إن الكتب المؤلفة حول الإمام المهدي (ع) كثيرة ومتناولة لجهات شتى، ولكننا أردنا من خلال هذا الكتاب، قدح الشوق الكبير في نفوس المتطلعين لرؤية طلعته الكريمة. ولا ينتابنا ريب أن من وصل إلى هذه المرحلة من العشق المهدوي، فإنه سيحظى برعايته الخاصة في زمان الغيبة، وحينئذ لا يهمه طال زمان الوصال أو قصر، فإن الوصال الباطني متحقق لصاحبه وإن لم يتحقق اللقاء الخارجي به، اذ العمدة غفي عالم المحبين هو ائتلاف الأرواح وإن تباعدت الأجيامذ
الشيخ حبيب الكاظمي من مواليد سنة 1957م هو أحد علماء المسلمين على المذهب الشيعي الجعفري في الكويت، نشأ وترعرع فيها إلى أن أنهى مرحلة الثانوية العامة، ثم انتسب إلى جامعة بيروت (قسم علم النفس)، إلا أنه لم يكمل الدراسة فيها فواصل دراسته الدينية في قم المقدسة والنجف الأشرف وقد تصدى فترة من الزمن للإشراف على: الشؤون الدراسية، والاختبارات الرسمية، للطلبة الأجانب في حوزة قم. وتزوج في سنة 1979 وأنجب أربعة أبناء. وقد اشتغل بترويج الدين والشريعة منذ الأيام الأولى من دراسته في الحوزة العلمية، وقد كانت له سفراته التبليغية لإلقاء محاضراته على الجاليات الإسلامية في كل من: لندن، وأمريكا، وكندا، ومصر، والكويت، والبحرين، والإمارات، والسعودية. وأسس حوزة الأطهار في قم ومجمع الزهراء في حرم الإمام الرضا في مشهد كما وله موقع السراج في الطريق إلى الله وقناة المعارف وإضافة إلى محاضراته فهو يشارك في إحياءات في مناسبات متنوعه بصوته الشجي .
قرأت كتاب "سمات المنتظرين" للشيخ حبيب الكاظمي، وكان توقعي منذ البداية أن أجد فيه قصصًا وتجارب حقيقية للمنتظرين، مواقف تُلهب القلب وتُقرّبنا عمليًا من جوهر الانتظار.. لكن تفاجأت أن الكتاب اعتمد بشكل كامل تقريبًا على أسلوب النقاط المجردة، دون أي روايات واقعية أو مشاهد وجدانية تُعاش.
الطرح بدا وعظيًا ومكررًا في بعض المواضع، والتركيز كان على الجانب النظري بأسلوب تقليدي متسلسل في عناوين وفقرات، مما جعل القراءة مع الوقت تميل للملل والتشابه دون تقديم إضافات جديدة أو رؤى مختلفة. شعرت أني أقرأ عبارات مثالية أكثر من كونها انعكاسًا لتجارب حقيقية من واقع المنتظرين في هذا الزمان.
لكن رغم هذا، لا يمكن إنكار إخلاص نية المؤلف في تذكير القارئ بمقام الإمام المهدي عليه السلام، وسعيه إلى غرس حالة من الحنين الروحي تجاهه. قد يناسب هذا الكتاب من يفضل أسلوب التنبيه والإرشاد المباشر، لكن من يبحث عن العمق أو التجربة أو نماذج حية قد لا يجد فيه ما يُشبِع تلك الحاجة.
أحببت محتوى الكتاب كثيرًا، فقد أثرى فهمي لمعنى الانتظار بشكل أكبر وعزز إدراكي لمكانة صاحب العصر والزمان (عج) في حياتنا. تميز بأسلوبه البسيط وتناول موضوعات مهمة، لكنني كنت أتمنى لو تم التوسع في بعض العناوين الشيقة بدلاً من اختصارها سريعًا، حتى يكتمل الأثر المعرفي والوجداني للقارئ.