يستهدف في المقام الأول القارئَ العامَّ غيرَ المتخصّص في علم التاريخ. وربما وجد فيه المتخصص فائدة. وهو يناقش عدّة مسائل، منها: المصدر: ماهيته، فهمه. والحيادية والموضوعية. ومَن المؤرّخ؟ وكيف يُقرأ للمؤرخ؟ وعوامل مساعدة لتقويم الكتابة التاريخية. وهل يعيد التاريخ نفسه؟ وهل حقًّا أن المُنتصر هو من يكتب التاريخ؟ وماذا نستفيد من قراءة كتب التاريخ؟ وربما اندرج تحت هذه الموضوعات أخرى غيرها فرعيّة مرتبطة بها.
ويؤمَل أن يكونَ الكتاب ملائمًا للقارئ العام، ويجيبَ عن بعض الأسئلة التي تتداعى في ذهنه عند قراءته أيَّ مادّة تاريخية، أو رؤيته مادةً وثائقيةً.
انتهيت للتو من قراءة هذا الكُتيّب الممتع النافع وسبب اختياري له هو حبي وشغفي وحماسي للقراءة في علم التاريخ،أنصح به بشدة لمن أراد أن يأخذ لمحة عن قراءة كتب التاريخ والاستفادة منها وهو غير متخصص،وقد أجاد المؤلف بتسهيل أسلوبه وإيصال الفوائد للقارئ بيسر وسهولة دون إسهاب أو إخلال
كُتيب صغير وخفيف لكن أهميته كبيرة بالنسبة لي.. تكمن أهميته في مدى تعريفه للقارئ العام لمفاهيم مهمة في علم التاريخ ليستطيع -وهو قارئ غير متخصص في التاريخ- أن يفرق بين الرديء والجيد من كتب التاريخ ومجلداته.
وهو مدخل ممتاز وسريع للتعمق في هذا العلم الجميل وتستطيع كهاوي أو كقارئ عام في التاريخ أن توسع دائرة فهمك وتعلمك بشكل سليم في التاريخ..
كتيب رائع عن اهمية التاريخ في معلومات مختصره ومفيدة والفائدة جدا كبيره منه مثلا اذا قرأت كتاب تاريخي ووجدت الكاتب متعالي على نصوصه وعلى الحضارة والشعب الذي يكتب عنها اعلم انه غير محايد وايضا ماهي الفروقات بين المدون والمورخ والقاص واسئلة شائعة واجابات عن ان التاريخ يكرر نفسه وصحتها وهل التاريخ يكتبه المنتصر
لم اجد في التطبيق الكتاب الذي قرأته والذي يشبه في عنوانه هذا الكتاب ولم استوعب ذلك إلا بعد إتمامي للكتاب وتقيمي له. عنوان ما قرأت "كيف نقرأ التاريخ الإسلامي-الدكتور مجيد الخليفة"، وادناه تقيمي له.
يلخص المؤلف لُب تخصصه في صفحات يسيرة تسهل للمهتم في علم التاريخ دخوله والغوص في جماله. فيبدأ بتفنيد أنماط علم التاريخ إلى خمسة أنواع: ١- الأخبار؛ كالرواية الشفوية وتتبع أخبار سيد البشر محمد عليه افضل الصلاة وأتم التسليم. ٢- المغازي والسير؛ كأحوال العرب قبل وبعد البعثة ومعاملات السلاطين في غزواتهم. ٣- الحوليات أو التاريخ العام؛ وهو ترتيب التاريخ وفقاً للسنوات الهجرية وأبرز احداث كل عام، كعام الفيل. ٤- التراجم؛ وهي السير المختصرة عن الأعلام، وينقسم هذا الباب إلى ستة أقسام فرعية: أ. تاريخ المدن ب. الطبقات ج. الوفيات د. التراجم العامة ف. الشيوخ ك. المرتبة على أساس القرون
٥- كتب الأنساب؛ واشتهر العرب فيه وأولوه أهمية أكثر من غيره، كالروم مثلاً واهتمامهم بعلم الطب مثلاً.
يؤكد الكاتب ان القرآن ليس كتاب تاريخ وان كان مافيه من قصص تاريخية، ولكن يتناول موقع التاريخ من القصة القرآنية على ثلاثة مستويات: ١- السرد التاريخي للوقائع ٢- السنن التي تحرك التاريخ (قوانين الحركة التاريخية) ٣- القوة المؤثرة في الحضارات والأمم
(لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب). (قد خلت من قبلكم سنن فسيروا في الأرض فانظرو كيف كان عاقبة المكذبين).
وشدني في الكتاب شرحه المختصر لمدارس قراءة التاريخ الإسلامي ومحاولته احياء همة القارئ في رفع عزة الدين. فمثلاً، انتقد الكاتب استخدام وتطبيق المصطلحات الحديثة كالرأسمالية واليسارية على أعلام المسلمين لأصولها الغربية. وأعيب عليه ذلك لأن مضاداتها ليست سلبية وانما هي وصفية وأداة تفنيد للمدارس الفكرية ولا أذكر مصطلحات إسلامية قابلتها، والأفضل والأنفع بكل تأكيد هو تطوير الحضارة الإسلامية لمدارس فكرية جديدة ليس بالضرورة هدفها تطوير مصطلحات حديثة وإنما تطبيق الإسلام وتعاليمه وثقافته على الحضارة الحديثة.
واقترح الكاتب كُتب تاريخية شدني منها: - الاستشراق والتنصير - سير أعلام النبلاء للذهبي - دراسة التاريخ للمؤرخ ارنولد توينبي (يذكر فيه ٢١ حضارة وكيف ظهرت وفنت) - زاد المعاد في هدي خير العباد لإبن القيم (عن السيرة النبوية والشمائل المحمدية) - العواصم من القواصم لإبن العربي (يناقش ويرد على مخالفين العقائد) - تاريخ بغداد للخطيب البغدادي - تاريخ الإسلام للذهبي (يعرض فيه تاريخ بداية الهجرة حتى عام ٧٠٠هجري) - البداية والنهاية لإبن كثير (يعرض فيه الاسرائيليات وماورد على ألسنة اكثر البشر)
لطالما شدني علم التاريخ، فأول ما قرأت في حياتي واتذكره كان مجموعة كتب عن تاريخ الحروب غُصت في ورقاتها ولم أتجاوز المراهقة حينها. واختم بما بدأه المؤلف في مقدمة كتابه.. "التاريخ هو الذي يكتبه الرجال، لا الذي يفعله الرجال".