لأول مرة شرفني الدكتور بقراءة مسودة الكتاب قبل نشره كان ذلك قبل عامين تقريبًا ،، بدا لي الكتاب فريدا من نوعه، فكاتبه عربي مسلم كتبه ابتداء بلغة أجنبية ، مخاطبًا به فئة لا تنتمي لا للإسلام ولا للغة التي نزل بها الإسلام، ولا للمجال التداولي الذي خرج منه هذا المؤلف، ثم تُِرجِم الكتاب للغة غير التي كُتِب بها مخاطبًا فئة غير الأصلية ديانة وثقافة ولغة .! زيادة على هذه الغرابة كانت غرابة المؤلَّف ذاته ، فنحن درجنا في الكتب التي تتحدث عن الإسلام بالمجمل وتدعو له، أنها تكتب على الطريقة الأرسطية التراتبية في البرهنة ، فهي إما ترتكز على البرهان أو الجدل ، وإما تُكتب بطريقة خطابية ذات أسلوب جمالي من داخل سياق اللغة ، والأمثلة متكثرة على هذا .. لكن أن تجد نفسك أمام كتاب يذهب لبُعدٍ آخر ، ويُكتب بطريقة حجاجية حديثة كأن كاتبه التهم المنطق الحديث ونثره ثم بنى مادة الكتاب على أسسه ليجد القارئ نفسه أمام طرح يفهمه جيدًا ويتناغم معه ، فهذا غريب في عالم التأليف الذي عاصرناه من المنتمين للإسلام ..
أريد هنا أن أشير إلى نقطة مهمة وهي أنه في فلسفة الدين وعلم الاجتماع المعرفي أو الديني يُنظر لهذا النوع من الطرح على أنه محاولة يائسة من المتدينين لإعادة إنتاج الدين وفق هيمنة النماذج المعرفية والعلمية الآنية ، والتي ستتغير بالطبع ، وبالتالي سيعيد المتدين الساذج والذي لن يرى الحقيقة أبدا إنتاج تدينه وتجربته الدينية وفق الظروف التاريخية وينظر للدين من خلالها ، بالطبع هذه الرؤية في فلسفة الدين وعلم الاجتماع المعرفي ليست بالضرورة ضد الدين أو الإيمان بشكل مطلق وإنما هي ضد ادعاء عقلنة الدين وتأسيس الإيمان على أسس عقلية ، ولكن هذه الفكرة "السائدة" في الدراسات الحديثة دومًا تنظر للديانات على اعتبار أنها كلُّ واحد يختلف بتفريعاته فقط، فهي ظواهر تاريخية واجتماعية تحاكي طقوسا معينة ، لكن هذا غير وارد في الإسلام بالطبع ، فالإسلام دين منذ الوهلة الأولى تنبه لهذا الأمر، وقرر علماؤه عبر القرون جملة من التقريرات مستلهمة من نصوصه الأصلية تعارض هذه الأفكار فهذا ابن تيمية في الدرء وكثير من أهل الكلام وابن رشد يقررون كون الإسلام تثويري جاء للإنسان بجميع طبقاته المعرفية وهو منجم لا محدود ولا تاريخي يهيمن على سفسطات الإنسان النابعة من تجاربه التاريخية ، ومن خلال هذا المنجم وبالنظر للإنسان في محدوديته الزمكانية يستطيع الناظر لهذا الدين الخاتم توليد الحجج _ الثابتة عبر الزمن وفي أصل البرهان والمتغيرة في التاريخ _ من نصوصه الأصلية ، ولا أدل على ذلك من كلام ابن رشد في فصل المقال بقوله : أن طباع الناس متفاضلة في التصديق ، فمنهم من يصدق بالبرهان، ومنهم من يصدق بالأقاويل الجدلية تصديق صاحب البرهان بالبرهان؛ إذ ليس في طباعه أكثر من ذلك، ومنهم من يصدق بالأقاويل الخطابية كتصديق صاحب البرهان بالأقاويل البرهانية .. وذلك أنه لما كانت شريعتنا إلهية ، قد دعت الناس من هذه الطرق الثلاث ، عم التصديق بها إلا من جحدها عنادا بلسانه ...الخ .
