مع توزع الفنانين والممارسين الثقافيين السوريين في أرجاء العالم، يبدو أن العلاقة مع مدنهم السورية التي غادروها أو قرروا البقاء فيها، ظلت جوهرية وأساسية، ولكنها انتقلت إلى مستويات أخرى من الألم والأمل، والتي تنوس بين مطرقة الشوق والحنين والفقد، وسندان الغضب واليتم وقطع الجذور. استوطن السوريون خلال السنوات السبعة الماضية مدنًا جديدة. بدؤوا خلال ذلك رحلة بحثٍ عن مدنهم القديمة، استقروا في بيوت جديدة، عاشوا وأقاموا فيها لفتراتٍ قصيرة، ساروا على أرصفة جديدة، أو أعادوا اكتشاف الأرصفة القديمة، ثم أعادوا تعريفها واكتشافها في مدن ومقرات جديدة، حاولوا ابتكار دمشق، درعا، حمص، اللاذقية، طرطوس، مصياف، ودير الزور خاصتهم في مدن جديدة، وحاولوا رسم خرائط جديدة لهم فيها، وأعادوا ابتكار المدينة بين القاهرة، بيروت، إسطنبول، برلين، باريس، ومدن أخرى.
حسن داوود — روائي لبناني، مواليد بيروت 1950. حاز شهادة الكفاءة في الأدب العربي من كليّة التربية، الجامعة اللبنانية. عمل في الصحافة الأدبية في السفير التي أدار تحرير ملحقها الأسبوعي، وفي الحياة (-1988 1999)، كما في المستقبل التي رأَسَ تحرير ملحقها الثقافي «نوافذ» (1999-2012).
صدرت له مجموعات قصصية وأعمال روائية من بينها «بناية ماتيلد» (1983)، «غناء البطريق» (1998) التي حازت جائزة المنتدى الثقافي اللبناني في فرنسا، «مئة وثمانون غروباً» التي مُنحت جائزة المتوسط الإيطالية (2009)، و«لا طريق إلى الجنّة» التي نالت جائزة نجيب محفوظ للرواية العربية (2015). وقد تُرجمت رواياته إلى لغات عدّة.