إنَّ التاريخَ بحاجةٍ إلى نظرةٍ مَوْضوعيَّةٍ مُتجرِّدةٍ بعيدةٍ عَنِ النُّصوصِ المُعلَّبةِ التي تَضعُه في إطارٍ واحِد؛ إطارٍ كهنوتيٍّ لا يَصحُّ الحَيْدُ عَنه، أو التفكيرُ خارجَ دائرتِه، لكَيْ نَصلَ إلى قراءةٍ عَقلانيةٍ نستطيعُ بها فَهمَ الأحداثِ التي شكَّلتْ ثَقافتَنا، وبُنِيَ عليها تُراثُنا. بهذا المنهجِ يُناقِشُ الدكتورُ «سيد القمني» دورَ البيتِ الهاشِميِّ في التمهيدِ لتأسيسِ الدولةِ الإسلاميةِ على يدِ النبيِّ محمَّد، ويَرصدُ ما كانَ لَدَيهم من تطلُّعاتٍ ليَكُونوا أصحابَ حُكمٍ ورِئاسة؛ ويناقشُ أيضًا دورَ مركزِ مكةَ التجاريِّ في دعْمِ تلك التطلُّعات، مُتتبِّعًا مراحلَ هذا البناءِ من بدايتِه كحُلْم، إلى تنفيذِ التخطيطِ الهاشميِّ ودعْمِ الدَّعوةِ الجَدِيدة، إلى التعصُّبِ لابنِ عُمومتِهم ونَصْرِه، وإرساءِ قواعدِ الدولةِ الإسلاميةِ الناشِئة.
سيد القمني من مواليد 13 مارس 1947 بمدينة الواسطى في محافظة بني سويف، معظم أعماله الأكاديمية تناولت منطقة شائكة في التاريخ الإسلامي. البعض يعتبره باحثاً في التاريخ الإسلامي من وجهة نظر ماركسية والبعض الآخر يعتبره صاحب أفكار اتسمت بالجرأة في تصديه للفكر الذي تؤمن به جماعات الإسلام السياسي، بينما يعتبر السيد القمني نفسه وعلى لسانه من على قناة الجزيرة الفضائية إنه إنسان يتبع فكر المعتزلة. وصفه الكثيرون بانه مرتد أو بوق من أبواق الولايات المتحدة لتشابه وجهة نظره مع نظرة الإدارة الأمريكية في ضرورة تغيير المناهج الدينية الإسلامية وخاصة في السعودية علماً أن القمني وعلى لسانه كان ينادي بهذا التغيير لعقود سبقت الدعوة الأمريكية الحديثة التي نشأت عقب أحداث 11 سبتمبر 2001.
انتقده الكثيرون لاستناده على مصادر معترف بها من الأزهر فقط، حاول في كتبه مثل الحزب الهاشمي الذي بيعت 40،000 نسخة منه حتى قبل أن يطبع والدولة المحمدية وحروب دولة الرسول أن يظهر دور العامل السياسي في اتخاذ القرار الديني في التاريخ الإسلامي المبكر بينما يظهر في كتابه النبي إبراهيم تحليلات علمانية لقصص الأنبياء الأولين. أشهر مؤلفاته «رب هذا الزمان» 1997، الذي صادره مجمع بحوث الازهر حينها وأخضع كاتبه لاستجواب في نيابة أمن الدولة العليا، حول معاني «الارتداد» المتضمَّنة فيه.
تصاعدت لهجة مقالات القمني ضد الإسلام السياسي وكان أكثر هذه المقالات حدّة ذاك الذي كتبه على أثر تفجيرات طابا في أكتوبر 2004. وكان عنوانه: «إنها مصرنا يا كلاب جهنم!»، هاجم فيه شيوخ ومدنيي الإسلام السياسي، وكتب: «أم نحن ولاية ضمن أمة لها خليفة متنكّر في صورة القرضاوي أو في شكل هويدي تتدخل في شؤون كل دولة يعيش فيها مسلم بالكراهية والفساد والدمار، ويؤكد وجوده كسلطة لأمة خفية نحن ضمنها». بعد هذا المقال، تلقى القمني العديد من التهديدات. إلى أن أتى التهديد الأخير باسم «أبو جهاد القعقاع» من «تنظيم الجهاد المصري»، يطالبه فيه بالعودة عن أفكاره وإلا تعرّض للقتل، فقد أهدر دمه ففي 17 يونيو 2005 أصدر تنظيم القاعدة في العراق رسالة تهديد وتم نشر رسالة التهديد على موقع عربي ليبرالي على الإنترنت تسمي نفسها شفاف الشرق الأوسط. على الأثر كتبَ سيد القمني رسالة بعثها إلى وسائل الإعلام والى مجلته روز اليوسف، يعلن فيها توبته عن أفكاره السابقة وعزمه على اعتزال الكتابة، صوناً لحياته وحياة عياله. استقالة القمني الذي عبر عنها بقوله وبهذا اعلن استقالتي ليس من القلم وحسب، بل ومن الفكر أيضاً.
قرر القمني وحسب تعبيره ان يكون جنديا من نوع آخر وان يضع يده على جوهر وجذر المشكلة والتي لم تكن مشكلة إخفاق عسكري وحسب بل كانت حسب رأي القمني متأصلة في الإطار الفكري الإسلامي وليس في الإطار الفكري العروبي وفي خطوته الأولى نحو هدفه اعلن رفضه لفكرة ان الموروث الثقافي العربي يبدأ مع بدء الرسالة الإسلامية بل إنه مجموعة من التراكمات الثقافية و الحضارية لشعوب كانت في منطقة الشرق الأوسط قبل وبعد ظهور الإسلام، وانه من المستحيل لثقافة أو حضارة أن تتكون من نقطة إبتداء محددة معلومة، وأن تفكير البعض أن الثقافة العربية بدأت مع بدء الوحي أمر غير منطقي يجعل الإنسان يتصور بأنه لم يكن هناك أي دور للحضارات و الشعوب و الديانات والعوامل السياسية التي سبقت الإسلام في الصياغة والإعداد لظهور الإسلام.
في بحث سياسي اجتماعي تاريخي ينقب القمني في النصوص و يقلب ما خفي من المعاني و ما بطن من الأحداث ليؤلف رؤية متكاملة تلقي الضوء عن طرف من الأحداث بغض النظر عن صحة تلك الرؤية أم لا الا انها تفسر الكثير من الأحداث التاريخية الغامضة في التاريخ و خصوصا فترة ما قبل البعثة
يبدأ بأصول قريش و الصراع عليها بين خزاعة و جرهم و اللحظة التاريخية التي يسيطر فيها قصي بن كلاب علي مكة و يجمع كل الشرف و المجد له و لأولاده ثم الصراع بعد وفاته بين عبد مناف و عبد الدار كأصل لصراع هاشمي أموي ممتد حتى اليوم في صورة صراع سني شيعي سواء لمن عرف أو من غيبت عنه الحقيقة.
النقطة الخلافية هي الطموح إلى الدولة و إلى السيطرة على العرب و التي امتدت بعد ذلك لتشمل العجم و بنو الأصفر من الروم و العالم أجمع في بعض الأوقات.
لا ينسب القمني في هذا الكتاب للنبي أي شيء من التآمر على إنشاء الدولة و السعي الدنيوي للسيطرة على عكس ما أشاع مهاجموه بل يحلل مقدمات و إرهاصات النبوة عند العرب بما تركوا من أثار في التاريخ و في أشعارهم و سير عظمائهم.
أدرج الكاتب في البداية بعض النقد لكتابه من المعسكر الأخر و كان أجدر به أن يؤخرها لنهاية الكتاب حتى لا تسرق قناعاتك كقارئ من قبل تكوينها و أنصحك بتأجيلها للنهاية.
الكتاب بسيط و سهل و به وجهة نظر جديرة بالمزيد من البحث و الاطلاع.
قبل الشروع في عرض الكتاب .. ! حقاً يبعث على الحزن أن أغلب جيلنا من القراء يمارسون نوعاً من القولبة يحسدون عليه ، وهو ليس إلا من صميم الاستسهال إذ وكأن لسان الحال يقول لماذا أقرأ عن شيء إذا كان من الممكن أن أنتهي إلى نقده .. ! واجب علينا إصلاح هذه الفجوة ببناء ثقافة حقيقية مبنية على الاجتهاد وبذل العرق بدلاً من تجاوز الفقرات وقراءة المقتطفات في مواضيع لا يجوز فيها سوى التدقيق والتمحيص ..
عن الكتاب ..
الكتاب تجربة مختلفة حقاً ،عوضاً عن وضع الحوادث التاريخية في إطار أرثوذكسي ، حقاً لن يسمن ولن يغني ولم يعد قابلاً على الإفادة التاريخية ، وضعها في إطارها التاريخي مستخدماً أدوات قرائية لم يعتدها القاريء العربي ، طبعاً لتأخر التنوير قروناً للأسف ! ، وأدوات بحثية علمية لم يبعد بها قيد أنملة عن الإنصاف .. ، حتى وإذا اختلفت حول التصور في نقاط بعينها ..
الكتاب مهم جداً ، لن تخسر مؤكداً حال قراءته ، وسنرى فعلاً أنه ممكن الإفادة من التراث بصورة واقعية وليست مثالية طوباوية مستعصية على التحقيق ..
