Jump to ratings and reviews
Rate this book

هاينريش المصري

Rate this book
هناك مؤشرات حقيقية تدل على علاقة هاينريش في المشاركة في بناء قناة السويس، لقد كان "دليسبس هو الأب الروحي ل "ماري" ابنة هاينريش. أنفرج وجه أبي بعد سماعه هذا الخبر فعرفت أنه لأول مرة يسمع بذلك. حينما جلست مع جدتي تحت التكعيبة لم أرغب في الشك فيما قالته، ولم أكن في حاجة إلى فحص ما سردته على بالبحث عن أدله، فشجرة العائلة أعطت انطباعاً لهذه المصداقية، ولما كنت أسأل جدتي كيف عرفت كل ما كنت تحكيه، لم أكن فعلاً أسألها بدافع من الشك، بل من محض اهتمامي بالأمر، ولكن جدتي كانت ترد قائلة بانفعال: هذه الأشياء معروفة بالبديهة! كانت تتهمني بنوع من السلبية في النظر للأمور وتخبرني في دهشة... وهل كانت جمعية الفن في زيورخ ستضم اللوحة التي رسمها لجدك الفنان الكبير "كولر" إلى معارضها إن لم تكن اللوحة الأصلية؟! ورغم قوة اقناع كلامها إلا أني قمت بعد مرور ثلاثين عاماً على هذا الحديث بالبحث في هذا الشأن والتأكد منه. غطينا لوحة هاينريش بعد أن نفضت جدتي التراب عنها بحرص، أخبرتها أنه يمكنني القيام بتدوين قصة حياة هاينريش فحدثني أنها تنوي عمل ذلك فيما سيبقى لها من عمر وقبل رحيلي أو هجرتي، وقفت عند بوابة الحديقة من أجل وداعي بصوتها المتهدج متمنية لي و "له" السلامة وتأبطت جدي في اللوحة إلى محطة حافلات السفر عبر المدن، وسرت إلى هناك عبر طريق الغابة.

240 pages, Paperback

First published January 1, 2010

1 person is currently reading
21 people want to read

About the author

Ratings & Reviews

What do you think?
Rate this book

Friends & Following

Create a free account to discover what your friends think of this book!

Community Reviews

5 stars
3 (4%)
4 stars
22 (32%)
3 stars
25 (36%)
2 stars
13 (19%)
1 star
5 (7%)
Displaying 1 - 2 of 2 reviews
Profile Image for Franziska Nyffenegger.
214 reviews49 followers
April 24, 2022
Ein Buch, das mir sehr gefallen hat und das ich ein wenig zu schnell gelesen habe. – Markus Werner schreibt schön, denkt klug und mit Witz und er hat etwas zu erzählen: die Geschichte seines Ururgrossvaters Heinrich Bluntschli und die seiner Recherche zu dessen Leben. Er springt zwischen Zürich und Kairo, Richterswil und Ismailiya, zwischen Erzählung und Reflexion, Fakt und Fiktion, und zwischen den Jahrhunderten hin und her, was bei mir eine angenehme Unruhe ausgelöst hat (und eben diesen etwas zu schnellen Lesesog).

„Ich las nicht weiter, setzte mich wieder und dachte an meinen Vorfahren, um dessentwillen ich hier [in Kairo] war und der das unermessliche Glück gehabt hatte, in einer Zeit zu leben, in der es zwar mancherlei Seuchen gab, aber wenigstens keinen Sport.“ – "Du willst also auswandern, sagte sie [die Grossmutter zum Erzähler] beim Morgenkaffee, du hast es im Blut, aber ich wäre froh, wenn du vorher noch etwas jäten könntest im Rosenbeet, weisst du, mein Kreuz, ich bin ja fast achtzig." – "Dem Nationalarchiv [in Kairo], so viel stand fest, war ich konditionell und nervlich nicht gewachsen, es konnte Wochen, vielleicht auch Monate dauern, bis ich dort, falls überhaupt, eines Zipfels habhaft würde, und dies womöglich um den Preis eines anschliessenden Kuraufenthalts."
Profile Image for أحمد.
Author 1 book404 followers
November 26, 2025
هي سيرة حقيقية، لا ريب، ولكنه روائي!

وأما ميلي إلى أنها سيرة حقيقية، ولا ريب، فلأن خط سير رحلته الحديثة، في أواخر التسعينيات، إلى مصر، خطّ يقول أمثاله السائح الأوروبي عادة، فهي نفس الملاحظات عن سلبيات عدم النظافة والتراب والقمامة على جانبي الطريق ورؤية النبّاشين، والصدمة من افتقار الذوق في بعض نواحي الحياة الشعبية وذبح الحيوانات في محال الجزارة على قارعة الطريق، وهلمّ جرًّا.

غير أن وصفه لدخوله السفارة السويسرية، ودار الوثائق، والبيروقراطية بها، يستبعد للغاية فكرة أنها رواية خيالية، وكان قد جاء إلى مصر لمهمة واحدة، وهي ما عرفه، من جدّته ومن بعض الرسائل القديمة، من أن جدّه الأكبر، ترك وراءه عثرته في تجارته في بلده، وترك وراءه زوجته الذي هجرته، وابنه (جدّ المؤلف)، وجاء ليستقرّ في مصر، ويعمل ويتنقّل في المناصب، ويتزوّج من ابنة مالك فندق سويسري مقيم في مصر، وينجب منها ثلاث أبناء، لا يعرف المؤلف عنهم شيئًا.

