هذه رواية قديرة. تكشف مدى قبح (الفِكر المادي) واللهث خلف المظاهر والجاه والسمعة حين يكون الثمن هو التضحية بالقيم الانسانية بل والتضحية بالانسان نفسه. فيصل المسكين لمراده ليكتشف أنه وصل دون روحه ودون عقله ودون جسده. لأنهم تدمروا في سبيل ما وصل إليه. بل ويكتشف أن ما وصل إليه اساسًا لا يستحق.
الرواية عبارة عن تنبؤ بمستقبل العالم. ولكن ليس في قالب خيال علمي . فكثير من الروايات الأدبية التي تتنبأ بالمستقبل تكون متجهة للخيال العلمي. بينما هنا كانت الرواية واقعية جداً ، وهي لم تتنبأ بالتكنولوجيا أو الحياة الرقمية ، لكنها تنبأت بما هو أخطر وأعمق من ذلك ، تنبأت بشكل الانسان المستقبلي من الداخل . تنبأت بكيف سيكون عصرنا الحالي متسم بالانسلاخ عن الروح والانغماس في الجسد وفقدان السيطرة على العقل في مواجهة الطمع والمنافسة والشهوة والقلق ، وهي سمات عصر التكنولوجيا والعصر الرقمي.
في بداية القصة - مع مشهد لقاء البطل بالطلسم الخاص بخاتم سليمان - قد يظن القارئ أنه أمام حكاية تعتمد على الخرافات والأساطير والأسلوب الغرائبي . لكن لا! الرواية تتجه بعد ذلك في قالب واقعي. عندما يحكي البطل الفقير الذي كاد أن ينتحر عن قصة حياته ، لنفهم ما الذي دفعه للتفكير بالانتحار.
بلزاك منذ البداية كان يشير لذلك على لسان الشيخ الذي يهب الشاب خاتم سليمان: - أتظن أيها الشاب أن أرض متحفي يمكن أن تنشق لترى جنيًا من مردة الجن يحمل إليك ما تريد... إنه يفعل فعله بصورة لا تخرق قوانين الطبيعة المألوفة.
أي أن الخاتم لن يسقط عليك كل شيء من السماء بل سمنحك كل شيء بشكل واقعي وطبيعي. وفي نهايات الرواية نكتشف أيضا أنه حتى عندما يكاد الشاب أن يهلك ويشارف على الموت فذلك لا يحدث بشكل سحري ، بل بشكل واقع جداً . إذ في مقابل الملذات التي حققها بواسطة الخاتم السحري كان يفقد شبابه وصحته وعقله من فرط انغماسه بجسده وفكره .
(حقيقةً أجد صعوبة بعض الشيء في هذه المراجعة ، وأحاول أن لا أطيل وأتشعب لكن يبدو أنه لا مفر من ذلك.)
تزامنت قراءتي لهذه الرواية مع قراءة كتاب "فلسفة المادية وتفكيك الإنسان" للمفكر عبدالوهاب المسيري. وكم هي عجيبة مصادفات القدر عندما جعلني أقرأ الكتابين في نفس التوقيت ليصبح كل منهما مكملاً للآخر من حيث الفكرة والمضمون. فأحدهما تحليلي فلسفي والآخر سردي أدبي. فاكتملت التجربة البديعة والموغلة في مفاهيم الفكر المادي.
وببساطة تعتمد فكرة المادية على إخراج الأشياء من تحت سلطة الإنسان والفكر الانساني السامي، ونقلها لعالم مستقل بها له فكره الخاص ومبادئه وأخلاقياته المتفلتة والتي هي بعيدة كل البعد عن الروح السامية، ثم بعد ذلك يتم وضع الانسان تحت سيطرة وقوانين وفكر هذه الأشياء وعالمها المادي. فيصبح الإنسان وعالمه خاويين من الروح وفي لهث مستمر للمادة.
واستطاع بلزاك بعبقرية عظيمة تجسيد الفكر المادي في شخصية (الكونتيسة تيودورا) حيث كانت طباعها ونفسيتها وتصرفاتها مشابهة للفكر المادي في قساوتها وبهرجتها ولامبالاتها ، بل وقدرتها على خلق الوهم لآلاف الرجال الذين يتنافسوا فيما بينهم بشكل تراجيدي\كوميدي على كسب ودها . وفي الحقيقة هي نفسها كذلك ليست سوى ضحية للفكر ذاته. إذ لا يوجد رابح في كل من يدخل تحت مظلة الفكر المادي.