في هذا الكتاب يقدم الدكتور عبدالله طرحًا من نوع آخر ، يطرب له المسلم وأقطع بأنه على الأقل يثير التساؤلات عند غير المسلم ، أو المشكك الذي لا يستطيع التعايش مع هروبه من الدين ،، هنا الكثير من الأفكار المتثورة من الدين .. ساعد الدكتور هنا اطلاعه الواسع حول الكتابات عن الإسلام بشكل مخصوص أو عن الدين بشكل عام ..
يتحدث أولًا عن مثارات الأسئلة الوجودية التي ربما كانت موجودة سابقًا على صعيد النخب ، لكن في العصر الحديث تغلغلت لتعصف بالجميع ، بسبب تمظهرات تاريخية وثقافية وسياسية كثيرة ومعقدة ،، يلامس الدكتور أثر هذه الأسئلة على الإنسان وقلقه المستمر ، ثم ينتقل للحديث عن المخارج المحتملة ، عن الأديان الكبرى ، ويفاضل بينها بطريقة لطيفة ، ودقيقة ، وغير مألوفة ،، ويدهب بعدها للحقل المؤرق الشعبوي وهو سؤال العلم والإيمان ، لكن هذه المرة من رؤى أكثر تمحيصا ، والدكتور ضليع بفلسفة العلم ، مع توسع في باب الإشكالات العقدية العلمية في التطور وغيره ، معالجة الدكتور لذيذة بالنسبة لي ،، ثم أهم الفصول لي شخصيا وهو الرابع والدي سيبحر بنا الدكتور في محاريب العبادة لكن برؤية مختلفة ..
بالطبع لا يحق لي الوصاية على القارئ لكني من باب حبي له سأرجوه أن لا يقرأ الكتاب على طريقة أهل الإعجاز العلمي "وهي أننا اكتشفنا هذه الأمور قبلكم!" ، ولا على طريقة وعظ الثمانينات وهي أن فلانا وفلانا قال عنا وقالوا عنا ، وكأننا بحاجة لشهادات من ضلوا السبيل .. وإنما أرجو من القارئ هنا أن يعي جيدًا أن التاريخ ليس تقدميًا بحيث أن نصوصا أتتنا من زمن أقدم تفقد أهميتها في عصر حديث ، وأن الواقع ليس منفصلًا عن الإسلام ،، أريد له وهو يقرأ أن يعي أن الإسلام يعلو ولا يعلى عليه .. وأن هذا الدين هو من خالق الأكوان وبارئ الإنسان ، دين يأتي بحق مطلق لن يدنس هذا الحق عقول محكومة بزمان ومكان مخلوقين ، ولا منتجات هذا العقول العلمية التي غايتها خلق تحويلي ..
آمل من القارئ هنا أن يخرج من الكتاب وهو ينظر للقرآن نظرة مختلفة ، يتعامل مع الوحي بمنطق العبد المستلهم منه ويطلب النجاة، ويخرج بمعنى أكثر زخما لحياته ، يخرج بأبعاد أكثر عطاء في عباداته ..
شخصيًا تشرفت و استمتعت بقراءة الكتاب مرتين ، مرة قبل الطبع كانت بترجمة ليست جيدة ، قادتني لبعض الملحوظات التي استقبلها الدكتور بصدر رحب كعادته ، ومرة بعد الطبع وكانت قراءة في غاية الجمال على الصعيد الشخصي .. وبالطبع النقد مفتوح والتجربة في القراءة ستعلمنا دومًا أننا لن نتفق في كل جزئيات كتاب ما مع مؤلفه مهما كان لأن المعارف المكونة لعقولنا وتجاربنا مختلفة .. أشكر الدكتور عبدالله كثيرا ..
عفا الله عنك يا سيدي الشهري! والله لم يعد بالقلب متسع لكتبٍ أخرى يا أخي!
هذا كتاب تشق له قلبك وتضعه بين جدرانه وتتركه إلى أن يشاء الله! هذا -ورب المشارق- كتابٌ بمائة كتاب، ولو لم أقرأ سواه هذا العام لكفاني!. هذا كتابٌ تقرؤه فيلم شتاتك وتعيده فيمزقك ألف إربًا!. هذا كتابٌ تقرؤه فتعي إلى أي دينٍ على هذه الأرض تنتمي! هذا كتابٌ تقرؤه فتبصر عيانًا أن ما بين الإسلام وبين أي دينٌ آخر على الأرض هو ما بين السماوات العلى والأرض وما بين الثريا والسهيلا، ولعلك متساهلًا في هذا الوصف حتى! هذا كتابٌ تقرؤه فتموت كمدا لمّا تعي ما كان يمكن للإسلام أن يقدمه لعالم يعيش في الدرك السفلى من الانحطاط!.
