الشارلستون والفساتين القصيرة، التلفزيون الملون، خلي بالك من زوزو، مقتل سلوى حجازي، حرب أكتوبر، محمود الخطيب، حسن شحاتة، وفاة فريد الأطرش وأم كلثوم وعبد الحليم، المغامرون الخمسة، جماعة التكفير والهجرة، مدرسة المشاغبين، ويمبلدون، كأس العالم، ماما نجوى وبقلظ، بروس لي والكاراتيه، برنامج العالم يغني، نجم والشيخ إمام، السادات في الكنيست، انتفاضة يناير 1977، فوازير نيللي، معاهدة السلام.
بين وفاة عبد الناصر واغتيال السادات، شهدت مصر والعالم تحولات مهولة: انقلبت السياسية وتبدل الاقتصاد وتطورت التكنولوجيا، فتبدلت حياة الأسرة المصرية. هذا الكتاب الممتع يبتعد عن التأريخ الأكاديمي الجاف، ويجعل القارئ يعيش داخل أسرة تكاد تكون نموذجًا لعديد من العائلات المصرية وقتها. ففي سرد حي وشيق، يذكرنا ناقدنا الثقافي المتميز محمود عبد الشكور بهذه السنوات الثرية: نعيش معه طفولته ومراهقته بين القاهرة والصعيد، ونرى من خلال عينيه كيف عاشت العائلة المصرية، كيف كان التعليم في المدارس، ماذا كان الناس يقرأون في السبعينيات، وماذا كانوا يشاهدون في التلفزيون والسينما والمسرح.
كتاب يربط بذكاء بين الخاص والعام، ويحكي لنا قصة جيل كامل وعصر مثير مليء بالحيوية والإبداع.
استمتع بأجمل أغاني السبعينيات التي اختارها محمود عبد الشكور وأنت تقرأ كتابه الممتع "كنت صبيا في السبعينيات: سيرة ثقافية واجتماعية" على ساوندكلاود: https://soundcloud.com/al-karma-publi...
محمود عبد الشكور، ناقد سينمائي وأدبي مصري من مواليد ديسمبر 1965، تخرج في كلية الإعلام قسم الصحافة عام 1987، وكان أول دفعته شعبة صحافة... تدرب في جريدة «الوفد»، وعمل في مكتب جريدة «الأنباء» الكويتية، نشرت مقالاته في عدد كبير من الجرائد والمجلات العربية والمصرية، مثل «القبس» الكويتية، «اليوم السابع» الباريسية التي كانت تصدر في نهاية الثمانينيات، جريدة «روز اليوسف» اليومية، مجلة «روز اليوسف»، جريدة «التحرير»، مجلة «السينما الجديدة»، مجلة «الهلال»، جريدة «اليوم الجديد»، موقع «عين على السينما»، وموقع «الكتابة»... اشترك في لجان المشاهدة لمهرجان القاهرة السينمائي ومهرجان الإسماعيلية للأفلام الوثائقية، وكان عضوًا في لجنة السينما بالمجلس الأعلى للثقافة، وهو عضو نقابة الصحفيين، وعضو جمعية نقاد السينما المصريين، ويشغل الآن منصب نائب رئيس تحرير مجلة «أكتوبر»، له مؤلفات أدبية وسينمائية مثل: «كنت صبيًّا في السبعينيات»، «كنت شابًّا في الثمانينيات»، «سينمانيا»، «ونس الكتب» بجزأيه، «داوود عبد السيد سيرة سينمائية»، «محمد خان سيرة سينمائية»، رواية «حبيبة كما حكاها نديم»، ورواية «ألوان أغسطس» الصادرة عن دار دوِّن عام 2022
قبل أي شيء، هذا هو نوعي المفضل من الكتب-وتحديداً من أعمال السيرة الذاتية-.. هذا الكتاب من النوع القادر على جذب الانتباه وتحريك المشاعر والعزف على أوتار الذكريات من الصفحات الأولى.. ولا أنكر أنني بكيت -لا إرادياً- وبلغ بي التأثر شدته في الصفحة الثانية او الثالثة ربما، عندما جعل الكاتب "وصف موت جمال عبدالناصر" مفتتحاً للأحداث.. ونقطة إنطلاق نحو زمن جديد.. تنفتح فيه مصر على العالم.. وتنفتح آفاق الكاتب على دنيا جديدة، أكثر رحابة! أحببت الكتاب بشدة، وأحببت انه ليس مجرد "سيرة ذاتية" أو شخصية بمعني أصح.. تتناول حياة الكاتب وتجاربه، وكفى! بل أنها سيرة ثقافية وسياسية واجتماعية وفنية، تشمل أهم ما اتسمت به هذه الحقبة الثرية من تاريخ مصر.. والتي كانت لها مساهمات عظيمة في تشكيل الواقع وإعادة رسم تكوين المجتمع المصري. احببت التفاصيل المتنوعة التي ذكرها الكتاب، بدءً من الحياة في قلب القاهرة، في شبرا تحديداً، مرورا بالحياة في صعيد مصر، ورجوعاً إلى القاهرة مرة أخرى. أعجبني سرده لأهم مصادر العلم والمعرفة في هذه الفترة، كما أحببت أنه سرد بدقة وبتفصيل كيف ساهم التلفزيون المصري في توسيع آفاق أبناء هذا الجيل وتثقيفهم. ارشح هذه الرواية وبشدة، خاصة لمحبي البحث في تاريخ مصر الحديث. وأخيراً، عليّ أن اشيد بأسلوب محمود عبدالشكور السلس والشيق في السرد والنقد والتحليل.
