Ahmed Marzouqi ضابط مغربي سابق، من مواليد قرية بوعجول شمال مدينة فاس بالمغرب سنة 1947. التحق بالأكاديمية العسكرية وتخرج منها عام 1969 برتبة ملازم ثان، قضى عاما بعد تخرجه في فوج المشاة ثم التحق كمدرس ومدرب في مدرسة أهرمومو العسكرية التي تقع شرق مدينة فاس.
وفي العاشر من يوليو/تموز 1971 وجد نفسه مع كافة منتسبي مدرسة أهرمومو متورطا في محاولة انقلابية كان يقودها قائد المدرسة آنذاك الكولونيل أمحمد أعبابو ضد ملك المغرب الحسن الثاني، وقد عرفت هذه المحاولة تاريخيا باسم محاولة انقلاب الصخيرات، وبعد فشل المحاولة ومقتل كثير من المشاركين فيها حوكم المرزوقي عسكريا مع الناجين من زملائه وحكم عليه بالسجن، قضى عشرين عاما، حيث رُحّل بعد عامين مع كثير من زملائه من السجن العسكري إلى معتقل تزمامارت الرهيب ليقضي فيه 18 عاما. أفرج عنه في 15 أكتوبر 1991.
مجموعة قصصية من النوع القصير حكيمة المقصد بسيطة الأسلوب مغربية المناخ
لكن ما أدهشني هو ما يمتلك أحمد المرزوقي الذي دُفن ظلما و عدوانا لمدّة 18 سنة في قبر تزمامارت و في ظروف أشدّ قسوة من الحجارة و مع ذلك استطاع أن يحافظ على حسه الفكاهي الرائع و دعابته النادرة رغم أنوف الجبابرة
قرأت الكتاب من أوله إلى آخره وأنا أبحث عن هذه المحنة التي يتحدث عنها الكاتب، وجعلها عنوان مجموعته القصصية، فلم أجد لهذه المحنة ولا لهذا الفراغ وجودا جليا واضحا، إلا من إشارات نقرؤها بين السطور في حياة شخصيات تعيش على الهامش، وكانت المحنة أحد تجليات الفراغ الذي يعيشونه مع أنفسهم والآخرين.
إن الكاتب حاول أن يجمع بين هذه الشخصيات الشعبية البسيطة في عقد متفرد من المعاناة والمحن التي تتوارى خلف ستارات قاتمة من ضنك العيش وقسوة الحياة.
ولا شك أن الكاتب وهو يخبرنا بوجع تلك الشخصيات، كان يريد لنا أن نبحث في أنفسنا عن الإنسان الذي ينبغي أن يرحم أخاه الإنسان، ويخفف عنه أوجاعه ومصائبه، ويكون له المساند والمعين.
" محنة الفراغ " هي صرخة لأناس يعيشون في ظل المجتمع، ويعانون في الظل، ويموتون في الظل. هي محنة لا تتحدث عنها الصحف ووسائل الإعلام، محنة استطاع الكاتب أن يبرزها للوجود في هذا الكتاب على شكل مجموعة قصصية صاغها في قالب أدبي جميل امتزجت فيه السخرية بالمعاناة، لكن بلغة عربية فصيحة وأنيقة.
يعود أحمد المرزوقي، ليستكمل مسيرة التوثيق لسيرته الذاتية، عبر كتاب جديد، عنونه بـ"محنة الفراغ"، بعدما كان قد دون شهادته الصادمة عن سنوات الرصاص، في روايته "الزنزانة رقم 10".
الكتاب الجديد الصادر عن دار طارق للنشر، هو مجموعة من القصص القصيرة، تروي أحداث متفرقة من سيرة السي أحمد بعد الإفراج عنه، قدم له الكاتب المغربي أحمد بوزفور بقوله: " ليست فقط مجموعة قصصية، إنها أرخبيل قصصي، يتميز بتنوع موضوعاته وبأصالة التجربة، وفوق ذلك بلغته العربية الجميلة والدقيقة والموظفة جيدا، ببناء قصصي محكم يهتم بالشكل القصصي و ليس بالعبارة القصصية فقط".
أحمد المرزوقي هو أحد الناجين من جحيم تزممارت، تعرض للاعتقال القسري غداة أحداث الصخيرات، حكم عليه بخمس سنوات سجنا، لكنه قضى أزيد من 20 سنة، منها 18 سنة في معتقل تزممارت. أفرج عنه مع ما تبقى من رفاقه الأحياء سنة 1991، وكان قد نشر له الكتاب الشهير "تزممارت الزنزانة رقم 10" سنة 2000، وحقق نجاحاً منقطع النظير.
ترجم المرزوقي إلى العربية كتاب "الممر" للصحفي الراحل عبد الفتاح الفاكهاني، وكتاب "متهم حتى تثبت إدانته" للصحفي خالد الجامعي، إضافة إلى مقالات أخرى.
Mediocre books like these serve the same purpose as bed-time recollections; when you're having an incredibly fun day, it's best to reach for them to calm yourself down so that you don't hit rock bottom later.
كتاب جيد يأخذك إلى زمن القصص والحكايات ذات المعنى العميق. مكتوب بأسلوب ممتع وشيق يكشف عن فلسفة الكاتب في الحياة، وهي ثمرة تجاربه المتنوعة وحبه الدائم للقصص الاجتماعية بما تحمله من دروس وعبر.
أعجبني الاسلوب الكتابي كثيرا. اريد قراءة المزيد من الكتب لهادا الكاتب و الكتب المشابه له.