نلاحظ في القصة تبادل أدوار عجيب بين الذكورة والأنوثة . وهو سمة من سمات الفكر المادي العلماني كذلك. حيث في الرواية تجد البطل وصديقه وكثر غيرهم أشبه (بالبنات ) من الرجال ، فتفاصيل حياتهم وحواراتهم كلها تدور عن كيف يحصلوا على زوجة غنية تذيقهم رغد الحياة. اذ الرجال في هذه القصة فقراء معدومين ماديًا وعاطفياً وروحيًا. بينما السيدات هن المتسمات بالقوة والصلابة والثبات كما في شخصية تيودورا ، أو بالشهامة والكرم والصبر كما في شخصية بولين .
وشخصية بولين الجميلة أظنها تجسيد للقيم والأفكار الانسانية المفقودة في عصر المادة. بيولا هي انتصار للروح السامية في هيأة بشر. حتى أن بطل الرواية لم ينل حبها ويعيش برفقتها إلاّ بعد خلوة مطولة في قصره نأى فيها عن زيف المجتمع ومغرياته. فكانت بولين هي روحه التي عادت إليه.
وكم أحببتها هذه النبيلة في فقرها وثرائها. قلما نجد انسان يبقى نبيلاً في فقره وغناه. هؤلاء كنوز تمشي في الارض.
في النهاية خاتم سليمان هو رمزية "للدنيا" التي قد ينالها أي أحد وتنسيه تنفسه وروحه. بينما الأهم هو سلامة الروح وراحة البال والجسد. التي منذ البداية كانت فينا وليست خارجنا.
ملاحظة: شكرا للمترجمة صوفي عبدالله ولدار النشر على اختيار هذه الرواية لترجمتها ونشرها. الترجمة موفقة والغلاف تصميمه زاد التجربة بهاءً.
أول تجربة ليا في الأدب الفرنسي، الرواية بتحكي عن شاب فقير مُقبل على الإنتحار، بتيجي قدامه فرصة وهو في متجر للتحف أنه يحقق كل أحلامه، ولكن بشرط أنه يضحى بأيام حياته. القصة مؤثرة وبتحكى صراع البطل مع الطمع وماديات الحياة والتفاوت ما بين طباقات المجتمع. من ضمن مجموعة الكوميدية الإنسانية، الكاتب أونوريه دى بلزاك طرح أسئلة فلسفية عن الحياة و الموت وقيم إنسانية. غير الجانب الفلسفي. خطفتنتي الواقعية ووصف المشاهد وقد إيه الكاتب كان متمكن من أدواته وأسلوبه الرائع في السرد وتحليل المواقف ورسم المشهد قدام القارئ.
أحد روائع الكوميديا الإنسانية، التي هي بمثابة ألف ليلة وليلة للمجتمع الغربي كما قالها أونوريه دو بلزاك، الكوميديا الإنسانية التي تنبأت بانحطاط الحضارة الغربية واستنكرت في الوقت عينه هذا الانحطاط. - يضعنا الكاتب في هذه الرواية أمام أهم وأخطر صفة موجودة لدى الشباب في تلك الفترة وحتى الآن، الطمع والجشع والرغبة بامتلاك كل شيء "جميل وثمين"، الرغبة بالحصول على مكانة اجتماعية "راقية" ولو كان الوصول إليها بطرق غير سوية وحتى ولو كلفنا ذلك كما سنرى في الرواية حياتنا التي منّها الله علينا لسبب ما، ولرسالة ما علينا إكمالها! أجل كل قارئ لهذا العمل الأدبي سيجد جزءاً من نفسه فيه، فآفاتنا واحدة ولم تتغير عبر الأزمان، كل واحد فينا وبقرارة نفسه يسعى لأن يكون "ناجحاً" "معروفاً" و"مشهوراً"، يملك كل شيء يريده، مقبولاً ومرغوباً لدى الجميع في وقتنا الحاضر كما في الماضي! - نستطيع أن نرى سذاجة هذا المجتمع الذي يهتم للمظاهر والأمور الملموسة المادية أكثر من الأمور المعنوية وباطن الإنسان وروحه، ينخدع بكل ما هو براق ولامع أمامه ولا يرى ما خلف ذلك، كما قالها راستنياك صديق رفاييل بطل الرواية : "يجب أن تختلط بالناس لتعودهم النطق باسمك، فهذا هو السبيل الوحيد إلى الشهرة والنجاح، ليس المهم أن تعمل شيئاً خارقاً، بل المهم أن توهمهم أنك تصنع الخوارق". "مجتمع لا يعرف إلا الأقوياء والناجحين، أما