بالتأكيد سأكون متحيزا لهذا الكتاب, فأنا ايضا كنت صبيا في السبعينات. وأعتقد ان أبناء الأجيال الأخري لن يعطوه مثل هذا التقييم لانه قد لا يثير عندهم نفس الحنين الي ذلك العصر. الكتاب موثق بشكل جيد جدا, و كلما أحسست ان الكاتب قد نسي شيئا ما أجده قد ذكره بعد بضعة صفحات. رحله بين جنازتين الأولي لعبد الناصر و الثانيه للسادات, و بينهما السبعينات عقد التحولات الكبري التي مازالت تحكم مصر و العالم العربي. كرر الكاتب كثيرا جملة أننا لم نكن نعي كل ما يتغير حولنا و أننا كأطفال شهدنا بدايات الانهيار الاقتصادي و الثقافي الذي وصلنا الي قمته الان. تغيير اقتصادي عشوائي من اشتراكيه قحه سمتها طوابير السلع الممتده الي انفتاح استهلاكي فج غير قيم كثيره حولتنا الي حاله اقتصاديه فريده لا تنتمي الي اي منهج اقتصادي. عقد بدأ بموت البطل المهزوم و مر بانتصار مدوي علي عدو رضعنا كرهه في اللبن و انتهي بسلام اربكنا بسرعته, ثم بقتل بطل السلام. تخيل ان تكون طفلا ترسم موضوعا عن حرب أكتوبر و الانتصار العظيم ثم في اليوم التالي يكون عليك ان ترسم لوحة تمجد السلام مع نفس العدو. أن تبدأ حياتك و حولك الميني جيب و الشارلستون و تتغير الصور حولك بسرعه الي الجلباب و الذقن. حاول الكاتب ان يغطي مختلف نواحي الحياه في السبعينات و نجح في ذلك الي حد بعيد. الشئ الوحيد الذي افتقدته هو وصف الحياة في القاهره حيث ان الكاتب تركها مبكرا الي الصعيد. أذكر رونق حديقة الحيوان و جمالها قبل أن تتحول الي المسخ الذي صارت اليه. أرض المعارض في الجزيره (موقع الاوبرا الحالي) ومعرض الكتاب هناك. و هناك ايضا كان معرض الغنائم بعد نصر اكتوبر. مسرح العرائس في الأزبكيه و السيرك القومي في العجوزه لما كان ينافس أقوي عروض السيرك في العالم. الترام و الترولي باص. سينما راديو و أفلام والت ديزني. الكتاب ممتع للغايه و حتما سيثير أشجان أبناء جيلي.
كتاب لطيف للغاية بدايةً من غلافه. قراءة السير الذاتية من أمتع القراءات بالنسبة لي لما تحتويه من رصد لجوانب الحياة الإجتماعية في الحقبة التي تعرضها. ربما تعتبر حقبة السبعينيات مألوفة بالنسبة لي و ربما قد ورثت مشاعر حنين إليها رغم أني من مواليد الثمانينيات و ذلك لكثرة ما قرأت عنها، و لكثرة ما سمعت أبي و هو يسترجع ذكريات شبابه. ربما كان الشيء السخيف الوحيد بالنسبة لي أثناء قراءة الكتاب هو الملل المعتاد الذي يعتريني عندما أجد النَفَس اليساري في الكلام عن ظهور الحجاب و اللحى مروراً بمصطلحات (المتأسلم) و (الوهابية) و هلم جرا. كان من اللطيف أيضاً أن أمضى الكاتب الذي ولد في القاهرة أغلب فترة صباه في الصعيد بعيداً عن المركز، فعرض صورة بسيطة عن المجتمع في هذه الفترة، و إن كان أغلب رصده للتغيرات في هذه الحقبة كان معتمداً على التليفزيون و السينما
كتاب جميل نجح في نقل كل ملامح الحياة في فترة السبعينات بشكل مش معقول.. من برامج الراديو للتلفزيون للشارع لأشهر الأفلام والأغاني وحتي عناوين الجرايد والمجلات.. يمكن نجح في رسم صورة متكاملة عن العصر ده مرورا بتجربته الشخصية في تناول كل حاجة ونجح جدا إنه يخليني أحس إني عايش في الوقت ده للحظات إلا إن الكتاب كان ممكن يخرج بتنظيم وترتيب أفضل من كده.. تجربة وشهادة مهمة علي عصر غني فعلاً بأسلوب جميل وبسيط وبعين ناقد وفنان حقيقي
هذه سيرة ذاتية ليست عن شخص ، بل عن فترة تاريخية كتبها شخص عادي عايش ما عايشه أغلب الأطفال في تلك الفترة . ما يميز الكتاب أنه ليس أكاديمي جاف ، يجعلك تشعر و كأنك تقرأ كتاب درس ، بل أسلوبه مرن كأنه يثرثر معك عن ما عايشه في تلك الفترة .
