تعيش الأجيال حالة ديناميكية لا تتوقف من الصراع ثم التعايش ثم التكيف مع العادات المستحدثة ولكن تبقى تلقائية الانسان العادي في الحياة اليومية خير وسيلة لنشر قيم الثقة والانجاز والايثار والتسامح وتقبل الآخرين.
مؤرخ وباحث اجتماع سعودي، مهتم برصد تحولات المجتمع وتوثيق تاريخ الجزيرة العربية وقبائلها، إضافة إلى جهوده في تحقيق كتب التراث وكتابة سير عدد من الأعلام في المملكة العربية السعودية. صدر له مجموعة من المؤلفات من بينها (النخب النسائية الإسلامية في السعودية 1744 - 2017)، وكتاب (طباعة الكتب ووقفها عند الملك عبد العزيز).
بحث ممتاز لكن يعيبه عدم التعمق في عادات المجتمع و مسبباتها. كتاب مناسب لمن يريد التعرف على العادات السعودية خصوصًا لغير السعوديين، لكن للأسف لم يقدم الكثير و لم يشفي غليل فضولي بل كان مجرد تعريف موجز عن كثير من عادات جيل الأجداد إلى عادات جيل الأحفاد و ما تغير بينهما.
لابأس به. امتاز ان الأفكار العامة للكتابة مترابطة، لكنها اشبه بمسودة من كتاب. لا يوجد نسق موحد في التحليل او التوثيق للإحالات في الكتاب وفيه كثير من اقتباس الافكار من كتب اخرى واسقاطها على النمط السعودي مباشرة ولو كان هذا موجه للقارء الغربي لربما كان أكثر إفادة. كأني أقرأ كتاب غربي مترجم . بدهيات ولكن كثر الإنشاء فيه
تعيش الاجيال حالة ديناميكية لاتتوقف من الصراع ثم التعايش ثم التكيف مع العادات المستحدثة، ولكن تبقى تلقائية الانسان العادي في الحياة اليومية وتكثيف الدراسات على عاداته وتقاليده ،وتقديم رموز المجتمع من داخل عاداته ومن تاريخه القريب ؛ خير وسيلة لنشر قيم: القيم، الانجاز ، الايثار. من هذا المنطلق تبدأ مقدمة كتاب الذاكرة الشعبية -قراءة اجتماعية لمصادر الوعي التاريخي المحلي والمنتج الثقافي في الحياة اليومية للمجتمع السعودي- والذي يستعرض عدة مواضيع تعنى بثقافة المجتمع النجدي في الحياة اليومية فاستهل الكاتب بحديث عن الثقافة الشعبية والهوية والمجتمع يشرح فيها الكاتب مفاهيمها والمواضيع المتعلقة بها بشكل موجز ، ثم ينتقل للحديث عن تحولات الهوية المحلية حيث وصف الكاتب ان للهوية مسيرة حياة تتعرض للتقلبات ولها عدة مسارات بين التاريخ والثقافة واللغة والدين ، كما انها تمتاز بأنها ملجأ يقي من التحديات وملاذ من الضياع الاجتماعي. ينتقل بعدها الكاتب للحديث عن العمق التاريخي والاجتماعي السعودي وفي هذه الجزئية يتطرق الكاتب لما يسمى بالهابيتوس السعودي وذلك بالاستعانة بنظرية الهابيتوس الاجتماعية، ثم انتقل بعدها للحديث عن تحولات منظومة القيم في المجتمع السعودي. بعد ذلك بدأ الحديث عن المضامين الاجتماعية في الجسد وفي هذه الجزئية سلط الكاتب الضوء على بعض الممارسات اليومية وذكر التحولات القيمية من خلالها كالمسافات بين الأشخاص في فضاء الحياة اليومية . وصولاً الى الترفيه والسياحة في الثقافة المحلية التي تعد ضمن التراث الغير المادي ، ذكر فيها الكاتب أهمية دراسة مواسم الترفيه والسياحة لارتباطها بممارسات اجتماعية واقتصادية لكل موسم. واخيراً يتحدث الكاتب عن الطعام بين صناعة الثقافة والتمايز الاجتماعي ، والذي تطرق فيه عن الطقوس الثقافية في القهوة العربية ، الخبز،النخلة في الحياة اليومية . قدم لنا الكاتب د.عبدالرحمن الشقير في هذا الكتاب رحلة تاريخية ممتعة وموجزة للذاكرة الشعبية للمجتمع السعودي -النجدي خاصة- من وجهة نظر اجتماعية عبر تسليط الضوء على عادات يومية بطريقة سلسة وممتعة تصل للقارئ المُطلع والباحث ،كما يمكن ان يكون الكتاب مدخلاً للبحوث الاجتماعية والانثروبولوجية في المجتمع السعودي لتسليطه الضوء على مضامين ثقافية واجتماعية هامة.