سيد القمني لا أتذكر أنني سمعت هذا الاسم قبل هذا الشهر وكانت بداية المعرفة هى منشور لاحد الاصدقاء يضع فيه رابط لمناظرة بينه وبين الدكتور عبد الوهاب المسيري شاهدت المناظرة بعد ذلك بيومين اذ أنني شعرت وقتها بأنني بحاجة لفعل شئ جديد وما ساعد علي ذلك هو ان مدة المناظرة لم تكن كبيرة فهي حوالي 45 دقيقة يمكن مشاهدتها من هنا
شدني الحوار الذي انصبت فكرته حول السؤال الذي طرحه دكتور فيصل القاسم "هل الدول العربية بحاجة للعلمانية كنظام سياسي واجتماعي فى ظل حالة التفكك" ويجب الأخذ بالنظر هنا ان حالة التفكك التي كان يتم الحوار بناءاٌ علي خلفيتها هي تفكك الدولة اللبنانية والاحداث الطائفية والعدوان الصهيوني وكذلك الغزو الامريكي للعراق بدأ فيصل القاسم تحديداٌ كلامه حول ادعاءات البعض بأن العلمانية هي الحل "أليست العلمانية هي الحل الأمثل لتخليص العالم العربي من أمراضه الطائفية والعرقية والمذهبية؟ أليست المنقذ الوحيد للبلاد العربية التي يتهددها شبح التقسيم المذهبي؟ أليس الدين عامل تفرقة وتفتيت؟ يتساءل آخر، هل كانت الطوائف والمذاهب لتتصارع وتتقاتل كما في العراق ولبنان لو كان النظام علماني يقوم على مبدأ المواطنة لا الطائفية أو القبلية أو العشيرة؟ ألم تذوب الهند تناقضاتها وصراعاتها الطائفية والعرقية بالعلمانية وأصبحت قوة صاعدة؟ ألم تنشأ العلمانية في الغرب أصلا كعلاج لمعضلة التمزق المذهبي والديني؟ هل يعقل أن يتحكم أصحاب العمائم السوداء بالشعب العراقي في القرن الحادي والعشرين؟ ألا يحكم العراق على أساس كهنوتي؟ ألا يتحكم تجار الطائفية برقاب الشعب اللبناني؟ أيهما أفضل لبعض الدول العربية نظام طائفي قمعي ضد قطاع واسع من أبناء الشعب أم نظام علماني ديمقراطي يحتوي الجميع ويذوب الفروقات لصالح الدولة الوطنية؟ لكن في المقابل ألم يكن النظام العراقي السابق مثلا علمانيا تتعايش في ظله كل المذاهب والطوائف والأعراق حتى جاء الغزو الأميركي فضرب الطوائف ببعضها البعض على مبدأ فرق تسد؟ أليس التصارع العرقي والمذهبي في المنطقة نتيجة للاستعمار الأميركي الجديد وليس لغياب النظام العلماني؟ ألسنا بصدد ألاعيب سياسية قذرة تستخدم الناس ضد بعضهم البعض ولا علاقة لها بالدين أبدا؟ أليس في لبنان نظام علماني منذ عشرات السنين أصلا؟ ألا تزدهر الطائفية في ظل العلمانية المزعومة؟ ألا يمكن لأميركا نفسها أن تتفسخ إلى ملل وتحل متصارعة لو أنها تعرضت لما تعرض له العراق ولبنان من تحريض مذهبي وطائفي قبيح؟ أليس من الإجحاف اتهام الدين بالتفريق بين الشعوب؟ ألم يحقق المسلمون حضارة عظمى في يوم من الأيام في ظل الإسلام؟ ثم كيف نتحسر على غياب النظام العلماني في العالم العربي إذا كان معظم الأنظمة العربية ذات طبيعة علمانية؟ أليست الحكومات العلمانية المزعومة مسؤولة عن حالة التشرذم والتصارع المذهبي والطائفي بسبب سياساتها الطائفية والمذهبية البغيضة؟"
كانت تلك هي البداية للحلقة وهي تقليدية ومبدعة كالعادة اذ انه وضع اطاراٌ عاماٌ للحوار وبعيداٌ عن المناظرة نفسها اذ انها ليست ذات صلة مباشرة بالكتاب لكنها تحمل الكثير من خلاصة فكر الدكتور سيد القمني لذا أردت تقديمها لأنني ساستعين بها فى نقد المشروع الفكري المهلهل من وجهة نظري للدكتور سيد القمني
تقوم أطروحة الكتاب التي قدمها القمني علي ما يمكن تلخيصه فى تلك النقاط
1- الإسلام ما هو إلا صراع هاشمي أموي قبل البعثة الإسلامية.هكذا توصل الباحث القدير سيد القمني بسبب صراع على الثريد بين هاشم بن عبد مناف وأمية بن عبد شمس بن عبد مناف فغضب أمية ونال من هاشم ومن ثم نشأ “الحزب الهاشمي” في مواجهة صراع بني أمية . ولأن عبد المطلب تربى في يثرب حيث التاريخ الديني يتواتر في مقدسات اليهود ، فقد أتى من يثرب إلى مكة بالمشروع اليهودي لتحقيق أهداف حزبه الهاشمي الذي يهدف لتحقيق وحدة سياسية بين عرب الجزيرة تكون عاصمتها مكة وقائدها نبي من البيت الهاشمي وبناء على نصيحة يهودي زوج ابنه عبد الله من بني زهره وهكذا تحول الصراع الهاشمي الأموي من صراع ساذج على إطعام قريش الثريد إلى اختراع الإسلام ويستشهد بعبارة ينسبها لعبد المطلب "إذا أراد الله إنشاء دولة , خلق لها مثل هؤلاء" وعند مراجعة مصدر هذه الجملة بالتحديد فانك ستجد ان اول مصدر ذكرها تقريباٌ هو كتاب للكاتبة أبكار السقاف بعنوان نحو أفاق أوسع
2- السيدة خديجة تزوجها النبي لتحقيق الأمان المالي بعد خداع والدها وتغييبه عن الوعي بالخمر لانتزاع موافقته !! وبعد تحقيق الأمان المالي بدأ الحفيد (محمد) يتابع خطوات جده لتحقيق النبوة بالوحي. وهي خطوات قادته إلى سرقة أشعار أمية بن أبي الصلت وادعاء أنها وحي الله إليه إلى آخر هذا الهراء
طرح الكاتب أيضاٌ أفكاراٌ اخري لكنني وجدت ان هذا الكتاب يدور حول محاولة اثبات ان الاسلام ما هو الا جذور معركة علي المصالح بين القبائل العربية وكانت محاولة من بني هاشم للسيطرة علي الجزيرة العربية علي شكل مؤامرة نسجها ببراعة الدكتور القمني لدرجة أنني أشعر ان البروتوكولات الصهيونية تبدو بجوار عبقرية بني هاشم وتحديداٌ عبد المطلب فى التخطيط للمؤامرة تبدو لعبة أطفال من العصر الحجري لا يمكني أن أستكمل كامل المراجعة فى نقد موضوع الكتاب فقط لأن سذاجة هذا التفكير واضحة ولا تحتاج الي تضييع الكثير من الوقت معها يكفي مثلاٌ ان السيد القمني نسي أن دولة محمد التي يزعمها كان خلفيتها الاول أبو بكر الصديق وهذه وصية الرسول وبعد ذلك لم ياتي احد من بني هاشم واقرباء النبي أصحاب المصلحة فى المؤامرة الكونية للسيطرة علي العرب سوي سيدنا علي بن أبي طالب , حيث ان المعيار كان "ان أقربكم عند الله أتقاكم" وهذا ما جاء به الدين الاسلامي الذي لم يكن مجرد ارهاصات مؤامرة هاشمية كما يحاول الكتاب طرحه
أسلوب القمني فى الحوار أسلوب يشبه أساليب البلطجية حتي فى نبرات صوتهم وتعبيراتهم التي يمكنني ان أشاهدها كلما رأيت أحدهم فى أحد ازقة مدينتنا المليئة بهم , هو ظاهرة صوتية ولا يتمتع بلباقة الحديث وما زلت أتذكر كلما قرات له كلمة تعبيراته وأسلوبه فى مناظرة الدكتور المسيري التي كان فيها بلطجي بكل ما تحويه الكلمة فهو يحاول ممارسة البلطجة الفكرية كما لا يتمتع برزانة او حتي بقدرة علي استخدام اللغة العربية الفصحي بشكل سليم ناهيك عن العامية السوقية للغاية التي يستخدمها
مشروع القمني ليس عن العلمانية بل هو مشروع ضد الفكر والدين الاسلامي بشكل واضح للعيان , القمني مثلاٌ يؤيد الحكم العسكري القمعي فى مصر وهنا ينسي فجأة كل أطروحاته ونضاله الصوتي عن ضرورة تحقيق الحكم العلماني الذي يعد الحل الوحيد لدولنا العربية كما قال فى المناظرة فى الواقع عندما أحرجه الدكتور المسيري وفيصل القاسم بسؤاله عن بماذا يفسر ان الحكومات الديكتاتورية والقمعية العربية فى النهاية هي حكومات علمانية فقال ان العلمانية يجب ان تكون مقرونة بالديموقراطية
لا اعلم عن أى ديموقراطية قد يتحدث عنها القمني الذي يظهر الان ان مشروعه فى النهاية هو ظاهرة صوتية , عندما ينادي بقتل الاسلاميين بحجة أنهم ارهابيين فلا تحدثني عن تاريخ التكفير فى الاسلام او حد الردة بل حدثني عن جرائم الأنظمة العسكرية العلمانية التي أزهقت ارواح الملايين فى العالم والتي يبدو انك مغرم بهم الي هذا الحد
الكتاب يأخذك بجوله عما تحكيه كتب التراث عن حال مكه وحال بنو هاشم والخلافات الدائره بينهم وعن احوال العرب الدينيه والاجتماعيه والاقتصاديه والسياسيه قبل الاسلام في كتاب غايه في الاختصار ولكنه غزير في محتواه الكاتب يحلل ويبني بناءا على ماجاء في كتب التراث اللتي كتبت بعد مالا يقل عن 150 سنه من وفاة النبي محمد وهي الكتب التي صعب ان تتبنى منها مصداقيه عن ماجاء في عصر النبوه ناهيك عن ما سبقه مما اظن ان العرب حين اقاموا دولتهم الجديده آثروا محيه واستبداله بشذرات يغلب عليها ان لم يفوح منها رائحة الانتحال اللتي تزكم انف القارئ المعتاد على كتب التراث يظهر هذا جليا في مقولة ابن ذي يزن اليمني المسجوعه في لقاءه مع عبدالمطلب وبعض النصوص الشعريه المنتشره على طول الكتاب التي يظهر تهافتها ويبان عنها الانتحال وانها مصنوعه صنعا للاستهلاك المحلي في وقت كتابة كتب التراث واحيلك الى كتاب الراحل طه حسين في الشعر الجاهلي لتتأكد من انتحال مثل هذه النصوص الادبيه التي تبدوا من السهولة بمكان ليفهما القارئ العادي المعاصر ..... الا انه ورغم كل ذلك فان الكتاب بنى نظريته على كتب التراث التي ورغم انها مملؤه انتحالا الا اني أؤمن انه لادخان بلا نار وانه يحكي الخلافات القرشيه على الزعامه بين بنوا اميه وبنو هاشم واللتي تكتسب مصداقيه اكثر بسبب ماحدث لا حقا من احداث الفتنه الكبرى منذ بدايتها اذ الثوره على الخليفه عثمان الاموي وامتدادها في صورة الحرب مابين الخليفه علي الهاشمي و الاموي معاويه وصير الامر بعد ذلك الى اغتصاب بنو أميه الامر ....... الكتاب في جملته ممتع السرد رشيق الاسلوب يحاول تبني المنهج العلمي في البحث في كتب التراث وملئ بالمعلومات _حسب المصادر التراثيه_لمن لم يألف مثل هذه القراءات
اهمية هذا الكتاب هو جرأته في هدم المحظورات، لكنه من الناحية العلمية او البنية المنهجية، فلا يخلو من تسرع. فمثلاً من الأخطاء الشائعة التي ذكرها ان هناك اله يمني كان اسمه رحمن. وهو خطأ شائع، بينما ظهرت مفردة رحمن مع ظهور الديانات التوحيدية في القرن الرابع الميلادي بعد دخول الملك الحميري ابي اسعد كرب الديانة اليهودية. ثم انتشار الديانة المسيحية، وظهور الصراع المسيحي- اليهودي في رأس الدولة اليمنية، والذي اودى الانقسامات التي انتهت بالاحتلال الحبشي. اما رحمن في اللغة اليمنية القديمة فتعني رحيم. او الرحيم بما أن النون كانت تعني ال التعريف، وبحسب ما نقرأه في العربية الشمالية رحمان. لكن الصياغة رحمن، ظلت كما هي الصياغة المسندية اي اللغة اليمنية القديمة. وهناك كثير من الكلمات غمدن، اي غمدان، امرن أي المرء او الحر. القمني اعتمد على كتاب للباحثة اليمنية ثريا منقوش، ولم يكن فيه فحص وتدقيق في اللغات اليمنية القديمة او النقوش القديمة التي تم اكتشافها في مارب. وهذا العيب لدى الباحثين العرب، عدم التعمق كثيراً في القضايا التي يتم مناقشتها او الكتابة عنها. بل يكتفي بما يحوزه من قراءات متسرعة، وتدعم فكرته المسبقة. لكن فيما يخص بعض المعلومات خصوصاً لما قبل الاسلام امتداداً من قصي جد الرسول إلى عبدالمطلب، واطلاعنا على سلسلة من تطور الصيغة التوحيدية التي ظهرت لدى اولئك فهي رائعة، وتحتاج إلى بحوث متوسعة.