يتحدث عن أسلوب المعايشة ، الأفلام و المسلسلات في فترة السبعينيات ، الأحداث السياسية و بالطبع الكروية ، برامج الراديو ثم دخول التليفزيون و برامجه ، سياسة الانفتاح و تغير الحياة من مرحلة لمرحلة .
و هذا نوع ذكي من الكتابة ، كما لو أنك في آلة زمن ترى ما يحدث في زمن معين ، كيف قابله الناس و ماذا حدث .
لكن ما ينقص هذا الكتاب هو الأسلوب ، كان أسلوب الكتابة قدر بساطته خالي من أي أسلوب سرد مشوق أو مميز ، حتى أنه يسقط في مواضع كثير في الملل ليضطرك لتعبر صفحتين أو أكثر ، كما أن الكاتب اكتفى بالتعليق الحيادي على الأشياء حتى يشعرك أنه مجرد محرر و ليس كاتب لسيرة هو عايشها .
لم يكن الأسلوب جيد و خالي من أي ميزة .. لكن الكتاب نجح في إيصال الكثير من المعلومات الثقافية ، تحدث عن أفلام و مسرحيات كثيرة و مسيرة نجوم و شهرتهم ، معايشة الطبقة المتوسطة في مجتمع السبعينيات . ربما إذا كان هناك حكايات شخصية أكثر ، حكايات عن موضة الفساتين القصيرة الملونة ، حكايات شباب هذه الفترة من وجهة نظر الصبي لكان أصبح الكتاب أفضل .. كما أن القصتين القصيرتين في نهاية الكتابة لم يكن هناك أي داعي أو هدف من وجودهم ، في نظري ما كانا إلا مجرد تنبيه من الكاتب أنه كاتب ! سيئين جدًا و لا يمت بصلة للقصة القصيرة .
الحقيقة أن مشكلتي مع هذه النوعية من الكتب التي تمزج بين الخاص و الواقع الإجتماعي و الثقافي، تكمن في حبي الشديد لكتاب أوراق العمر للويس عوض و إعجابي بصراحته و عمق رؤياه. كتاب محمود عبد الشكور يعد بأكثر مما يفي .. و تشعر من الوهلة للأولى أن الكاتب غمس قلمه في الحنين فلم يرى من السبعينيات إلا الجميل و حتى في تناوله لتيارات العنف الديني كان مجرد تسجيل للأحداث متعجب و متجاهل كي لا يفسد رحلته. يمكن إجمالاً القول بأن الكتاب اهتم بالتسجيل على حساب التحليل فكانت الرحلة سطحية لا تزيد القارئ شيئاً من رحلته إلى الماضي تلك. للمقارنة قارن بين عودة عبد الشكور إلى أي حدث سبعيناتي و بين تحليل لويس عوض لحادث ريا و سكينة و أدهم الشرقاوي في كتاب أوراق العمر. لكن هذا لا ينكر أن الكتاب ممتع و قراءته محبذة.
ملحوظة شكلية : تعجبت و أنا أرى بأن بالغلاف الخلفي للكتاب به تعديل معمول باليد بقلم جاف .. كتب بالخطأ أن العام 1979 بدلاً من 1977 .. فعدلت باليد من ال9 إلى 7 .. و يباع الكتاب ب65 جنيه. بما أن دار الكرمة تعد القارئ بالجودة في ما يقرأ لابد أن يكون إخراجه بنفس الجودة.. و نتمنى منهم إعتذاراً حتى لهذا التشويه السخيف ..
أحد أجمل السير عندي هي التي تبتعد عن الفردانية في السرد،وتسرد تاريخ جيل كامل بكل أحلامه وآماله وتفكيره بل وحتى ما كانوا يشاهدون في السينما والتلفزيون والكُتّاب الذين أثروا في هذ�� الجيل،بل حتى ما كانوا يلبسون ويلعبون.
وكان هذا الكتاب يعبر عن كل ما أحببته في السير الذاتية ما جعلني-ونا غير المصري ولم أكن من هذا الجيل-أستمتع وأنا اقرأ الكتاب ولم أشعر بالممل مع الصور الجميلة التي تضمنها الكتاب اضافة متعة للكتاب.
كان مشروع كتاب عظيم لكنه فشل لان الكاتب كان صغير جدا ليدرك ما يحدث حوله ولأنه كان في قرية في الصعيد فلم يرى شيئا ذا بال في كل الأحداث الجسام التي مرت في هذا العقد. ولم يستطيع الكاتب ان يدمج مشاهداته القليلة بتحليل أقوى او ربط بشهادات مشابهة بل كان كل تركيزه هو الأفلام و المسلسلات و برامج الراديو بطريقة زائدة. ربما كان عليه وضع عنوان أكثر دقة للكتاب ليكون عن تاريخ الفن في السبعينات مثلا
ناهيك عن التحليلات السياسية و الإجتماعية والاقتصادية السطحية والضحلة والمليئة بالإكليشيهات. شعرت أن الأجزاء السياسية كانت ثقيلة على الكاتب لذلك جائت مقتضبة مقارنة بالراديو و التلفزيون.
تحية لوالد الكاتب رحمه الله. كان شخصية مثقفة وناضجة جدا. ربما كان أفضل ما في الكتاب.
