت صدفة ومع الكاتبة لم تكن صدفة، فمنذ زمن وأنا اشاهد إعلان كتبها في موقع د. أيمن العتوم وكان يجذبني عناوين كتبها في كل مرة اتصفح الموقع.. وفي كل مرة أأجل شراء الكتب إلى أن شاهدت مسابقة على صفحة الكاتبة على الفيسبوك فشاركت بها وفزت بروايتها الأخيرة #ليالي_إشبيلة وفرحت كتيراً، وعندما ذهبت لمعرض الكتاب لأستلم الجائزة كانت الطبعة قد نفذت فحزنت كثيراً، ولكن الكاتبة الكريمة أعطتني كتاباً اخر وكان "سبعٌ_شداد". فقرأته وأنهيته بالتزامن من الأحداث التي تحصل الآن في #غزة . ويا لها من مصادفة عجيبة. ويا لها من تجربة فريدة. وسيكون هذا الكتاب عربون صداقة مع الكاتبة ومع كتبها وعربون محبة لقلمها.
رواية وددت لو أنّها لا تنتهي.. رغم قسوة مشاهدها .. مستوحاة من أحداث النكبة الثانية، و بالتحديد مخيّم اليرموك الذي احتضن اللّاجئين الفلسطينيين وما حواه من أحداث إلى أن صار بمنزلة وطن ثانٍ لهم..
تقول نردين على لسان "بيسان" إحدى شخصيات الرواية "أيُعقَل أن يصبح المخيّم وطنا آخر؟ نعم لقد أصبح وطنا آخر!! أتدري لماذا؟ لأنّه مليء بالشّهداء وهم من يمنحون المخيّم بهاءَ الوطنِ وخضرته.. المخيّم هو وطن المكروبين والموجوعين، المخيّم هو الوجه الحقيقي لضمير العالم المزيّف! عندما تسكن المخيّم يسكنك بكلّ ما فيه.. يسكنك هو والوطن.. فتصبح بوطنَين.. فيستكثرون عليك ذلك ويسلبونك الإثنين معا.. وما أقسى أن تفقد وطنك مرّتين!!"
فإذا (نجا) البعض من المخيّم، فإنهم يخرجون منه حاملين مفاتيح بيوتهم في فلسطين ومن ثَمَّ مفاتيح بيوتهم في المخيّم.. ماضين نحو مستقبل مجهول .. الطريق إليه هو غالبا ركوب البحر وما يحفّ به من المخاطر والأحداث التي لا تقلّ إيلاما عمّا لقَوْه في فلسطين وفي المخيّم..
وتبقى هذه بعض حكايا الشتات والتهجير واللّجوء الفلسطيني..
كتاب مليء بقصص تعجز الكلمات عن التعبير عنها فـ "الكلمة عاقر لا يمكنها أن تلملم هذا الفائض من الأحاسيس والمشاعر المركبة." هو غيض من فيض عن الحياة اليومية للفلسطينيين واللاجئين، خزامى هي رائحة كل أم فلسطينية، بيسان رأيت فيها فلسطين الجريحة والتي على حين غرة غادرها سلامها وبقيت هي صامدة -بجراحها- تأبى الاستسلام تحارب كل ثانية تمر لتعيش. قرأت عن أبي جهنم بأنفاس متسارعة؛ فمن منا لا يعرفه و "السم منا وفينا وكف الإخوة غدا سكينًا!".
أما عن نردين فبارك الله في قلمها، قلم يبدع في الرسم أفضل من ريشة ألف فنان، فصحى بسيطة حنونة ولكن بها قوة حادة كنصـل السـيف. تستخدم ضمير المتكلم وكأنها هي كل أشخاص الرواية، كأنها تكتب بروحها وروح كل مقاوم صامد أو شهيد.
قراءتي الأولى لقلم مبدع سأحرص على قراءة كل ما أنتج وما سينتج بإذن الله.