هذا ليس استسهال يا احمد هذا هو " الإستهبال " بعينه
هذا القمني يدور ولايجد له طِبقاً ولا طبقَ فلا هو نجح في الجرح والتأسيس الديكارتي ولا سلم من حماقات الماركسيه
إذن, نوقف الكون كله لنستمع لخطة الرساله, وكيف تكون الأطماع البشرية مسيرة لعقود من الحياة, ولأجيالٍ من الناس السذج, بل المليارات السذج, من قبل مولد السيد القمني ومبحثه. ولله الامر من قبل ومن بعد
مش شايف اى منطقية فى أطروحة الكاتب فى بيان العلاقة بين الحزب الهاشمى وتأسيس الدولة الإسلامية غير فى ان بنى هاشم حموا النبى خلال المحنة فى مكة ولحد يوم هجرته للمدينة وحتى الحماية دية نتيجة عصبية المجتمع العربى مش نتيجة مخطط هاشمى لتوحيد العرب تحت ملك واحد. وحتى عبارة عبدالمطلب الى بينقلها الكاتب وبانى عليها اطروحته الى بتقول "إذا أراد الله إنشاء دولة , خلق لها مثل هؤلاء" وأشار لأحفاده. الكاتب ناقلها من كتاب نحو آفاق أوسع للكاتبة أبكار السقاف, من غير اى مصدر تاريخى .
الكتاب أفادنى فقط , بمعلوماته ومصادرها التاريخية عن تعدد الكعبات وان تفضيل كعبة مكة كان بعد دفاع رب العالمين عنها أثناء حملة أبرهة لهدمها وعن الشعراء الحنفين وتسجيلهم بالشعر لما حدث واأخيرا فى تعاليم وعبادات الحنفية الإبراهيمية الى هى أساس الأديان السماوية من التوحيد والحج والتطهر والصلاة وتحريم الخمروالبعث والحساب والثواب والعقاب والجنة والنار.
الحزب الهاشمي الكتاب أخذ شهرة إعلامية اكبر من قيمه الكتاب نفسه، مجموعة مقالات متفرقة صبت في هيكلية الكتاب . المؤلف المصري سيد محمود القمني اصاب و صدق في دفاعه امام الحملة الإعلامية الشرسة التي جوبه بها عندما قال ان معظم مصادره من الكتب الاسلامية هي مصادر الأزهر .
لم يتجاوز القمني في كتابه هذا على الذات المحمدية و على الدين الاسلامي بتاتا ، وقدم تحليل مقتضب للصراع الهاشمي الداخلي بين تياري بنو هاشم و بنو أمية ، و ان هذا الصراع هو صراع قديم نشاء ما قبل البعثة المحمدية و استمر و استعر بعدها . اهم المحاور التي طرحها القمني هو فكرة الدولة الحنفية العربية الراسخة عند شيبة عبد المطلوب كبير البيت الهاشمي و هو احد رواد المفكرين العرب الأوائل في لم شمل العرب و توحيدهم و صهر شتاتهم في دولة واحدة .
يعتبر الكاتب كتابه هذا كتابًا في التاريخ الاجتماعي والاقتصادي وليس كتابًا في الدين كما ورد ذلك في مقدمة الكتاب. وإن بدأت أشك في الغاية من ذكر ذلك في مقدمة كل كتاب، وكأنه يحاول أن ينفي تهمة عن نفسه!
في بداية الكتاب نجد آراء بعض الكُتَّاب ممن كتبوا تعليقًا حسنًا عليه من أمثال فريدة النقاش (أخت رجاء النقاش) وخليل عبد الكريم، ومن الطريف أن الكاتب قد أورد في هذه الطبعة من الكتاب أيضًا من كتبوا تعليقًا مضادًا كمقال اللواء عصام الدين أبو العزايم وقد هاجم في مقاله هذا الكتاب ووصفه بأن به ضربات خفية ضد الإسلام ونبي الإسلام.
وأورد أيضًا مقال د. فهمي هويدي وقد كان كلامه في غاية العقلانية والأهمية، فقد قال: (عندما قرأت رواية سلمان رشدي، كان أول ما خطر على بالي هو أن لدينا كتابات عربية، من ذات القبيل تختلف عنها في الدرجة وليس في النوع، أعني أنها تهتك المقدسات وتجرحها أيضًا، لكنها لا تستخدم ألفاظه البذيئة والوقحة، تهدم في هدوء وبغير ألم، وتتحدى ركائز عقيدة الأمة بمنتهى الأدب! وقتذاك قلت أن هذه الكتابات أسوأ وأخطر، لأن رواية سلمان رشدي تسب وتجرح على المكشوف، وقارئها يلحظ ذلك في الصفحات العشر الأولى من مؤلفه، أما الكتابات العربية التي أعنيها، فبعضها يبث الألغام في أساس العقيدة والشريعة، بأسلوب لا يصدم القارئ غير المتخصص، ولكنه يتسرب إلى عقله ووجدانه ويحدث مفعوله في هدوء).
والغريب أن القمني في كتابه (رب الزمان) قد رد على مقال أبو العزايم ولم يرد على مقال فهمي هويدي، ولا مقال الدكتور محمد أحمد المُسيَّر، على قوتيهما، ولا أعرف سببًا لذلك.
إذن نقد كتاب (الحزب الهاشمي) جاء من داخل الكتاب ذاته بعد أن أورد القمني بنفسه تلك المقالات لسببٍ لا يعلمه إلا الله. وقد وفّر عليّ الوقت والجهد في البحث عن كتب أو مقالات تنقد الكتاب أو على الأقل تطرح وجهة نظر أخرى مخالفة! فهل اخطأ القمني عندما ضم هذه المقالات في مقدمة كتابه، أم أنه أراد بذلك أن يظهر بمظهر المفكر الذي يحترم الاختلاف في وجهات النظر والتي دفعته لإلحاق مقالات نقد الكتاب في الكتاب نفسه!
كنتُ قد تساءلت في مقالٍ سابق عن سبب بحثنا في ضمير القمني العقائدي رغم أنها مسألة شخصية بينه وبين ربه، وكانت إجابتي واضحة وهي لمعرفة أسباب بحثه في الشؤون الإسلامية وهل هي لهد�� نبيل كنصرة الدين وإعلاء شأنه أم لهدف خبيث وهو تقويض الدين والدفع إلى التشكيك فيه. وهذا ما وجدته في مقال فهمي هويدي وهو ما يؤكد وجهة نظري، حيث يقول هويدي في نفس المقال: (من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر، وحساب الجميع أمام الله يوم الحساب، لكن ثمة تفرقة ضرورية بين طبيعة الموقف الشخصي من المقدسات وبين ترجمة هذا الموقف إلى عدوان على مقدسات الآخرين).
وفي مقالة الدكتور محمد أحمد المُسيَّر الواردة أيضًا في الكتاب والتي بعنوان: فضائح الفكر اليساري، تأسيس الدولة الإسلامية؛ نجده يقوم بتفنيد مزاعم القمني بالتفصيل حيث تناول بالنقد كل شاردة وواردة في الكتاب. لذلك اهتديت لطريقة جديدة في قراءتي، فقد كنت اقرأ الجزء (المعنون) الذي كتبه القمني وأعود لقراءة نقد (المُسيَّر) لنفس الجزء (المعنون) بهدف التسهيل وهكذا حتى نهاية الكتاب.
وأطرح هنا تعليق ورد (المُسيَّر) على كل جزء من ا��كتاب باختصارٍ شديد وبتصرف (أحسبه أمينًا):
1. تأسيس(١): وهكذا يفتري الكاتب الكذب فيرى أن فكرة النبي المنتظر اختراع عربي جاهلي لجمع الشمل ويرى أن حفيد عبد المطلب قد أعلن أنه النبي المنتظر بناءً على هذا الوهم والاختراع بل يقطع صلة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بالوحي الإلهي، ويجعل الأمر مجرد إعلان الحفيد أنه النبي المنتظر وكأن المسألة صراع على السلطة!
2. تأسيس (٢): يفتعل الكاتب صراعًا بين مكة ويثرب بسبب التجارة، ويزعم أن تحالف الخزرج مع النبي (ص) ضد قريش أثناء الهجرة كان ردًا على تحالف قريش مع الأوس ضد الخزرج يومي معبس ومضرس. وبالتالي يدعي أن النبي محمد(ص) قد سار على درب جده عبد المطلب في التحالف مع الخزرج دون الأوس.
3. الكعبات: وهنا يتكلم الكاتب عن تعدد الكعبات لدى العرب، ويقول أن الكعبة المكية كانت إطاراً لحجر أسود كما كانت بقية الكعبات تتسم بذات السمة وهي أطر لأحجار سود، وبذلك يطعن في تقديس الكعبة (المكية) المشرفة ويسلكها في عداد الوثنيات ويتجاهل بناء إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام للكعبة المشرفة ودعوة الناس للحج إليها.
4. مكة (حلم السيادة): يتحدث عن سطوع نجم مكة بعد هزيمة حملة الفيل، مما دفع العرب إلى الاعتقاد الواثق برب الكعبة المكية الذي صد عن بيته جيش أبرهة الذي تعرض لهجوم جوي فريد من نوعه إذ أرسل الله على الجيش طيورًا ترميه بالحجارة.
5. قصي ابن كلاب: وصفه الكاتب بأنه صاحب دهاء ووعي سياسي، انتقل بمكة من القبلية إلى الحضارة بإنشاء دار الندوة، وإيفاد الرسل إلى ممالك على أطراف الجزيرة العربية، والاهتمام بالنشاط الاقتصادي.