من أجمل ما قرأت هذا العام. كتاب يدخلك إلى فترة السبعينات البعيدة، ولكن ليس ككتاب تاريخ أو سياسة، بل كتاب ينقل لك التراث الثقافي والاجتماعي بعيون طفل سجل ما حوله في تلك الفترة التي شهدت تغييرا حقيقيا في حياة البشر. كتاب ممتع وسجل هام لتلك الفترة حتى نتعرف نحن على شكل الحياة حينها، وندرك ما فاتنا، ونقارن بين عصر مضى وعصر عشناه ونتذكر تفاصيله.
كتاب مسلي يأرخ لتاريخ مصر الثقافي والفني في فترة حكم السادات من خلال سيرة الكاتب الذاتية في فترة طفولته . سيستهويك الكتاب لو كنت من هواة الاعمال الفنية والأدبية وتاريخها وكذلك لو عشت هذة الفترة و تستعذب ذكرياتها .
أفضل ما قرأت من فترة طويلة و بداية عودتي لقراءة الكتب العربية بعد ان اقتصرت لمدة سنتين علي الانجليزية كتاب ممتع كعادة اسلوب محمود عبد الشكور ويضيف تصور عن التطورات الثقافية والسياسية في السبعينات من منظور مراهق مع سرد لبعض الاحداث التي تسببت في تغيير مصر بالكامل كتاب تنتهي منه لتأتيك الرغبة الملحة في استكمال قراءة الجزء التاني من السيرة الاجتماعية بالتمانينات وانا مستني اتاحته علي امازون لاقتناء النسخة الالكترونية
إن كنت من عشاق التاريخ , فما أجمل أن تقرأه بصورة مختلفة , أن تقرأه برؤية عينيى صبى يحكى بدون أحكام عن أيام عاشها متنقلا بين العاصمة والصعيد فى سنوات حافلة بالأحداث , كالسبعينات , ويرصد التغيرات التى حدثت بالمجتمع وما طرأ عليه فى كافة الأصعدة السياسية منها والإجتماعية والثقافية والفنية وحتى الكروية ,, استمتعت كثيرا بالكتاب برغم حجمه الكبير فشكرا للكاتب
كتاب محترم يستحق القراءة تخطى السيرة الذاتية الى توثيق رشيق للحياة السياسية والاجتماعية والثقافية لتلك الفترة وإضاءة لأعمال فنية وثقافية تستحق المشاهدة .
ليست بالعمق الكافي..ولكنها خفيفة رائعة ملأة بالحياة ..تأريخ لحقبة السبعينات في إيجاز ممتع...أنصح بقرأءتها ولكن لا تنتظر منها اي عمق او فلسفة...فقط للمتعة
يوميات قراءتي لكتاب كنت صبياً في السبعينات سيرة ثقافية واجتماعية لمحمود عبدالشكور
ـ دلني على هذا الكتاب "بلال فضل" في برنامجه الشيق "عصير الكتب" ولست أثق دوماً في اختيارات بلال فضل الإبداعية ليس لأن ذائقته ضعيفة (بل بالعكس) لكن بسبب مجاملته لأصدقائه ورفاقه ولدور نشر يرتبط بعلاقة مع أصحابها، لكني بحق انتفعت بكثير من الكتب التي نصحنا بها، ولا سيما قوائمه الأولى، أما بعض الكتب التي يحتفي بها أو بمؤلفيها في برنامجه؛ فثمة شللية تسوقه في انتقائها وانتقائهم، وقد أكلت مقلباً في أكثر من كتاب اشتريته ووجدته دون المستوى المأمول!
ـ أقرأ هذا الكتاب الآن في تطبيق "جوجل بلاي" على الحاسب، ولم أشتره بعد منهم؛ لأني لا أريد أن أخسر مالاً على نسخة هوائية من كتاب ضعيف؛ لذلك أقرأ الآن النموذج المجاني الذي لا يتجاوز ربع صفحات الكتاب، لكنها صفحات كافية ـ في اعتقادي ـ للحكم على استحقاقية الكتاب لإكماله و شرائه.
ـ تصميم غلاف الكتاب كان موفقاً كثيراً، فهو يشوقك للكتاب بهذه الصور المعبرة والألوان الجميلة والمتناغمة، ونوع الخط الذي تم اختياره، يظهر في الصورة ـ فيما يبدو ـ المؤلف وهو صغير في أعلى الصفحة، وصورة ممثلين كأنهم عادل إمام ويونس شلبي وأحمد زكي وآخر لا أعرفه، وصورة للمغني إمام والشاعر أحمد نجم، ثم صورة لامرأة لا أعرفها، وبعدها صورة كبيرة تجمع السادات مع كسينجر.
ـ اختار المؤلف أبياتاً قصيرة لصلاح عبدالصبور ليبتدئ بها الكتاب، وذيَّل الأبيات بهذه العبارة:"كتبها صلاح عبدالصبور ليرددها أبي فأحفظها عنه" أستطيع أن أفهم من هذا النص أن المؤلف نشأ في وسط ثقافي بدليل الأب الذي يردد أشعار صلاح عبدالصبور، وأعتقد أن الكتاب بدأ من هذه الأسطر وابتدأ فهمنا لسيرة المؤلف منه.