الكتاب يعتبر صورة بانورامية لأهم مظاهر ورمزيات الحياة السعودية مثل القهوة والنخلة والمكشات، يساعد في فهم كيفية اكتساب هذه الأشياء لمعانيها وفهم الحراك الاجتماعي السعودي ويمكن أن يكون ملهم للباحثين في علم الاجتماع المهتمين باستشراف المستقبل وصناعة شخصية الإنسان السعودي المتصل بماضيه والمتطلع للمستقبل .. استمتعت بقراءته كتاب خفيف سهل القراءة أنصح به بشدة.
فُجئت بكتابة الدكتور الشقير وبمستوى الكتاب إذ ظننت أنه بحكم ما شاهدت من لقاءات سيكون رصينا منهجيا بحكم تخصصه في علم اجتماع المعرفة وكثرة حديثه عنه. ولكن ليس كل من يحسن الحديث يحسن الكتابة، رغم أني أتوقع ذلك بداهة من كل حامل شهادة دكتوراة. أخبرني صديق أن الفئة المستهدفة لمطالعة الكتاب حكمت أسلوب كتابته، وقد يبدو ذلك منطقيا إلا أنه غير مقنع لي، فالمراد إعطاء القارئ تجربة ثرية مع نوع من المنهج والكتابة المحكمة. ولكن ما وجدته كان كتابة تشبه الحديث في تشعبها، أو تشبه مقالات الصحف التي شاعت لدينا فترة طويلة واظتها ما زالت باقية. الموضوعات التي طرحها مهمة ولا تخلو من معلومات مهمة غير أن المقالات نفسها كانت أشبه بتعريجة سريعة مع توصيات جيدة لكن دون تحليل دون عرض يليق بخبير ويجعل القارئ يخرج بنفس وبفائدة من عالم اجتماع.
"يوجد في المملكة خمس هويات صاعده بنسب متفاوتة هي الهويات الدينية والوطنية والمناطقية والقبلية والفردانية"
"وذلك لأن المجتمع يصعب عليه القطيعة المعرفية مع تاريخه وتراثه"
"إذ نلحظ انضباطية كبيرة في الصف للصلاة تتمثل في التراص الدقيق بالأجساد وتوحيد الصفوف وذلك لوجود نصوص دينية مترسخة في اللاوعي الجمعي"
"من أهم التحولات القيمية في الحيز الاجتماعي أيضا إيجاد قيم جديدة للحيز بعد توسيع مجالات المرأة في الفضاءات العامة بحيث تكون متقبلة ولكنها تفترض عدم وجود حميميه وخاصة اللقاءات العابرة مثل الانتظام في صف واحد طابور أو الحفلات الفنية والمهرجانات في الأماكن المفتوحة مما آداب الحيز الاجتماعي وصار من المسموح به أن تقف الفتاة بجانب الشاب سواء كان زميلا ام غريبا بمسافة تصل إلى 30 سم واقل وهي مسافة تقل كثيرا عن المسافة المتعارف عليها قبل سنوات كما صار من المتعارف عليه التحدث وجها لوجه بعدما كانت التقاليد الاجتماعية تطلب من الشاب أن يتحدث إلى المرأة وهو ينظر الى الارض ويبدو ان ازدياد ظاهرة كشف وجه المرأة وتغيير العباءات من السوداء إلى استخدام الوان متنوعه ومفتوحه من الامام كما هو الحال في مشالح الرجال الرسميه قد أسهم في تغيير الصورة النمطية عن المرأة"
"لقد أتاح تصميم سيارات قادمة من مصانع شرق آسيا صغيرة الحجم وخفيفة الوزن ورخيصة السعر فرصه ضخمة لتمكين الأسر من الطبقات المتوسطه والفقيره الى امتلاك سيارات بسهوله وصار بإمكان كل شاب يبلغ من العمر 17 سنة تقريبا ان تكون له سيارته الخاصة به بعد أن كانت الأسرة تشترك في سياره او سيارتين وقد ملئوا بها الحيز الاجتماعي بشكل غير مسبوق وهذا يضاعف من كمية اختراق الحيز السمعي والبصري في الشوارع ويبدو أن سهولة امتلاك السيارات دون امتلاك القيم المرورية والاجتماعية التي صنعت من أجلها يعد احد ابرز اسباب سوء استخدامها"
"وذلك لأن صدر المجلس لم يعد من الموارد الشحيحة التي يتنافس عليها الناس نظرا لأن وعي الناس قد ارتفع ولم يعد مكان الجلوس معيارا المكانة الاجتماعية"
أزمة التجانس بين المركز الاجتماعي والمكانة الاجتماعية
"زمن الصحوة شهد استحواذا كبيرا لشباب الصحوة على صدر المجالس"
"لأن كراسيها خشبيه طويله وجلساتها مصنوعة من الحبال المتينة وتشبه المركاز في الحجاز فإذا تفرق الناس يؤجر الكرسي الواحد آنذاك بريال او ريالين لأغراض نوم الزبون ويتسلم عامل المقهى حقه مقابل بطانية ووسادة وتنتهي المدة بطلوع الشمس لأن النوم كان في الهواء اذا كان الجو لطيفا كما كانت فنادق البتراء الواقعة وسط البلد تستخدم سطوحها ومقاهي"