6. الصراع على السلطة بعد قصي: بعد وفاة قصي بن كلاب، ترك كل السلطات لابنه عبد الدار دون أخيه عبد مناف ثم انتقل الصراع للأبناء وأبناء العمومة، حيث آلت معظم السلطات إلى هاشم بن عبد مناف وساورت الأطماع ابن أخيه أمية ابن عبد شمس وانتهى الأمر بالاحتكام إلى كاهن خزاعي فقضى برحيل أمية إلى منفاه في الشام لمدة عشر سنوات وكأنه يؤسس بذلك (دون دراية منه) لدولة الأمويين في المستقبل بعد ظهور الإسلام، وهذا ما ينكره (المُسيَّر) على الكاتب. ولقد قرأت في كتاب التنوير بالتزوير لمؤلفه منصور أبو شافعي ما ينسف هذه القصة من الأساس حسب كتب التراث التي تجاهلها القمني (ساهيًا أم متعمدًا) وهي أن عبد شمس وأخيه هاشم تؤام وقد توفي هاشم وهو في الخامسة والعشرين من عمره، فكم كان عمر أمية ابن أخيه التؤام عندما وقع الخلاف بينه وبين عمه!
7. بنو هاشم من التكتيك للأيديولوجيا: والحديث هنا أغلبه عن عبد المطلب جد الرسول (ص)، وأنه كان موحدًا وحنيفًا. ويرى (المُسيَّر) أن ما جاء في هذا الجزء بخصوص عبد المطلب ما هو إلا قصص وأحاديث تروى لا يعتد بها ولا يلتفت إليها ولا يترتب عليها أمر جوهري، ولم ينتبه الناس إليها إلا بعد أن أعلن محمد صلى الله وعليه وسلم أنه تلقى وحيًا!! وينهي تعليقه بقوله: (ولنعلم أن الله تعالى إذا أراد أمرًا يسر له أسبابه وجمع القلوب حوله). وهنا يحضرني سؤال مهم: لماذا لا نعتبر أن هذا كله (أي ما ورد بخصوص عبد المطلب) والذي يعترض عليه (المُسيَّر)، نوعًا من تيسير الأسباب وتمهيد لأمر الله الذي أراده بخصوص نبينا محمد (ص)!؟
8. جذور الأيديولوجية الحنفية: ويرى (المُسيَّر) أن المؤلف يطعن بكل الخبث في الإسلام ونبي الإسلام لأنه يرى أن المسألة عنده(أي عند القمني) مجرد إدعاء نبوة تلبيةً لجوانب نفسية لدى الحنفاء وجوانب سياسية قومية لدى الحزب الهاشمي، بينما الإسلام منذ يومه الأول وهو ينادي العالمين ويتخطى حجب الزمان والمكان ويتحدى الإنس والجن! ولكني هنا أرى ما هو أخطر مما ذهب إليه (المُسيَّر) في نقده، وهي محاولة القمني الربط بين أمرين في غاية الأهمية والخطورة، ولا أعرف كيف لم ينتبه لها (المُسيَّر) في خضم رده على هذا الجزء. حيث يبدأ القمني في صفحة ١٢٠ بالتمهيد والحديث عن أمية بن عبد الله بن أبي الصلت وفرش له الأرضية التي سوف ينطلق منها، فيقول أن أمية أحسن الحنفاء حظًا في بقاء الذكر فقد بقي الكثير من أشعاره وحُفِظَ قسطٌ لا بأس به من أخباره وسبب ذلك عند (جواد علي) بقاؤه إلى ما بعد البعثة وإن لم يسلم. ويكمل القمني في صفحة ١٢٢ ويورد حديث عن إبراهيم بن ميسرة أنه سمع عمرو بن الشريد يقول: قال الشريد(ويعني بذلك أبيه): "كنت ردفًا لرسول الله (أي راكبًا معه على بعير واحدة) فقال لي: أمعك من شعر أمية بن أبي الصلت شيئًا؟ قلت: نعم؛ فقال: فأنشدني بيتًا، فلم يزل يقول لي كلما أنشدته بيتًا: إيه، حتى أنشدته مئة بيت". وهنا يؤكد القمني أن شعر أمية لا شك رائع وإن اختلف الأمر في نسبته إليه أو إلى زميله في الحنفية زيد ابن عمرو ابن نفيل وما عدا ذلك فمتفق عليه! فنفهم من كلام القمني أنه لا شبهة في أنه موضوع أو منتحل وأن النبي (ص) قد سمع به وأعجب به، وقد أورد القمني الكثير من هذا الشعر في هذه الجزئية لغرض في نفس يعقوب. ما أريد أن أصل إليه هو ما ورد في نهاية صفحة ١٢٣ حيث يأخذ من جواد علي بالنص قوله:"وفي أكثر ما نسب إلى هذا الشاعر من آراء ومعتقدات ووصف ليوم القيامة والجنة والنار؛ تشابه كبير وتطابق في الرأي جملةً وتفصيلاً، لما ورد عنها في القرآن الكريم، بل نجد في شعر أمية استخدامًا لألفاظ وتراكيب واردة في كتاب الله والحديث النبوي قبل المبعث، فلا يمكن- بالطبع- أن يكون أمية قد اقتبس من القرآن لأنه لم يكن منزلاً يومئذ، ثم إن أحدًا من الرواة لم يذكر أن أمية ينتحل معاني القرآن وينسبها لنفسه، ولو كان قد فعل لما سكت المسلمون عن ذلك ولكان الرسول أول الفاضحين له". وهنا انتهى حديث جواد علي وأكمل القمني تأكيد ذلك وكأنه من المسلمات ولا شك فيه! ومن يقرأ هذا الكلام الخبيث وهذا الربط الباطل يتوارد لذهنه الشك في أن النبي محمد (ص)، حاشاه، هو من انتحل كلام أمية ووضعه في القرآن! وبذلك يكون كل الحديث عن أمية بن أبي الصلت حق يُراد به باطل!
9. ظهور النبي المنتظر: وهنا يستمر الكاتب في الافتراء، فيزعم أن النبي قد اطمأن نفسيًا بعد زواجه من السيدة خديجة بنت خويلد (الثرية) وانصرف من السعي وراء الرزق إلى التفكير في شئون قومه السياسية والدينية، وكلنا نعلم أن السيدة خديجة تزوجت النبي لأنه الصادق الأمين، وقد ادعى الكاتب أنها سقت والدها خمرًا حتى يوافق على الزواج رغم أن هذه القصة مرفوضة من علماء السيرة، فوالدها قد مات قبل حرب الفجار التي شهدها النبي وعمره أربعة عشر عامًا. وهنا توقف (المُسيَّر) عن النقد، فقد انتهى المقال، ولم يعلق على الكلمات الواردة في نهاية هذا الجزء، والذي حاول فيها الكاتب أن يظهر النبي (ص) وهو يهدد ويتوعد ثم ينتقم فقال بالحرف الواحد: عندما غمز أشراف قريش من قناة النبي صلى الله عليه وسلم وهو يطوف بالكعبة، فكان أن التفت إليهم هاتفًا: "أتسمعون يا معشر قريش، أما والذي نفس محمد بيده، لقد جئتكم بالذبح"، وبر النبي (ص) بقسمه في بدر الكبرى!!!
10. العصبية والسياسة: يقول الكاتب: أعلن الهاشميون أنهم قد منعوا فتاهم (أي محمد صلى الله عليه وسلم) برغم عدم متابعة دعوته دينيًا، فكانت عصبيتهم القبلية درعًا قويًا لدعوة حفيد عبد المطلب وهي التي استنفرت الحزب المناوئ الذي أصر على زعمه أنها دعوة لو كتب لها النجاح لصار الأمر كله إلى البيت الهاشمي.
11. الدولة: وفي الجزء الأخير من الكتاب، يزعم الكاتب أن النبي (ص) كان يصانع اليهود مرة ويجادلهم مرة أخرى ويصبر عليهم حتى تحين الفرصة، فيقلم أظفارهم ثم يرى نفسه آخر الأمر مضطرًا إلى التخلص منهم نهائيًا، وكأن في الأمر شبهة نفاق وتملق! ثم نرى أيضًا أن الأوس والخزرج قد نصروا النبي لأسباب سياسة واقتصادية وأن يهود المدينة كانوا في تمام الرضا عن هذا التوجه، حيث الآيات الكريمة تكرم أنبياء بني إسرائيل وتفضل النسل الإسرائيلي على العالمين! ويقول في ختام كتابه: وهكذا قامت الدولة الإسلامية، بجهود البيت الهاشمي، لكن ذلك كله لم يفت في عضد الحزب الأموي، فظل هؤلاء يترقبون الفرص، وعندما سنحت لهم الفرصة اقتنصوها، واستولوا على الحكم، وساعتها تجلت مشاعرهم تجاه بني عمومتهم في المجازر الدموية التي راح ضحيتها كل من أيد البيت الهاشمي حتى امتدت يد الانتقام الحمقاء إلى حفدة النبي استئصالاً لهذا البيت وأهله. ويختم الكتاب ببيت شعرٍ منسوبٍ إلى يزيد بن معاوية الأموي: لعبت هاشم بالملك فلا ،،، ملك جاء ولا وحي نزل! وكأنه يدلل على وجهة نظره ويؤكد بأن الأمر كله مجرد لعبة سياسية، فلا هناك وحي ولا نبوة ولا يحزنون!
في النهاية، إذا قرأت الكتاب بعين القارئ العادي غير المنتبه ولم تنظر لاسم صاحبه؛ فربما لن تجد به شيئًا يشينه ويمر عليك مرور الكرام. ولكن إذا قرأته بعين الناقد المتخصص والمتربص بمؤلفه؛ فسوف تستخرج منه ما لا يعجبك وما لا يوافق هواك. وهذا ما جعلني طوال القراءة في تذبذب واضح بين كلام القمني ورد المُسيَّر عليه. اقرأ الجزء وأقول ليس به ما يعيبه، اذهب واقرأ النقد فأقول ما بال الكاتب يفتري ويلوي عنق الحقيقة بما يخدم مزاعمه! وهكذا واصلت القراءة وأنا في أشد الحيرة من أمري، حتى إذ وصلت إلى الجزء الثامن، وفيه أسفر الكاتب عن وجهه القبيح عندما أورد التشابه والتطابق (كما يدعي) بين شعر أمية وما جاء به القرآن، وهو أمر جد خطير، وكأنه يحاول أن يصل بطريقة ما (خبيثة) أن النبي محمد (ص) هو من (وضع القرآن) حتى وإن لم يقل ذلك صراحةً! ويستمر في الافتراء والتزوير بما لا يقبله عقل ولا يصدقه ضمير على سيدنا محمد كما أوردنا سابقًا. فهو يورد الروايات من كتب التراث التي توافق مزاعمه ويهمل متعمدًا الروايات الأخرى، مما ينسف مصداقيته عندي نسفًا تامًا.
بعد قراءة هذا الكتاب ومقتطفات من كتاب التنوير بالتزوير لمنصور أبو شافعي؛ لم يعد لدي شك في أن القمني معول هدم لا معول إعادة بناء، فهو يبيت للإسلام نية سوء تهدف لدفع الناس إلى التشكيك فيه ومن ثم هدمه وتقويضه.