"ما النفع الذي اكتسبه كل من أرسطو وفارو من سعة اطلاعهما الهائلة؟ هل حررتهما من العلل البشرية؟ هل خلصتهم من الخيبات التي تحدث لأي بواب عادي؟ هل يمكن للمنطق أن يعزّيهما بشأن مرض النقرس؟"
كتاب يستبق سؤالات الباحث والمسترشد ويسعى لحشد الأجوبة على كل الأسئلة المتوقعة. يعالج أغلب القضايا المشتبكة: التطور، ودليل التصميم، والحاجة للإله، وثغرات المفاهيم الأخرى عن الإله، والأدلة العلمية في القرآن، والسنة ومصدريتها… وملخص استرشادي عن الدين وكلياته وأصوله من مفاهيم وأركان وأسس… وطرد للهواجس المغلوطة عن مواضيع الرق والمرأة وغيرها. موضوعاته متشذرة ومتشظية، وإن كان يجمعها هم واحد: "بيان أن كل الطرق والمخارج تقود إلى دين واحد هو الإسلام". لم أشعر أنه موجه لي -وهو كذلك، فالكتاب موجه ابتداء لغير المسلم، أشبه ما يكون بمحاولة لتقديم أجوبة على تساؤلاته المتوقعة، ونقض للشبه المتكررة-، كما خالف تصوراتي المسبقة عن طبيعة الكتاب وموضوعاته -وليست هذه بمشكلة الكاتب :). أسلوبه علمي مباشر، ثري المراجع والاقتباسات، متباين المواضيع، مقتضبها.
-هو تلخيص أقرب منه إلى مراجعة.. الكتاب يطرق أبوابا كثيرة للغاية يحدثك في الفلسفة وفي علم الكلام وفي الكوزمولوجي وعن التطور ويتطرق للرأسمالية وللشيوعية ويحدثك قليلا عن الاقتصاد ويحدثك عن الأديان ويحدثك عن أركان الإسلام.. -الكتاب موجه إلى قارئ غربي، وصدقا هو هدية مناسبة جدا لصديق غربي.. -الكاتب موسوعي للغاية،، كم من المصادر ضخم جدا، واقتباس جيد جدا للمواطن المراد الاستشهاد بها على القضية المراد إيضاحها. بدأ الكتاب بالحديث عن الأسئلة الوجودية الكبرى، تلك التي تؤرق كل من خلا بنفسه وصدق معها، مستفزًا نفس القارئ الغربي البعيد عن الدين - لأن الكتاب أول ما كُتب كُتب بالأنجليزية- ثم تطرق إلى الحقيقة ومن ثم إلى الحديث عن نظرية المعرفة ومصادر المعرفة الإسلامية. في فصل : تحليل عقيدة التثليث. بعد أن انتهى الكاتب من دحض وتفنيد واحدة من أهم العقائد عند النصارى انتقل إلى بيان المفارقة بين هذا الشرك الفج وبين التوحيد النقي في الإسلام ثم أشار إلى التحريفات الموجودة في كتبهم وبيان بطلان هذه العقيدة باقتباسات من كتبهم، ثم أشار إلى قضية مهمة يستند إليها النصارى عند حجاجهم، وهي قضية التفريق بين ما يستطيع الذهن تخيله (الوجود الذهني) وبين الوجود الخارجي. ثم انتقل إلى بطلان التصور اليهودي للإله لما فيه من أنسنة ينفر ذي فطرة سوية. ثم ينتقل في صفحتين إلى الإشارة إلى ظاهر بطلان العقائد الوثنية والأديان غير التوحيدية كالهندوسية والبوذية لما فيها من الشرك ومصادمة الفِطَر السوية، ويشير أيضا إلى وجود بعض النصوص الهندوسية المحتملة التي تدل على اعتقاد بإله واحد مما يدل على أن الأديان أصلها التوحيد لكن تطاول الأزمنة وتسويل الشيطان وبعد الناس عن الحق أدى بهم إلى مثل هذا الشرك. ثم تحدث عن صفات الإله في الإسلام ليتبين البون الشاسع بين التصور الإسلامي وغيره من التصورات. ثم يبين الكاتب أخطاء الفرق الضالة