الفاشلين والمهزومين والمنكوبين فلا مكان لهم بين أضوائه. إن المجتمع يغفر الرذيلة ولكنه لا يغفر الفقر ولا المرض. ذلك أن الرذيلة على اختلاف أنواعها نوع من الترف والأبهة والسطوة والاقتدار. أما الفاقة والمرض فعجز. ولا يلاقي المجتمع العجز في أي صورة من صوره إلا بالزراية والسخرية. ولهذا السبب لا يحتقر هذا المجتمع المرأة التي لها عاشق أو أكثر. في حين يحتقر زوجها المخدوع بدلاً من أن يرق له ويرثي لحظه العاثر وشرفه المطعون. شعار هذا المجتمع ويل للمغلوب". - العبد حرٌّ إذا قنع، والحر عبد إذا طمع، وهكذا أصبح رفاييل عبد لطلسم سحري منحه القدرة على تحقيق كل رغباته ولكنه دفع ثمن ذلك حياته. لكن واقعية بلزاك دائماً ما تجعلنا نفكر بيننا وبين أنفسنا عن طبيعة النفس البشرية وكيف تختلف تبع لكل واحد فينا، بعد كل عمل نقرأه، وهنا أتسأل، أترى لو عاد الزمن برفاييل بعد ما حدث له وتُرك له الاختيار بين أن يأخذ الطلسم ويحقق ما يريده ويدفع ثمن ذلك عمره أو يتركه مقتنعاً بحياته التي لو انتظر لطف الله وعطاياه لكانت أجمل بكثير، سيعيد الكرة على الرغم من عظمة التضحية؟ أو لو كان هذا الطلسم بلا مقابل أو ثمن، أكان عاش الحياة التي يشتهيها ويريدها دون عذاب ضمير أو حزن ينهش قلبه وما ندم على شيء؟ - نستطيع أن نلخص الرواية بهذا المقتطف من الصفحة ٢٢٥ : "أجل أن الذي باع حياته ليشتري مظاهر الدنيا خرج من هذا كله ليقنع في نهاية المطاف ببساط من عشب، ورقعة من سماء، وهدوء بين الحيوان والنبات بعيداً عن ضجة العمران وذلاقة العلم، وكل ما هو معقد وسخيف ومصطنع، هنا ارتضى أن يكون فراش الأثير". - سعيدة لأن اختياري وقع على هذه الرائعة لبلزاك والتي لم أستطع تركها حتى أنهيتها بأيام معدودة. ٢٢/٨/٢٠٢٠
العنوان هو الي شدني للكتاب بس انصدمت ان القصة ماليها علاقة في العنوان ... هذا كان من عمل الترجمة ... بينما الكاتب كتبها بعنوان الجلد المسحور او الجلد السحري 😅 من زمان يشدني عالم النبي سليمان و مرة ودي اقرأ كتاب يتعلق بكل مراحل حياته
الرابط بين العنوان و الرواية هو اصل جلد الحيوان نفسه له علاقة بسليمان الحكيم
بس رأيي في الرواية عجبتني فيها حكم واجد اول مرة اقرأ شي فيه فلسفة و اقدر اقول تربية لان بطل الرواية ابتلى بالجشع .. اسلوب الكاتب كان جدا سلس و بسيط
يقولُ المثل العربي القديم : " كُلُّ الصَّيدِ في جوفِ الفَرا " 🦓✨
و لكن ليسَ في هذه الرّواية !
هل كان بلزاك يصوّر الأوساط الاجتماعيّة السّائدة في باريس على وجه التّحديد، و أوروبا عموماً ، في عام ١٨٢٩ أم في وقتنا الحاضر !
نماذج فكريّة لِـ شخصيّات عاشت ذاك الزّمن البعيد ، و ما زالت أفكارها في توارث ..
المُجتمع الرّاقي في ظاهِرِه ، و الدّوني ، أحياناً ، في باطِنِه : كَـ أن يُقاس مدى احترام الشّخص بمظهره و ماله ، لا بـِ أخلاقه و لا علمه و تقواه ،
كما أسقط بلزاك مجهره على فئة " المثقّفون المزيّفون " ، أي من أوهم النّاس و تباهى بـ عدد إصداراته من الكُتُب و الأبحاث و هو بالحقيقة لم يكتب سطراً منها ، و سهولة تصديق النّاس لهم !
كما وصف ظاهرة انتحار الشّباب بسبب الفقر آنذاك بـ " قصيدة رائعة من قصائد الأسى و ملاحم الأحزان "ص١٥ للأسف !
فنتازيا واقعيّة إن صح التّعبير ، لِـ أمنيات تتحقّق بصورة طبيعيّة ، منها ما هو مألوف كـَ طلب المال و الثّروة ، و منها ما هو صادم كـَ صَرْعِ أحدِهِم !