ـ أنهيت حتى الآن عشر صفحات، وليس فيها ما هو جديد أو فريد، واحتلت وفاة عبدالناصر مساحة كبيرة منها، رغم أنه محسوب على الخمسينات والستينات، ومسكينة أنت أيتها السبعينات يخدعوننا بك لقربنا منك فنكتشف أنها حيلة لندخل عالمهم عالم الخمسينات والستينات الذي مللنا من القراءة فيه وعنه.
ـ أوحى لنا المؤلف أنهم سيحاكم عبدالناصر وعصره لكنه لم يزد على أن زكاه وقال فيه ما يقوله كل ناصري حتى الساعة! هم يرون إنجازاته كأنها أبحر، أما أخطاؤه فسواقي متقطعة لا تكاد ترى!
ـ يبرر امتداحه لعبدالناصر وتمجيد المصريين له من أن المصريين لا يتركون أبداً حاكماً أحبهم وأراد أن يخدمهم في الوقت الذي ينسون فيه كل حاكم أساء لهم ولم يخدمهم ثم يقول المؤلف: "لو أحب الحاكم المصريين وعمل لصالح الغلابة، سيفعل الشعب من أجله المستحيل كما فعل مع عبدالناصر" أقول للمؤلف: حتى ستالين عمل من أجل الغلابة، ومع ذلك كان طاغية جباراً، ومثله عبدالناصر الذي إن كانت له بعض الإيجابيات لكن سلبياته أكبر، ويكفي أنه أول من أنشأ دولة المخابرات في بلادنا العربية، وكان المصريون وقتها يخافون من رجال الأمن على نحو لا مثيل له في جميع البلاد العربية، قبل أن تلحق بهم سوريا والعراق وليبيا...
ـ يكتب المؤلف بلغة عربية سلسة وسليمة لكنه أورد كلمة عامية لا يعرف كثيرون معناها وهي:"زرجنتُ" في سياق يوحي أنها بمعنى رفضت أو أبيت! هل لها علاقة بصباه في السبعينات؟!
ـ جمل المؤلف قصيرة جداً، ولو فاتتك جملة لربما غمض عليك معنىً في العبارة، وهو بلا شك متمكن من لغته، لكن هذا الاختزال اللفظي مرهق للقارئ الذي اعتاد على الجمل الطويلة.
ـ وصلت إلى الصفحة 18 من الكتاب وأرى الكتاب أهلاً لأن يشترى، وعندما بحثت عن سعره وجدته على تطبيق جوجل بلاي بـ 31 ريالاً، أما في تطبيق مكتبة جرير فبـ26 ريالاً فأغرتني هذه الريالات الخمسة(قاتل الله البخل) في شرائه وليتي لم أفعل إذ لم أتذكر إلا متأخراً أن تطبيق مكتبة جرير لا يتيح لقارئه تصفح الكتاب على الحاسوب إلا عبر برنامج المحاكي البطيء الذي رفض أن يتنصب على حاسوبي الآخر والأكثر منه بطئاً! لكن من إيجابيات شراء الكتب من تطبيق جرير أنه يتيحها على جهاز إنكبوك الذي عندي، ومع هذا أرى أن قراءة الكتاب على الحاسوب أفضل وأمتع لي لأنها تتيح لي الكتابة والأنترنت بسهولة ويسر، وسأكمل الآن قراءة الصفحات المجانية في جوجل بلاي ثم أقرأ الكتاب إما عبر محاكي أندرويد في الحاسب أو في جهاز إنكبوك وكلاهما خيار سيئ لي مقارنة بالحاسب أو مقارنة بنسخة البي دي إف في جهاز كندل الدي إكس، أو نسخة الكندل في جهاز كندل الصغير والجديد.
ـ أقرأ الكتاب الآن في تطبيق مكتبة جرير للكتب، وهو تطبيق ينافس تطبيق جوجل بلاي للكتب في إمكاناته، وأستخدم برنامج محاكي أندرويد على الحاسب حتى يتسير لي الدخول على برنامج جوجل بلاي وتحميل تطبيق جرير، وأنا أفضل القراءة على الحاسب من القراءة على كندل أو إنكبوك أو الجوال، وإذا كنت في غرفة النوم أو في الخارج أو في حوش البيت استخدمت الكندل أو الإنكبوك أو الجوال بحسب تيسر الكتاب فيهن، ولكل واحد منهن استخدام يختلف عن الآخر، وحاجة تقتضي استخدامه.
ـ المؤلف يكتب بأريحية عذبة ومهذبة جداً، وبروح محبة لتلك الأيام، وجميع ذكرياتها، وأشخاصها، هل لأن حياته كانت هانئة وقتذاك، أم أننا ننظر دوماً إلى مرحلة الصبا بمحبة وشوق تصبغ شعورنا نحوها؟!
ـ رغم أجواء الثقافة والمعاصرة التي عاشها المؤلف في صباه إلا أن بيتهم كان خالياً من التلفاز رغم أن هذا كان في بداية السبعينات! لكن إذا تذكرنا أنه عاش صباه في الصعيد(لم يذكر حتى المدينة التي سكن بها) أمكن لنا تفهم ذلك، لكن ألم يدخل عبدالناصر التلفاز إلى الصعيد؟!
ـ بهاء الطفولة عند المؤلف انسحب على كل شيء يصفه في هذه المرحلة، فهو غاية في المثالية والنقاء وحتى حزنهم كان مثالياً نقياً صادقاً!