من الجهمية والمعتزلة والمتكلمين والمعطلة والمشبهة، وأن أهل السنة كانوا وسطًا بين تكلف المشبهة والمعطلة في ١٣ صفحة من الحجاج. في فصل :البشر تفصيلة غير تافهة، يعرض الكاتب دليل العناية وكيف أن كل الكون مُسخر لاستقبال الإنسان، ويعرض جوابًا علميًا مؤيد بالدراسات على شبهة صغر حجم الأرض بالنسبة للكون مشيرًا إلى توسط حجم الإنسان بين كون بالغ الاتساع وبين عالم ميكروي صغير لا يُدرَك إلا بالمجهر، لذلك فهو مؤهل لرصد العالميْن ومعرفة ما خفي من أسرارهما وإدراك عظيم صنع الله. في فصل المعنى والهدف من حياة الإنسان : وجود معنى يعيش الإنسان لأجله هو شيء مغروس في قلبه لا يستطيع انتزاعه، ولكن الجدال في طبيعة هذا المعنى الذي سيعيش المرء من أجله أو سيحقق له السعادة. يوجد اتفاق عام من كل البشر على أهمية السعادة، إذ لا يوجد إنسان يفضل الشقاء على السعادة، وفي غالب الأمر ترتبط السعادة وقد قسم الكاتب مسالك الناس للحصول على السعادة إلى العلم والمتعة والنجاح والثراء والدين، وخلص إلى نتيجة أن العلم والمتعة والنجاح لا يمكنهم وحدهم أن يصلوا بالإنسان إلى حالة السعادة ولكن الدين، والدين الحق وحده : الإسلام هو الذي يحتوي على ما يجعل الإنسان سعيدًا حقًا. في فصول أخرى يتحدث الشيخ عن أركان الإسلام وأركان الإيمان كأنما يدعو شخصا غير مسلم إلى الإسلام.. في فصل الزكاة تحدث الكاتب عن أهمية تطبيق الاقتصاد الإسلامي لانقاذ العالم من الرأسمالية المتوحشة ونير العبودية الذي وقعت فيه جراء تعاملها بالربا. تحدث الكاتب بكلام وطرح رائع عن القدر ومشكلة الشر ثم أتبعه بكلام رائع عن اليوم الآخر، وهذان الفصلان من الفصول الماتعة في الكتاب. -في فصل الإيمان بالرسل عليهم الصلاة والسلام وبالوحي وبكتب الله : دخل الكاتب من مدخل ممتاز حين أشار إلى قصور أفهام البشر واختلافهم دائما على الصواب وعلى الأصوب وعلى ما ينبغي أن يفعل وما لا ينبغي وعلى ما يجب وما لا يجب.. من ذلك المدخل كان البشر محتاجون إلى مصدر هداية علوي مستقل عن أهوائهم، وشامل لكل اختلافاتهم. كيف يجيب البشر عن أسئلة المعنى والغاية والمصير.. من هذا كانت النتيجة أن هذا الإنسان الحائر يحتاج إلى مدد من خالقه.. وفي نقضه لعدم كفاية العقل لمعرفة كل المصالح البشرية اقتبس اقتباسا ل محمد بن بهرام السجستاني : على أن الناس متفاوتة في العقل، وأنصباؤهم مختلفة فيه؛ فلو كنا نستغني عن الوحي بالعقل كيف كنا نصنع؟ وليس العقل بأسره لواحد منا، وإنما هو لجميع الناس. كما قرر حاجة الناس للوحي من عدة نقاط أخرى مثل : -كون البشر غير معصومين من الخطأ وغير قادرين على معرفة الغرض من الحياة دون الهداية الإلهية -أن النظم التي من صنع الإنسان غير كافية وهي عرضة في بعض الأحيان إلى التغيير -أن البشر يمررون نقاط ضعفهم إلى القوانين التي يضعونها -أن حياة الإنسان ذات مغزى ومعنى وأن الوجود لا يُتصور خلوه من غرض -أن الإيمان بالله ليس أمرا عقلانيا فحسب بل هو جزء من فطرة الإنسان. لم أُكمِل الكتاب لكن الكلام عنه يطول.