يقف رافاييل دو فالنتين بين واقع قاسٍ يفرضه عليه الفقر، ورغبات واسعة يحلم بتحقيقها. وهذا التوتر بين ما يملكه وما يتمنى هو الأساس الذي تبنى عليه الرواية. فهو يعيش في صراع داخلي مستمر… صراع يكلّفه أغلى ما يملك عمره نفسه. .وبرغم أن بلزاك يرسم ملامح الفاقة والجوع بواقعية حادة، إلا أنه يكشف أن السقوط الحقيقي لا يصنعه الفقر وحده، بل تلك الشهية المفتوحة التي لا تشبع، والطمع الذي يأكل الإنسان من الداخل وتحرمه نعمة الرضا مهما حصل على ما يريد . وتظهر رمزية العمل في قطعة الفرو “خاتم سليمان " كقلب الرواية ومحورها؛ فهي تحقق الأمنيات، لكنها تنكمش مع كل رغبة تتحقق، في تذكير صامت بأن لكل شيء ثمنًا، وأن العمر لا يمنحنا كل ما نريد دون مقابل. وبأسلوبه المعروف في الكوميديا الإنسانية، يجمع بلزاك بين وصف دقيق للمجتمع الفرنسي المترف في ذلك الزمن، وبين نظرة عميقة إلى الإنسان عندما يصبح أسيرًا لرغبات لا تنتهي.
** الاقتباسات: ⸻ ** " فلا بد أن منظره كان يدل على الشقاء الشديد حتى استطاع أن ينتزع من تلك القلوب التي جف ماؤها نظرة عطف". ** "وقد علمني ذلك أننا لا نكره الصرامة حين تسندها قوة في الخلق ونقاء في السريرة ونزاهة الطبع ". ** "…فحبي بحيث يزيد تلذذي بمقدار ضخامة التضحية التي أبذلها على مذبحه وكيف لا أذكر نعمة حبها وهي التي جعل حبها لأتفه تفاصيل حياتي قيمة ورونقا؟ إنها نفخت روحًا جديدة في جميع آفاق حياتي حتى أتفه الأمور..". ** "وكانت كلمات هذه الطفلة قد ألقت بلسا على آلامي، فهذا الإطراء الساذج لشخصي رد إلى شيئًا من الشجاعة، في وقت كنت فيه محتاجاً إلى الإيمان بنفسي ومعرفة رأي محايد في القيمة الحقيقية لصفاتي. فانتعشت بكلماتها آمالي وانعكس ذلك على كل شيء أراه". ** " أما هذا الشقاء المتواضع وتلك الفطرة الطيبة فتنعش نفسي وتستريح لها روحي". ** "فالحنان الذي كنت أنشده في الأوساط العالية من المجتمع الخامد القلب فلا أجده..". ** " فلهجة هذه المرأة الطيبة ونظرتها كانتا كافيتين لتهدئة أحزانى وإن لم تكفيا لاستئصالها". ** " ذلك أن الحب يضفي على أرواحنا شيئاً من القدسية، فنحترم في حياتنا حرمة حياة أخرى، ويكون أمل الحب هو المنفذ الواسع الذي يصطلي منه نار العذاب وهو صاغر". ** " وخيل إلي أنني نجوت إلى الأبد من الفاقة، فأكسبني هذا الظن تحررًا فكريًا وحضور بديهة ساعداني على اكتساح المنافسين وبزغت لي شهرة في الغواية وقوة الشخصية". ** "إن من يزرعون الحب يحصدون الحب. ومن يبذرون الحقد والكراهية، يحصدون الحقد والكراهية! هذا هو الانتقام والعدل الإلهي الذي يتغلب على عدالة البشر! ". ** " دخل هذا الشاب إلى الطمع من باب اللذة والشهوة، وانتهى في خضم القدرة والسلطان إلى العجز والنسك والحرمان ". ** " ولكن استمرارهما في خطة الاعتكاف وعدم الاكتراث لما يقال أخرس الألسنة…". ** " فهو مجتمع معروف لا يعرف إلا الأقوياء والناجحين، أما الفاشلين والمهزومين والمنكوبين فلا مكان لهم بين أضوائه". ** " إن المجتمع يغفر الرذيلة ولكنه لا يغفر الفقر ولا المرض. ذلك أن الرذيلة على اختلاف أنواعها نوع من الترف والأبهة والسطوة والاقتدار. أما الفاقة والمرض فعجز ". ** " شعار هذا المجتمع ويل للمغلوب ".
عنوان الرواية : خاتم سليمان المؤلف: أونوريه دي بلزاك دار النشر:أقلام عربية النوع الأدبي: أدب اجتماعي/فلسفي التقييم: ⭐⭐⭐⭐ _____________
"الرغبة التي تسكن القلب، هل هي طريق للخلاص أم بداية للسقوط؟"
"أنت تمتلك العالم بأكمله، لكن ماذا لو كان الثمن حياتك؟"
"السعادة ليست في الامتلاك، بل في الرغبة التي لا تُحقق."