ـ لازمتان للمؤلف صاحبتاه من بداية الكتاب، الجمل القصيرة، والمثالية في كل شيء يصفه، أو يصف شعوره حياله، ونحن إن انسجمنا مع الأول واعتدنا عليه حتى ألفناه، فلا زلنا نشعر حيال الثاني بشيء من الضيق، وأتمنى أن لا تسير صفحات الكتاب على هذا النحو الثابت.
ـ يبدو أن المؤلف ـ حتى الآن ـ متواضع جداً في الحديث عن قيمة والده الذي أخبرنا الآن أنه كان سكرتير المجلة الفلسفية التي يرأس جمعيتها الدكتور زكي نجيب محمود!
ـ الأب درس في القاهرة ودرَّس فيها لكنه عاد في نهاية الستينات إلى الصعيد، بدأ جزء من الصورة والفهم يكتمل لديَّ.
ـ الوثائق التي يرفقها المؤلف بين ثانيا الأسطر تمنحها حياة جديدة، وعبقها يعيدنا إلى تلك السنين الخالية، صورة أبيه بالبدلة الكاملة التي كان يلزم بها المعلمون آنذاك، والدعوة المطبوعة بآلة الكاتبة لحضور منقاشته لرسالة الماجستير، وصورة جدته التركية بلبسها الفلاحي...
ـ لا يترك جهازاً أو آلة أو حاجة من استخدامات المنزل آنذاك إلا ذكرها وبعضها مستخدم حتى الآن وأخرى توقف استخدامها كالوابر، ولنتذكر أن هذا الكتاب للتاريخ، وهذه الحاجات والأسماء ستبقى غريبة ومثيرة لكل من سيقرؤها في العقود والقرون القادمة.
ـ الجمل القصيرة التي يستخدمها المؤلف في أسلوبه تمنحه حرية في الكتابة، والانتقال من موضوع إلى آخر في الفقرة الواحدة، لكن خلو النص من الحوار أثقله وأجهد قارئه.
ـ يحرص الكاتب على وصف الأمكنة بدقة شديدة كأنما يخشى عليها الضياع، أو يرغب في تخليدها على مر الزمان، إنه يتعامل مع كتابه باعتباره وثيقة تاريخية أكثر منه نصاً أدبياً أو كتابياً.
ـ يؤكد لي هذا الكتاب التنوع العرقي في المجتمع المصري، فهم خليط من أجناس شتى، بعضها معروف وموثق وأخرى غير ذلك أو هي هجين من الجميع، أقباط، عرب، أتراك، نوبة، أفارقة، يونان، ألبان، فرس...الخ لكن البوتقة المصرية تصهرهم وتجعلهم شبه متجانسين في طباعهم وعاداتهم، والعجيب أن كل أقاليم مصر فيها هذا القدر من التنوع بما فيها أكثر الأقاليم انغلاقاً عرقياً وهو الصعيد، والمؤلف وأسرته نموذج على ذلك.
ـ الكتاب لا يسير على وتيرة زمنية متدرجة تماماً بل تجد مؤلفه يعيد ويبدئ أحياناً فيقدم ويؤخر ويتذكر ما له علاقة بحديثه أو بما يزيده وضوحاً دون أن يخل بهذه التراتبية الزمنية التي التزم بها من البداية، وهذا بلا شك منحه حرية أوسع ووصفاً أرحب.
ـ جاوزت الآن الصفحة الخمسين من الكتاب، وكل الأشخاص والأحداث التي يتذكرها ويصفها المؤلف مثالية ورائعة، ولكن لأتذكر هل لا يزال بعدُ طفلاً!
ـ متعة هذا الكتاب تنبع من أن نفسك تحدثك أثناء قراءته بأن تصنع مثله!
ـ تفصيلات الكاتب دقيقة جداً لذكريات طفولته لدرجة أنها تصيبك بالملل أحياناً، ولم يبق إلا أن يصف لنا كيف كان يربط حذاءه ويمضغ طعامه؟!
ـ وصفه لدخول التلفزيون في بيته أخرجنا من وصفه الممل، وبدا وصفه الآن يشوقني ويدهشني، ليته هكذا يصف ما هو جديد وفريد.
ـ بلا شك أن الأنترنت أسعف المؤلف بكثير من الصور عن تلك الفترة، وأيضاً هو أسعف القارئ في البحث عن مقاطع فيديو وصور وشهادات لتلك الفترة، فأنت تقرأ ثم تبحث في اليوتيوب أو تبحث في جوجل صور، الأنترنت منح الكتب حياة جديدة، وحاصر المؤلف بقراء يستطيعون التوثق من كل ما يقوله، أو يستزيدون منه.
ـ صحيح أن المؤلف أكبر مني بعشر سنين لكن السنوات التي يصفها عشتها، ومع ذلك لا أجد نفسي مشدوداً ولا مدهوشاً بما يحكيه عن ذكرياته فيها! هل لأني عشتها مثله وقليل هو الجديد الذي أخبرني به، أو المدهش الذي ذكَّرني به؟ لكن من كانت سنهم دوني ربما كان وصف المؤلف شائقاً بالنسبة لهم، ويحضرني ذلك الشوق وتلك الدهشة التي تخالجني وأنا أقرأ وصف حياة الأربعينات والخمسينات وما دونها، ولعل هؤلاء مثلي!