رائع جداً . دراسة اجتماعية ، سياسية واقتصادية لواقع العرب ومكة قبل البعثة .. مصادر معتمدة ولا يمكن الطعن بمصداقيتها . هل هناك اهم من سيرة ابن هشام تاج العروس الإكليل ومروج الذهب جواد علي ومرجعه الكبير المفصل في تاريخ العرب . وسيد القمني ذكي جداً ولم ينسى ان يجامل الاستاذ العقاد وكتابه طلائع البعثة المحمدية .
سيد القمني أنهى كلامه قبل أن يبدأ باقي المفكرين بالحديث. طبعًا كان في العديد والكثير من الناس من قبله الذين كتبوا في التاريخ الجاهلي في شبه الجزيرة العربية، وأكيد العديد ممن اقتربوا من القراءة المحددة اللي هو وصل ليها.
لكن القمني قدر يوفر قراءة منطقية وسياسية حكيمة لفترة شائكة جدًا. معظم الناس حساسةً جدًا بشأن الموضوع ده لدرجة إنها اختارت تشتم الراجل وتشتم كل حاجة فيه بدون إنها تفكر في الكلام اللي بيتكلم عنه ولا الأدلة اللي أتى بيها ولا الراجه والهوامش اللي كتبها في نهاية كل فقرة.
واحد من أجمل المواضيع اللي قريتها كان فصل "الأيدولوجيا الحنيفية". مليان معلومات وقراءات وأبيات شعر وروايات هامة ومحورية لدرجة إني مابفيتش عارف أختار مين ولا مين أراجع عليه بعدين، وانتهي بيا الأمر إني أخدت الفصل كله لأهميته.
أنا شايف إن بدء الكتاب بسلسلة من المقالات التي بتنقد الكتاب قبل الكلام على موضوع الكتاب ذات نفسه كان شيء مفيد جدًا، لإنه وضح إن النُقاد اختاروا مواضيع معينة وبعيدة عن الـ"النقطة الأساسية" للكتاب وبدؤوا بنقدها واحد ورا التاني زي ورقة الكربون.
ده بيدل على إنه ياإما النقد كله جاي من مصدر واحد ومتكرر مرة ورا التانية. ياإما النقد مشترك في استناده للعاطفة ومش العقل. بمعنى إن موضوع الكتاب أهانهم قبل مايسيبلهم فرصة يدخل دماغهم ويفكروا فيه.
على أي حال، سواء أفكار القمني متفقة مع أفكارك أو لأ، فالكتاب يستحق قراءة موضوعية وحُكم عقلي مهما كان فريقك. لإن النقطة اللي الكتاب بيوصلها منتشرة جدًا حاليًا وتكاد تقترب من الحقيقة بشأن ماجرى في الفترة دي، فتستحق النظر فيها.
يحاول المؤلف من خلال الكتاب تقديم وجهة نظر جديدة وصادمة ربما لكثيرين حول قيام الدعوة الإسلامية وتأسيسها لاحقا لدولة المدينة من خلال تسلسل تاريخي للأحداث أضفى عليه طابع أيديولوجي وعنصري إن جاز التعبير، حيث اعتبرأن الهاشميين كانوا يعدون منذ قبل ولادة سيدنا محمد العدة لاستلام الزعامة السياسية في شبه الجزيرة العربية وأبرز هؤلاء الهاشميين جد الرسول الكريم عبد المطلب.
ورغم اعتماد الكاتب على قصص واقعية وتاريخية إلا انه جنح بها وأسقط عليها فكرته آنفة الذكر مخرجا تلك الأحداث من سياقها الطبيعي، ومضفيا عليها الكثير من المعاني التي لا تحتملها.
بالنتيجة يريد الكاتب إسقاط فكرة التأييد والنصر الإلهي الذي أسبغه الله على نبيه، وأن ما تم مجرد نتيجة طبيعية لخطة إستراتيجية مدروسة بدأت منذ أمد بعيد، وبالتالي سيدنا محمد مجرد رجل يطلب الملك والسلطة شأنه شأن بقية الرجال.
سمعت عن هذا الكاتب الكثير فقررت اقرا اشهر كتاب له .. امممم ما اعتقد بصحة الكثير مما ورد في هذا الكتاب .. لكن فيه امور اعتقد بصحتها مثل " الخلافات والانقسامات بين بني هاشم و امية " .. الحلو بالكتاب انه يقدم قراءة جديدة و من منطلق حر " بعيد عن التقديس " .. صحيح اني اعتقد بأن غالبية الابيات و الروايات الي ذكرت بالكتاب مو صحيحة .. لكن ما فيه مشكله نقرأ رأي جديد وقراءة جديدة .. يعني الهجمة على الكاتب مالها داعي.. اعتبر كتابه بمثابة اجتهاد واحترم جرأته ..
بحث ممتاز لعرض ملابسات قيام الدولة القرشية وأثر الخلافات -المستمرة إلى وقتنا هذا -على نشأة الدولة القرشية .. ولكنه يعيبه العرض السريع غير المفصل وعدم وجود حواشي تعريفية ببعض الالفاظ والاسماء الغريبة .
http://wwwmahmoudkadrycom.blogspot.co... سؤال يوسف زيدان: لماذا قالتِ العربُ ، قديماً : لولا الإسلامُ لأكلتْ تَغلِبُ الناس . تلك المقولات العامة مجهولة القائل,لما تنتشر وتتداولها ألسنة الناس كأنها حقيقة ثبتت بالتجربة,إنما تعبر عن وعي جماهيري عام بظاهرة معينة,ومنها تلك العبارة"لولا الإسلام لأكلت تغلب الناس"تعطينا دلالة واضحة عن رؤية العقل الجمعي للعرب لتلك القبيلة وتُستوضح تلك الدلالة أكثر,في السير الشعبية الخالدة من جيل لجيل,فالسيرة الشعبية الشهيرة"الزير سالم"هي للمهلهل ابن ربيعة أحد أشهر التغلبيين في طوال تاريخها,ولقصته الدرامية وشخصيته العنيدة وحبه لأخيه تحول لشبه بطل أسطوري في الخيال الشعبي العربي الذي اعتبر"إنه لولا الإسلام لأكلت تغلب الناس"...سيرة الزير تقدمهم علي أنهم كانوا يأكلون الناس حرفياً!! ".....وتقدم الزير وضربه بالسيف علي رأسه فقطعه ثم وضع فمه علي عنقه حتي مص دمه وكان الجرو ينهش في لحمه حتي شفي فؤاده ونال مراده"هكذا تبرز السيرة الشعبية كيف كان الزير وابن أخيه كليب يتعاملان مع أعدائهم,وتبرز لنا شخصية المهلهل المُهاب قاتل الفرسان الذي لا يلين والأخطر من ذلك دور المرأة في مسار الحرب ,فحرب البسوس بدأت بامرأة سميت الحرب علي اسمها-في أشهر الروايات-وفي السيرة لما رق قلب الزير لجليلة وقرر أنه سيوقف الحرب لو وافقت اليمامة ابنة كليب...ولكن ابنة كليب المُوصي أخاه بدمه قبل أن يموت وهو عطشان:" يقول كليب اسمع يا مهلهل - - - مذل الخيل قهار الأسود على ما حل من جساس فيا - - - طعني طعنة منها بعود ايا سالم توصى باليتامى - - - صغار بعدهم وسط المهود واسمع ما اقلك يامهلهل - - - وصايا عشر افهم المقصود فأول شرط اخوي لا تصالح - - - ولو اعطوك زينات النهود وثاني شرط اخوي لاتصالح - - - ولو اعطوك مالا مع عقود وثالث شرط اخوي لاتصالح - - - ولو اعطوك نوقا مع كاعود ورابع شرط اخوي لاتصالح - - - واحفظ زمامي مع عهود وخامس شرط اخوي لاتصالح - - - وقد زادت نيراني وقود وسادس شرط اخوي لاتصالح - - - فان صالحت لست اخي اكيد وسابع شرط اخوي لاتصالح - - - واسفك دمهم في وسط بيد وثامن شرط اخوي لاتصالح - - - واحصد جمعهم مثل الحصيد وتاسع شرط اخوي لاتصالح - - - فاني اليوم في ألم شديد وعاشر شرط اخوي لاتصالح - - - والا قد شكوتك للمجيــــد" لم يكن يُنتظر منها أن تقبل...إلا بشرط واحد-مستحيل تحقيقه!-: "إنا لا نصالح حتي لا يبقي منا أحد يقدر أن يكافح وإذا كان عمي عجز عن قتالكم فأنا أنوب عنه وألتقي أبطالكم ثم ختمت الكلام بهذا الشعر والنظام: قالت اليمامة من قول صادق ياجليلة اقصري عنا عناكم أنت وأخوالي وكل عشائري لا يزيد لفظكم ولا لغاكم قتلتم الماجد والدي كليباً غدراً وماله ذنب معاكم جساس طعنه من قفاه بحربة ودعاه الغبرا حقير حداكم و إنا وإخوتي بقينا بذلة نمسي ونصبح ولا ننسي بلاكم إنا لا نصالح حتي يقوم والدي ونراه راكب يريد لقاكم لو عاد كليب للحياة حينها فقط سيرحم التغلبيون بني بكر ويرفعون عن أعناقهم السيف الذي أذاقهم كلهم الموت,سيف المهلهل الذي علي بني بكر أقسم :"برب الأنام إني لا أترك منكم شيخ ولا غلام ثم مال وجال...." كليب الذي كان يضرب به المثل في العز,والجبروت والسطوة حتي أنه سمي كليب لجرو كان يطلقه لو أعجبته أرض ويكون حد سيطرته علي الأرض الموضع الذي ينقطع فيه صوت الجرو! بل كان يحمي مواقع السحاب في السماء ويحمي الوحش في الأرض فلا يُهاج! حتي جاءت القشة(الناقة) التي قصمت ظهر احتمال أقاربه بعد أن ملكوه عليهم عقب يوم خزار فكان منه ما كان,فكانت سبباً لاندلاع الحرب أربعين سنة,وبعد مئات السنين استنطقه أمل دنقل مرة أخري في واحدة من أروع قصائده وأشهر القصائد في القرن العشرين "لا تصالح",تلك الصحية العصية علي الموت والفناء كلما واجه العربي خيارين إما الدعة والراحة أو الحرب والقتال,دوماً يجد تلك الصيحة ترن في أذنيه أما من يحدد النتيجة فصاحب القرار الذي يُنادي أما المنادي فهو هو في كل عصر,يرفعها أمام قومه؛لأنه أكثرهم مصاباً فيحمسهم باسم ما جري له أن يندفعوا في الحرب حتي ينال ثأره,تلك صيحة عربية لظروف العرب السوداء لن تسكت أبداً,والأسود من ذلك أنهم مؤخراً يرفعونها في وجه بعضهم انتقاماً من بعضهم!! تستعيد الفرق المتحاربة دنقل في مصر وسوريا-وحال سوريا ليس كأي حال!!!