"القوة هي لعنة بقدر ما هي نعمة."
رواية خاتم سليمان هي واحدة من أبرز أعمال أونوريه دي بلزاك، حيث ينسج ببراعة قصة تعكس الطموح الإنساني والبحث عن القوة المطلقة. يستعرض الكاتب صراع الإنسان مع نفسه، ومع المجتمع الذي يحيط به. ____________
ملخص القصة:
تحكي الرواية عن شاب(رافايبل) طموح يُمنح طلسما جلديا سحريًا يحقق له كل أمنياته بمجرد التفكير بها. لكن لكل أمنية ثمن، فمع كل أمنية تتحقق، ينقص من عمره. يجد البطل نفسه في صراع بين الاستمتاع بملذات الحياة وبين الحفاظ على ما تبقى من عمره.
تتداخل الأحداث بين الرغبات الشخصية، ومشاعر الحب، والندم، لتتحول القصة إلى تأمل فلسفي في معنى السعادة، والحرية، والثمن الذي يدفعه الإنسان لتحقيق أحلامه.
النقد: ⛔ الأسلوب: أسلوب بلزاك عميق ومليء بالتفاصيل، يميل إلى وصف المجتمع الفرنسي في القرن التاسع عشر بدقة. لكنه أحيانًا يغرق في السرد الطويل الذي قد يبطئ من وتيرة الأحداث.
⛔ الفكرة: الفكرة التي تقوم عليها الرواية مبتكرة وتسبق عصرها. إنها تعكس بوضوح هوس الإنسان بالقوة واللذة، لكن دون أن تُغفل الجانب الفلسفي الذي يجعل القارئ يعيد التفكير في أولوياته.
⛔ اللغة: لغة الرواية مركّزة ومليئة بالرمزية، مما يجعلها تحتاج إلى قارئ صبور يقدّر التعمق في الأفكار.
سيأتي يوم ترقد فيه على الفراش، لا تطيق فيه احتمال الضوضاء ولا النور. تعيش في ظلام وسكون كأنك في قبر، وتتعذب بأوجاع لم يسمع بها أحد. فإذا أعياك فهم أسباب هذه الآلام، تذكر جيداً جميع الآلام الفظيعة التي بذرتها في حياة الناس وأنت تسلك طريقك! إن من يزرعون الحب يحصدون الحب. ومن يبذرون الحقد والكراهية، يحصدون الحقد والكراهية! هذا هو الانتقام والعدل الإلهي الذي يتغلب على عدالة البشر!
إن الذي باع حياته ليشتري مظاهر الدنيا خرج من هذا كله ليقنع في نهاية المطاف ببساط من عشب، ورقعة من سماء، وهدوء بين الحيوان والنبات بعيدا عن ضجة العمران وذلاقة العلم، وكل ما هو معقد وسخيف ومصطنع
أن المعرفة تجعلنا على الدوام في حالة توازن مستمر وهدوء نفسي لا يعكره اضطراب … أما الشهوات فأي متعة فيها لا تنقلب إلى مرارة وغم وندم؟
هنا في الرأس، الملايين الحقيقية التي لا تضيع ولا تسرق
أن الصحافة هي الدين الجديد للمجتمعات الحديثة … وأن السوقة والكهان في هذا الدين غير ملزمين بالاعتقاد والإيمان، فكل ما يطلب منهم هو التبشير والكلام. وكذلك الشعب غير ملزم بالتصديق، ويكتفى منه بالانقياد والاذعان
يضمرون نية الزعزعة لجميع القوانين التي تقوم عليها الحضارات، غير مقدرين حكمة الخالق في الجمع في الدنيا بين الخير والشر لينتج عن صراعهما المستمر تقدم الحياة والمجتمع
هكذا خلقنا الله لا نستكثر على ملذاتنا وشهواتنا أضعاف ما نبخل به على الضرورات
لا شيء يرضي المرأة مثل تحريك نفسها بالانفعال. فإذا لم تفلح في تحريك امرأة بالسرور واللذة، لا تتردد في تحريكها بالغضب. فذلك خير لك من أن تتركها فاترة معك
هناك نوعان من الشقاء، الشقاء الذي يسير ساخرا في الشوارع في الأسمال البالية، ولكن … يتمتعون بسعادة لا يعرفها أهل اليسار … رزقوا كنز القناعة بالقليل وعدم الاكتراث بالمطامع. ثم هناك شقاء المترفين الذي يتعلق بالمظاهر والكبرياء
لا شك أن الأديب الفرنسي #بلزاك كان بارعاً كفاية ليستقطب القارىء منذ مدخل الرواية، ظل عنصر التشويق ملازماً ولاهثاً بعمق القراءة.