ـ أخيراً قرأت شعوراً سلبياً للكاتب وانطباعاً يعبر عن استياء وهذا هو النص:"كنا وما زلنا في زمن لم يعرف بعد حماقات المتأسلمين، الذين يعتقدون أن الرسالة قد نزلت عليهم، وأنهم وحدهم الذين سينشرون الدعوة" ولا شك عندي طبعاً أن الحياة التي وصفها الكاتب والتي عبرت عنها أفلام السينما وأغنيات ذلك الزمان تؤكد بُعد الناس عن الرسالة التي أنزلت عليهم، ووجوب أن ينهض بعض الأنقياء لنشر الدعوة من جديد.
ـ يرى المؤلف أن قرية "العسيرات البحرية" في محافظة سوهاج أصول سكانها تنتمي إلى إقليم "عسير" ببلاد الحجاز، هاجروا واستقروا في مصر. طبعاً إقليم عسير لا يقع في الحجاز وإنما في جنوب المملكة قرب اليمن.
ـ الكاتب يجيد الوصف، لكنه لا يقدر على أن يتعمق في الفكر أو يحلل الأفكار، وتبدو استنتاجاته أحياناً ساذجة وبسيطة وقريبة لرأي رجل الشارع لا إلى الرجل المثقف، انظر إلى مواقفه السياسية ابتداءً من عبدالناصر إلى نهاية السادات تجدها كذلك شبه ملتزمة بالموقف الرسمي، مساقة إلى تبرير أخطاء قادتها، والنظر إليهم كآباء يجب أن يحترموا وتتلمس لهم المخارج في كل ما ارتكبوه.
ـ من علامات الكتاب الجيد أنك تقرؤه وتتمنى أن لا تنتهي منه، لكن هذا الكتاب بت أتمنى التوقف عن قراءته، لأني شعرت بالملل، فلقد أشبعت فضولي من أيام السبعينات، والمؤلف يعيد ويكرر في وصف أشياء تتشابه أو هي معروفة بطريقة تدعو إلى الملل، ولولا شرائي للكتاب لتوقفت عن قراءته!
ـ بت أملك الآن قدرة على معرفة رأي الكاتب في قادم الأحداث، ولم يعد يدهشني شيء، لكن يظل النص جميلاً بما يحمله من ذكريات.
ـ الكاتب يعدد حتى عناوين المسلسلات والأغاني حتى تخال أنه لم يترك شيئاً انظر مثلاُ إلى عدد برنامج الأطفال التي عدَّد مشاهدته لها وإعجابه بها إنها كثيرة جداً!
ـ يحتفي الشاعر بالسبعينات، وفي رأيي أنه إذا كانت أيام الستينات نهاية الأحلام وزمان الهزائم فإن السبعينات هي زمن تحلل كل شيء، وهبوط كل شيء، في الأدب والفن والمجتمع والسياسة والاقتصاد.
ـ عرض المؤلف للإعلانات التجارية التي ازدهرت في السبعينات كان موفقاً جداً في كشف دلالة التغير الذي طرأ على المجتمع، والنمط الاستهلاكي الجديد الذي وفد إليه، وضاعف من احتياجاتهم وتطلعاتهم.
ـ الصورة المثالية التي يرسمها المؤلف لأبيه هي ذاتها الصورة التي يرسمها للسبعينات التي عاشها صبياً، ترى هل استعار المؤلف منظار الصبا ونظرة الطفولة حتى يكتب كتابه؟ الكتاب مصبوغ بلغة حالمة لهذا العقد، كأنها حديث صبي يتذكر صباه بالفعل؟ هل قصد المؤلف ذلك، أم أنه استنتاج ساذج من عندي؟!
ـ يستحيل أن تحتفظ ذاكرة المؤلف بهذه المعلومات الغزيرة والمرتبة عن هذا الكم الهائل من المسلسلات والأغاني والأفلام والإعلانات التجارية والأحداث، ويقنياً أنه يستعين بكتب ودراسات ومقاﻻت تتناول هذه المواضيع، أو يعقد لقاءات مع عديدين عاشوها.
ـ يحتل الإنتاج التلفازي والإذاعي في السبعينات مساحة كبيرة في تناول هذا الكتاب، بحيث ﻻ يعدله شيء آخر مما يدل على أثر هذا الطارئ العجيب على حياة الناس ومعاشهم والذين عاشوا قروناً وهم أبعد ما يكونون عن هذه الحياة اﻻفتراضية، ولعل حياتهم أنذاك كانت أقل قلقاً وأكثر سعادة، وماذا صنع هذا الطارئ الجديد غير إفساد أخلاق الناس بل إعادة صياغة عاداتهم وأفكارهم لتناسب هذه الثقافة المادية اﻻستلاكية الجديدة، فأصبح المجتمع مستهلكاً لكل شيء بما فيه قيم وعادات وأنماط حياة الآخرين.
ـ الآن فقط عرفت أن افتتاحية قناة صوت العرب أخذتها عنها قناة صوت الجماهير العراقية التي كانت تبث أيام التسعينات الميلادية تقول اﻻفتتاحية المصرية: أمجاد يا عرب أمجاد في بلادنا كرام أسياد أمجاد يا عرب أمجاد ومؤلف هذه الأبيات هو محمد سلمان وهو ذاته مؤلف نشيد: لبيك يا علم العروبة كلنا نفدي الحمى، لبيك واجعل من جماجمنا لعزك سلما.