حسنًا، لقد جاء الكتاب بالمواضيع التي ظننت أنه سيناقشها ولكنه زاد عليها بما هو من ضمنها ولم أتصور أن يتطرق لها كنت أخشى أنه كُتب بلغة عالية لا يصلها فهمي بما أنه يُناقش مواضيع وقضايا كبيرة ولكنه أدهشني بتبسيط الأفكار وإيضاحها مع الشواهد والاقتباسات الموضحة للكل فكرة
نأتي لفصول الكتاب: الأول: الحيرة والزيغ تحدث فيه عن الإنسان وما يواجهه في العصر الحالي من شهوات وشبهات في الدين والدنيا وعن ضغوط الحياة المُعاصرة، وعن الدين وفطرية الإيمان بالله سبحانه، وتناول التشويه الحاصل على الدين والآثار المترتبة عن الإعراض عنه وتطرق للأديان التي اخترعها الإنسان ومافيها من مخالفات تتعارض مع حاجته الروحية، والبدائل التي خرج بها الإنسان الحداثي لإشباع الحاجات الروحية بعيدًا عن الدين كالممارسات الوثنية الثاني: البحث عن الحقيقة جاء هذا الفصل بعد عرض حالة الحيرة التي تأخذ بالإنسان يمنة ويسرة ليخبره عن سُبل الهداية والبحث عنها وذلك بطرح الأسئلة الوجودية والتي تخطر لمن فكَّر وتأمل ثم عرَّج على الإسلام وسبب كونه هو الدين الحق، وبيان أدلة وجود الله سبحانه، وعقد مقارنة لحقيقة الإله في الديانات الكتابية (النصارنية، واليهودية، والإسلام) الثالث: الإسلام والعلم والخلق وأصل الإنسان جاء في هذا الفصل لطرح نظرية التطور وما فيها من مغالطات ودحض تلك المغالطات بالمنطق والبيان مع الإشارة لعناية الإسلام بالعلم وتطرق للإنسان من خلال القرآن في أصله، وخلقه، وتكاثره، وعن معنى وجوده وحياته وعن معنى الحياة في الإسلام، وعن جوهر الإسلام (التوحيد) الرابع: توضيح العبادة بعد بيان رائع للإسلام ولمُشرعهِ سبحانه أتى هنا ليخبرنا عن المعنى الحقيقي للعبادة ومراتبها (الإسلام، الإيمان، الإحسان) وما يتبع كل مرتبة من أركان بأسلوبٍ مجملٍ موجز، وعن الضروريات الخمس وعن الأخلاقيات والقيم التي دعا إليها الإسلام من خلال الوحيين
وانتقل للحديث عن الحداثة التي صنعت فجوةً بين الإنسان والدين وأغرقته في الماديات لتعويضه عن الفراغ الروحي واختتم الفصل بمسك بعرضٍ مختصر عن النبي صلى الله عليه وسلم الخامس: حقائق خفية وعوامل مُعيقة وأخيرًا جعل هذا الفصل عن جرائم الغرب والذين يعملون في الإسلام تشويهًا بإلصاق الإرهاب فيه وهم أُس الأرهاب وأصله ودعاته وجرائمهم عبر التاريخ شاهدةٌ بأفعالهم وتطرق للتُهم التي تُكال على الإسلام كالرق، وحقوق المرأة،
وللكتاب نُسخة سابقة باللغة الإنجليزية The Only Way Out ولا أعلم إن كانت ذات النسخة أو أن النسخة العربية قد زادت عليها في الطرح
وجبة ثرية ضفرت بها لهذا العام.. والحمد لله اللهم ثبتنا على الإسلام حتى نلقاك
الكتاب: المخرج الوحيد الكاتب: عبدالله الشهري الصفحات: 675 الطبعة: الأولى - تكوين . .
قراءة في الكتاب: "لم يتخلَ الإنسان قط عن إثارة الأسئلة حول المعنى والمصير...لقد طُرحت هذه الأسئلة على مرّ العصور من قِبل أعظم الفلاسفة والعلماء والمفكرين، وفي الوقت نفسه، من قبل القرويين والبسطاء والأشخاص غير المتعلمين والأطفال على حد سواء"22 الكتاب في أصله نُشر بالإنجليزية في عام 2010، بهدف آيضاح أنّ هناك مخرج وحيد للمأزق الذي تعيشه الإنسانية، وخصوصاً في فترتها الحالية، ومن ثُم تُرجم للعربية مع بعض التعديلات التي قام بها الكاتب، وطريقة الكتاب تُظهر أنّه في الأصل موجه إلى الغرب في محاولة لتقريب الكثير من المفاهيم الإسلامية من المفاهيم الفكرية والفلسفية الغربية، مع الاحتفاظ بآصالة المفاهيم الإسلامية من غير المحاولة لتمييع المفاهيم وجعلها مشابهة للغرب، ولكن يبين وجه التشابه والاختلاف بين الثقافتين. على أنّ لغة الكتاب في غالبها فلسفية حيث يحاول ضبط "الرؤية الكونية" للإسلام وكيف أنّه يجاوب على أسئلة الوجود والمعنى والمصير.