في رواية#خاتم_سليمان برزت القدرة الخفية في تشكيل حياة شاب أراد الانتحار هرباً من هوان المجتمع والفاقة التي يعيش بها، فألقت له الأقدار طلسماً عجيباً يقال إنه من الشرق ويعود لعهد (سليمان الحكيم) على أن يحقق لهذا الشاب ما يريد من اصلاح نفسه.
من طلسم سليمان العجيب وفقر هذا الشاب استطاع الكاتب#أونريه_دي_بلزاك أن يقارن بمنوذج رائع جداً بين حياة الأثرياء ويأس الفقراء، وسيطرت الطبائع البشرية للحب والتملك على من هم أقل من طبقتهم، فنرى أن (الطمع) هم المحرك الحقيقي والخفي في هذه الرواية. والتي تنقص من القيمة الانسانية كلما تمسك المرء بها.
لكن ما جعل للرواية منحنى آخر أن لهذا الطلسم ثمن لتحقيق الأمنيات. وكان الثمن هو الانتقاص من أيام عمره. فهل يعيش هذا الشاب ويتوقف عن طموحاته وأمنيات؟ أم يستمر في متعته للحصول على كل ما يريد؟ ولا يخفى للقارئ العربي كيف للمترجم#صوفي_عبدالله أن يُبدع في صياغة مؤلفه#اونوريه_دي_بلزاك في جميع رواياته.
231 صفحة بترجمة صوفي عبدالله اعتقد بأنها مصرية من لغة الترجمة ذكرتني بأسلوب أدباء مصر في تعريب الأعمال الفرنسية ، اللغة بديعة ولا تتفاجئ عزيزي القارئ عندما تجد سعادة الماركيز رفاييل دي فالنتان المسيحي يستشهد بنص قرآني أو مثل عربي قديم . كأني اقرأ نص من التراث العربي .. بالنسبة للرواية مجملاً كانت رائعة وذات بعد نفسي وفلسفي شدتني القصة حتى انتهيت منها لمعرفة مصير بطلها البائس . وأنا أقرأ القصة استحضرت بعض الروايات المماثلة لها بالأدب الفرنسي الأوروبي عامة بتلك الفترة ( غادة الكاميليا وتحت ظلال الزيزفون ) ورائعة غوته ( آلام ڤرتر ) خصوصاً أنه اونوريه دي بلزاك ويوهان غوته عاشا لنفس الفترة ، الكسندر دوما الابن بعدهم بكم جيل تقريباً . تتناول القصة بطابع فانتازي وكوميديا إنسانية أحلام شاب فقير بالثراء وطموحه للحصول على قلب كونتيسة ولكن تحقيق أحلامه كان مرهون بشرط نقصان أيام عمره .. القصة مليئة بالحكم والاقتباسات الفلسفية التي تلامس الواقع بشدة . بالنسبة لي بلزاك أحد الكتاب اللذين طال انتظار القراءة لهم وكانت هذه البداية 🤍
رواية جميلة جداً خارجة عن المالوف ، بترجمة مدقنة زادتها جمالاً ، رواية فنتازيه خيالية ذات ابعاد فلسفيه وفكرية ، تتطرق لجوانب كثيرة بالحياة ، و تطرح على قارئها اسئلة كثيرة.. ماقيمة الحياة الماديه والمظاهر والزينه بكل اشكالها ، بدون التعاطف و الحب الصادق ، ماقيمة المظهر بدون الجوهر، و كيف للرغبة بالتملك والانانيه بأن تقود الانسان للتهلكه وتغمض عينيه عن قيمة الحياة الفعليه ، وتجعل غايته تبرر وسيلته اين كانت ، وكيف لادمان الغاية بأن تجعل سنوات حياة الانسان تتسرب منه ملاحقاً سراباً لا ينتهي متمثلاً بالمظاهر الكاذبه والغرور الزائف .. الذي يقود بلا شك للهلاك المؤكد.. ذكرتني هذه الرواية بـ " الامال الكبرى" لـ تشارلز ديكنز ، ولو انها اقل سوداويه في طرحها وتتجه للواقعيه أكثر ، نقاط التشابه تتمثل في شخصية " رافييل " و بيب" ، وشخصية "ستيلا" و " تيودورا" ، رواية أكثر من رائعه توجت بنهاية مجنونه مُخيفة ذات معاني عميقة.
رواية رمزية تتحدث عن الطمع والمظاهر الخادعة وكيف أن البعض لا يعي أن المال وحده لا يصنع السعادة، بطل الرواية (رفاييل دي فالنتان) الذي وصل لحافة الانتحار بعد أن يأس من حاجته وحبه الذي كان من طرف واحد لكن الصدفة تقوده لطلسم عجيب يمنحه ما يريد دون أن يخرق قوانين الطبيعة ولكن يكون ذلك مقابل أيام عمره.