- وما كان دنقل يتصور أن تكون تلك نهاية قصيدته اليوم ,بعد أن أطلقها لأخيه العربي لما رآه هادن للسلام والحرب مشتعلة بعد مع إسرائيل حتي ولو سكت الرصاص! الهلالية وسيرتهم ليست بعيدة عن تغلب,بنو هلال تنسبهم السيرة لقبيلة تغلب,أي أن امرؤ القيس والزير سالم وعمر بن كلثوم وأبي زيد الهلالي يرتبطون برابط تغلبي بطريقة أو أخري,وكلهم عرُف عنهم سعيهم استخدامهم للسلاح كأداة أولي لحل أي نزاع ينشب,واعتزازهم بأنفسهم الذي يقارب الطغيان,حتي أن السيرة الهلالية تبرز أبو زيد الهلالي من صغره قاتلاً وهو بعد في الكتاب,فبتدبير من سعيدة جارية أمه خضرة الشريفة يقتل شيخه-الفاسد- في الكتاب صالح وهو بعد صغير وجودة ابن أخو الملك فاضل ويحارب بعدها رزق بن نايل والده فارس العرب وقبلها يقتل عطوان وجاسر وجسار وداغر وجايل الذي كان يسلط الجن!حتي يناجي الملك سرحان نفسه يائساً: "ده بهدل رجال بني عقيل تروح فين فيه الهلايل؟ نهاري ضَلَّم بَقَى ليل أجيب منين رزق بن نايل؟" وسيرة الزير سالم لها صدي كبير من الناحية الدرامية والفنية في سيرة أبي زيد الهلالي الأبطال الذين شغلوا مكانهم الخالد في إلياذة العرب رزق بن نايل وأبو زيد ودياب بن غانم وزيدان بن زيان ويحيي ومرعي ويونس أولاد أخت أبو زيد,لهم أصول تغلبية تظهر في آخر صفحة من سيرة الزير سالم,وسيتنبأ بهم حسان اليماني في بداية السيرة من ضمن ما سيتنبأ:" وتظهر في بلاد الشرق عصبة فيقصد جيشها غرب البلاد هلال وعامر مع بني قيس يريدوا حرب حمير مع أباد حسن أميرهم فخر البرايا وبعده دياب قهار الأعادي وأبو زيد عمه ليث أروع شديد البأس في يوم الطراد يطوفوا البلاد فيملكوها ويسبوا العدا أهل العناد ويمحوا العجم من كل طاغ بأرماح وأسياف حداد أما حكاية تأسيس كليب لدولة فما أظن أنه كان سيفلح وإن فلح فستكون محدودة وهمجية إلي حد كبير مقارنة بالدولة التي أسسها النبي وجعل نواتها قريش,قبيلة التجار والمال صاحبة المركز الديني المرموق المرتبط بالكعبة,المُلك الذي حاول وضع أساسه قصي بن كلاب ثم عبد المطلب بالدين تارة والتنظيم السياسي تارة,ثم اكتمل مع بعثة محمدالسابق عليها إرهاصات حنيفية تجلت عند مجموعة من الحنفاء كأمية بن أبي الصلت وقس بن ساعدة وورقة ابن نوفل وغيرهم,كان مُلكاً لا يلجأ للسيف قبل أن يفكر بعقله ويوازن بين الأمور ولو وجد الخير في غير الحرب لسعي بلا تردد,كما أن الحُلم بملك العرب والعجم لا يكون إلا بشرائع وقوانين تحد من قوي الشر الإنساني التدميرية تحث علي الخير البناء لإنشاء دولة حقيقية قادرة علي الاستمرار,ولم يوجد ذلك إلا في رسالة النبي لقومه,مع الأخذ في الاعتبار أن العرب لن تنقاد لواحد منهم لو لم يؤمنوا بأفضليته القادمة من السماء وأحقيته في الملك المستمدة من من الله وقد كان النبي من الوجهة السياسية الدنيوية حاكماً في قومه وبعد موته كان مكان الحاكم شاغراً فحدث ما حدث في السقيفة, وهو ما عبر عنه ابن خلدون في مقدمته:" "إن العرب لا يحصل لهم الملك إلاَّ بصبغة دينية من نبوَةٍ أو ولاية أو أثر عظيم من الدين على الجملة، والسبب في ذلك أنهم لخلق التوحش الذي فيهم أصعب الأمم انقيادا بعضهم لبعض، للغلظة والأنفة وبعد الهمة والمنافسة في الرئاسة، فقلما تجتمع أهواؤهم، فإذا كان الدين بالنبوة أو الولاية كان الوازع لهم من أنفسهم وذهب خلق الكبر والمنافسة منهم فسهل انقيادهم واجتماعهم وذلك بما يشملهم من الدين المذهب للغلظة والأنفة، الوازع عن التحاسد والتنافس فإذا كان فيهم النبي أو الولي الذي يبعثهم على القيام بأمر الله يذهب منهم مذمومات الأخلاق ويأخذهم بمحمودها ويؤلف كلمتهم لإِظهار الحق تم إجتماعهم وحصل لهم الملك والتغلب" فلظروف سياسية واجتماعية واقتصادية كانت قريش هي الأنسب لقيادة بقية العرب تحت لواء الإسلام,ولو لم يكن الإسلام لأكلت تغلب الناس....ثم أكلت نفسها بنفسها! لولا الإسلام ما كان للعرب أن يكون لهم هذا الذكر في التاريخ والمشاركة في تغيير العالم,فالسيوف والحروب لا تقيم الدول و المجتمعات. الحق أن الحس التغلبي لم ينته من العالم,فنحن نجده عند هتلر-مع الفارق في كل الأمثلة بالطبع- والمغول والمجانين من مدعي الإسلام في سوريا,الدموية والرغبة الشديدة في القتل ضرباً بكل القيم الإنسانية في سبيل تحقيق ذواتهم عن طريق الحرب والقتال. فقد كان شعار بني تغلب ما قاله شاعرهم عمرو بن كلثوم: ألا لا يجهل أحد علينا فنجهل فوق جهل الجاهلينا وهذا شعار لا يؤسس لدولة ولا يعمر بيتاً!بينما نجد كعب بن زهير بعد أن هجا الإسلام والمسلمين حتي توعده النبي يستعطفه بقوله: أُنبئت أن رسول الله أوعدني والعفو عند رسول الله مأمول وبالفعل يعفو عنه النبي ويعطيه بردته! وهذا دأب من يسعي لالتئام الصدوع علي يديه ليكون البناء عفياً.ولم يعرف محمد تلك العداوة العمياء الكريهة,فقد نادي في أصحابه قبل غزوة بدر المصيرية ألا يقتلوا البختري ابن هشام لأنه لم يكن يؤذيه بالقول ولا الفعل,فلم ينس أن يوصي به ودعوته في أحرج مراحلها وأول معاركها. ويبدو أن مسيحية تغلب كانت كإسلام الأعرب في العرض القرآني:" قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا ۖ قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَٰكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ ۖ وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ " فتسامح ورحمة المسيحية مضرب للأمثال,ونموذج يقف أمامه المتأمل خاضعاً لسطوة المشاعر الطيبة التي تأسر قلوب المطلع علي معاني المسيحية وتجلياتها يكفي مثلاً قول المسيح:" سمعتم أنه قيل عين بعين وسن بسن. وأما أنا فأقول لكم لا تقاوموا الشر بل من لطمك على خدك الأيمن فحول له الآخر أيضًا. ومن أراد أن يخاصمك ويأخذ ثوبك فاترك له الرداء أيضًا. ومن سخرك ميلا واحدًا فاذهب معه اثنين. من سالك فأعطه ومن أراد أن يقترض منك فلا ترده" ليتأدب الإنسان ويكف أذاه مهما صغر عن عن أي مخلوق,بينما نجد الزير يردد في شعره: " قتلوا كليبا ثم قالوا: أربعـــوا كذبوا ورب الحــــل والإحرام حتى نبيد قبيــلة وقبيــلة قهـــــرا وتفلق بالسيوف الهام ويقمن ربات الخدور حواسرا يمسحـن عرض ذوائب الأيتام حتي نري غرر تجر وجمة وعظام رؤوس هشمت بعظام حتي يعض الشيخ من حسراته مما يري جزعاً علي الإبهام والسيرة الشعبية تحكي إنه قاتل مع اليهود ضد المسيحيين بعد أن ضُرب بالسيوف ونجا ورمي في البحر ونجا! وقد يكون احتفاظها بالمسيحية ورفضها دخول الإسلام ودفع الجزية واستبدالها بضعف اصدقة أنفة من أن يؤخذ منهم"جزية",مجرد تعبير آخر عن تمردهم ضد القوة الجديدة الناشئة,وقوم تلك طباعهم كان لابد أن ينتصروا ويكون اسم قبيلتهم"تغلب"من الغلبة. قولهم كان تعبيراً لفظياً لصورتهم الذهنية عن قبيلة تغلب,تغلب التي لولا نزول الإسلام لكانت أكلتهم كما تصوروا,وحتي بلا تغلب يكفينا تخيل حال العرب-والمقصود بالعرب تحديداً سكان شبه الجزيرة العربية-بدون إسلام!!!
يقدّم سيد القمني قراءة جريئة للتاريخ الإسلامي المبكر متناولاً البنية السياسية والاجتماعية الكامنة وراء نشأة الإسلام معتمداً على ما جاء في أمهات الكتب. لا يتعامل القمني مع النص القرآني باعتباره معجزة لغوية منزّهة، بل يضعه في سياق ثقافي أوسع، حيث تتقاطع أشعار الحنفاء وأفكار أهل الكتاب مع مشروع البيت الهاشمي لتوحيد العرب تحت راية مكة. الكتاب زاخر بالمعلومات رغم قلة صفحاته، يفتح أبواباً على نصوص التراث، ويعيد ترتيبها في رؤية نقدية متماسكة مشيراً إلى أن القرآن لم يكن معزولاً عن بيئته، بل استوحى كثيراً من مضامينه من الشعر الجاهلي ومذهب الحنيفية التي جرى توظيفها في مشروع سياسي–ديني يهدف إلى بناء دولة. تتّضح هذه الرسالة لمن يقرأ بتمعّن ويستشف ما بين السطور، إذ لم يُصرّح بها القمني جهاراً بل اكتفى بالإيحاء والتلميح، ربما اتقاءً لردود الفعل العنيفة التي واجهها بالفعل في حياته. هذا التردّد يترك القارئ أحياناً في منطقة رمادية بين النقد التاريخي والاحترام الظاهري للمقدّس، وهو ما يقلّل من قوة الطرح ويجعل بعض الأفكار تبدو ناقصة.