والكتاب مُقسّم إلى خمسة فصول: الفصل الأول: يتناول فيه "الحيرة والضياع" حيث يتناول طبيعة الإنسان ككائن مُتسائل، ومن غير إيجاد أجوبة مقنعة للقضايا الكبرى فإنه سيعيش حالة ضياع، حيث أنّه "لا يمكن لأحد العيش دون مستوى أساسي من الاعتقاد"43 ، فإن البشرية منذ نشأتها كان الدين مكوناً أساسياً فيها، يحاول الإنسان من خلاله عن الإجابة عن هذه الأسئلة المصيرية، وفي العصر الحديث تم استبعاد الدين، فكانت الأزمة حيث يعيش الإنسان حالة استثناءية في تاريخه، وهو غياب الدين عن تشكيل رؤاه وحياته العامة بتبنيه للأفكار العلمانية، وجهدت العلمانية منذ تجذرها بأن تعامل نفسها كأصل، وخصوصا بعدما توارى الدين في الأطراف في البداية قبل أن يعود في العقود القليلة الماضية، مثيرا الاستغراب للعلمانيين المؤمنين بفكرة التقدم وأن الدين تخلّف فكيف عاد بهذه القوة، لكن عالم الاجتماع بيتر بيرغر يقول "إن الدين المستشعر بقوة كان وما زال حاضراً على الدوام. ما يحتاج إلى تفسير هو غيابه وليس حضوره!"46 ثم تحدث عن قسمة الأديان إلى إلهية (الإبراهيمية: المسيحية، واليهودية، والإسلام)، والوضعية البشرية(كالبوذية والهندوسية والكونفشوسية وغيرها) وذكر أن الدين الذي يجب التركيز عليه هو الدين الإلهي مما يحصر المقارنة في الثلاثة الأولى ، ومن ثم قارن بين الثلاثة وبيّن كيف أن المسيحية أخلّت بالوحدانية في اعتقادها واعتمدت التقشّف والإنصراف عن الحياة، واليهودية جعلت ديناً قبلياً، وتبقى الإسلام والذي بشموليته وعالميته وعقائده العقلية والمنطقية ما زال هو الفاعل الأصلح.
الفصل الثاني: (البحث عن الحقيقة) البحث عن الحقيقة هو أحد محركات البشرية للتعلم والسعي في الأرض، وتحدث فيه عن الإله وما هي الصفات التي يجب يتصف بها الإله الحق، حيث يشير الفيلسوف هنتر ميد"أنّه تاريخياً، نشأت الخلافات الفلسفية العظيمة حول المسائل المتعلقة بطبيعة الله أكثر من تلك المتعلقة بوجوده" 146 ، فالكثير من البشر لهم آلهة مختلفون،وتحدث عن الخلل في مفهوم الإله في عقيدة النصرانية والتثليث، وأنها غير قابل للتعقل وكيف يكون الثلاثة واحد مع مشكلة بشرية/إلهية عيسى، والانحراف في التصور اليهودي للإله ومن أنّ رب لفئة معينة من الناس وكذلك الأوصاف البشرية التي خلعوها عليه من عجز وغيره، أما الإسلام فيتميز بتوحيديته ويختلف عن اليهودية بأنهم "وطنّوا الإله" وجعلوه حكرا لقبيلتهم، وعن النصرانية بأنهم حجبوا الإله بشخص المسيح، فالتصوّر الإسلامي، سهل وبسيط ومتاح للجميع.