الرسالة التي وصلتني من هذه الرواية أن الغنى لا يعني الكمال، والمال لا يصنع السعادة الأبدية، وأن المظاهر الزائفة لا بد وأن تزول يوماً لتظهر الحقيقة، وأن الإنسان الواعي لكل ذلك هو من يربح في النهاية يربح نفسه أولاً ثم الحياة السعيدة التي يتمتع فيها بالخيال والطموح والرغبة والإرادة والتمنى. من يملك المال والسلطة شخص محظوظ ولكن من يملك حياته هو الأوفر حظاً #اقتباس : "إن الحياة شيء ثمين لا يفرط فيه المرء بسهولة ولا يرهنه مهما كان الثمن".
تدور الرواية حول فكرة عميقة ومثيرة وهي تحقق الرغبات مقابل تقلص العمر، لتفتح سيل من الاسئلة الوجودية والتأملات الفلسفية ..
بدأت فيها بتطلعات وتوقعات مرتفعة، خاصة انها مصنفة ضمن الادب الفلسفي أو الفانتازيا الفلسفية، خابت هذه التوقعات وخفتت الوتيرة والدخول الحماسي لعدة اسباب..
وتيرة درامية غير ثابته، ارتفعت مرة او مرتين ظننت ان هذا الارتفاع سيستمر ولو أنه جاء متاخراً ولكن ما لبث أن عاد بي لمستوى اقل من سابقه..
إسهاب لم يرق لي في مواضع لا تستدعي ذلك، يبدو لي أن بلزاك اختار الطريق الطويلة والمتشعبة لإيصال فكرته، على حساب كثافة الفكرة وسلاسة السرد.
لا انكر وجود بعض اللمحات والجمالية فيها، خاصة استحضاري لبعض الاسئلة الفلسفية حول الرغبة والسلطة والقدرة، ولكن لم تكن كافية لتغطية احساسي بالملل في بعض مراحلها.. 3/5 ⭐️⭐️⭐️
اسم الكتاب : خاتم سليمان . عدد الصفحات : 231 صفحة . اسم الكاتب : أونوريه دي بلزاك .
هي رواية تدور أحداثها في باريس ، حيث المجنون السهرات والفسق والطمع والخوف والوحدة . تتحدث عن الشاب الكاتب الذي يجد " الفرا" او ما يمكن أن نطلق عليه مصباح علاء الدين السحري ، ليحقق له كل ما يتمنى لكن بثمن يدفعه من عمره ، ليقبل على الحياة بعد أن أراد الانتحار . نستمتع مع هذا الشاب بالقصص التي تحدث معه ، ليقع في حب فتاة أنانية من الممكن القول أنها من أسوأ أنواع البشر قبل أن يجد قطعة الفرا التي تحول حياته لما هو غير متوقع ، حبه لهذه الفتاة يجعله يجد الحب الحقيقي بولين التي يجد معها الراحة والصدق كانت شخصيتي المفضلة بصفاء سريرتها .
أقيم الرواية 3.5 من 5 نجمات يحتوي اقتباسات جميلة جدا 🧡
رواية جيدة .. تعطي انطباع كويس يشبه القصص العالمية حسيت بتشابه بين اسلوب الرواية وبين رواية البؤساء ، يمكن لان الاثنين ساخطين على المجتمع الفرنسي وطريقة تكوينه وانغماسه في الملذات
ممتع وسهل القراءة بس لا تتوقع احداث خطيرة او منعطفات درامية قوية .. قصة بسيطة متوقعة
كيف يخضع الإنسان تحت اعتقاده؟ هل صحيح أن للمرء ما يفكّر به؟ كيف ينتقل من مستوى إلى مستوى وينقلب من الأفضل إلى الأسوء؟ هل البلاء في الأموال أم في الأنفس البشرية؟ رواية تخوض في حقيقة معتقد الإنسان وكيف تتأثر حياته إثر اعتقاداته .
كتاب جميل يتكلم عن طمع النفس البشريه وكيف انه الطمع المبالغ فيه ممكن يؤدي الى تهلكه اشخاص وانه ممكن بعد تعب سنين يمكن يجيك الشي الي تحلم فيه وانه مو كل شي يجيك لازم يكون على طبق من ذهب، روايه فيها شخصيات جميله وعميقه وسرد رائع
(لو ملكتني ملكت الكل و لكن عمرك ملكي و اراد الله هكذا ، اطلب و ستنال مطلبك و لكن قس مطالبك على عمرك، و هي ها هنا فبكل مرامك استنزال ايامك ، اتريدني ، الله مجيبك …. امين)
رواية خاتم سليمان
او الاسم الاصح الجلد المسحور او الجلد السحري لكن تم تغيره باجتهاد المترجم
رواية من االادب الفرنسي كتبت سنة 1831م
تتحدث عن شاب سعى لتحقيق حلم والده ليكون محاميا و يفوز بقضية ارث والدته المستباح.. يفوز بهذا الطموح و يتوفى الاب تاركا ولده بفقر مدقع و على حافة الانتحار يدخل الشاب لمحل لبيع الانتيك لتمضية الوقت منتظرا الليل لينهي حياته الفقيرة فتتاح له بان يحصل على جلد حمار سحري يتقلص لقاء كل امنيه يتمناها و تتقلص معه حياة الشاب..