لو سارت الأمور في هذا البلد سيرة أخرى لكان تقييمي لهذا الكتاب، حسب التوقيت الذي نشر فيه، تأقل من تقييمي هذا؛ فلو أن الباب كان مفتوحًا لهذه النوعية من الدراسات منذ أن مهد لها المرحوم د.طه حسين لكان هذا البحث بدائيًا، متأخرًا كثيرًا عما يجب أن يكون عليه، ولكن ما دامت هذه هي الحال، وما دام باب الاجتهاد مغلقًا بأوامر من السلطة الدينية والسلطة السياسية على حد سواء، فالكتاب مهملأنه يخوض في مجال يخشى كثيرون الخوض فيه؛ خوفًا من الاضطهاد والتكفير وقضايا الحسبة، وربما القتل.
هذا الكتاب أراه استجابة لما دعا إله طه حسين في كتابه "في الشعر الجاهلي" من النظر في التراث نظرة ناقدة محللة ومتشككة فيما انتهى إله السابقون من آراء. وأراه كذلك يقف تحديدصا على جزئية من الكتاب هي التي تناول فيها حسين إبراهيم وإسماعيل، ونسبتهما للعرب، و"استغلال" القرآن الكريم لهذه القصة. الكتاب يحاول أن يقف على الإرهاصات السياسية والاجتماعية التي تمخض عنها ظهور تلك الدعوة التي جاء بها النبي محمد - عليه السلام- محاولًا - كما يقول القمني وكما يقولخليل عبد الكريم- قراءة التاريخ كأحداث لها سيرورتها المنطقية التي تنشأ عنها الأحداث، لا كحوادث تقودها أمور غيبية تعزلها عن سنن الكون وطبيعته.
ومن عجب أن الأستاذ العقاد - رحمه الله- نفسه توقف عند هذا الصراع الهاشمي الأموي وجذوره التاريخية، في أحد عبقرياته، ممهدًا بذلك لنظرية الصراع الذي نتجت عنه أحداث ذلك التاريخ، ولكن أحدًا لم يهاجمه كما هاجم القمني. يحاول القمني الرجوع إلى بدايات تبلور مكانة قريش الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، وتحولها من "ترانزيت" تجاري إلى بؤرة تتحكم في التجارة العالمية، وما ينتج عن ذلك من مكانة دينية وسياسية واجتماعية.
ويعود بذلك إلى قصي بن كلاب الذي أراد إنشاء دولة مفارقة للنظام القبلي الذي كانت عليه سائر القبائل المجاورة، حتى يثرب نفسها، التي يمكن وصفها بالقطب الثاني في الحجاز. ومن قصي بن كلاب تمضي الأمور حتى يحمل راية هذا التوحيد السياسي عبد المطلب جد النبي.
ولكن أكثر ما يلفت نظري، وما أرى الكاتب قد وفق فيه توفيقصا كبيرًا، هو حديثه عن انتقال عبد المطلب من "التكتيك" إلى "الإيديولوجيا"، أي الجانب الديني والعقائدي. فعبد المطلب يفارق عقيدة قومه ويأبى إلا أن يعبد ربه إبراهيم، تاركًا الأصنام والخمر. هذا التوقف بالتحليل عند النقلة الإيديولوجية التي أحدثها عبد المطلب أرى أنها أنضجت ما قدمه صاحب "في الشعر الجاهلي" وطورت موقفه من مجرد موقف متشكك في وجود إبراهيم وإسماعيل ونسبة العرب إليهم، إلى نظرية واضحة تدرك أن الأمر لا يقتصر على "استغلال" قصتهما لإنشاء دين عربي في مواجهة دين بني إسرائيل، بل إن الأمر يمتد إلى زمن أبعد من ذلك، وهو رغبة العرب الجاهليين أنفسهم في "استغلال" هذه القصة.
فها هو ذا عبد المطلب يلجأ إلى أبي العرب لينسب إليه نظريته ومشروعه، وكأنه يستمد منه المشروعية والشرعية لحلم صناعة الدولة العربية القرشية الهامشية. ولكن عبد المطلب ليس وحده، فـ"الحنفاء" كثيرون، يفارقون دين قومهم إلى دين يردونه إلى إبراهيم، يعظم البيت، ويعبد إلهًا واحدًا، ويحرم الخمر الدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله.
وما أراني أخلص إليه هنا، بخاصة عند الرجوع إلى ما ينسب لأمية بن أبي الصلت من شعر يصور قصة ذبح إبراهيم لإسماعيل، أن أولئك الحنفاء أرادوا الامتياز عن اليهود والمسيحيين أنفسهم، أهل الكتاب. ففي حين تروي التوراة أن صاحب قصة الذبح هو إسحق، أبو اليهود، فإنهم يرون أن صاحب هذه القصة هو إسماعيل. فالقرآن إذن ليس أول من حول مسار هذا النسب، وهذا التسلسل النبوي، وهذا التدرج للرسالة، ��ن اليهود إلى العرب، بل إن هناك ما هو أسبق من الإسلام، ولم يزد القرآن على أن أقر ذلك.
هي إذن رغبة عربية هاشمية ظهور النبي، وهي إذن إرهاصات تسبق ظهور العقيدة بسنوات، أي أن المناخ كان مهيأ لاستقبال نبي جديد، أو حسب قول القمني أن التغيير المنشود لن يكون سوى بنبي!
لاشك ولا ريب ان دراسة اوضاع المجتمع العربي الذي احتضن وتصارع مع رسالة الاسلام ضرورة حتمية لفهم البيئة المحيطة لنشأة الاسلام ، الا ان الكاتب القمني أغفل بطريقة عدمية الجانب الالهي و الإيماني الغيبي باعتباره عاملا أساسيا في نشوء المجتمع المسلم ، في المقابل اغرق في نتائج مبنية علي مقدمات واهية حاول الكاتب تأسيسها في أدلجة واضحة وغياب صريح للموضوعية التي تستلزم دراسة كافة الجوانب بعيدا عن الأُطر و الأفكار المقولبة الجاهزة ، ايضا تماهي الكاتب مع دراسات المستشرقين السخيفة المفككة التي تفترض ان محمدا مخترعا لهذا الدين بصورة او بأخرى ، كذلك أغرق من غير أسس في بناء تصور تآمري اختزالي ابتدأه قُصي بن كلاب وعززه عبد المطلب بن هاشم و ووضع لمسته الاخيرة محمدا صلي الله عليه وسلم مع لمسة واضحة للحنفيين في تشكيل الثقافة القرآنية بزعم مخذول ، أنا اعلم من خلال متابعاتي لهذا الدعي انه علماني لا يؤمن بتحكيم الشريعة لكني بعد أن قرأت اول كتاب له اكاد أجزم أنه ليس مسلما ويعمل علي تأسيس الفكر الاستشراقي الخبيث من جديد ولكن داخل جسد الثقافة الاسلامية هذه المرة .
ما فهمتة من الكتاب أن سيد القمنى يزعم أن الدولة الإسلامية جاءت بتخطيط من عبد المطلب بن هاشم الذى يصفة بأنة ذو رأى ثاقب ونظرة منهجية ويفتتح كتابة بمقولة أوردها على لسانة " إذا أراد اللة إنشاء دولة خلق لها أمثال هؤلاء" مشيراً إلى ابنائة وحفدتة. يروى الكاتب الكثير من المواقف التاريخية إبتداء من قصى بن كلاب والخلاف بين بنى أمية وبنى هاشم وصولاَ إلى ظهور محمد وقيام الدولة الإسلامية, كقارئة عادية ليست لدى خلفية تاريخية قوية, أزعم أننى بحاجة لمراجعة الكثير من المواقف التى ذكرها الكاتب مثل تنبؤ عبد المطلب بنبوة حفيدة و حادثة زواج خديجة من محمد فيزعم الكاتب أن خديجة سقت أباها خمراً كى يوافق على زواجها من محمد. فى بداية الكتاب مجموعة مقالات تنقد الكتاب وتهاجم كاتبة, أعتقد أنها بعضها كان مفيداً فى تقديم فكرة مخالفة لرأى الكاتب وتسليط الضوء على مصادر أخرى لمراجعة الأحداث التاريخية. الكتاب –بالطبع- يستحق القراءة كأى كتاب يحث على الفكر ويدفع إلى البحث.
هناك قفز كبير على المعطيات والاستدلالات التاريخية للوصول لاستنتاجات ذات بعد ديني ثقيل. عدا عن ذلك فإن الكتاب يلفت -ولو بشكل غير مقصود- إلى ما نتج بعد العهد النبوي من صراعات أموية هاشمية غيرت ملامح العهد الإسلامي للأبد
القمني له قراءة خاصه في موضوع بعثة النبي وظهور الاسلام على العرب فهو يرى ان العامل الاقتصادي والسياسي والتنافس بين قبائل العرب على ممر قوافل التجارة التي كانت تتخذ محطة ( ترانزيت حسب تعبيره ) في مكة وثم التنافس ايضا بين يثرب ومكة على هذا الممر انتصر فيها في الاخير بنو هاشم على ابناء عمومتهم ثم اكمل النبي عليه السلام مسارهم الى ان ظهر على العرب
لكن تبقى اكثر الادله التي بنا عليها نظريته هذه ماخوذة من كتب السيرة والتاريخ لابن هشام وابن كثير وغيرهم وتبقى هذه الاخبار ظنية الثبوت هذا اضافة الى كثير من الخلافات والاخبار في السيرة التي لم يتطرق لها الكاتب ، وقد تمشي في طريق الضد لنظريته
وعندي ملاحظه على السيد القمني في الفصل المعنون " بجذور الايدلوحيا الحنيفية " في اخر صفحاته يذكر رأي الدكتور جواد علي في مسألة تشابه الفاظ شعر اميه بن ابي الصلت والقران ويظهر للقارئ من الاقتباسات ان جواد علي يعتقد ان القران اخذ من اشعار أميه !! مع ان الحق ان جواد بعد الاقتباس المذكور كان هذا تكملة كلامه بعد ان استعرض آراء بعض المستشرقين يقول الدكتور جواد في كتابه المفصل في تاريخ العرب قبل الاسلام : " أما أنا، فأرى أن مرد هذا التشابه والاتفاق إلى الصنعة والافتعال. لقد كان أمية شاعرا، ما في ذلك شك، لإجماع الرواة على القول به. وقد كان ثائرا على قومه، ناقما عليهم، لتعبدهم للأوثان. وقد كان على شيء من التوحيد والمعرفة باليهودية والنصرانية، ولكني لا أظن أنه كان واقفا على كل التفاصيل المذكورة في القرآن وفي الحديث من العرش والكرسي وعن الله وملائكته وعن القيامة والجنة والنار والحساب والثواب والعقاب ونحو ذلك. إن هذا الذي أذكره شيء إسلامي خالص، لم ترد تفاصيله عند اليهود ولا النصارى، ولا عند الأحناف. فوروده في شعر أمية وبالكلمات والتعابير الإسلامية، هو عمل جماعة فعلته في عهد الإسلام: وضعته على لسانه، كما وضعوا أو وضع غيرهم على ألسنة غيره من الشعراء والخطباء، لاعتقادها أن ذلك مما يفيد الإسلام، ويثبت أن جماعة من الجاهليين كانوا عليه، وأنه لم يكن لذلك غريبا، وأن هؤلاء كانوا يعلمون الغيب، يعلمون بقرب ظهور نبي عربي، وأنهم لذلك بشروا به، وأنهم كانوا يتمنون لو عادوا فولدوا في أيامه، أو لو طال بهم العمر حتى يدركوه فيسلموا، وأمثال ذلك من قصص راج وانتشر، كما راج أمثاله في كل دين من الأديان. ولا بد وأن يكون هذا الوضع قد صنع في القرن الأول للإسلام، لأن أهل الأخبار القدامى يذكرون بعض هذا الشعر2. وقد يكون قد وضع أكثره في عهد الحجاج تقربا إليه، لأنه من ثقيف، وفي ذلك العهد وضع الوضاع أخبارا كثيرة في الغض من شأن قوم الحجاج، نكاية به فتقدم قوم آخرون إليه بالرفع من شأنها وبإضافة ذلك الشعر إلى أمية وغيره، ليكون ردا على كارهي ومبغضي الحجاج. وتتبين آية الوضع في شعر أمية في عدم اتساقه وفي اختلاف أسلوبه وروحه.