ـ أخبرنا المؤلف أن إذاعة صوت العرب أنشأتها المخابرات المصرية.
ـ في هذا الكتاب شيء يحد من متعته، وهو أنه دسم أكثر مما ينبغي، فيشعر معه القارئ بتخمة وامتلاء يتمنى خلالها التوقف عن القراءة، فهو يستعرض كل شيء في السبيعنات حتى توقن أنه لم يترك مسلسلاً ولا برنامجاً إلا شاهده أو استمع عليه، ولا مجلة وأحياناً ولا مقالاً إلا قرأه، ولا ظاهرة أو حادثة إلا عرفها واقترب منها، وكما يُقال يكفي من القلادة ما أحاط بالعنق.
ـ في نهاية الكتاب أثبت المؤلف حقوق الصور التي نشرها في كتابه، ويبدو لي من قراءتها أنه بذل جهداً في الحصول على حقوقها.
ـ شكر المؤلف في نهاية الكتاب كل من ساعده، وهذا الشكر يفس�� لنا بعض ما غمض علينا فهمه في الكتاب، فصاحب دار النشر التي طبعت الكتاب هو من اقترح على المؤلف كتابه هذا، ومدير النشر كان تتابعه أثناء تأليفه له وأبدت له ملحوظات أخذ بها ورضي عنها، وعليه يمكن لي أن أفترض أن دار النشر قامت بدور كبير ليس في اقتراح الكتاب بل وفي إيجاد فريق عمل يسانده يقترح عليه الموضوعات ويجمع له كل ما يحتاجه للكتابة عن تلك الفترة، وليس في هذا عيب لا على الكاتب ولا على دار نشره، بل يسجل لهما ذلك، لأن الهدف هو إنتاج كتاب ناجح، وأحسب أنه حقق ذلك، لكن هذا العمل المتقن في صنع مادة الكتاب هو الذي أفسده قليلاً، لأنه جاء شاملاً وتفصيلاً أقرب إلى الدراسة الإحصائية منه إلى التجربة الذاتية والكتابة الانطباعية، كما احتلت الدراما والسينما مساحة كبيرة من الكتاب، والسبعينات ليست كلها أفلاماً وصحافة وتلفاز.
يبدأ الكتاب بجنازة عبد الناصر وينتهي بجنازة السادات .. الكتاب يتحدث بشكل كبير عن التليفزيون واثره الكبير في تشكيل عقلية المؤلف في صباه ومراهقته .. هناك بالطبع جوانب اخرى كالمدرسة والسينما والكتب لكن التأثر بالتليفزيون يبدو طاغيا بلا منافس تقريبا. يستفيض الكاتب في الحديث عن برامج وافلام ومسرحيات وحفلات واحداث سياسية نقلها التليفزيون وشاهدها في حينها وعاصرها.
لا اتعجب لهذا .. فهذا كتاب يحكي فيه المؤلف عن فتره صباه .. بالتأكيد لن تخرج اهتماماته عن نطاق الكرة والتليفزيون والاغاني .. هذا امر مفروغ منه.
ستستمتع بالكتاب كثيرا اذا كنت ممن عاصروا تلك الفترة .. اما لو لم يسعدك الحظ بالميلاد خلال تلك الحقبة فانك ستمر باصعب 380 صفحة من الاستطراد الممل عن اشياء لا تعني لك شيئا .. خصوصا وان الكاتب قد اسرف في سرد كلمات اغانيه المفضلة بطريقة مزعجة.
في نهاية الكتاب توجد قصتين قصيرتين للكاتب يظهر فيهما قدرته على الحكي بشكل رائع .. كان الكتاب سيكون الطف كثيرا لو تمت صياغته بصورة روائية بدلا من التحقيق الصحفي الاخباري كما حدث.
لولا أن التقييم بخمس نجمات فقط لكنت قيمته بعشر او مائة نجمة .. هذا كتاب نادر الجمال .. استمتعت به إلى أقصى درجة .. سرد ممتع لذكريات الكاتب الشخصية التي تمتزج مع العام .. فخرج الكتاب وكأنه تأريخاً للسبعينيات ولكن من رؤية خاصة .. كل الذكريات التي يحكي عنها تسدعي بالضرورة فيضاً من الذكريات الشخصية للقارئ مما ادى إلى حالة جميلة من النوستالجيا.. بإختصار هذا ليس كتاب عن السبعينيات أو سرداً لحكايات شخصية لكنه كتاب كل زمان و كل واحد منا . أستمتعت بشدة و أدعوكم للاستمتاع
سيرة ذاتية يحتفى ويعتز فيها الكاتب بوالده وموروثاته التى نقلها له فى سنوات السبعينيات الثرية بالتغييرات السياسية والإجتماعية والإقتصادية والفنية والتى كان لها آثر بالغ على المجتمع المصرى حتى تاريخه , تمتع الكاتب بجماليات السرد فى إطار تاريخى يستفيد منه القارىء وكأن من يقرأ عاش السبعينيات بكافة تفاصيلها