مداخلتي :
سيتمكن من مشاهدة العمر يتقلص واقعيا على تحفة جلد حمار فنية سحرية و يقترب من الموت كلما عاش .. لا اعلم هناك جدل في داخلي بين ان بيع ايام من الحياة لعيش الحياة التي نرغب لهي صفقة مربحة فما فائدة ان نعيش لعد الايام و شطب التواريخ بدون الشعور باننا نعيش حقا.. لكن الرواية اعمق من هذا… تتيح لك بان ترى العالم المادي من منظور اخر منظور التفاهة التي يحتويها من بذخ او تقتير في الاموال و المشاعر و الجنس… تربص الفقير بايقاع السيدة الثرية بحبه ، جوع الى اللذات و الامتلاك و السلطة الشغف الاندفاع نحو ماهو ممنوع و الذلة من اجله… كما ان الكاتب قلب الادوار فالذكورة و الانوثة مقلوبة فجعل الرجل الفقير يتربص بالسيدات الثريات و الكيد و المكائد تحاك من الرجال ليصل اليها …و احاديث الرجال عن طرق استمالة المراة ليستمدوا منها القوة و السلطة.. من جانب اخر اثر في الحديث عن صعود الفاشلين عبر الترويج لانفسهم و الحديث عن اعمال انجزوها لم يرها احد فنحن نعيش في عصر مادي بحت يقوم على الترويج و الخداع ، و الشخص الناجح لم يعد بمقدوه التنافس بالعرض لانشغاله بتطوير نفسه و الانجاز فابتعد عن الاضواء رافعا راية اعمالي تتكلم عني لتسقط رايته سريعا و تحل محلها (مجهول الهوية و النسب ) و ان المكان لمن يفقه الترويج لاعماله التي لم يرها احد…
( يجب أن تختلط بالناس لتعودهم النطق باسمك، فهذا هو السبيل الوحيد إلى الشهرة والنجاح ليس المهم أن تعمل شيئًا خارقا، بل المهم أن توهمهم أنك تصنع الخوارق. هذه هي طريقتي يا عزيزي. ولهذا تشقى أنت وتنصب ولا تصل إلى شيء. وألهو أنا وألعب وأصل إلى كل شيء، أختلط بالناس وأبدو أمامهم وجيها مستغنيًا، وأتحدث دائما عن كتب لم أقرأها ومؤلفات أتممت تدبيجها ولم ير أحد منها شيئًا. ويصدقني البلهاء لأني أتكلم بلهجة الواثق وأمتدح نفسي غير منتظر من أحد أن يتكرم بذلك. أنا أكبر داعية لعبقريتي التي تنحصر في إتقان الدعاية لنفسي. وبذلك أنفق عن سعة وأستدين وأجد ما أسدد به ديوني. فرأس مالي هو معرفتي بالناس ومظهري المنتفخ. وبهذا أيها العزيز أجد دائما من يضمنني لأن إفلاسي فيه إساءة للأوساط التي جعلت نفسي نجما من نجومها. فتنهال علي عضوية الشركات ومراكز الشرف في النوادي، وأجد عروضا للزواج من أرامل ذوات ثروات يضعنها تحت أقدامي حبا في مظهري الاجتماعي…)
(…فاعلم أيها الصديق أن الصحافة هي الدين الجديد للمجتمعات الحديثة، مع تعديل جديد في مفهوم الدين والتدين. - وما هو ؟ - أن السوقة والكهان في هذا الدين غير ملزمين بالاعتقاد والإيمان، فكل ما يطلب منهم هو التبشير والكلام. وكذلك الشعب غير ملزم بالتصديق، ويكتفى منه بالانقياد والإذعان) الكاتب اجاد بمزج الواقعية مع لمسة سحرية صغيرة..فأماني الشاب لم تكن تحقق من مارد او تتحقق بشكل سحري خيالي.. و انما جعل جهده ذو حظ ليرى و تسير الامور بتدابير واقعية لنقل انها كانت تفتح له الابواب بعد ان يمضي جاهدا لها.