تخوض أمل جميع في مجموعتها القصصية "امرأة بيضاء.. رجل خمري" واقعا شديد التعقيد، تحبك أحداثه بطريقة أبدعت من خلالها في الوصول إلى نفس القارئ، مع إتقانها فن التشويق والإثارة في ترتيب الأحداث. وهي في ذلك تدندن على عناصر الترقب لما سوف يحدث، والتطلع إلى الآتي بكل لهفة وتشوق. وقد نجحت في تصوير مواقف متعددة يحفل بها المجتمع في صورة إبداعية فاضت في أكثرها مشاعر الأسى والحزن، ووظفت في بعضها عناصراللهجة والمصطلحات الإماراتية في توثيق قصصي لأشياء تراثية قد تكون غابت عن حاضر التخاطب في زحمة العصر الحديث.
يحوي هذا الكتاب بعضاً من القصص القصيرة التي تناقش بعضاً من القضايا الاجتماعية، وبعضاً من المواقف التي قد تمر علينا في حياتنا.. .. أسلوب الكاتبة في السرد جميل ومشوّق، تعيش في أجواء القصص، في تلك الأزمنة المختلفة بين الماضي والحاضر، كذلك استخدمت الكاتبة بعضاً من المصطلحات العامية من اللهجة الإماراتية بأسلوبٍ جميل ومتناسق..
أن تضع بصمتك الأولى في عالم الكتابة فذلك شان تراه روحي المتعلقة بالقراءة والقلم أمر عظيم.. وأن تناقش تلك البصمة الأولى في نادي قراءة أنت أسسته فلعمري ذلك أمر جلل.. وأن تكلل تلك المناقشة بكل ذاك الحب الذي فاض به كل من حضر فتلك لعمري نعمة وأي نعمة..
نعم فخمس سنين من القراءة والنقاش كفيلة بأن تبني قارئ رفيع الذائقة القرائية.. وكذلك هن بنات سجال.. السجاليات.. مصدر فخر سجال واعتزازه. نعم فليس أحد كرفيقات الورقة والكلمة حري بأن يناقش كتابي أنا أولا.. فهن موطن ثقتي ولبنة من لبنات بناء الكاتب في أعماقي..
وفي السابع من الشهر الجاري التقينا لمناقشة كتابي.. فرحت الأولى المعنونة بامرأة بيضاء رجل خمري.. وكان الحضور غامرا مفعما بالجمال ، حيث عمدنا إلى تناول القصص عن طريق صندوق وضعنا في باطنه لكل قصة رمز ، وقدمنا لكل سجالية صولجان اختارته بنفسها ، وقد كتب على رأس كل واحد منه تعليمات البدء باللعب.. ككلمة: لا.. أو عبارة: يسارك بمقعدين .. أو :أنت التالية.. ووضعنا في الصندوق الغامض مع رموز القصص سبع هدايا أخر.. فالمناقشة فن لا يخلو في ملتي واعتقادي من المرح.. وكان اللقاء حافلا به..
كان كوب الشاي رمز لقصة استكانة، والبرقع رمز لقصة أم أحمد.. وسلاح محلى بالحلي التراثية رمز لقصة ليلة.. وقطع أحجية ملونة رمز لقصة غفوة .. و وردة متلفة رمز لقصة كان حبيبي.. ودمية خشبية خمرية اللون إلا من بقعة بيضاء رمز لقصة امرأة بيضاء رجل خمري.. وزجاجتين لإرضاع الأطفال إحداهما موشحة بالأزرق والأخرى بالوردي رمز لقصة أمل على حرف..
وكان اللقاء حافلا .. والآراء عطرة.. وسعادتي غامرة.. فأي سعادة تلك التي انتابتني وأنا أرى حيرة تغمر عقل سجالية .. وصعوبة فهم تغمر عقل أخرى.. وسيل ثري من التسائلات.. جانب منها يخص الكاتب وآخر يخص الكتاب وآخر يخص الكتابة ناهيك عم خص القصص ذاتها.
ونحن في سجال كم شاركنا الكتاب على مر السنين كتابة النهايات لرواياتهم المفتوحة النهاية، وكم امتعنا ذلك.. فما بالكم وقد وجدت هذا.. ما بالكم وقد انهى السجاليات قصصي المفتوحة النهايات بروائع تصوراتهن،، احببت هذا.. احببت كل شيء في ذلك اللقاء