وأما أنه روائي، فهذا واضح!

وقد سبق له كتابة الروايات، فله قبل هذه "الرواية" خمس روايات أخرى، وكنت أقول لنفسي وأنا أتقدّم في هذه الرواية أنه لو لم يكن روائيًا لكانت ثمار هذه الرحلة التي قام بها للبحث عن حياة هذا الجدّ، باهتة جدًا، فهي بالكاد تملأ مقالة صغيرة إن جرى تفريغها (مع صغر الرواية في الأصل) فهو لم يتوّصل إلى الكثير، وتسعة أعشار المعلومات التي قدّمها عن حياة الجدّ الأكبر، في سويسرا وفي مصر، كان يعرفها قبيل مجيئه لتعقّب آثاره في مصر، ولم تكن سوى الخيوط العريضة الذي حاول أن يتأكد منها، وهي حديث الجدّة، ومذكرات قليلة لها، وخطاب ابن الجدّ الأكبر المصري، إليها، وأخبار إعلان إفلاس الجدّ الأكبر في الصحف السويسرية، ثم مقتطف من جريدة سويسرية بعد ذلك عن نجاح جدّه في المهجر وعمله في هذا المنصب الكبير بجوار ديلسبس في شركة قناة السويس، ولوحة فنّية رسمها أحد الفنانين له تمثّله في شبابه، وصورة فوتغرافية قديمة قبل وفاته بعشر سنوات يظهر فيها مع زوجته الثانية واثنين من ابنائه، وكلبه، في حديقة النزهة في الاسكندرية، ولعلها الصورة الفوتغرافية الوحيدة الذي يملكها له، ولكن صنعة الروائي، أو نظرة الروائي للحياة، تضع الملح على هذا القليل كلّه، فأجمل صفحات الكتاب كانت بلسان الغائب لمشاهد من حياة الجدّ الأكبر في مصر، كأيّ رواية خيالية تحكي عن حاضر شخص كان حيًّا من سنوات طويلة، ثم هذه اللمسات الفنّية التي كان يجعل المؤلف شخصية الجدّ تخاطبه عبر الزمن وهو يحاول البحث عن آثار خطواته في تلك الأرض الغريبة، فهذا جانب أعطى لمسة جمال نادرة إلى واقعية الرواية.

ولكن الجميل حقًا، والمفاجئ، والأثر الجمالي الأكبر، هو ما رواه المؤلف في الصفحات الأخيرة من هذه الرواية، من أنه وقبل أن يغادر مصر، جاءت له مكالمة من السفارة السويسرية، تبلّغه أن هناك سيدة سويسرية معمّرة، تقيم في مصر، تذكر لقب هذه العائلة التي يبحث عنها، فذهب إليها مسرعًا، وقد خشى حتى أن تموت قبل أن وصوله إليها، فوجدها امرأة عجوز مليئة بالنشاط، في الثانية والتسعين من عمرها، وذات روح خفيفة، وقد استضافته في بيتها القديم وسط الصور والإطارات القديمة والأثاث القديم والكتب المصفرّة، وظلّت تحدّثه "ساعات طويلة" عن حياتها هي ومواقف حياتها المتعددة، وعن جدّها الذي انتقل لمصر قديمًا، وعن عمله، وعن حديقته ونباتاته النادرة.

ثم أتت إلى بيت القصيد، فبعد هذه الساعات ذكرت له أنها تذكر في طفولتها، في المدرسة الداخلية في مصر، أختيْن يسميّان هيلينا وجيزلا، ولقبهما هو اللقب الذي يبحث عنه، وأن الأختين كانتا: "طيبتين ولهما أنفان مفطوستان قليلا"، وأنها "ما زالت ترى الاثنتين أمام عينيها في الزيّ المدرسي لتلك المدرسة، ثم تمضي في حديث الذكريات عن ذلك الزيّ:

في الشتاء الجيب الصغير الأزرق المصنوع من الصوف بحوافّه القطنية والأزرار الذهبية في الجزء الأعلى منه، والقبّعة المصنوعة من القطيفة، وفي الصيف كنا نرتدي فستانًا قطينًا مشجّرًا باللون الأزرق والأبيض، وقبّعة من القشّ بها شريط أزرق مصنوع من الحرير

ولم تذكر أكثر من ذلك! وأما هو فكان يعرف بالفعل من جدّته، أن هيلينا وجيزلا، هما ابنتا أحد أبناء الجدّ الأكبر، الذي أنجبهم في مصر من زوجته ابنة مالك الفندق، فلم يكن فيما قالته المرأة غناءً عن تلك السيرة التي كان يعرفها قبل مجيئه، الأمر الذي جعله يقول في النهاية بعد خروجه من لقاء تلك المرأة السويسرية المعمّرة:

تأكدت الآن أيضًا أن الأثر الوحيد عن جدّي الأكبر، والذي لم يمحه الزمن في مصر الحالية، كان موجودًا في صورة محفوظة في ذهن قديم لامرأة عجوز.

ما أجمل هذا!

وتمنّيت لو نقل لنا حديث هذه المرأة، ولو في رواية أخرى، وأنه لم ينسه شاغل تتبّع حياة الجدّ الأكبر ما قالته له، فلا أحسب إلا أن هذه المرأة الودودة قد ائتمنته، وهو ابن موطنها الحبيب، على ذاكرتها الباقية، في أخريات العمر!
Displaying 1 - 2 of 2 reviews

Can't find what you're looking for?

Get help and learn more about the design.