يختص هذا الجزء ببيان حياة الإمام لأشعري، وحياة أنصار مذهبه، واستعراض الأصول المهمة في منهجه، وقد اعتمدنا في بيانها على المصادر المعتبرة الموثوق بها عن الأشاعرة. وطبيعة البحث كانت تقتضي تقديم التحقيق عن المعتزلة، وتبيين أصولها وترجمة شخصياتها اللامعة، على الأشاعرة؛ ذلك أن منهج الاعتزال أقدم منهج فكري ظهر على الصعيد الإسلامي حين لم يكن الأشعري ومنهجه وأنصاره أثر ولا خبر، ولكن لما كان مذهب الأشعري مشتقا من مذهب أهل الحديث وفرعًا منه، وقد خصصنا الجزء الأول لبيان عقائد أهل الحديث والسلفيين، صار ذلك سببًا لتقديم ما حقه التأخير، وسنقوم ببيان أصول المعتزلة وترجمة رجالها البارزين بعد تبيين عقائد الماتريدية (التي هي والمذهب الأشعري صنوان نابتان من أصل واحد) في الجزء الثالث.
الأستاذ الشيخ جعفر بن محمد حسين السبحاني الخياباني التبريزي، مرجع ديني وفيلسوف إيراني معاصر من أصول آذرية تركية. يشغل منصب رئيس معهد علم الكلام الإسلامي تحت مظلة مؤسسة الإمام الصادق الثقافية التربوية التي قام بتأسيسها بالإضافة إلى العديد من المراكز العلمية التي انبثقت عنها. شارك في كتابة الدستور الإيراني وقام لسنوات طويلة بالتدريس والتأليف في مجالات عديدة برز فيها مثل: علم الكلام، الفلسفة الإسلامية، علم رجال الحديث، الرواية والدراية، تاريخ الإسلام، الملل والنحل، تفسير القرآن وغيرها من البحوث. له مشاركات في مؤتمرات التقريب بين المذاهب المنعقدة في مكة المكرمة، بالإضافة إلى زياراته العلمية إلى العديد من الجامعات في إيران وتركيا والأردن والمغرب، وهو يجيد اللغات العربية والفارسية والآذرية