الفصل الثالث: (الإسلام والعلم وخلق الإنسان) "العالم ما بعد الصناعي ينتج كل شيء تقريباً ما عدا الإجابات الأكثر أهمية عن الحياة والوجود" 346 ويلفريد هوفمان وتحدث فيه عن دور الإسلام في العلم التجريبي (ص 303) وحثّه على التفكّر والتعلّم، وبعض مسائل فلسفة العلوم، من حيث أنّ العلم التجريبي إجرائي ويجب عن أسئلة كيف وليس لماذا.. وتحدث عن فكرة التطوّر والحتمية وأصل الإنسان، وتعصّب الداروينية وأنّها لا تعطي الأجوبة الكافية للأسئلة مع وجود ثغرات علمية في النظرية، وغي��ها من المواضيع التي فيها تعالق بين الدين والعلم وأصل الوجود والإنسان
الفصل الرابع: (توضيح العبادة) وذكر فيها العبادة في الإسلام ومعناها وشموليتها، كما يعرفها ابن تيمية"اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة"، وأن التلبس بالإيمان يكون بالأعمال الصالحة في مختلف جوانبها وكما لاحظت أرمسترونج"أن الإيمان في القرآن شيء "يفعله الناس" وليس شيئاً يدعونه فحسب، ومن ثم بيّن مراتب العبادة الثلاثة 1- الإسلام وأركانه الخمسة (الشهادتان، الصلاة، والزكاة، والحج، والصوم)،حيث بيّن كيف تشكّل هذه الأركان كيان المسلم وتنظم الاجتماع الإسلامي 2- الإيمان (بالله وملائكته والقدر واليوم الأخر والرسل والكتب) وذكر المسائل المتعلقة بهذه القضايا وأدلة وجودها وأهم القضايا التي تتعلق بها مثل مشكلة الشر في القدر وعقلانية اليوم الأخر وتطلّع الإنسان له 3- الإحسان
الفصل الخامس: (حقائق خفية وعوامل معيقة) وذكر فيها القضايا التي يستشكلها الغرب على الإسلام ويمنعهم من النفاذ إلى حقيقته، ومنها الصراع التاريخي والتشويه الذي مارسه المستشرقون بحق الإسلام، مع القضايا المُعاصرة من مساواة للمرأة وفكرة الرق، حيث كأنّه بعدما أتمّ البناء الفكري "للمخرج الوحيد" عرّج على بعض ما يمكن أن يكون عائقاً لسلوكه والاهتداء إليه
وهذا كلام عام عن الكتاب وفيه تفاصيل كثيرة وتحليلات مميّزة، مع تمكّن فكري وفلسفي وشرعي للكاتب لا تخطئه عينك، بسبب تنوّع المصادر، وحُسن إيراد الأفكار والاقتباسات، مع تحليل وتركيب مميز للمعاني والحجج، وإن كان ليس بطريقة التفقير ووضع النقاط هكذا بشكل متوالي، ولكن بطريقة مُركبّة وسلسة.
عظيم جدا و صدق الكاتب في قوله "المخرج الوحيد " فوائده غزيرة و يستحق عن جدارة قراءة أخرى بتمعن أكثر . و قراءتي الثانية ستكون بعد توسع و بحث أكثر بأفكار جديدة و رؤية أشمل بإذن الله .
وش هذا الكتاب المذهل؟؟ هذا كتاب بألف كتاب ، ولو لم أقرأ غيره هذا العام لكفاااني . شهرين قضيتها في غبطة وسرور على وقوعي عليه. الحمدلله أولاً وأخيرًا ، ما زادني هذا الكتاب إلا ثباتًا ويقينًا ، ونوّرني على مقدار التخبط الذي يلقاه أصحاب الديانات والمؤسسات الأخرى. هذا الكتاب ينظم سير حياتك ، إذا فيه عثرات أو فجوات فهذا الكتاب سيردمها . هذا مثل الكتالوج اللي يعينك على تحديد المسار الصحيح للمضي في هذي الحياة . والنصف الثاني من الكتاب أهم وأعظم من النصف الأول، إن كنت مستعجلاً وتملّ سريعًا (مع أنني أنصحك بقراءته كاملاً) فعلى الأقل ابدأ القراءة من الفصل الثالث ص١٠٩ إلى نهاية الكتاب
من أفضل ما قرأت هذا العام. سأعود إليه مرارًا إن شاء الله.
