النسخة التي قرأتها تختلف عن هذا الكتاب قليلا. الكتاب الذي قرأته معنون بـ( تتمة صوان الحكمة) وهو نفس الكتاب المسمى هنا بـ (تاريخ حكماء الإسلام).
المؤلف يصرح بأنه اطلع على كتاب السجستاني المعروف بـ (صوان الحكمة) وأن كتابه هذا مكمل لكتاب السجستاني. قرأت كتاب السجستاني منذ مدة والذي كان يعنى بالتعريف بحكماء اليونان ومن جاء بعدهم. البيهقي جرى مجرى السجستاني في هذا الكتاب لكنه ركز على حكماء الإسلام والذين كانوا أغلبهم في عصره. يذكر المؤلف نبذة عن الحكيم ثم يورد بعض معقولاته وبعض حكاياه التي فيها عظة وعبرة للقراء.
هنا بعض الاقتباسات: يقول حنين بن اسحق المترجم: كل زمان يلائم علماً وعادة وصنفاً من الإنسان.
يقول أبو الحسن بن تكين البغدادي الضرير: راحة الجسم في قلة الطعام وراحة الروح في قلة الكلام، وراحة العقل في قلة الاهتمام.
يقول الفارابي: إذا مدحك واحد بما ليس فيك فلا تأمن أن يذمك أيضاً بما ليس فيك.
يقول ابن الهيثم: كفى بالعلم نفاسة أنه يفخر به من لا يعرفه، وكفى بالجهل ذلالة أنه يأنف منه من يعرفه من نفسه.
يقول أبو الصقر عبد العزيز بن عثمان: الإنسان مجبول على أن يتباعد ممن دنا منه، ويدنو ممن تباعد عنه.
يقول محمد بن محمد بن عبد الجليل العمري: من اطلع على الأربعين تعروه كل سنة علة جديدة، ومن بلغ الخمسين ففي كل شهر، ومن بلغ الستين ففي كل يوم، ومن يلغ السبعين ففي كل ساعة.