دراسة مهمة لأحوال مكة قبل الاسلام وظهور الشعور القومي العربي وبدايات نبذ التفرقة القبلية وحلم العرب انطلاقاً من قريش المكية بتوحيد كلمة العرب ضد الوحوش المحيطين من الفرس والروم والأحباش.
وشرح القمني ببراعة اصول قريش وسيطرتها علي قريش بخداعها قبيلة خزاعة وكيف بدأت بيوت قريش صراعها علي النفوذ، وصولا للتفاهم وعدم الاصطدام المسلح للحفاظ علي التجارة النامية في المدينة شبه الدولة الناهضة.
الكتاب بيشرح الحنفية وبعض مفاهيمها من الإيمان بوحدانية الله وعذاب النار وعمل الصالح طمعا في الجنة وتحريم الخنزير والخمر، وهي شرائع تبناها الإسلام كأي دين يسرق أو ينتحل من ثقافاته المحلية أو يتضمنها في محتواه.
بدأ القمني الكتاب بالتأسيس لنهضة مكة التجارية ونهضتها الدينية وتحولها لبانثيون عربي تجمع آلهة العرب الوثنية بل و الابراهيمية وتخاطب الجمع قائلة بلا للتطاحن الديني ونعم للتجارة والمال والتعايش. ويوضح كيف تفوقت كعبتها علي كعبات الجزيرة العربية وكيف تفوقت بئر زمزم علي غيرها، فهي ما كانت بئر ليحفرها صاحبها ليكسب احترام العرب او يبرز ايثاره وكرمه، بل حفرها عبد المطلب بعد رؤيا وهو نائم وغطاها بهالة من القداسة.
ففي مكة تعبر قوافل التجارة ويتلاقي عبد اللات بعباد آلهة اليمن وبأتباع ابن مريم وبأحفاد داود سكان اليهودية بنبذون العنف ويتاجرون فقط.
حتي أن أهل مكة ما اعترضوا علي النبي في بداية الدعوة بل تركوه ومنهم من اتبعه وقال المتفائل لنفسه إن كان نبياً فملكه لنا العرب وإن لم يكن فعزه للعرب أيضاً لكنهم هاجموه وحاربوه حينما بدأ يضرب في مصالحهم ويسب آلهتهم بعدما مدحها ثم نسخ الله آياته.
و يذكر القمني ابيات شعر عديدة لبعض أعلام الأحناف وسيري الجمع منكم كيف تتشابه مع آيات قرآنية. وكيف حلموا بأن يكف اليهود عن معايرتهم بأنهم شعب له أصل وتاريخ وأنبياء وأنهم أرقي من العرب.
اعتقد ان العرب اعتنقوا فكرة شعب اسرائيل بأنهم أحفاد اسماعيل وإبراهيم وادعوا أن الحنفية هي دين جدهم الأكبر وبدأت القومية العربية تكبر حتي أن وفود العرب بدأت تهرع لليمن لتبارك ملوكها طردهم للأحباش.
حلمت العرب بنبي منهم يسيطر علي جزيرتهم ويوحدهم ويبني قوميتهم، وانتظروه فهم خرجوا من عزلتهم بالتجارة ورأوا كيف حال الدول القوية والشعوب الكبري في مصر والشام وفارس وروم بيزنطة، وحتي اليهود الذين لديهم تاريخ مكتوب ومعروف ويحاجون العرب به ويستخدمونه كدليل علي تفوقهم عليهم. وعبثت قريش بالحكم فلا امام إلا من قريش.
ليس كل ما ذكره القمني مدعاة للتسليم لكن الرجل لما يأتي بشئ إلا من تاريخنا الإسلامي الذي كتبناه نحن.
قراءة غير تقليدية عن كيف تكونت الدولة الذي ذاع صيتها واثرها الذي ما زال مستمر إلى الآن نستشف من القراءة أن هناك ارهاصات قبل ميلاد الرسول محمد وكأنها أدت وأفرزت إلى ظهوره ونجاحه في تأسيس الدولة الأعظم الجامعة للعرب تحت راية واحدة وكعبة واحدة تحدث عن دور قصي بن كلاب الذي بنى دار الندوة وامتلاكه السيادة على مكة "وفق خطة مرسومة ومدروسة ومنظمة" كما هو وصفها القمني تحدث ايضا عن الصراع الذي حدث بعد وفاته بين ولده عبد الدار واخيه عبد مناف
والصراع بين بنو عبد مناف (هاشم وعبد شمس والمطلب) واخوهم نوفل ضد بنو عبد الدار وتقاسموا الادوار فيما بينهم ولكن الكتب الاخبارية تحدثت عن ان بنو عبد مناف علا نجمهم وسيطروا على الادوار بالتحديد في اصبحت في يد (هاشم )بن عبد مناف وما أن رحل أخوه (عبد شمس ) وبعدها صار صراع بين ولد عبد شمس (أمية ) وعمه (هاشم) و وقف (نوفل ) على الحياد ونفي أمية بن عبد شمس الى الشام وارتبط باهلها ..
لقد ذكرت هذه التفاصيل لأن الكاتب أن الصراع هذا امتد إلى صراع بعد الإسلام (الدولة الأمويين نسبة إلى أمية بن عبد شمس بحفيده معاوية ) والدولة العباسية نسبة للعباس بين عبدالمطلب بن هاشم ) وهذا الصراع ذاته بين المذهب السني والمذهب الشيعي السؤال هنا : هل هناك ارتباط بين العدوات والخصومة بين أبناء العمومة وبين نشأة المذاهب الدينية ؟!
—— من بين ما ذكره : *أن هاشم (الجد الثاني للرسول)هو أول من سن رحلتي الشتاء والصيف وعن علاقته بمصاهرة اهل يثرب وهناك ولد وتربى ولده (عبد المطلب) وبموت هاشم تولى اخوه (المطلب) المناصب وبوفاته اتى بعده (عبد المطلب) الذي قوى علاقته بـاخواله من اهل يثرب والصراع الذي دار بينه وبين عمه (نوفل بن عبد مناف )
وضع سيد القمني فصل في الكتاب عن جذور الأيديولوجية الحنيفية وعلاقتها بالاسلام وبمحمد وإيمانهم بالبعث والحساب والجنة والنار وذكر اهم رواد المرحلة تلك زيد بن عمرو بن نفيل أمية بن عبدالله بن الصلت — بعدها ظهر النبي المنتظر
بناقش الكاتب انه ظهور الدين الاسلامي ، ماهو الى مجرد امر طبيعي تابع لتراكمات ثقافية وسياسية وقبلية ، ببلش الكتاب بحلم قديم لشخص حاول يوحد التجار في البداية من خلال دمج المعابد ( الكعبات ) الكانت منتشرة بين العرب بمكان واحد يكون تحت ايده ، وفعلاً نجح ومع الوقت صار الحساس العربي بده نبي يعمل تغير زي باقي شعوب والناس المجاورين من اهل الكتاب والمجوس وغيرهم .. وبعدها ظهر جماعة الموحدين او الحنفيين اللي برجعوا لنبي العبري ابراهيم وفي بعض اعتقد انهم الصابئة ومن هون ظهرة كلمة صبا ً البتيجي ببعض الاحاديث .. .
وبعدها ومع كل هاي الامور ظهر نبي عربي من نسل شريف متبع بهيك الانبياء اللي كانوا قبله ..
هذا باختصار الكتاب .
رأيي بصراحة بحث كويس وممتاز في فهم الظاهرة الاسلامية ولكن برأيي برضه البحث ضعيف من بعض الجوانب زي انهم بعض الاحاديث المفصلية ضعيفة الاستدلال الكبير كمان على الشعر مش قوي مع انه فعلاً العرب كانوا حسب ما وصل لينا كل اشي بسجلوا بشعر ولكن احنا اليوم بنعرف انه كل الشعر القديم عبارة عن شعر منحول ... وهذا كلام طه حسين وكمان رشيد ايلال وفراس السواح وعدد من الباحثيين بتاريخ وانا اتفق معاهم ...
النقطة الاخيرة نعم ممكن يكون هاي الاحداث سبب بظهور الظاهرة المحمدية ولكن هل هي عنجد بتشرح سبب نجاح هاي الظاهرة ؟ هل هي عنجد بتكفي ؟ لا اعتقد هيك
كتاب أثير حوله الجدل... فهو يرى أن نبوة محمد هي امتداد لخطة قصي بن كلاب، وهاشم من بعده، وانتهاءً لعبد المطلب... وهو بذذلك يجعل النبوة دعوة مزعومة بشرية، ولا علاقة لها بوحي السماء... ولكن الأمر أكبر من ذلك، إنما هو اصطفاء من الله، وتوفير البنية المعرفية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية لمثل هذا الحديث؛ وهو إعلان الرسالة الخاتمة وقيام الدولة الإسلامية، وفي بقعة كمكة، لا يُمكن فصل التجارة عن الدين، كما لا يُمكن فصل بناء الدولة عن الدين. يحتاج قارئ هذا الكتاب لقراءة متعمقة من مصادر أخرى، لكي يفهم مقصد الكاتب، وهو في غالب الأحوال استند على انتاجات غيره من المؤلفين، فاعتمد عليها، وخرج بنظرية جديدة، وهي قابلة للنقض والتصويب. وعند قراءتي لبعض مواضيع هذا الكتاب؛ الذي جاء بسيطًا وسهل الكلام، وخفيفًا... ولكنه أوصل الفكرة، وهو يتناقطع ما ما ذهب إليه معرفو الرصافي، في شخصيته المحمدية، وبالجمع بين تلك القراءتنين، يُمكن الخروج بنتائج جديدة.