لم أستطع كتابة مراجعة بعد قراءة الكتاب ،أحسست بالم شديد و عيناي لم تتوقفا عن البكاء . نردين ابو نبعة حكت لنا قصص من صلب الواقع كالعادة ، قصص حقيقية لأشخاص حقيقين، لمعاناة حقيقية ، بأسلوب جميل، سلس و بسيط. حكت لنا هذه المرة عن مخيم اليرموك ، شخصيات كثيرة ، و قصص مختلفة ، لكن جميعهم يتقاسمون نفس المعاناة . لم أكن أعلم حجمها حتى قرأت هذا الكتاب ، أحسست بعدم الحيلة ، لهم الله لهم الله . رائحة الحزن و الموت و القهر تفوح من هذا الكتاب ، ممزوجة بأمل العودة و الانتصار . معاناة حقيقية و صبر و كفاح من أجل غد لا يدرون هل يعيشونه . بيسان و خزامى و مؤيد و مهجة و سعيد و شادية و حيدر و سارة و احمد و ابراهيم و عبد الله و أسامة و و و ... شخصيات كثيرة ، من أجيال مختلفة ، بخلفيات مختلفة ، و بمستقبل مختلف ، جمعهم المخيم ، منهم من استطاع الخروج منه و منهم من لقي مصرعه به. "ا��كتابة هي التي تعيد الالق و البريق للحكايات المركونة في زواريب الذاكرة "
تحترف نردين ابو نبعة الكتابة في الأدب المقاوم هذه روايتها الرابعة وهذه الأكثر وجعا الأكثر مرارة. النكبةالأولى، التهجير القسري الأول، المخيم وتفاصيل المخيم الجدات وخرافية ظريف الطول التي استهلت بها الرواية ، ابو عرب واغانيه وقصص الحب ، الوطن الذي تشكلت صورته في المخيم الشهداء الذين بحبهم تحيا جدران المخيم بصورهم بمقولاتهم(مخيم اليرموك) الثورة والنظام المجاعة الثبات في المخيم القتل الدمار العيش على حافة الموت الفقد الهروب النجاة فالموت لدى نردين حرف يلامس قلبك؛ قلبك يرتجف يعتصر يحب ويشتاق يحلم ويطير .. يبكي وتبكي أنت .
في الحروب تتكرر نفس الأحداث ،حطام وخراب ،حيث لا بيوت ولا ابواب سوى الخيمات وليتها كانت تصلح للبقاء دافئا،الروائية كانت تحاول إيصال أن الذي يتمنى الموت يتمنى الهروب من واقع قد لا يكون فيه سوى حبات أمل قليلة،ابرزت الرواية كمية الوجع لكل من استشهد فرد من عائلته أو سجن ،أسلوب الروائية لم يتغير في سردها للأوضاع في فلسطين وقطاع غزة يبدو أن الكاتبة تدرك جيدا أن أي إطالة في روايتها يفسد المتعة ويدخلها في دوامة الحشو الروائي ،حيث تغلب النزعة الثقافية أكثر من المروية بأسلوب قصصي
كل ما تكتبه نردين يهدف لايصال معاناة، هناك في مخيم اليرموك حيث يقبع الفلسطينيون الذين أجبروا على ترك وطنهم وهجروا لأول مرة سنة ال 1948 ليعشوا لجوءاً من نوع آخر وألم أشد فتكاً وعذابا وفراقا لا يطاق يخسرون فيه أغلى ما يملكون بسبب حاكم جائر قرر ذات لحظة انهاء حياتهم وتعذيبهم لأنهم طالبوا العيش في حرية… الفلسطيني السوري هو بطل هذه الرواية وحصار اليرموك يشهد على الظلم الذي عايشه إلى أن يتمكن من الوصول إلى بر الأمان
رواية أمتعتني وآلمتني تتكلم عن الواقع المرير لاخوان لنا منذ النكبة الى الايواء والتهجير والبحث عن وطن في مخيم اليرموك في سوريا وماحدث بعد ذلك بعد قيام الثورة السورية لمخيم اليرموك ورحلة العذاب للخروج من المخيم..
ليس اليرموك فقط أصبح مخيماً إنما الوطن العربي كله، ليس الشتات في فلسطين فقط طالت حروف كلمة الشتات بقاع الوطن العربي؛ اتذكر حب خزامى وبيسان ومشاركة الكتب مع الحبيب وانتظار العوده الى فلسطين وانظر الي حالي ايكون من حظي الشتات مثل كل الأحبه ام اللقاء
روايةٌ واقعيةٌ تصف أحداث ومعاناة أصحاب مخيم اليرموك الفلسطينيين اللاجئين في قلب دمشق ، أبدعت نردين في وصف مشاعرهم ومعاناتهم في محاولة التعايش مع كمية العذاب والألم الذي يعيشونه ، فكان قلبي يتألم أكثر وأكثر مع كل جمله اقرأها ، رواية رائعة بحق 🙏🏻
كتاب اكثر من رائع،، كعادة الكاتبة الرائعة نردين ابو نبعة،، يحكي قصة التهجير من فلسطين الى سوريا في مخيم اليرموك وحصاره ثم رحلة الهرب الى تركيا وما بعدها..