الكتاب بحاجة إلى مراجعة ولكن بعض النقاط السريعة: - الكتاب موجه بالأساس لغير المسلمين وهو مكتوب بالإنجليزية وتم تعريبه لاحقًا. - الكتاب لا يعتمد على البراهين الكلامية ولا الحجاج المعتاد في مثل هذه الكتب وإن كان أشار إليها. - الكتاب مليء بالنقول الثرية وأحال على دراسات مهمة وممتعة تستحق التتبع. - الجزء الخاص بالعبادة كان أمتع فصل في الكتاب وعرض أركان الإسلام بطريقة وافية وشيقة. - الفصل الخاص بالعلم كان جيدًا جدًا من حيث المادة والطرح خاصة وأن المؤلف فك الله أسره له اهتمام قديم بفلسفة العلم، ولكن لي تعليق عليه وهو أن كل باب بمفرده هو وحدة مترابطة لها وجهة وهدف ولكن الفصل بأكمله لم يكن منسجمًا. في البداية تحدث المؤلف عن التطور كنظرية على شفا الانهيار ودعّم ذلك بأدلة عديدة ونقولات ثرية من علماء بارزين في علم الوراثة والبيولوجيا وغيرهم ثم انتقل مباشرة للحديث عن التطور الموجه كأن النقد الذي وجهه للنظرية من أسطر قليلة لم يكن! ربما لم أفهم مقصد المؤلف وبالتأكيد سأقرأ الفصل مجددًا ولكن هذا كان انطباعي العام.
بارك الله في جهد أستاذ عبد الله الشهري وفك أسره ورده إلى أهله سالمًا.
أربع نجمات ونصف؛ كتاب رائع شامل لكل جوانب وأسباب الوصول للحقيقة ألا وهي دين الإسلام سواء من زاوية رؤية الفلاسفة، العلماء، ورجال الدين . أعجبني تطرق الكاتب وتوضيحه لحق المرأة في الميراث وفي الشهادة في الإسلام بعيدًا عن المفاهيم السطحية المنتشرة في مجتمع "الرجال" والتي يستغلونها لهضم حقها. تمنيت لو أنه استطرد أكثر في هذه النقطة وبين حق المرأة على الرجال من ناحية دينية لنزع العادات والتقاليد العقيمة المتخذة ناحيتها والتي أدت إلى ظهور النسوية في مجتمعنا. الإسلام دين الله العادل عندما يعمل به كله، أخذ بعضه وترك بعضه ظلم وتشويه لصورته.
أعمق الكتب هي التي تترك في القارئ أثر عميق وتساؤلات عن الكون والوجود الإنساني! مثل هذه الكتب الجادة لا تكون في رفوف الكتب الأكثر مبيعًا لأنها لا تنطلق من هدف ربحي للأكثر مبيعًا! وهذا الكتاب فقط للجادين في القراءة والباحثين عن إجابات لا تزيدهم إلا ثباتًا على طريق الهداية!
يأخذك الكتاب في رحلة من المتاهة في بداية الكتاب إلى المخرج الوحيد مع نهايته؛ ما يميز الكتاب هو أن المؤلف قارئ جاد في الثقافات والمدراس والمؤسسات الدينية الغربية!
لن تنتهي من الكتاب كما بدأت، وأنما يزيدك تبصرًا للخروج من المتاهات ويزيدك توازنًا لمواصلة المسير!
هذا الكتاب عبارة عن رحلة، يقرأ بمهل و يُتفكر بكل معانيه و اقسامه و افكاره. يأخذ الكتاب القارئ في رحلة عبر متاهات الحياة المعاصرة و فقدان الذات و الهوية و المعنى، و يعرض المخرج الوحيد و لماذا يعتبر الوحيد في هذه الحياة. لا أستطيع أن ألخص الكتاب في بضع كلمات فالمحتوى كبير و دسم و الكاتب عنده سعة اطلاع و ثقافة أبهرتني خلال قراءتي لهذا الكتاب.
لا أحب أن أبخس الشيء حقَّه، لكن الكتاب هذا إن استُحسن بأمر فهو كونه جامعًا لمصادر يقل في التصنيف العربي الوقوف والاطلاع عليها، فمفيد هو للقارئ إياه الراغب بأن يقف على أصول هذه المسائل في الفلسفة الغربية أو العلوم الإنسانية مثلًا. وليس له إلا ذلك.
لو لم تصبح القراءة عادة عندي إلا لقراءة هذا الكتاب لكان كافياً، لحظات التأثر بالمكتوب كانت كثيرة، فك الله أسر شيخنا، أظن أن الشيخ أراد كتابه هذا حجة له عند الله كما أراد البخاري - رحمه الله- لصحيحه